بيروت تحتضن المحتشدين رفضاً للقرار 1559 وحماية للمقاومة وسوريا
الخطباء يشدّدون على انتفاء الرسائل الداخلية وقاسم يرفض رهن البلد للأجنبي
تظاهرة ربع المليون ضد ال1559: تناغم الأحزاب والدولة بأبهى حلله
جهاد بزي
فوق جسر المشاة في منتصف جادة بشارة الخوري.. الثانية والنصف من بعد ظهر تظاهرة المليون المفترَضة. الناس يغطّون خط الذهاب صوب تمثال الشهداء. هم كثر لكنهم لا يتدافعون بالمناكب. يمشون مرتاحين ومساحات كبيرة من زفت الطريق تظهر بينهم. لكنهم أيضا في خط من دون بداية أو نهاية عند الشارع. يبدأ سيل الرؤوس البشرية في الخروج من النفق الصغير عند قصقص تحيط به الرؤوس من كل جانب ولا تنتهي في آخر الطريق حيث المتظاهرون يغيبون في الطريق النازلة بمحاذاة مونو وصولاً إلى جسر فؤاد شهاب. تظاهرة أقل ما يقال فيها إنها هائلة لم تشهد بيروت مثلها منذ زمن طويل. لكن.. من يعدّ المليون؟
رقم المليون العتيد هذا كان رقم التعبئة السياسية في الأيام السابقة، وكان محطّ جدل سياسي. يفترض بالرقم أن يكون مثار نقاش جديد بدأ أمس ويستمرّ اليوم وغداً.
ما هو عدد الذين شاركوا في التظاهرة. الرقم الأكبر أعلن عنه النائب ناصر قنديل: مليون وأكثر. مبالغة شديدة فرضتها حماسة الجماهير على النائب خطيب الإحتفال. التظاهرة كبيرة. لكنها، إذا ما قورنت بيوم الحشر في شوارع الضاحية الجنوبية حيث عضّ رأس مسيرة الأكفان ذيلها في دائرة ملأت كل شوارع الضاحية الجنوبية، إذا ما قورنت بذاك الحشد العظيم، لبدت أصغر بكثير. هنا مشى الجميع مرتاحاً ومتباعداً عن بعضه ما عدا، بالطبع، <<حزب الله>> الذي تلاصق متظاهروه وطال مستطيلهم بشدة. كما أن مسيرة نسائه بدت لا تقل حجماً عن مسيرة رجاله. لنتذكّر أن مسيرة حزب الله قدّرت يومها بنصف مليون بشري. الأكيد أن هذه أصغر منها. تصل إلى نصفها إذا ما تفاءلنا (أو تشاءمنا) في تقديراتنا. الرقم التقديري، والذي لا يبدو مهماً هنا، هو أن ربع مليون تقريباً مشوا في التظاهرة. المهم في الموضوع يقع في مكان آخر.. يقع في الاستعداد التام والكبير بين الدولة والأحزاب لتظهير الصورة الأفضل لتظاهرة المليون العتيدة والتي جمعت في نهاية المطاف ربع مليون فقط.
ليس عادياً أن نرى في بيروت كل هذه الحشود آتية من القرى والمناطق. بدت اللافتات فرصة للتعرف على أسماء قرى بعيدة كثيراً عن العاصمة. وبدا الحشد مناسباً للاستماع إلى تعدّد اللهجات العديدة للبلد الذي نعيش فيه. بدت التظاهرة مناسبة لرؤية رجال بعقال وكوفية وجلابيب. مزارعون من أقصى الشمال ومن آخر البقاع نزلوا في وفود يتقدمها <<رئيس البلدية>> الذي سرعان ما يشير إليه جميع أبناء رعيته حين سؤالهم عن سبب المشاركة. رئيس البلدية الذي لن يضيف شيئاً على أي مشارك آخر أو أي لافتة تشدّد على وحدة المسار والمصير والتنديد بالقرار 1559. <<تحفيز>> البلديات على المشاركة تجلّى واضحاً في صورة تبدو مكررة: بضعة رجال ونحو عشرين مراهقا وشابا يحملون اللافتات ويرددون الشعارات. الشعارات نفسها كانت موحّدة. الرايات موحّدة. راياتان هما الأكثر حضوراً: علم لبنان وصورة الرئيسين بشار الأسد وإميل لحود. الأحزاب التزمت بالقرار المشترك بينها. شعارات موحّدة ولافتات موحّدة. هنا ينبغي البحث في التفاصيل لتمييز فريق عن آخر. من أبسط الأمور تبيان <<حزب الله>> عناصر التنظيم ارتدوا ثياباً مدنية لكنهم وضعوا على صدورهم <<بادجات>> صفراء كُتب عليها شعار الحزب وكلمة <<إنضباط>> أو <<تنظيم>>. المسؤولون فيهم ارتدوا قبعات البايسبول السوداء ووضعوا سماعات أجهزة اللاسلكي في آذانهم وأخفوا، او أظهروا، هذه الأجهزة بحسب ظروف التنظيم. وعناصر انضباطه تولّوا منذ انتصاف النهار فصل النسوة عن الرجال في الشارعين الممتدّين طويلاً بين مستديرة الطيونة وقصقص.
