<<حزب الله>> يتبنى العملية وإسرائيل <<مذهولة>> وتفتح <<تحقيقاً ميدانياً>>
<<مرصاد 1>> تقوم برحلتها الفلسطينية الأولى
حلمي موسى
دشنت المقاومة الإسلامية اللبنانية مرحلة جديدة في الصراع مع إسرائيل، وذلك بإعلانها للمرة الأولى امس عن إرسال طائرة استطلاع لرصد عدد من المستعمرات الإسرائيلية.
وفاجأ الإعلان الأجهزة الإسرائيلية، التي شعرت بالإرباك ليس فقط من هذا التطور وإنما كذلك من عدم اكتشاف الأجهزة الإسرائيلية لهذه الطلعة. وقرر الجيش الإسرائيلي، بعد إعلان حالة التأهب في الشمال، الشروع بتحقيق ميداني واسع لمعرفة أسباب هذا الفشل الاستخباراتي والعملياتي الكبير.
وربطت المصادر الإسرائيلية على الفور بين هذا الفشل والفشل الإسرائيلي في <<ليلة الطائرات الشراعية>> في كانون الأول العام 1987 التي تزامنت مع شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان رسمي أمس أنه <<عند الساعة العاشرة وثلاثين دقيقة من صباح الأحد (أمس)، نفذت طائرة الاستطلاع <<مرصاد 1>> التابعة للمقاومة الإسلامية أولى طلعاتها في أجواء شمال فلسطين المحتلة وقامت بالتحليق فوق العديد من المستعمرات الصهيونية وصولا إلى مستعمرة نهاريا الساحلية ثم عادت إلى قاعدتها بسلام>>.
وأضاف البيان <<أن هذا الإنجاز النوعي والجديد للمقاومة الإسلامية في لبنان، يأتي في سياق الرد الطبيعي على خرق العدو الصهيوني الدائم والمتكرر للأجواء اللبنانية كلما شاء وأراد، وابتداء من صباح اليوم الأحد (أمس)، فإن طائرات <<مرصاد 1>> ستحلق في أجواء فلسطين المحتلة متى أرادت المقاومة وشاءت في شكل من أشكال المواجهة المشروعة للخروقات والاعتداءات الصهيونية على السيادة اللبنانية>>.
وأصاب هذا الإعلان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بالذهول، خاصة أنه لم يسبق ذلك أي إشارات بهذا الصدد. غير أن إسرائيل، التي اعتادت على التعامل مع بيانات حزب الله بحرص، أعلنت في البداية أنها ستدقق في الأمر. وبعد ذلك جاء الاعتراف الإسرائيلي متلعثما بين الإقرار بالطلعة الجوية المستجدة وبين الإشارة إلى أن الأجهزة الإسرائيلية رصدتها حينا، ولم تتمكن من رصدها حينا آخر.
وفي كل الأحوال قررت القيادة العسكرية الإسرائيلية إجراء تحقيق واسع في وحدات الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وكذلك في الوحدات الاستخباراتية المكلفة رصد جميع التحركات في الجنوب اللبناني.
فقد أظهرت الطلعة الجوية الأولى لحزب الله خللا كبيرا في هذين القطاعين من الجيش الإسرائيلي. إذ كيف يستطيع حزب الله تنفيذ مثل هذه الطلعة الخطيرة من دون أن يتوفر للاستخبارات الإسرائيلية أي إنذارات عن ذلك أو عن امتلاك حزب الله لمثل هذه الطائرات التجسسية.
كما أن المشكلة الأشد تعقيدا في نظر قيادة الجيش الإسرائيلي تتمثل بمقدار الفائدة من التوظيفات الهائلة في وحدات الدفاع الجوي في الشمال. وكانت هذه التوظيفات قد تقررت ضمن العبر من أجل الحيلولة دون تكرار إخفاق كإخفاق <<ليلة الطائرات الشراعية>> التي هبط فيها مقاتلان من <<الجبهة الشعبية القيادة العامة>> في معسكر <<غيبور>> في شمالي فلسطين المحتلة.
واعتبر أحد كبار المعلقين العسكريين الإسرائيليين أن كل تلك الأموال دفعت
من أجل منع حدوث عمل كهذا. والأدهى في نظره أن خطورة إقدام حزب الله على هذا النوع من العمليات لا ينحصر في الجانب الاستخباراتي. فبوسع حزب الله أن ينفذ طلعات ذات طبيعة <<انتحارية>> تحمل فيها مثل هذه الطائرة متفجرات لاستهداف مواقع في العمق الإسرائيلي.
