الإمام الغائب
يعتاد الناس بإنكار ما لا يوافق مشاعرهم ، وإن قام له ألف دليل .
وقد يكون لهم بعض الحق في ذلك .. إن لم يكونوا رأوا كثرة أخطائهم .
أما وهم يرون كل يوم خطأ بل أخطاءً ، فالعذر غير مقبول .
لقد سبق وان تحدث القرآن عن بساط سليمان عليه السلام الذي كان يطير في الهواء { غدوها شهر ورواحها شهر } سورة سبأ :12، فكان الإذعان به نصيب المتدينين ، أما المتنورون !! فهي عندهم خرافة .
حتى شقت الطائرة عباب الهواء ، ودوت أصواتها في الآذان .. فإذا هم حيارى لا يجدون لتكذيبهم جواباً .
وقد سبق أن تحدث القرآن عن بقاء الروح ، فأقام مقلَّدة الغرب الدنيا وأقعدوها على المسلمين وقالوا : { أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً } سورة الفرقان : 5 ، إلى أن وجد علم التحضير طريقة على الأدمغة .. فإذا هم يضعون الأيدي على الأفئدة ، ويخضعون لجلال القرآن وعظمته .
وقد سبق أن تحدث القرآن عن بقاء نوح عليه السلام : { ألف سنة إلا خمسين عاماً } سورة العنكبوت : 14 ، فقال المثقفون : إنه خرق لنظام الطبيعة ، لا يكون أبداً ، حتى وضع علم الطب مفتاح تطويل العمر بيد الإنسان ، أو كاد أن يضع ، فطأطؤوا الهام وأذعنوا بصدق الكلام . وإذا قلت لهم : إن المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) – كما ينبئنا أحاديث النبي والأئمة ( عليهم الصلاة والسلام ) – ولد سنة مائتين ونيف وخمسين من الهجرة ، ويبقى إلى أن يظهره الله تعالى ، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً .
قال مسطول : انه لا يكون .
وقال مأفون : إن هو إلا خرافة ورجعية .
وقال أوسطهم طريقة : هو من مخلَّفات الأمم المظلومة تحثه أفكار المضطهدين ، فهو كالزائدة الدودية في الإنسان .
ولكن الحمد لله رب العالمين الزائدة الدودية – المشبه بها – رفع العلم نقاب أوهام ( داروين ) والمهوَّسين حوله ، بالنسبة إليها فهي ضرورة بشرية خلقها العليم الحكيم ، لا زائدة دودية من مخلفات القرود : الأجداد !! ...
الإمام المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ) حق ، وسيظهر ، ويملأ الدنيا عدلاً ، وإن فنده قوم واستهزأ به أقوام .
إنها عادة بشرية :
كلما ضاق أفق فكره ، قلَّت معلوماته وكثرت هوساته .
سئل سقراط – وهو على فراش الموت :- ما علمت في دهرك الطويل ، وتجاربك الغزيرة ؟
قال : علمت أني لم أعلم شيئاً !
ويأتي فتى قرن العشرين ، وكأنه يعلم كل شيء عن : الأرض والسماء ، والماء والهواء ، ومفاليق الكون ، ومقادير الأشياء ، والجسد والروح ، والصلاح والفساد ، ومفاتيح الغيب .. !!!
وظهور الإمام المهدي صاحب الزمان ( عجل الله فرجه الشريف ) مما نقلته السنة في روايات كثيرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكذلك الشيعة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعن الأئمة في أحاديث يشكل إحصاؤها .
المصدر : العقائد الإسلامية للإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي ( أعلى الله درجاته )
تعليق