بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على الحبيب المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطاهرين....
أضحكني المقال كثيرا... وقد اختلف مع كاتبه او أوافقه هنا وهناك إلا إنني وجدت المقال مفيدا للقراءة، علما بأن المجلة كانت من المجلات الإماراتية الساخرة في جديتها، ومنعت فتحولت إلى النت.
أنا ناقل للمقال ليس إلا...
المقال: لمحمد عبدالله أربع عيون وهذا عنوان صفحته: http://alazmina.info/issue282/20.html
تجمّعوا ست وعشرين مطوّع سعودي في رمضان قبل الفطور وما تكلّموا في شي لأنهم صايمين وتعبانين ومب قادرين ياخذون راحتهم في الدّح والنسوان، وكل واحد كاره عمره وكاره المطوّع اللي عدّاله، كلما يصد يمين والا يسار يشوف لحى، وكل واحد يضرب مسواچ بأقوى ما عنده، يبغي ينتقم من لثته أو چنهم قاعدين في مسابقة اللي يكسّر ضروسه قبل الباجين، أو دعاية مساويچ الحرمين.
المهم, أول ما أذن المغرب طاحوا في المچابيس والمندي، لحم ودياي، واضرب ما تضرب، وبعدين شربوا لبن كي دي دي الخاثر وسطّلوا على الآخر وانسدحوا كم ساعة بعدين نشّوا ما يدرون كم لبثوا، وبعدين شافوا عمارهم من فترة ما لهم صوت ولا قرقعة في الميدان وشافوا مطاوعة ثانيين ماكلين عليهم الجو، جماعة العبيكان والعوضي، واشتغل عاد الحسد، والحسد بين المطاوعة أشد أنواع الحسد. حتى الحسن البصري قال لا تقبلون شهادة المطاوعة على بعض لأنهم أشدّ تحاسداً من التيوس.
وتمّوا يفكّرون في شي يستاهل يفتون فيه عشان يطلعون على السطح مرة ثانية، فقال واحد منهم شو رايكم في البلاي استيشن مب چنه بدعة؟ وحد قال شو رايكم في مسلسل بعد الشتات شكله كافر؟ وثالث قال أحسن شي نفتي في لعبة البوكيمون الملعونة؟ فرد عليه واحد وقاله جماعة هيئة كبار العلماء الله يغربلهم سبقونا وراحت علينا، وفجأة دخل عليهم ريّال شيبه مكسّر على هيئة رجل ناصح وقال ما تشوفون شو يصير في الفلوجة؟
تذكّروا جماعة دار الندوة الفلوجة في العراق وتذكّروا إنهم ما أفتوا بشي لين ألحين مع إنه موضوع حيوي ويسوي ربشه ودعاية زينه، وقالوا وصلت لنا الفتوى لين ريولنا ولازم نضرب قبل لا نُضرب ونفتي قبل لا يُفتى علينا، فحبّوا الشيبه على قرونه ودخل في اليدار واختفى.
نش أكبرهم اللي علمهم الطّوع وخطب فيهم وقال: "يا قوم! يا أهل مكة قبل الفتح! إن أمريكا بلاد الخنازير قد استعملت صدام حسين على أرض العراق وأمدّته بالسلاح والدعم السياسي ووقفت بجانبه في حربه مع الإيرانيين الذين كان إعلامنا يسمّيهم يوماً المجوس ثم فجأة صاروا الأخوة في الجمهورية الإسلامية، ثم تغاضت عن جرائمه وإبادته الجماعية لأهل الشمال السنّة في الأنفال وأهل الجنوب الشيعة الذي كان صدام مجرّد سبب للانتقام الإلهي منهم.
ثم عملت أمريكا الخنزيرة على تضخيم البعثي صدام حسين حتى صار غولاًَ يُخاف منه فورّطته في غزو الكويت ثم أخرجته منها بعد أن أبادت جيشه ثم حاصرت العراق وقتلت أهلنا هناك ثم ادّعوا أن هنالك أسلحة دمار شامل فاحتلوا العراق وقتلوا من أهله الكثير وأباحوه للعصابات والمخرّبين واللصوص.
