إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حكمة الإمام الجواد في التعامل مع الواقع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكمة الإمام الجواد في التعامل مع الواقع

    حكمة الإمام الجواد في التعامل مع الواقع



    ( الأمين – شوال 1425هجري)


    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله العلي العظيم والسميع العليم ، والصلاة والسلام على محمد المختار وعلى علي الكرار والسلام على الآل الأطهار وعلى أصحاب النبي الأبرار .


    كلمة لابد منها:
    عندما يجول المرء ببصره بين ثنايا الكتب التاريخية يجد نفسه أمام كم لانهاية له من ملايين السطور التي تتحدث عن آلاف الشخصيات والأحداث على مدى قرون الزمن وعمر الدنيا.
    وعندما تضع الشخصيات الدينية غاية لبحثك فإن التاريخ لن يبخل عليك ببيان ما تريده عنهم.
    لكن الباحث عندما يريد أن يدرس ويبحث عما أرخ عن شخصية الإمام الجواد (ع) يجد أن يد التاريخ غير مبسوطة لمده بما يحتاج حولها ، وعندما تبتهج برؤية سطورا مخطوطة حول شخصيته ، تجد أن تلك السطور لا تملأ سوى وريقات قليلة لا تنعش بحثك ولا تثري ثقافتك بما ينبغي حولها .
    ومن هنا حق لنا طرح تساؤلات عن هذا الشح في تأريخ شخصية إمام عظيم من أئمة الشيعة ألاثني عشرية.
    فما هو السبب وراء هذه القلة الملموسة من التاريخ تجاه شخصية وحياة الإمام الجواد (ع) ؟
    هل هو قلة الأحداث التاريخية في زمنه ، أم انحياز المؤرخين عنه إلى غيره ، أم أن السبب في ذلك هو ضعف شخصيته (ع) وكونه شخصا عادياً لاميزة له ؟
    كل هذه التساؤلات سائغة لنا كي نطرحها أمام التاريخ، لنطالبه بعذره عن تقصيره وشح حقائقه حول الإمام الجواد (ع)، إلا أن موضوع بحثنا هنا يقف حائلاً أمام مواصلة التحقيق حول الجواب الصحيح عن تلك الحقيقة المحزنة.
    و السؤال المهم لنا الآن هو ما شأن قلة المصادر التاريخية حول الإمام الجواد (ع) ببحثنا حول حكمته ؟
    والجواب: أن عرض هذه الحقيقة يوضح لنا وبغض الطرف عن أجوبة تلك التساؤلات صعوبة الاستشهاد والاستدلال على حكمته (ع)، وهل تعرف حكمة الرجل إلا من خلال مجريات الأحداث والوقائع التي تواجهه وكيفية تعامله معها ؟
    وعلى أي حال لابد أن لا نجحف التاريخ حقه لنبرر قصور أقلامنا وقزمية فكرنا أمام عظمة تلك الشخصية العملاقة ، ولو لم يكن من جواب ومبرر لما استفسرناه إلا قلة عمره الشريف (ع) حيث أنه الإمام الوحيد الذي قبض عن عمر لا يناهز الخامسة والعشرين عاما ،لكفانا ذلك للإغماض هنا والتجاوز عن اتهام التاريخ بالتقصير في حقه ، ثم أن التاريخ وكتب التدوين والسير ذكرت لنا بعضاً مما جرى عليه (ع) من أحداث دارت رحاها حول إمامته وعلمه و مكاتباته وأقواله ، مما يسمح لنا وبشكل صعب نسبيا أن نتأمل مواقفه ( ع ) فيها لندرس شخصيته ونتأمل حكمته في التعامل مع واقع الأحداث في زمن إمامته .


    بقية الموضوع تتأتي ان شاء الله ، والحمد لله رب العالمين

  • #2
    السلام عليكم.

    ترجمة الإمام محمد الجواد ( ع ) :
    إسمه ونسبه ( ع ) : إسمه الشريف محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) .

    أمُّه ( ع ) :
    امه ام ولد يقال لها سبيكة وسماها الرضا (ع) الخيزران وكانت نوبية من أهل بيت مارية القبطية أم إبراهيم ابن الرسول (ص) وكانت من أفضل نساء زمانها وأشار إليها النبي (ص) بقوله : بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيِّبة.

    كُنيته (ع ) : أبو علي ، أبو جعفر ، ويقال له ( ع ) أيضاً : أبو جعفر الثاني ، تمييزاً له عن الإمام الباقر ( ع ) .
    ألقابه (ع ):الجواد , القانع , المرتضى , النجيب , التقي , المنتجب , المختار , المتوكل , المتفي , الزكي , العالم .

    تاريخ ولادته ( ع ) :
    ذكر ابن عياش ان ولادته (عليه السلام) كانت يوم العاشر من رجب ولكن المشهور بين العلماء والمشائخ انه ولد بالمدينة في 9 من شهر رمضان من سنة 195 خمس وتسعين ومئة(1)، ومحل ولادته (ع) المدينة المنورة .

