بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرج عنا بحقهم
والعن اعدائهم من الساعة الى قيام الدين
من الاحاديث عند الاخوان السنه :
في تكفير( ابا طالب عم النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم )
في الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال :
(لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله (ص) وعنده عبد
المطلب بن ابي اميه
وابو جهل فقال له : ( ياعم قل لا اله الا الله , كلمة
احاج لك بها عند الله )
فقال له : اترغب عم ملة عبد المطلب ؟؟ ( اي دينه )
فاعاد عليه النبي (ص) فكان اخر ما قاله : هو
( على ملة عبد المطلب , وابى ان يقول : لا اله الا الله ,
فقال النبي (ص)
( لاستغفرن لك مالم انه عنك )
فانزل الله عزوجل :
( وما كان للنبي والذين ءامنوا ان يستغفروا للمشركين
ولو كانوا اولى قربى )
( التوبه / 113 )
وانزل الله في ابي طالب :
( انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين )
سورة الققص / 56
*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/
الادلة من الشيعة على ايمان ابو طالب
( عليه السلام )
مجلس في ذكر ما يدل على ايمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد
قال الله تعالى : ( الذى يراك حين تقوم
وتقلبك في الساجدين ) .
اعلم ان الطائفة المحقة قد اجتمعت على ان أبا طالب وعبد
الله بن عبد المطلب وآمنة
بنت وهب كانوا مؤمنين ، واجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع .
وأيضا فقد ظهر واشتهر عن أبى طالب من الموالاة لرسول الله
( صلى الله عليه وآله )
والمحبة والنصرة وذلك ظاهر من شايع ذايع لا ينكره إلا جاهل
غبى ليس له علم بالسير ،
وقد روى عن النبى ( صلى الله عليه وآله ) انه قال بعد دعاء
الاستسقاء :
لله در أبى طالب لو كان حيا لقرت عيناه من منكم يحفظ شعره ؟ :
وابيض يستسقى الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للارامل
( وروى ) انه سئل النبى ( صلى الله عليه وآله )
أين كنت وآدم في الجنة ؟
قال : كنت في صلبه وهبط بى إلى
الارض في صلبه ، وركبت السفينة في صلب
أبى نوح وقذف بى النار في صلب أبى ابراهيم ، لم يلتق لي
ابوان على سفاح قط لم يزل الله
عزوجل ينقلنى من الاصلاب الطيبة إلى الارحام الطاهرة هاديا
مهديا حتى اخذ الله بالنبوة عهدى ،
وبالاسلام ميثاقى وبين كل شئ من صفتى ، واثبت في التوراة
والانجيل ذكرى ،
ورقى بى إلى السماء وشق لي اسما من اسمائه ، أمتى الحامدون
فذو العرش محمود
وانا محمد ، وهذاالخبر يدل على ان ابويه كانا مؤمنين .
وروى عن النبى ( صلى الله عليه وآله ) انه
هبط جبرئيل ، وقال :
يا محمد ان الله تعالى حرم النار على ثلاثة : صلب انزلك ،
وبطن حملك وحجر كفلك ، وذلك يدل
على قولنا
. قال ابن عباس عن ابيه : قال
ابوطالب للنبى ( صلى الله عليه وآله ) :
يا بن اخ الله ارسلك ؟
قال : نعم قال : فارنى آية فادع لي تلك الشجرة فدعاها
فاقبلت حتى سجدت بين يديه ثم
انصرفت فقال ابوطالب : اشهد انك صادق يا علي صل جناح ابن عمك .
وسأل رجل عبد الله بن عباس ، فقال له : يا بن عم رسول الله
اخبرنى عن أبى طالب
هل كان مسلما ؟ قال : وكيف لم يكن مسلما وهو القائل :
وقد علموا ان ابننا
لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الاباطل ان ابا طالب كان مثله
كمثل اصحاب الكهف اسروا الايمان
واظهروا الشرك فآتاهم اجرهم مرتين .
وقال الصادق " عليه السلام " : ان مثل أبى طالب مثل اصحاب
الكهف حين كتموا الايمان
واظهروا الشرك فآتاهم اجرهم مرتين .
