قال النبي صلى الله عليه واله وسلم : ( انا شفيع ثلاث نفرٍ ، من نصر ذريتي ، واحسب واكرم ذريتي ، وقضى حاجة لذريتي ) .
روى الشيخ علي بن الجوزي رحمه الله تعالى قال :
كان رجل من العلويين وله زوجة وثلاث بنات وطفل صغير فتوفى الرجل وكان فقير الحال ، فبقيت الامراة على بناتها من جور الولاة وقلة الناصر ، فخرجت بالاطفال الى سمرقند فاتفق وصولها في شدة البرد ، فطلبت دارا تنزل به فلم تجد من يشفق عليها ولا احد يرحمها فادخلت بناتها مسجدا هناك ومضت تحتال لهم في القوت فرأت الناس وهم مجتمعون عند شيخ عالم وهو يفقههم احكام الشريعة ومعالم الدين ، فسالت عنه .. فقالوا هذا شيخ البلد وعالمها وفقيهها .. فمضت اليه وشرحت حالها عليه .
وقالت : انا امراة علوية من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله فقال لها الشيخ العالم : اقيمي البينة عندي انك علوية من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله ، فسكتت فاعرض عنها ولم يلتفت اليها ، فأيست منه وعادت الى المسجد فرأت في طريقها شيخاً جالساً على دكة وحوله جماعة فسلمت عليهم وقالت لهم : من يكون هذا الجالس على الدكة ؟ فقالوا : هذا رجل ذمّي وهو ضامن البلد والوالي فيه. فقالت العلوية عسىان يكون على يده فرج . فتقدمت اليه وحدثته حديثا بما جرى لها فصاح بخادم له . وقال : هذه حرمة علوية فادخل الدار وقل لزوجتي تلبس ثيابها وتتلحف بازارها وتخرج مع جواريها وتذهب مع هذه العلوية الى المسجد وتحمل بناتها الى الدار وتعمل معها كرامة لجدها محمد المصطفى صلى الله عليه واله .
قال : فمضى الغلام واعلم سيدته فخرجت مع خدمها وسارت مع العلوية وحملت البنات الى الدار ، فدخل صاحب الدار ، وافرد لها بيتها في داره وامر لها ولاولادها ببدلة من القماش ، وامر زوجته ان تأخذ العلوية الى الحمام وتخلع عليها وعلى بناتها واولادها من القماش الغالي ... وباتوا تلك الليلة بارغد عيش واطيب نعمة فلما كان نصف الليل راى ذلك الشيخ العالم في منامه كأن القيامة قد قامت والخلائق قد برزوا للحساب وهم وقوف ، واللواء معقود على رأس النبي (ص) وراى العالم قصرا من الزبرجد فقال : لمن هذا القصر . قالوا هذا القصر لمن يكرم ذرية محمد المصطفى (ص) .. فقال : فتقدم الشيخ الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فاعرض النبي بوجهه عنه فقال الشيخ : لم تعرض عني وانا رجل مسلم ومن محبيك فقال له : اقم عندي البينة انك مسلم ؟ قال : فتحير الشيخ .. فقال النبي (ص) انسيت ماقلت للعلوية ، وهذا القصر ومافيه لضامن البلد الذي هي في داره فانه لما اكرم ذريتنا اكرمناه فانتبه الشيخ وهو يضرب على رأسه ، ويحث التراب على راسه ثم بكى بكاءاً طويلاً وارسل غلمانه يفتشون في البلد وخرج هو بنفسه يسال عن تلك العلوية فاخبروه بانها في دار الذمي فجاء اليه وقال له : اين العلوية وبناتها ؟ قال هي عندي . قال اريد ان انقلها من دارك الى داري . قال له : مالك الى هذا سبيل .
قال هذه الف دينار وسلمها الي ، قال : لا والله ولا بمائة الف دينار ، قال : فلما الح عليه ، وحكى له المنام الذي رايته انت ايضا انا رايته ( ألقصر ظننت انه لك ، فقد خلقه الله لي وكانك تتكبر علي باسلامك والله مانمت البارحة الا وقد اسلمت على يد العلوية واسلم كل من عندي في الدار ، واشتملت ببركتها علينا ورايت رسول الله (ص) في المنام يقول لي : هذا القصر لك ولمن في منزلك لما قد فعلت مع العلوية فعل الجميل وانت كل من في منزلك في الجنة ببركة العلوية قال : فرجع الشيخ وهو يعض انامله على مافاته من بركاتها .
المصدر : كتاب الدرر الفاخرة في اهوال الاخرة للمؤلف ابي حامد الغزالي / الطبعة الاولى ص 257 في باب ذكر فضيلة ذرية محمد صلى الله عليه واله .
