received by e mail
في معرض استفتاء تقدم به بعض المؤمنين الى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي حول قتل الأبرياء والتنكيل بهم وتعذيبهم من قبل الارهابيين والمتطرفين، حتى أنهم وضعوا جائزة ضخمة لقتل أي شيعي وهل يجوز شرعاً الأخد بالثار؟ وفيما يلي نص الاستفتاء:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كما هو معلوم لديكم إن زمرة من المتطرفين (الخوارج الجدد) ومجموعة من أنصار النظام البائد وبعض آخر، يقومون بحرب شعواء ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام، فيتم قتل الأبرياء والتنكيل بهم وتعذيبهم، حتى أنهم وضعوا جائزة ضخمة لقتل أي شيعي، بل قد يختبرون الأشخاص بسب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فمن إمتنع عن السب قتلوه ومثلوا بجثته، بل لم تسلم منهم الجنائز التي تنقل لتدفن في وادي السلام في النجف الأشرف فقاموا بإحراق بعضها، وبعضهم كرر شعار النظام البائد (لا شيعة بعد اليوم).
فهل يجوز شرعاً الأخد بالثار؟ وبماذا تنصحون المؤمنين في العراق لمواجهة هؤلاء؟ وخاصة أن من أهدافهم إيجاد العوائق دون إجراء الإنتخابات؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، وصلى الله على النبي محمد الذي ما اُوذى نبي مثل ما اُوذى، وعلى آله الأطهار الذين لم يكن أحد منهم الاّ مسموماً او مقتولاً، ولا سيما الإمام أميرالمؤمنين الذي لا يحبه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق. وبعد:
أولاً: نتقدم بالتعازي إلى ذوي الشهداء، ونسأل الله أن يحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً.
ثانياً : ليعلم المؤمنون أن الأخذ بالثأر ـ في الظروف الحالية ـ ربما يكون شرارة لحرب أهلية يكون المستفيد الأكبر منها الإستعمار الذي يطبق قاعدته (فرق تسد)، ثم إن هذه الحرب ـ لا قدّر الله ـ ستنعكس سلباً على الأمة الإسلامية بشكل عام وعلى أتباع أهل البيت عليهم السلام بشكل خاص في سائر البلدان.
ثم إن القصاص ينحصر في القاتل فقط، فلا يجوز الأخذ بالثأر بشكل عشوائي، كما لا يجوز القصاص من دون تشخيص القاتل بشكل قاطع، ومن دون إجراء قضاء عادل حسب الموازين الشرعية، قال الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾، وقال أميرالمؤمنين الإمام علي : (ألا لا يُقتلنّ بي إلاّ قاتلي) مع أن الذي اشتركوا في مؤامرة قتله عليه السلام كانوا عدة أشخاص، وقال تعالى: «إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا».
ثالثاً : على المؤمنين تقوية أنفسهم، والتسلّح بالثقافة الدينية والسياسية، ورصّ الصفوف، ونبذ الخلافات، وجمع الكلمة، والمطالبة ـ بالطرق السلمية ـ بالحقوق المشروعة للأكثرية، وعدم التنازل عن تلك الحقوق مهما كانت الأعذار.
ونؤكد مرّة أخرى على لزوم مشاركة العراقيين الكرام في الإنتخابات، فعليهم تسجيل أسمائهم، ولزوم تهيئة الأجواء لإجراء إنتخابات نزيهة خالية عن التزوير.
كما نطالب بلزوم إلغاء المحاصصة الطائفية الظالمة التي أعطت الأكثرية دون حقها، فيلزم إجراء الإنتخابات من دون تعيين نسب طائفية، وإن دعت ضرورة وقتية للمحاصصة فاللازم إعطاء الشيعة ـ بمختلف قومياتهم من عرب وأكراد وتركمان وشبك وغيرهم ـ حصة بمقدار نسبتهم الواقعية (وهي حدود الثمانين بالمائة من مجموع الشعب العراقي الكريم).
اللهم إنا نشكو اليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله، وغيبة ولينا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلّ على محمد وآله، وأعنّا على ذلك بفتح منك تعجله، وبضرتكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها، برحمتك يا ارحم الراحمين.