وقال ابو عبد الله الصادق " عليه السلام " : لما حضرت ابا طالب
رضى الله عنه الوفاة جمع
وجوه قريش فأوصاهم ، فقال : يامعشر قريش انتم صفوة الله من
خلقه ، وقلب العرب
وانتم خزنة الله في ارضه ، وأهل حرمه فيكم السيد المطاع
الطويل الذراع ،
وفيكم المقدم الشجاع الواسع الباع ، اعلموا انكم لم تتركوا
للعرب في المفاخرة نصيبا
إلا حزتموه ولاشرفا إلا ادركتموه فلكم على الناس بذلك الفضيلة ،
ولهم به اليكم الوسيلة
والناس لكم حرب وعلى حربكم الب ، انى موصيكم بوصية
فاحفظوها اوصيكم بتعظيم هذه البنية
فان فيها مرضاة الرب ، وقواما للمعاش وثبوتا للوطأة ،
وصلوا ارحامكم ففى صلتها منساة في الاجل
وزيادة في العدد ، واتركوا العقوق والبغى ففيهما هلكت
القرون قبلكم اجيبوا الداعى واعطوا السائل
فان فيهما شرفا للحياة والممات ، عليكم بصدق الحديث واداء
الامانة فان فيهما نفيا للتهمة ،
وجلالة في الاعين أقلوا الخلاف على الناس ، وتفضلوا عليهم
بالمعروف فان فيهما محبة للخاصة ،
ومكرمة للعامة وقوة لاهل البيت ، وانى اوصيكم بمحمد خيرا
فانه الامير في قريش ، والصديق
في العرب وهو جامع لهذه الخصال التى اوصيكم بها وقد جائكم
بأمر قبله الجنان ، وانكره اللسان
مخافة الشنآن ، وايم الله لكأنى انظر إلى صعاليك العرب ،
واهل العز في الاطراف والمستضعفين
من الناس قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته ، وعظموا أمره
فخاض بهم غمرات الموت فصارت رؤس
قريش وصناديدها اذنابا ، ودورها خرابا وضعفاؤها اربابا واذا
اعظمهم عليه احوجهم اليه وابعدهم
منه احظاهم لديه قد محضته العرب ودادها ، وصفت له بلادها
واعطته قيادها فدونكم يا معاشر قريش
ابن أبيكم وأمكم له ولاة ، ولحزبه حماة والله لا يسلك احد سبيله
الا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه الا سعد ،
ولو كان لنفسى مدة وفى اجلى تأخير لكفيته الكوافى ولدفعت
عنه الدواهى غير انى
أشهد شهادته واعظم مقالته .
وقال ابن عباس : مر ابوطالب ومعه
جعفر ابنه برسول الله ( صلى الله عليه وآله )
وهو في المسجد الحرام يصلى صلاة الظهر ، وعلي " عليه السلام
" عن يمينه فقال ابوطالب لجعفر :
صل جناح ابن عمك فتقدم جعفر ، وتأخر علي واصطفا خلف رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) حتى
قضى الصلاة وفى ذلك يقول ابوطالب :
ان عليا وجعفرا ثقتى * عند ملم الزمان والنوب
اجعلهما عرضة العداء اذا * اترك ميتا وانتمى إلى حسبى
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * اخي لامى من بينهم وأبي
والله لااخذل النبى ولا * يخذله من بنى ذو حسب
انا ابا معتب قد اسلمنا * ليس ابومعتب بذى نسب
وقال أيضا :
ليعلم خير الناس ان محمدا * رسول كموسى والمسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذى اتيا به * فكل بحمد الله يهدى ويعصم
وانكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المجمجم
فلا تجعلوا لله ندا واسلموا * فان طريق الحق ليس بمظلم
ومما يدل على توحيده قوله :
مليك الناس ليس له شريك * هو الوهاب والمبدى المعيد
ومن فوق السماء له بحق * ومن تحت السماء له عبيد
فاقر بالتوحيد وخلع الانداد من دونه وانه بعيد بعد الابتداء
وينشأ خلقه نشأة اخرى وبهذا
المعنى فارق المسلمون أهل الجاهلية .