شباب حركة <<أمل>> أتوا من مستديرة شاتيلا الأقرب إلى الشياح. حملوا لافتات موقّعة باسم <<الأحزاب والقوى والاتحادات والهيئات اللبنانية>>. لكن اللافتات خضراء وفي معظمها مقتطفات من أقوال الرئيس نبيه بري. <<الله، سوريا، والضاحية كلها>>. أفلتت هذه الشعارات أحياناً من الشبان لحقها ضرب بالأكف على الرؤوس والصراخ: <<حيدر، حيدر>>. لكن هذا الخروج وجد دائماً من يعيده إلى صوابه الشعاراتي. الشعارات موحدة. والهتافات موحدة.. المسموح هو الهتاف لسوريا ولبنان والمقاومة والدعاء بالموت لأميركا وإسرائيل. أيضاً، فقد أشبع المتظاهرون صور الرئيس الأميركي جورج بوش دوساً بالأقدام، كما كان سفير الولايات المتحدة في لبنان نجماً استقطب لافتات بالإنكليزية تطالبه <<بإغلاق فمه الكبير>> كما أنه شارك مرغماً عنه في مجسّم كبير يمثله وقد وضع على صدره وشاح يحمل نجمة داود. ولم يسلم الرجل المسافر حالياً من الهتافات الساخرة بحقه.
الشعارات موحّدة والهتافات موحدة. القوى الأمنية أدّت دورها في تسهيل كل شيء لخدمة المسيرة الكبيرة. كل شيء منظم وبحسب الأصول. جوانب الطرق خلت من السيارات وعناصر جيش يقفون على أسطح الأبنية ومروحيات الجيش اللبناني تصوّر التظاهرة والصورة تنقل إلى التلفزيونات. تعاون شديد بين أحزاب موالية للدولة والدولة نفسها تجلى في أبهى حلله البارحة. وتفاهم شديد بين الأحزاب نفسها تجلّى في كل هذا التنسيق الذي لم يشب الصورة الموحّدة فيه إلا متفرقات بسيطة مثل راية لأمل هنا أو رباطات صفراء على أكتاف الأحباش هناك. أما المشهد العام لهذه القوى فلم يكن يوماً موحداً كما كان أمس. وقد انفرد الأحباش بشاحنة مفتوحة فيها أكثر من عشرين مكبر صوت تلحق بها شاحنة أخرى على ظهرها مولد كهربائي يمدّ الشاحنة الأولى بالطاقة اللازمة لتشغيل المكبّرات التي تردد نشيداً يمدح الرئيس السوري بشار الأسد.
القوميون الاجتماعيون لفوا سواعدهم ايضاً بأشرطة حمراء وسوداء. أحدهم يقول إن بعض وسائل الإعلام تحاول أن تظهر التظاهرة كتظاهرة مسلمة والدليل أن إحدى الصحافيات فضلت عدم التكلم مع شاب عندما أخبرها أن اسمه <<جان>> وأنها فضلت التحدث مع <<بدوي>>. الشاب القومي يضيف أن قرى ومدن البقاع (يعدد: زحلة، الفرزل، قب إلياس، وجديتا...) زحفت عن بكرة ابيها إلى المكان منذ الصباح الباكر. القوميون رافقهم صوت جوليا طول الوقت.
القوى كلها ممثلة. يطغى على التظاهرة عنصر الشباب. مراهقون وأولاد كيفما التفتّ. طلاب بقمصان المدارس آتون من صيدا وطالبات بكتبهن. الجميع له رأيه الموحد تقريبا في الموضوع. الولد الآتي من بلدة الصويري في البقاع الغربي يسمّي سوريا <<الأخت العزيزة>> وهو بالطبع ضد القرار 1559. يتدخل شاب يريد أن يقول كلمة. يتمهّل فيبدو عليه أنه سيباشر خطاباً: جئنا نؤكد على دور الأمم المتحدة في حفظ ورعاية الأمن والسلام في العالم وليس دورها التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول..>>.. نقاطعه بأن هذا كلام مكرر وعليه أن يقول كلاماً مخالفاً فيقول <<أنا بحكي وأنت سجّل>>. لكن من هو؟ طالب في السنة الثالثة حقوق في الفرع الرابع في البقاع. الشبان الآتون من <<السلطان يعقوب>> على حدود سوريا كانوا ربما قبل الجميع عند الطيونة. <<جئت لأطالب بعدم إنسحاب سوريا من لبنان يقول المراهق إبن الثامنة عشرة. لماذا؟ يحار جواباً فيتدخّل صديقه مشيرا صوب البعيد: <<هناك رئيس البلدية.. احكي معو>>.. لكنه بعيد. ربما في تظاهرة ثانية. رئيس بلدية آخر يلقي خطاباً أمام عدسة مجهولة المؤسسة ويصفق أبناء القرية ل<<الريس>> بعد كل جملتين ينطق بهما. الجميع لديه ما يقوله حول سوريا وأميركا والقرار 1559، ومنها لافتات كتب عليها <<عشائر الشيخ عبد العزيز طراد الملحم تندّد بالقرار..>>.
توجهت أصوات المسيرة نحو الخارج، كي تسمع أميركا. لكن لم يكن هناك بد من إطلاق شعارات تغمز من قناة الآخر. وحده الذي حرّر أرض بلادي يحق له التحدّث في السيادة. لم يعد لدينا لون رمادي. إما أن نصادق أو أن نعادي (ردّدت بالعامية).
