إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لا تتكاسلوا بتعجيل فرج أمامنا صاحب العصر والزمان (عج)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد و آل محمد

    اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

    العجل العجل يا مولاي
    العجل العجل يا مولاي
    العجل العجل يا مولاي

    تعليق


    • بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صل على محمد و آل محمد

      اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

      العجل العجل يا مولاي
      العجل العجل يا مولاي
      العجل العجل يا مولاي

      تعليق


      • بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صل على محمد و آل محمد

        اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

        العجل العجل يا مولاي
        العجل العجل يا مولاي
        العجل العجل يا مولاي

        تعليق


        • نرحب بكم في موقع الممهدون . كلنا ممهدون ... كلنا جنود المهدي رافع راية الحق وباسط العدالة الشاملة ومطهّر الأرض من الظلم والفساد...
          25 فبراير 2005



          آخر رسائل الأمام المهدي (ع) - الرسالة التي لم يقرأها الكثيرون

          بحث استنتاجي



          راسم المرواني

          آخر رسائل الإمام المهدي (ع) للعالم


          بين الفينة والفينة …. تطرق أبواب العالم رسالة كونية ملفتة للنظر ، أو تطرق أبواب العلم ظاهرة معجزة لا يوجد لها تفسير ، أو تستفز الواقع العملي حالة استثنائية تنبلج من بين أصابع المستحيل لتحيل الرؤى الى تطبيقات عملية تثير التساؤل والريبة بين أطياف الناس على اختلاف مستوياتهم وتوجهاتهم وتطلعاتهم ، فتارة يقترب نجم أو كويكب أو نيزك من مجموعتنا الشمسية ويتجه نحو كوكبنا مهدداً حالة الاستقرار الموهومة ويثير ضجة عالمية كظاهرة إقتراب كوكب أو جرم سماوي مرسوم عليه صورة لوجه إنسان يضع على رأسه عمامة سوداء – قال البابا يوحنا بولص السادس أنه السيد المسيح (ع) -آت من جهة مجهولة خارج مجرتنا – درب التبانة – هذه الظاهرة التي أُطلق عليها تسمية ( Face in the space ) وترجمتها ( وجه في الفضاء ) والتي شغلت العلم والأرصاد الجوية والفلكية طيلة عامي 1996 و 1997 ، ثم تلاشت دون توديع ، ودون أن يصرِّح أحد من علماء الفلك والارصاد الجوية عن سبب اقتراب هذا الجرم من الأرض ، ولا عن المكان الذي انطلق منه ، ولا الجهة التي يتجه نحوها ، ودون أن ينبس أحدهم ببنت شفة ليوضح هذا الخطأ الحاصل في الحسابات الفلكية ، ولم يكلف أحد من الفلكيين نفسه ليصرح عن آخر تطورات هذا الحدث وكأنما أصبح – بقدرة قادر – في غياهب جب التلاشي .

          وتارة تقوم الدنيا ولا تقعد لولادة غريبة لجنين يتخطى كل الحسابات والنتائج المختبرية ويتحدى كل قوانين الوراثة المعتمدة والمعمول بها ضمن حقل الطب ، وقد نجد أن طفلاً أو شخصاً ما ينبغ عن قابلية غريبة لا يقبلها العلم ولا يجد لها مكاناً في عالم المعقول ، ولكنه في نفس الوقت يقف أمامها حائراً ويتقبلها بتحفظ شديد نظراً لرسوخها في عالم الواقع ، فهناك ثمة أشخاص غيَّروا مجرى الأحداث وأثّروا في مسيرة التاريخ دون أن يجد العلماء تفسيراً لنبوغهم الفردي ضمن زمكانية واحدة تضم الملايين من البشر ، فبعض الأشخاص كانوا قد شغلوا الدنيا بابداعاتهم أو نظرياتهم أو قياداتهم ، وبدأ الناس ينظرون اليهم على أنهم ليسوا من البشر العاديين وكأنهم جاءوا من خارج كوكب الأرض ، هذا فضلاً عن اكتشافات الطب المتعددة لأمراض واصابات جديدة لم يتسن للعلم أن يأخذها بتفسيراته وتبريراته ، مما حصره في زاوية الهروب أمام تساؤلات العامة ، فأرجأها الى قائمة العجز التفسيري التي تسمى بقائمة ( الأمراض الوظيفية ) .

          من الطبيعي ونحن نواجه هذه الظواهر الطبيعية أن نتسائل بوعي : هل أن هذه الظواهر دخيلة على الكون ، أم أنها موجودة – أصلاً – ضمن الحالة الواقعية ، ولكنها غير مكتشفة ؟ فنحن نعرف أن الكثير من الظواهر تمر في الأرض دون أن يلتفت اليها ساكنو المعمورة ، وبذلك يطويها الجحود أو التجاهل أو النسيان ، وهذا ما حدث مع – حتى – الأنبياء ، فعندما دخلت ابنة ( قُس ابن ساعدة ) على رسول الله (ص) قال : هذه ابنة نبي ضيَّعَه قومه ، ومن ذلك الكثير الكثير ممالم تشر إليه أصابع التاريخ ولم يتناوله المؤرخون بالشرح والتحليل والتفسير لأسباب تتعلق بالفهم والاهتمام الانساني بهذه الظواهر .

          ولكن إجمالاً ، يمكننا القول أن مجيء هذه الظواهر - على حين فترة من السكون أو الإضطراب – يمثل رسائل مشفّرة الى العالم من القوّة المسيطرة المتمثلة بالخالق عز وجل ، وهذه الرسائل تحتاج الى من يحل شفرتها ويترجمها للناس على اختلاف مستوياتهم واستيعاباتهم ، وهذه الرسائل لم تأت بشكل عفوي أو اعتباطي ، بل إنها تحمل كمّاً هائلاً من المعلومات التي يحتاجها الانسان لتوجيه مسيرته توجيهاً صحيحاً إزاء التداعيات والتهافتات التي تسيطر في مكان معين وزمان معين على مسيرة الانسان وعلاقته بالقوة المطلقة .

          نحن الآن بصدد تناول ظاهرة إنسانية عاشها البشر عموماً ، والعراقيون خصوصاً في زمن ليس بالبعيد عن زمن كتابة هذا المقال ، إنها ظاهرة السيد محمد محمد صادق الصدر ( قده ) أعني به السيد الشهيد الثاني ، أو ما تسمى بظاهرة الصدر الثالث - على إعتبار أسبقية السيد محمد باقر الصدر الشهيد في العراق ، والسيد موسى الصدر في لبنان – هذه الظاهرة التي شغلت الساسة داخل وخارج العراق رغم تكالب وسائل التعتيم والتغييب والمصادرة ، واقتضى القضاء عليها تدخل مجموعة من القوى العالمية ووضع برامج وتوقيتات أخذت مساحة واسعة من وقت وطاقات الذين حاولوا الألتفاف على هذه الظاهرة .

