اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ،
لكل واحدٍ منا نفحاتٌ خاصة تأتي من بواح عقله وصفاء منطقه، أما الثوابت من تلك الأفكار النيرة الثمينة لتأتي لأي واحدٍ منا إلا على قدر محبته لها، لذا فهي تمنحه نظره خاصة وتمنحه دفعة ومقدارٍ كافي على ترجمة الفكر لفظاً ذو منطق متعقل مدروس، لذا فهي أمرٌ لا يمكننا الخوض فيه دون معرفة نابعة من المحبة ذاتها، فالعلوم شتى والناصح والمعتبر أنواع والثوابت بواق والسماء منها العطاء ومن ربها الحكم وعلى العزيز الاتكال.
وقد تختلف الأشجار وتتفق بالفائدة فتلك منها الاستزادة الفكرية وتلك منها العلمية وتلك منها محتوى ذو استدلال على كيفية أداء نطق من منطق وتلك المرحلية الاتجاه ذات تدرج كيفي لبناء شخصية متعمقه مقتدره بإنسانياتها. المغزى أن العلومٌ شتى قد تختلف في اتجاهاتها وتتفق في محتواها الإنساني بغض النظر عن الرسالة السماوية ومعجزتها، وقد يأتي البعض على نقد من قال بدولة أفلاطون وإن كان ليؤسفني عدم تمعني فيها بشكل أكبر، إلا وأنه بغض النظر عن ثوابتي الراسخة إلا وأنه ليسرني أن أضطلع بدور بناء لمواكبة مسيرتها وتحقيق ما جاء فيها من جوانب تتفق مع مبادئي كإنسان مسلم بحيث من الطبيعي أن يكون محتواها ما يقود إلى سليم الارشاد المعنوي والديمومة الصحيحة.
طبيعة الإنسان متنوعة بحكم عواطفها الراسخة وفطرتها النقية، مما يجانب الصواب هذا الاعتقاد أنه يستوجب بأن لا يكون الانسان منغلقاً لا يمت بأي واقع وصلة تربطه بربه العلي الأعلى وإن كان لكل منا منفسه وتنفيسه المعنوي الخاص أو المتاح، فهي تبقى محبة مكتسبة من علومٍ شتى تقوم بإنعاش عامة تشعبات الفكر أو الرغبة بوحدوية وانعزال يكتسب منه معرفة سليمة تعالج ألم لا من تنفيسه وتكريبه على ظهور الأشهاد، لذا فإنه ليوجد من العلوم والمفاهيم الأخرى المتنوعة الشاملة لجوانب حميدة في تعريفها والتي تمنح للإنسان أحقيتة بإنسانيته بحكم تعايشه وتداخله فكرياً مع محيط أهل المعرفة وأهل الحكمة ومن خلال كتاب يقرئه أو قولٍ يسمعه فيتقارب ويتناغم مع متزامناً بما جاء فيها من سلامة لهذا القول.
الثوابت هي صلة العبد بينه وبين ربه وهو الذي سوف يحاسب عليها يوم يبعث من في القبور أي أنها قدرة إلهية تتحكم بالعبد لا شأن لمخلوقٍ فيها ولا لأي مجالٍ لفرضية أو فارضٍ فيها، كذلك النصح والإرشاد أتى من واقع الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ومن منا لا يحبذ النصح وتلقي الإرشاد، وكما هو الوصف بما يحفظ في الوعاء من شد الوكاء على إثر ما قاله الإمام المرتضى عليه السلام، وإذا قيل أن المعرفة مع تنوعها حرضاً وحصراً على فئة دون أخرى فهو يسمع بما لا ينعق، لأنه يمهد لمعذرة جهله على الخوض في علمٍ نافع ومرتعٍ صادق أو نصح راشد يقوده إلى سلمه المطلق لا إلا مغارم المقياس النوعي وقصدي هنا لا يشمل الطاعنين بحكم محدودية القدرة الفكرية والجهد لديهم، ولكن على الذين يحبذون الجهل وهم قلوبهم لا تزال كالحدث.