وصلت التظاهرة إلى ساحة الشهداء يلحقها سيل طويل من البشر بدا من تلك الساحة من دون نهاية. وامتلأ الشارع الممتد إلى ساحة الشهداء بالناس كما تجمهر الكثير حول المنصة الرئيسية للمهرجان والتي أقيمت في ظهر شهداء ستة ايار ورفعت خلفها لافتة بالإنكليزية طبعاً تقول: <<القرار 1559 تدخّل في الشؤون اللبنانية وضد القانون الدولي>>. وهناك تتالى الخطباء على المنبر وكان خطيب الاحتفال النائب ناصر قنديل الذي تميّز بحماسة لافتة وصوت جهوري وعبارات بليغة ربطت بين تقديم خطيب وآخر.. غير أن الناس إنفضّوا بعد وقت قصير على بداية المهرجان الخطابي ومشت تظاهرة ثانية على خط سير التظاهرة الأولى نفسه لكن في الاتجاه المعاكس. هذه التظاهرة الكبيرة بدورها لم تكن تندّد أو ترفع شعارات، فأسلحة تظاهرة الربع مليون قد لفّت وأدى المتظاهرون قسطهم إلى العلى في اليوم المشهود.. وهم يذهبون الآن إلى باصاتهم المتوقفة بعيدا ليعودوا إلى بيوتهم وإلى يوم جديد عادي.. والكثير منهم ما زال لديه مسافة بعيدة يقطعها قبل أن يصل إلى بيته.
قاسم
وألقى نائب أمين عام <<حزب الله>> الشيخ نعيم قاسم كلمة جاء فيها: تجتمع جماهير لبنان اليوم، لتطلق صرخة الدفاع عن الارض والمقاومة وخيارها في العلاقة مع سوريا في يوم الوفاء للتحرير، في يوم الرفض للتدويل، في يوم الخيار السياسي المستقل عن اي تبعية. اضاف: إن موقف حزب الله من القرار 1559 هو أن القرار تدخل دولي في الشؤون الداخلية اللبنانية، واعتداء على لبنان، واللبنانيون يرفضون ذلك حكومة وشعباً، وهو لم ينطلق من مصلحة لبنان لا بمبرراته ولا بصياغته، ومن يراهن على الاستقواء به لن يكون أكثر من وقود لمصالح صنّاعه من حيث يدري او لا يدري. القرار 1559 كان يستهدف تطويع لبنان ليكون ملحقاً بالمشروع الأميركي الإسرائيلي، وهذا حلم لن ندعهم يأنسون به. وقال إنه <<لن نقسم لبنان بين مؤيدين ومعارضين للقرار 1559 فقد انطوت هذه الحقبة، وتمّت تعرية هذا القرار وكشفت خلفياته، وهو كغيره من فزاعات الدول الكبرى للتهديد والتهويل، ونحن ننصح من موقع الحرص الوطني، اولئك الذين يختبئون وراءه ان يُخرجوا أنفسهم من موضع التهمة بالتبعية والاستقواء بالخارج، فالبلد يتسع للمعارضة والموالاة لكنه لا يتقبّل رهن البلد الاجنبي>>.
أضاف: إن من مصلحة لبنان وسوريا معاً الا يُستخدم لبنان ضد سوريا، ومن مصلحة لبنان ان ندعمه بوجودها لنساهم في حمايته وتقويته كما ساهمت في تحريره ودعم مقاومته. وقال إنه إبان الفتنة اللبنانية اختارت الدولة اللبنانية سوريا وطلبت منها ان تتدخّل عسكرياً، لتدعم جيش لبنان ووحدته، وتوقف الفتنة التي اشتعلت بين اللبنانيين وتساعد في بناء لبنان ما بعد الفتنة، والدولة اللبنانية هي التي تقرّر الشكل والتوقيت والموقف السياسي وحجم الحضور الضروري للجيش السوري بحسب حاجة لبنان للمساعدة وقيامه بواجباته في التصدي لمشروع الاحتلال. كل علاقة بين لبنان وسوريا تدرس بين المسؤولين من الدولتين وكل ملاحظة لأي طرف لتعزيز العلاقة او تعديل بعض خطواتها لها مكانها المناسب والنافع وليس عبر وسائل الإعلام، كل شيء قابل للحوار في مكانه الصحيح.
وفي ما يخصّ <<دور المقاومة فإن لبنان لم يتحرّر بالقرار الدولي 425 وإنما بسواعد المقاومة وشعب لبنان الأبي، ولن نقبل ببقاء شبر واحد تحت الاحتلال وستستمر المقاومة للاحتلال بالمرصاد وبكل مرصاد في المواجهة المفتوحة والمشروعة. لن نتباكى أمام الاحتلال ولن نستجدي مجلس الامن فلم تنفعنا إلا المقاومة وهي حاضرة في الميدان بكل ثقة وثبات واطمئنان، محافظة على أهلها وشعبها بكل حرص ومسؤولية، وعلى تنسيقها مع الدولة اللبنانية والجيش اللبناني. المقاومة ردّ على الاحتلال وعلى التواطؤ الدولي معه، فمن كان حريصاً على السلام والهدوء والامن فعليه توجيه البوصلة لإنهاء الاحتلال وليس بالاعتراض على مقاومته.
