إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رجل انقذ شرف الأمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة بــ هادي ـو
    اخي لا تفهم من كلامي اني انه تمجيد لطائفة بل سرد لحقائق ،،

    اخي الكريم حفظك الله ،،،

    المرجعية الدينية خصوصاً الشيعية منها لها تاريخ عريق جداً في الجهاد و المناورة مع الاعداء ،، لان الشيعة من وفاة الامام علي عليه السلام الى الآن وهم في موقع المعارضة والدفاع ......


    لو نظرت الى ايران الاسلام لوجدت ان الشيعة هم من اسقطوا الصنم هناك ،،، وهم من يدعموا الاحرار ضد الاستكبار الاسرائيلي و الامريكي ....

    لو نظرت الى العراق و ثورة العشرين ... لعلمت ان المرجعية الشيعية كانت هي محور الجهاد ضد الانجليز .....

    لو نظرت الى حزب الله و المجاهدين بالجنوب لعمت ان المرجعية هي من اوقدت نار الجهاد بتلك الارض .... كوادر حزب الله معظمهم درسوا بالعراق ..... انظر الى نظرة حزب الله لأخوانه السنة في العالم وتذكر ان هدا الحزب هو ثمرة النجف الاشرف و المرجعية الموجودة فيها ....

    اتعلم ان الغرب عرض على المنطقة الشرقية بالسعودية اقامت دولة و لكن المرجعية الدينية هناك رفضت ,,,,,انت تعلم مدى الظلم الذي يعانيه السعوديين من آل سعود ....

    انت ترى المسيرات تلو المسيرات بالبحرين ،،، ولكن هل فكرت ان اهلك السنة لم يخرجوا الا مسيرة و احدة لنصرتكم ؟؟؟؟ _ في بداية الانتفاظة _ ... اما البقية فو اللة كلها شيعية و تدعوا لوحدة و لجمع الاموال لكم ( ملاحظة : انظر الى حالتنا المعيشية في رابط الفلم الوثائقي _ موجود بالمنبر الحر _ ) ،،،، اتعلم ان عشرات الشيعة سقطوا مغشي عليهم في مسيرات نصرتكم ومن بينهم كبار علماء الطائفة بالخليج .... اتعلم ان شيعة البحرين اقتحموا السفارة الامريكية ووضعوا علم فلسطين عليها ( قدمنا شهيد في هدة المظاهرة ) ،،،،

    اتعلم ان السيد آية الله العظمى و المرجع الاعلى في عصره السيد محسن الحكيم افتى بدقع الخمس لمقاتلين الفلسطينيين (( السنة )) ،،، ملاحظة : هو والد آية الله السيد محمد الحكميم الذي قتلوه المتشددين بالنجف ..

    اتعلم ان المرجعية و قبل الاحتلال البريطاني لعراق رفضت الانفصال عن الدولة العثانية مع انها كانت في موقع المعارضة ( فقد كان السلفيين يغيرون على مناطق الشيعة ) ... مع هدا رفضت لانها تعلم نوايا الغرب .

    راجع ثورة التنباك .... وغيرها ................وغيرها .......

    اتعلم ان الشيعة بالبحرين رأو كل الوان العداب و التكيل و القتل على ايدي السنة .... المرتزقة السوريين و الاردنيين و البلوش و الفلسطينيين و ....... ) ، اقسم بالله اني رأيت الموت بعيني و دعوة الله بنسبي لأهل البيت ان يخلصني من هدا الجحيم ......

    كل هدا لقيناه من السنة و ليس الوهابية....... وما زلنا نقول الوحدة الوحدة بين السنة والشيعة ....... يا مسلمين اتحدوا اتحدوا ....

    رأينا الوان الوان من العذاب على ايدي اهلكم الجلادين الفلسطينيين و ما زلنا نهتف لكم بالتأيد و ندعمكم بالمال بل و قدمنا الدماء تلو الدماء ... ونحن مستعدين ان نقدم المزيد و اقسم على هدة الكلمة ..... وخير دليل المسيرات الاخيرة لدعمكم ..... وهي بعشرات الالف و ليس بالمئات ...... وازيدك ان قيادات من حماس والجهاد تشارك بالهاتف في المهرجانات .... تذكر انها شيعية للأسف لان السنة نسوا اهلهم سنة فلسطين ......



    اخي العزيز اقسم بالله اني لا اقصد من هدا الكلام الا لأقول ان لمرجعية الشيعية و الشيعة عموماً تاريخ نضال و جهاد مع الاعداء . وان المرجعية لا نتظر الى الفلوجة كمدينة سنية ،،، فهدة ليست من شيمنا ....

    اخي من القليل ان ترى مرجع من مراجعنا لم يعتقل ... السستاني عشر سنوات هو تحت الاقامة الجبرية ... بسبب موقفه من النظام .... رجل فوق الخوف والشبهات .... رجل بمعنى الكلملة .......اخي لا تشكك بولائنا لأسلام والمسلمين .....


    رجل بعد يومين من العملية التي اجريت له ، ترك المستشفى فوراً ورجع الى العراق ليدخل في وسط المعركة ،،، وسيتشهد العشرات من مرافقيه ...


    دعائي .
    احسنت اخي على ردك الاكثر من رائع
    رحم الله والديك

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة Dark Man
      فداك أمي وأبي سيدي...
      ونفسي ومالي وولدي
      وكل ما ملكت يدي

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة hawraa ali
        ونفسي ومالي وولدي
        وكل ما ملكت يدي
        فديتك ليتني افديك

        تعليق


        • #19
          قصيدة أحمد مطر في حسن نصر الله


          الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنـــوب!
          ****
          كُلُّ وقتٍ
          ما عدا لحظة ميلادكَ فينا
          هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ
          كُلُّ أرضٍ
          ما عدا الأرض التي تمشي عليها
          هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ
          كُلُّ كون
          قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا
          كلُ لونٍ
          قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا
          كلُ معنىً
          قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ
          كان خيطاً من دُخانْ
          لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ
          لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ
          لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ
          كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً
          يا جنوبيُّ
          ولمّا كنتَ.. كانْ!
          ****

          كانتِ الساعة لا تدري كم السّاعةُ
          إلاّ
          بعدما لقَّـنَها قلبكَ درسَ الخَفقانْ!
          كانت الأرضُ تخافُ المشيَ
          حتى عَلمتْها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ
          فنَّ الدّورانْ!
          لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ،
          في ليلِ ضُحاها
          سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها!
          وستمشي بأمانٍ
          وستمشي مُطمئـناً بين جنْـبَيها الأمانْ!
          فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي،
          أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ!
          وعلى جبهتكَ النورُ مقيمٌ
          والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ
          يا جنوبيُّ..
          فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟!
          صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ
          فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ
          مِلءَ عيْنيكَ،
          وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى،
          لاتغمضانْ!
          ****

          يا جنوبيُّ..
          ستأتيكَ لِجانُ الجانِ
          تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ
          بصوتِ الصولجانْ
          وستنهالُ التهاني
          من شِفاهِ الإمتهانْ!
          وستَغلي الطبلةُ الفصحى
          لتُلقي بين أيديكَ
          فقاعَ الهذيانْ
          وستمتدُّ خطوطُ النارِ،
          كُرمى لبطولاتكَ،
          ما بين خطابٍ أو نشيدٍ أو بيانْ
          وستجري تحتَ رِجليكَ
          دِماءُ المهرجانْ
          يا جنوبيُّ
          فلا تُصغِ لهمْ
          واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ
          ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ
          كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ
          وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ!
          هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا
          بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ
          وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ
          وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ!
          هُم جميعاً
          أوثقوا بالغدرِ أيديكَ
          وهم أحيوا أعاديكَ،
          وقد عُدتَ مِنَ الحينِ
          لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ
          كيف يَمْتـَنّونَ؟
          هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟
          هل يزهو بنصرِ الحُرِّ
          مهزومٌ جبانْ؟!
          ****

          يا جنوبيُّ..
          ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ
          إلاّ عاهِرٌ
          ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ
          بهلوانٌ
          ثُعْلبانٌ
          أُلعُبانْ
          دَيْدَبانْ
          مُعجِزٌ في قبحِهِ..
          فاعجَبْ لِمنْ في جَنبهِ
          كُلُّ القباحاتِ حِسانْ
          كيف يبدو كلّ هذا القبْح
          فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟!
          هوَ من إلْيَتِهِ السُّفلى
          إلى إلْيَتِهِ العُليا
          نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ!
          وهوَ في دولتهِ
          -مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-
          دودةٌ من مَرْطَبانْ!
          سوف يُفتي: إنهُ ليس قَراركْ
          وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ
          قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس
          آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ
          لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟!
          قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ
          طَلبْتَ الأمنَ قَبلي..
          فلماذا أنت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟
          قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ
          قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ
          لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ
          قُلْ لهُ: أنتَ مُدانْ!

          جنوبيُّ
          وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً
          من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ
          فَأصِخْ..
          ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي
          مِن ملايين الثُقوبْ!
          لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ شيءٍ
          إنها.. نحنُ الشعوبْ!
          وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ
          أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصى الوثوبْ!
          سوف تحتلُّكَ
          تأييداً وتعضيداً وتمجيداً
          ونَستعمرُ سَمعيكَ
          بجيشِ الهيَجانْ
          يا جنوبيُّ
          فَسَرِّحْنا بإحسانٍ
          وقُلْ: فات الأوانْ
          أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ
          وإنّي، من زمانٍ،
          قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ!
          وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً
          ثم تعافيتُ
          ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً
          في خلايا السَّرطانْ!
          وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً
          ولهُ في أرضِكُمْ..
          مازالَ عِشرونَ كيانْ!
          ****

          يا ابنَ لُبنانَ
          بمضمارِ العُلا
          طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ
          واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ
          قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟
          فقالتْ نفسكَ الحُرةُ:
          إيمانٌ
          وصبرٌ
          وزِناد
          وبَنَانْ
          فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ النَّصرَ
          .. وما خاب الرِّهانْ
          ****

          يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً
          وحْدكَ النّاجحُ،
          والعُرْبُ جميعاً..
          سقطوا في الامتحانْ

          تعليق


          • #20
            اللهم صلي على محمد وآل محمد ...

            وإحفظ لنا نصر الله ...

            تعليق


            • #21
              وستبقى كالجبل الأشم سيدي لا تحركك الرياح الصفراء...

              حفظك الله مولاي المجاهد من كيد الحاسدين والمنافقين...

              تعليق


              • #22
                المشاركة الأصلية بواسطة مؤمن
                وستبقى كالجبل الأشم سيدي لا تحركك الرياح الصفراء...

                حفظك الله مولاي المجاهد من كيد الحاسدين والمنافقين...

                هذا سليل النور المحمدي الاصيل

                اللهم صلي على محمد و آل محمد

                تعليق


                • #23
                  أجرت مجلة "ماغازين"مقابلة مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، نُشرت على صفحاتها بتاريخ 28/11/1997.



                  إليكم نص الترجمة عن اللغة الفرنسية
                  في سابقة هي الأولى
                  السيد نصر الله يروي سيرته
                  إنها تجربة جديدة تماماً بالنسبة له وسبق صحفي لـ“Magazine”
                  هذه المرة الأولى التي يوافق فيها السيد حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله) على التحدث عن حياته، ويرضى أن لا يكون ملتحماً كلياً بحزبه وأفكاره، دوافعه ونضاله وسياسته في حديث موجه الى الجمهور.