إن الله تعالى خلق البشرية وجعل لهم جوانبهم الخاصة ومنحهم أحقية المشاركة العامة بما لا يتعارض ومفهوم الخصوصية والمحافظة على الثوابت والرواسخ، وكان في قدرته جل وعز أن لا يجعل بين العباد فروقاً وفوارق إلا في نواحي معينة أتى الفرقان العظيم على ذكرها مثال وفوق كل ذي علمٍ عليم، وإنما يخشى الله من عباده العلماء، فالله منح محبته بمقادير واضحة وصريحة وعامة التوجيه ذات معنى ومغزى، ومثال على هذا التوجيه المقدس الصبر من منظوري خاص لأنه حتى وإذا عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به (وإن صبرتم فهو خيرٌ للصابرين)، فمن الصعب أن يعي هذه الحقيقة مخلوق يتجاهل القدرة الإلهية وتوجيهها المعنوي، نعم أخوتي أخواتي الكثير من عامة البشرية تعيش في تراهاتا هذا من هذا وهذا من ذاك، نعم هذا من هذا ولكنه ارتمز برمز وتناسى ما جاء فيه من رسالة سامية إلهية المصدر لا قدرة له فيها ولا عليها، ولا مخصوص في حديثي هذا.
لقد كان لصيق المعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إسمه شمعون الراهب، وهو الذي استنجد بالمصطفى صلوات الله عليه وآله ليستمع إلى نصحه وإرشاده، وهي حقيقة أيدها التاريخ، كما هو الحال في التأييد والاتفاق على علم ومعرفة وحكمة ومقياس وعظمة شخصية الإمام المرتضى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فكان لنهج البلاغة أن يكون الكتاب الأول الذي تؤخذ منه شرائع العدل الدولية وبإجماع هيئة الأمم المتحدة، وهذا قريب حاضرنا، فراجع الديباج على سبيل المثال وراجع رسالته للأشتر ونحن كنا قد تطرقنا لدولة أفلاطون وتناسينا ما اتفق عليه أهل باقي الأمم والاقطار!.
لقد كان العهد الذي قطعه إبليس اللعين (فبعزتك لأغوينهم أجمعين ...) كانت كلمةٌ هو قائلها وعاود صياغتها باستدلال فعلي (إذ قال للإنسان أكفر .. )، وكرأي خاص أن الحقيقة من وراء الكفر كان جهلاً فالسجود لآدم كان من واقع جهله أن السجود بحد ذاته لله خالق آدم ومن هنا كان الكفر سببه الجهل الذي أعمى بصيرته عن المقصود من مسألة سجود لآدم، واستذكر لكم ما جاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام والخاص بجنود العقل وجنود الجهل، فلهذا كان الشغل الشغال لهذا العدو المستكلب علينا هو من شغف الأفضلية الذي أوقعه في كنف الكفر والجبرية!، وقد يكون لكم واضحاً ما جاء عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذم أبليس لعنه الله وتعصبه.
إذن من الطبيعي أن تكون الحرية الفكرية ملكية فردية .. ويبقى الشاهد العالي من السماء يأتي بلا تزر وازرة وزر أخرى .. ولكل منا نفحاته الخاصة وأفكاره التي يبديها أو يحفظها ويجعلها في سره ومخزونه الخاص به أو يبديها بما يرضي الله ويدعو لمرضاته، وهي الحرية بعين ذاتها التي لا تخالف صريح مطلبٍ من ربٍ عظيم، والتي إلا ما تحتاج لمنفسٍ لتخرج من قلبه وتدغدغ مشاعر الآخرين وتمنحهم العاطفة الصحيحة ذات البناء المتوازن القيم التي تؤيد حرية الاختيار وتجانب واقعٍ المحبة الألهية التي في نفوسنا من رابطٍ وارتباط، وبالطبع فإن الله تعالى منح لنا الجوانب الخالية من أية افكار سلبية خاصة أو ذات طابع وتطبع سلبي، ومن الطبيعي أن تجنح عن شطوط الحي أجنحة السفن فنحن البشر فوق هلعنا وجزعنا علينا متسلطٌ لا يؤمن إلا بواقع الأفضلية والنوع وهو أبليس الملعون، كما ورحماك ربِ من الذين يأتون بفردية الاعتقاد والمرأة السلبية التي تقودهم لعملٍ قد يؤذي النفوس التي تسعى لتحقيق أسمى المبادئ أو الذين يتخذون من ذو الاتجاهات النيرة القيمة مادة للتداول النفعي الخاص كعالمٍ ضاع في زمن الجهال، أخوتي أخواتي لا خاصة في سردنا هذا ولا مخصوص فالاعتبار حقيقة موجودة لا تحتاج لبيان أو صياغة في تبيين شأنها، فمن يملك القدرة الإلهية غير الرب المعبود ومن يدعي على أنه يملك القدرة على تحييد هذا الجانب فهو ملحدٌ كافر، فإن العهد القديم يشابه العهد الحديث فمن فرعون للسامري لقارون وتسلسل هذه السلسلة حتى طغاة عصرنا الحاضر لهي كفيلة ببيان العبرة والمقصود فيها، لذا فإنه بصريح قول العزيز الحكيم إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين، وهذا الكون المسير بقدرة الرب العظيم يكفينا ان يتبين لنا من خلاله ما سُير لهدايتنا وتوعيتنا ولم شمل الأنفس المبعثرة المنكسرة، فالآلم شتى والاختبارات شتى والمفاجآت المفجعة قد تكون شتى، ولكنها بحد ذاتها محبة إلهية وراحة أزلية النتاج.