الصابونجي
وألقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور طه الصابونجي كلمة وقال <<أيها اللبنانيون، هكذا تتحقق أخوتكم، وتتعمّق وحدتكم، في هذا المشهد التاريخي العظيم، لتعلنوا للعالم أجمع أن لبنان قوي بذاته، وعصي على أعدائه، ولن يكون مقراً للفتن والصراعات، ولا ممرا لأطماع المعتدين، ولا خنجرا لطعن سوريا التي حمته ورعته، وصانت وجوده وكرامته، ودافعت عنه بدماء ابنائها واعادت له وحدته، وحققت له استقراره، وفتحت له آفاق المستقبل العزيز. وأضاف أن <<الذين تمتلكهم مشاعر الكراهية، ويراهنون على القرار 1559 فهم يعملون من حيث يدرون أو لا يدرون لوضع لبنان تحت الهيمنة الاميركية الاحتلالية واستعادة الفتنة التي فجّرت لبنان، وتركته في مهبّ الرياح لولا الموقف السوري الإنقاذي>>.
عريجي باسم الأحزاب
وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي جبران عريجي باسم الأحزاب اللبنانية: <<تلتقي جموعنا اليوم، من كل مناطق لبنان، لا لعرض العضلات، ولا للتحدي ولا للاستفزاز. نلتقي لنعلن بالفم الملآن رفضنا القاطع للتدخل الأجنبي الأميركي الإسرائيلي في شؤوننا الداخلية، وفي العلاقات اللبنانية السورية. وأضاف: نحن هنا، اليوم، لا لنوجه رسائل داخلية لأحد، نحن هنا لنقول لا للفتنة، ولا للذين يعتقدون أن بمقدورهم أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء ويأخذوا لبنان إلى <<بيت الطاعة الأميركي الإسرائيلي>>، وعزل سوريا وإضعافها خدمة للمخططات الأميركية الاسرائيلية>> في فلسطين كما في العراق. ونحن لا نريد ان نصدق ان أحداً في لبنان قد يأخذه الكيد، والغرور والطيش، الى حد التهور بتبنّي القرار 1559 رغم مسحة الدسم فوق برميل السمّ فيه. وتابع: نقول لفرنسا وللأوروبيين الذين يقدّمون أنفسهم على انهم أصدقاء للبنان وللعرب إنهم بتبنّيهم هذا القرار، إنما يتبنّون عودة الحرب الأهلية التي عانى اللبنانيون منها كثيراً ودفعوا فيها اثماناً باهظة، وما زالوا يدفعون. وقال <<إن هذا القرار يستهدف ضرب اللبنانيين ببعضهم وبالفلسطينيين كما يستهدف عزل لبنان عن محوره القومي وإدخاله في المحور الأميركي الإسرائيلي المعادي وهذا ما يحول لبنان الى مساحة مأساوية>>.
أمل
وألقى النائب علي حسن خليل كلمة حركة <<أمل>> وجاء فيها: <<السلام عليكم أيها الأحرار المسيّرون بإرادة انتمائكم الوطني وبأصالتكم وبالتمسك بهويتكم. أيها المقاومون، يا أبناء ومحبي إمام الوطن والمقاومة موسى الصدر. تصرخون معه في الايام الصعبة في وجه التقسيم والتفجير والتدويل والتصفيات الطائفية، ترفعون الصوت للرئيس الخالد حافظ الاسد وتقولون <<أنت الأمل الكبير، مدّ يدك المنقذة إلى لبنان الجريح وأعد له وحدته واحفظ شعبه، كل شعبه>>. يا ابناء واخوة الرئيس نبيه بري، تكتبون معه تاريخ لبنان الحديث وانتم تدافعون عن الوحدة الوطنية والعيش المشترك وترسمون خيوط المقاومة الأولى في وجه الاحتلال الاسرائيلي ومشروع صهينة لبنان، وتنتصرون.
المجلس الشيعي
كما تحدّث ممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الشيخ محمد المقداد، قال: <<اليوم يعلن فيه هذا الشعب اللبناني الحر عن كلمته بالفم الملآن وبالصوت العالي عن وحدته الوطنية، وحدة شعبه بكل طوائفه وملله، وانه المصير الواحد والوطن الواحد، وان مقاومتنا لكل الاحتلال، ان هذه المقاومة التي أكسبت هذا الشعب الإباء والكرامة والعزة، حيث نحن الآن في ساحة الشهداء، في ساحة التحرير، كل لبنان ساحة تحرير وعزة وكرامة. وإن القرار الجائر، القرار الظالم لمجلس الأمن مرفوض من كل هذا الشعب الأبي المخلص>>.
دار الفتوى
وألقى مفتي البقاع الشيخ خليل الميس كلمة دار الفتوى وقال فيها: <<أنتم اليوم جيش الولاء للبنان وجيش الوفاء لسوريا... انتم لستم فئة، انتم كل لبنان بكل طوائفه وتنظيماته، ابعاده في ساحة الشهداء. جئتم لتعلنوا الولاء للوطن والوفاء لسوريا، والرفض للقرار الجائر 1559 باسم مجلس الأمن. انتم الامن، انتم القرار، فإذا كان القرار 1559 رقماً فأنتم المليون، مليون لا للقرار الجائر الذي يريد أن ينال من وحدة الشعبين وتلاحم النظامين>>.