    زوجاته ( ع ) : 1 - جارية يُقال لها : سُمانة . 2 - أم الفضل بنت المأمون .

    أولاده ( ع ) :
    1 - الإمام الهادي ( ع ) .
    2 – موسى .
    3 – فاطمة .
    4 - أُمامة .

    مُدة عُمره وإمامته (ع ) : عمره ( 25 ) عاماً ، ومُدة إمامته ( ع ) ( 17 ) عاماً .

    حُكَّام عصره ( ع ) : 1 – المأمون . 2 - المعتصم .

    شهادته( ع ) ومكانها وتاريخها وسسبها:

    تاريخ شهادته ( ع ) في آخر ذي القعدة سنة ( 220 هـ ) . وقضى عليه السلام ببغداد ، وقُتل مسموماً فى زمن الخليفة العباسي المعتصم ، وروى ان زوجته أم الفضل سمته.
    وُفن ( ع ) في مقبرة قُريش ، في مدينة الكاظمية المقدسة إلى جوار جده الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .



    البقية تتبع باذن الله...

    والحمد لله رب العالمين .

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تتمة الموضوع :

      حكمة الإمام الجواد عليه السلام :

      قال الطبري في أعلام الورى: انه ( الجواد ) قد بلغ في وقته من الفضل والعلم والحكم والآداب، مع صغر سنه منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوي الأسنان من السادة وغيرهم.
      من خلال دراسة بعض المواقف والوقائع التي عاشها الإمام الجواد (ع) نستطيع أن نستكشف ونفهم مدى حكمته (ع) ، حيث مر الإمام بأحداث لا يخلو أكثرها من صعوبة في التعامل معها وحلها بأفضل الخيارات المتاحة، وسوف نستعرض هنا بعضا من تلك الأحداث مع التعليق والتأمل فيها .

      موقفه من رحيل الإمام الرضا :

      عندما استدعى المأمون الإمام الرضا إلى ( مرو ) اضطر الإمام إلى أن يترك المدينة المنورة إلا أنه قبل أن يتوجه إلى مرو اصطحب ابنه الجواد الذي كان عمره عندها قرابة الأربع سنوات ، يحمله الخادم على كتفه لصغر سنه ، وفي كشف الغمة قال : فلما قضى ( الرضا ) طوافه عدل عنده فصار أبو جعفر ( الجواد ) على عتق موفق يطوف به فصار أبو جعفر إلى الحجر فجلس فيه فأطال فقال له موفق : قم جعلت فداك ، فقال : ( ما أريد أن أبرح من مكاني هذا إلا أن يشاء الله ) واستبان في وجهه الغم .
      فأتى موفق أبا الحسن (ع) فقال له : جعلت فداك قد جلس أبو جعفر في الحَجَر وهو يأبى أن يقوم ، فقام أبو الحسن فأتى أبا جعفر فقال : ( قم يا حبيبي ) فقال : ( ما أريد أن ابرح من مكاني هذا ) فقال : ( بلى يا حبيبي ) ثم قال : ( كيف أقوم وقد ودعت البيت وداعاً لا ترجع إليه ) فقال له : (قم يا حبيبي ، فقام معه ).
      لقد أحس الجواد بعقله الكبير وروحه اليقظة لوعة الفراق ومرارة البعد عن أبيه وأدرك أن لا لقاء بعد اليوم بينهما.
      لقد عبر الجواد (ع) رغم صغر سنه هنا عن تعلقه بأبيه ، بإصراره على البقاء في أحضان الحجر ، وهو يقول لأبيه : ( كيف أقوم وقد ودعت البيت وداعا لا ترجع إليه ) فكوّن موقفاً ختم به لقاءه مع أبيه ، وليشعر الباحث المتأمل أن الجواد (ع) أحس بأمر مريب يكتنف تلك المهمة التي سيسافر الرضا(ع) إليها بأمر من المأمون فأراد الجواد أن يلفت أنظارنا بأن ذلك السفر لم يكن طبيعياً ، وأنه كان مدروساً ومدبراً لتصفيته والتخلص منه ، وذلك عندما رأى الإمام الرضا (ع) كان يودع البيت وداعاً أخيراً وكأنه يعلم بأنه لن يعود بعدها أبداً .

      بقية الموضوع تتبع باذنه تعالى .

      تعليق


      • #4

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        تتميم الموضوع :


        موقف الجواد ممن استنكر إمامته صغيراً :
        عن علي بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر وقد خرج عليّ فأخذت النظر إليه وجعلت أنظر إلى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد فقال يا علي: إن الله احتج في الإمامة بمثل مااحتج به في النبوة فقال ( وآتيناه الحكم صبياً ) قال ، ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ، فقد يجوز أن يؤتى الحكمة صبياً ويجوز أن يعطاها وهو ابن أربعين سنة.