          إن إطلاقنا لمفهوم الظاهرة على هذا الحدث ، تقتضي منّا أن نحاول جاهدين تناول الظروف المحيطة بولادة هذه الظاهرة ، والوقوف على التأثيرات التي خلفتها في الساحة السياسية العراقية والعالمية ، وأعتقد – ظانّـاً – أن ظاهرة السيد الشهيد الثاني كانت رسالة موجهة من الإمام الحجة عليه السلام للمجتمع العراقي والعربي والانساني رغم أن الكثيرين لم يستطيعوا فهم هذه الرسالة من حيث الشكل والمضمون والغاية وجهة الارسال ، ولست بصدد أن أثبت أن السيد الصدر الثالث هو الرسالة الأخيرة للإمام المهدي (ع) ، لأنني سأكتفي بدراسة أسباب ونتائج انبثاق هذه الظاهرة للوصول الى مصداقية كون الرسالة موقّع عليها من قِبل الإمام نفسه .

          ولكي نفهم بشكل واعي ماهيّة هذه الرسالة ، سنحاول – خطوة بخطوة - أن نتناول النقاط التي شملها تأثير هذه الظاهرة عبر الفترة الزمنية التي تضمنتها . متمنياً على القاريء أن يمنحني فسحة من سعة الصدر والصبر



          1\-الدين الجديد :-

          نحن نعرف تمام المعرفة أن الامام الحجة (ع) سيأتي بدين جديد ، وقرآن جديد ، وليس معنى ذلك أن الامام (ع) سيستبدل أو بنسخ الدين والقرآن السابقين ، وانما سيكون دوره دوراً ريادياً ومهماً وفاعلاً في تناول الدين والقرآن ضمن الفهم الاسلامي المتكامل ، وهذا يعني تطوراً جديداً وصريحاً على مستوى الآيديولوجية الاسلامية ، فمن الواضح جداً أن الدين الاسلامي بدء يأخذ منحىً وانزياحاً نحو المفاهيم الحديثة الشرقية منها والغربية تحت ذرائع مختلفة ، وبهذا نشأ الاسلام المادي ، والاسلام الشيوعي ، والاسلام الرأسمالي ، والاسلام الإشتراكي ، وأُدخلت المفاهيم الديمقراطية على الدين توافقاً مع متطلبات المصالح الشخصية والفئوية ، واستبدلت القوانين الاسلامية بالقوانين الوضعية تأثراً بسلوكيات الأفراد وتوجهاتهم ، وعُطّلت الحدود والشعائر ، وسيء استخدام ظاهر القرآن مع متطلبات المرحلة ، واتخذت الجماعات التي أطلقت على نفسها تسمية ( الإسلاميين ) من الدين ذريعة للقتل والسلب وانتهاك حقوق الانسان ، متناسية كل توجيهات رسول الرحمة بعدم قطع الأشجار ، وعدم الإجهاز على الجريح ، وعدم التعرض للشيوخ والنساء والأطفال ، وحتى عدم التعرض لمن لا يحمل سلاحاً بوجه المسلمين ، ولكننا نرى تفجير الأماكن الآمنة والمدنيين وانتهاك حرمات الناس تحت ذرائع خارج حدود التنظير والتناول الاسلامي ، وبذلك يحتاج الاسلام الى إعادة كتابة على مستوى التفسير التاريخي والمنطقي .

          إن أول أدوار الامام المهدي (ع) هو إعادة الفهم المتكامل للاسلام بالنسبة للمسلمين وغير المسلمين ، ولكن هذا الفهم الجديد يحتاج الى مرحلة تمهيدية لتهيئة الوعي لتقبل هذا التطور ، فكانت مرحلة السيد الشهيد الثاني ، حيث نلاحظ فيها ما يسمى بـ ( مخالفة المشهور ) بدءً من إحياء شعيرة صلاة الجمعة ، وتناول الصناعات الغذائية بالتحليل الفتوائي كـ (الخل ) والـ ( ثعلبية ) التي تدخل في صناعة المثلجات ، ومسألة صيد السمك المسمى بالـ ( صبور ) ، وكذلك تناول مسألة إفطارية السجائر أثناء الصيام ، بل وتعدى الأمر الى تناول موضوع معركة الطف تناولاً جديداً عبر الحذف والتغيير والتصحيح ، هذه القضية التي تعتبر من أكثر معتقدات الشيعة التصاقاً بهم ، وتعتبر من أكثر موروثاتهم قداسة وتأثيراً .

          إن تناول المسائل المتعلقة بالحياة العملية بالنسبة للمجتمع قد تفتح باباً للتقوّلات والتخرصات التي ينتج عنها جو من الحوارات والنزاعات التي من شأنها أن تفرز وعياً جديداً في تناول معطيات الدين الاسلامي ، فمرحلة السيد الشهيد الثاني هي مرحلة تأسيسية للوعي الجديد .

          2- القيادة الجديدة :

          لقد بدأ الشيعة في العالم عموماً ، وفي العراق خصوصاً بالتعود على شكل القيادات الشيعية التي تمارس دورها المحدود من خلال إنقطاعها عن العالم الخارجي لسبب أو آخر ، ولم يكن الناس ليروا المراجع الّا من خلال الوكلاء أو من خلال شاشات التلفاز – في فترات متباعدة – وبالقدر الذي تسمح به الحكومات التي عكفت جميعها على مصادرة أدبيات الشيعة ومعتقداتهم وموروثاتهم الاجتماعية والفكرية ، ولم يكن بوسع المُقَلِّد أن يتصل بمُقَلَّده إلّا في فترات مواسم الحج لغرض طرح الأسئلة الفقهيّة المتعلقة بالحج والزيارة ، وكان أبناء الطائفة الشيعية يكتفون بالمقدار المسموح به من الرسائل العملية المطروحة في الأسواق ، والتي وسَّعت الهوّة والمسافة بين المراجع وأتباعهم من جهة وكذلك خلّفت حالة من سوء الفهم أو قصوره فيما بخص المسائل الفقهية بسبب استخدام المراجع للمصطلحات الغريبة والهجينة بالنسبة للقاريء البسيط ، وخصوصاً في مراحل تأنّق المطبوعات وانتشارها ، هذا بالاضافة الى وجود الاستعداد لدى غالبية المراجع بالإبتعاد عن الساحة العملية لأسباب كثيرة كان من أخطرها خوفهم من الاختلاط بالعامة ومحاولة المحافظة على هيبة الحوزة العلمية وعرش المرجعية من السوّقة والصغائر ، ومحاولة التنصل عن كل ما يحرج المرجع من أسئلة يمكن أن يطرحها الحمقى – بزعمهم – فيما يخص المسائل الفقهية ذات العلاقة بسياسات الدولة أو الحاكم أو الحكومات .

          إن شكل القيادة في زمن الظهور المبارك تختلف تمام الاختلاف عن شكل المرجعية في الوقت الحالي ، فالمفروض عقلاً ، بل المفروغ منه منطقياًيمارس الامام الحجة (ع) دوره القيادي من خلال الاختلاط بالمجتمع شخصياً ، وتصديه للأعلمية والقيادة والولايتين الظاهرية والباطنية ، وهذا ما لم تعتد على قبوله الشيعة مما قد يسبب إشكالاً في تقبل هذه القيادة بشكلها الجديد ، فكان لابد من أُنموذج تحضيري يعيد في أذهان الشيعة شكل القيادة العامة الدسنية والسياسية والتربوية ، وتهيأتهم لقبول هذا الشكل من السلطة الأبوية والتوجيهية على أرض الواقع ، فكان السيد الشهيد الثاني (قده) شكلاً تأسيسياً للشكل المفترض في قيادة الامام المهدي (ع) ، ولو رجعنا قليلاً الى فترة تصدي السيد الشهيد الثاني للأعلمية والولاية وراجعنا الأوراق الشيعية والمذكرات السياسية ، لوجدنا حجم المعارضة التي تعرض لها السيد الشهيد باعتباره قد أخلَّ بقدسية الحوزة من خلال مخاطبة العامة وجهاً لوجه ، بالاضافة الى فتحه لأبواب الحوزة أمام الجميع لتلقي العلوم الدينية ، وكثيراً ما سمعت – آنذاك – من يستنكر على السيد الشهيد فتح أبواب مكتبه ( البرّاني ) أمام كل من هبَّ ودبَّ للإتصال به ، مما أفسد – هكذا زعموا - هيبة المراجع وجعلهم عرضة للتقولات والتخرصات من قبل السواد الكبير ، وجعل من ( برّانيِّه ) بؤرة للمتطفلين وأصحاب الأغراض الدنيئة والدنيوية ورجال الأمن العراقي ورجال الاستخبارات القادمين من الشرق الخائف على ولايته العامة ، والغرب الخائف على وجوده .

