اشتهر كتاب الكافي من بين كتب الحديث عند الشيعة الامامية
الاثني عشرية شهرة واسعة ، ونال اعجابالعلما ابتدا من عصر
تاليفه والى وقتنا الحاضر ، لما لمؤلفه من مكانة مرموقة في
نفوس الفقها والمحدثين ،وما لكتابه من خصوصية زائدة على
غيره من كتب الحديث الاخرى لدى الشيعة الامامية . ذلك
لان مؤلفهيعد من طلائع العلما الذين عاصروا الغيبة الصغرى
للامام المهدي (ع) ، وهذا يعني قرب زمن ( الكافي ) منمصدر
رواياته ، لا سيما وان مؤلفه قد اخذ عن الكثير من المشايخ
العظام الذين عاصروا اماما او اكثر من ائمةاهل البيت ابتدا من
الامام الجواد وانتها بالامام الحجة محمد بن الحسن العسكري
(ع) .
هذا فضلا عن كون الكافي هو اول كتاب جمعت فيه الاحاديث
بهذه السعة ، وهذا الترتيب والتبويب الذيوفر المزيد من جهد
العلما في متابعتهم لاحاديث اهل البيت (ع) ، حيث كان
الفقها في ذلك العصريعتمدون بالدرجة الاساس على الاصول
الاربعمائة ، وهي اربعمائة مؤلف لاربعمائة مؤلف من
اصحابالامامين الباقر والصادق (ع) .
وبعد ظهور الكافي اضمحلت حاجة الشيعة الى تلك الاصول
الاربعمائة لوجود مادتها مرتبة مبوبة في ذلكالكتاب ، وهذا
لايعني ان الكليني قد جمع هذه الاصول الاربعمائة كلها
المعروفة الانتساب الى اصحابها آثم دونها في كتابه الكافي ، اذ
لو صح ذلك لما استغرق تاليف الكافي اكثر من ثلاث او اربع
سنين ، بينما اتفقجمهور الشيعة من عصر تاليف الكافي والى
الان على ان ( الكافي ) قد فرغ ( الكليني ) من تاليفه
وترتيبهوتبويبه بعد مضي عشرين عاما من زمن الشروع في
تاليفه .
ومما يقطع بان الكافي لم يقف عند حدود الاصول الاربعمائة
التي سجلت فيها احاديث الامامين الباقروالصادق (ع) في الفقه
خاصة ، هو اشتماله على احاديث سائر ائمة اهل البيت (ع) في
الفقه وغيره ، حيث لميترك مؤلفه امرا مهما الا وقد ذكره في
هذا الكتاب باسناده الى من انتهى اليه علمه ، مسجلا فيه كل
مايحتاجه الفقيه ، والمحدث ، وطالب العلم من الاحاديث
المروية بالاسناد عن اهل البيت(ع) ، ففيه تجدالاصول ، الى
جنب الفروع ، مع الروضة المعطا التي جمعت اشتاتا من الورود
والرياحين ، بيد انها لم تخلمن اشواك .
اما الاصول فقد اشتمل على ابواب نادرة لم تذكر في غيره من
كتب الحديث عند الامامية ، حيث ضم ادقمباحث العقيدة ،
كالتوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والامامة ، والموت والبعث
والنشور ، والقضا ، والقدر ،والجبر ، والتفويض ، والعدم ،
والحدوث ، والعلم ، والجهل ، والايمان ، وما يتصل به من فضائل
، والكفر ، ومايرافقه من رذائل الى غير ذلك من الامور الكثيرة
الاخرى التي اهتمت بدراستها كتب الكلام والفلسفةوالعقائد ،
وهذا هو سر اهتمام العلما بكتاب الاصول من الكافي واما
الفروع ، فقد صنفت كتبه على اساستعلقها بمعرفة الاحكام
الفرعية الشرعية التي تبحث عادة في كتب الفقه لدى الامامية
، فابتداها بكتابالطهارة ، وختمها بكتاب الايمان والنذور
والكفارات ، مشتملا بذلك على جميع ما يتعلق بالعبادات ،
ومايرتبط بالمعاملات من عقود وايقاعات واحكام واما الروضة ،
فهي كالروضة الندية حقا ، فيها من كلالثمرات ومن كل لون
بهيج . فيها خطب الائمة (ع) ورسائلهم ، وحكمهم ومواعظهم .