        وروي أن علي بن حسان قال لأبي جعفر (ع) يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك ، فقال: (( وما ينكرون من ذلك؟ فوالله لقد قال الله لنبيه (ص) ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) فوالله ما تبعه إلا علي (ع) وله تسع سنين وأنا ابن تسع سنين )) .
        انظر يا أخي فيما كتبناه لترى شجاعة فكرية وثقة قيادية وفناً حوارياً وعلماً تاريخاً، بلوره الإمام واستعمله بحكمة ودقة سهلة يسيرة سريعة لا تتعب المستمع ليصل إلى دليل شامخ يقطع الريب ويفحم المنكر لحقه عليه السلام.

        موقفه (ع) ممن تجاسر على إمامته :

        عيون المعجزات: لما قبض الرضا ع كان سن أبي جعفر ع نحو سبع سنين فاختلفت الكلمة من الناس ببغداد و في الأمصار و اجتمع الريان بن الصلت و صفوان بن يحيى و محمد بن حكيم و عبد الرحمن بن الحجاج و يونس بن عبد الرحمن و جماعة من وجوه الشيعة و ثقاتهم في دار عبد الرحمن بن الحجاج في بركة زلول يبكون و يتوجعون من المصيبة فقال لهم يونس بن عبد الرحمن دعوا البكاء من لهذا الأمر و إلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا يعني أبا جعفر ع فقام إليه الريان بن الصلت و وضع يده في حلقه و لم يزل يلطمه و يقول له أنت تظهر الإيمان لنا و تبطن الشك و الشرك إن كان أمره من الله جل و علا فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم و فوقه و إن لم يكن من عند الله فلو عمر ألف سنة فهو واحد من الناس هذا مما ينبغي أن يفكر فيه فأقبلت العصابة عليه تعذله و توبخه و كان وقت الموسم فاجتمع من فقهاء بغداد و الأمصار و علمائهم ثمانون رجلا فخرجوا إلى الحج و قصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر ع فلما وافوا أتوا دار جعفر الصادق ع لأنها كانت فارغة و دخلوها و جلسوا على بساط كبير و خرج إليهم عبد الله بن موسى فجلس في صدر المجلس و قام مناد و قال هذا ابن رسول الله فمن أراد السؤال فليسأله فسئل عن أشياء أجاب عنها (عبد الله ) بغير الواجب فورد على الشيعة ما حيرهم و غمهم و اضطربت الفقهاء و قاموا و هموا بالانصراف و قالوا في أنفسهم لو كان أبو جعفر ع يكمل لجواب المسائل لما كان من عبد الله ما كان و من الجواب بغير الواجب ففتح عليهم باب من صدر المجلس و دخل موفق و قال هذا أبو جعفر فقاموا إليه بأجمعهم و استقبلوه و سلموا عليه فدخل صلوات الله عليه و عليه قميصان و عمامة بذؤابتين و في رجليه نعلان و جلس و أمسك الناس كلهم فقام صاحب المسألة فسأله عن مسائله فأجاب عنها بالحق ففرحوا و دعوا له و أثنوا عليه و قالوا له إن عمك عبد الله أفتى بكيت وكيت فقال لا إله إلا الله يا عم إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يديه فيقول لك لم تفتي عبادي بما لم تعلم و في الأمة من هو أعلم منك؟.
        وقد روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري نفس هذا الخبر في مسند فاطمة، لكن باختلاف يسير مع ذكر المسائل التي طرحت على أبي جعفر وجوابه(ع) عنها.


        وعن كتاب الاختصاص عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال لما مات أبو الحسن الرضا (ع) حججنا فدخلنا على أبي جعفر (ع) وقد حضر خلق من الشيعة من كل بلد لينظروا إلى أبي جعفر (ع)، فدخل عمه عبد اللّه بن موسى وكان شيخاً كبيراً نبيلاً عليه ثياب خشنة وبين عينيه سجادة فجلس وخرج أبو جعفر (ع) من الحجرة وعليه قميص قصب ورداء قصب ونعل حذو بيضاء، فقام عبد اللّه واستقبله وقبل بين عينيه وقامت الشيعة،
        وقعد أبو جعفر (ع) على كرسي، ونظر الناس بعضهم إلى بعض تحيراً لصغر سنه فانتدب رجل من القوم فقال لعمه أصلحك اللّه ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟ فقال يقطع يمينه ويضرب الحد، فغضب أبو جعفر (ع) ثم نظر إليه فقال :
        يا عم اتق اللّه، اتق اللّه انه لعظيم ان تقف يوم القيامة بين يدي اللّه عز وجل فيقول لك لِمَ أفتيت الناس بما لا تعلم ؟ فقال عمه يا سيدي أليس قال: هذا أبوك صلوات اللّه عليه، فقال أبو جعفر :
        إنما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة، فنكحها فقال أبي : تقطع يمينه للنبش ويضرب حد الزنا، فان حرمة الميتة كحرمة الحية، فقال صدقت يا سيدي وانا استغفر اللّه، فتعجب الناس، فقالوا يا سيدنا اتأذن لنا ان نسألك ؟ فقال نعم : فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها وله تسع سنين.


        وللموضوع صلة وبقية ، الى حين ذكرى استشهاده عليه السلام.



        والحمد لله رب العالمين.

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X