إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فلسطين والقدس في خطاب الإمام الخميني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلسطين والقدس في خطاب الإمام الخميني

    فلسطين والقدس في خطاب الإمام الخميني

    بقلم: عدنان أبو ناصر



    إن الحديث عن الإمام الخميني (رضوان اللَّه عليه) يعني الحديث عن بان من بناة التاريخ الذين لا يموتون، فيستوطنونه ويستمرون يمارسون تأثيرهم بعد الموت، وأحياناً بأخطر مما مارسوه خلال حياتهم من أعمال ونضالات. كما إن هذا الحديث صعب ومتشعب لأنه يحتاج أولاً إلى وعي مرحلة الإمام بتفاصيلها وحوادثها ورموزها وأنظمتها السياسية المتنفذة.

    ونتساءل: أية قوة روحية كان الإمام يختزنها فأتاحت له قيادة المسيرة السياسية الإسلامية، وأعطته الثقة الكبيرة في بدء رحلة تأسيس الوعي الثوري؟ أية مبادرة خلقت داخل الإمام ذلك العناد الثوري الهائل للوقوف في وجه العالم. كل العالم الذي أراد وإلى الأبد مغادرة الإسلام السياسي مسرح الحياة.

    من هنا يبدأ الذهول. ومن هنا تبدأ الحيرة في استيعاب الإمام الخميني (قدس) كقائد ومفكر ورمز ومؤسس وصاحب مدرسة ثورية، ومنهج ثوري، إنه ذهول الوصف وحيرة الاستيعاب، وصعوبة التصور ليس لدى الإنسان العادي بل لدى الإنسان الواعي والقائد الثوري، فليس من المبالغة القول: إن سبعين أو ثمانين سنة من المسيرة الثورية للإمام (قدس) لم تكشف عما قام به ولم تكشف عن كل ما أسسه. وعلينا إذن قراءة هذه المرحلة على ضوء رؤى هذا القائد وأفكاره، لا بل علينا قراءة الأفق المستقبلي على ضوء فعل الإمام ودوره وكذلك استشراف الإمام السياسي ذاته لمرحلتنا هذه ولمراحل قادمة لم تأت بعد.

    فها هو آية اللَّه السيد علي الخامنئي يتحدث عن الإمام ويقول: «لقد قيل الكثير حول إمامنا العزيز، لكنني أعتقد أنه من المبكر الآن أن نعرف نحن ويعرف المحللون العالميون إمامنا الجليل الفذ بشكل دقيق وكامل، فهو شخصية عظيمة يندر وجود مثيل لها بعد الأنبياء والأولياء كثيراً، إذ تظهر مثل هذه الشخصيات في مراحل معينة من التاريخ فتقوم بإنجاز أعمال كبرى ومنجزات ضخمة، وتضي‏ء في السماء كالبرق فيمتد نورها إلى كل مكان في الفضاء ثم تمضي، لقد قام، إمامنا الجليل الفذ بأعمال كبرى تتناسب ضخامتها مع عظمة الإمام نفسه».

    وأهمية هذا الكلام في وصف الإمام (قدس سره) ينطلق من كونه كلاماً قيل على لسان السيد الخامنئي ليس لأنه رجل الثورة الإسلامية الثاني بعد الإمام، ولا لأنه أكثر الثوريين استيعاباً لمنهج الإمام الخميني الثوري فحسب بل لأنه أيضاً رفيق الإمام في مسيرته الثورية قبل الانتصار وبعده، وكلمة السر التي كان يقولها الإمام في كل موقع ثوري ولجنة ثورية قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبعده، ولأنه الرجل الذي رشحته إيران برمتها ليحتل الموقع الأول في الدولة بعد رحيل الإمام (رضوان اللَّه عليه).

    وإذا كان الإمام القائد السيد علي خامنئي يقول: إن معرفة الإمام هي أمر مبكر فكيف حال أي إنسان أو محلل أو كاتب أو دارس يحاول أن يسلط الضوء على هذا العملاق الراحل.

    إلا أننا سنحاول في الآتي من السطور تسليط الضوء بشكل مكثف على موقع فلسطين والقضية الفلسطينية في خطاب الإمام الخميني (قدس).

    فمنذ البداية أدرك الإمام خطورة العلاقة المشبوهة بين نظام الشاه والكيان الصهيوني، وحذر من استمرار هذه العلاقة وزُج في السجن وأُبعد عن البلد نتيجة موقفه من هذه العلاقة.

