أمريكا ويوسف إسلام والديمقراطية الغربية..
لابد وأن أي شك بأن وزارة الداخلية الأمريكية مدعاة للسخرية قد زال بسبب احتجازها وتسفيرها مؤخراً لمغني الروك آند رول سابقاً كات ستيفنز، والذي يسمي نفسه حالياً يوسف إسلام. كان اسم الرجل قد تسلل بشكل غامض إلى إحدى قوائم المراقبة، التي فشلت الحكومة بالعودة إليها قبيل هجمات 11 سبتمبر. ومع ذلك فقد سمح له بصعود طائرة مع ابنته في لندن متجهة إلى واشنطن. وعندما اكتشف حماة بيروقراطيتنا العتاة وجود المطرب السابق بعد أن كانت طائرته تحلق فوق المحيط الأطلسي، قاموا بتحويل مسار الرحلة وجميع ركابها وطاقمها، إلى مانجور في ماين حيث تم احتجاز أحد أشهر دعاة السلام في العالم واستجوابه من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي لمدة ست ساعات. وقد تم فصله عن ابنته وبالطبع لم يقل له أحد أبداً لماذا وضع اسمه على قائمة المراقبة. وبعد ذلك تم وضعه على طائرة أخرى متجهة إلى بريطانيا التي يحمل جنسيتها. هذه المعاملة الخسيسة لرجل معروف في كل أنحاء العالم ليس بسبب موسيقاه سابقاً فحسب، ولكن بسبب نشاطاته الخيرية أيضاً وتأييده للسلام وإدانته المباشرة للإرهاب، أمر غبي ومحرج للولايات المتحدة. حتى وزير خارجية بريطانيا جاك سترو عبر عن احتجاجه. إلى أي مدى وصل الغباء في هذا التصرف؟ حسناً، قام يوسف إسلام أخيراً برحلتين إلى الولايات المتحدة للقاء مسؤولين كبار، بمن في ذلك موظفون في البيت الأبيض لمناقشة مشروعات خيرية. بعد الهجمات على الولايات المتحدة، لم يقم يوسف إسلام بإدانة الهجمات فقط، بل تبرع أيضاً بمبلغ لا بأس به من المال لمساعدة الناجين. وفي نفس الوقت الذي كان يركز فيه حماة بيروقراطيتنا على رجل بريء، نشر تقرير يفيد بأن الأسلحة والمتفجرات ماتزال تهرب بسهولة عبر الأجهزة الأمنية الأمريكية في المطارات ربما اختلطت عليهم أولوياتهم. وما هو أكثر أهمية بالنسبة للأمريكيين، فإن هذا الحادث يظهر خطورة لوائح الحكومة. حتى هذا اليوم، لا يعرف يوسف إسلام لماذا وضع اسمه على اللائحة، وكل ما يقوله المسؤولون الأمريكيون هو أن "يوسف إسلام وضع على لائحة مراقبة بسبب نشاطات يمكن أن ترتبط بالإرهاب". ولكن دعونا نفسر هذه المصطلحات البيروقراطية. أي نشاطات؟ إذا أردت أن تحرج شخصاً ما علناً فإن عليك أن تقول بصراحة عن أي نشاطات تتحدث. ومن يقول إنه يمارس هذه النشاطات؟ وماذا يعني أن هذه النشاطات "يمكن أن ترتبط بالإرهاب"؟ لاحظوا أنهم لا يقولون إن هذه النشاطات الغامضة لها صلة بالإرهاب، ولكنهم يقولون إنها "يمكن أن" ترتبط به. إنني أتبرع لجهات خيرية بمبالغ بسيطة ولا أعرف أي بنك تستخدمه الجهات التي أتبرع لها، ولا أعرف من يملك هذا البنك طبعاً، إنني لا أمزح إذا قلت إنه بهذه العقلية الهستيرية السائدة والأساليب الشبيهة بأساليب دولة الاستخبارات التي تتبعها الدولة، فإن سمعة أشخاص جيدين قد تشوهت بسبب ادعاءات سخيفة بالتبرع لجهة تستخدم بنكا تشترك في ملكيته جهة قد تكون لها ارتباطات مع منظمات إرهابية. يجب ألاَّ تسمح الدولة بوضع اسم أي شخص على لائحة مراقبة إرهابية دون إبلاغ ذلك الشخص وتقديم الأدلة أمام موظف قضائي وإعطاء الشخص فرصة للرد عليها. كما هو الأمر الآن، يمكن أن يتهم أي شخص بأنه إرهابي دون أن يعرف لماذا. وكما أشار السيناتور تيد كندي، فإنه تعرض للتوقيف عدة مرات للتفتيش الإضافي لأن اسمه على ما يبدو يشبه اسم شخص آخر على إحدى هذه اللوائح الغبية للمراقبة. اللوائح الموجودة على أجهزة الكمبيوتر قد تكون خطيرة. في مدينتي أطلق شرطي النار على رجل أعمال بريء نائم في سيارته وقتله لأن سيارة الرجل كانت وضعت على لائحة السيارات المسروقة عن طريق الخطأ. إن ما فعلته هذه الإدارة هو إعادة إحياء الفكر والنهج المكارثي، وهو أمر يجب ألاَّ يكون له وجود في مجتمع حر.