          3- الخطاب الجديد :

          هذه النقطة لها علاقة بالنقطة التي سبقتها من حيث الفحوى ، فقد إعتاد المراجع على مخاطبة مقلديهم من خلال الرسائل العملية ، ومن خلال وكلائهم المنتخبين ، وكان خطابهم شديد المحدودية فيما يتعلق بالفئات ، فكأن حجم وشكل الخطاب الشيعي يخص جانبين من الجوانب هما ، الجانب الفقهي وجانب رد الإعتبار لأهل البيت عليهم السلام وأتباعهم إزاء تهجمات الناصبيين والحاقدين على المذهبوأهله وأبناءه – رغم أن هذا نادر الحدوث – وبذلك استحوذت على شكل خطاب المرجعيات الشيعية حالة من الخصوصية جعلتهم بعيدين عن الساحة الاسلامية الدولية – فيما عدا بعض النوادر هنا وهناك – وبذلك فقد المراجع أهليتهم في اختراق الصروح والكتل المتوزعة على الخرائط الدينية والطائفية والتحزبية ، وبمعنى بسيط جداً ، كأن المراجع ولِدوا في المجتمع الشيعي ، وعاشوا وماتوا فيه ، ولم يستكملوا عملهم خارج هذا المجتمع ، ولم يستنفروا طاقاتهم بالخطاب الديني والسياسي للفئات والطوائف والمجتمعات واللأحزاب الأخرآ .

          إن مرحلة الثورة المهدوية ، مرحلة عالمية تمتلك شمولية الخطاب وسعة اتجاهاته بالنسبة للفرد والمجتمع ، فالامام المهدي (ع) يخرج بخطابه عن المحلية والاقليمية والدولية الى العالمية التي وعِدنا بقيادتها في مرحلة ما بعد الظهور ، مما قد يسبب تداعياً وتهافتاً من قبل المجتمعات – العلمانية - المسيحية - اليهودية ، التي لا ترى في الاسلام سوى الشكل الوهابي الأكثر شيوعاً على الصعيد الدولي ، والأكثر قابلية على توظيف رؤوس الأموال وتوجيهها بالاتجاه الاعلامي ، ولا يسمع من الخطاب الاسلامي سوى خطاب التطرف والارهاب ولغة التفجيرات البعيدة عن التنظير الاسلامي للمقاومة وأسلوبية الدين المحمدي الحقيقي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولذا فلابد من شكل جديد في الخطاب الشيعي – الاسلامي يسبق خطاب الامام المهدي (ع) ويفترش الساحة السياسية والدينية والانسانية ، ويعترض الطريق أمام الخطابات التي يحملها بعض أعداء الاسلام تحت مسميات إسلامية ليشوِّهوا شكل ومضمون الخطاب الاسلامي الحقيقي ضمن خطة مدروسة وموضوعة من قبل أعداء الاسلام والتي تعتمد أساساً على استقطاب أهل الجهل والإندفاع والحماس اللاعقلاني .

          إن تهيئة المجتمعات الغير إسلامية بقبول الخطاب الاسلامي ، وتوجيه المجتمعات غير الشيعية لقبول الخطاب الشيعي لابد أن يبدء فبل مرحلة ظهور الإمام (ع) وذلك لفسح المجال أمام انسيابية وانتشار هذا الخطاب ، ولا بد من رجل يضطلع بمهمة فتح الأسماع قبل مرحلة الظهور ، وتهيئة المجتمع لسماع المزيد ، فكانت مرحلة الصدر الثالث الذي وصل بخطابه الى أقصى جهات المعمورة – بشهادة الصحافة العالمية ووسائل الاعلام السمعية والمرئية – وخاطب كل الأديان والتوجهات ، بل كان من مصداقية ممارسة دوره التوجيهي التعبوي التحضيري أنْ خاطب مجتمعاً لم يخاطبه عالم دين أو مرجع من فبل ، ألا وهو مجتمع الغجر القريب من مجتمعنا حد التلاصق ، والبعيد عن توجيهاتنا حد التنائي ، وبذلك فقد استكمل السيد الشهيد دوره وأوصل الرسالة بشكلها الكامل وهذا ما قاله في خطبته الأخيرة التي استشهد يومها بالضبط .

          4-التناول الجديد للقدسيات :

          لقد عاش الشيعة يستنكرون على غيرهم من أبناء الطوائف الاسلامية إحاطة الرجال بهالة من القدسية لمجرد أنهم عاشوا في فترة الرسول (ص) وتشرفوا بصحبته ، ولكن الشيعة – أنفسهم - وقعوا في شرك القداسة العمياء فقد عاشوا زمناً طويلاً تحت نير القداسة الموهومة والكاذبة لأي عمامة سوداء أو بيضاء دون النظر الى ما تغطيه هذه العمامة من أفكار وتوجهات ومصدافية ، ودون أن يستوعبوا فكرة إمكانية أن تكون هذه العمامة سبباً لتحطيم الدين أو المذهب ، فكما نعرف أن الاسلام يمثل أخطر تيار بوجه الصهيونية العالمية ومحاولات العلمانية ، وبنفس الوقت فالمذهب الشيعي يمثل أخطر تيار بوجه قوى العمالة الاسلامية التي تخدم الصهيونية والعلمانية والتكبر ، وبذلك فليس من المنطقي أن تعجز هذه القوى عن زرع قنواتها واستخباراتها وعملائها في قلب المذهب في الحوزات الشيعية في جميع أنحاء العالم ، وخصوصاً في الحوزة الأكثر خطورة وتأثيراً ، وأقصد بذلك حوزة النجف الأشرف ، فليس غريباً أن تجد السيد ( فلان الفلاني ) الذي في الحقيقة هو عميل من عملاء الموساد ، تراه يمارس دوره الحوزوي في البحث والدرس والفتوى ، في نفس الوقت الذي يقوم به بما تمليه عليه الشبكة التي يعمل لصالحها ، وقريباً من ذلك عمالة أخرى ، وهي العمالة للشيطان والوقوع في شراك المصالح الدنيوية ، والانسياق خلف متطلبات الذات المريضة .

          ومن خلال مطالعتنا وقراءتنا الواعية لمرحلة ظهور الامام الحجة (ع) نعرف – كما ورد في أدبيات الظهور – أنه عليه السلام يقتل أول ما يقتل جمعاً غفيراً من المعممين في النجف ، أي بمعنى أدق في حوزة النجف ، ولدى معرفتنا بأن الإمام (ع) يمثل الرحمة الإلهية ، نعرف أن مقتضى الرحمة الألهية يوجب القصاص من هؤلاء المعممين أو العلماء لدرجة القتل ، وعندها يمكن أن نعرف لأي مدىً من الخطورة يصل هؤلاء المعممون بمستقبل ومصلحة المذهب .