وقال رضى الله عنه وقد حضرته الوفاة :
اوصى بنصر النبى الخير مشهده * عليا ابنى وشيخ القوم عباسا
وحمزة الاسد الحامى حقيقته * وجعفرا ان يذودوا دونه الباسا
كونوا فداء لكم امى وما ولدت * في نصر أحمد دون الناس اتراسا
وقال أيضا :
ألم تعلموا ان ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعنى بقول الاباطل
وابيض يستسقى الانام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا * ولما نطأ عن دونه ونقاتل
ونسلمه حتى نصرع دونه * ونذهل عن ابنائنا والحلائل
وقال أيضا :
يقولون لى دع نصر من جاء بالهدى * وغالب لنا غلاب كل مغالب
وسلم الينا أحمد وأكفلن لنا * بنينا ولا تحفل بقول المعاتب
فقلت لهم الله ربي وناصرى * على كل باغ من لوى بن غالب
وكل هذه الابيات تدل على إيمانه رضى الله عنه
فمن تأملها ،
وكل من تفكر فيها علم ما قلناه .
وقال ابن عباس رضى الله عنهما : اقبل علي
بن أبى طالب ذات يوم
إلى النبى ( صلى الله عليه وآله )
باكيا وهو يقول : إنا لله وإنا اليه راجعون ، فقال له رسول
الله : مه يا علي فقال
ماتت امى فاطمة فبكى النبى ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال :
رحم الله امك ياعلي اما إنها ان كانت
لك اما فقد كانت لي اما خذ عمامتى هذه وخذ ثوبى هذين
فكفنها فيهما ، ومر النساء فلتحسن غسلها
ولا تخرجها حتى اجئ فالي امرها ، قال : وأقبل النبى
( صلى الله عليه وآله ) بعد ساعة واخرجت فاطمة
ام علي " عليه السلام " فصلى عليها النبى صلاة لم يصل على
أحد قبلها مثل تلك الصلاة ، ثم كبر عليها
اربعين تكبيرة ، ثم دخل القبر فتمدد فيه فلم يسمع له انين
ولا حركة ، ثم قال يا علي ادخل يا حسن
ادخل ، فدخلا القبر ، فلما فرغ مما احتاج اليه قال له :
يا علي اخرج يا حسن اخرج فخرجا ثم زحف النبى
حتى صار عند رأسها ، ثم قال يا فاطمة انا محمد سيد ولد آدم
ولا فخر فأن أتاك منكر ونكير فسألاك
ممن ربك فقولى :
الله ربى ومحمد نبي والاسلام دينى والقرآن كتابى وابنى امامى
ووليى ، ثم قال : اللهم ثبت فاطمة
بالقول الثابت ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما ،
ثم قال : والذى نفس محمد بيده لقد سمعت
فاطمة تصفق يمينى على شمالى ، فقام اليه عمار بن ياسر فقال
: فداك أبى وأمى يا رسول الله لقد
صليت عليها صلاة لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ،
فقال : يا أبا اليقظان وهل ذلك هى منى لقد كان لها من
أبى طالب ولد كثير ، ولقد كان خيرهم كثيرا وكان خيرنا قليلا ،
وكانت تشبعنى وتجيعهم وتكسونى وتعريهم ،
وتدهننى وتشعثهم قال : فلم كبرت عليها اربعين تكبيرت
يا رسول الله ؟ قال : نعم يا عمار التفت
إلى يمينى ونظرت اربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة
، قال فتمددك في القبر ولم
يسمع لك انين ولا حركة ؟ قال ان الناس يحشرون يوم القيامة
عراة فلم ازل اطلب إلى ربى ان يبعثها
ستيرة ، والذى نفسى بيده ما خرجت من قبرها حتى رأيت
مصباحين من نور عند يديها ومصباحين
من نور عند رجليها ، وملكيها الموكلين بقبرها يستغفران
لها إلى ان تقوم الساعة .