وبعد ذلك بادر بعض الخونة من أهل العراق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعملوا صفاً واحداً لإعادة الاستقرار وإجراء الانتخابات والإعمار، وقد وقف بجانب هؤلاء الغالبية العظمى من الشعب العراقي لأسباب تافهة لا يقبلها الشرع ولا العقل، فقالوا إنهم يريدون أن يهنأوا في حياتهم مثلنا، ويقصدوننا نحن المطاوعة الذين أنعم الله علينا بالعيش الرغيد والحياة المترفة، وقالوا إنهم يريدون أن يحتضنوا أبناءهم في أمان مثلنا، ويأكلوا المكبوس على أنغام مسلسل طاش ما طاش مثلنا، ويتزوجوا من أربع نساء مثلنا، والشيعة الملالي منهم يضيفون عليهنّ العشرات بالمتعة، وفي هذا غلبونا الرافضة قاتلهم الله، ويريدون أن يعيشوا كالبشر في معظم بقاع العالم في سلام وأمان وراحة بال.
وهؤلاء الخونة هم في جنوبه الشيعي الغني بالنفط والمياه والزراعة وشماله الكردي الغني بالنفط والزراعة أيضاً والكثير من وسطه السّني الذي ليس فيه سوى البيوت والمضارب، وحتى في هذا الوسط السّني هنالك من يقف ضد المقاومة المسلحة كجماعة الحزب الإسلامي.
لكن فئة مؤمنة في الفلوجة عاندت الجميع ورفضت رأي الأغلبية وأصرّت واستكبرت وعاهدت الزرقاوي على تخريب العراق حتى آخر طفل وبيت وأنبوب نفط ومن ثم تسلميه لحبيبنا ونور عيوننا وصاحب الوجه النوراني الذي تحت بشرة وجهه "لمبه" أسامة بن لادن لإقامة الخلافة الإسلامية، فما كان من الأمريكيين وأعوانهم من الخونة العراقيين الذين يمثلون غالبية الشعب ويتوزّعون على الغالبية العظمى من مساحته إلا تهديد المدينة الصابرة المحتسبة الأجر عند الزرقاوي وبن لادن ومن ثم محاصرتها والآن بضربها.
فما الرأي يا أهل مكة قبل الفتح؟ هل نقف مع الغالبية أم نشذّ عن الجماعة؟ هل نلتزم بما يقوله سواد الناس أم نبحث عن الرافضين بينهم فنتخذهم موضوعاً للفتوى؟ هل نرضى أن يستعيد العراق عافيته ويقف على رجليه أم نتركه صريع الزرقاوي وأتباعه وكفر الأمريكيين وجبروتهم؟ وهل سينتبه الناس إلى أننا لم نصدر بياناً حين كان نسختنا الشيعية مقتدى الصدر يقاتل الأمريكيين في النجف –أقصد أتباعه يقاتلون وهو قائم يصلي في المحراب- هل سينتبهون إلى أننا طائفيّون ولا نرى أبعد من أنوفنا؟
بعد هذه الخطبة العصماء الحماسية والأسئلة الجوهرية تشاوروا أهل مكة تحت الكنديشن لكن التلفزيون حط مسلسل طاش ما طاش، فقالوا الرأي بعد المسلسل. وبعد ما شافوا الطاش وكفّروا الممثّلين وسبّوا المخرج لأنه رافضي وضحكوا واستانسوا آخر وناسة وشربوا القهوة وكل واحد قام يقول حق ربعه انجازات ولده في الجامعة وترتيبات أعراسهم وآخر السيايير اللي خذوها لهم وتبادلوا آخر الكتب أو الكتيّبات اللي اخترعوها عن الحجاب وأهوال القيامة وعذاب القبر وضلالات الصوفيّة وضحكوا على بعض النكت الطفسة اللي في المسجات ونسوا من الوناسة والإيمان الفلوجة والجهاد لكن الشيبه ظهرت قرونه من اليدار فقالوا بعد ما راحت السكرة هيا إلى الفكرة.