نعم صانع المحبة لا يتخذ من أساليب الكراهية نمطاً، وصانع العلم لا يتخذ من الجهل محوراً، هي حقيقة ذات ترابط وثيق بقدرتنا العقلية البشرية المحدودة التي لا تتقبل هذا الأمر إلا من خالقها ومحبها الأكبر لأنها بحد ذاتها تميل إلى الغيبية والاتكال في حالة إيمانها المطلق الناتج عن تبادل لهذه المحبة، فمن لا يحبذ أن لا تخر السنابل وتستقيم، كما ومن الطبيعي أن يدرك مغزاها من تعلم المحبة واستساغ في قلبه كراهية الغدر والفجور ويتألم من رؤيتها تتفشى وتنتشر من واقع فردية الاعتقاد من دافع ساحبة قلق وهنيء عيش ساعة الليل بشغف انتقام على سبيل المثال، إن الإنسانية ومعناها حقيقة يجب أن لا تقاد زمام أمورها إلا من خلال من يتدارسون عظمة القدرة الإلهية فيعلمون شرائع المحبة وينبذون الغدر والكراهية ويبدون قلقهم وتأنيهم على سلامة اعتقاداتهم من منظور معين او حتى في شخصٍ معين، فإن اللجهة التي يخاطب بها هي لهجة التي تقرب وتمنح مصداقية الاعتقاد السليم بهذا القول أي لسانٌ عربيٌ مبين، وهي أشبه بحالة تقارب وصف العلاقة الزوجية وإن كان هذا لموضوع أخر، إلا وأنه هي التي يكون التناغم فيما بين أهلها على وتيرة الرحمة الإلهية، لأننا لا نتنافر لنتقابل فإن تقابلنا منحنا وإن تنافرنا فلا ترغبن بمن زهد فيك، والحياة الزوجية لا تعرف معنى للزهد بين الزوجين كما والعلاقات الإنسانية، فيستوجب أن يكون أحد الجسدين الذين تملكتهم روحٌ واحدة أن يكون صبوراً على قدرٍ ومقدار يتوافق وما يسمو إليه من احترام وتقدير مكان الزوجة والأم التي تربي الأبناء الذين هم بحد ذاتهم آباءٍ في يومٍ ما، والمعنى أنها الحلقة التي تمنح العاطفة والمحبة ولهذا فهي تستحق ما هو أقرب بل أكثر من هذه المحبة والعاطفة، وهو مبدءٌ يتفق معي الكثير فيه ويختلف في تفسيره آخرين، ولكنها بشر لا بهيمة لا تتعض إلا بالضرب أو مخالفة هذا التوجه من دافع عاطفة!، وأختتم حديثي هذا عن العلم بمنقولي هذا :
حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال قال علي (ع) لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله و لو لا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة.
كل إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه...
لكل منا غيابه ولو بعد حين إلا ويحضر عنه صوابه إذا كان...