وروى في خبر آخر طويل ان النبى
( صلى الله عليه وآله ) قال يا
عمار ان الملائكة قد ملات الافق وفتح لها باب من الجنة
ومهد لها مهادا من مهاد الجنة ،
وبعث اليها بريحان من رياحين الجنة فهى روح وريحان وجنة
نعيم ، وقبرها روضة من رياض الجنة
وقد ذكر في باب مولد
النبى ( صلى الله عليه وآله ) ومبعثه ما يدل على إيمان
أبى طالب فمن اراد فليلتمس منه
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرج عنا بحقهم
والعن اعدائهم من الساعة الى قيام الدين
من الاحاديث عند الاخوان السنه :
في تكفير( ابا طالب عم النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم )
في الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال :
(لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله (ص) وعنده عبد
المطلب بن ابي اميه
وابو جهل فقال له : ( ياعم قل لا اله الا الله , كلمة
احاج لك بها عند الله )
فقال له : اترغب عم ملة عبد المطلب ؟؟ ( اي دينه )
فاعاد عليه النبي (ص) فكان اخر ما قاله : هو
( على ملة عبد المطلب , وابى ان يقول : لا اله الا الله ,
فقال النبي (ص)
( لاستغفرن لك مالم انه عنك )
فانزل الله عزوجل :
( وما كان للنبي والذين ءامنوا ان يستغفروا للمشركين
ولو كانوا اولى قربى )
( التوبه / 113 )
وانزل الله في ابي طالب :
( انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين )
سورة الققص / 56
*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/
الادلة من الشيعة على ايمان ابو طالب
( عليه السلام )
مجلس في ذكر ما يدل على ايمان أبي طالب وفاطمة بنت أسد
قال الله تعالى : ( الذى يراك حين تقوم
وتقلبك في الساجدين ) .
اعلم ان الطائفة المحقة قد اجتمعت على ان أبا طالب وعبد
الله بن عبد المطلب وآمنة
بنت وهب كانوا مؤمنين ، واجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع .
وأيضا فقد ظهر واشتهر عن أبى طالب من الموالاة لرسول الله
( صلى الله عليه وآله )
والمحبة والنصرة وذلك ظاهر من شايع ذايع لا ينكره إلا جاهل
غبى ليس له علم بالسير ،
وقد روى عن النبى ( صلى الله عليه وآله ) انه قال بعد دعاء
الاستسقاء :
لله در أبى طالب لو كان حيا لقرت عيناه من منكم يحفظ شعره ؟ :
وابيض يستسقى الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للارامل
( وروى ) انه سئل النبى ( صلى الله عليه وآله )
أين كنت وآدم في الجنة ؟
قال : كنت في صلبه وهبط بى إلى
الارض في صلبه ، وركبت السفينة في صلب
أبى نوح وقذف بى النار في صلب أبى ابراهيم ، لم يلتق لي
ابوان على سفاح قط لم يزل الله
عزوجل ينقلنى من الاصلاب الطيبة إلى الارحام الطاهرة هاديا
مهديا حتى اخذ الله بالنبوة عهدى ،
وبالاسلام ميثاقى وبين كل شئ من صفتى ، واثبت في التوراة
والانجيل ذكرى ،
ورقى بى إلى السماء وشق لي اسما من اسمائه ، أمتى الحامدون
فذو العرش محمود
وانا محمد ، وهذاالخبر يدل على ان ابويه كانا مؤمنين .
وروى عن النبى ( صلى الله عليه وآله ) انه
هبط جبرئيل ، وقال :
يا محمد ان الله تعالى حرم النار على ثلاثة : صلب انزلك ،
وبطن حملك وحجر كفلك ، وذلك يدل
على قولنا
. قال ابن عباس عن ابيه : قال
ابوطالب للنبى ( صلى الله عليه وآله ) :
يا بن اخ الله ارسلك ؟
قال : نعم قال : فارنى آية فادع لي تلك الشجرة فدعاها
فاقبلت حتى سجدت بين يديه ثم
انصرفت فقال ابوطالب : اشهد انك صادق يا علي صل جناح ابن عمك .
وسأل رجل عبد الله بن عباس ، فقال له : يا بن عم رسول الله
اخبرنى عن أبى طالب
هل كان مسلما ؟ قال : وكيف لم يكن مسلما وهو القائل :
وقد علموا ان ابننا
لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الاباطل ان ابا طالب كان مثله
كمثل اصحاب الكهف اسروا الايمان
واظهروا الشرك فآتاهم اجرهم مرتين .
وقال الصادق " عليه السلام " : ان مثل أبى طالب مثل اصحاب
الكهف حين كتموا الايمان
واظهروا الشرك فآتاهم اجرهم مرتين .