          ولنا أن نتخيل شكل الامام (ع) وهو يضع السيف والقتل بالعلماء ، ولنا أن نتخيل شكل ووضع الشيعة آنذاك ، حتى لقد ورد في أدبيات الشيعة أن الناس يستنكرون على الامام هذه المقتلة العظيمة ويتهمونه ، ويقول أغلبهم أنه ليس كجده رسول الله (ص) رحمة للعالمين ، بل نقمة على العالمين .

          هنا يمكن أن نفهم الدور التأسيسي - والتجريبي بنفس الوقت - الذي مارسه السيد الشهيد الثاني في إماطة اللثام عن الكثير من الشخوص والتماثيل والأصنام ، وأزاح الستار عن جمع غفير ممن كانوا يستخدمون المذهب كدكاكين يسترزقون منها على حساب الجهلة من أبناء المذهب الذين ما زالوا رغم كشف الأوراق يرددون بسذاجة ودون وعي ( لحم العلماء مر ) ، وكذلك يمكن أن نفهم السر وراء تحطيم السيد الصدر لهذه الهالات من القدسية الكاذبة والخادعة التي تلف الكثير من العملاء والمرتزقة والذي اتخذوا من مذهبنا مرتعاً خصباً لتحقيق غاياتهم الشخصية أو غايات من ينتمون اليهم بشكل أو بآخر ، لقد استطاع السيد الشهيد أن يوجه أنظار المتلقين الى ضرورة التفريق بين العلمية والعدالة ، فليس كل عالم هو عادل وليس كل عادل هو عالم ، ولست أشك أن كشف الأوراق كان سبباً مهماً من أسباب التعجيل بتصفية السيد الشهيد الثاني جسدياً ومطاردته – بعد استشهاده – فكرياً ، ولست أشك بأن السلطة ومن كان يقف وراءها حاولت الاسراع بهذه التصفية حفاظاً على ماء وجه الكثيرين ، وإخفاءً لعملاءها الذين ما زالوا محاطين بنفس الهالة من القدسية بانتظار ظهور الحجة ليكمل مخطط العدل الالهي الذي وعد به المستضعفين .

          5-المعسكر التدريبي :

          المجتمع الشيعي العراقي ، المجتمع السني العراقي ، هما من أهم المجتمعات في العالم ، فالعراق بطيفيه الشيعي والسني يمثلان نقطة الارتكاز في العالم الاسلامي ، والعراق يمثل – بهما – مركز الاشعاع الى كل المعمورة ، والأدلة على ذلك كثيرة ، أولها نقل الإمام علي (ع) لعاصمة الدولة الاسلامية من يثرب - المدينة المنورة بساكنها (ص) – الى الكوفة ، واستيعاب أرض العراق لقبري أبوي البشرية عليهما السلام – آدم ونوح – وبينهما قبر أمير المؤمنين وسيد الوصيين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف الأشرف ، وتأكيد الأئمة المعصومين في الروايات المتواترة عمّا سيحدث في العراق دوناً عن الأصقاع الأخرى في المعمورة ، الى الكثير من الأدلة التي لسنا بصددها الآن ، فالامام المهدي (ع) سيواجه المرتكز العالمي لنشر الوعي الجديد للدين الاسلامي معتمداً على الفئة التي ( آمنت – به – من قبل ) ، وتشكيل جيشه المتطور تقنياً وفنياً وآيديولوجياً من هذا المجتمع ، وعليه فلابد من إفتعال أزمة أو مجموعة من الأزمات الفكرية والسياسية والعقائدية داخل هذا المجتمع ، قبل ظهور الامام (ع) ، من أجل فرز القوى الأكثر قرباً من تقبّل فكرة التطور والحداثة والاستيعاب الجديد للدين الجديد – القديم ، ولابد من فرز القدرات والقابليات على تقبل فكرة الظهور والسعي وراء شخص الامام المقدس وإطاعته بود وحرارة واقتناع دون نقاش ودون الالتفات الى تخرصات الآخرين ، لاستكمال العدل اللالهي في الكون ، وعليه قام السيد الشهيد بانشاء معسكره التدريبي وأصدر فتاواه التي أثارت من حوله التقولات والمعارضة والتهجم ، في حين بقي مريديه وتابعيه والمخلصين من مقلديه على موقفهم الصلب غير ملتفتين الى قناعاتهم الشخصية ، بدءً من الفتوى السياسية الموجبة للمسير على الأقدام الى كربلاء المقدسة ، ثم إلغائه للفتوى نفسها اعتماداً على الظرفية الواقعية ، وفيها أثبت مقلدوه حسن نواياهم في الجانب التقليدي ، وأثبتوا صلاحيتهم في الوقوف الى جانب قائدهم في حالتي العقد والحل ، وكذلك التزامهم المتواصل في حضور صلاة الجمعة تحت تأثيرات الضغوط السياسية والطبيعية كالحر والبرد وتقلبات الجو التي يعانونها أثناء أدائهم لصلاتهم في العراء ، هذا بالاضافة الى تعرضه للجانب المالي الخطير بتحريمه لبعض المهن التي تتعلق بالمفاسد الحاصلة بالعنوان الثاني ، وعدم تساهله في مسألة الخمس التي يتساقط أمامها يومياً الكثير ممن ينتمون للمذهب ، ولست أخفي إعجابي بتصريح السيد الشهيد عندما قال بأن الشيعة يمرون الآن بمرحلة الدروس النظرية ، على أمل أن ينتقلوا الى التطبيق العملي بعد حين .


          6-زمن البناء القياسي :