    لقد أدرك أهمية بيت المقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بأبعادها الدينية كافة بدءاً من الإسراء والمعراج إلى الأقصى المبارك وقبة الصخرة... ودعا إلى الوقوف إلى جانب الفلسطينيين المستضعفين وضرورة مواجهة الغدة السرطانية إسرائيل واستئصالها من المنطقة.

    فالإمام (قدس) أولى فلسطين اهتماماً خاصاً عبر احتضانه منذ وقت مبكر وفي العقدين السادس والسابع من القرن العشرين للعمل الفلسطيني المقاوم. أما بعد الانتصار، فلقد أخذت هذه القضية موقعها في يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام يوماً لكل المسلمين للوقوف إلى جانب فلسطين وقضيتها.

    ذات مرة قال الإمام الخميني (قدس سره): «إننا نقف مع المظلومين، نحن مع كل مظلوم وفي أية بقعة من بقاع العالم، ونظراً لأن الفلسطينيين قد ظلموا من قبل إسرائيل، فإننا نقف معهم نساندهم... إننا سوف نطرد إسرائيل».

    من هذا القول يتبيّن لنا أن قضية فلسطين تحتل موقعاً هاماً في مبادى‏ء الإمام واهتماماته... وتبشرنا من ثم بأمل واعد ما زلنا نعيش لنراه يوماً... وكلنا ثقة بأن الأمل سيصير ذات يوم حقيقة لا تعرف التبديل لأن من يساندنا ويبشرنا بالعودة وبيوم الخلاص... سيطرد من بلادنا الصهاينة وبعزيمة أهلنا وكل المحبين لخير الإنسان... سيطرد الصهاينة الذين ما زالوا يشردون ويقتلون أطفالنا ويطمعون بالتوسع في أرضنا وفي كل الأصقاع.

    ففي عام 1962م وتحديداً في مطلع ذلك العام وقبل الانطلاقة العلنية للثورة الفلسطينية المعاصرة، قال الإمام في خطاب له: «لن يمر وقت لهذا السكون القاتل الذي يلف المسلمين إلا ويكون الصهاينة قد سيطروا على كامل اقتصاد هذا البلد، بعد أن يضمنوا دعم عملائهم لهم، ومن ثم جر الشعب المسلم، بكل شؤونه نحو السقوط».

    من هذا النص نرى كيف أن الإمام )قدس سره( كان ينظر إلى ذلك الكيان ووجوده في قلب المنطقة الإسلامية، وأن وجوده غير الشرعي في أرض فلسطين... يهدف إلى الحفاظ على مصالح أسياده الدوليين الذين أسسوه ودعموا كيانه.

    وفي عام 1963م وقف الإمام يندد بالأعمال الشيطانية لإسرائيل ويربطها بأسلوب ذكي محنك بأعمال الشاه حاكم إيران... مما دفع هذا الأخير إلى أن يرسل تحذيراته إلى الإمام وتلامذته طالباً عدم الربط بينه وبين الصهاينة، ومحذراً من الهجوم على إسرائيل... وكان الإمام أصر على موقفه هذا ولم يتراجع أبداً... وفي إحدى المدارس في مدينة قم... في المدرسة الفيضية التي تعد إحدى المدارس التاريخية الكبرى في إيران لتحصيل العلوم في هذه القلعة وقف الإمام يقول: «اليوم أطلعوني بأنهم اعتقلوا بعض الخطباء وقادوهم إلى مراكز الأمن وقالوا لهم: ثلاثة أمور لا دخل لكم بها وما شئتم تحدثوا، لا دخل لكم بالشاه ولا تتحدثوا عنه، لا دخل لكم بإسرائيل، ولا تقولوا إن الدين في خطر، ونحن إذا وضعنا هذه المسائل المهمة جانباً فبأي شي‏ء نتحدث مع الناس؟ إن مآسينا إنما هي مرتبطة بهذه الأمور الثلاثة».

    وتعليقاً على اعتراف الشاه بإسرائيل وتحالفه معها يقول الإمام (قدس سره) مخاطباً الشاه: «أما أنتم ودولة تركيا التي اعترفت مبكراً بإسرائيل فقد وقفتم صفاً واحداً إلى جانب إسرائيل».

