اضطر إمام مسجد تلبيرخ أحمد سلام لعقد مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء 23-11-2004 لتوضيح "الأسباب الدينية" التي جعلته يحجم عن مصافحة وزيرة الأقليات والاندماج خلال لقاء جمعها بعدد من الأئمة المسلمين السبت الماضي. وأثار الموقف الوزيرة الهولندية التي لم تفهم الاسباب التي دعت هذا الإمام وحيدا من بين 50 ضيفا صافحوها للامتناع عن مصافحتها معتبرة الأمر انتقاصا من قدرها. وردت في حينه بقولها "إنني متساوية معه". وفي مؤتمره الصحفي قال الإمام أحمد سلام إنه لم يفعل ذلك "لهوى في نفسه" وإنما امتثالا لدينه الذي يقول له "إن مكان المرأة بيتها ولا مكان لها في العمل خارج البيت بموجب النص القرآني". لكن هذا المؤتمر الصحفي بحسب مراقبين هناك لم يفلح في جلب الهدوء إلى الموقف المتأزم بل زاده تأزما، إذ لقت افادات الإمام استهجانا من وسائل الاعلام الهولندية وغالبية السياسيين هناك الذين طرحوا مجددا قضية المساواة بين المرأة والرجل في الاسلام . حدث هذا و المسلمون في بعض الدول الاسكندنافية هذه الأيام ظروف صعبة وسط تداعيات مقتل المخرج ثيو فان جوخ في هولندا، التي تحولت لقضية أوربية بحسب مراقبين. فقد سارعت القوى السياسية والبرلمان في هولندا إلى اعادة النظر في عدد من القوانين ومحاولة استصدار قوانين جديدة وبخاصة المتعلقة بالآئمة ودعم مسار دعاة طرد كل من تثبت عليه الدعوة للكراهية. ولم تقتصر التداعيات على هولندا وحدها، إذ قررت بلجيكا من ناحيتها تعليم آئمة المساجد هناك الحقوق المدنية لكيلا يعادوا السامية أو يخرقوا القوانين. كما قررت فرنسا إجبار الأئمة على تعلم اللغة الفرنسية بغرض القاء الخطب بهذه اللغة كما تبعت إسبانيا والمانيا المشروع ذاته.
ألغريب أن مصافحة المرأة لا يقول بحرمتها أغلب علماء الأمة ، فألم يسع لأئمة المساجد في تلك الدول ألإلتزام بالبعد عن التطرف خاصة في بعض التصرفات التي لا تخل بأساسيات الدين ، وأستغرب ألم يدرس هذا الإمام نواقض الوضوء التي من ضمنها لمس الرجل الأنثى الأجنبية التي تشتهى بلا حائل ، فإذا لمس رجل انثى أجنبية تشتهى بلا حائل انتقض وضوؤه بالنسبة لأهل الطباع السليمة ، وفي هذا النص دليل على جواز مصافحة المرأة ، لأن المقصود هنا مس المرأة عن قصد ، ولو كان مس المرأة الأجنبية حرام بما في ذلك مصافحتها لما اكتفى الشارع بالطلب ممن مس المرأة المشتهاة بشهوة إعادة الوضوء فقط والله أعلم .
تعليق