وقال ابو عبد الله الصادق " عليه السلام " : لما حضرت ابا طالب
رضى الله عنه الوفاة جمع
وجوه قريش فأوصاهم ، فقال : يامعشر قريش انتم صفوة الله من
خلقه ، وقلب العرب
وانتم خزنة الله في ارضه ، وأهل حرمه فيكم السيد المطاع
الطويل الذراع ،
وفيكم المقدم الشجاع الواسع الباع ، اعلموا انكم لم تتركوا
للعرب في المفاخرة نصيبا
إلا حزتموه ولاشرفا إلا ادركتموه فلكم على الناس بذلك الفضيلة ،
ولهم به اليكم الوسيلة
والناس لكم حرب وعلى حربكم الب ، انى موصيكم بوصية
فاحفظوها اوصيكم بتعظيم هذه البنية
فان فيها مرضاة الرب ، وقواما للمعاش وثبوتا للوطأة ،
وصلوا ارحامكم ففى صلتها منساة في الاجل
وزيادة في العدد ، واتركوا العقوق والبغى ففيهما هلكت
القرون قبلكم اجيبوا الداعى واعطوا السائل
فان فيهما شرفا للحياة والممات ، عليكم بصدق الحديث واداء
الامانة فان فيهما نفيا للتهمة ،
وجلالة في الاعين أقلوا الخلاف على الناس ، وتفضلوا عليهم
بالمعروف فان فيهما محبة للخاصة ،
ومكرمة للعامة وقوة لاهل البيت ، وانى اوصيكم بمحمد خيرا
فانه الامير في قريش ، والصديق
في العرب وهو جامع لهذه الخصال التى اوصيكم بها وقد جائكم
بأمر قبله الجنان ، وانكره اللسان
مخافة الشنآن ، وايم الله لكأنى انظر إلى صعاليك العرب ،
واهل العز في الاطراف والمستضعفين
من الناس قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته ، وعظموا أمره
فخاض بهم غمرات الموت فصارت رؤس
قريش وصناديدها اذنابا ، ودورها خرابا وضعفاؤها اربابا واذا
اعظمهم عليه احوجهم اليه وابعدهم
منه احظاهم لديه قد محضته العرب ودادها ، وصفت له بلادها
واعطته قيادها فدونكم يا معاشر قريش
ابن أبيكم وأمكم له ولاة ، ولحزبه حماة والله لا يسلك احد سبيله
الا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه الا سعد ،
ولو كان لنفسى مدة وفى اجلى تأخير لكفيته الكوافى ولدفعت
عنه الدواهى غير انى
أشهد شهادته واعظم مقالته .
وقال ابن عباس : مر ابوطالب ومعه
جعفر ابنه برسول الله ( صلى الله عليه وآله )
وهو في المسجد الحرام يصلى صلاة الظهر ، وعلي " عليه السلام
" عن يمينه فقال ابوطالب لجعفر :
صل جناح ابن عمك فتقدم جعفر ، وتأخر علي واصطفا خلف رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) حتى
قضى الصلاة وفى ذلك يقول ابوطالب :
ان عليا وجعفرا ثقتى * عند ملم الزمان والنوب
اجعلهما عرضة العداء اذا * اترك ميتا وانتمى إلى حسبى
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * اخي لامى من بينهم وأبي
والله لااخذل النبى ولا * يخذله من بنى ذو حسب
انا ابا معتب قد اسلمنا * ليس ابومعتب بذى نسب
وقال أيضا :
ليعلم خير الناس ان محمدا * رسول كموسى والمسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذى اتيا به * فكل بحمد الله يهدى ويعصم
وانكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المجمجم
فلا تجعلوا لله ندا واسلموا * فان طريق الحق ليس بمظلم
ومما يدل على توحيده قوله :
مليك الناس ليس له شريك * هو الوهاب والمبدى المعيد
ومن فوق السماء له بحق * ومن تحت السماء له عبيد
فاقر بالتوحيد وخلع الانداد من دونه وانه بعيد بعد الابتداء
وينشأ خلقه نشأة اخرى وبهذا
المعنى فارق المسلمون أهل الجاهلية .