          إن العالم على سعته المعروفة والمتخيلة يمكن أن تصبح قرية صغيرة بفضا التقنيات الحديثة في عالم الاتصالات ووسائا الإيصال البريدي الحديثة كالإنترنت والإيميل وغيرها من الوسائل التقنية الحضارية التي لا تنفك تطلع علينا كل يوم بتطور جديد ، وأمام هذا التطور السريع في تقنيات الاتصالات هناك تطور سريع في تقنيات التعتيم ومصادرة المعلومات ، وهذا ما تشكو منه الكثير من الحركات والثورات التقدجمية في العالم ، وعلى غرار القاعدة الفيزيائية في الفعل ورد الفعل فان قابلية التعتيم تساوي قابلية نشر المعلومة في المقدار وتعاكسها بالاتجاه ، ومن هذا المنطلق قد تثير مسألة الاتصالات شيئاً من الريبة لدى البعض في إمكانية الإمام المهدي (ع) في تأمين إتصاله لقياداته الفرعية وسط هذا الزخم من المضادات الاعلامية وسيطرة الشركات الاخبارية على نقل الحدث من وإلى نفس المكان مما قد يسبب نوعاً من أنواع الإحباط لدى الفئة التي تنتظر بجدية فترة الظهور ، ولأجل الالتفاف على هذا التصور وتحويله الى طاقة إضافية لابد من أُنموذج يتعامل مع هذا الكم من الحواجز التي تقطع الطريق على الحدث المهم ، ولابد من تطبيق واقعي لتجربة واقعية تتخطى فيها الحوادث هذه الحواجز ، فكان أُنموذج السيد الشهيد ليرسم صورة واقعية لانتقال الحدث عبر المسافات المحاطة بالأسلاك الشائكة ، واستطاع أن يجمع من حوله هذا الكم المعتبر من الأتباع بزمن قياسي أثار الريبة والتعجب لدى ألد أعداء السيد الشهيد شخصياً وأعداء المذهب خصوصاً وأعداء الاسلام الحقيقي عموماً ، فقد كانت المدة الوجيزة لتجمع المقلدين واستقطابهم تعيبر مدة ملفتة للنظر من حيث قصرها بالنسبة الى التيارات السياسية التي تنشأ في العالم وتحتاج الى وقت قد يمتد الى سنين طويلة من أجل استقطاب أفراد المجتمع وتحويلهم الى جنود مهيأين نفسياً للتضحية في سبيل المعتقد ، والأغرب من ذلك أن التيارات السياسية وحتى الدينية المعاصرة قد تستخدم أسلوب الدعاية وتوزيع الأموال من أجل شراء المؤيدين الذين يعملون عمل المرتزقة لمصلحة جهة الدفع ، في حين كان إغلب مقلدي السيد الشهيد على أتم الاستعداد للتضحية بأنفسهم من أجله في نفس الوقت الذي كانوا فيه يدخرون من أموالهم وقوت عيالهم ليدفعوا به الى مكتبه تحت عنوان الحقوق بنفس مترفعة عن المنّة وما يشوب العطاء من شوائب ، وقد يقول قائل بأن هذه الحالة تحدث في كل زمان ومكان وخصوصاً عند الشيعة ، ونحن معجلون له بالتوضيح أننا ننظر الى رجل يظهر في الساحة فجأة ويستقطب الناس بشكل عجيب فيتبعه الملايين حتى دون أن يروه أو يلتقوا به ، وهذا هو الأُنموذج القريب جداً من الإمام المهدي (ع) .

          7-مجالات الطاقة :

          الطاقة الكامنة في الإنسان لا تعني شيئاً ما لم تتفجر باتجاه الفعل الميكانيكي والعقلي لصنع الواقع الجديد ضمن الرؤية الاسلامية ، ووظيفة الدين بصورة عامة تكمن في تنمية هذه الطاقة وادِّخارها بشكل مكتنـز وتوجيهها بالشكل الذي يخدم مصلحة الإنسانية .

          إن مسألة بناء وتفجير وتوجيه الطاقات يتطلب جهداً ووقتاً ، ويستوجب وجود قاعدة قادرة على العطاء والمثابرة من أجل هذا البناء ، ولا بد للعلماء من أُنموذج يعيد الى الذاكرة قضية القبول بتقديم القرابين والتضحيات دون مقابل دنيوي ، ولا بد من تجلية التضحية الحسينية على أرض الواقع في الزمن المعاصر ليتخذ منه المراجع قدوة حسنة في تفجير طاقاتهم نحو التضحية ونكران الذات والذوبان في بوتقة الحالة الحسينية من جهة ، ولفسح المجال أمامهم في تفجير طاقات أتباعهم ومريديهم ومقلديهم من جهة أُخرى ، والحقيقة أنني لا أجد مسوغاً في تسمية الإمام المهدي (ع) بالإمام المُنتَظَر ، بل الأقرب للواقع أن نسميه بالإمام المُنْتَظِر ، فهو (ع) بصدد إنتظار بناء القاعدة الشيعية – الاسلامية التي يمكنه من خلالها أن ينطلق في عالم الإصلاح والبناء المثالي للمجتمع الجديد الذي سيمتليء قسطاً وعدلاً .

          وفي الواقع العملي ، نجد أن السيد الشهيد الصدر قد استطاع أن يبني الجزء الأولي من القاعدة التي ينتظرها الإمام (ع) عبر شحذ الهمم وشحن العقول بالتيارات الثورية وأعاد الأمل في نفوس الكثيرين ممن إخالهم قد تمكن اليأس من نفوسهم ، واستطاع أن ينتقل بالمجتمع من حالة الفوضى المسلحة والإنفلات الإجتماعي والاخلاقي الى مجتمع يبحث عن الخلاص من خلال التوجه الى الدين ، وكذلك استطاع أن يحول الطاقة الكامنة لدى الكثيرين من أفراد المجتمع الى قوّة فاعلة بعد أن كان استخدامها منحصراً بالجريمة ، وبقليل من التمحيص يمكننا أن نتحقق من هذا التحول عبر قراءة الأحداث والتفتيش الدقيق في سجلات الجرائم في العراق للمدة النحصرة بين بزوغ نجم السيد الشهيد وحتى فترة ما بعد استشهاده رضوان الله تعالى عليه ، وبذلك يكون السيد الشهيد قد أسس للقاعدة المهدوية بالشكل التطبيقي ورد على تخرصات البعض من أن مجتمع الشيعة موغل بالتخلف وليس لديه القدرة على قبول الاصلاح والتجديد واستقطاب الفكر الخلاّق في مرحلة التداعي العربي والعالمي ، وعليه فمرحلة البناء الصدري للمجتمع هي مرحلة تأسيسية لمرحلة الظهور في مسألة بناء القاعدة القادرة على سرعة الفهم والتجديد والتفاعل مع مجريات الأحداث .

          8- الأهلية الذهنية الجديدة :


          إن فقدان الأهلية الذهنية بالنسبة للفرد داخل مجتمعه لا تعني فقدانه لأهليته الذهنية الذاتية ، وإنما تعني استقالته من الواقع المُعاش وانزواءه جانباً تحت ضغوط من المجتمع لأسباب عديدة ربما يكون من أهمها وجود التقاطع في وجهات النظر من الناحية النظرية والتطبيقية ، وهذا ما نراه عند أمير المؤمنين عندما اتخذ من بيته ملجأً من الناس بعد أن أحس بمقدار التقاطع بين وجهة نظره ووجهات نظر الآخرين ، فنسمعه يقول : ( لا رأي لمن لا يُطاع ) فكأنه يريد أن يقول لمجتمعه أنه رهن إشارة مصلحة الدين والمجتمع ، شريطة أن يتقبل المجتمع رأيه ويضعه موضع التطبيق ، وهناك شكل ثانٍ من أشكال فقدان الأهلية الذهنية يمكن أن نراه بشكل عجز لدى البعض يتأتى من اليأس الذي تخلفه كثرة الاحباطات والتجارب الفاشلة في تطبيق المباديء العليا في المجتمع .

          إن النظرة الإصلاحية التي يحملها الكثيرون قد تصبح وبالاً عليهم عند إحساسهم بانغلاق أسماع المجتمع لغاياتهم ، وخصوصاً إذا تكالب عليهم السواد الأعظم من الجهلة والهمج الرعاع فضلاً عن قيام السلطة بدورها في تهديم الأسس التي يحاول الإصلاحيون إرسائها داخل المجتمع ، وبذلك يشعرون بـ ( لاجدوى ) العمل مع أطياف الناس التي تحتاج الى الإصلاح فيفقدون أهليتهم الذهنية ةيأخذون دور المتشكك المنعزل ، وهؤلاء قد يتحولون في فترة من الفترات الى شخوص تعاني من حالة العدائية للمجتمع ، وهذا ما سعى اليه النظام الحاكم في العراق على مدى خمسة وثلاثين عاماً ، وهذه الطبقة من الناس لا تشمل فئة معينة ، وإنما تضم اليها الأدباء والفنانين والمفكرين وغيرهم ، وهم الطبقات الأهم في قيادة المجتمع .