الخطباء يشدّدون على انتفاء الرسائل الداخلية وقاسم يرفض رهن البلد للأجنبي
تظاهرة ربع المليون ضد ال1559: تناغم الأحزاب والدولة بأبهى حلله
جهاد بزي
فوق جسر المشاة في منتصف جادة بشارة الخوري.. الثانية والنصف من بعد ظهر تظاهرة المليون المفترَضة. الناس يغطّون خط الذهاب صوب تمثال الشهداء. هم كثر لكنهم لا يتدافعون بالمناكب. يمشون مرتاحين ومساحات كبيرة من زفت الطريق تظهر بينهم. لكنهم أيضا في خط من دون بداية أو نهاية عند الشارع. يبدأ سيل الرؤوس البشرية في الخروج من النفق الصغير عند قصقص تحيط به الرؤوس من كل جانب ولا تنتهي في آخر الطريق حيث المتظاهرون يغيبون في الطريق النازلة بمحاذاة مونو وصولاً إلى جسر فؤاد شهاب. تظاهرة أقل ما يقال فيها إنها هائلة لم تشهد بيروت مثلها منذ زمن طويل. لكن.. من يعدّ المليون؟
رقم المليون العتيد هذا كان رقم التعبئة السياسية في الأيام السابقة، وكان محطّ جدل سياسي. يفترض بالرقم أن يكون مثار نقاش جديد بدأ أمس ويستمرّ اليوم وغداً.
ما هو عدد الذين شاركوا في التظاهرة. الرقم الأكبر أعلن عنه النائب ناصر قنديل: مليون وأكثر. مبالغة شديدة فرضتها حماسة الجماهير على النائب خطيب الإحتفال. التظاهرة كبيرة. لكنها، إذا ما قورنت بيوم الحشر في شوارع الضاحية الجنوبية حيث عضّ رأس مسيرة الأكفان ذيلها في دائرة ملأت كل شوارع الضاحية الجنوبية، إذا ما قورنت بذاك الحشد العظيم، لبدت أصغر بكثير. هنا مشى الجميع مرتاحاً ومتباعداً عن بعضه ما عدا، بالطبع، <<حزب الله>> الذي تلاصق متظاهروه وطال مستطيلهم بشدة. كما أن مسيرة نسائه بدت لا تقل حجماً عن مسيرة رجاله. لنتذكّر أن مسيرة حزب الله قدّرت يومها بنصف مليون بشري. الأكيد أن هذه أصغر منها. تصل إلى نصفها إذا ما تفاءلنا (أو تشاءمنا) في تقديراتنا. الرقم التقديري، والذي لا يبدو مهماً هنا، هو أن ربع مليون تقريباً مشوا في التظاهرة. المهم في الموضوع يقع في مكان آخر.. يقع في الاستعداد التام والكبير بين الدولة والأحزاب لتظهير الصورة الأفضل لتظاهرة المليون العتيدة والتي جمعت في نهاية المطاف ربع مليون فقط.
ليس عادياً أن نرى في بيروت كل هذه الحشود آتية من القرى والمناطق. بدت اللافتات فرصة للتعرف على أسماء قرى بعيدة كثيراً عن العاصمة. وبدا الحشد مناسباً للاستماع إلى تعدّد اللهجات العديدة للبلد الذي نعيش فيه. بدت التظاهرة مناسبة لرؤية رجال بعقال وكوفية وجلابيب. مزارعون من أقصى الشمال ومن آخر البقاع نزلوا في وفود يتقدمها <<رئيس البلدية>> الذي سرعان ما يشير إليه جميع أبناء رعيته حين سؤالهم عن سبب المشاركة. رئيس البلدية الذي لن يضيف شيئاً على أي مشارك آخر أو أي لافتة تشدّد على وحدة المسار والمصير والتنديد بالقرار 1559. <<تحفيز>> البلديات على المشاركة تجلّى واضحاً في صورة تبدو مكررة: بضعة رجال ونحو عشرين مراهقا وشابا يحملون اللافتات ويرددون الشعارات. الشعارات نفسها كانت موحّدة. الرايات موحّدة. راياتان هما الأكثر حضوراً: علم لبنان وصورة الرئيسين بشار الأسد وإميل لحود. الأحزاب التزمت بالقرار المشترك بينها. شعارات موحّدة ولافتات موحّدة. هنا ينبغي البحث في التفاصيل لتمييز فريق عن آخر. من أبسط الأمور تبيان <<حزب الله>> عناصر التنظيم ارتدوا ثياباً مدنية لكنهم وضعوا على صدورهم <<بادجات>> صفراء كُتب عليها شعار الحزب وكلمة <<إنضباط>> أو <<تنظيم>>. المسؤولون فيهم ارتدوا قبعات البايسبول السوداء ووضعوا سماعات أجهزة اللاسلكي في آذانهم وأخفوا، او أظهروا، هذه الأجهزة بحسب ظروف التنظيم. وعناصر انضباطه تولّوا منذ انتصاف النهار فصل النسوة عن الرجال في الشارعين الممتدّين طويلاً بين مستديرة الطيونة وقصقص.