وأشارت <<يديعوت أحرنوت>> إلى أن ارتباكا أصاب الجيش الإسرائيلي جراء نجاح حزب الله في إرسال طائرة من دون طيار وإعادتها إلى لبنان من دون اكتشافها. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش قولها إن <<الحادث محرج ومحظور أن يحدث>>.
وادعى بيان عسكري إسرائيلي أن طائرة حزب الله <<جرى تحديدها من جانب الأجهزة التكنولوجية المفترض أن توفر المعلومات في مثل هذه الحالات غير أن التشخيص لم يكن كاملا ولذلك لم تتخذ إجراءات ضدها>>.
وردت مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي على الاتهامات بالفشل وقالت إنه جرى في الشهور الأخيرة تقليص وحدات الدفاع الجوي في الشمال <<وذلك لأسباب تتعلق بالموازنة>>. غير أن ثمة بين الخبراء من رد على هذا الادعاء بأن المسألة لم تعد تتعلق بطائرات شراعية أو بالونات وإنما بطائرات متطورة يفترض بدخولها المجال الجوي أن تضيء المصابيح الحمراء.
وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن الأمر لا يتعلق بجندية لم تفلح في رؤية الإشارة بل إن القصة أكبر من ذلك. والأخطر في نظر الخبراء أن الطائرة من دون طيار وبالسهولة التي دخلت بها إلى الأراضي الإسرائيلية خرجت منها من دون أن يكتشفها أحد.
وقال القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي إن السلاح مجهز بمعدات لاكتشاف نوع كهذا من الطائرات لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الانتباه وإلى المعلومات الاستخباراتية، إذ لا يمكن سد الأجواء بشكل مطلق.
ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن خبير طائرات شاهد بعينه في نهاريا الطائرة من دون أن يرتاب فيها أنها كانت تحلق على ارتفاع مئتي متر تقريبا وأنها كانت تطلق ضجيجا كبيرا. واعتبر رئيس بلدية نهاريا رون برومر أن هذه الطلعة هي مجرد بالون اختبار من جانب حزب الله للتعرف على رد الفعل الإسرائيلي.
ويعتبر كثيرون أن استخدام حزب الله لطائرة من دون طيار يشكل قفزة في المواجهة مع إسرائيل. ومن المؤكد أن هذا الاستخدام في هذا الوقت بالذات يطرح العديد من الأسئلة ليس فقط عن المزايا الفنية لهذه القدرة الجديدة وإنما كذلك عن عواقب الطلعات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.
وأعلن حزب الله أن هذه الطلعات ستتكرر إذا استمرت الطلعات الإسرائيلية. كما أن وزير الإعلام اللبناني الجديد إيلي الفرزلي أكد في حديث مع <<الجزيرة>> أن المقاومة قامت بذلك نظرا لأن الاحتجاجات الدولية لم توقف الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.
تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان قد أعلن الأسبوع الماضي أن حزب الله يقترب من استخدام أسلوب جديد لتغيير معادلة التعامل مع الانتهاكات الجوية الإسرائيلية. وقالت مصادر لبنانية ل<<السفير>> إن إعلان نصر الله هذا جاء إثر انتهاء الطواقم المختصة بهذا الملف من اختباراتها الميدانية. واعتبرت مصادر إسرائيلية أن نصر الله وعد مرة أخرى وأوفى بوعده.
عموما احتار المعلقون العسكريون الإسرائيليون في تحديد نوعية الطائرة التي استخدمها حزب الله. وقال أحدهم إن إيران تنتج أنواعا مختلفة من هذه الطائرات وإن سوريا أيضا تمتلك مثلها. وإذا كانت إيران أو سوريا وراء تزويد حزب الله بالطائرة فإن هذا ينقل الصراع إلى مرحلة جديدة.
غير أن معلقا آخر أشار إلى احتمال أن تكون الطائرة من النوع الذي يمكن شراؤه من الأسواق الدولية والذي كثيرا ما يستخدمه الهواة. وقال إنه يمكن تركيب كاميرا على طائرات من هذا النوع. وإذا كانت كذلك فإن الطائرة هي مجرد عمل دعائي أكثر مما هو عملياتي. ومع ذلك ليس بين المعلقين الإسرائيليين من استخف بقيمة هذا التطور.