          إن المجتمع الذي يُتوقع أن يبنيه الإمام المهدي (ع) ينبغي أن يكون متكاملاً وخالياً من الإصابات النفسية خصوصاً داخل الطبقات من الأدباء والفنانين والمسرحيين والموسيقيين وغيرهم ، وهو (ع) لابد أن يسعى الى استقطاب هذه الفئات من المجتمع في دولته المثالية ، وإذاً لابد من مجتمع يقبل بهؤلاء ويفهم نتاجهم وإبداعهم بما يتناسب وحجم الحاجة الإنسانية للتعبير عن تطلعاتها من خلال اللوحة الفنية والمسرحية الهادفة والموسيقى ذات العلاقة بهندسة البناء النفسي العقلاني .

          لقد إستطاع السيد الشهيد الثاني أن يستقطب هذه الفئات من المجتمع عبر إقامة المهرجانات الشعرية والمسابقات الأدبية وفسح المجال أمام الفنانين التشكيليين في إقامة معارضهم الشخصية في العراء وحتى في الأماكن المقدسة التي من شأنها أن تعنى بالفن الهادف والإنساني ، والمشاركة في المسابقات الفنية التي أقامها سماحته في مدة تصديه للمرجعية والولاية ، وفي تلك المدة تمت كتابة الكثير من القصائد والمجاميع الشعرية وأُنتجت الكثير من اللوحات الفنية وأعمال النحت والنُصُب التذكارية والتعبيرية ، وبذلك فقد نجح السيد الصدر في أن يرسم للعالم بشكل عام وللمسلمين بشكل خاص صورة المجتمع الاسلامي الذي يحتضن الطاقات الإبداعية ويوجهها نحو خدمة المجموع ، واستطاع – فعلاً – أن يرينا شكلاً مبسطاً لدولة الإمام المهدي بفئاتها المثقفة والقيادية والمثابرة على الدرس والعلم الى جانب الكوادر المتفرغة للفن والأدب ، وهيأ الأنفس والعقول لتقبل فكرة إحتواء حكومة الإمام (ع) للأدباء والفنانين وغيرهم من أطياف المجتمع ، ويذلك يكون قد أجهز على منطلق فكرة أن الفن والأدب بعيدان عن الدين ولا مكان لهما داخل مؤسسات دولة الحجة (ع) ، وأجاب بشكل موضوعي ومبسط على طرد إفلاطون للشعراء من جمهوريته المثالية . وأعاد الثقة لدى الفنانين والمسرحيين والمبدعين في أن يتواصلوا مع حركة الإبداع ، والأخطر من ذلك فانه (قده) قد شارك بشكل فاعل وبنّاء في نقض فرضية ( الفن للفن ، والأدب للأدب ) بل استطاع أن يجعل من الفن والأدب رافدين إجتماعيين وإنسانيين وجعل الفن والأدب من المجتمع والى المجتمع .


          9- المفهوم الجديد للتقيّة :

          إن من أكثر المآخذ السياسية على الشيعة استخدامهم لمفهوم التقيّـة بشكله السلبي ، فقد ظل العموم من الشيعة يخطئون بفهم معنى التقية ، حتى وصل بهم الأمر الى إعتبار التقية واجب عيني لا يمكن الفرار من تطبيقه على أرض الواقع في كل زمان ومكان ، وبلغ الأمر من الخطورة بحيث تنصل الكثيرون من أبناء الطائفة الشيعية عن دورهم القيادي والريادي تحت ذريعة التقية ، وفقدوا بذلك أكبر مزيّـة من مزايا وجودهم ، ألا وهي مزية الثورة ، والثورة المسلحة ، وأرجأ الأغلبية منهم ممارسة الدور الجهادي المقدس الى فترة ظهور قائم أهل البيت (ع) ، حتى أن بعض الشيعة يقومون بدفن أموالهم – وهذه حقيقة ليست مزحة – في أماكن مجهولة تحت الأرض بانتظار أن يخرج الإمام (ع) ويستخدم هذه الأموال في بناء دولته المباركة ، ولا أعرف من أين أتتهم هذه البدعة ، ولست أفهم لماذا لم يستخدموا هذه الأموال في بناء قاعدة الامام المهدي (ع) ؟، فكان أن وقعوا في مغبّة سوء الفهم ، التي تؤدي دائماً الى نتائج سلبية .

          إن مفهوم التقيّـة – بشهادة الواقع – قد أصبح عبأً على الشيعة بعد أن كان شكلاً استراتيجياً للتعامل مع مجريات الأحداث ومراكز القوى الاستعمارية والاستكبارية ، وبعد أن كان يمثل بُعداً سوقياً في عملية الكفاح المسلح ، واستمرت التقية بمفهومها النظري والتطبيقي الخاطيء تمتص الزخم الهائل من الطاقة الكامنة لدى أبناء المذهب ، ولأن الطاقة لا تفنى ، فهي تارة تصبح مظهراً من مظاهر الجريمة غير المنظمة إزاء المجتمع عبر تحويل الشخصية السوية الى شخصية عدائية مع توافر الظروف والضغوط الاجتماعية ، وتارة تصبح شكلاً من أشكال الانفلات الديني والثقافي وخصوصاً عندما يشعر الإنسان أن الدين يضع القيود في يديه بذرائع فقهية ، ويكبله أمام تسارع الأحداث ومجرياتها ، ويخرسه عن الطالبة بحقة وتراثه الذي يُنتَهَب ، ويشعر أن الدين ليس مؤهلاً لحل مشاكله الإجتماعية ، فضلاً عن كون الدين يمثل معولاً لهدم ثقة الانسان بنفسه ، بل قد يتعدى الأمر الى مرحلة التشكيك بالثورة الحسينية ، وأحقيّـة خروج الإمام الحسين (ع) على سلطان زمانه وتعريض نفسه وأهلة للقتل والسبي وعدم التزامه بمبدأ التقية الذي ملأ آفاقنا بالكسل والذل والخنوع والخضوع إساءة استخدام مقوله زين العابدين وسيد الساجدين (ع) : التقية ديني ودين آبائي ، هذه المقولة الثورية التي أُسيء فهمها فضلاً عن استخدامها لدرجة تدعو للبكاء والألم والثورة على الكثير من المراجع الذين إما أنهم لم يفهموا معنى المقولة المقدسة – فهم بذلك قاصرون - أو أنهم فهموها ، ولكنهم لم يُفهِموها للعامة – وهم بذلك مقصِّرون – وبين القصور والتقصير مسافة لا يمكن للإنسان أن يتجرد من مسؤوليته التاريخية إزاءها .

          ومن المضحك المبكي أن الكثير من رواياتنا تشيرنا – بشكل واضح - الى أن جمعاً غفيراً من علماء النجف سَيَفِدون على الامام المهدي عند ظهوره ، ويطالبونه بالرجوع الى المكان الذي جاء منه قائلين : إرجع الى المكان الذي جئت منه ، لا حاجة لنا بك ، هذا لأنهم يحبون الاستكانة لمفهوم التقية الذي توارثوه كابراً عن كابر ، وهذا – لعمر الله – يمثل عقبة كؤوداً أمام رغبة الامام (ع) – التي هي في الأصل مشيئة الله - في بناء مجتمع متكامل يحمل الصيغة الثورية في عملية الكفاح من أجل التجديد .