شباب حركة <<أمل>> أتوا من مستديرة شاتيلا الأقرب إلى الشياح. حملوا لافتات موقّعة باسم <<الأحزاب والقوى والاتحادات والهيئات اللبنانية>>. لكن اللافتات خضراء وفي معظمها مقتطفات من أقوال الرئيس نبيه بري. <<الله، سوريا، والضاحية كلها>>. أفلتت هذه الشعارات أحياناً من الشبان لحقها ضرب بالأكف على الرؤوس والصراخ: <<حيدر، حيدر>>. لكن هذا الخروج وجد دائماً من يعيده إلى صوابه الشعاراتي. الشعارات موحدة. والهتافات موحدة.. المسموح هو الهتاف لسوريا ولبنان والمقاومة والدعاء بالموت لأميركا وإسرائيل. أيضاً، فقد أشبع المتظاهرون صور الرئيس الأميركي جورج بوش دوساً بالأقدام، كما كان سفير الولايات المتحدة في لبنان نجماً استقطب لافتات بالإنكليزية تطالبه <<بإغلاق فمه الكبير>> كما أنه شارك مرغماً عنه في مجسّم كبير يمثله وقد وضع على صدره وشاح يحمل نجمة داود. ولم يسلم الرجل المسافر حالياً من الهتافات الساخرة بحقه.
الشعارات موحّدة والهتافات موحدة. القوى الأمنية أدّت دورها في تسهيل كل شيء لخدمة المسيرة الكبيرة. كل شيء منظم وبحسب الأصول. جوانب الطرق خلت من السيارات وعناصر جيش يقفون على أسطح الأبنية ومروحيات الجيش اللبناني تصوّر التظاهرة والصورة تنقل إلى التلفزيونات. تعاون شديد بين أحزاب موالية للدولة والدولة نفسها تجلى في أبهى حلله البارحة. وتفاهم شديد بين الأحزاب نفسها تجلّى في كل هذا التنسيق الذي لم يشب الصورة الموحّدة فيه إلا متفرقات بسيطة مثل راية لأمل هنا أو رباطات صفراء على أكتاف الأحباش هناك. أما المشهد العام لهذه القوى فلم يكن يوماً موحداً كما كان أمس. وقد انفرد الأحباش بشاحنة مفتوحة فيها أكثر من عشرين مكبر صوت تلحق بها شاحنة أخرى على ظهرها مولد كهربائي يمدّ الشاحنة الأولى بالطاقة اللازمة لتشغيل المكبّرات التي تردد نشيداً يمدح الرئيس السوري بشار الأسد.
القوميون الاجتماعيون لفوا سواعدهم ايضاً بأشرطة حمراء وسوداء. أحدهم يقول إن بعض وسائل الإعلام تحاول أن تظهر التظاهرة كتظاهرة مسلمة والدليل أن إحدى الصحافيات فضلت عدم التكلم مع شاب عندما أخبرها أن اسمه <<جان>> وأنها فضلت التحدث مع <<بدوي>>. الشاب القومي يضيف أن قرى ومدن البقاع (يعدد: زحلة، الفرزل، قب إلياس، وجديتا...) زحفت عن بكرة ابيها إلى المكان منذ الصباح الباكر. القوميون رافقهم صوت جوليا طول الوقت.
القوى كلها ممثلة. يطغى على التظاهرة عنصر الشباب. مراهقون وأولاد كيفما التفتّ. طلاب بقمصان المدارس آتون من صيدا وطالبات بكتبهن. الجميع له رأيه الموحد تقريبا في الموضوع. الولد الآتي من بلدة الصويري في البقاع الغربي يسمّي سوريا <<الأخت العزيزة>> وهو بالطبع ضد القرار 1559. يتدخل شاب يريد أن يقول كلمة. يتمهّل فيبدو عليه أنه سيباشر خطاباً: جئنا نؤكد على دور الأمم المتحدة في حفظ ورعاية الأمن والسلام في العالم وليس دورها التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول..>>.. نقاطعه بأن هذا كلام مكرر وعليه أن يقول كلاماً مخالفاً فيقول <<أنا بحكي وأنت سجّل>>. لكن من هو؟ طالب في السنة الثالثة حقوق في الفرع الرابع في البقاع. الشبان الآتون من <<السلطان يعقوب>> على حدود سوريا كانوا ربما قبل الجميع عند الطيونة. <<جئت لأطالب بعدم إنسحاب سوريا من لبنان يقول المراهق إبن الثامنة عشرة. لماذا؟ يحار جواباً فيتدخّل صديقه مشيرا صوب البعيد: <<هناك رئيس البلدية.. احكي معو>>.. لكنه بعيد. ربما في تظاهرة ثانية. رئيس بلدية آخر يلقي خطاباً أمام عدسة مجهولة المؤسسة ويصفق أبناء القرية ل<<الريس>> بعد كل جملتين ينطق بهما. الجميع لديه ما يقوله حول سوريا وأميركا والقرار 1559، ومنها لافتات كتب عليها <<عشائر الشيخ عبد العزيز طراد الملحم تندّد بالقرار..>>.
توجهت أصوات المسيرة نحو الخارج، كي تسمع أميركا. لكن لم يكن هناك بد من إطلاق شعارات تغمز من قناة الآخر. وحده الذي حرّر أرض بلادي يحق له التحدّث في السيادة. لم يعد لدينا لون رمادي. إما أن نصادق أو أن نعادي (ردّدت بالعامية).
