إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف نعيد الأمل فى الحياة من جديد ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نعيد الأمل فى الحياة من جديد ؟

    إن من أهم أمراض العصر : ( الاكتئاب المرحلي ، والمزمن ) نتيجة لليأس المتكرر في تحقيق الأهداف في الحياة .. إذ من المعلوم أن الإنسان لا يصل إلا إلى جزء يسير من طموحاته .. وعليه ، ففي كل خيبة أمل يصاب بنكسة قهرية ، وما يصاحبها من الأمراض النفسية والبدنية، نتيجة لذلك ..

    إن الحل لا يكمن في أن نحقق كل طموحاتنا في الحياة ، فإن هذا لم يتسنى لأحد من الخلق - اذ حتى الانبياء لم يحققوا طموحاتهم فى الدعوة - بل الحل أن نتعلم كيف نتجاوز مشكلة الإخفاق والفشل في الحياة ، بأقل خسائر ممكنة.. وهذا يحتاج الى ثقافة خاصة في هذا المجال .

    إن اليأس يكون تارة بالنسبة إلى : ( عناصر الحياة ) ، وتارة يكون بالنسبة إلى ( رحمة الله تعالى ) .. والأول يفقد الإنسان سعادته الفانية ، والآخر يفقد الإنسان سعادته الدائمة .. وقد عدّ علماؤنا اليأس من رحمة الله بأنه من الكبائر الموبقة .. وعليه ، فلا بد من التخلص من هذه المشكلة بشقيها ، لأن الإنسان يحتاج إلى الراحة في الدارين .

    من موجبات اليأس الدنيوي : الاصطدام بأولى عقبة في الحياة .. فالذي لا يتمتع بصدر رحب لمواجهة المشاكل ، وقدرة على استيعاب الأزمات ، ينسحب إلى الوراء في أول أزمة .. ولا يحاول اقتحام ساحة الحياة في جولة ثانية ، وهذه من إفرازات البيئة المترفة التي تُـعوّد الإنسان على الإتكالية ، وتلبية ما يريد .

    من موجبات اليأس أيضا : مواجهة الأشخاص الذين يسببون حالة من الإرباك ، ولو كان الطرف المقابل بريئا لا يستحق ذلك.. فإن الإنسان لا ينبغي أن يكون مثاليا وخياليا في نظرته للوجود ، والإفراد .. فقد قال رسول الله (ص) : ( مازلت أنا ومن كان قبلي من النبيين والمؤمنين مبتلين بمن يؤذينا ، ولو كان المؤمن على رأس جبل لقيض الله عز وجل له من يؤذيه، ليؤجره على ذلك ).. وها هم الأنبياء - وهم قمة الخلق - لم يسلموا من كلام المخلوقين ، وتهمهم الباطلة.. وعليه ، فليس الحل هو الفرار من الخلق ، وإنما الثبات أمامهم .. فإن الذي ينفع هو الذي يمكث في الأرض.

    من موجبات اليأس أيضا : الاصرار على اسلوب ومنهج واحدٍ في الحياة .. فالمطلوب من العاقل ، أن يغير أساليبه الحياتية وفقا للمتغيرات .. فليس اسلوب الشدة أو اللين ناجحين دائما ، بل لا بد من استعمال كل اسلوب في موضعه..وعليه ، فإذا أخطأ الانسان في ذلك ، فإنه سيواجه نقمة الاخرين ، وعدم تجاوبهم ، وهذا بدوره يستلزم اليأس من التأثير على الغير، بل التفاهم معهم.

    من موجبات اليأس هو الاعتماد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة ، والاهتمام برضاهم ، ولو على أساس باطل .. فالذي يهتم برضا الآخرين ، وحب قلوب الخلق ، فإنه سيصطدم بحقيقة عدم وفاء الخلق له !.. فتراه يأتيه الضرر ممن كان يركن إليه ، وفي ذلك درس عملي من رب العالمين ، بعدم الركون إلى أحد سواه تعالى .

    وأما اليأس من رحمة الله تعالى - وهو الشق المهم من حديثنا هنا - فنقول فيه : إن العبد إذا وصل إلى هذه المرحلة الخطيرة ، فإنه سيفقد القدرة على تغيير أي شيء في حياته ، وهو ما يتمناه إبليس الذي يريد أن يبقى العبد في دائرة المعاصي إلى آخر عمره.. ومن هنا قال القرآن الكريم : { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } .

    لا ينبغي أن ننكر حقيقة أن هنالك ظروف يمر بها الانسان بشكل ضاغط ، ينجرف فيها نحو المعصية مثل : مرحلة المراهقة ، وإستيلاء ساعة الشهوة والغضب ، والعيش في بلاد الكفر والفساد ، والإحاطة الاجبارية برفاق السوء .. ومن المعلوم أن هذه الأمور مما توجب سرعة الاستجابة الإلهية عند طلب التوبة ، إذ للعبد عذره .. ولكن بشرط عدم التمادي في المنكر على أمل التوبة اللاحقة .

    من المعروف أن التائب الحقيقي عندما يعود الى الله تعالى ، يكون سريعا في الحركة إليه ، إذ إحساسه بالماضي المظلم ، دافع له لتسجيل مستقبل مشرق ، للتعويض عما فاته في أيام جاهليته .. ومن المعروف أن تجاوز المعصية في مرحلة من المراحل ، يعطي صاحبها القوة لتجاوز المعاصي في المراحل التالية ، لانه نجح في مخالفة دواعي الغريزة والهوى .. وهذا هو الحل الجامع عند الميل إلى كل معصية.

    إن مراجعة سريعة لروايات التوبة ، تجعل الانسان يذهل عندما يرى شوق رب العالمين إلى توبة العصاة من خلقه !.. وهو الذي لا تنفعه طاعة من أطاعه ، ولا معصية من خالفه.. وإليك نموذجا من تلك الاحاديث : ( يا داود !.. لو يعلم المدبرون عني ، كيف انتظاري لهم ، ورفقي بهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم ، لماتوا شوقا إلي ، وتقطعت اوصالهم من محبتي !).

    إن من الخطأ معاملة أهل المعاصي الذين تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحة ، معاملة فيها شيء من الازدراء والتنقيص باعتبار الماضي .. إذ من المعلوم ان الاسلام يجُـبّ ( يمحو ) ما قبله ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وأنه لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الاصرار ..


    إن الذي يعود الى المعصية بعد كل وجبة من التوبة ، يُـعـدّ مستهزأ بنفسه ، وبربه .. ولا يوفق للتوبة بعدها أبدا ، لأنه يصل الى مرحلة ( الختم على القلب ).. فيصبح مَـثـَـله كمثل انسان ، تورط في المستنقع الذي لا يمكنه الخروج منه .. ومع ذلك علينا أن لا نعـقــّـد التوبة على العاصين .. إذ تكفي الندامة الفعلية ، والعزم على عدم العود ، وإرجاع حقوق العباد.

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    الله يعطيك العافية

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    10 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X