السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نبث إليكم حديث الجمعة الموافق 13 – صفر-1423 (26-4-2002)
والذي كان تحت عنوان:
الأوهام المسيطرة : موجباتها وعلاجها
وإليكم أهم محاور ما دار في هذا الحديث:
1 - إن الإنسان لا يتعامل مع الخارج ، إلا على أساس صور مختزنة في داخل النفس ، والتي كثيرا ما تكون مخالفة للواقع ، أو معاكسة لها تماماً.. ومن هنا لزم القيام بعملية مسح شامل لداخل النفس ، لحذف الملفات التي لا تعطي صورة صادقة للواقع .. وهذا هو منشأ الزلل التعاملي ، وذلك للانخداع بتلك الصور التي على اساسها يتم التعامل .
2 - إن الوهم بروافده العديدة ، من موجبات شحن الباطن بكم كبير من الصور الباطنية ، التي لا تلامس اليقين أبداً .. ومن هنا أمرنا القرآن بعدم اتباع الظن ، وما ليس لنا به علم.. وإننا مسؤولون (سمعا وبصرا وفؤادا) عما نحققه ، نتيجة لتصديق الأوهام ، والظنون الباطلة.
3 - من روافد الوهم في حياتنا : تصديق دعاوى تحقق السحر في الحياة - وخاصة بين الزوجين - والمطلوب قبل الاعتقاد بدعاوى الذين يتاجرون بهذا العمل المحرم (بابتزاز الضحية بعد التلقين) هو البحث عن مناشئ الخلاف ، لئلا نلقي اللوم على الخارج الموهوم ، بدلا من البحث عن الواقع المعلوم.. فإن ما يرسم درب الحياة هو : ما يقوم به العبد من خير اوشر ، ثم إيكال الأمر للحفيظ العليم .. وهذه سنة الله تعالى في خلقه.
4 - إن الروايات الشريفة تحذرنا من الركون إلى الذين يحاولون التصرف في عالم الوهم والخيال - وهو أساس السحر – اذ لا واقع له حقيقة ، والا كان كالمعجز.. فقد روي عنه (ص) : من مشى الى ساحر، أو كاهن ، أو كذاب يصدقه بما يقول ، فقد كفر بما انزل الله من كتاب .. وعن علي (ع) : من تعلم شيئا من السحر ، كان آخر عهده بربه.
5 - إن من روافد الوهم : الاعتقاد بالابراج والنجوم ، وقد جعل من الأمور التي تظلم الهواء .. ومن الغريب ان تطرح وسائل الاعلام هذه التخرصات التي لا تستند الى علم بل ولا الى ظن ، وهو بعيد كل البعد عن المنطق العلمي والديني .. فلماذا يتداولها المثقفون الذين يؤمنون بضرورة ثبوت كل شيء ، من خلال اسس الاثبات المعروفة حسا او تعبداً ؟!..
6 - من روافد الوهم : ما تعارف عليه العوام من قراءة الفنجان والكف ، وهي امور اشبه الى التسلية والنوادر منه إلى الكشف عن الواقع .. ان الاخبار عما وراء الطبيعة من الاحداث المستقبلية ، من الامور التي استأثر بها الله تعالى ، ولا يطلع على غيبه إلا من ارتضى من الرسول ، او المنصوب من قبله ، في حدود ما أذن به عالم الغيب المتعال.. والامر اجل من ان يكشف بفنحان او باخبار جني!.
7 - من روافد الوهم : التأثر بالمنامات بحقها وباطلها، والحال ان المنام بعضه حق ، وبعضه انعكاس لا شعوري للصور المختزنة من عالم الشعور في اليقظة.. فعملا بقاعدة ( اذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال) ينبغي عدم التأثر بما لا يكشف عن الواقع .. فإذا كان كلام المعصوم (ع) في المنام لا يعد حجة على المكلفين ، فكيف بما وراءه؟!.. ومما ينبغي الالتفات إليه ، ان تعبير المنام من العلوم الخفية ، فلا يركن الى من يتخرص التأويل ، بقراءة كتاب او كتابين في تعبير الاحلام..
8 - من روافد الوهم : الاعتقاد بتأثير الاشباح والجن عند كل حركة مشكوكة !.. والحال ان الجن طائفة من الخلق ، خلقهم الله تعالى - كالأنس- من أجل تحقيق عبوديته ، ولم يؤذن لهم بالتصرف في حياة الأنس جزافاً.. وعلى الذين يسعون لما يسمى بالتسخيرات ، الالتفات إلى أننا لم نخلق لمثل هذه الأمور ، وهي محاولة للتصرف في عناصر الوجود ، بما ليس في طريق العبودية بشيء ، ولطالما وقعوا وأوقعوا الاخرين ، في دوامات من الوهم ، والوحشة الكاذبة.
9 - ان الاستغلال التجاري للشفاء بالقرآن والتعويذات ، عمل قد يسيء الى القرآن ، ويحوله من كتاب هداية ، إلى كتاب يراد به صرف الناس عن وسائل التداوي المتعارفة ، التي أمر الله تعالى بها ، من جهة الاخذ بعالم الاسباب .. انا لا ننكر الشفاء في : القرآن، وماء زمزم ، وتربة الحسين الشهيد (ع) ، إلا أن ذلك ليس من باب العلة التامة ، بل انه من المقتضيات التي لا بد وان يقترن معها مقتضيات اخرى ، بالاضافة الى ارتفاع الموانع التي لا نحيط بها علما.. اضف الى أن القطع بالتأثير ، وفي ايام معينة ، وبطريقة خاصة - من قبل المتاجرين بها - ليس من الامور التي تستند الى دليل ، لا من كتاب ولا من سنة.
10 - ان خير وسيلة لدفع الاضرار المحتملة هي : الاستعاذة القلبية ، والالتجاء الى ولي الامر ، الذي يصرف شؤون عباده (رب الناس) والملك الذي لا يعجزه شيء (ملك الناس) والمعبود الذي ينبغي الاستعانه به (إله الناس).. إن من كان واجداً لتلك الامور ، هو الجدير بأن يلتجأ اليه عند كل مخوف وملمة .. ومما يعزز هذه الحالة القلبية ، هو الإكثار من قراءة المعوذتين اللتين انزلتا على النبي (ص) حماية له، ولاهل بيته ، ولأمته من بعده ، وذلك من الاخطار المادية المتمثلة : بـ ( الإيذاء الانسي ، وما خلق من الشر عموماً ) ، والمعنوية : المتمثلة بـ ( الوسواس الجني ، والنفاثات في العقد ، والحاسد اذا حسد ).
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالرابط التالي :
http://www.alseraj.com/main.shtml
الدال على الخير كفاعله .
والسلام ختام .
===========================
ملاحظة:
1- عرضنا في قسم المحاضرات المبوبة ( المختارات ) مجموعة جديدة من المحاضرات المرئية في حقول مختلفة.
2- نظرا الى أن تكرر بعض عناوين المشتركين ، يرجى ممن تصله رسائل مكررة اعلامنا بذلك ليتم حذف المكرر.
عنوان المراسلة والاعلام : alseraj@alseraj.com
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
نبث إليكم حديث الجمعة الموافق 13 – صفر-1423 (26-4-2002)
والذي كان تحت عنوان:
الأوهام المسيطرة : موجباتها وعلاجها
وإليكم أهم محاور ما دار في هذا الحديث:
1 - إن الإنسان لا يتعامل مع الخارج ، إلا على أساس صور مختزنة في داخل النفس ، والتي كثيرا ما تكون مخالفة للواقع ، أو معاكسة لها تماماً.. ومن هنا لزم القيام بعملية مسح شامل لداخل النفس ، لحذف الملفات التي لا تعطي صورة صادقة للواقع .. وهذا هو منشأ الزلل التعاملي ، وذلك للانخداع بتلك الصور التي على اساسها يتم التعامل .
2 - إن الوهم بروافده العديدة ، من موجبات شحن الباطن بكم كبير من الصور الباطنية ، التي لا تلامس اليقين أبداً .. ومن هنا أمرنا القرآن بعدم اتباع الظن ، وما ليس لنا به علم.. وإننا مسؤولون (سمعا وبصرا وفؤادا) عما نحققه ، نتيجة لتصديق الأوهام ، والظنون الباطلة.
3 - من روافد الوهم في حياتنا : تصديق دعاوى تحقق السحر في الحياة - وخاصة بين الزوجين - والمطلوب قبل الاعتقاد بدعاوى الذين يتاجرون بهذا العمل المحرم (بابتزاز الضحية بعد التلقين) هو البحث عن مناشئ الخلاف ، لئلا نلقي اللوم على الخارج الموهوم ، بدلا من البحث عن الواقع المعلوم.. فإن ما يرسم درب الحياة هو : ما يقوم به العبد من خير اوشر ، ثم إيكال الأمر للحفيظ العليم .. وهذه سنة الله تعالى في خلقه.
4 - إن الروايات الشريفة تحذرنا من الركون إلى الذين يحاولون التصرف في عالم الوهم والخيال - وهو أساس السحر – اذ لا واقع له حقيقة ، والا كان كالمعجز.. فقد روي عنه (ص) : من مشى الى ساحر، أو كاهن ، أو كذاب يصدقه بما يقول ، فقد كفر بما انزل الله من كتاب .. وعن علي (ع) : من تعلم شيئا من السحر ، كان آخر عهده بربه.