وصلت التظاهرة إلى ساحة الشهداء يلحقها سيل طويل من البشر بدا من تلك الساحة من دون نهاية. وامتلأ الشارع الممتد إلى ساحة الشهداء بالناس كما تجمهر الكثير حول المنصة الرئيسية للمهرجان والتي أقيمت في ظهر شهداء ستة ايار ورفعت خلفها لافتة بالإنكليزية طبعاً تقول: <<القرار 1559 تدخّل في الشؤون اللبنانية وضد القانون الدولي>>. وهناك تتالى الخطباء على المنبر وكان خطيب الاحتفال النائب ناصر قنديل الذي تميّز بحماسة لافتة وصوت جهوري وعبارات بليغة ربطت بين تقديم خطيب وآخر.. غير أن الناس إنفضّوا بعد وقت قصير على بداية المهرجان الخطابي ومشت تظاهرة ثانية على خط سير التظاهرة الأولى نفسه لكن في الاتجاه المعاكس. هذه التظاهرة الكبيرة بدورها لم تكن تندّد أو ترفع شعارات، فأسلحة تظاهرة الربع مليون قد لفّت وأدى المتظاهرون قسطهم إلى العلى في اليوم المشهود.. وهم يذهبون الآن إلى باصاتهم المتوقفة بعيدا ليعودوا إلى بيوتهم وإلى يوم جديد عادي.. والكثير منهم ما زال لديه مسافة بعيدة يقطعها قبل أن يصل إلى بيته.
قاسم
وألقى نائب أمين عام <<حزب الله>> الشيخ نعيم قاسم كلمة جاء فيها: تجتمع جماهير لبنان اليوم، لتطلق صرخة الدفاع عن الارض والمقاومة وخيارها في العلاقة مع سوريا في يوم الوفاء للتحرير، في يوم الرفض للتدويل، في يوم الخيار السياسي المستقل عن اي تبعية. اضاف: إن موقف حزب الله من القرار 1559 هو أن القرار تدخل دولي في الشؤون الداخلية اللبنانية، واعتداء على لبنان، واللبنانيون يرفضون ذلك حكومة وشعباً، وهو لم ينطلق من مصلحة لبنان لا بمبرراته ولا بصياغته، ومن يراهن على الاستقواء به لن يكون أكثر من وقود لمصالح صنّاعه من حيث يدري او لا يدري. القرار 1559 كان يستهدف تطويع لبنان ليكون ملحقاً بالمشروع الأميركي الإسرائيلي، وهذا حلم لن ندعهم يأنسون به. وقال إنه <<لن نقسم لبنان بين مؤيدين ومعارضين للقرار 1559 فقد انطوت هذه الحقبة، وتمّت تعرية هذا القرار وكشفت خلفياته، وهو كغيره من فزاعات الدول الكبرى للتهديد والتهويل، ونحن ننصح من موقع الحرص الوطني، اولئك الذين يختبئون وراءه ان يُخرجوا أنفسهم من موضع التهمة بالتبعية والاستقواء بالخارج، فالبلد يتسع للمعارضة والموالاة لكنه لا يتقبّل رهن البلد الاجنبي>>.
أضاف: إن من مصلحة لبنان وسوريا معاً الا يُستخدم لبنان ضد سوريا، ومن مصلحة لبنان ان ندعمه بوجودها لنساهم في حمايته وتقويته كما ساهمت في تحريره ودعم مقاومته. وقال إنه إبان الفتنة اللبنانية اختارت الدولة اللبنانية سوريا وطلبت منها ان تتدخّل عسكرياً، لتدعم جيش لبنان ووحدته، وتوقف الفتنة التي اشتعلت بين اللبنانيين وتساعد في بناء لبنان ما بعد الفتنة، والدولة اللبنانية هي التي تقرّر الشكل والتوقيت والموقف السياسي وحجم الحضور الضروري للجيش السوري بحسب حاجة لبنان للمساعدة وقيامه بواجباته في التصدي لمشروع الاحتلال. كل علاقة بين لبنان وسوريا تدرس بين المسؤولين من الدولتين وكل ملاحظة لأي طرف لتعزيز العلاقة او تعديل بعض خطواتها لها مكانها المناسب والنافع وليس عبر وسائل الإعلام، كل شيء قابل للحوار في مكانه الصحيح.
وفي ما يخصّ <<دور المقاومة فإن لبنان لم يتحرّر بالقرار الدولي 425 وإنما بسواعد المقاومة وشعب لبنان الأبي، ولن نقبل ببقاء شبر واحد تحت الاحتلال وستستمر المقاومة للاحتلال بالمرصاد وبكل مرصاد في المواجهة المفتوحة والمشروعة. لن نتباكى أمام الاحتلال ولن نستجدي مجلس الامن فلم تنفعنا إلا المقاومة وهي حاضرة في الميدان بكل ثقة وثبات واطمئنان، محافظة على أهلها وشعبها بكل حرص ومسؤولية، وعلى تنسيقها مع الدولة اللبنانية والجيش اللبناني. المقاومة ردّ على الاحتلال وعلى التواطؤ الدولي معه، فمن كان حريصاً على السلام والهدوء والامن فعليه توجيه البوصلة لإنهاء الاحتلال وليس بالاعتراض على مقاومته.