وفيها تفسير وتاويل ،وفيها قصص الانبيا (ع) وسيرتهم ، وفيها
الاحداث التاريخية الاسلامية المهمة ، وسير بعض الصحابة
،وكيفية اسلامهم ، وفيها الكثير من اخبار الصالحين وآداب
المتادبين ، وحقوق المسلمين فيما بينهم ، وماجبلت عليه
القلوب ، ومخالطة الناس ، واصنافهم ، وامراضهم ، وعلاجهم ،
مع كثير من الفضائل ومدحها ،والرذائل وذمها ، مع وصف
المطر ، والشمس ، والقمر ، والنجوم الى غير ذلك من الايات
الناطقة بوجوده .حتى يبدو للباحث ان هذا الجزء من الكافي
الذي اطلق عليه مؤلفه اسم الروضة قد جا اسما على مسماه .
وبعد .. فلا غرابة ان نجد في جميع كتب الحديث التي ا لفت
بعد ( الكافي ) عند الشيعة الامامية ما يشهدبفضل هذا الكتاب
لا سيما اصوله وفروعه ، فقد اعتمده الشيخ الصدوق ( ت/380
ه ) ، والشيخ المفيد( ت/413 ه ) ، والسيد المرتضى ( ت/436 ه
) ، والشيخ الطوسي ( ت/460 ه ) وسائر المتاخرين الىيومنا
هذا ، خصوصا في كتب الحديث كالوافي للفيض الكاشاني (
ت/1091 ه ) ، والوسائل للحر العاملي( ت/1104 ه ) ، والشافي
للشيخ محمد الرضا عبد اللطيف الذي فرغ من تاليفه سنة
1158 ه ، وجامعالاحكام للسيد الكاظمي ( ت/1242 ه ) وغيرها
.
ولقد اثنى على هذا الكتاب المنيف والسفر الشريف كبار علما
الشيعة ثنا معتدلا ، قال الشيخ المفيد : (( هواجل كتب الشيعة
واكثرها فائدة )) ، وتابعه على ذلك من تاخر عنه بما لا مجال
للاحاطة بجميع تقاريضهملهذا الكتاب ، منهم :الشهيد الاول (
ت/786 ه ) ، والمولى محمد امين ( ت/1036 ه ) ،
والمازندراني ( ت/ 1081 ه ) ، والفيضالكاشاني ( ت/1091 ه ) ،
وسبط الشهيد الثاني ( ت/ 1104 ه ) ، والميرزا عبد اللّه الافندي
( من اعلامالقرن الثاني عشر الهجري )، والشيخ المجلسي (
ت/1111 ه ) ، والبحراني ( ت/1186 ه ) ، والسيد بحرالعلوم (
ت/1212 ه ) والكنتوري ( ت/1286 ه ) ، والمحدث النوري (
ت/1320 ه ) ، والخوانساري( ت/1346 ه ) والمامقاني (
ت/1351 ه ) ، والشيخ عباس القمي ( ت/1359 ه ) والشيخ آغا
بزركالطهراني ( ت/1389 ه ) ، وغيرهم .
ومن عناية الشيعة الامامية بهذا الكتاب ان بلغت مخطوطاته
في مكتباتهم في ايران ، والعراق ، ولبنان ،وسوريا ، والحجاز ،
وافغانستان ، والهند وغيرها ، ما يزيد على الف وستمائة نسخة
خطية ، يرجع تاريخبعضها الى القرن الرابع الهجري .
ومن اهتمامهم به ، انهم شرحوه اكثر من عشرين مرة ، وتركوا
ثلاثين حاشية عليه ، ودرسوا بعض امورهبسبعة عشر كتابا
ضخما ، وترجموه الى غير العربية اكثر من خمس مرات ،
وطبعوه اثنتين وعشرين طبعة ،ووضعوا لاحاديث الكافي
والفاظ اصوله من الفهارس ما يزيد على عشرة كتب .
وهم في جميع ما قالوه عن الكافي من مدح وثنا وما بذلوه من
جهد حوله لم يغل احد منهم فيه ، ولم يقلمحقق منهم ان
احاديثه كلها قطعية الصدور عن اهل البيت (ع) ، ولا ادعى احد
منهم ان الكليني معصوم عنالخطا ، او ا نه لم يرو حديثا واحدا
الا عن الثقة ، عن مثله في جميع الطبقات ، ولم يشهد مصنفه
علىصحة جميع ما رواه ، ولم يقل احد من الشيعة منذ زمن
تاليفه والى هذه اللحظة با نه كتاب لا ياتيه الباطلمن بين
يديه ولا من خلفه ، او ا نه اصح كتاب بعد القرآن الكريم .