وقال رضى الله عنه وقد حضرته الوفاة :
اوصى بنصر النبى الخير مشهده * عليا ابنى وشيخ القوم عباسا
وحمزة الاسد الحامى حقيقته * وجعفرا ان يذودوا دونه الباسا
كونوا فداء لكم امى وما ولدت * في نصر أحمد دون الناس اتراسا
وقال أيضا :
ألم تعلموا ان ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعنى بقول الاباطل
وابيض يستسقى الانام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا * ولما نطأ عن دونه ونقاتل
ونسلمه حتى نصرع دونه * ونذهل عن ابنائنا والحلائل
وقال أيضا :
يقولون لى دع نصر من جاء بالهدى * وغالب لنا غلاب كل مغالب
وسلم الينا أحمد وأكفلن لنا * بنينا ولا تحفل بقول المعاتب
فقلت لهم الله ربي وناصرى * على كل باغ من لوى بن غالب
وكل هذه الابيات تدل على إيمانه رضى الله عنه
فمن تأملها ،
وكل من تفكر فيها علم ما قلناه .
وقال ابن عباس رضى الله عنهما : اقبل علي
بن أبى طالب ذات يوم
إلى النبى ( صلى الله عليه وآله )
باكيا وهو يقول : إنا لله وإنا اليه راجعون ، فقال له رسول
الله : مه يا علي فقال
ماتت امى فاطمة فبكى النبى ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال :
رحم الله امك ياعلي اما إنها ان كانت
لك اما فقد كانت لي اما خذ عمامتى هذه وخذ ثوبى هذين
فكفنها فيهما ، ومر النساء فلتحسن غسلها
ولا تخرجها حتى اجئ فالي امرها ، قال : وأقبل النبى
( صلى الله عليه وآله ) بعد ساعة واخرجت فاطمة
ام علي " عليه السلام " فصلى عليها النبى صلاة لم يصل على
أحد قبلها مثل تلك الصلاة ، ثم كبر عليها
اربعين تكبيرة ، ثم دخل القبر فتمدد فيه فلم يسمع له انين
ولا حركة ، ثم قال يا علي ادخل يا حسن
ادخل ، فدخلا القبر ، فلما فرغ مما احتاج اليه قال له :
يا علي اخرج يا حسن اخرج فخرجا ثم زحف النبى
حتى صار عند رأسها ، ثم قال يا فاطمة انا محمد سيد ولد آدم
ولا فخر فأن أتاك منكر ونكير فسألاك
ممن ربك فقولى :
الله ربى ومحمد نبي والاسلام دينى والقرآن كتابى وابنى امامى
ووليى ، ثم قال : اللهم ثبت فاطمة
بالقول الثابت ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما ،
ثم قال : والذى نفس محمد بيده لقد سمعت
فاطمة تصفق يمينى على شمالى ، فقام اليه عمار بن ياسر فقال
: فداك أبى وأمى يا رسول الله لقد
صليت عليها صلاة لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ،
فقال : يا أبا اليقظان وهل ذلك هى منى لقد كان لها من
أبى طالب ولد كثير ، ولقد كان خيرهم كثيرا وكان خيرنا قليلا ،
وكانت تشبعنى وتجيعهم وتكسونى وتعريهم ،
وتدهننى وتشعثهم قال : فلم كبرت عليها اربعين تكبيرت
يا رسول الله ؟ قال : نعم يا عمار التفت
إلى يمينى ونظرت اربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة
، قال فتمددك في القبر ولم
يسمع لك انين ولا حركة ؟ قال ان الناس يحشرون يوم القيامة
عراة فلم ازل اطلب إلى ربى ان يبعثها
ستيرة ، والذى نفسى بيده ما خرجت من قبرها حتى رأيت
مصباحين من نور عند يديها ومصباحين
من نور عند رجليها ، وملكيها الموكلين بقبرها يستغفران
لها إلى ان تقوم الساعة .
وروى في خبر آخر طويل ان النبى
( صلى الله عليه وآله ) قال يا
عمار ان الملائكة قد ملات الافق وفتح لها باب من الجنة
ومهد لها مهادا من مهاد الجنة ،
وبعث اليها بريحان من رياحين الجنة فهى روح وريحان وجنة
نعيم ، وقبرها روضة من رياض الجنة
وقد ذكر في باب مولد
النبى ( صلى الله عليه وآله ) ومبعثه ما يدل على إيمان
أبى طالب فمن اراد فليلتمس منه
تعليق