                  "كاريزمي".. هذا الرجل لديه روح مجبولة بالفولاذ. يتكيف بسهولة مع تهديد دائم كان ليتلف أعصاب أي مواطن عادي، في كل لحظة، وهو يعرف هذا. "إسرائيل" يمكن أن تسعى الى تصفيته هو وخاصته، زوجته وأطفالهما، وإن اقتضى الأمر عبر قصف مسكنه أو عبر إمطاره بالصواريخ في طريق مهجور، كما في حالة سلفه السيد عباس الموسوي..

                  بمعنويات عالية تعامل السيد حسن نصر الله مع استشهاد ابنه البكر هادي، الذي استُشهد في اشتباك مع الإسرائيليين كوالد سعيد لنيل ابنه نعمة الشهادة التي تفتح للمؤمن أبواب الجنة.

                  رأينا هذا جيداً على شاشة التلفزة، لقد أراد تلقّي التهاني وليس التعازي، ولم يصدر عنه أي دلالة إعتيادية بالنسبة لمأتم.

                  وهذا موقف - وفقاً للمقربين منه - ليس فيه أي ادعاء. إنّ إيمان الرجل قوي بحيث أنه حين علم بفقدان أثر هادي لم يتذمر، مستقبلاً النبأ كما لو كان شأناً عاماً..

                  هادي، الذي كان يقاتل منذ فترة في صفوف "المقاومة الإسلامية"، كان معرّضاً لذلك. والده يعتقد أنه شرف كبير، على المستوى الإنساني، أن يسقط في مواجهة العدو في ساحة الشرف. ولكنه على الأخص سعيد لكون هادي نال بركة الشهادة. ولكن ينبغي أن لا نقع في اشتباه، إنه يفتقد الفتى "وإلاّ لما كنت أباً".. تنتابه آمال برؤيته وحسرات الحنان الأبوي، لكنه يستغرق في إيمانه ليمنّي نفسه بأنهما سوف يلتقيان يوماً عند الكبير المتعال وبفضله..

                  إنه دائماً في ظل التهديد الإسرائيلي الذي يأخذه، كهدف، تماماً كما الإحتلال الذي يعاني منه البلد والذي يقاتل ضده حزب الله، لذا فإنّ كل ما يتعلق بشخص الأمين العام يأخذ طابعاً إستثنائياً داخل الحزب.



                  إنبهار حقيقي بصورة الإمام موسى الصدر

                  الوالد عبد الكريم كان يبيع الفاكهة والخضار مع إخوته. ومع تحسّن وضعه قليلاً إستطاع أن يفتح متجر بقالة صغير في الحي. كان "حسن" يتردد إليه للمساعدة، وهناك كانت صورة للإمام موسى الصدر معلّقة على أحد الجدران. كان الصبي الصغير يجلس على كرسي قبالة الصورة ليتأملها، وكما يتذكر كان يحلّق في أحلام لا تنتهي. وكلما تأمل بالصورة كلما ازداد إعجابه بالإمام وتعلّقه به، وكان يحلم بأن يصبح يوماً مثله..

                  لم يكن "حسن" يشبه أولاد الحي الآخرين. كان هؤلاء الصبية يلعبون كرة القدم، يذهبون الى البحر أو النهر للسباحة، أما هو فكان يتردد الى المسجد في سن الفيل، برج حمود أو النبعة، لعدم وجود مسجد في الكرنتينا.

                  دعوة ونداء ديني خفي لا شيء ينبئ بها فهو لم يكن على احتكاك مع أي من العلماء، ولم تكن عائلته متدينة بشكل مميز، ولكن "حسن" اليافع كان متعلّقاً بالتدين، بحيث أنه لم يكن يكتفي بالمواظبة البسيطة على الشعائر، كالصلاة أو الصيام، بل كان يذهب أبعد من ذلك.

                  محيطه وجواره الممتزج بشدة مع الكرنتينا لم تتمكن منه. لم يكن منطوياً على نفسه، ولكنه كان مأخوذاً كلياً بحياته الداخلية، وبعرفانه، مع خلفية منطبعة بصورة الإمام الصدر..

                  وفي التاسعة من عمره نـزل "حسن" - كما يقال - الى البرج، ساحة الشهداء القديمة، مركز المدينة ليحصل على كتب لدى باعة الكتب المستعملة، الذين كانوا يفرشونها على الرصيف، ويحملونها معهم على عربات متجولة.

                  كان يقرأ كل ما كان يقع تحت يده من كتابات حول الإسلام. وعندما كان يجد صعوبة في فهم كتاب ما فإنه كان يضعه جانباً ليقرأه فيما بعد عندما يكبر..

                  أتم دراسته الإبتدائية في مدرسة حي "النجاح"، وكان في عداد آخر دفعة نالت الـ"سرتفيكا" (الشهادة التي أُلغيت سنة 1970). ثم درس في مدرسة سن الفيل الرسمية. ثم كان أن دفعت الحرب التي اندلعت سنة 1975 العائلة الى ترك الكرنتينا والعودة الى القرية، فأكمل حسن نصر الله دراسته الثانوية في مدرسة صور الرسمية.

                  عندما كان لا يزال في الكرنتينا لم يكن هو ولا أي فرد من عائلته منتمياً الى أي حزب، بالرغم من وجود عدة منظمات - بعضها فلسطيني - في تلك المنطقة. ولكن مع عودته الى "البازورية" إلتحق بصفوف "حركة أمل"، وكان خياراً طبيعياً جداً له لأنه كان متعلّقاً عاطفياً بالإمام موسى الصدر. كان عمره آنذاك 15 سنة، و"أمل" كان معروفة باسم "حركة المحرومين". ولكن خياره كان فاقعاً قليلاً في البازورية، القرية التي كان يسيطر عليها التقدميون، الماركسيون، وخاصة الحزب الشيوعي اللبناني.

                  على كل حال، فقد أصبح هو وأخوه حسين عضوين في قاعدة "أمل"، حيث أصبح بسرعة مندوب قريته، برغم صغر سنه.

                  في هذه الأثناء، وخلال بضعة أشهر، قرر أن يتوجه الى النجف الأشرف في العراق، المكان المقدس الشيعي، لينال دروساً في العلوم الإلهية القرآنية. لم يكن قد بلغ حينها السادسة عشرة، وكانت تنقصه الوسائل. إلتقى في مسجد صور بعالم هو السيد محمد الغروي، الذي كان يدرّس باسم الإمام موسى الصدر، فحدثه "حسن" عن رغبته بالذهاب الى الحوزة في النجف، القرية والمدرسة الدينية الشيعية، حيث يختار الطلبة أساتذتهم، ويَحيَون حياة جماعية. الغروي، الذي كانت تربطه علاقة صداقة مع السيد الكبير محمد باقر الصدر في العراق، أرسل مع "حسن" رسالة توصية الى هذا الأخير.

                  فجمع الشاب بعض الأغراض، القليل من المال، بمساعدة أصدقائه ووالده، وطار الى بغداد، ثم بالباص الى النجف. وعند وصوله لم يكن قد بقي معه قرش واحد. ولكن يوجد هناك – كما يقول – يد معينة لدعمك. والأهم أنّ الطالب يستطيع أن يتحمل حياة الكفاف في عوز كبير. الغذاء كان الخبز والماء، والفراش كان من الإسفنج.

                  لدى وصوله التقى اللبنانيين وسألهم عن إمكانية إيصال كتاب التوصية الى الإمام محمد باقر الصدر، الذي كان من أقطاب الحوزة، فأجابوه بأنّ السيد عباس الموسوي قادر على ذلك. لأول وهلة ظن حسن نصر الله أنّ الموسوي، الذي كان شديد السمرة، ظنه عراقياً فخاطبه بالعربية الفصحى، فوجده يجيبه: "لا تكلّف نفسك، أنا لبناني من "النبي شيث" في البقاع". وكانت هذه بداية علاقة وثيقة.

                  الموسوي كان لحسن نصر الله "صديقاً، أخاً، أستاذاً ورفيق درب"، وقد فقده بعد 16 سنة مع الإعتداء الإسرائيلي الذي أودى بحياة الأمين العام السابق لحزب الله. وبناءً لطلب السيد محمد باقر الصدر فالموسوي هو الذي توكّل بمهمة تربية وتعليم الوافد الجديد الى النجف. فعندما استقبله بعد قراءة كتاب التوصية من السيد محمد الغروي فإنّ العالِم الديني العراقي سأله: "هل معك مال؟"، أجابه: "ولا قرش واحد". فالتفت محمد باقر الصدر الى الموسوي وقال له: "أمّن له غرفة، كن مدرّسه وارعَه". وأعطى نصر الله نقوداً ليبتاع ثياباً وكتباً ومصروفاً شهرياً.

                  أولى الموسوي المهمة الموكلة إليه عنايته.. فوجد له غرفة في الحوزة قرب مسكنه، فقد كان السيد عباس متزوجاً وكان يحق للمتزوجين ببيت، بينما ينبغي للعزّاب الإكتفاء بغرفة قد "يقتسمونها" يتشارك فيها اثنان، أو حتى ثلاثة. كان لكل طالب الحق بمعونات متواضعة لا تتجاوز الخمسة دينارات شهرياً تُمنح لهم من قِبل العلماء الكبار المعتمَدين كمراجع، مثل الإمام الخوئي أو الإمام محمد باقر الصدر. إنّ تكفل طالب من قِبل شاب ليس بالمستغرب في الحوزة، التي تمتلك نظاماً مميزاً جداً.

                  تنقسم الدراسة فيها الى ثلاثة مستويات، فيوجد في البدء ما يشبه التعليم الإعدادي أو المدخل العام للتعليم الديني والعلمي.

                  ثم المرحلة المتوسطة، المسماة "مرحلة السطوح"، وأخيراً المرحلة الأخيرة العليا المسماة "البحث الخارج" لأنها تتطلب البحث من غير رجوع الى كتب معتمدة ومحددة وإنما الى آراء الفقهاء الأساتذة. وكما في بعض الأكاديميات الغربية فإنّ.. الطالب الذي نال درجة يستطيع بدوره أن ينقل معارفه المكتسبة الى الأصغر منه. وبناءً عليه، فإنّ عباس الموسوي الذي كان قد أنهى المرحلة التحضيرية وبدأ بالمرحلة المتوسطة إستطاع أن يستلم صفاً من المبتدئين، وفي عدادهم نصر الله.

                  الموسوي كان جاداً وصارماً. وبفضل تدريسه المتشدد إستطاع طلابه أن ينهوا خلال سنتين ما يعطى عادة خلال خمس سنوات في الحوزة. كانوا في الواقع يَمضون بسرعة، ويَحرمون أنفسهم من إجازات شهر رمضان وموسم الحج، وحتى من يومي العطلة الأسبوعية المعتمدة في المدرسة الدينية (الخميس والجمعة). كانوا يدرسون بلا توقف ولا انقطاع.

                  وفي سنة 1978 أنهى حسن نصر الله بنجاح هذه المرحلة الأولى. كان يريد قبل كل شيء أن لا يضيّع الأستاذ الذي أصبح صديقاً. ولكن في نفس هذه السنة بدأ النظام العراقي بالتضييق على الطلبة الدينيين، وأبعد عن البلاد مجموعة منهم من مختلف الجنسيات. وفوق ذلك فإنّ بغداد بدت منزعجة من الطلبة اللبنانيين لأنهم لم يقدموا جميعاً من الأجواء الدينية التقليدية المعروفة، ذلك أنّ أبناء المشايخ هم الذين كانوا يَفِدُون الى المدارس القرآنية ولكن أواسط السبعينات شهدت وصول شباب مثقفين غير منحدرين من عوائل متدينة. وبما أنّ الحرب كانت قد تأججت في لبنان فإنّ الشباب اللبنانيين أُخذوا كـ"كبش محرقة"، فكانوا يُتهمون تارة بالإنتماء الى "حركة أمل" وتارة الى "حزب الدعوة" أو الى "البعث السوري"، وكان الأمر يبلغ الى حد اتهامهم بكونهم دُسّوا هناك من قِبل المخابرات السورية.

