بسم الله الرحمن الرحيم
هناك قصة جميلة كتبها "موباسان". قصة مفادها أن شابا في مقتبل العمر عاطل عن العمل كان يجلس مع أصدقائه في مقهى بمصاحبة ثري باريسي ودار الحديث الذي صادف ليلة عيد الميلاد حول المال وهل أنه يوجب السعادة أم لا. فقال الشاب إن المال هو السعادة. فرد عليه الثري بأنه مستعد لاعطائه ثلث ثروته إذا استطاع أن يحبس نفسه في غرفته سبعة أعوام كاملة. ووافق الشاب على ذلك واستطاع خلال الأعوام السبعة أن يتعلم أمورا كثيرة. ولكنه كان أيضا بحسب ما يحكي خادمه يبكي في الليل كثيرا وكان يعزف على البيانو باستمرار. حتى إذا تقضت الأعوام السبعة وجاءت ليلة عيد الميلاد التي يجب أن يوفى فيها بالوعد. قصد الثري بيت الشاب وهو مزمع قتله لأن أحواله المالية لم تعد كما كانت... وفي حلكة الليل وجد نافذة الغرفة التي يسكن فيها الشاب مفتوحة فدخل ووجد الشاب جالسا على كرسيه موليا ظهره اليه فانتهزها فرصة ولكنه لما رفع السكين ليقتله وجد على الطاولة قرب الشاب ورقة كانت تضيئها شمعة وأخذ الورقة فقرأ فيها "الى السيد... أعلم أنك تأتي هذه الليلة محاولا قتلي ولكنني قمت بالعمل نيابة عنك لأنني ببساطة لا أستحق أن أعيش أكثر والسبب أنني أضعت أجمل أيام شبابي من أجل المال"!
وعلى المنوال نفسه ينظم إيليا أبوماضي قصيدته "التينة الحمقاء" التي تبدو وكأنها عنوان للقصة السالفة الذكر، ومن الأبيات الجميلة في القصيدة "جاء الربيع الى الدنيا ببهجته - فازينت واكتست بالسندس الشجر، وظلت التينة الحمقاء عارية - كأنها وتد في الأرض أو حجر، ولم يطق صاحب البستان رؤيتها - فاجتثها فهوت في النار تستعر، من ليس يسخو بما تسخو الحياة به - فإنه أحمق بالحرص ينتحر".
جعفر الديري
صحيفة الوسط البحرينية عدد اليوم .
هناك قصة جميلة كتبها "موباسان". قصة مفادها أن شابا في مقتبل العمر عاطل عن العمل كان يجلس مع أصدقائه في مقهى بمصاحبة ثري باريسي ودار الحديث الذي صادف ليلة عيد الميلاد حول المال وهل أنه يوجب السعادة أم لا. فقال الشاب إن المال هو السعادة. فرد عليه الثري بأنه مستعد لاعطائه ثلث ثروته إذا استطاع أن يحبس نفسه في غرفته سبعة أعوام كاملة. ووافق الشاب على ذلك واستطاع خلال الأعوام السبعة أن يتعلم أمورا كثيرة. ولكنه كان أيضا بحسب ما يحكي خادمه يبكي في الليل كثيرا وكان يعزف على البيانو باستمرار. حتى إذا تقضت الأعوام السبعة وجاءت ليلة عيد الميلاد التي يجب أن يوفى فيها بالوعد. قصد الثري بيت الشاب وهو مزمع قتله لأن أحواله المالية لم تعد كما كانت... وفي حلكة الليل وجد نافذة الغرفة التي يسكن فيها الشاب مفتوحة فدخل ووجد الشاب جالسا على كرسيه موليا ظهره اليه فانتهزها فرصة ولكنه لما رفع السكين ليقتله وجد على الطاولة قرب الشاب ورقة كانت تضيئها شمعة وأخذ الورقة فقرأ فيها "الى السيد... أعلم أنك تأتي هذه الليلة محاولا قتلي ولكنني قمت بالعمل نيابة عنك لأنني ببساطة لا أستحق أن أعيش أكثر والسبب أنني أضعت أجمل أيام شبابي من أجل المال"!
وعلى المنوال نفسه ينظم إيليا أبوماضي قصيدته "التينة الحمقاء" التي تبدو وكأنها عنوان للقصة السالفة الذكر، ومن الأبيات الجميلة في القصيدة "جاء الربيع الى الدنيا ببهجته - فازينت واكتست بالسندس الشجر، وظلت التينة الحمقاء عارية - كأنها وتد في الأرض أو حجر، ولم يطق صاحب البستان رؤيتها - فاجتثها فهوت في النار تستعر، من ليس يسخو بما تسخو الحياة به - فإنه أحمق بالحرص ينتحر".
جعفر الديري
صحيفة الوسط البحرينية عدد اليوم .
تعليق