    إن الإمام من خلال هذا النص يحذر الشاه الذي أصبح مع إسرائيل في خندق واحد في معاداة الشعوب الإسلامية الأخرى... إنه يبين أن ذلك يعود بأفدح الأضرار على الشعب المسلم في إيران ويسي‏ء إلى سمعة هذا الشعب الطيب... هذا الشعب الذي يقف بكل مشاعره مع إخوانه من الشعوب الإسلامية الأخرى إنه يرفض التحالف مع إسرائيل... إن الإمام يقول إن حلفاء إسرائيل ليسوا من شعبنا المسلم... ويقول إن ديننا يلزمنا بمعارضة أعداء الإسلام ومخالفتهم وقرآننا يقضي بأن نعادي كل من يعادي المسلمين... هذه هي سياسة الإمام وهذا هو منطقه (رضوان اللَّه عليه).

    وفي حديث له بتاريخ 10-4-1964م يقول (قدس سره):

    «إن إسرائيل في حالة حرب مع البلدان الإسلامية، والحكومة الإيرانية تتعامل معها بكل الود والمحبة، وتضع تحت تصرفها جميع القنوات الدعائية والإعلامية وتوفر لها التسهيلات اللازمة لإدخال بضاعتها إلى إيران... إن الشعب الإيراني يرفض بشدة تلك المساومات الرخيصة التي تنجز مع إسرائيل الخبيثة، والشعب الإيراني بري‏ء من هذه الذنوب الكبيرة، إن من يقوم بذلك هو الحكومة التي لا يقبلها الشعب مطلقاً»...

    بعد ذلك جاءت أيام نفي الإمام إلى تركيا، ولكنها لم توقف الصيحة أبداً. فظلت قوية بمحبة الجماهير، وها هو يعلن بعد أيام من بيانه التاريخي السابق ما يلي: «فليعلم العالم بأن جميع مشاكلنا تنبع من أمريكا... جميع مشاكلنا تنبع من إسرائيل، إسرائيل هي الأخرى جزء من أمريكا، وهؤلاء النواب هم أيضاً من أمريكا وهؤلاء الوزراء أيضاً كلهم عملاء وصنائع أمريكا».

    نعم هذه هي المشكلة... التي نظر إليها الإمام منذ البداية نظرة إستراتيجية محدداً فيها ثالوث المشروع الاستعماري في المنطقة: أمريكا إسرائيل العملاء في الوطن الإسلامي... إن هذه النظرة الإستراتيجية الشاملة لطبيعة معسكر الأعداء للشعب والأمة هي... هي ما زالت قائمة وكأني به موجود بيننا الآن... لقد رفض الإمام النظرة الجزئية للقضية الفلسطينية، وذلك برفض الحلول الجزئية التي تنتقص من الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني.

    ففي عام 1964م أصدر الإمام الخميني بياناً تعليقاً على مشروع تحويل نهر الأردن الذي ناقشه الحكام العرب في «مؤتمر القمة» يقول فيه:

    «... إنني أسأل المسلمين قائلاً: لماذا تنازعون إسرائيل على نهر الأردن؟ إن فلسطين كلها مغتصبة، فاعملوا على إخراج اليهود منها أيها المتشاغلون بأنفسكم، كيف تتركون فلسطين محتلة وتذهبون للنزاع حول مياه النهر؟ إنكم عندما تختلفون معها على ذلك فإنكم اعترفتم بوجودها كحاكمة على فلسطين بل كدولة لها الحق في فلسطين»!!

    إنه لا يريد أن يتعامل مع إسرائيل كواقع مفروض وموجود... بل إنه يبين من خلال خطابه هذا أن إسرائيل مغتصبة وطارئة ويجب العمل على إزالتها واجتثاثها وليس التعامل معها ومع إفرازاتها هذا التعامل الذي يرى فيه إقراراً واعترافاً بها... وعندما أُحرق المسجد الأقصى من قبل أعداء الإسلام، هذا الحريق الذي أصاب المنبر والجزء الجنوبي من المسجد... سئل الإمام (قدس سره) عن إعمار المسجد فقال: «لا يجب إعمار المسجد الأقصى ما دامت إسرائيل محتلة لفلسطين، كي تبقى جنايات وجرائم إسرائيل حية وظاهرة للمسلمين، مما يبعثهم على التحرك والعمل على استعادة الأراضي والمقدسات الإسلامية...».