والخطأ في كلامي هذا وارد ولكن ذو المنطقٍ السليم إلا ويراه محبٌ لآية من فرقان عظيم...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لكل واحدٍ منا نفحاتٌ خاصة تأتي من بواح عقله وصفاء منطقه، أما الثوابت من تلك الأفكار النيرة الثمينة لتأتي لأي واحدٍ منا إلا على قدر محبته لها، لذا فهي تمنحه نظره خاصة وتمنحه دفعة ومقدارٍ كافي على ترجمة الفكر لفظاً ذو منطق متعقل مدروس، لذا فهي أمرٌ لا يمكننا الخوض فيه دون معرفة نابعة من المحبة ذاتها، فالعلوم شتى والناصح والمعتبر أنواع والثوابت بواق والسماء منها العطاء ومن ربها الحكم وعلى العزيز الاتكال.
وقد تختلف الأشجار وتتفق بالفائدة فتلك منها الاستزادة الفكرية وتلك منها العلمية وتلك منها محتوى ذو استدلال على كيفية أداء نطق من منطق وتلك المرحلية الاتجاه ذات تدرج كيفي لبناء شخصية متعمقه مقتدره بإنسانياتها. المغزى أن العلومٌ شتى قد تختلف في اتجاهاتها وتتفق في محتواها الإنساني بغض النظر عن الرسالة السماوية ومعجزتها، وقد يأتي البعض على نقد من قال بدولة أفلاطون وإن كان ليؤسفني عدم تمعني فيها بشكل أكبر، إلا وأنه بغض النظر عن ثوابتي الراسخة إلا وأنه ليسرني أن أضطلع بدور بناء لمواكبة مسيرتها وتحقيق ما جاء فيها من جوانب تتفق مع مبادئي كإنسان مسلم بحيث من الطبيعي أن يكون محتواها ما يقود إلى سليم الارشاد المعنوي والديمومة الصحيحة.
طبيعة الإنسان متنوعة بحكم عواطفها الراسخة وفطرتها النقية، مما يجانب الصواب هذا الاعتقاد أنه يستوجب بأن لا يكون الانسان منغلقاً لا يمت بأي واقع وصلة تربطه بربه العلي الأعلى وإن كان لكل منا منفسه وتنفيسه المعنوي الخاص أو المتاح، فهي تبقى محبة مكتسبة من علومٍ شتى تقوم بإنعاش عامة تشعبات الفكر أو الرغبة بوحدوية وانعزال يكتسب منه معرفة سليمة تعالج ألم لا من تنفيسه وتكريبه على ظهور الأشهاد، لذا فإنه ليوجد من العلوم والمفاهيم الأخرى المتنوعة الشاملة لجوانب حميدة في تعريفها والتي تمنح للإنسان أحقيتة بإنسانيته بحكم تعايشه وتداخله فكرياً مع محيط أهل المعرفة وأهل الحكمة ومن خلال كتاب يقرئه أو قولٍ يسمعه فيتقارب ويتناغم مع متزامناً بما جاء فيها من سلامة لهذا القول.
الثوابت هي صلة العبد بينه وبين ربه وهو الذي سوف يحاسب عليها يوم يبعث من في القبور أي أنها قدرة إلهية تتحكم بالعبد لا شأن لمخلوقٍ فيها ولا لأي مجالٍ لفرضية أو فارضٍ فيها، كذلك النصح والإرشاد أتى من واقع الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ومن منا لا يحبذ النصح وتلقي الإرشاد، وكما هو الوصف بما يحفظ في الوعاء من شد الوكاء على إثر ما قاله الإمام المرتضى عليه السلام، وإذا قيل أن المعرفة مع تنوعها حرضاً وحصراً على فئة دون أخرى فهو يسمع بما لا ينعق، لأنه يمهد لمعذرة جهله على الخوض في علمٍ نافع ومرتعٍ صادق أو نصح راشد يقوده إلى سلمه المطلق لا إلا مغارم المقياس النوعي وقصدي هنا لا يشمل الطاعنين بحكم محدودية القدرة الفكرية والجهد لديهم، ولكن على الذين يحبذون الجهل وهم قلوبهم لا تزال كالحدث.