الصابونجي
وألقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور طه الصابونجي كلمة وقال <<أيها اللبنانيون، هكذا تتحقق أخوتكم، وتتعمّق وحدتكم، في هذا المشهد التاريخي العظيم، لتعلنوا للعالم أجمع أن لبنان قوي بذاته، وعصي على أعدائه، ولن يكون مقراً للفتن والصراعات، ولا ممرا لأطماع المعتدين، ولا خنجرا لطعن سوريا التي حمته ورعته، وصانت وجوده وكرامته، ودافعت عنه بدماء ابنائها واعادت له وحدته، وحققت له استقراره، وفتحت له آفاق المستقبل العزيز. وأضاف أن <<الذين تمتلكهم مشاعر الكراهية، ويراهنون على القرار 1559 فهم يعملون من حيث يدرون أو لا يدرون لوضع لبنان تحت الهيمنة الاميركية الاحتلالية واستعادة الفتنة التي فجّرت لبنان، وتركته في مهبّ الرياح لولا الموقف السوري الإنقاذي>>.
عريجي باسم الأحزاب
وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي جبران عريجي باسم الأحزاب اللبنانية: <<تلتقي جموعنا اليوم، من كل مناطق لبنان، لا لعرض العضلات، ولا للتحدي ولا للاستفزاز. نلتقي لنعلن بالفم الملآن رفضنا القاطع للتدخل الأجنبي الأميركي الإسرائيلي في شؤوننا الداخلية، وفي العلاقات اللبنانية السورية. وأضاف: نحن هنا، اليوم، لا لنوجه رسائل داخلية لأحد، نحن هنا لنقول لا للفتنة، ولا للذين يعتقدون أن بمقدورهم أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء ويأخذوا لبنان إلى <<بيت الطاعة الأميركي الإسرائيلي>>، وعزل سوريا وإضعافها خدمة للمخططات الأميركية الاسرائيلية>> في فلسطين كما في العراق. ونحن لا نريد ان نصدق ان أحداً في لبنان قد يأخذه الكيد، والغرور والطيش، الى حد التهور بتبنّي القرار 1559 رغم مسحة الدسم فوق برميل السمّ فيه. وتابع: نقول لفرنسا وللأوروبيين الذين يقدّمون أنفسهم على انهم أصدقاء للبنان وللعرب إنهم بتبنّيهم هذا القرار، إنما يتبنّون عودة الحرب الأهلية التي عانى اللبنانيون منها كثيراً ودفعوا فيها اثماناً باهظة، وما زالوا يدفعون. وقال <<إن هذا القرار يستهدف ضرب اللبنانيين ببعضهم وبالفلسطينيين كما يستهدف عزل لبنان عن محوره القومي وإدخاله في المحور الأميركي الإسرائيلي المعادي وهذا ما يحول لبنان الى مساحة مأساوية>>.
أمل
وألقى النائب علي حسن خليل كلمة حركة <<أمل>> وجاء فيها: <<السلام عليكم أيها الأحرار المسيّرون بإرادة انتمائكم الوطني وبأصالتكم وبالتمسك بهويتكم. أيها المقاومون، يا أبناء ومحبي إمام الوطن والمقاومة موسى الصدر. تصرخون معه في الايام الصعبة في وجه التقسيم والتفجير والتدويل والتصفيات الطائفية، ترفعون الصوت للرئيس الخالد حافظ الاسد وتقولون <<أنت الأمل الكبير، مدّ يدك المنقذة إلى لبنان الجريح وأعد له وحدته واحفظ شعبه، كل شعبه>>. يا ابناء واخوة الرئيس نبيه بري، تكتبون معه تاريخ لبنان الحديث وانتم تدافعون عن الوحدة الوطنية والعيش المشترك وترسمون خيوط المقاومة الأولى في وجه الاحتلال الاسرائيلي ومشروع صهينة لبنان، وتنتصرون.
المجلس الشيعي
كما تحدّث ممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الشيخ محمد المقداد، قال: <<اليوم يعلن فيه هذا الشعب اللبناني الحر عن كلمته بالفم الملآن وبالصوت العالي عن وحدته الوطنية، وحدة شعبه بكل طوائفه وملله، وانه المصير الواحد والوطن الواحد، وان مقاومتنا لكل الاحتلال، ان هذه المقاومة التي أكسبت هذا الشعب الإباء والكرامة والعزة، حيث نحن الآن في ساحة الشهداء، في ساحة التحرير، كل لبنان ساحة تحرير وعزة وكرامة. وإن القرار الجائر، القرار الظالم لمجلس الأمن مرفوض من كل هذا الشعب الأبي المخلص>>.
دار الفتوى
وألقى مفتي البقاع الشيخ خليل الميس كلمة دار الفتوى وقال فيها: <<أنتم اليوم جيش الولاء للبنان وجيش الوفاء لسوريا... انتم لستم فئة، انتم كل لبنان بكل طوائفه وتنظيماته، ابعاده في ساحة الشهداء. جئتم لتعلنوا الولاء للوطن والوفاء لسوريا، والرفض للقرار الجائر 1559 باسم مجلس الأمن. انتم الامن، انتم القرار، فإذا كان القرار 1559 رقماً فأنتم المليون، مليون لا للقرار الجائر الذي يريد أن ينال من وحدة الشعبين وتلاحم النظامين>>.