    وعندما حلت نكسة حزيران عام 1967 بكل ويلاتها وأوجاعها... هذه النكسة التي كشفت عجز النظام الرسمي العربي عن مواجهة إسرائيل وتحطيم أهدافها في التوسع، حيث قامت دولة العدو باغتصاب ما تبقى من فلسطين وأجزاء أخرى من الأراضي العربية في هذه الأثناء لم يعد أمام الشعب الفلسطيني إلا الكفاح المسلح الذي انطلق وتصاعد ليكون رداً عملياً على هزيمة 1967م...

    في هذه الأثناء وكما في غيرها كان الإمام (قدس سره) حاضراً... وها هي صيحاته تأتي مدوية... ثائرة تحث أبناء الأمة الإسلامية على تزويد أبطال البندقية الفلسطينية بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي، ليتمكنوا من القيام بواجبهم العظيم الملقى عليهم.

    وفي جوابه على مجموعة من الأسئلة حول وجوب تقديم الدعم والإسناد الكافي إلى مسلمي فلسطين يقول: «لقد قلت سابقاً وأقول الآن: إن الكيان الإسرائيلي الغاصب يشكل خطراً عظيماً أخشى أن تفوت الفرصة علينا، فيما لو سمح له المسلمون في التوسع، وعندها لا يمكننا الوقوف أمام توسعه، ونظراً لأن احتمال الخطر يهدد أساس الإسلام فلا بد لجميع المسلمين بشكل عام والدول الإسلامية بشكل خاص، أن يبذلوا كل جهدهم من أجل استئصال غدة الفساد هذه من المنطقة، وأن لا يتوانوا في تقديم المعونات إلى المدافعين عن فلسطين، وليبذلوا كل ما في وسعهم لدعم هذا الأمر الحيوي...».

    وفي عام 1973م وعندما نشبت حرب تشرين بين الدول العربية وإسرائيل فإن الإمام الخميني (قدس سره) دعا هذه الدول التي تحارب إسرائيل إلى الصمود والمقاومة وامتلاك الإرادة القوية في هذه المعركة المقدسة، كما إنه دعا كل دعاة التحرر في العالم إلى أن يضموا أصواتهم إلى أصوات الشعوب الإسلامية استنكاراً للاعتداءات الإسرائيلية اللاإنسانية وإدانتها... كما إنه بشر بالفتح والظفر والانتصار إذا التزم المجاهدون بالصبر وتحمل الصعاب.

    ففي نداء الإمام الخميني في بداية حرب تشرين يقول: «يجب على الدول التي تحارب إسرائيل الآن، أن تلتزم بالجدية في هذا الصراع الإسلامي المقدس، وأن تقوي إرادتها وتستقيم وتصمد في نهجها، وأن لا تغفل عن التواصي بالحق والصبر الذي يعد من الأوامر الإلهية للمسلمين المبشرين بالنصر والظفر».

    وعندما حدثت الخطوة الصاعقة والمفاجئة التي قام بها الرئيس المصري (أنور السادات) عام 1977م، لتكون بداية التنفيذ العملي لإضفاء الشرعية العربية على إسرائيل، وكان ما كان من زيارة السادات للقدس وبعدها من توقيعه على اتفاقة كامب ديفيد الخيانية... وعلى إثر هذه الاتفاقية قال الإمام الخميني (قدس سره): «إن اتفاقية كامب ديفيد، تعد مؤامرة تهدف إلى إضفاء الشرعية على الاعتداءات الإسرائيلية، وهي في النتيجة غيرت الظروف والأجواء السائدة في المنطقة لصالح إسرائيل، وسببت الأضرار للعرب وللفلسطينيين، وهذه الحالة السائدة لن تقبل من قبل شعوب المنطقة».

    ثم يقول: «إن الشعب المسلم في إيران وجميع المسلمين في إيران وجميع المسلمين والأحرار في العالم لا يعترفون مطلقاً بإسرائيل، وإننا دوماً، نحمي وندافع عن الإخوة الفلسطينيين والعرب».

    ومع اندلاع الثورة الإسلامية في إيران بقيادته في مطلع عام 1978م، لم ينسَ الإمام ما يدور في فلسطين ولم يتوقف عن إصدار النداءات المؤيدة للشعب الفلسطيني والداعية إلى الوقوف إلى جانبه ونجدته وإنقاذ فلسطين، إلى حد أنه قال في أحد نداءاته إن من أسباب ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه هو حمايته اللامحدودة لإسرائيل وتأمينه لاحتياجاتها النفطية، ولأنه جعل إيران سوقاً للبضائع الإسرائيلية، إضافة إلى دعم الشاه المعنوي لإسرائيل مع أنه يتظاهر بإدانتها كي يخدع العالم.