قالوا بنصدر فتوى، ومرة ثانية دخل عليهم الريّال الشيبه المكسّر اللي على هيئة رجل ناصح وقال صدق إنكم مطاوعة، لا تفتون لأن الفتوى بتنحسب عليكم في الدنيا والآخرة، في الدنيا بيردّون عليكم مطاوعة ينافسونكم وبيفضحونكم ويشرشحونكم، ولا تنسون فيه ناس من العلمانيين الكفرة اللي ما يحبهم الدكتور عبدالله الشامسي يتريّون زلّة عشان يهمزون ويلمزون فيكم، وخاصة في الإنترنت. وفي الآخرة المشكلة أكبر لأن أصحاب الفتاوي حسابهم عند الله عسير وأنا تعرفوني مشفق وناصح أمين، وأحسن شي تسوّونه هو إصدار بيان، مجرّد بيان.
وعجبهم راي الشيبه الناصح فوصّلوه لين اليدار ودش فيه واختفى، وأصدروا بيان الإسلاميين الـ 26 السعوديين دعوا فيه الشعب العراقي للتوحد ومقاومة المحتلين، وهذا أول التناقض، فالشعب العراقي في غالبيته ضد المقاومة العسكرية، فكيف تبونهم يتوحّدون ويقاومون في نفس الوقت؟ كان المفروض الفئة القليلة تنضم للفئة الكبيرة عشان يصير التوحّد مب العكس. وحتى جماعة المقاومة هم أشكال وألوان، بعضهم يدّعون الوطنية وبعضهم يبون الخلافة الإسلامية ويعتبرون الوطنية بدعة استعمارية.
وقالوا في البيان إن المقاومة حق وواجب شرعي على ذوي القدرة. طيّب إذا واجب شرعي ليش ما تنزلون إلى ساحة الجهاد، هاذيل الـ 26 مطوّع يرومون يسيرون بالخش والدس للجهاد في العراق، شو يتريّون، ليش مستوين كلهم مثل الدكتور الشامسي يأمرون بالبرّ وينسون أنفسهم؟ شكله الأمر بالبر ونسيان النفس مرض معدي يصيب المطاوعة وأتباعهم من الدكاترة.
وقالوا بعد إنه لا يجوز لمسلم أن يؤذي أحداً من رجال المقاومة، بس العكس يصير، لأنه المقاومة قتلت من العراقيين المسلمين العاديين في الشوارع وايد ومب حرام، لكن اللي يرد عليهم أو حتى يؤذيهم فحرام وما يجوز.
ودعوا في البيان إلى التكاتف ونبذ الفرقة لمواجهة المحتل. عجيب والله كلام المطاوعة السعوديين، كل العراقيين متكاتفين ونابذين الفرقة ومتفقين على المقاومة السلمية إلى أن تتضح الصورة إلا جماعة مقاومة الفلوجة، هم اللي خارجين على رأي الأغلبية.
وإذا لا سمح الله مقاومة الفلوجة نجحت واضطروا الأمريكان إنهم يشردون ولاحقوهم لين مطار بغداد وذبحوهم علج ورا علج وطرطور ورا طرطور، واستلموا المقاومين زمام الأمور، فكيف بتكون الصورة ساعتها يا فقهاء المچبوس حالياً والنفط سابقاً؟ أم إن شهوة إصدار الفتوى أو البيان أهم من كل الاعتبارات؟
وهاذيل المطاوعة السعوديين ما اتعضوا من الدرس الأفغاني، قاموا يقصّون على الشباب ويطرشونهم أفغانستان وبعد ما انتهت المسرحية هناك ردّوا السعودية يفجرون فيها ويقتلون الأبرياء.
وأنا مستغرب من شي واحد، المطاوعة معروفين بكثرة النسوان، يعني بكثرة الأولاد، يعني بكثرة المجاهدين، بس ما نسمع إن عيالهم يجاهدون، ودّي أسمع عن ولد مطوّع مثل الحوالي أو العودة أو الخضيري أو القرني أو حتى القطري-المصري يوسف القرضاوي أو غيرهم راحوا للجهاد، والصراحة أنا ما أصدّق إنهم خاشّين عيالهم يأكلونهم ويسمنونهم ويعلمونهم ويزوجونهم ويفرحون بعيال عيالهم، وتعال يا ولدي وأنا أبوك خلني أشمّك قبل لا أموت وأروح الجنة، وتعال يا بني يا روح ماما أشمّك قبل ما أغور وأخش الگنة، مستحيل إنهم يطيحون في هذا التناقض، يقصّون على عيال الناس ويخشّون عيالهم، أكيد هاذيل ما عندهم نسل، كلهم عندهم عقم ذكوري، والبنات ما عليهن جهاد.
