إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حديث الصـور .. مختص برب الأسرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث الصـور .. مختص برب الأسرة


    كثيراً ما تناولت في حديثي أموراً موجودة في المجتمع وفي أسر تعيش من حولنا ، وكان مصدر علمي بها أحد الزوجين الذي يأتي في زيارة للعيادة لاستشارة نفسية ولـ يفضفض لي بتفاصيل المشكلة .

    لكنني هذه المرة لن أحتاج إلي من يطرق باب عيادتي لأنقل لكم هذه التجربة ، لأنها تجربة ذاتية أعيشها بنفسي ، وهي : كيف يمكن للأسرة أن تبقى على تماسكها وحبها وودها إذا أرغمت ظروف الحياة رب الأسرة على أن يسافر مبتعداً لدراسة أو لعمل أو لأي سبب آخر ؟!

    قد يتساءل البعض : ما بالك تتطرق لهذه القضية في زاوية الجلسة النفسية وهي لا تتناول مشكلة نفسية ؟!

    مكمن الخطر
    الإجابة بمنتهى البساطة : إن أخطر مشاكل هذه التجربة يكمن في الجانب النفسي ، لأن الزوج المغترب يشعر فجأة بغربة كبيرة ووحدة عميقة ، فإحساس كهذا كاف لشل جميع طاقاته ، وخاصة الفكرية .
    تعرفت في لندن بشاب لم ينجح في تكون علاقة صداقة واحدة ، والسبب أن نفسيته بين مد وجزر ، فجسده يتحرك في لندن وعقله هناك عند زوجته وأبنائه في بلده ، هذا من جانب الزوج ، أما الزوجة فمسؤولياتها تزداد لأنها فجأة أصبحت أماً وأباً لأبنائها ، وعليها تنظيم شؤون المنزل كلها ، حتى تلك التي كان يقوم بها الزوج ، فتبيت تحت ضغط نفسي كبير خشية الفشل أو التقصير .

    ويبقى سؤالهما مغلفاً بالخوف المشترك لدى كل منهما : هل هذا البعد سيكون سبباً في تقليل مشاعر المودة والمحبة والارتباط التي كانت بيننا قبل السفر ؟
    ذلك عرض المشكلة وبيان حجمها وجانبها النفسي ، ولكن ما الحلول ؟!
    لا شك في أن الحل الأمثل هو أن تعمل الأسرة جاهدة على أن تبقى مجتمعة ، حتى لو تطلب الأمر بعض التضحيات هنا وهناك ، فالاستقرار النفسي الكامل والأمثل لا يتحقق إلا بوجود أفراد الأسرة معاً ، هذه حقيقة لا يمكن إغفالها أو التقليل من شأنها .

    بعيداً عنهم
    ولكن إذا كان الوضع لا يسمح بذلك فما الحل ؟! وما الوسائل التي يستمر معها الود والترابط رغم السفر والفراق ؟! والحمد لله فإن وسائل الاتصالات الحديثة اليوم تؤدي خدمة رائعة في هذا المجال ولكن كيف نستخدمها ؟!


    • التلفون : أحد أهم هذه الوسائل ، ولكن تخطئ الزوجة كثيراً لأنها تتصل في وجود الأبناء أو الأهل ، في هذه الأثناء سيكون الاتصال روتينياً ، ولا مجال لتبادل المشاعر ، ولذا لابد من أن يكون هناك اتصال أسبوعي أو مرة كل أسبوعين ويكون فردياً ، ليتمكنا من تبادل التعبير عن مشاعرهما بحرية ، دون أن يكون هناك تداخلات ومقاطعات .
    وعلى الزوج أن يرسم لزوجته صورة واضحة عن حياته اليومية ، وكيف تسير أموره ، وعن أصدقائه والحياة هناك كيف هي ، وذلك في رسالة شهرية تشمل جميع زوايا الحياة التي يمر بها ، وعلى زوجته ألا تنسى أن تبعث برسالة مماثلة تحمل تفاصيل حياتهم الأسرية ، وأن تستشيره في تفاصيلها وتستمع إلي رأيه فيشعر الزوج بأنه ما زال صاحب مكانة ورأي ومشورة رغم الفراق .
    • التراسل الإلكتروني : يجب على الزوجين الإعداد له والتدريب عليه قبل السفر كي يعرفا كيفية استخدامه ، لأنه يعطي إحساساً بالطمأنينة والراحة ويُحدث تقارباً حقيقياً رغم البعد مما يجعل الاستقرار النفسي أكبر .
    ومن المهم جداً أن لا ينسى كل من الزوجين التواريخ المهمة في حياتهما الزوجية ، حيث إن تذكرها يشعر الطرف الآخر بأهميته وبالتالي يعطيه الدافع النفسي الذي يحتاج إليه لإكمال المشوار .

    الأسرة والصورة
    وأشياء أخرى صغيرة يجب عدم التقليل من أهميتها ، وعليّ هنا أن أبوح بسر خاص جداً ، وهو أني وضعت في غرفتي الخاصة في المستشفى صورة لأسرتي مجتمعة ، فكنت كلما شعرت بإرهاق العمل وثقل الساعات الطويلة من الانشغال في واجبات الدراسة والبحث ، أعطيت لنفسي دقائق أنظر فيها إلي صورة أولادي وزوجتي ، فتصلني منهم رسالة إنك تعمل من أجل مستقبلنا فينتابني شعور باندفاع طاقة جديدة إلي عروقي فأعاود انطلاقتي من جديد .

    وحدث مرة أن جاء مريض إلي المستشفى وكان تشخيص حالته أنه مريض بالـ حنين إلي الوطن home sickmess فأقر الاستشاري أن الأفضل له أن يعود إلي وطنه ، وفي المساء ذهبت إليه وقلت له : سيدي هل تملك صورة لأسرتك قال : نعم ، قلت : أحضرها ، فأخرجها من حقيبته ، فقلت له : انظر إلي الصورة ، فنظر إليها بحزن شديد ، فقلت : ألم تحدثك الصورة بشيء ؟ قال : بلى ، إنهم يقولون نحن أيضاً نحبك ، وما نريدك معنا ، ولكن الأفضل لنا ولمستقبلنا أن تبقى هناك مزيداً من الوقت ، فتركته دون تعليق وخرجت وعدت في الغد إلي المستشفى فإذا بصاحبنا السويسري يجهز حقيبته ، ويطلب ، وعلى وجهه ابتسامة عريضة ، أن يُسمح له بالخروج من المستشفى والعودة إلى عمله فسأله الاستشاري متعجباً : ما الذي حدث ؟ فقال : حدثتني الصورة أن أبقى ، قالها وهو ينظر إليّ نظرة ذات مغزى ، فحولّ الاستشاري نظره نحوي قائلاً : أنا لا أفهم شيئاً .. أتفهم أنت ؟‍ قلت : نعم أفهم .. وكيف لا والصورة تحدثه كل يوم .


    منقول من مجلة الفرحة
    نرجوا الفائدة

  • #2
    جميل جدا الموضوع ومفيد .. اللهم عمر البيوت بالحب والسعادة والصحة والعقل الرشيد

    تحياتي اختي العزيزة

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد

      الشكر لكِ على التعقيب أخيتي الفاضلة

      تعليق


      • #4
        الموضوع جميل جداًً ..

        وفقك الله أختي وتقبل أعمالك ..

        أختك حنين ..

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X