تحياتي
روى الشيخ علي بن الجوزي رحمه الله تعالى قال :
كان رجل من العلويين وله زوجة وثلاث بنات وطفل صغير فتوفى الرجل وكان فقير الحال ، فبقيت الامراة على بناتها من جور الولاة وقلة الناصر ، فخرجت بالاطفال الى سمرقند فاتفق وصولها في شدة البرد ، فطلبت دارا تنزل به فلم تجد من يشفق عليها ولا احد يرحمها فادخلت بناتها مسجدا هناك ومضت تحتال لهم في القوت فرأت الناس وهم مجتمعون عند شيخ عالم وهو يفقههم احكام الشريعة ومعالم الدين ، فسالت عنه .. فقالوا هذا شيخ البلد وعالمها وفقيهها .. فمضت اليه وشرحت حالها عليه .
وقالت : انا امراة علوية من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله فقال لها الشيخ العالم : اقيمي البينة عندي انك علوية من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله ، فسكتت فاعرض عنها ولم يلتفت اليها ، فأيست منه وعادت الى المسجد فرأت في طريقها شيخاً جالساً على دكة وحوله جماعة فسلمت عليهم وقالت لهم : من يكون هذا الجالس على الدكة ؟ فقالوا : هذا رجل ذمّي وهو ضامن البلد والوالي فيه. فقالت العلوية عسىان يكون على يده فرج . فتقدمت اليه وحدثته حديثا بما جرى لها فصاح بخادم له . وقال : هذه حرمة علوية فادخل الدار وقل لزوجتي تلبس ثيابها وتتلحف بازارها وتخرج مع جواريها وتذهب مع هذه العلوية الى المسجد وتحمل بناتها الى الدار وتعمل معها كرامة لجدها محمد المصطفى صلى الله عليه واله .
قال : فمضى الغلام واعلم سيدته فخرجت مع خدمها وسارت مع العلوية وحملت البنات الى الدار ، فدخل صاحب الدار ، وافرد لها بيتها في داره وامر لها ولاولادها ببدلة من القماش ، وامر زوجته ان تأخذ العلوية الى الحمام وتخلع عليها وعلى بناتها واولادها من القماش الغالي ... وباتوا تلك الليلة بارغد عيش واطيب نعمة فلما كان نصف الليل راى ذلك الشيخ العالم في منامه كأن القيامة قد قامت والخلائق قد برزوا للحساب وهم وقوف ، واللواء معقود على رأس النبي (ص) وراى العالم قصرا من الزبرجد فقال : لمن هذا القصر . قالوا هذا القصر لمن يكرم ذرية محمد المصطفى (ص) .. فقال : فتقدم الشيخ الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فاعرض النبي بوجهه عنه فقال الشيخ : لم تعرض عني وانا رجل مسلم ومن محبيك فقال له : اقم عندي البينة انك مسلم ؟ قال : فتحير الشيخ .. فقال النبي (ص) انسيت ماقلت للعلوية ، وهذا القصر ومافيه لضامن البلد الذي هي في داره فانه لما اكرم ذريتنا اكرمناه فانتبه الشيخ وهو يضرب على رأسه ، ويحث التراب على راسه ثم بكى بكاءاً طويلاً وارسل غلمانه يفتشون في البلد وخرج هو بنفسه يسال عن تلك العلوية فاخبروه بانها في دار الذمي فجاء اليه وقال له : اين العلوية وبناتها ؟ قال هي عندي . قال اريد ان انقلها من دارك الى داري . قال له : مالك الى هذا سبيل .
قال هذه الف دينار وسلمها الي ، قال : لا والله ولا بمائة الف دينار ، قال : فلما الح عليه ، وحكى له المنام الذي رايته انت ايضا انا رايته ( ألقصر ظننت انه لك ، فقد خلقه الله لي وكانك تتكبر علي باسلامك والله مانمت البارحة الا وقد اسلمت على يد العلوية واسلم كل من عندي في الدار ، واشتملت ببركتها علينا ورايت رسول الله (ص) في المنام يقول لي : هذا القصر لك ولمن في منزلك لما قد فعلت مع العلوية فعل الجميل وانت كل من في منزلك في الجنة ببركة العلوية قال : فرجع الشيخ وهو يعض انامله على مافاته من بركاتها .
المصدر : كتاب الدرر الفاخرة في اهوال الاخرة للمؤلف ابي حامد الغزالي / الطبعة الاولى ص 257 في باب ذكر فضيلة ذرية محمد صلى الله عليه واله .
تحياتي
تعليق