الاثني عشرية شهرة واسعة ، ونال اعجابالعلما ابتدا من عصر
تاليفه والى وقتنا الحاضر ، لما لمؤلفه من مكانة مرموقة في
نفوس الفقها والمحدثين ،وما لكتابه من خصوصية زائدة على
غيره من كتب الحديث الاخرى لدى الشيعة الامامية . ذلك
لان مؤلفهيعد من طلائع العلما الذين عاصروا الغيبة الصغرى
للامام المهدي (ع) ، وهذا يعني قرب زمن ( الكافي ) منمصدر
رواياته ، لا سيما وان مؤلفه قد اخذ عن الكثير من المشايخ
العظام الذين عاصروا اماما او اكثر من ائمةاهل البيت ابتدا من
الامام الجواد وانتها بالامام الحجة محمد بن الحسن العسكري
(ع) .
هذا فضلا عن كون الكافي هو اول كتاب جمعت فيه الاحاديث
بهذه السعة ، وهذا الترتيب والتبويب الذيوفر المزيد من جهد
العلما في متابعتهم لاحاديث اهل البيت (ع) ، حيث كان
الفقها في ذلك العصريعتمدون بالدرجة الاساس على الاصول
الاربعمائة ، وهي اربعمائة مؤلف لاربعمائة مؤلف من
اصحابالامامين الباقر والصادق (ع) .
وبعد ظهور الكافي اضمحلت حاجة الشيعة الى تلك الاصول
الاربعمائة لوجود مادتها مرتبة مبوبة في ذلكالكتاب ، وهذا
لايعني ان الكليني قد جمع هذه الاصول الاربعمائة كلها
المعروفة الانتساب الى اصحابها آثم دونها في كتابه الكافي ، اذ
لو صح ذلك لما استغرق تاليف الكافي اكثر من ثلاث او اربع
سنين ، بينما اتفقجمهور الشيعة من عصر تاليف الكافي والى
الان على ان ( الكافي ) قد فرغ ( الكليني ) من تاليفه
وترتيبهوتبويبه بعد مضي عشرين عاما من زمن الشروع في
تاليفه .
ومما يقطع بان الكافي لم يقف عند حدود الاصول الاربعمائة
التي سجلت فيها احاديث الامامين الباقروالصادق (ع) في الفقه
خاصة ، هو اشتماله على احاديث سائر ائمة اهل البيت (ع) في
الفقه وغيره ، حيث لميترك مؤلفه امرا مهما الا وقد ذكره في
هذا الكتاب باسناده الى من انتهى اليه علمه ، مسجلا فيه كل
مايحتاجه الفقيه ، والمحدث ، وطالب العلم من الاحاديث
المروية بالاسناد عن اهل البيت(ع) ، ففيه تجدالاصول ، الى
جنب الفروع ، مع الروضة المعطا التي جمعت اشتاتا من الورود
والرياحين ، بيد انها لم تخلمن اشواك .
اما الاصول فقد اشتمل على ابواب نادرة لم تذكر في غيره من
كتب الحديث عند الامامية ، حيث ضم ادقمباحث العقيدة ،
كالتوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والامامة ، والموت والبعث
والنشور ، والقضا ، والقدر ،والجبر ، والتفويض ، والعدم ،
والحدوث ، والعلم ، والجهل ، والايمان ، وما يتصل به من فضائل
، والكفر ، ومايرافقه من رذائل الى غير ذلك من الامور الكثيرة
الاخرى التي اهتمت بدراستها كتب الكلام والفلسفةوالعقائد ،
وهذا هو سر اهتمام العلما بكتاب الاصول من الكافي واما
الفروع ، فقد صنفت كتبه على اساستعلقها بمعرفة الاحكام
الفرعية الشرعية التي تبحث عادة في كتب الفقه لدى الامامية
، فابتداها بكتابالطهارة ، وختمها بكتاب الايمان والنذور
والكفارات ، مشتملا بذلك على جميع ما يتعلق بالعبادات ،
ومايرتبط بالمعاملات من عقود وايقاعات واحكام واما الروضة ،
فهي كالروضة الندية حقا ، فيها من كلالثمرات ومن كل لون
بهيج . فيها خطب الائمة (ع) ورسائلهم ، وحكمهم ومواعظهم .