                  إذاً، سنة 1978 فإنّ الطلبة اللبنانيين (الذين احتُجز بعضهم في السجن لأشهر عديدة) أُبعدوا من العراق، مثل أجانب آخرين، من قِبل السلطات.



                  ملاحَقاً من رجال صدام، رجع الى لبنان

                  في أحد الأيام، إقتحم رجال صدام الحوزة فعلياً، عندها كان السيد عباس الموسوي في لبنان، ولم يجد الجنود سوى عائلته، فأعلمه طلابه بأنه يجدر به عدم محاولة العودة الى العراق لأنه مطلوب هناك. وخلال فترة قليلة أُبعد الشباب أيضاً. وعندها ابتسم الحظ لحسن نصر الله، فقد صادف هجوم الشرطة مع كونه خارج حرم الحوزة، وعند عودته علم أنّ رفاقه اعتقلوا فغادر مباشرة منطقة النجف، ولم يكن أمر اعتقاله قد صدر بعد في المناطق الأخرى، ولم يكن اسمه قد أُعطي على الحدود، فاستطاع أن يرجع الى لبنان بهدوء، ولكنه قبل كل شيء كان يريد أن يكمل دراسته الدينية.

                  وقد تحقق له ما أراد عندما فتح الموسوي مع مجموعة من المدرسين مدرسة دينية في بعلبك، وهي ما زالت حتى الآن. كان نصر الله يدرس فيها ويدرّس في نفس الوقت. ثم عاود نضاله في صفوف أمل التي انتخبته مندوبها السياسي في البقاع سنة 1982. وبهذا العنوان أصبح عضواً في المكتب السياسي المركزي. وفي نفس هذه السنة أنهى دراسة المرحلة الثانية، أي المتوسطة.

                  عام 1982 تم الإجتياح الإسرائيلي الكبير، وأصبحت هذه السنة منعطفاً أساسياً في وجود حسن نصر الله، كما لزملائه. وباحتلال الإسرائيليين لبيروت، تشكّلت "جبهة الإنقاذ الوطني" التي رغب رئيس أمل نبيه بري أن يشارك فيها. ولكن الأصوليين المتدينين في الحركة عارضوا هذا الأمر، وتفاقم النزاع، وانشقت مجموعة المتدينين. وكان أمراً مقبولاً نظراً الى أنه في السابق كان يوجد العديد من الخلافات التي جعلتها تأخذ موقفاً مقابلاً للأستاذ بري بسبب الإختلاف في تفسير الإرشاد الذي خلّفه الإمام موسى الصدر.

                  لكن هذه الأحداث لم تبدُ في ذلك الوقت خطيرة بشكل كافٍ لتنفيذ انشقاق، ولكن عندما رأى الشباب المؤمنون أنّ رئيس الحركة يريد الإنضمام الى "جبهة الإنقاذ الوطني" برئاسة الياس سركيس، وليس فقط الى جانب وليد جنبلاط ورشيد كرامي وإنما أيضاً مع بشير الجميل، إعتبروا أنه يوجد انحراف خطير. في الواقع هم يرَون أنّ "الجبهة" تهدف خاصة الى إيصال بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي يرفضونه كلياً، فبنظرهم أنّ رئيس "القوات اللبنانية" يرمز الى التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولم يكن الصلح معه وارداً، ولا مد اليد إليه.

                  فتركوا عندها "أمل" ليؤسسوا مع عناصر أخرى من خارج الحركة "حزب الله". وهناك بدأ الحركيون القدامى بإجراء اتصالاتهم مع كوادر الجمعيات الخيرية أو الثقافية الناشطة عموماً في لجان الأحياء وتجمعات المساجد. وقد قَدِم بعضهم من "حزب الدعوة الإسلامية"، هذا التنظيم السري كان قد حلّ نفسه قبل تشكيل الحزب، الذي انضمت إليه أيضاً المقامات الدينية المستقلة. وكان شعاره مقاومة الإحتلال الإسرائيلي.

                  الأمر اللافت هو أنه عندما ترك حسن نصر الله "أمل" لم يتبعه أخوه الشاب "حسين"، الذي ما زال حتى اليوم منتمياً الى الحركة، وقد شغل في وقت من الأوقات مسؤولية الحركة في قطاع "الشياح"، ولكن يبدو أنّ مشكلات صحية قد أدت به الى ترك هذه المسؤولية.

                  حسن نصر الله هو الابن البكر لعائلة من تسعة أولاد من الصبيان والبنات، حيث يليه حسين، ثم زينب (وهي متزوجة)، ثم فاطمة التي تقيم في البيت مع أهلها، ثم محمد الذي يمارس مهنة أخرى، ثم جعفر الموظف رسمياً، ثم وفق ترتيب الأعمار: زكية، أمينة وسعاد، والثلاثة متزوجات..

                  في البدء، لم يكن أهل البيت متدينين جداً، كما أشرنا، "ولكن مع الوقت تحسن الوضع" يقول السيد.

                  جميع البنات يجاهدن في أنشطة لحزب الله. وبالنسبة للصبيان ففي البدء كانوا جميعاً في "أمل" ولكن لم يبقَ الآن سوى حسين. محمد لا يمارس السياسة ولكنه يحترم الحزب دون أن يكون عضواً فيه. أما جعفر فيبيّن حسن نصر الله أنه لا يعرف توجهاته الحالية، لأنه لم يتناقش معه في الفترة الأخيرة.

                  لم يكن الإمام موسى الصدر بالنسبة للشباب الذين آمنوا به مؤسساً لـ"أمل" فقط، ولكن أيضاً وبشكل أو بآخر "حزب الله"، إنه مرشد الجميع، الجميع يعتبرون أنفسهم أولاده. لكن بعد اختفائه ظهر تباين في طريقة تطبيق تعاليمه.

                  حزب الله، اليوم، هو على طريق التطور، كون إرادته هي السير مع العصر، وخاصة على المستوى الشيعي.

                  ودائماً بحسب نصر الله: فلا ينبغي التفكير أنّ شخصاً واحداً، مهما كان جليلاً، هو قادر على احتكار الفكر والمعرفة الدينية والعلم السياسي.

                  أعضاء حزب الله يعتقدون أنّ أعظم شخصية في هذا القرن، وبلا منازع هي "الإمام الخميني". ومع وفاته بدأوا في البحث عن مرجعية روحية حية. وبشكل طبيعي توجّه ولاؤهم الى المرشد المنتخب كخليفة للخميني، الإمام الخامنئي. وبالنسبة إليهم فإنّ "أفكار ووجهات نظر العلماء الماضين ما زالت تحمل قيمة كبيرة".

                  عندما رأى "حزب الله" النور لم يكن حسن نصر الله، البالغ فقط 22 عاماً، عضواً في القيادة المسماة "مجلس الشورى". وقد ترقّى الدرجات داخل الحزب، وقد أنشأ هو بنفسه وظائف شتى. كان مشاركاً في مجموعة تعبئة المقاومين، ثم تولى مسؤولية الحزب في قطاع بعلبك، ومن ثم منطقة البقاع.

                  وفي خلال بعض الوقت توجّه الى بيروت مع السيد إبراهيم أمين السيد، والذي نُصّب مسؤولاً لمنطقة بيروت، ونصر الله نائباً له. وبعد قليل، قرر الحزب فصل الوظائف السياسية عن التشكيلات المنظمة على الأرض، فاختار السيد الطريق السياسي، فخلفه نصر الله في مسؤولية منطقة بيروت، ثم استُحدث بعد ذلك منصب المسؤول التنفيذي العام المكلّف بتطبيق قرارات "مجلس الشورى"، فشغله نصر الله.



                  أغلى أمنية لديه هي أن يرجع طالباً

                  على الرغم من التزامه الحزبي الذي يأخذ منه الكثير من الوقت، فإنّ حسن نصر الله ما يزال مصمماً على متابعة دراسته الدينية ليصبح فقيهاً مجتهداً. وهي درجة عالية، حيث ينبغي للعالم الإعتماد على قدراته الخاصة في المعرفة والتفكير من أجل تحليل النصوص واستنباط الأحكام من غير ضرورة الرجوع الى مراجع آخرين. هؤلاء العلماء يشكّلون النخبة، والتي تعتبر كياناً روحياً في الحوزة.

                  بعد الإجتياح الإسرائيلي اضطر نصر الله الى إيقاف دراسته كلياً لكي يكرّس نفسه، جسداً وروحاً، للحزب والمقاومة. ولكن بعد سبع سنوات في 1989 رأى أنّ باستطاعته معاودة الدروس. ومع الضوء الأخضر من الحزب توجّه الى قم، المدينة الإيرانية المقدسة، لمتابعة دراسته التي بدأها في النجف. وقد سرت الكثير من الشائعات بخصوص هذا الرحيل، حيث قيل إنّ نصر الله على خلاف مع كوادر آخرين في حزب الله.

                  ومع استمرار الخلاف مع "حركة أمل" وتحوله الى مواجهة عسكرية في إقليم التفاح، إعتبر نصر الله أنّ من واجبه العودة، كما أنّ الحزب من جانبه قد طلب ذلك أيضاً.

                  وهكذا، ولمرة جديدة خسر الفرصة المتاحة أمامه لإكمال تحصيله الديني. واليوم أيضاً ما زال يؤكد أنه لا يوجد أمنية أغلى عنده من رؤية إخوة داخل الحزب يريدون فعلاً إراحته من عبء "الأمانة العامة" ليعود طالباً..

                  لقد أُسندت إليه مهمة قيادة الحزب ومنصب الأمين العام بعد اغتيال عباس الموسوي من قِبل الإسرائيليين.

                  سابقاً، ولدى إقامته في قم، فإنّ المسؤولية التنفيذية الموكلة إليه من المجلس الأعلى إضطلع فيها مساعده الشيخ نعيم قاسم. وعند عودته بقي نصر الله عضواً في القيادة ولكن دون مسؤولية محددة. ثم عندما انتُخب مرشده في النجف السيد عباس الموسوي أميناً عاماً، إتخذ قاسم نائباً له، واستعاد نصر الله مهامه الفعلية.

                  وسنة 1992 وجّهت "إسرائيل" ضربة قاسية الى الحزب باغتيالها الموسوي، فبكاه نصر الله، تلميذه وصديقه، كما بكاه مجلس الشورى المجتمع لانتخاب خلف له. ووقع الإختيار على حسن نصر الله، بالرغم من أنه لم يكن نائباً للأمين العام، وبالرغم من صغر سنّه، مقارنة مع أعضاء القيادة الآخرين. ولكن سادت اعتبارات عاطفية، فقد كان ينبغي، بشكل من الأشكال، التعبير عن إجلال من القلب للموسوي، الذي كان نصر الله أقرب شخص إليه، فقد كان يقال في الحزب: "عباس وحسن هما وجهان لعملة واحدة، إنهما الشيء نفسه".

                  كما أنّ حسن نصر الله، المسؤول التنفيذي، كان لديه علاقات واسعة مع القاعدة، وقد كان في مقدوره تثبيت وحدة الحزب بقوة بعد الضربة القاسية التي تلقاها لتوه.

                  كما أنّ نصر الله كان أفضل مرشح لاستثمار شهادة صديقه عاطفياً على المستوى الشعبي لصالح القضية والحزب.

                  يقول إنه في يوم انتخابه في مجلس الشورى شعر بارتباك شديد لأنه كان أصغرهم، وأيضاً لأنه حتى ذلك الوقت كانت مهمته تحمل طابعاً تنظيمياً داخلياً، من غير تداخل مهم مع العلاقات الخارجية. "ولكنهم أصروا". وبعد رفض أولي من قِبله تم التأكيد على اختياره من قِبل "العقلاء" عبر تصويت ثانٍ.

                  "سيد" هو لقب مستخدَم عموماً في أفريقيا الشمالية للدلالة على المتحدّر من سلالة النبي عبر أبيه أو أمه، أو الإنتماء الى بني هاشم. هذا العنوان يفرّق بين هؤلاء المنتمين الى هذه السلالة و"المشايخ" "الشيوخ الدينيين". السادة (وهي جمع "سيد") يعتمرون عمامة سوداء كعلامة مميزة، وهذا الزي لا يحمل أي دلالة على الرتبة الدينية.

                  السيد حسن نصر الله هو رب أسرة منذ سنة 1978. متزوج من فاطمة ياسين (35 سنة) المتحدّرة من "العباسية" (قضاء صور). بعد استشهاد هادي البكر الذي قُتل في اشتباك في أيلول الماضي عن عمر 18 سنة، بقي لديهم: محمد الجواد (17 سنة)، زينب (12 سنة) ومحمد علي (7 سنوات) والذي احتفل بعيد ميلاده في 22 تشرين الثاني، طلب "الكاتو" وأحضروه له. "لقد دللته المدرسة" قال الأب مبتسماً قبل أن يضيف: "لا بأس، من الجيد أن يتمكن الطفل من الإحتفال بعيد ميلاده".



                  بعد "مذكرات شارون" سيقرأ كتاب "نتنياهو"

                  عندما يعود السيد حسن نصر الله الى بيته فإنه يترك أعباءه عند "العتبة"، ليصبح فقط زوجاً وأباً مهتماً، ولكن أيضاً رجلاً يعيش حياته الخاصة وإيمانه.

                  يقرأ كثيراً، وخاصة مذكرات الشخصيات السياسية. منذ بعض الوقت يقرأ "مذكرات شارون"، وينوي أن يعاود قريباً قراءة كتاب نتنياهو "مكان تحت الشمس"، وهذا دليل على أنه يجد من الهام التعرف جيداً على العدو.

                  وبالنسبة إليه، فإنّ الحزب ليس مقاومة فقط، إنه اليوم حامل لفكر سياسي عام مبني بشكل طبيعي على الإسلام: "بالنسبة إلينا، باختصار، الإسلام ليس ديناً بسيطاً من الطقوس والأذكار ولكنه فعلاً رسالة إلهية خاصة بالبشرية ويجيب على أي سؤال يمكن أن يطرحه الإنسان في حياته الخاصة أو العامة. الإسلام هو دين لمجتمع قادر على الثورة وتشييد دولة". غير أنّ السيد حسن نصر الله يضيف - ليكون صادقاً ومنطقياً مع نفسه - أنه لا يستطيع أن ينفي أنّ حزب الله يطمح على المستوى الإيديولوجي والنظري الى إقامة "جمهورية إسلامية" يوماً ما. لأنّ "الحزب اللهيين" يعتقدون أنّ الدولة الإسلامية تشكّل الحل للمجتمع، وإن كان مجتمعاً تعددياً متضمناً لأقليات. لكنه يوضح فوراً أنه ليس من المطروح فرض جمهورية إسلامية بالقوة والإكراه، مضيفاً أنّ إعطاء الحكم هو للشعب وليس على أساس الأغلبية المطلقة لـ 51 في المئة وإنما على أساس شبه الإجماع كـ 90 في المئة من الأصوات. وبناءً عليه، فإنّ إنشاء الجمهورية ليس مطروحاً في هذا الوقت.

                  بالنسبة لحسن نصر الله، ووفقاً للمعتقد الإسلامي، يوجد الدنيا والآخرة. الموت ليس إلاّ البوابة التي تفصل بين العالمين. البعض يجتازها بمعاناة، والبعض الآخر بيسر وسهولة. الشهادة هي الشكل الأرقى للعبور الى العالم الآخر، لأنه عطاء آخر.

                  عندما "يموت" شهيد فكما لو أنه يدخل الى السماء حاملاً معه أغلى العطايا، وهذا هو سبب استقباله بشكل مختلف عن الآخرين. وعلى كل حال، يلحظ السيد حسن نصر الله أنه حتى الشعوب التي لا تؤمن بالله فإنها تكنّ احتراماً عظيماً للذين يقدّمون حياتهم لأجل شعبهم أو القضية التي يخدمونها.

                  ويوضح أنه اليوم وككل أب يفتقد ابنه البكر "هادي"، وأنه يستمد شجاعته من قناعته المطلقة بأنّ الشاب هو في نعيم أصفياء القدير المطلق.

                  ويلفت الأب الى أنه قبل شهادة هادي كانت صورته في بيتهم فقط إلاّ أنها اليوم في كل بيت "يوجد الكثير". وحسن نصر الله الذي يبدو سعيداً بالطريقة التي انتهت فيها حياة بكره. ويختم هذه النقطة موضحاً أنه فقد كائناً عزيزاً ولكنه يعلم أنهما سيلتقيان يوماً.

                  ويقول بالنسبة "للكاريزمية" التي يصفونه بها: إنه وبطبيعة الحال ليس في موقع إبداء الرأي، وإنّ الحكم هو للآخرين. ويوضح أنّ "الكاريزمية" بصورة عامة، أو التأثير الذي يمكن أن يكون لأحد على الآخرين، هو موهبة إلهية، ويمكن تنميتها عبر التثقّف واكتساب الخبرة. ولكن الثقافة والمهارة لا يمكن لها دائماً أن تجعل الشخص "كاريزمياً" ما لم يمتلك الموهبة، ويبدو أنّ هذا السحر الطبيعي لا ينقص السيد حسن نصر الله؛ كما أنه يمتلك، بكل تأكيد، قدرات ذهنية عالية.

                  قد يعود يوماً الى مقاعد المدرسة القرآنية ليصبح فقيهاً، عالماً بالأحكام. ولكن لهذه اللحظة حسن نصر الله قابع في السياسة أكثر منه في الدين، فضلاً عن نضال التحرير، وهو يحاول إعطاء الدينامية للحزب. قد يقول البعض: "إعطاؤه الديمقراطية" أو تحديثه. ولكن هذه المعاني لا تحمل في هذه الحالة دلالتها العادية في الإيحاء الغربي لأنّ حزب الله يبقى إسلامياً، هذه طبيعته، ويبقى مقاوماً، هذا واجبه.

                  تعليق


                  • #24
                    إلى أمير المجاهدين وسيد المقاومين السيد حسن نصر الله حفظته العناية الإلهية


                    أراكَ فأَسمــو في قداســـةِ ما أَرَى
                    كـــأنَّ الليالي جدَّدَتْ فيكَ (حيدرَا)


                    كأنَّ الليالي في صـــــدَى عُنْفُوَانِها
                    أَرَادَتْ لِذاكَ الوِتْرِ أنْ يتكـــــرَّرَا


                    فَأَلْقَتْكَ في أتُّـــونِ دُنْيَاهُ خَـــامَةً
                    وصاغَتْكَ من أسمى معــــانيهِ جوهرَا


                    وَخَطَّتْ لكَ المضمارَ عبر جــــراحِهِ
                    لِتجري على سيفِ المنايا كما جَــرَى


                    وبَيْنَكُمَا التاريخُ نَهْــــــرٌ مُدَلَّلٌ
                    أَسَالَتْهُ أعنـــــاقُ المحبِّينَ أحمــرَا


                    وشَدَّتْكُمَا شريــانَ عشــقٍ تَدَفَّقَتْ
                    دماءُ الأضاحي في أقاصيهِ مَحْشَــــرَا


                    فَكُلُّ خـــلاصٍ في الحـــياةِ قيامةٌ
                    تهزُّ الثرى الغافي فَيَسْتَيْقِــــظُ الثرَى


                    * *
                    سلاماً (أبا الهـــادي) على قلبِكَ الذي
                    تَنَاثَرَ في الوادي طـــــيوراً وأَنْهُرَا



                    سلاماً على السِنِّ الضَحوكِ إذا اخْتَفَـتْ
                    وراءَ التحدِّي تشعلُ الحرفَ مجمـــرَا


                    سلاماً على رُؤْيَاكَ في كلِّ فكــــرةٍ
                    دَحَوْتَ بِها في (دَبْشَةٍ) بــابَ (خيبرَا)


                    مؤامرةُ الأصفـــــارِ ضدَّكَ لم تَلِدْ
                    سوى الصفـرِ.. يا رَقْماً من الدهرِ أكبرَا



                    تَنَاسَخْتَ في صُلْبِ الجمــاهيرِ ، هازئاً
                    بِمنْ حَسِبوا صُلْبَ الجمــــاهيرِ أبترَا




                    تُحَرِّضُ في المـــــاءِ الأجنَّةَ زارعاً
                    ( فلسطينَ ) في الأصلابِ عهداً مُطَهَّـرَا


                    فَتَنْمُو بطونُ الأُمَّهــــــاتِ بِبَيْعَةٍ
                    على العهدِ .. تَجْنِيهَا سلاحاً وعسكـرَا


                    * * *
                    أُعيذُكَ منِّي .. من هوىَ كـلِّ عــاشقٍ
                    يعيشُكَ شكلاً لا يعيشُكَ مخـــــبرَا


                    فما حبَسَ الأبطـــــالَ مثلُ حكايةٍ
                    تُشَيِّدُ من أسطــورةِ العشــقِ مَخْفَرَا


                    أُعيذُكَ من ( غرناطةٍ ) بعدَ ( طــارقٍ )
                    فأمجادُهُ صــــارتْ رخاماً ومَرْمَرَا!!



                    غداً يرصـــدُ التاريخُ ذكراكَ شاهـراً
                    يراعتَهُ يجلو الســــــؤالَ المُشَمِّرَا:


                    ومَنْ هُوَ ( نَصْرُ اللهِ ) .. هَلْ هُوَ فـاتـحٌ
                    أضافَ إلى طــــولِ المجرَّةِ خُنْصُرَا ؟!


                    أَمِ البَطَلُ الشعبيُّ في قَصَــــصِ الهوى
                    - قديماً – بأعمــاقِ الغواني تَجَذَّرَا ؟!


                    بِماذَا يجيبُ العاشقــــونَ إذا انْتَهَى
                    بِكَ العشقُ رمزاً في الأساطيرِ مُبْحِـــرَا


                    أَقَامَتْ حكـايـاتُ البطولــةِ سورَها
                    عليكَ فلا ألقاكَ إلاَّ مُسَــــــوَّرَا


                    قفزتُ على ســــورِ الحكاياتِ علَّني
                    أراكَ طليقاً من هواها ، مُحَـــــرَّرَا



                    وجئتُكَ بالنخلِ المقــــــاومِ مالئاً
                    مساحةَ روحي عنفواناً ومفخَــــرَا


                    معي قُبُــــــلاتٌ باتِّساعِ مَجَرَّةٍ
                    من الشــوقِ .. فَامْنَحْني جبينَكَ محورَا


                    وفي كلِّ سطرٍ من عروقيَ جمــــرةٌ
                    من الحبِّ فَاقْرَأْني جحيماً مُسَطَّــــرَا



                    تَسَمَّرْتُ للنجـــــوى كأنّيَ عاشقٌ
                    فَتِيٌّ لميعادِ الهــــــوى قد تَسَمَّرَا


                    أطـوفُ بأحـداقي طـوافاً مُقَــدّساً
                    على كلِّ حقلٍ فوقَ هامكَ أزهــــرَا


                    تجلَّيْتَ لي في وجــــهِ ( آذارَ ) سنبلاً
                    وفاجَأْتَني في كفِّ ( أَيَّــــارَ ) بيدرَا


                    وكوَّرْتَ آلافَ المواســــــمِ عِمَّةً
                    على الرأسِ ، فارتاحتْ على زندِكَ القُرَى



                    وحَفَّتْــــكَ من كلِّ النواحي مهابةٌ
                    تناثرَ منها العــزُّ ورداً وعنــــبرَا



                    إذا سَقَطَتْ في هُوَّةِ الجــــوعِ قريةٌ
                    مَدَدْتَ لها كفَّيكَ خُـــبزاً وزعــترَا



                    فَقَامَتْ تُصَلّي فجـــــرَها مُطْمَئِنَّةً
                    وتتلو على الأرضِ الأمــــانَ المُطَهَّرَا


                    وتشعلُ تنَّورَ الصبـــــــاحِ تحيّةً
                    تكادُ من الإشـــــراقِ أنْ تَتَجَوْهَرَا


                    * * *

                    أُحَدِّقُ في التقويمِ .. والحــزنُ شاخصٌ
                    على كلِّ يومٍ صـــــارَ عيداً مُزَوّرَا


                    تزاحَمَتِ الأعيادُ في عُمْـــــرِ أُمَّةٍ
                    هيَ الحزنُ .. بلْ أشقى من الحزنِ عُنصرَا



                    ألَمْ تَرَها منقوعــــــةً في دمائِها
                    قروناً .. أَلَمْ تُمْطِرْ عليها التحسُّــرَا ؟؟


                    أَلَمْ تُعْطِها عهداً على السيــفِ ، قاطعاً
                    رقابَ الخياناتِ التي تملأُ الثــــرَى؟



                    أتيتَ .. وكانَ الشـــوطُ يهفو لِفارسٍ
                    يشدُّ بِيُمْنَاهُ الصهيلَ المُكَسَّــــــرَا



                    تَمَخَّطَتِ الدنيا فســـــالَ مُخَاطُها
                    بـ ( صهيونَ ) ســيلاً في الليالي تبعثرَا



                    و ( لبنانُ ) سـربٌ من خيوطٍ تَشَاجَرَتْ
                    لِتَنْسِجَ للأعــــــرابِ بُرْداً ومئزرَا


                    و ( بيروتُ ) .. ليلى الحُبِّ .. ما عادَ إسمُه
                    تحجُّ إليهِ الأبجديَّاتُ ، مشعــــــرَا



                    وكانتْ ليالي الوصـــلِ في كلِّ خلوةٍ
                    مزاداً بهِ ( ليلى ) تُــــباعُ وتُشْتَرَى


                    وثَمَّةَ طوفانٌ من القهرِ واقـــــفٌ
                    على صمتــــهِ الرسميِّ حتّى تَحَجّرَا


                    إذا همَّ أنْ يجري أعاقَتْهُ صخـــــرةٌ
                    من الذكرياتِ السُــــودِ فارتدَّ لِلْوَرَا


                    أتيتَ .. وفجــرُ التضحياتِ مُدَجَّنٌ ..
                    هزيلٌ .. بأوراقِ الخــــيانةِ حُوصِرَا


                    وحينَ تَشَرَّبْتَ الحقيقةَ مُــــــرَّةً
                    جريتَ بعنقودِ الحقيقةِ سُكَّـــــرَا


                    وآمنــــــــتَ أنَّ البندقيَّةَ سُلَّمٌ
                    إلى الغيبِ تختطُّ المصـــــيرَ المُقَدَّرَا



                    فما هِيَ إلاَّ وثبةٌ عبقــــــــريّةٌ
                    وأومأتَ للطوفانِ أنْ يَتَفَجَّــــــرَا



                    هناكَ سُراةُ الليلِ شَدُّوا ركــــابَهُمْ
                    بقافلةِ الأحرارِ واستأنفوا السُــــرَى



                    وأهــــداكَ ( صِنِّينُ ) المعظّمُ رُكْبةً
                    إلهيَّةَ المســــــرى ، وزنداً مُظَفَّرَا


                    وسِرْتَ .. فما ألقى ( البراقُ ) رحــالَهُ
                    ولا كــــانَ عن إرْثِ النبوّاتِ مُدْبِرَا


                    صعدتَ جبالَ الصَمْتِ .. والصَمْتُ شاهقٌ
                    لِتَبْني عليها بالقنابلِ منـــــــبرَا



                    إذا أشْعَلَتْ صـــــوتَ المُؤَذِّنِ بحَّةٌ
                    قَبَسْتَ الصدى برقاً من الـهــديِ نَيِّرَا



                    وإنْ تَعِبَ الدربُ الطــــويلُ حملتَهُ
                    على قَدَمَيْكَ الماردينِ ، مُكَـــــوَّرَا


                    فصاحتْ جهاتُ الأرضِ : يا سيّدَ المدى
                    تَنَبَّهْ .. فقد أضحى زمانُكَ أَعْــــورَا


                    لكَ الشمــــسُ خيطٌ والحقيقةُ إبرةٌ
                    فَفَصِّلْ على عينِ الخريطــــةِ محجرَا



                    هيَ الأرضُ للمستضعفينَ هــــديّةٌ
                    من الله.. ضاعتْ بينَ (كسرَى) و(قيصرَا)


                    فلا جِهَةٌ إلاَّ أعَــــــارَتْكَ رِجْلَها
                    لِتَنْقَضَّ من كلِّ الجهــــاتِ غضنفَرَا


                    عباءتُكَ امتدَّتْ سهـــــولاً شريدةً
                    وجُبَّتُكَ التفَّتْ ترابــــــاً مُهَجّرَا


                    وأنتَ مع الطـــوفانِ .. تُرخي عنانَهُ
                    فَيجري ، وتلوي بالعنانِ فَيُقْصِــــرَا


                    وتَبْلُو السرايا : موجةً بعدَ موجــــةٍ
                    تُقَـــــــوِّمُ من تيّارِها ما تعثَّرَا


                    مَشَتْ خلفَكَ الوديانُ ممشــوقةَ الخُطى
                    صعوداً على متنِ ( الجنوبِ ) إلى الـذُرَى


                    وكانَ صدى كعبيكَ في كلِّ خطـــوةٍ
                    يُطَيِّر ( للأقصَى ) حمامـــــاً مُبَشِّرَا


                    فَفَاضَتْ من الأجداثِ كلُّ حضـــارةٍ
                    مُعَتَّقَةً في قلبِ ( لبنانَ ) أَعْصُـــــرَا


                    بَدَا حائراً ( باخوسُ ) من طعمِ خمــرةٍ
                    بِها سَكِرَ الرمــــلُ المُعَنّى ، وأَسْكَرَا


                    رآكَ وراءَ الغيبِ تجلُـــــو كرومَهَا
                    شهيداً شهيداً : ( هادياً ) بعـدَ ( أشمرَا )


                    عناقيدُكَ الثُـــــوَّارُ ما زالَ وَحْيُهُمْ
                    بِخَابِيَةِ التاريــــــخِ يشتاقُ سُمَّرَا


                    عناقيدُ في دَنِّ المنايَا عَصَــــــرْتَها
                    وَرَوَّيْتَ شريـــــانَ الترابِ التَحَرُّرَا


                    هُنا بَرِئَتْ ( عشــتارُ ) من كلِّ عاشقٍ
                    سِواكَ ، وأهدَتْكَ الجمــــالَ المُصَوَّرَا


                    * * *
                    فَيَا سادناً دَيْرَ الفــــداءِ ، تَخَمَّرَتْ
                    قرابينُهُ مجداً كريماً ، ومَفْخَــــــرَا



                    أتيتُكَ لم أثملْ بكــــــأسِ كرامةٍ
                    مدى العُمْرِ .. فاسكبْ لي شهيداً مُخَمَّرَا


                    هُنا اللغةُ الفُصحى تجاهــــدُ في يدي
                    إذَا لَمعتْ في إصبعٍ صــــارَ خنجرَا


                    خذُوا أَيُّها الأحــــرارُ كلَّ أصابعي
                    فقدْ صغتُ منها للخناجــــرِ متجَرَا


                    ويا أَهْلَ وِدِّي .. أجِّـــروني عذابَكُمْ
                    دعوا الوِدَّ يحيا لَوْ عـــذاباً مُؤجَّرَا !!



                    أريدُ لِقلبي أنْ يُؤدّي جهــــــادَهُ
                    إذا شَدَّ قوساً من هـــواكمْ ، وأَوْتَرَا


                    مَتَى الحبُّ يهديني .. لَعَلَّ قصيــــدةً
                    أُصوّبُها تفتضُّ للحقدِ منحــــــرَا


                    أُرابطُ لو تُجـــــدي مرابطتي على
                    ( ثغورِ ) القوافي .. أملأُ الشعرَ عسكـرَا


                    وأَقْذِفُ بالإيمانِ كلَّ خرافــــــةٍ
                    تشقُّ لها في جبهةِ الفكـــــرِ مَعْبَرَا


                    تُوَجِّهُني ناري .. وناري ضــــريرةٌ
                    فما أرهنُ الأشياءَ إلاَّ لِأَخْسَـــــرَا


                    وقد عَلَّقَتْني في عُرَى الليلِ يقظــــةٌ
                    تكادُ بِثِقْلِ الصَحْوِ أنْ تفصمَ العُـــرَى



                    ذَرَعْتُ المدَى ( خمسينَ ) عاماً ولم أجـدْ
                    صباحاً على أُفْقِ العـــــروبةِ نَوَّرَا


                    قِطارٌ من الضِحْكاتِ يجتاحُ قـــامتي
                    حزيناً إذا الدُورِيُّ بالصُبْحِ بَشَّــــرَا


                    لِماذَا ( أذَانُ ) الفجرِ يعلو .. أَمَا استحَى
                    المـــــؤذِّنُ أنْ يُعْلي أَذَاناً مُزَوَّرَا؟!!


                    يُغَلِّفُ أيامي ظـــــــلامُ عُروبتي
                    إذَا ما ظـــــلامُ الليلِ عنِّي تَقَشَّرَا


                    أنا لَمْ أُصَلِّ الفجـــــرَ حتّى رَأَيْتُهُ
                    على أُمّتي من وجهكَ السَمْـــحِ أَسْفَرَا



                    أَشِعَّتُهُ كانتْ ســـــــراياَ بَنَادِقٍ
                    تُرَتِّلُ في الأُفْقِ الرصـــــاصَ المُنَوَّرَا


                    إذا ( كَبَّرَ ) البارودُ في ثَغْــــرِ طَلْقَةٍ
                    أعادَ ( بلالاً ) في الأعـــالي ( مُكَبِّرَا )


                    * * *
                    فَيَا قَادِماً يحدُو ركـــــابَ غمامةٍ
                    تفيضُ عصافيراً وقمحـــــاً وكوثَرَا



                    رَأَتْكَ بساتينُ ( الجنوبِ ) فأَيْقَظَـــتْ
                    هديلَ السواقي شاحبَ الصـوتِ ، أصفَرَا



                    بكى كلُّ بستانٍ تحرَّاكَ ســـــاهراً
                    يُقَلِّمُ من أغصانهِ شهـــــوةَ الكَرَى


                    وهَبَّتْ سِلاَلُ الفجــــرِ بعدَ صيامِها
                    على القحطِ تشتاقُ القطـــافَ لِتُفْطُرَا



                    وأنفاسُكَ الخضـــراءُ تنسابُ في الرُبَى
                    ملائكــــــةً تذرو النسيمَ المُعَطَّرَا


                    وعيناكَ مجــــدافانِ في الأُفْقِ ، كُلّما
                    هَمَزْتَهُمَا شَقَّا عن الغَـــــيْمِ مِئْزَرَا


                    وسالَتْ على الأبعادِ شهــــوةُ غيمةٍ
                    تَزَوَّجَها الوادي زواجاً مُبَكِّـــــرَا


                    فَفَرَّ الجفافُ الوحــــشُ حين رَجَمْتَهُ
                    بِرائحةِ الليمونِ ، والقحــــطُ أدبرَا


                    كَسَوْتَ شفاهَ الأرضِ فستانَ ضحكــةٍ
                    تهادَى على أطــــــرافِها وتَبَخْتَرَا


                    ومِلْتَ على الألوانِ ترفــــعُ عرشَها
                    من السفحِ مُمْتَدّاً إلى هـــامةِ الذُرَى



                    وحـــــولَ ذِرَاعَيْ كلِّ زيتونةٍ نَمَا
                    شهيدانَ من قَبْرَيْهِمَا ، وتَشَجَّــــرَا




                    فيا أَيُّها الزيتونُ : هلْ أنتَ غاضـــبٌ
                    غداةَ الضحـــايا أصبحُوا منكَ أكثَرَا؟

                    تعليق


                    • #25
                      وستبقى شامخا سيدي...

                      لاتهزك رياح الحاقدين والحاسدين..!!

                      تعليق


                      • #26
                        اللهم صلي على محمد و آل محمد و عجل فرجهم

                        سبحان الله ...نور محمدي اصيل شع فأضاء دنيانا و ملأ قلوبنا لهفة و شوق لجنان الخلد على درب الحسين...

                        حفظك الله و نصرك يا سيدي يا نصر الله

                        تعليق


                        • #27
                          كلمة الامين العام في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام 1425 هـ (2-3-2004)


                          بسم الله الرحمن الرحيم



                          بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين والشهداء والمجاهدين في سبيل الله منذ آدم الى قيام يوم الدين.

                          السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبدالله وعلى الارواح التي حلت بفنائك، عليكَ مني سلام الله ابداً ما بقيت وبقيَ الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد لزيارتكم.

                          السلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين.

                          السادة العلماء، الاخوة والاخوات السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته...

                          في البداية، في هذا اليوم العاشورائي الكبير، نتوجه بالعزاء الى صاحب العزاء، الى حفيد رسول الله، الى حفيد ابي عبدالله، الى بقية الانبياء والرسل والمعصومين، الى بقية الله في الارضين الحجة المهدي صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وارواحنا لتراب مقدمه الفداء، نقدم له العزاء في يوم جده سيد الشهداء ابي عبدالله عليه السلام، في ذكرى جده الذي ما زال منذ مئات السنين يبكيه بدل الدموع دماً. في ذكرى الاحبة من الاصحاب واهل البيت الذين قضوا شهداء في كربلاء، في ذكرى النساء، نساء محمد اللاتي سبين في كربلاء، نقدم لسيدنا ومولانا العزاء ونعلن له مواساتنا بالحزن والدموع والسواد والحضور في الشوارع والبكاء والانين والحنين لنقول له نحن معك يا سيدنا نبكي جدك ونجدد دورك ولنعيد في ذكراه كل معاني تلك المواجهة الدامية الاستشهادية.

                          نقدم العزاء لنائب المهدي ولي امر المسلمين آية الله العظمى سماحة الامام السيد الخامنئي القائد دام ظله الشريف, ولجميع مراجعنا العظام وعلمائنا المجاهدين وامتنا المضحية، ولكل المحبين والصادقين الذين يحفظون دين محمد ويصونون امة محمد ويواصلون الدرب, درب الجهاد والمقاومة لاستعادة كل مقدسات هذه الامة وكرامة هذه الامة وشرف هذه الامة. كل هؤلاء هم اصحاب عزاء وشركاء عزاء ومعنيون بهذا اليوم ودلالات هذا اليوم".

                          ايها الاخوة والاخوات، اليوم وفي هذا العام واكثر من اي زمن مضى, عندما يتطلع العالم وشعوب العالم الى اكثر من بلد اسلامي, الى اكثر من عاصمة ومدينة, بل الى كثير من المدن والقرى والدساكر, ويرى هذه الحشود الغارقة بالحزن والسواد والدموع والاسى. يتساءل الكثيرون لماذا كل هذه الدموع بعد مئات السنين؟ لماذا كل هذا السواد؟ لماذا كل هذه الاحزان؟ لماذا تمتلىء الساحات بالرجال والنساء والشيوخ والعجزة والاطفال؟ لماذا؟ والجواب، لاننا في كل عام نجدد تلك الملحمة، نجدد تلك المواجهة، نجدد تلك الواقعة الالهية التاريخية، التي كانت معركة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومعركة دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومعركة الدفاع عن الشرف والعزة والكرامة والامة والوحدة, ومعركة رفض الظلم والطغيان والقهر والاستبداد، واعادة الامة الى الجاهلية واقتلاع الاسلام من عقولها وقلوبها، لاننا نريد لتلك الواقعة الا تبقى تاريخا، الا تبقى حبرا في الكتب كالكثير من وقائع التاريخ, لاننا نريد لتلك الواقعة ان تبقى حية في العقول فكراً وفي القلوب حباً وفي العروق ارادات وعزماً, وفي الامة تنبض بالحياة، تدفعها للدفاع عن كرامتها ودينها، لاننا نريد لذلك الدم الغالي الذي هو اغلى دم، الذي هو دم رسول الله وكبده واحشاؤه، ان يبقى هذا الدم قوي الفعل والتأثير، فيجب ان تبقى الملحمة حية في الوجدان، حية في الضمير، في المشاعر والعواطف والاحاسيس، حية في العقول والقلوب والعيون والقبضات والزنود والساحات.

                          لهذا، كل هذا العزاء والعناء والحضور في الساحات. ولهذا بقيت عاشوراء حية، ولم يتمكن كل الطواغيت بعد يزيد من ان يمحوا ذكرها او يبددوا امرها او يمزقوا صفوفها او يرموا بها في نسيان التاريخ، ابدا على الاطلاق. وتمسك بها المحبون جيلا بعد جيل، وعاما بعد عام، وعلى امتداد الزمن حتى وصلت الينا دموع ودموع ودموع، ودماء ودماء ودماء، سواد وسواد وسواد، مواكب ومسيرات ومآتم واحزان ودموع ولطمٌ على الصدور، الى عام 1425 للهجرة، الى هذا العام. آباؤنا واجدادنا وآباء الاجداد واجداد الآباء حفظوا لنا هذه الذكرى فبقي الحسين فينا حيا. تترد كلماته ولا تنقطع لا مع زمن ولا يخلو منها مكان ولا تضجر منها اذن ولا قلبٌ ولا عقل، هذا هو معنى هذا اليوم.

                          نستحضر الملحمة لنتعلم منها كل دروس الفداء, ونتعلم منها كيف يكون الموت سعادة, لنتعلم منها كيف تكون الحياة مع الظالمين برماً، نتعلم منها كيف نواجه الاحتلال والطغيان والهيمنة, ونتعلم منها دروس الصبر, ودروس الصدق, ودروس تحمل الغربة والمظلومية مع قلة الناصر والمعيل, نتعلم منها ان نكون اصحاب الهمم العالية, فنبقى في الساحات ولو اخلاها آخرون, ونبقى في المواجهة ولو تركها آخرون ونتعلم منها دروس التضحية ونقدم الغالي والنفيس, النفس والاهل والولد, حتى ولو ضن بها كثيرون على دينهم وعلى مقدساتهم وعلى امتهم.

                          لهذا كل هذا الاصرار, وكل هذا العزم على ان نحيي هذه الذكرى في كل عام في هذه الايام, في هذه الاماكن. بكل هذه الشعائر, بكل هذه الاشكال, اننا نحيي هنا دين محمد, وذكرى محمد وخط محمد, اننا نجدد هنا وعد محمد بأن يظهر الله دينه على الدين كله ولو كره المشركون.

                          ايها الاخوة والاخوات، نلتقي في هذا اليوم من ايام عاشوراء لنعلنه كما قلنا بالامس، يوماً حسينياً عاشورائياً كربلائياً, لرفض الهيمنة والتسلط والاستكبار والاستعباد, والسيطرة على امتنا الاسلامية وعلى بلادنا وشعوبنا ومقدساتنا, نرفض الاحتلال العسكري سواء اكان اميركياً او اسرائيلياً او اي نوع من انواع الاحتلال العسكري, ايا يكن المحتل نرفضه ونواجهه, نرفض الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية على بلادنا, وشعوبنا وعلى امتنا, نرفض ان يفرض علينا احد ثقافته وحضارته وقيمه بمعزل عن تقييمنا لهذه القيم, كما اننا لا نريد ان نفرض قيمنا وثقافتنا على احد في هذا العالم, ونرفض اي اسقاطات سياسية او اصلاحية كما يسمونها على بلادنا ومجتمعاتنا, ونتهم الولايات المتحدة الاميركية في نواياها واهدافها وهي التي جاءت اليوم لتحدثنا عن الاصلاح والديموقراطية والانتخابات وحقوق الانسان والتي هي لطالما طوال عشرات السنين اقامت في عالمنا الاسلامي انظمة ديكتاتورية ودعمت ابشع الانظمة ديكتاتورية وما زالت.

                          اذاً هناك مصلحة المشروع الاميركي للهيمنة على المنطقة بوجه جديد, بقناع جديد وشعارات جديدة خداعة, فتأتي شعارات الاصلاح الاميركية والاصلاح الاميركي في بلاد العرب والمسلمين لن يستبدل طاغية الا بطاغية ولن يستبدل ظالما الا بظالم, ولن يستبدل مستبدا الا بمستبد ولن يستبدل عميلا الا بعميل, ولن يستبدل قزما الا بقزم, هكذا نفهم المشاريع الاميركية التي تحاول ان تخدع شعوب امتنا بوعود الحرية ووعود الديموقراطية وحقوق الانسان, ووعود التنمية والرفاه الاجتماعي والخلاص من كل هذه الازمات والمشاكل التي تعيشها شعوبنا. ولو دققنا وفتشنا لوجدنا ان امّ مصائبنا منذ عشرات السنين في عالمنا الاسلامي, واساس مشكلاتنا من خلال وجود الكيان الغاصب في فلسطين ومن خلال وجود هذا العدد من الانظمة الديكتاتورية في بلادنا, اما اساس مشكلتنا ومآسينا فهي الولايات المتحدة الاميركية والسياسات الاميركية, الهيمنة والفتن والالاعيب الاميركية، ولذلك يجب ان نكون ايها الاخوة والاخوات على بصيرة من امرنا.

                          ان يوم العاشر من محرم هو يوم البصيرة النافذة، هو يوم الوضوح في الرؤيا، هو يوم الافق المفتوح على الوعي وليس يوم الخداع ولا الضلال ولا الاغترار بكلمة من هنا او وعد من هناك. ولو دققنا جيداً سوف نجد ان الولايات المتحدة الاميركية كانت تقف خلف كل مآسينا في هذه المنطقة خلف كل الحروب، خلف معاناة اكثر الشعوب في هذه المنطقة، وكلنا يعرف ما عاناه الشعب العراقي. ومن جاء بصدام، ومن فرض صدام حسين، ومن دفع بصدام حسين لشن حروبه على جيرانه في ايران والكويت، ومن الذي ساعد صدام حسين لالحاق الدمار والهلاك بشعبه وارتكاب المجازر الجماعية. واننا اليوم في يوم عاشوراء نريد ان نقول لكل شعوبنا، ولكل امتنا لا تراهنوا على اميركا لا تطمئنوا الى اميركا ولا تتصوروا ان اميركا هي التي يمكن ان تأتيكم بالحرية أو تمنحكم الاستقلال او تهبكم سيادتكم او تحل لكم مشكلاتكم، لم تكن اميركا هكذا في يوم من الايام وهي اليوم ليست هكذا. ان كل ما يجري في منطقتنا دليل على العداء المستحكم والعميق للسياسات الاميركية تجاه امتنا وديننا ونبينا وقرآننا وشعوبنا ومقدساتنا، وهذا هو الذي يجب ان يبقى حاضرا في اولويات هذه الامة، في اولويات شعوب هذه الامة، وفي اولويات المسلمين بالدرجة الاولى. وكنت اود ان استفيد من الوقت الضيق لاتحدث عن الشرق الاوسط الكبير الذي اجمع العرب على رفضه في اللقاءات التي تجري هذه الايام ولكل سببه للرفض. كنت اود ان اتحدث عن بعض شؤون المنطقة، الشؤون الداخلية وعن فلسطين، ولن انسى فلسطين العزيزة، ولكن للأسف الشديد هناك حدث كبير وخطير حصل قبل ساعات ولا يمكن ان نتجاهله، يجب ان نتوقف عنده قليلا لاننا نعتقد ان له تداعيات كبيرة وخطيرة، ويضع المسلمين والامة وعلماء المسلمين وقيادات المسلمين، والواعين والمخلصين جميعا امام مسؤوليات كبيرة وخطيرة. لعل اغلب الاخوة والاخوات لم يسمعوا بالاخبار لانهم كانوا منشغلين بالمواكب والمسيرات العاشورائية، يؤسفني ان انقل اليكم ان هناك انفجارات او تفجيرات حصلت صباح اليوم اثناء احياء مراسم ابي عبد الله الحسين عليه السلام في كربلاء، وسقط فيها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وايضا بعد كربلاء حصلت تفجيرات في داخل الحرم الكاظمي في بغداد، وسقط فيها ايضا عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وحتى قبل قليل كانوا ما زالوا على ما شاهدت على شاشات التلفزة ينقلون الجرحى الى المستشفيات مع ضعف المستشفيات والتقديمات الطبية لهؤلاء. هذه الاحداث من الناحية الميدانية حتى الآن لم يعلم ما الذي حصل، انباء متناقضة, فهناك من يقول ان هناك عبوات كانت موضوعة في اماكن مختلفة من كربلاء او الكاظمية وانفجرت بالزوار وبالمواكب الحسينية, وهناك في كربلاء من يقول بان ما حصل كان قصف مدفعي و انه قد تم قصف المدينة والزوار بالمدفعية, و نزلت القذائف بين الناس و مزقتهم اشلاء. وهناك من يتحدث في الكاظمية عندما سمعت قبل قليل من احدى الفضائيات العربية, ولا ادرى الى اي حد كانوا هم دقيقين في نقل هذا الخبر, و لكن لو صح هذا الخبر, فيه دلالات خطيرة جدا و قد تحدثوا عن انتحاريين, دخلا الى الحرم الكاظمي في بغداد وفجرا نفسيهما بالزوار والمصلين.

                          وهذه احداث بالتأكيد خطيرة جدا, وكما قلت في البداية تضع الامة كلها امام مسؤوليات كبيرة. في الدرجة الاولى تضع الشعب العراقي والقيادات والمرجعيات في الساحة العراقية امام تحدٍ كبير, لا نحتاج الى الكثير من التحليل لنقول, ايا يكن الفاعل, ايا تكن اليد التي ارتكبت هذه الجرائم وهذه المجازر, فالمقصود في الدرجة الاولى هو الفتنة بين المسلمين, ايقاع الفتنة بين المسلمين, سيقال للشيعة, كما بدأ البعض يقول لهم الآن, هؤلاء بعض السنة يرفضونكم, لا يعترفون بكم, لا يريدون لكم ان تحيوا شعائركم بحرية واطمئنان, هؤلاء يعتبرونكم كذا وكذا وكذا, ولذلك يستحلون دماءكم ويقتلون رجالكم ونساءكم واطفالكم, فلا حرمة لكم عندهم. لا لدمكم حرمة, ولا لعرضكم حرمة, ولا لمقدساتكم حرمة, ولا لحسينكم حرمة, ولا لازمنتكم حرمة. سيقال هذا, والان يقال هذا, حتى يغلي الدم في العروق وتطلع من هنا ومن هناك صيحات الثأر ويغلب الانفعال على العقل, والعاطفة على الوعي, ونعلق في الفخ, وندوس على اللغم الذي ينصبه لنا جميعا اعداء هذه الامة.

                          لا ادري, نفس هذه الايدي او من يدفع هذه الايدي قد يأتي غدا, وقد جاؤوا بالامس فقتلوا بعض العلماء السنة في العراق واطلقوا النار على بعض مساجد السنة في العراق وعلى بعض حسينيات ومساجد الشيعة في العراق. اذا هناك جهات مصرة على استمرار واستكمال هذا المخطط وهذه المؤامرة. لم يكتف هؤلاء بما فعلوه في النجف الأشرف عندما قتلوا الشهيد الكبير آية الله السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله تعالى عليه مع العشرات من المصلين يوم الجمعة في جوار امير المؤمنين عليه السلام, هناك من يصر على قتل الناس عشوائيا في شوارع بغداد, والاسكندرية والحلة والنجف وكربلاء والفلوجة وفي كركوك وفي المناطق الكردية والسنية والشيعية على حد سواء يجب ان نهدأ قليلا, ان نستوعب الصدمة، ان نمتص الالم، ان نشد على الجراح وندقق لنكتشف تلك الايدي. الهدف واضح وجلي، الهدف هو الفتنة والمستفيد الاول من الفتنة في العراق هي الولايات المتحدة الاميركية والادارة الاميركية، والتي ما زال مشروعها في العراق هو مشروع الهيمنة والسيطرة على النفط ومقدرات العراق وخيراته، وعلى قرار العراق.

                          المستفيد الاول هي اميركا. في كل العالم الاسلامي, عندما تواجه هذه الصحوة الاسلامية، هذا الوعي الاسلامي، هذه العودة الاسلامية الشاملة، العودة الشعبية الشاملة الى دين محمد. فلتقم الفتنة بين اتباع محمد ولتتغير جهة او بوصلة المعركة. فبدل ان يفجر عشاق الموت انفسهم بالمحتلين فليفجروا انفسهم في داخل المساجد، في داخل الحسينيات، في داخل المظاهرات، هذا يسعد الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل.

                          ما حدث اليوم في كربلاء وبغداد يقدم خدمة جليلة لامريكا ويقدم خدمات جليلة لاسرائيل. ستبدو اسرائيل امام ما يجري في العراق انها تمارس شيئا من ضبط النفس في قتلها اليومي للفلسطينيين، في عدوانها اليومي على المقدسات في فلسطين. ما جرى اليوم في العراق سيشغل كل المسلمين عما يجري على اخوانهم في فلسطين من قتل وذبح وتشريد وهدم للمحلات والبيوت، ومن بناء للجدار العنصري العازل ومصادرة للاموال من البنوك وغيرها.

                          ولذلك، اقول يجب ان ندقق في هذه الايدي لاننا نعرف، بعض الناس سيقولون ان حزب الله في لبنان لا يرون الا اسرائيل ويتهمونها، اليوم العراق بلد مفتوح، صحيح. الحدود مفتوحة صحيح الكل يستطيع ان يدخل الى العراق ويفعل ما يشاء في داخله. ولكنني اقول لكم، من اقوى الداخلين الى الساحة العراقية، الذين ادخلوا كوادر وجنرالات واموالا وامكانات وشكلوا شبكات في كل المناطق العراقية هم الاسرائيليون والموساد الاسرائيلي. اسرائيل كما قلت قبل قليل كأميركا، هي اول مستفيد من الفتنة بين الشيعة والسنة والسنة والشيعة. هي اول مستفيد.

                          الفتنة بين المسلمين خطر استراتيجي على الانتفاضة في فلسطين، هي خطر على المقاومة في لبنان، هي خطر على بقية مواقع القوة والممانعة في هذه الامة. الفتنة بين المسلمين يعني ضياع كل شيء. لا يتصور اي مجنون ان الفتنة يمكن ان يكون فيها غالب ومغلوب. الفتنة التي يحضر لها هؤلاء ويساعدهم عليها بعض الجهلة وبعض القتلة، فتنة تريد ان تدمر هذه الامة، مستقبلها، كرامتها ودينها، هذه هي الحقيقة.

                          من كان لديه منطق آخر فليتفضل. هؤلاء الذين يفجرون مراقد الائمة ومساجد المسلمين والحسينيات وبيوت الناس واسواقهم في العراق، فليتفضلوا وليعلنوا عن انفسهم. من هو قائدهم؟ من هي قيادتهم؟ نحن نعرف ان المقاومة في لبنان كان لها احزاب وقيادات حتى في ظل الاحتلال, وللمقاومة, في فلسطين فصائل واحزاب وقيادات حتى في ظل الاحتلال بعضهم في القبور, بعضهم في السجون, بعضهم ينتقلون من بيت الى بيت ويهددون بالقتل في كل يوم, من قيادات "حماس" الى "الجهاد الاسلامي" الى شهداء الاقصى, الى بقية الفصائل الفلسطينية, هؤلاء الابطال الذين يفجرون انفسهم ويقتلون الناس عشوائيا في العراق من هم؟ من هي قياداتهم؟ من هي فصائلهم؟ ما هو فكرهم؟ ما هو مشروعهم؟ فليخاطبوا هذه الامة ويحاولوا اقناعها بمشروعهم وفكرهم؟ لماذا يختبئون؟ لماذا لا نعرف احدا منهم ولا شيئاً عنهم؟ هذا سؤال كبير يجب ان يطرح في هذه الايام, ويجب ان تبحث الامة له عن جواب".

                          هل من المنطق والمعقول ان يستمر الذي يحصل في العراق فخلال الاسابيع الماضية كان القتل يطال المدنيين العراقيين, في بغداد خمسين قتيلا , وفي الاسكندرية خمسين قتيلا, وفي الفلوجة سبعة وعشرون قتيلا, وقبلها بأيام في اربيل عشرات القتلى ومئات الجرحى, يوم العيد, فأي فكر واي عقل يقف خلف هذه العمليات, نحن نريد ان نعرف, وفي ذكرى السيد الحكيم, انا قلت واليوم اعود واقول, انه اذا تبين ان الموساد الاسرائيلي هو الذي يفعل ذلك, فهذا سيسكن من احزان وآلام عوائل الشهداء وكل المحبين والمخلصين, اذا كانت الشبكات العميلة ل "سي.اي.اي." واجهزة الاستخبارات الاميركية المتنوعة هي التي تقف خلف ذلك, فهذا سيشكل عامل مواساة لنا جميعا, ولكن اذا كان يقف خلف ذلك مجموعة متعصبة ظلامية متحجرة تعيش في القرون الوسطى لا عقل لها ولا قلب, لا دين لها ولا اخلاق, وتنتمي الى مسلمين, او تدعي الانتماء الى الاسلام, هنا الخطر الاكبر, هنا الحزن والمأساة والفجيعة التي يجب ان تواجهها كل الامة.

                          في ذكرى السيد الحكيم قلت عندما يقتل الشيعة يجب ان يبادر السنة الى الادانة والاستنكار, وعندما يقتل السنة يجب ان يبادر الشيعة الى الادانة والاستنكار, لانه عندما يقتل الشيعة سيأتي من يقول للشيعة ان قتلتكم من السنة, وعندما يقتل سنة سيقال للسنة ان قتلتكم من الشيعة.

                          ايها الاخوة والاخوات، يا ابناء امتنا, ويا اهلنا في العراق, ايها المنكوبون المتألمون, الذين اصبتم اليوم في الصميم, انتم جميعاً مدعوون للتعالي عن الجراح, مدعوون الى الصبر, الى تحمل المظلومية واستيعاب الآلام والجراح, انتم جميعا مدعوون الى الحكمة والى تجاوز المحنة والفتنة, فلا تسمحوا لا للصهاينة ولا للامريكيين , ولا للمتحجرين القتلة يأن يدفعوا هذه الامة الى الهاوية.

                          انا اؤكد لكم ان اي جماعة متحجرة, دينها القتل وسفك الدماء, هي جماعة منبوذة في هذه الامة, منبوذة من السنة قبل الشيعة. وسمعنا هذا من كثير من العلماء والكثير من الحركات الاسلامية السنية, وهم سيؤكدون في كل الاحوال, هذا الموقف ونحن جميعا معنيون ان نؤكد هذا الموقف, من يريد ان يأخذ خيار القتال مع المحتل في العراق فليفعل, وهذا حقه الطبيعي فليقتل المحتلين, ولكن لا يجوز ان تقتل شعباً بكاملة بحجة ودعوة انك تريد ان تحرره من الاحتلال, لا يمكن للأمة ان تسكت او ان تقف متفرجة على الذي يجري في العراق, يجب على المرجعيات الدينية الاسلامية كلها, في كل العالم الاسلامي, ان تتخذ الموقف اللائق بحجم هذا التحدي, الاحزاب والفصائل على امتداد العالم العربي والاسلامي, العلماء والمفكرون, المثقفون, النخب, المجاهدون, المقاومون, هذا يوم يجب ان يظهر كل عالم علمه لان الامة موضوعة امام فتنة حقيقية.

                          في افغانستان كانت هذه التجربة المرة, بصراحة اقول لكم, كانت هذه التجربة المرة , تجربة طالبان وحلفاء طالبان, طالبان قتلت قبل الشيعة, قتلت "الطاجيك" السنة, وقتلت "الاوزبك" السنة, وقتلت من "البشتون" السنة التي هي نفس قومية طالبان, اكثر مما قتلت من الشيعة. لمعلوماتكم, اذا اردنا ان نتكلم بالعدد واحد زائد واحد يساوي اثنان, طالبان قتلت من السنة اكثر مما قتلت من الشيعة, وقتلت الكثير من الشيعة, لان عقل طالبان هو عقل سفك الدماء, رفض الآخر ولو كان من نفس الدين والمذهب والقومية, لست طالبانياً, اذا دمك مباح, مالك مباح, عرضك مباح, هذا العقل دمر افغانستان وجعلها تسقط في يد المحتل.

                          العراق لم يكن في يومٍ من الايام , لم يكن الشعب العراقي يوما ينتمي الى هذا العقل الطالباني ابدا. طوال التاريخ كان شيعة العراق وسنة العراق اقرب شيعة وسنة لبعضهما في العالم الاسلامي. اليوم في العراق هناك عشائر, نصف العشيرة سني ونصف العشيرة شيعي, هناك عائلات نصفها سني ونصفها شيعي لمن لا يعرف. العراق كان بعيدا عن اي حروب مذهبية من هذا النوع, هذا العقل اذا كان هو الذي يقف خلف هذه التفجيرات, يجب ان يواجه, مسؤولية الجميع ان يواجهوه, هذا العقل هو خطر على السنة في العراق, كما هو خطر على الشيعة في العراق, وهو خطر على كل العراق. هذا العقل سوف يؤدي في النتيجة الى بقاء الاحتلال في العراق, سوف يؤدي الى تحول الاحتلال الاميركي في العراق الى ضمانة امنية وسياسية لكل الناس, لان الناس سوف يقتنعون تدريجيا ان العراق من دون القوات الاميركية لن ينعم لا بأمن ولا بطمأنينة ولا باستقرار, هل المطلوب ان يصل الناس الى هذه القناعة؟

                          طبعاً, ومن الممكن ان يقول بعض الناس لم الاستعجال, انا ادعو الى التدقيق والتحقيق, ولكن اذا ثبت ان الذين فجروا في الكاظمية انتحاريان فهذه علامة فارقة, من ينفد عمليات استشهادية وانتحارية في هذا الزمن ما عدا الناس العقائديين, هل سيقنعني احد الان ان البعث العراقي من جماعة صدام حسين, ينفذ عملا انتحاريا, عندما كانوا في مواجهة الاميركيين وفي عز المعركة لم نر منهم شيئا, هذه علامة فارقة, وهذه العلامة تشير بالاصابع, طبعا, انما اقول هذا بوضوح لاقول واؤكد هذه جماعة منبوذة ومعزولة في الامة ولا يجوز لأحد ان يعمم. فان من يحاول ان ينتقم او يأخذ بالثأر من الابرياء الذين لا ذنب لهم لا فارق بينه وبين اولئك الذين قصفوا كربلاء او فجروا في الكاظمية. فكل هؤلاء هم قتلة ومجرمون ويتجاوزون حدود الله ولا يرعون في الله ولا في دين الله ولا في أحكام الله ولا في مؤمن من المؤمنين او مسلم من المسلمين الاّ ولا ذمة.

                          هذه هي مسؤوليتنا التي يجب ان نواجهها بوضوح, واذا تمكنا ان نتغلب على هذه الفتنة ونعزلها ونحاصرها فسنسقط اكبر وأخطر سلاح في يد اميركا واسرائيل. في هذه المرحلة, لم يبقَ لهم الا الفتنة, واذا اسقطنا سلاح الفتنة سوف نعطي لأمتنا وشعوبنا وقضايانا الامن والطمأنينة في ان تسير الامة في المسار الصحيح, وتبقى القدس وتبقى فلسطين هي القبلة وساحة المواجهة الحقيقية, ويبقى الشعب الفلسطيني في ضمير كل المسلمين وكل شعوب هذه الامة. ونشد على يديه وهو الذي سيرى بعض ثمار تضحياته في غزة, ونشد على يديه ليواصل مقاومته وانتفاضته, لاننا في زمن لا يعيد الحق اليك الا دمك وجهادك واستشهادك, فهذا هو درس أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

                          في يوم عاشوراء ابي عبدالله الحسين عليه السلام، قدرنا ان تتجدد احزاننا وآلامنا, ولكننا ان شاء الله نتغلب عليها بالحكمة والوعي والصدق والاخلاص والمسؤولية والصبر والطاقة على التحمل, وان شاء الله هؤلاء الشهداء المظلومون اليوم في كربلاء والكاظمية يتقبلهم الله سبحانه مع شهداء كربلاء, والجرحى نسأل الله تعالى لهم الشفاء والعافية. وللامة نسأل الله تعالى ان يوفقها بالوحدة وتجاوز الفتنة, وان يثبتها ويهبها من العقل والحكمة والحلم وسعة الصدر ما يمكنها من ان تحفظ دينها وكرامتها في هذا الزمن الكبير والخطير.

                          ولكن في كل الاحوال, اختم وأقول في زمن اليوم العاشورائي اذا كان الذي فعل يتصور انه يستطيع ان يمنع ويردع محبي أبي عبد الله الحسين عليه السلام عن الاحتشاد في كربلاء والكاظمية وكل المراقد والمدن والساحات والمساجد والحسينيات عن إحياء المناسبة وذكراها, أقول له انت واهم. انظروا الى شاشات التلفزة, فهل هرب الزوار في كربلاء, وهل خلت كربلاء من قاصديها ومن أهلها؟ أبدا, ونحن هنا نقول اننا من خلال تمسكنا بعاشوراء وكربلاء والحسين لا يمكن ان يفك هذا الالتزام وهذا التمسك سفك دمائنا.

                          نحن هنا نجتمع في كل يوم عاشوراء لنردد ونجدد اجابة لنداء قبل مئات السنين, لا قطع الايدي ولا قطع الارجل ولا مصادرة الاموال ولا المقابر الجماعية استطاعت ان تحول بيننا وبين حسيننا, وليس هناك أحد في هذا العالم يستطيع ان يحول بيننا وبين حسيننا. سوف نبقى نحيي هذه المراسم ولو دفعنا من أجلها الدم, وسيبقى النداء في حناجرنا ملبياً لنداء الحسين في اليوم العاشر: هل من ناصر ينصرني، هل من ناصرٍ ينصرني لتحرير المعتقلين, هل من ناصر ينصرني لاستعادة المقدسات, وهل من ناصر ينصرني للحفاظ على كرامة الأمة, هل من ناصر ينصرني لنصرة دين الله, هل من ناصر ينصرني للذود عن رسول الله وحرم رسول الله, لبى نداءه قوم في العاشر سنة 61 للهجرة. ولطالما لبينا نداءه في السنوات الماضية ونعود اليوم لنلبي النداء: لبيك يا حسين، ليسمع العالم كله ان في كل زمن تتحقق تلك الحقيقة التي تحدثت عنها زينب (ع) وهي اسيرة مسبية وامامها رأس اخيها الحسين عندما قالت ليزيد" فكد كيدك واسعَ سعيك وناصب جهدك , فوالله لا تمحو ذكرنا ولن يستطيع احد ان يمحو ذكرى محمد ولن يستطيع احد ان يمحو ذكرى آل محمد , ولن يستطيع احد ان يشطب اسم الحسين, وليسمع العالم كله اسم الحسين ينطلق من اعماق قلوبنا وعروقنا, "يا حسين"...

                          السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبدالله وعلى جميع الارواح التي حلت بفنائك, عليك مني سلام الله ابداً ما بقيت وبقي الليل والنهار, ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم, السلام على الحسين, وعلى علي ابن الحسين, وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين. ايها الاخوة والاخوات, تقبل الله اعمالكم واجوركم وشكر الله مواساتكم لنبيكم واهل بيت نبيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                          حفظك الله سيدي..

                          تعليق


                          • #28
                            السلام عليكم

                            بالنسبة لى فالدعاء له له بالحفظ والنصر

                            ياالله يا الله احفظ لنا نصر الله
                            ياالله يا الله احفظ لنا نصر الله
                            ياالله يا الله احفظ لنا نصر الله
                            ياالله يا الله احفظ لنا نصر الله

                            أشكر الاخوه على التوضيح والتعقيب وجعله الله فى ميزان حسناتهم

                            والحمد لله

                            والحمد لله

                            تعليق


                            • #29
                              وستبقى كالجبل الأشم سيدي لا تحركك الرياح الصفراء...

                              حفظك الله مولاي المجاهد من كيد الحاسدين والمنافقين...



                              حفظك الله سيدي يا نصر الله...

                              تعليق


                              • #30
                                الله يعلم أين يجعل رسالته وبمن يقيم حجته

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                102 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                76 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                                استجابة 1
                                112 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-08-2021, 02:31 AM
                                استجابة 1
                                86 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X