          وعليه ، فلا بد من فهم جديد للتقية بعد هذا التواصل في سوء الفهم ، ولا بد من خلق تيار من الشيعة يجد في التقية مبدأً ثورياً متكاملاً لا يمثل حالة من التقهقر الثوري في زمن الظهور وقبله ، فكان أن جاء السيد الشهيد الثاني بطرح المفهوم الحقيقي للتقيّـة ضمن الرؤية الشيعية لهذا المبدأ ، واستطعنا أن نفهم من خلال طرحه – رضوان الله تعالى عليه – أن مبدأ التقية موجوداً في الأصل ضمن الأدبيات الثورية الشيعية ، وليس من حق أي إنسان أن يلغي وجود هذا المبدأ ، ولكن مبدأ التقية مبدءً إختيارياً محضاً ، يحق لكل إنسان – بناءً على رؤيته ودراسته الواعية للواقع – أن يعمل بالتقية ، أو يتركها ويعمل بمبدأ الثورة المسلحة بوجه الظالم ، وبذلك يمكن الاستفادة من هذا المبدأ في عملية المناورة والانتظار الدقيق للزمن المثالي للثورة ، والتربص بالعدو ومخادعته في حالة الحرب ، ويمكن من خلال التقية اختراق صفوف الظالمين ووضع الخطط للثورة عليهم ، وبنفس الوقت فان التقية لا تمثل الغاءً لواجب المسلم في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكنها تعتبر فترة مثالية لإعادة التنظيم والتنظير بانتظار ساعة الصفر للإنقضاض على الظالم واستنقاذ البشرية من شروره .

          ومن هذا المنطلق ، فقد استطاع السيد الشهيد ( قده ) أن يهيء الجيل والقاعدة التي تعمل وفق المنظور الثوري والستراتيجي للتقية ، وبما يخدم الخطوات العملية في بناء المجتمع الاسلامي المثالي في فترة الظهور .

          10- الإعتبارات الجديدة :


          منذ أمد بعيد والشيعة في العراق يمارسون طقوساً يعتبرونها من مكملات شخصيتهم الدينية والمذهبية ، ومن هذه الطقوس تقبيل اليد ، ورغم أن هذه الحالة موجودة في كل المذاهب والأديان ، ولكننا سننظر اليها من منظار شيعي صرف على إعتبار أن الموضوع يتعلق بالإمام المهدي الذي يبدو أنه أصبح موروثاً فكرياً وعقائدياً خاصاً بالشيعة دون بقية المذاهب ، والذي يهمنا من موضوع تقبيل اليد حجم الموضوع وحساسيته ، فمن المعروف والمُشاهد أن عدداً لا يُستهان به من العلماء والمراجع لا يستنكرون من أتباعهم مسألة تقبيل اليد ، ويعتبرونها – العلماء والعامة – حالة من الإحترام والتبجيل ، بل وتصل في بعض الاحيان الى درجة إعتبارها نوعاً من أنواع العبادة ، وقد لفت انتباهي بعض العلماء وهم يمدون أيديهم للتقبيل ، ودون أن يكلفوا أنفسهم الجواب على تحية من يقبل أيديهم ، وحتى دون أن يعرفوا من الذي قبّل أيديهم ، فهم عادة مشغولون بمن يهمس اليهم من وكلائهم وجباتهم الذين يحملون صفة القدسية والثقة المطلقة ، ويحوزون – دائماً – على حصة الأسد من الحقوق الشرعية التي لا يعرف مضان صرفها سوى الله .

          إ مسألة تقبيل اليد مسألة لا تخلو من عبودية وضِّعة ، وتمثل مشهداً سلبياً من المشاهد الدراماتيكية في مسرحية حقوق الإنسان ، وهي بالتالي لا تعني الطاعة والاحترام والتبجيل بشكله الذي يرتضيه الاسلام للفرد المسلم ، وبالتالي فهي تمثل شكلاً من أشكال مصادرة الشخصية الاسلامية خصوصاً والإنسانية عموماً ، وهي بحد ذاتها تعتبر وسيلة من وسائل الانصهار في بوتقة الخنوع وارتضاء الانحناءة البائسة ، في نفس الوقت الذي تضع المرجع أو العالم موضوع شبهة بالنسبة لمصداقية عزوفه عن الدنيا وتنصله عن الـ ( أنا ) المريضة ، وقبل هذا وذاك فهي عادة مستوردة .

          إن هذه العادة منافية لمتطلبات الاسلام والمذهب في صنع استقلالية الفرد الشخصية ، ولا أعتقد أنني قد قرأت في يوم ما أن أحداً قد قام بتقبيل يد أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام ، ولم أسمع بأن أحداً من أهل البيت قد مدَّ يده طلباً للتقبيل فضلاً عن كونه يسمح بذلك ، والأمر يسري على الإمام الحجة (ع) بالنسبة لهذه المسألة ، فمن المعروف أن الذي يسري على أولهم – أعني المعصومين عليهم السلام – يسري على آخرهم ، وأعتقد أن الامام الحجة (ع) مأمور بتربية الأفراد على عزة النفس والإعتداد بالشخصية والكرامة ، وخلق روح شفافة من إحترام النفس واحترام الآخرين ، ولذا فلا بد من نقطة تحول في بعض طقوس أبناء المذهب وإعادة تركيب هذه الطقوس وتهيئة المجتمع لرفض الظواهر السلبية التي تمس بناء الشخصية ، ولابد من مرجع يُعَبِّد الطريق أمام أبناء المذهب لرفض هذه الظواهر ، ويشحنهم بالثورة على كل ما من شأنه أن يسيء الى وضعهم الاجتماعي ، ومن المُتَوَقَع أن تحترق أوراق المرجع الذي يتصدى لهذه المسألة ، لأنه بنظر بعض الراجع الآخرين يستلب حقاً من حقوقهم التي جُبِلوا عليها هم وأتباعهم .
          لقد كان السيد الشهيد الثاني (قده) يستنكر هذه الحالة السلبية ، ويعتبرها سبباً لدخول النار بالنسبة للشخص الذي يسمح بتقبيل يده ، وقد صرّح مراراً وتكراراً بأن : هذه المسألة لا تجوز إلّا للأنبياء أو أوصياءهم ، وبذلك فقد زرع نوعاً من أنواع الاعتزاز والإعتداد بالنفس لدى مقلديه ، ومنحهم حرية أن يستنكروا هذه الحالة وغيرها مما لا تقبله النفس والعقل بالوعي المكتسب والفطرة .