وكان مراسل <<السفير>> في الجنوب قد أشار إلى أن الطائرة سقطت في المياه اللبنانية الإقليمية على مقربة من شاطئ الناقورة، وأن صيادين لبنانيين قاموا بالغطس انتشلا حطام الطائرة التي تسلمتها عناصر أمنية تابعة ل<<حزب الله>>.
وروى شهود عيان ل<<السفير>> أنه عند <<الساعة الحادية عشرة إلا ثلثا وبينما كانت تحلق طائرة استطلاع شبيهة بطائرة <<أم. كا>> الإسرائيلية، سمعنا دويا مماثلا لدوي هبوط الطائرات ورأينا الطائرة المذكورة تنخفض تدريجيا نحو البحر لتسقط في غضون ثوان معدودة في منطقة الحامول على بعد مئة متر شمالي مرفأ الصيادين>>. وقال هؤلاء إن الطائرة لم تحدث أي جلبة أو صوت هدير عال ولم تتعرض لأي إطلاق نار أو مضادات أرضية، بل انحدرت فجأة نحو المياه.
وقالت مصادر أمنية في الناقورة أن حزب الله يجري منذ فترة اختبارات على طائرة <<مرصاد 1>> الاستطلاعية، مضيفة أن الطائرة أخفقت بعد دقائق على انطلاقتها من داخل الحدود اللبنانية نحو المياه الإقليمية وسقطت في البحر على بعد كيلومترين من الحدود الدولية، في حين نفت مصادر الحزب ل<<السفير>> نفيا قاطعا سقوط الطائرة وقالت <<إن تجربة الطيران تمت بنجاح، على عكس ما اعتقد البعض، وإن تقنية هبوط الطائرة تقتضي ملامسة سطح البحر أثناء عودتها وإنهاء مهامها>>.
وعلمت <<السفير>> من مصادر مطلعة أن الطائرة من دون طيار كانت مجهزة بأجهزة رصد متكاملة وأنها نجحت في اختبارات سابقة. وأقلعت الطائرة من منصة خاصة وجالت فوق مستعمرات شمال فلسطين لأكثر من عشرين دقيقة قبل أن تعود إلى موقع الهبوط. وأكدت هذه المصادر أن ما رواه الصيادون لا يعكس بدقة ما حدث. وشددت على أن الطائرة حلقت على علو منخفض جدا وأنها لم تتعرض طوال رحلتها لأي عرقلة أو اعتراض ناري أو إلكتروني من جانب الإسرائيليين.
<<مرصاد 1>> تقوم برحلتها الفلسطينية الأولى
حلمي موسى
دشنت المقاومة الإسلامية اللبنانية مرحلة جديدة في الصراع مع إسرائيل، وذلك بإعلانها للمرة الأولى امس عن إرسال طائرة استطلاع لرصد عدد من المستعمرات الإسرائيلية.
وفاجأ الإعلان الأجهزة الإسرائيلية، التي شعرت بالإرباك ليس فقط من هذا التطور وإنما كذلك من عدم اكتشاف الأجهزة الإسرائيلية لهذه الطلعة. وقرر الجيش الإسرائيلي، بعد إعلان حالة التأهب في الشمال، الشروع بتحقيق ميداني واسع لمعرفة أسباب هذا الفشل الاستخباراتي والعملياتي الكبير.
وربطت المصادر الإسرائيلية على الفور بين هذا الفشل والفشل الإسرائيلي في <<ليلة الطائرات الشراعية>> في كانون الأول العام 1987 التي تزامنت مع شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان رسمي أمس أنه <<عند الساعة العاشرة وثلاثين دقيقة من صباح الأحد (أمس)، نفذت طائرة الاستطلاع <<مرصاد 1>> التابعة للمقاومة الإسلامية أولى طلعاتها في أجواء شمال فلسطين المحتلة وقامت بالتحليق فوق العديد من المستعمرات الصهيونية وصولا إلى مستعمرة نهاريا الساحلية ثم عادت إلى قاعدتها بسلام>>.
وأضاف البيان <<أن هذا الإنجاز النوعي والجديد للمقاومة الإسلامية في لبنان، يأتي في سياق الرد الطبيعي على خرق العدو الصهيوني الدائم والمتكرر للأجواء اللبنانية كلما شاء وأراد، وابتداء من صباح اليوم الأحد (أمس)، فإن طائرات <<مرصاد 1>> ستحلق في أجواء فلسطين المحتلة متى أرادت المقاومة وشاءت في شكل من أشكال المواجهة المشروعة للخروقات والاعتداءات الصهيونية على السيادة اللبنانية>>.