والأهم من هذا كلّه، شوفوا شو صار على الشيعة أيام الانتداب البريطاني، قصّوا عليهم مراجع تقليدهم الملالي اللي ما يفتهمون شي ويتحرّون عمارهم عباقرة زمانهم وحجج الله في أرضه وآياته البيّنات وظله الوارف, وقالوا هاذيل الإنجليز كفرة وما يجوز التعامل ويّاهم وشو كانت النتيجة، إنهم قالوا لهم برايكم إذا ما بتشاركون في الحكم والإدارة فيه غيركم يسوّي المطلوب، واستلموا السّنة الحكم وعطوا الشيعة "بمبه" مثل ما يقولون المصاروة.
ألحينه الآية شكلها بتنجلب، الشيعة الله هدى مطاوعتهم ويمكن التاريخ علّمهم، وما يبون يكرّرون نفس الغلطة، لكن مطاوعة السّنة، وخاصة اللي يالسين تحت الكنديشنات في السعودية وقطر، ما يقرون التاريخ، لأنهم فوق التاريخ، ولا يشوفون الوقايع على الأرض، لأنهم أعلى من الأرض، وبس يبون يفتون بأي طريقة، واللي بيصير إن الشيعة والأكراد بيستلمون كل شي وبيخلّون حق السّنة المچابيس والفتاوي.
وبيان مطاوعة السعودية طويل وفيه خرابيط وايده ومن كثر ما هاذيل المطاوعة يطلعون بيانات وفتاوي وخزعبلات الواحد ما يعرف يرد على شو والا منوه، وما أقول غير إنه اللبن الخاثر بعد المچبوس بعد صيام شاق على المطاوعة تكون نتيجته بيان سطحي ما فيه منطق ولا عقل ولا رؤية ويزيد المشاكل ويسوّي فتنة أكثر ويسحق رأي الغالبية اللي فيه مناطقهم فيه أكثر خيرات العراق من نفط وماي وزراعة واللي لهم الحق إنهم يعيشون بنص مستوى معيشة اللي يفتون من بعيد.
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على الحبيب المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطاهرين....
أضحكني المقال كثيرا... وقد اختلف مع كاتبه او أوافقه هنا وهناك إلا إنني وجدت المقال مفيدا للقراءة، علما بأن المجلة كانت من المجلات الإماراتية الساخرة في جديتها، ومنعت فتحولت إلى النت.
أنا ناقل للمقال ليس إلا...
المقال: لمحمد عبدالله أربع عيون وهذا عنوان صفحته: http://alazmina.info/issue282/20.html
تجمّعوا ست وعشرين مطوّع سعودي في رمضان قبل الفطور وما تكلّموا في شي لأنهم صايمين وتعبانين ومب قادرين ياخذون راحتهم في الدّح والنسوان، وكل واحد كاره عمره وكاره المطوّع اللي عدّاله، كلما يصد يمين والا يسار يشوف لحى، وكل واحد يضرب مسواچ بأقوى ما عنده، يبغي ينتقم من لثته أو چنهم قاعدين في مسابقة اللي يكسّر ضروسه قبل الباجين، أو دعاية مساويچ الحرمين.
المهم, أول ما أذن المغرب طاحوا في المچابيس والمندي، لحم ودياي، واضرب ما تضرب، وبعدين شربوا لبن كي دي دي الخاثر وسطّلوا على الآخر وانسدحوا كم ساعة بعدين نشّوا ما يدرون كم لبثوا، وبعدين شافوا عمارهم من فترة ما لهم صوت ولا قرقعة في الميدان وشافوا مطاوعة ثانيين ماكلين عليهم الجو، جماعة العبيكان والعوضي، واشتغل عاد الحسد، والحسد بين المطاوعة أشد أنواع الحسد. حتى الحسن البصري قال لا تقبلون شهادة المطاوعة على بعض لأنهم أشدّ تحاسداً من التيوس.
وتمّوا يفكّرون في شي يستاهل يفتون فيه عشان يطلعون على السطح مرة ثانية، فقال واحد منهم شو رايكم في البلاي استيشن مب چنه بدعة؟ وحد قال شو رايكم في مسلسل بعد الشتات شكله كافر؟ وثالث قال أحسن شي نفتي في لعبة البوكيمون الملعونة؟ فرد عليه واحد وقاله جماعة هيئة كبار العلماء الله يغربلهم سبقونا وراحت علينا، وفجأة دخل عليهم ريّال شيبه مكسّر على هيئة رجل ناصح وقال ما تشوفون شو يصير في الفلوجة؟
تذكّروا جماعة دار الندوة الفلوجة في العراق وتذكّروا إنهم ما أفتوا بشي لين ألحين مع إنه موضوع حيوي ويسوي ربشه ودعاية زينه، وقالوا وصلت لنا الفتوى لين ريولنا ولازم نضرب قبل لا نُضرب ونفتي قبل لا يُفتى علينا، فحبّوا الشيبه على قرونه ودخل في اليدار واختفى.
نش أكبرهم اللي علمهم الطّوع وخطب فيهم وقال: "يا قوم! يا أهل مكة قبل الفتح! إن أمريكا بلاد الخنازير قد استعملت صدام حسين على أرض العراق وأمدّته بالسلاح والدعم السياسي ووقفت بجانبه في حربه مع الإيرانيين الذين كان إعلامنا يسمّيهم يوماً المجوس ثم فجأة صاروا الأخوة في الجمهورية الإسلامية، ثم تغاضت عن جرائمه وإبادته الجماعية لأهل الشمال السنّة في الأنفال وأهل الجنوب الشيعة الذي كان صدام مجرّد سبب للانتقام الإلهي منهم.
ثم عملت أمريكا الخنزيرة على تضخيم البعثي صدام حسين حتى صار غولاًَ يُخاف منه فورّطته في غزو الكويت ثم أخرجته منها بعد أن أبادت جيشه ثم حاصرت العراق وقتلت أهلنا هناك ثم ادّعوا أن هنالك أسلحة دمار شامل فاحتلوا العراق وقتلوا من أهله الكثير وأباحوه للعصابات والمخرّبين واللصوص.
وبعد ذلك بادر بعض الخونة من أهل العراق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعملوا صفاً واحداً لإعادة الاستقرار وإجراء الانتخابات والإعمار، وقد وقف بجانب هؤلاء الغالبية العظمى من الشعب العراقي لأسباب تافهة لا يقبلها الشرع ولا العقل، فقالوا إنهم يريدون أن يهنأوا في حياتهم مثلنا، ويقصدوننا نحن المطاوعة الذين أنعم الله علينا بالعيش الرغيد والحياة المترفة، وقالوا إنهم يريدون أن يحتضنوا أبناءهم في أمان مثلنا، ويأكلوا المكبوس على أنغام مسلسل طاش ما طاش مثلنا، ويتزوجوا من أربع نساء مثلنا، والشيعة الملالي منهم يضيفون عليهنّ العشرات بالمتعة، وفي هذا غلبونا الرافضة قاتلهم الله، ويريدون أن يعيشوا كالبشر في معظم بقاع العالم في سلام وأمان وراحة بال.
وهؤلاء الخونة هم في جنوبه الشيعي الغني بالنفط والمياه والزراعة وشماله الكردي الغني بالنفط والزراعة أيضاً والكثير من وسطه السّني الذي ليس فيه سوى البيوت والمضارب، وحتى في هذا الوسط السّني هنالك من يقف ضد المقاومة المسلحة كجماعة الحزب الإسلامي.
لكن فئة مؤمنة في الفلوجة عاندت الجميع ورفضت رأي الأغلبية وأصرّت واستكبرت وعاهدت الزرقاوي على تخريب العراق حتى آخر طفل وبيت وأنبوب نفط ومن ثم تسلميه لحبيبنا ونور عيوننا وصاحب الوجه النوراني الذي تحت بشرة وجهه "لمبه" أسامة بن لادن لإقامة الخلافة الإسلامية، فما كان من الأمريكيين وأعوانهم من الخونة العراقيين الذين يمثلون غالبية الشعب ويتوزّعون على الغالبية العظمى من مساحته إلا تهديد المدينة الصابرة المحتسبة الأجر عند الزرقاوي وبن لادن ومن ثم محاصرتها والآن بضربها.