5 - إن من روافد الوهم : الاعتقاد بالابراج والنجوم ، وقد جعل من الأمور التي تظلم الهواء .. ومن الغريب ان تطرح وسائل الاعلام هذه التخرصات التي لا تستند الى علم بل ولا الى ظن ، وهو بعيد كل البعد عن المنطق العلمي والديني .. فلماذا يتداولها المثقفون الذين يؤمنون بضرورة ثبوت كل شيء ، من خلال اسس الاثبات المعروفة حسا او تعبداً ؟!..
6 - من روافد الوهم : ما تعارف عليه العوام من قراءة الفنجان والكف ، وهي امور اشبه الى التسلية والنوادر منه إلى الكشف عن الواقع .. ان الاخبار عما وراء الطبيعة من الاحداث المستقبلية ، من الامور التي استأثر بها الله تعالى ، ولا يطلع على غيبه إلا من ارتضى من الرسول ، او المنصوب من قبله ، في حدود ما أذن به عالم الغيب المتعال.. والامر اجل من ان يكشف بفنحان او باخبار جني!.
7 - من روافد الوهم : التأثر بالمنامات بحقها وباطلها، والحال ان المنام بعضه حق ، وبعضه انعكاس لا شعوري للصور المختزنة من عالم الشعور في اليقظة.. فعملا بقاعدة ( اذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال) ينبغي عدم التأثر بما لا يكشف عن الواقع .. فإذا كان كلام المعصوم (ع) في المنام لا يعد حجة على المكلفين ، فكيف بما وراءه؟!.. ومما ينبغي الالتفات إليه ، ان تعبير المنام من العلوم الخفية ، فلا يركن الى من يتخرص التأويل ، بقراءة كتاب او كتابين في تعبير الاحلام..
8 - من روافد الوهم : الاعتقاد بتأثير الاشباح والجن عند كل حركة مشكوكة !.. والحال ان الجن طائفة من الخلق ، خلقهم الله تعالى - كالأنس- من أجل تحقيق عبوديته ، ولم يؤذن لهم بالتصرف في حياة الأنس جزافاً.. وعلى الذين يسعون لما يسمى بالتسخيرات ، الالتفات إلى أننا لم نخلق لمثل هذه الأمور ، وهي محاولة للتصرف في عناصر الوجود ، بما ليس في طريق العبودية بشيء ، ولطالما وقعوا وأوقعوا الاخرين ، في دوامات من الوهم ، والوحشة الكاذبة.
9 - ان الاستغلال التجاري للشفاء بالقرآن والتعويذات ، عمل قد يسيء الى القرآن ، ويحوله من كتاب هداية ، إلى كتاب يراد به صرف الناس عن وسائل التداوي المتعارفة ، التي أمر الله تعالى بها ، من جهة الاخذ بعالم الاسباب .. انا لا ننكر الشفاء في : القرآن، وماء زمزم ، وتربة الحسين الشهيد (ع) ، إلا أن ذلك ليس من باب العلة التامة ، بل انه من المقتضيات التي لا بد وان يقترن معها مقتضيات اخرى ، بالاضافة الى ارتفاع الموانع التي لا نحيط بها علما.. اضف الى أن القطع بالتأثير ، وفي ايام معينة ، وبطريقة خاصة - من قبل المتاجرين بها - ليس من الامور التي تستند الى دليل ، لا من كتاب ولا من سنة.
10 - ان خير وسيلة لدفع الاضرار المحتملة هي : الاستعاذة القلبية ، والالتجاء الى ولي الامر ، الذي يصرف شؤون عباده (رب الناس) والملك الذي لا يعجزه شيء (ملك الناس) والمعبود الذي ينبغي الاستعانه به (إله الناس).. إن من كان واجداً لتلك الامور ، هو الجدير بأن يلتجأ اليه عند كل مخوف وملمة .. ومما يعزز هذه الحالة القلبية ، هو الإكثار من قراءة المعوذتين اللتين انزلتا على النبي (ص) حماية له، ولاهل بيته ، ولأمته من بعده ، وذلك من الاخطار المادية المتمثلة : بـ ( الإيذاء الانسي ، وما خلق من الشر عموماً ) ، والمعنوية : المتمثلة بـ ( الوسواس الجني ، والنفاثات في العقد ، والحاسد اذا حسد ).
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالرابط التالي :
http://www.alseraj.com/main.shtml
الدال على الخير كفاعله .
والسلام ختام .
===========================
ملاحظة:
1- عرضنا في قسم المحاضرات المبوبة ( المختارات ) مجموعة جديدة من المحاضرات المرئية في حقول مختلفة.
2- نظرا الى أن تكرر بعض عناوين المشتركين ، يرجى ممن تصله رسائل مكررة اعلامنا بذلك ليتم حذف المكرر.
عنوان المراسلة والاعلام : alseraj@alseraj.com
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535