إن الله تعالى خلق البشرية وجعل لهم جوانبهم الخاصة ومنحهم أحقية المشاركة العامة بما لا يتعارض ومفهوم الخصوصية والمحافظة على الثوابت والرواسخ، وكان في قدرته جل وعز أن لا يجعل بين العباد فروقاً وفوارق إلا في نواحي معينة أتى الفرقان العظيم على ذكرها مثال وفوق كل ذي علمٍ عليم، وإنما يخشى الله من عباده العلماء، فالله منح محبته بمقادير واضحة وصريحة وعامة التوجيه ذات معنى ومغزى، ومثال على هذا التوجيه المقدس الصبر من منظوري خاص لأنه حتى وإذا عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به (وإن صبرتم فهو خيرٌ للصابرين)، فمن الصعب أن يعي هذه الحقيقة مخلوق يتجاهل القدرة الإلهية وتوجيهها المعنوي، نعم أخوتي أخواتي الكثير من عامة البشرية تعيش في تراهاتا هذا من هذا وهذا من ذاك، نعم هذا من هذا ولكنه ارتمز برمز وتناسى ما جاء فيه من رسالة سامية إلهية المصدر لا قدرة له فيها ولا عليها، ولا مخصوص في حديثي هذا.
لقد كان لصيق المعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إسمه شمعون الراهب، وهو الذي استنجد بالمصطفى صلوات الله عليه وآله ليستمع إلى نصحه وإرشاده، وهي حقيقة أيدها التاريخ، كما هو الحال في التأييد والاتفاق على علم ومعرفة وحكمة ومقياس وعظمة شخصية الإمام المرتضى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فكان لنهج البلاغة أن يكون الكتاب الأول الذي تؤخذ منه شرائع العدل الدولية وبإجماع هيئة الأمم المتحدة، وهذا قريب حاضرنا، فراجع الديباج على سبيل المثال وراجع رسالته للأشتر ونحن كنا قد تطرقنا لدولة أفلاطون وتناسينا ما اتفق عليه أهل باقي الأمم والاقطار!.
لقد كان العهد الذي قطعه إبليس اللعين (فبعزتك لأغوينهم أجمعين ...) كانت كلمةٌ هو قائلها وعاود صياغتها باستدلال فعلي (إذ قال للإنسان أكفر .. )، وكرأي خاص أن الحقيقة من وراء الكفر كان جهلاً فالسجود لآدم كان من واقع جهله أن السجود بحد ذاته لله خالق آدم ومن هنا كان الكفر سببه الجهل الذي أعمى بصيرته عن المقصود من مسألة سجود لآدم، واستذكر لكم ما جاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام والخاص بجنود العقل وجنود الجهل، فلهذا كان الشغل الشغال لهذا العدو المستكلب علينا هو من شغف الأفضلية الذي أوقعه في كنف الكفر والجبرية!، وقد يكون لكم واضحاً ما جاء عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذم أبليس لعنه الله وتعصبه.
إذن من الطبيعي أن تكون الحرية الفكرية ملكية فردية .. ويبقى الشاهد العالي من السماء يأتي بلا تزر وازرة وزر أخرى .. ولكل منا نفحاته الخاصة وأفكاره التي يبديها أو يحفظها ويجعلها في سره ومخزونه الخاص به أو يبديها بما يرضي الله ويدعو لمرضاته، وهي الحرية بعين ذاتها التي لا تخالف صريح مطلبٍ من ربٍ عظيم، والتي إلا ما تحتاج لمنفسٍ لتخرج من قلبه وتدغدغ مشاعر الآخرين وتمنحهم العاطفة الصحيحة ذات البناء المتوازن القيم التي تؤيد حرية الاختيار وتجانب واقعٍ المحبة الألهية التي في نفوسنا من رابطٍ وارتباط، وبالطبع فإن الله تعالى منح لنا الجوانب الخالية من أية افكار سلبية خاصة أو ذات طابع وتطبع سلبي، ومن الطبيعي أن تجنح عن شطوط الحي أجنحة السفن فنحن البشر فوق هلعنا وجزعنا علينا متسلطٌ لا يؤمن إلا بواقع الأفضلية والنوع وهو أبليس الملعون، كما ورحماك ربِ من الذين يأتون بفردية الاعتقاد والمرأة السلبية التي تقودهم لعملٍ قد يؤذي النفوس التي تسعى لتحقيق أسمى المبادئ أو الذين يتخذون من ذو الاتجاهات النيرة القيمة مادة للتداول النفعي الخاص كعالمٍ ضاع في زمن الجهال، أخوتي أخواتي لا خاصة في سردنا هذا ولا مخصوص فالاعتبار حقيقة موجودة لا تحتاج لبيان أو صياغة في تبيين شأنها، فمن يملك القدرة الإلهية غير الرب المعبود ومن يدعي على أنه يملك القدرة على تحييد هذا الجانب فهو ملحدٌ كافر، فإن العهد القديم يشابه العهد الحديث فمن فرعون للسامري لقارون وتسلسل هذه السلسلة حتى طغاة عصرنا الحاضر لهي كفيلة ببيان العبرة والمقصود فيها، لذا فإنه بصريح قول العزيز الحكيم إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين، وهذا الكون المسير بقدرة الرب العظيم يكفينا ان يتبين لنا من خلاله ما سُير لهدايتنا وتوعيتنا ولم شمل الأنفس المبعثرة المنكسرة، فالآلم شتى والاختبارات شتى والمفاجآت المفجعة قد تكون شتى، ولكنها بحد ذاتها محبة إلهية وراحة أزلية النتاج.