وأصاب هذا الإعلان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بالذهول، خاصة أنه لم يسبق ذلك أي إشارات بهذا الصدد. غير أن إسرائيل، التي اعتادت على التعامل مع بيانات حزب الله بحرص، أعلنت في البداية أنها ستدقق في الأمر. وبعد ذلك جاء الاعتراف الإسرائيلي متلعثما بين الإقرار بالطلعة الجوية المستجدة وبين الإشارة إلى أن الأجهزة الإسرائيلية رصدتها حينا، ولم تتمكن من رصدها حينا آخر.
وفي كل الأحوال قررت القيادة العسكرية الإسرائيلية إجراء تحقيق واسع في وحدات الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وكذلك في الوحدات الاستخباراتية المكلفة رصد جميع التحركات في الجنوب اللبناني.
فقد أظهرت الطلعة الجوية الأولى لحزب الله خللا كبيرا في هذين القطاعين من الجيش الإسرائيلي. إذ كيف يستطيع حزب الله تنفيذ مثل هذه الطلعة الخطيرة من دون أن يتوفر للاستخبارات الإسرائيلية أي إنذارات عن ذلك أو عن امتلاك حزب الله لمثل هذه الطائرات التجسسية.
كما أن المشكلة الأشد تعقيدا في نظر قيادة الجيش الإسرائيلي تتمثل بمقدار الفائدة من التوظيفات الهائلة في وحدات الدفاع الجوي في الشمال. وكانت هذه التوظيفات قد تقررت ضمن العبر من أجل الحيلولة دون تكرار إخفاق كإخفاق <<ليلة الطائرات الشراعية>> التي هبط فيها مقاتلان من <<الجبهة الشعبية القيادة العامة>> في معسكر <<غيبور>> في شمالي فلسطين المحتلة.
واعتبر أحد كبار المعلقين العسكريين الإسرائيليين أن كل تلك الأموال دفعت
من أجل منع حدوث عمل كهذا. والأدهى في نظره أن خطورة إقدام حزب الله على هذا النوع من العمليات لا ينحصر في الجانب الاستخباراتي. فبوسع حزب الله أن ينفذ طلعات ذات طبيعة <<انتحارية>> تحمل فيها مثل هذه الطائرة متفجرات لاستهداف مواقع في العمق الإسرائيلي.
وأشارت <<يديعوت أحرنوت>> إلى أن ارتباكا أصاب الجيش الإسرائيلي جراء نجاح حزب الله في إرسال طائرة من دون طيار وإعادتها إلى لبنان من دون اكتشافها. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش قولها إن <<الحادث محرج ومحظور أن يحدث>>.
وادعى بيان عسكري إسرائيلي أن طائرة حزب الله <<جرى تحديدها من جانب الأجهزة التكنولوجية المفترض أن توفر المعلومات في مثل هذه الحالات غير أن التشخيص لم يكن كاملا ولذلك لم تتخذ إجراءات ضدها>>.
وردت مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي على الاتهامات بالفشل وقالت إنه جرى في الشهور الأخيرة تقليص وحدات الدفاع الجوي في الشمال <<وذلك لأسباب تتعلق بالموازنة>>. غير أن ثمة بين الخبراء من رد على هذا الادعاء بأن المسألة لم تعد تتعلق بطائرات شراعية أو بالونات وإنما بطائرات متطورة يفترض بدخولها المجال الجوي أن تضيء المصابيح الحمراء.
وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن الأمر لا يتعلق بجندية لم تفلح في رؤية الإشارة بل إن القصة أكبر من ذلك. والأخطر في نظر الخبراء أن الطائرة من دون طيار وبالسهولة التي دخلت بها إلى الأراضي الإسرائيلية خرجت منها من دون أن يكتشفها أحد.
وقال القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي إن السلاح مجهز بمعدات لاكتشاف نوع كهذا من الطائرات لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الانتباه وإلى المعلومات الاستخباراتية، إذ لا يمكن سد الأجواء بشكل مطلق.
ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن خبير طائرات شاهد بعينه في نهاريا الطائرة من دون أن يرتاب فيها أنها كانت تحلق على ارتفاع مئتي متر تقريبا وأنها كانت تطلق ضجيجا كبيرا. واعتبر رئيس بلدية نهاريا رون برومر أن هذه الطلعة هي مجرد بالون اختبار من جانب حزب الله للتعرف على رد الفعل الإسرائيلي.