15/شوال المكرم/1425هـ
قم المقدسة
28/11/2004م
مكتب أية الله العظمى السيد صادق الشيرازي
http://www.karbalanews.net/artc.php?id=1504
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرسل: basim
_____________________________
شبكة كربلاء للأنباء
في معرض استفتاء تقدم به بعض المؤمنين الى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي حول قتل الأبرياء والتنكيل بهم وتعذيبهم من قبل الارهابيين والمتطرفين، حتى أنهم وضعوا جائزة ضخمة لقتل أي شيعي وهل يجوز شرعاً الأخد بالثار؟ وفيما يلي نص الاستفتاء:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كما هو معلوم لديكم إن زمرة من المتطرفين (الخوارج الجدد) ومجموعة من أنصار النظام البائد وبعض آخر، يقومون بحرب شعواء ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام، فيتم قتل الأبرياء والتنكيل بهم وتعذيبهم، حتى أنهم وضعوا جائزة ضخمة لقتل أي شيعي، بل قد يختبرون الأشخاص بسب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فمن إمتنع عن السب قتلوه ومثلوا بجثته، بل لم تسلم منهم الجنائز التي تنقل لتدفن في وادي السلام في النجف الأشرف فقاموا بإحراق بعضها، وبعضهم كرر شعار النظام البائد (لا شيعة بعد اليوم).
فهل يجوز شرعاً الأخد بالثار؟ وبماذا تنصحون المؤمنين في العراق لمواجهة هؤلاء؟ وخاصة أن من أهدافهم إيجاد العوائق دون إجراء الإنتخابات؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، وصلى الله على النبي محمد الذي ما اُوذى نبي مثل ما اُوذى، وعلى آله الأطهار الذين لم يكن أحد منهم الاّ مسموماً او مقتولاً، ولا سيما الإمام أميرالمؤمنين الذي لا يحبه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق. وبعد:
أولاً: نتقدم بالتعازي إلى ذوي الشهداء، ونسأل الله أن يحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً.
ثانياً : ليعلم المؤمنون أن الأخذ بالثأر ـ في الظروف الحالية ـ ربما يكون شرارة لحرب أهلية يكون المستفيد الأكبر منها الإستعمار الذي يطبق قاعدته (فرق تسد)، ثم إن هذه الحرب ـ لا قدّر الله ـ ستنعكس سلباً على الأمة الإسلامية بشكل عام وعلى أتباع أهل البيت عليهم السلام بشكل خاص في سائر البلدان.
ثم إن القصاص ينحصر في القاتل فقط، فلا يجوز الأخذ بالثأر بشكل عشوائي، كما لا يجوز القصاص من دون تشخيص القاتل بشكل قاطع، ومن دون إجراء قضاء عادل حسب الموازين الشرعية، قال الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾، وقال أميرالمؤمنين الإمام علي : (ألا لا يُقتلنّ بي إلاّ قاتلي) مع أن الذي اشتركوا في مؤامرة قتله عليه السلام كانوا عدة أشخاص، وقال تعالى: «إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا».
ثالثاً : على المؤمنين تقوية أنفسهم، والتسلّح بالثقافة الدينية والسياسية، ورصّ الصفوف، ونبذ الخلافات، وجمع الكلمة، والمطالبة ـ بالطرق السلمية ـ بالحقوق المشروعة للأكثرية، وعدم التنازل عن تلك الحقوق مهما كانت الأعذار.
ونؤكد مرّة أخرى على لزوم مشاركة العراقيين الكرام في الإنتخابات، فعليهم تسجيل أسمائهم، ولزوم تهيئة الأجواء لإجراء إنتخابات نزيهة خالية عن التزوير.
كما نطالب بلزوم إلغاء المحاصصة الطائفية الظالمة التي أعطت الأكثرية دون حقها، فيلزم إجراء الإنتخابات من دون تعيين نسب طائفية، وإن دعت ضرورة وقتية للمحاصصة فاللازم إعطاء الشيعة ـ بمختلف قومياتهم من عرب وأكراد وتركمان وشبك وغيرهم ـ حصة بمقدار نسبتهم الواقعية (وهي حدود الثمانين بالمائة من مجموع الشعب العراقي الكريم).
اللهم إنا نشكو اليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله، وغيبة ولينا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلّ على محمد وآله، وأعنّا على ذلك بفتح منك تعجله، وبضرتكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها، برحمتك يا ارحم الراحمين.
15/شوال المكرم/1425هـ
قم المقدسة
28/11/2004م
مكتب أية الله العظمى السيد صادق الشيرازي
http://www.karbalanews.net/artc.php?id=1504
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرسل: basim
_____________________________
شبكة كربلاء للأنباء