    أي إن الإمام وهو في عز مواجهته للشاه ومن ثم في ذروة انتصار الثورة الإسلامية كان يبين ويفضح موقف الشاه المخلوع المؤيد والداعم لإسرائيل، ويربط بين قيام الثورة الإسلامية وبين موقف النظام المخلوع من إسرائيل وإنحيازه الدائم إلى جانبها.

    وعندما سأله مراسل محطة التلفزيون الأمريكي Abcغ (1-12-1978م)

    س: فيما لو سقط الشاه وتسلمتم السلطة مكانه فما التغييرات التي ستوجدونها حول العلاقة مع إسرائيل؟

    ج: نحن سنطرد إسرائيل، ولن نقيم معها أية علاقة فهي دولة غاصبة ونحن أعداؤها.

    س: هل يعني أن إسرائيل لن تستفيد من النفط الإيراني؟

    ج: لن تستفيد مطلقاً.

    س: لن يضخ النفط إلى إسرائيل مطلقاً؟

    ج: نعم.

    وفعلاً خسرت إسرائيل أكبر دعائم لها في المنطقة وخسرت الإمبريالية أكبر قاعدة له، وتوقف النفط والمساعدات والدعاية والإعلان، وتحول كل ذلك في مواجهة إسرائيل وقوى الاستكبار الأخرى.

    وعندما عاد (رضوان اللَّه عليه) عودته المظفرة من باريس إلى طهران قال: «اليوم إيران وغداً فلسطين...» فهبت الجماهير المسلمة في طهران كالسيل الهادر وترجمت هذا الشعار واندفعت نحو (سفارة إسرائيل) وأحرقت العلم الإسرائيلي ورفعت مكانه علم فلسطين وتحولت السفارة الصهيونية إلى سفارة دولة فلسطين، وبذلك تكون الجمهورية الإسلامية في إيران أول دولة في العالم تقيم سفارة لفلسطين.

    ولم يقف الإمام عند هذا الحد واستمر في احتضانه للقضية الفلسطينية إلى أن أعلن يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك كيوم يتضامن فيه كل المسلمين مع فلسطين وقضيتها المباركة.

    وإن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك تعد يوماً للقدس... ويوم القدس مجاور لليلة القدر، فيجب على المسلمين أن يحيوه... إن يوم القدس يوم عالمي... لا يختص بالقدس، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين... إنه يوم مواجهة الشعوب المستضعفة لتعلن عن وجودها أمام المستكبرين... إن يوم القدس، هو يوم الإسلام، ويوم إحياء الإسلام وتطبيق قوانينه في البلاد الإسلامية، وهو اليوم الذي لا بد فيه أن يمتاز الحق عن الباطل... نسأل اللَّه تبارك وتعالى، أن ينقذ إخواننا في فلسطين وجنوب لبنان وفي شتى بقاع العالم، من ظلم المستكبرين والقراصنة الدوليين«. هكذا يربط الإمام بين إحياء يوم القدس العالمي وإحياء ليلة القدر حيث إنه يعد هذا الإحياء واجباً دينياً يجب على كل المسلمين إحياؤه والقيام به، فهو أمر إلهي للدفاع عن الإسلام وتعاليمه، هذه التعاليم التي تحض على الجهاد في سبيل اللَّه ومقاتلة الأعداء الذين استباحوا أرض الإسلام وعاثوا فيها فساداً، فهو هنا يعتبر المشاركة في إحياء يوم القدس جزءاً من الواجبات التي على المسلم القيام بها، كما إنه يطلب من كل المسلمين المشاركة في هذا اليوم الذي يعد يوماً لكل المسلمين ليس لشعب فلسطين أو للشعب العربي فقط، فهو هنا يؤكد مرة أخرى على طبيعة الصراع ويحدد القوى المشاركة في هذا الصراع فهي أولاً شعب فلسطين والشعب العربي والشعوب المسلمة في كل بقاع العالم، ومن جهة الأعداء إسرائيل وكل من يقف وراءها من قوى الاستكبار والعملاء...

    ويستمر نهج الإمام الخميني )قدس سره( من بعده... فها هو الإمام القائد السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الإسلامية يعلن: أن فلسطين جزء من الجسد الإسلامي وواجب المسلمين الغيارى في يوم القدس أن يهبوا لنجدة الشعب الفلسطيني المظلوم ودعمه...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X