الـســؤال
عندما ارسل الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الرسائل الى قيصر الروم وملك فارس يدعوهم للاسلام او الجزية او الحرب لم يذكر فيها الامام علي عليه السلام اذ قال فيما معناه ( ان تشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله ) ولم يضف علي ولي الله لماذا؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم لديكم ان احكام الشريعة المقدسة قد نزلت بالتدرج ولم تنزل دفعة واحدة ، فانك تجد مثلاً أن النطق بالشهادتين في اول الدعوة مدعاة لعصمة المال والدم كما ورد في الأحاديث الشريفة المتضافرة : (لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على الله) (كتاب الأم للشافعي 6 / 157 ، والبحار للمجلسي 68 / 242) ... ثم بعد نزول الفرائض وتوسع الأحكام قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : (من شهد أن لا إله الا الله ، واستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فذلك المسلم ، له ما للمسلم وعليه ما على المسلم) (جامع الأصول لابن الأثير 1 / 158 ـ 159 ) .. لذا فالرسائل التي بعثها النبي الاعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الى رؤساء البلدان في أول الدعوة كانت وفق هذا السياق وهو اعلان التوحيد الذي اراده الله سبحانه بان لا يشرك به عباده شيئاً والاقرار بنبوة نبيّه محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذي يعني التسليم بكل ما سيبلّغه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للأمة ومنها ولاية علي (عليه السلام) التي نزل أمر الله سبحانه للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالتبليغ بها في آخر الدعوة كما هو المعلوم في قوله تعالى : يا أيها النبي بلّغ ما أنزل إليك من ربّك والله يعصمك من الناس (الآية)، وقد جمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أصحابه في ذلك الموقع الذي يقال له غدير خم في حادثة مشهورة معروفة ليخبرهم بأمر الله في التبليغ بولاية علي (عليه السلام) ، وبعد التبليغ بولايته (عليه السلام) نزل قوله تعالى : (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) .
نعم ورد التبليغ بولاية علي (عليه السلام) وخلافته بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في موارد خاصة ـ لا على نحو التبليغ العام كما جرى في غدير خم ـ كما في يوم الدار عند نزول قوله تعالى (وانذر عشيرتك الأقربين) حيث قال : النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) آخذاً بيد علي (عليه السلام) : أن هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا (يمكن مراجعة تاريخ الطبري ج2 ص 217 حيث ذكره بطرق متعددة ، والكامل في التاريخ لابن الاثير ج2 ص 22 ، وكذلك تاريخ ابي الفداء ج1 ص116 ، وقد اخرجه احمد بن حنبل في مسنده في ج1 ص 11 ، ص 159 وغيرها من المصادر ) .. ولعلّ للتأخر في الابلاغ العام بولاية علي (عليه السلام) أسباب كثيرة فيها موقع سيف علي (عليه السلام) في الذود عن حمى الرسالة ووتره لكل القبائل العربية بقتل أبنائها في الحروب التي واجهوا بها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ولخصائصه النفسية وقربه الشديد من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث جعله موضع حسد البعض وتحاملهم عليه ، لذا نجد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخشى التبليغ بأمر الولاية بشكل عام والله سبحانه قد علم من نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذه الخشية فأخبره سبحانه بأنه سيعصمه من الناس من حيث4 القتل والتكذيب عند التبليغ ، وقد وفى سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بما وعده عليه حيث سلّم جميع الحاضرين في يوم غدير خم على الإمام علي (عليه السلام) بالولاية وقد اشتهر قول ابي بكر وعمر في تلك الواقعة : أصبحت وأمسيت يا علي بن ابي طالب مولاي ومولى كل مؤمن و مؤمنة..
ودمتم في رعاية الله
مركز الأبحاث العقائدية
عندما ارسل الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الرسائل الى قيصر الروم وملك فارس يدعوهم للاسلام او الجزية او الحرب لم يذكر فيها الامام علي عليه السلام اذ قال فيما معناه ( ان تشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله ) ولم يضف علي ولي الله لماذا؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم لديكم ان احكام الشريعة المقدسة قد نزلت بالتدرج ولم تنزل دفعة واحدة ، فانك تجد مثلاً أن النطق بالشهادتين في اول الدعوة مدعاة لعصمة المال والدم كما ورد في الأحاديث الشريفة المتضافرة : (لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقّها وحسابهم على الله) (كتاب الأم للشافعي 6 / 157 ، والبحار للمجلسي 68 / 242) ... ثم بعد نزول الفرائض وتوسع الأحكام قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : (من شهد أن لا إله الا الله ، واستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فذلك المسلم ، له ما للمسلم وعليه ما على المسلم) (جامع الأصول لابن الأثير 1 / 158 ـ 159 ) .. لذا فالرسائل التي بعثها النبي الاعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الى رؤساء البلدان في أول الدعوة كانت وفق هذا السياق وهو اعلان التوحيد الذي اراده الله سبحانه بان لا يشرك به عباده شيئاً والاقرار بنبوة نبيّه محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذي يعني التسليم بكل ما سيبلّغه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للأمة ومنها ولاية علي (عليه السلام) التي نزل أمر الله سبحانه للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالتبليغ بها في آخر الدعوة كما هو المعلوم في قوله تعالى : يا أيها النبي بلّغ ما أنزل إليك من ربّك والله يعصمك من الناس (الآية)، وقد جمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أصحابه في ذلك الموقع الذي يقال له غدير خم في حادثة مشهورة معروفة ليخبرهم بأمر الله في التبليغ بولاية علي (عليه السلام) ، وبعد التبليغ بولايته (عليه السلام) نزل قوله تعالى : (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) .
نعم ورد التبليغ بولاية علي (عليه السلام) وخلافته بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في موارد خاصة ـ لا على نحو التبليغ العام كما جرى في غدير خم ـ كما في يوم الدار عند نزول قوله تعالى (وانذر عشيرتك الأقربين) حيث قال : النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) آخذاً بيد علي (عليه السلام) : أن هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا (يمكن مراجعة تاريخ الطبري ج2 ص 217 حيث ذكره بطرق متعددة ، والكامل في التاريخ لابن الاثير ج2 ص 22 ، وكذلك تاريخ ابي الفداء ج1 ص116 ، وقد اخرجه احمد بن حنبل في مسنده في ج1 ص 11 ، ص 159 وغيرها من المصادر ) .. ولعلّ للتأخر في الابلاغ العام بولاية علي (عليه السلام) أسباب كثيرة فيها موقع سيف علي (عليه السلام) في الذود عن حمى الرسالة ووتره لكل القبائل العربية بقتل أبنائها في الحروب التي واجهوا بها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ولخصائصه النفسية وقربه الشديد من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث جعله موضع حسد البعض وتحاملهم عليه ، لذا نجد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخشى التبليغ بأمر الولاية بشكل عام والله سبحانه قد علم من نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذه الخشية فأخبره سبحانه بأنه سيعصمه من الناس من حيث4 القتل والتكذيب عند التبليغ ، وقد وفى سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بما وعده عليه حيث سلّم جميع الحاضرين في يوم غدير خم على الإمام علي (عليه السلام) بالولاية وقد اشتهر قول ابي بكر وعمر في تلك الواقعة : أصبحت وأمسيت يا علي بن ابي طالب مولاي ومولى كل مؤمن و مؤمنة..
ودمتم في رعاية الله
مركز الأبحاث العقائدية
تعليق