وفيها تفسير وتاويل ،وفيها قصص الانبيا (ع) وسيرتهم ، وفيها
الاحداث التاريخية الاسلامية المهمة ، وسير بعض الصحابة
،وكيفية اسلامهم ، وفيها الكثير من اخبار الصالحين وآداب
المتادبين ، وحقوق المسلمين فيما بينهم ، وماجبلت عليه
القلوب ، ومخالطة الناس ، واصنافهم ، وامراضهم ، وعلاجهم ،
مع كثير من الفضائل ومدحها ،والرذائل وذمها ، مع وصف
المطر ، والشمس ، والقمر ، والنجوم الى غير ذلك من الايات
الناطقة بوجوده .حتى يبدو للباحث ان هذا الجزء من الكافي
الذي اطلق عليه مؤلفه اسم الروضة قد جا اسما على مسماه .
وبعد .. فلا غرابة ان نجد في جميع كتب الحديث التي ا لفت
بعد ( الكافي ) عند الشيعة الامامية ما يشهدبفضل هذا الكتاب
لا سيما اصوله وفروعه ، فقد اعتمده الشيخ الصدوق ( ت/380
ه ) ، والشيخ المفيد( ت/413 ه ) ، والسيد المرتضى ( ت/436 ه
) ، والشيخ الطوسي ( ت/460 ه ) وسائر المتاخرين الىيومنا
هذا ، خصوصا في كتب الحديث كالوافي للفيض الكاشاني (
ت/1091 ه ) ، والوسائل للحر العاملي( ت/1104 ه ) ، والشافي
للشيخ محمد الرضا عبد اللطيف الذي فرغ من تاليفه سنة
1158 ه ، وجامعالاحكام للسيد الكاظمي ( ت/1242 ه ) وغيرها
.
ولقد اثنى على هذا الكتاب المنيف والسفر الشريف كبار علما
الشيعة ثنا معتدلا ، قال الشيخ المفيد : (( هواجل كتب الشيعة
واكثرها فائدة )) ، وتابعه على ذلك من تاخر عنه بما لا مجال
للاحاطة بجميع تقاريضهملهذا الكتاب ، منهم :الشهيد الاول (
ت/786 ه ) ، والمولى محمد امين ( ت/1036 ه ) ،
والمازندراني ( ت/ 1081 ه ) ، والفيضالكاشاني ( ت/1091 ه ) ،
وسبط الشهيد الثاني ( ت/ 1104 ه ) ، والميرزا عبد اللّه الافندي
( من اعلامالقرن الثاني عشر الهجري )، والشيخ المجلسي (
ت/1111 ه ) ، والبحراني ( ت/1186 ه ) ، والسيد بحرالعلوم (
ت/1212 ه ) والكنتوري ( ت/1286 ه ) ، والمحدث النوري (
ت/1320 ه ) ، والخوانساري( ت/1346 ه ) والمامقاني (
ت/1351 ه ) ، والشيخ عباس القمي ( ت/1359 ه ) والشيخ آغا
بزركالطهراني ( ت/1389 ه ) ، وغيرهم .
ومن عناية الشيعة الامامية بهذا الكتاب ان بلغت مخطوطاته
في مكتباتهم في ايران ، والعراق ، ولبنان ،وسوريا ، والحجاز ،
وافغانستان ، والهند وغيرها ، ما يزيد على الف وستمائة نسخة
خطية ، يرجع تاريخبعضها الى القرن الرابع الهجري .
ومن اهتمامهم به ، انهم شرحوه اكثر من عشرين مرة ، وتركوا
ثلاثين حاشية عليه ، ودرسوا بعض امورهبسبعة عشر كتابا
ضخما ، وترجموه الى غير العربية اكثر من خمس مرات ،
وطبعوه اثنتين وعشرين طبعة ،ووضعوا لاحاديث الكافي
والفاظ اصوله من الفهارس ما يزيد على عشرة كتب .
وهم في جميع ما قالوه عن الكافي من مدح وثنا وما بذلوه من
جهد حوله لم يغل احد منهم فيه ، ولم يقلمحقق منهم ان
احاديثه كلها قطعية الصدور عن اهل البيت (ع) ، ولا ادعى احد
منهم ان الكليني معصوم عنالخطا ، او ا نه لم يرو حديثا واحدا
الا عن الثقة ، عن مثله في جميع الطبقات ، ولم يشهد مصنفه
علىصحة جميع ما رواه ، ولم يقل احد من الشيعة منذ زمن
تاليفه والى هذه اللحظة با نه كتاب لا ياتيه الباطلمن بين
يديه ولا من خلفه ، او ا نه اصح كتاب بعد القرآن الكريم .
تعليق