نعم صانع المحبة لا يتخذ من أساليب الكراهية نمطاً، وصانع العلم لا يتخذ من الجهل محوراً، هي حقيقة ذات ترابط وثيق بقدرتنا العقلية البشرية المحدودة التي لا تتقبل هذا الأمر إلا من خالقها ومحبها الأكبر لأنها بحد ذاتها تميل إلى الغيبية والاتكال في حالة إيمانها المطلق الناتج عن تبادل لهذه المحبة، فمن لا يحبذ أن لا تخر السنابل وتستقيم، كما ومن الطبيعي أن يدرك مغزاها من تعلم المحبة واستساغ في قلبه كراهية الغدر والفجور ويتألم من رؤيتها تتفشى وتنتشر من واقع فردية الاعتقاد من دافع ساحبة قلق وهنيء عيش ساعة الليل بشغف انتقام على سبيل المثال، إن الإنسانية ومعناها حقيقة يجب أن لا تقاد زمام أمورها إلا من خلال من يتدارسون عظمة القدرة الإلهية فيعلمون شرائع المحبة وينبذون الغدر والكراهية ويبدون قلقهم وتأنيهم على سلامة اعتقاداتهم من منظور معين او حتى في شخصٍ معين، فإن اللجهة التي يخاطب بها هي لهجة التي تقرب وتمنح مصداقية الاعتقاد السليم بهذا القول أي لسانٌ عربيٌ مبين، وهي أشبه بحالة تقارب وصف العلاقة الزوجية وإن كان هذا لموضوع أخر، إلا وأنه هي التي يكون التناغم فيما بين أهلها على وتيرة الرحمة الإلهية، لأننا لا نتنافر لنتقابل فإن تقابلنا منحنا وإن تنافرنا فلا ترغبن بمن زهد فيك، والحياة الزوجية لا تعرف معنى للزهد بين الزوجين كما والعلاقات الإنسانية، فيستوجب أن يكون أحد الجسدين الذين تملكتهم روحٌ واحدة أن يكون صبوراً على قدرٍ ومقدار يتوافق وما يسمو إليه من احترام وتقدير مكان الزوجة والأم التي تربي الأبناء الذين هم بحد ذاتهم آباءٍ في يومٍ ما، والمعنى أنها الحلقة التي تمنح العاطفة والمحبة ولهذا فهي تستحق ما هو أقرب بل أكثر من هذه المحبة والعاطفة، وهو مبدءٌ يتفق معي الكثير فيه ويختلف في تفسيره آخرين، ولكنها بشر لا بهيمة لا تتعض إلا بالضرب أو مخالفة هذا التوجه من دافع عاطفة!، وأختتم حديثي هذا عن العلم بمنقولي هذا :
حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال قال علي (ع) لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله و لو لا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة.
كل إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه...
لكل منا غيابه ولو بعد حين إلا ويحضر عنه صوابه إذا كان...
والخطأ في كلامي هذا وارد ولكن ذو المنطقٍ السليم إلا ويراه محبٌ لآية من فرقان عظيم...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق