بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين
الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
روى ابن أبي الحديد في سياق أخبار فدك :
إن أبا بكر لما سمع خطبة فاطمة عليها السلام في فدك شق عليه مقالتها فصعد المنبر فقال : أيها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة : أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ألا من سمع فليقل ومن شهد فليتكلم ، إنما هو ثعالة شهيده ذنبه ، مرب لكل فتنة ، هو الذي يقول كروها جذعة بعد ما هرمت تستعينون بالضعفة وتستنصرون بالنساء ، كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت ولو قلت لبحت إني ساكت ما تركت ، ثم التفت إلى الأنصار ، فقال : قد بلغني يا معاشر الأنصار مقالة سفهائكم وأحق من لزم عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أنتم فقد جائكم فآويتم ونصرتم ، ألا وإني لست باسطا يدا ولسانا على من لم يستحق ذلك منا ثم نزل ، فانصرفت فاطمة عليها السلام إلى منزلها .
ثم قال ابن أبي الحديد :
قرأت هذا الكلام على النقيب يحيى بن أبي زيد البصري فقلت له : بمن يعرض ؟ فقال : بل يصرح ، قلت : لو صرح لم أسئلك فضحك وقال : بعلي بن أبي طالب عليه السلام قلت : أهذا الكلام كله لعلي عليه السلام يقوله قال : نعم إنه الملك يا بني
قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بذكر علي عليه السلام فخاف من اضطراب الأمر عليه فنهاهم .
فسئلته عن غريبة ؟ فقال أما الرعة بالتخفيف أي الاستماع والاصغاء والقالة القول ، وثعالة اسم للثعلب علم غير مصروف مثل ذوألة للذئب ، وشهيده ذنبه أي لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه وجزء منه ، وأصله مثل قالوا : إن الثعلب أراد أن يغري الأسد بالذئب فقال : إنه أكل الشاة التي كنت أعددتها لنفسك وكنت حاضرا ، قال : فمن يشهد بذلك ؟ فرفع ذنبه وعليه دم وكان الأسد قد افتقد الشاة فقبل شهادته وقتل الذئب ومرب ملازم أرب لازم بالمكان وكروها جذعه ، أعيدوها إلى الحال الأولي يعني الفتنة والهرج ، وأم طحال امرأة بغي في الجاهلية ويضرب بها المثل ، يقال : أزنى من أم طحال.
شرح النهج ج 16 ص 214 - 215 .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين
الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
روى ابن أبي الحديد في سياق أخبار فدك :
إن أبا بكر لما سمع خطبة فاطمة عليها السلام في فدك شق عليه مقالتها فصعد المنبر فقال : أيها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة : أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ألا من سمع فليقل ومن شهد فليتكلم ، إنما هو ثعالة شهيده ذنبه ، مرب لكل فتنة ، هو الذي يقول كروها جذعة بعد ما هرمت تستعينون بالضعفة وتستنصرون بالنساء ، كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت ولو قلت لبحت إني ساكت ما تركت ، ثم التفت إلى الأنصار ، فقال : قد بلغني يا معاشر الأنصار مقالة سفهائكم وأحق من لزم عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أنتم فقد جائكم فآويتم ونصرتم ، ألا وإني لست باسطا يدا ولسانا على من لم يستحق ذلك منا ثم نزل ، فانصرفت فاطمة عليها السلام إلى منزلها .
ثم قال ابن أبي الحديد :
قرأت هذا الكلام على النقيب يحيى بن أبي زيد البصري فقلت له : بمن يعرض ؟ فقال : بل يصرح ، قلت : لو صرح لم أسئلك فضحك وقال : بعلي بن أبي طالب عليه السلام قلت : أهذا الكلام كله لعلي عليه السلام يقوله قال : نعم إنه الملك يا بني
قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بذكر علي عليه السلام فخاف من اضطراب الأمر عليه فنهاهم .
فسئلته عن غريبة ؟ فقال أما الرعة بالتخفيف أي الاستماع والاصغاء والقالة القول ، وثعالة اسم للثعلب علم غير مصروف مثل ذوألة للذئب ، وشهيده ذنبه أي لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه وجزء منه ، وأصله مثل قالوا : إن الثعلب أراد أن يغري الأسد بالذئب فقال : إنه أكل الشاة التي كنت أعددتها لنفسك وكنت حاضرا ، قال : فمن يشهد بذلك ؟ فرفع ذنبه وعليه دم وكان الأسد قد افتقد الشاة فقبل شهادته وقتل الذئب ومرب ملازم أرب لازم بالمكان وكروها جذعه ، أعيدوها إلى الحال الأولي يعني الفتنة والهرج ، وأم طحال امرأة بغي في الجاهلية ويضرب بها المثل ، يقال : أزنى من أم طحال.
شرح النهج ج 16 ص 214 - 215 .
تعليق