          11- القيادة العرفانية الجديدة :


          الإنسان في العصر الحديث - مجبول بحكم حركة التطور العلمي – على تقبل ما يمكن أن يسبب له إنزياحاً طبيعياً نحو التفسير العلمي للظواهر ، وهو بذلك يسعى لتقبل ما يستطيع تفسيره تفسيراً علمياً ، وعلى الأقل فهو يميل نحو الوقائع والحوادث التي لا تدغدغ قابلية التلقي الميتافيزيقي إلا عبر الاستفزاز الوضعي ، أي – بشكل أوضح - أنه لا يستطيع تقبل الماورائيات إلا عند مشاهدة تأثيراتها على أرض الواقع عياناً ، وهذا أحد إفرازات الإلتصاق بعالم المادة وتأثيراتها السلبية على الإنسان المعاصر ، ولذلك فنحن الآن نسعى - بحكم تأثرنا بالمادة – الى تفسير كل شيء ضمن المعطيات والتفسيرات المادية الصرفة ، ونحيلها الى مختبرات التحليل الكيميائي أو مختبرات الفيزياء ، أو نبحث لها عن تفسير لا يخرج عن دائرة الضوء العلمي التطبيقي ، وبذلك فنحن – إزاء ذلك – غير مهيئين لتقبل فكرة خروج الإمام المهدي وسيطرته على العالم رغم هذا الكم الهائل من التطور العلمي والتقني ، وقد يتسائل متسائل عن الكيفية التي يستطيع بها الإمام المهدي (ع) التعامل مع الصواريخ الأمريكية الذكية ؟ أو كيف يستطيع – بعدد محدود من الأنصار – أن ينتصر على التقنية الغربية ؟ وكيف يستطيع إختراق الدوائر المعلوماتية للمعسكرين الشرقي والغربي؟

          لأسئلة تمتلك من المشروعية والخطورة بحيث أن معالجتها والإجابة عليها قد استدعت إرسال أُنموذج أولي لإيصال فكرة التغلب على العوامل الجوية واختراق التقنيات العلمية عبر استخدام آلية بسيطة ، ودون الحاجة الى الإعتماد على التجربة والتحليل ، فكان أنموذج السيد الشهيد الصدر الثاني ، الذي لفت أنظار الناس الى مسألة إمكانية السيطرة على الظواهر الكونية الطبيعية دو الحاجة الى استخدام التقنيات الحديثة , وذلك عندما أشار الى مسألة ضمان عدم تساقط المطر طيلة أشهر الشتاء التي أُقيمت بها صلاة الجمعة من قبل مقلديه في الفضاءات المفتوحة ، وهو بذلك يكون قد لفت إنتباه الشيعة – وغيرهم – الى أن هناك قوّة عليا تسيطر على مجريات الأحداث وتسيرها ضمن المعطيات الخارجة عن القوانين الفيزيائية والكيميائية والرياضية ، فضلاً عن التغلب على ما وصل اليه الإنسان من نتاج علمي – عملي قابل للتغير والتطور أصلاً .

          هذه النقاط بالإضافة الى نقاط أخرى تشكل بطبيعة وجودها في الفضاء الواسع للإستنتاج نقاطاً جوهرية يمكن من خلالها أن نفهم شكل ونوع وحجم الرسالة التي بعث بها الإمام الحجة (ع) الى العالم ، والواقع إن الذين غالوا في شخصية السيد الصدر الشهيد ، وادعوا أنه هو الإمام المهدي (ع) لم تكن لديهم الطاقة الكافية على فرز الأوراق وفهم أوليات الرسالة ، فتصوروا أن الرسالة هي المرسِل بعينه ، وبذلك يكونون قد خلطوا بين المرسِل - بكسر السين – والمرسَل – بفتح السين - ، واعتبروا ما جاء به من التغيير هو ما وعِدوا به من قبل ، وما استشفوه من قرائتهم لهذه الشخصية التي جمعت بين الواقعية والخيال ، أو بين الواقعية والحلم ، واستطاعوا– بعد جهد جهيد – أن يتوصلوا الى نتيجة وجهت معتقدهم نحو إعتبارات هي في الحقيقة لا تمثل الفكر الشيعي لمسألة المهدي والمهدوية .

          إن التصورات الخاطئة لهذا الطيف من الناس دفعت بهم الى رسوخ فكرة المخلص بشخص السيد الشهيد ، مما انعكس سلباً على أدائهم التعبوي بعد استشهاده ، وخلقت لدى الكثيرين نوعاً من الإحباط والإنكسار وخيبة الأمل ، وهذا ما لم يكن يريده – رضوان الله عليه – ولذا نراه يشدد على البراءة ممن يعتقدون أنه الإمام المهدي (ع) . ربما لأنه استطاع – بوعيه الثاقب – أن يفهم ما يمكن أن تؤول اليه اتجاهات هذه الطبقة من المقلدين بعد استشهاده ، وأسس بشكل موضوعي لفكرة غيابه عن الساحة شأنه شأن أي رسول آخر جاء بالرسالة كي يبلغ ، والواقع أنه قد أبلغ في إيصال الرسالة .

          فشكراً لله رسالة الإمام الحجة (ع) ،

          وشكراً للسيد الشهيد أمانته في إبلاغنا الرسالة ،

          وشكراً للقاريء صبره على إكمال قراءة هذه الدراسة .


          2003 – 1424



          جميع الحقوق محفوظة للممهدون. نت

          Copyright © mumehhidon.net
          All rights reserved 2005

          تعليق


          • بسم الله الرحمن الرحيم

            اللهم صل على محمد و آل محمد

            اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

            العجل العجل يا مولاي
            العجل العجل يا مولاي
            العجل العجل يا مولاي

            تعليق


            • بسم الله الرحمن الرحيم

              اللهم صل على محمد و آل محمد

              اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

              العجل العجل يا مولاي
              العجل العجل يا مولاي
              العجل العجل يا مولاي

              تعليق


              • اللهم صلى على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

                اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه

                وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك

                طوعا وتمتعه فيها طويلا

                العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان

                العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان

                العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان

                تعليق


                • بسم الله الرحمن الرحيم

                  اللهم صل على محمد و آل محمد

                  اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

                  العجل العجل يا مولاي
                  العجل العجل يا مولاي
                  العجل العجل يا مولاي

                  تعليق


                  • بسم الله الرحمن الرحيم..

                    اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم..

                    اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا وذليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا..برحمتك ياأرحم الراحمين..

                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                    العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..

                    تعليق


                    • بسم الله الرحمن الرحيم..

                      اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم..

                      اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا وذليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا..برحمتك ياأرحم الراحمين..

                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..
                      العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان..

                      تعليق


                      • بسم الله الرحمن الرحيم

                        اللهم صل على محمد و آل محمد

                        اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

                        العجل العجل يا مولاي
                        العجل العجل يا مولاي
                        العجل العجل يا مولاي

                        تعليق


                        • بسم الله الرحمن الرحيم

                          اللهم صل على محمد و آل محمد

                          اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

                          العجل العجل يا مولاي
                          العجل العجل يا مولاي
                          العجل العجل يا مولاي

                          تعليق


                          • بسم الله الرحمن الرحيم

                            اللهم صل على محمد و آل محمد

                            اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

                            العجل العجل يا مولاي
                            العجل العجل يا مولاي
                            العجل العجل يا مولاي

                            تعليق


                            • بسم الله الرحمن الرحيم

                              اللهم صل على محمد و آل محمد

                              اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

                              العجل العجل يا مولاي
                              العجل العجل يا مولاي
                              العجل العجل يا مولاي

                              تعليق


                              • بسم الله الرحمن الرحيم

                                اللهم صل على محمد و آل محمد

                                اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه .. في هذه الساعة وفي كل ساعة .. وليا وحافظا .. وقائدا وناصرا .. ودليلاً وعينا .. حتى تسكنه أرضك طوعا .. وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك يا أرحم الراحمين

                                العجل العجل يا مولاي
                                العجل العجل يا مولاي
                                العجل العجل يا مولاي

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X