تشارلي ريس
كاتب أمريكي، خدمة كينج فيتشر
http://www.rassid.com/newsite/?actio...Maqal&mid=1402
لابد وأن أي شك بأن وزارة الداخلية الأمريكية مدعاة للسخرية قد زال بسبب احتجازها وتسفيرها مؤخراً لمغني الروك آند رول سابقاً كات ستيفنز، والذي يسمي نفسه حالياً يوسف إسلام. كان اسم الرجل قد تسلل بشكل غامض إلى إحدى قوائم المراقبة، التي فشلت الحكومة بالعودة إليها قبيل هجمات 11 سبتمبر. ومع ذلك فقد سمح له بصعود طائرة مع ابنته في لندن متجهة إلى واشنطن. وعندما اكتشف حماة بيروقراطيتنا العتاة وجود المطرب السابق بعد أن كانت طائرته تحلق فوق المحيط الأطلسي، قاموا بتحويل مسار الرحلة وجميع ركابها وطاقمها، إلى مانجور في ماين حيث تم احتجاز أحد أشهر دعاة السلام في العالم واستجوابه من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي لمدة ست ساعات. وقد تم فصله عن ابنته وبالطبع لم يقل له أحد أبداً لماذا وضع اسمه على قائمة المراقبة. وبعد ذلك تم وضعه على طائرة أخرى متجهة إلى بريطانيا التي يحمل جنسيتها. هذه المعاملة الخسيسة لرجل معروف في كل أنحاء العالم ليس بسبب موسيقاه سابقاً فحسب، ولكن بسبب نشاطاته الخيرية أيضاً وتأييده للسلام وإدانته المباشرة للإرهاب، أمر غبي ومحرج للولايات المتحدة. حتى وزير خارجية بريطانيا جاك سترو عبر عن احتجاجه. إلى أي مدى وصل الغباء في هذا التصرف؟ حسناً، قام يوسف إسلام أخيراً برحلتين إلى الولايات المتحدة للقاء مسؤولين كبار، بمن في ذلك موظفون في البيت الأبيض لمناقشة مشروعات خيرية. بعد الهجمات على الولايات المتحدة، لم يقم يوسف إسلام بإدانة الهجمات فقط، بل تبرع أيضاً بمبلغ لا بأس به من المال لمساعدة الناجين. وفي نفس الوقت الذي كان يركز فيه حماة بيروقراطيتنا على رجل بريء، نشر تقرير يفيد بأن الأسلحة والمتفجرات ماتزال تهرب بسهولة عبر الأجهزة الأمنية الأمريكية في المطارات ربما اختلطت عليهم أولوياتهم. وما هو أكثر أهمية بالنسبة للأمريكيين، فإن هذا الحادث يظهر خطورة لوائح الحكومة. حتى هذا اليوم، لا يعرف يوسف إسلام لماذا وضع اسمه على اللائحة، وكل ما يقوله المسؤولون الأمريكيون هو أن "يوسف إسلام وضع على لائحة مراقبة بسبب نشاطات يمكن أن ترتبط بالإرهاب". ولكن دعونا نفسر هذه المصطلحات البيروقراطية. أي نشاطات؟ إذا أردت أن تحرج شخصاً ما علناً فإن عليك أن تقول بصراحة عن أي نشاطات تتحدث. ومن يقول إنه يمارس هذه النشاطات؟ وماذا يعني أن هذه النشاطات "يمكن أن ترتبط بالإرهاب"؟ لاحظوا أنهم لا يقولون إن هذه النشاطات الغامضة لها صلة بالإرهاب، ولكنهم يقولون إنها "يمكن أن" ترتبط به. إنني أتبرع لجهات خيرية بمبالغ بسيطة ولا أعرف أي بنك تستخدمه الجهات التي أتبرع لها، ولا أعرف من يملك هذا البنك طبعاً، إنني لا أمزح إذا قلت إنه بهذه العقلية الهستيرية السائدة والأساليب الشبيهة بأساليب دولة الاستخبارات التي تتبعها الدولة، فإن سمعة أشخاص جيدين قد تشوهت بسبب ادعاءات سخيفة بالتبرع لجهة تستخدم بنكا تشترك في ملكيته جهة قد تكون لها ارتباطات مع منظمات إرهابية. يجب ألاَّ تسمح الدولة بوضع اسم أي شخص على لائحة مراقبة إرهابية دون إبلاغ ذلك الشخص وتقديم الأدلة أمام موظف قضائي وإعطاء الشخص فرصة للرد عليها. كما هو الأمر الآن، يمكن أن يتهم أي شخص بأنه إرهابي دون أن يعرف لماذا. وكما أشار السيناتور تيد كندي، فإنه تعرض للتوقيف عدة مرات للتفتيش الإضافي لأن اسمه على ما يبدو يشبه اسم شخص آخر على إحدى هذه اللوائح الغبية للمراقبة. اللوائح الموجودة على أجهزة الكمبيوتر قد تكون خطيرة. في مدينتي أطلق شرطي النار على رجل أعمال بريء نائم في سيارته وقتله لأن سيارة الرجل كانت وضعت على لائحة السيارات المسروقة عن طريق الخطأ. إن ما فعلته هذه الإدارة هو إعادة إحياء الفكر والنهج المكارثي، وهو أمر يجب ألاَّ يكون له وجود في مجتمع حر.
تشارلي ريس
كاتب أمريكي، خدمة كينج فيتشر
http://www.rassid.com/newsite/?actio...Maqal&mid=1402