فما الرأي يا أهل مكة قبل الفتح؟ هل نقف مع الغالبية أم نشذّ عن الجماعة؟ هل نلتزم بما يقوله سواد الناس أم نبحث عن الرافضين بينهم فنتخذهم موضوعاً للفتوى؟ هل نرضى أن يستعيد العراق عافيته ويقف على رجليه أم نتركه صريع الزرقاوي وأتباعه وكفر الأمريكيين وجبروتهم؟ وهل سينتبه الناس إلى أننا لم نصدر بياناً حين كان نسختنا الشيعية مقتدى الصدر يقاتل الأمريكيين في النجف –أقصد أتباعه يقاتلون وهو قائم يصلي في المحراب- هل سينتبهون إلى أننا طائفيّون ولا نرى أبعد من أنوفنا؟
بعد هذه الخطبة العصماء الحماسية والأسئلة الجوهرية تشاوروا أهل مكة تحت الكنديشن لكن التلفزيون حط مسلسل طاش ما طاش، فقالوا الرأي بعد المسلسل. وبعد ما شافوا الطاش وكفّروا الممثّلين وسبّوا المخرج لأنه رافضي وضحكوا واستانسوا آخر وناسة وشربوا القهوة وكل واحد قام يقول حق ربعه انجازات ولده في الجامعة وترتيبات أعراسهم وآخر السيايير اللي خذوها لهم وتبادلوا آخر الكتب أو الكتيّبات اللي اخترعوها عن الحجاب وأهوال القيامة وعذاب القبر وضلالات الصوفيّة وضحكوا على بعض النكت الطفسة اللي في المسجات ونسوا من الوناسة والإيمان الفلوجة والجهاد لكن الشيبه ظهرت قرونه من اليدار فقالوا بعد ما راحت السكرة هيا إلى الفكرة.
قالوا بنصدر فتوى، ومرة ثانية دخل عليهم الريّال الشيبه المكسّر اللي على هيئة رجل ناصح وقال صدق إنكم مطاوعة، لا تفتون لأن الفتوى بتنحسب عليكم في الدنيا والآخرة، في الدنيا بيردّون عليكم مطاوعة ينافسونكم وبيفضحونكم ويشرشحونكم، ولا تنسون فيه ناس من العلمانيين الكفرة اللي ما يحبهم الدكتور عبدالله الشامسي يتريّون زلّة عشان يهمزون ويلمزون فيكم، وخاصة في الإنترنت. وفي الآخرة المشكلة أكبر لأن أصحاب الفتاوي حسابهم عند الله عسير وأنا تعرفوني مشفق وناصح أمين، وأحسن شي تسوّونه هو إصدار بيان، مجرّد بيان.
وعجبهم راي الشيبه الناصح فوصّلوه لين اليدار ودش فيه واختفى، وأصدروا بيان الإسلاميين الـ 26 السعوديين دعوا فيه الشعب العراقي للتوحد ومقاومة المحتلين، وهذا أول التناقض، فالشعب العراقي في غالبيته ضد المقاومة العسكرية، فكيف تبونهم يتوحّدون ويقاومون في نفس الوقت؟ كان المفروض الفئة القليلة تنضم للفئة الكبيرة عشان يصير التوحّد مب العكس. وحتى جماعة المقاومة هم أشكال وألوان، بعضهم يدّعون الوطنية وبعضهم يبون الخلافة الإسلامية ويعتبرون الوطنية بدعة استعمارية.
وقالوا في البيان إن المقاومة حق وواجب شرعي على ذوي القدرة. طيّب إذا واجب شرعي ليش ما تنزلون إلى ساحة الجهاد، هاذيل الـ 26 مطوّع يرومون يسيرون بالخش والدس للجهاد في العراق، شو يتريّون، ليش مستوين كلهم مثل الدكتور الشامسي يأمرون بالبرّ وينسون أنفسهم؟ شكله الأمر بالبر ونسيان النفس مرض معدي يصيب المطاوعة وأتباعهم من الدكاترة.
وقالوا بعد إنه لا يجوز لمسلم أن يؤذي أحداً من رجال المقاومة، بس العكس يصير، لأنه المقاومة قتلت من العراقيين المسلمين العاديين في الشوارع وايد ومب حرام، لكن اللي يرد عليهم أو حتى يؤذيهم فحرام وما يجوز.
ودعوا في البيان إلى التكاتف ونبذ الفرقة لمواجهة المحتل. عجيب والله كلام المطاوعة السعوديين، كل العراقيين متكاتفين ونابذين الفرقة ومتفقين على المقاومة السلمية إلى أن تتضح الصورة إلا جماعة مقاومة الفلوجة، هم اللي خارجين على رأي الأغلبية.
وإذا لا سمح الله مقاومة الفلوجة نجحت واضطروا الأمريكان إنهم يشردون ولاحقوهم لين مطار بغداد وذبحوهم علج ورا علج وطرطور ورا طرطور، واستلموا المقاومين زمام الأمور، فكيف بتكون الصورة ساعتها يا فقهاء المچبوس حالياً والنفط سابقاً؟ أم إن شهوة إصدار الفتوى أو البيان أهم من كل الاعتبارات؟
وهاذيل المطاوعة السعوديين ما اتعضوا من الدرس الأفغاني، قاموا يقصّون على الشباب ويطرشونهم أفغانستان وبعد ما انتهت المسرحية هناك ردّوا السعودية يفجرون فيها ويقتلون الأبرياء.
وأنا مستغرب من شي واحد، المطاوعة معروفين بكثرة النسوان، يعني بكثرة الأولاد، يعني بكثرة المجاهدين، بس ما نسمع إن عيالهم يجاهدون، ودّي أسمع عن ولد مطوّع مثل الحوالي أو العودة أو الخضيري أو القرني أو حتى القطري-المصري يوسف القرضاوي أو غيرهم راحوا للجهاد، والصراحة أنا ما أصدّق إنهم خاشّين عيالهم يأكلونهم ويسمنونهم ويعلمونهم ويزوجونهم ويفرحون بعيال عيالهم، وتعال يا ولدي وأنا أبوك خلني أشمّك قبل لا أموت وأروح الجنة، وتعال يا بني يا روح ماما أشمّك قبل ما أغور وأخش الگنة، مستحيل إنهم يطيحون في هذا التناقض، يقصّون على عيال الناس ويخشّون عيالهم، أكيد هاذيل ما عندهم نسل، كلهم عندهم عقم ذكوري، والبنات ما عليهن جهاد.
والأهم من هذا كلّه، شوفوا شو صار على الشيعة أيام الانتداب البريطاني، قصّوا عليهم مراجع تقليدهم الملالي اللي ما يفتهمون شي ويتحرّون عمارهم عباقرة زمانهم وحجج الله في أرضه وآياته البيّنات وظله الوارف, وقالوا هاذيل الإنجليز كفرة وما يجوز التعامل ويّاهم وشو كانت النتيجة، إنهم قالوا لهم برايكم إذا ما بتشاركون في الحكم والإدارة فيه غيركم يسوّي المطلوب، واستلموا السّنة الحكم وعطوا الشيعة "بمبه" مثل ما يقولون المصاروة.
ألحينه الآية شكلها بتنجلب، الشيعة الله هدى مطاوعتهم ويمكن التاريخ علّمهم، وما يبون يكرّرون نفس الغلطة، لكن مطاوعة السّنة، وخاصة اللي يالسين تحت الكنديشنات في السعودية وقطر، ما يقرون التاريخ، لأنهم فوق التاريخ، ولا يشوفون الوقايع على الأرض، لأنهم أعلى من الأرض، وبس يبون يفتون بأي طريقة، واللي بيصير إن الشيعة والأكراد بيستلمون كل شي وبيخلّون حق السّنة المچابيس والفتاوي.
وبيان مطاوعة السعودية طويل وفيه خرابيط وايده ومن كثر ما هاذيل المطاوعة يطلعون بيانات وفتاوي وخزعبلات الواحد ما يعرف يرد على شو والا منوه، وما أقول غير إنه اللبن الخاثر بعد المچبوس بعد صيام شاق على المطاوعة تكون نتيجته بيان سطحي ما فيه منطق ولا عقل ولا رؤية ويزيد المشاكل ويسوّي فتنة أكثر ويسحق رأي الغالبية اللي فيه مناطقهم فيه أكثر خيرات العراق من نفط وماي وزراعة واللي لهم الحق إنهم يعيشون بنص مستوى معيشة اللي يفتون من بعيد.