ويعتبر كثيرون أن استخدام حزب الله لطائرة من دون طيار يشكل قفزة في المواجهة مع إسرائيل. ومن المؤكد أن هذا الاستخدام في هذا الوقت بالذات يطرح العديد من الأسئلة ليس فقط عن المزايا الفنية لهذه القدرة الجديدة وإنما كذلك عن عواقب الطلعات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.
وأعلن حزب الله أن هذه الطلعات ستتكرر إذا استمرت الطلعات الإسرائيلية. كما أن وزير الإعلام اللبناني الجديد إيلي الفرزلي أكد في حديث مع <<الجزيرة>> أن المقاومة قامت بذلك نظرا لأن الاحتجاجات الدولية لم توقف الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.
تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان قد أعلن الأسبوع الماضي أن حزب الله يقترب من استخدام أسلوب جديد لتغيير معادلة التعامل مع الانتهاكات الجوية الإسرائيلية. وقالت مصادر لبنانية ل<<السفير>> إن إعلان نصر الله هذا جاء إثر انتهاء الطواقم المختصة بهذا الملف من اختباراتها الميدانية. واعتبرت مصادر إسرائيلية أن نصر الله وعد مرة أخرى وأوفى بوعده.
عموما احتار المعلقون العسكريون الإسرائيليون في تحديد نوعية الطائرة التي استخدمها حزب الله. وقال أحدهم إن إيران تنتج أنواعا مختلفة من هذه الطائرات وإن سوريا أيضا تمتلك مثلها. وإذا كانت إيران أو سوريا وراء تزويد حزب الله بالطائرة فإن هذا ينقل الصراع إلى مرحلة جديدة.
غير أن معلقا آخر أشار إلى احتمال أن تكون الطائرة من النوع الذي يمكن شراؤه من الأسواق الدولية والذي كثيرا ما يستخدمه الهواة. وقال إنه يمكن تركيب كاميرا على طائرات من هذا النوع. وإذا كانت كذلك فإن الطائرة هي مجرد عمل دعائي أكثر مما هو عملياتي. ومع ذلك ليس بين المعلقين الإسرائيليين من استخف بقيمة هذا التطور.
وكان مراسل <<السفير>> في الجنوب قد أشار إلى أن الطائرة سقطت في المياه اللبنانية الإقليمية على مقربة من شاطئ الناقورة، وأن صيادين لبنانيين قاموا بالغطس انتشلا حطام الطائرة التي تسلمتها عناصر أمنية تابعة ل<<حزب الله>>.
وروى شهود عيان ل<<السفير>> أنه عند <<الساعة الحادية عشرة إلا ثلثا وبينما كانت تحلق طائرة استطلاع شبيهة بطائرة <<أم. كا>> الإسرائيلية، سمعنا دويا مماثلا لدوي هبوط الطائرات ورأينا الطائرة المذكورة تنخفض تدريجيا نحو البحر لتسقط في غضون ثوان معدودة في منطقة الحامول على بعد مئة متر شمالي مرفأ الصيادين>>. وقال هؤلاء إن الطائرة لم تحدث أي جلبة أو صوت هدير عال ولم تتعرض لأي إطلاق نار أو مضادات أرضية، بل انحدرت فجأة نحو المياه.
وقالت مصادر أمنية في الناقورة أن حزب الله يجري منذ فترة اختبارات على طائرة <<مرصاد 1>> الاستطلاعية، مضيفة أن الطائرة أخفقت بعد دقائق على انطلاقتها من داخل الحدود اللبنانية نحو المياه الإقليمية وسقطت في البحر على بعد كيلومترين من الحدود الدولية، في حين نفت مصادر الحزب ل<<السفير>> نفيا قاطعا سقوط الطائرة وقالت <<إن تجربة الطيران تمت بنجاح، على عكس ما اعتقد البعض، وإن تقنية هبوط الطائرة تقتضي ملامسة سطح البحر أثناء عودتها وإنهاء مهامها>>.
وعلمت <<السفير>> من مصادر مطلعة أن الطائرة من دون طيار كانت مجهزة بأجهزة رصد متكاملة وأنها نجحت في اختبارات سابقة. وأقلعت الطائرة من منصة خاصة وجالت فوق مستعمرات شمال فلسطين لأكثر من عشرين دقيقة قبل أن تعود إلى موقع الهبوط. وأكدت هذه المصادر أن ما رواه الصيادون لا يعكس بدقة ما حدث. وشددت على أن الطائرة حلقت على علو منخفض جدا وأنها لم تتعرض طوال رحلتها لأي عرقلة أو اعتراض ناري أو إلكتروني من جانب الإسرائيليين.