بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد(ص) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الإنس والجن والجن اجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمهيد
إن حديث الثقلين من أصحّ الأحاديث سنداً ودلالة ومحتوى، وهو حديث جامع وشامل لمقامات القرآن والعترة الطاهرة، فلو لم يحدثنا النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ به لكفى، لـما يحتويه من معارف وأدلة قطعية في فضل أهل البيت و وجوب الإقتداء بـهم والتمسك بعروتهم.
أما معنى ألفاض الخبر فهو واضح لمن كانت له أدنى معرفة باللغة العربية. فقد بيّن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فضل أهل بيته(ع) على نحو الإيجاز والإعجاز بأفصح لسان وأروع بيان، لا يدع مجالاً لإنكار منزلتهم الرفيعة عند الله جلّت قدرته. ولذلك فإنه ينبغي لهذه الكلمات أن تكتب بدواة من ماء الذهب على صحيفة من فظة مرصّعة بالماس والمجوهرات لعلوّ شأن صاحبـها وسموّ مقام مدلولها و ستبقى مع ذلك مجهولة الشأن و القدر.
ويجب التذكير بهذا لكي لا نمر عليها مرور الجهلة دون توجه وتدبر غافلين الكنز الذي خبّئ تحت أحرفه، بل ينبغي لنا أن نتأمل كلماته الاّمعة واحدة فواحدة، وأن نمعن النظر في كلّ منها لأنّ فيها لعلماً جمّاً لو وُجد له حملة.
وإليكم فيما يلي بيان وشرح مختصر لبعض ما ورد في هذا الحديث من خصوصيات لأهل البيت عليهم السلام لا يتقدمهم فيها أحد، وفضائل لا يلحقهم فيها بشر، وشرف لا يسبقهم إليه خلق أبدا..
أما القرآن فهو بصريح بيانه نور وحكمة وموعظةوشفاء ورحمة وذكر وهدى وبرهان وتذكرة وميزان وفرقان وبيان
وقد روي في فضله عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أيها الناس، إنكم في زمان هدنة، وأنتم على ظهر السفر والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقرّبان كل بعيد ويأتيان بكل موعود، فأعدّوا الجهاز لبعد المفاز). فقام المقداد فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما دار الهدنة؟ قال : (دار بلاء وانقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفّع وماحل مصدّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكمة وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل المعروف لمن عرفه)
فهذا هو مقام القرآن.. فلنلق نظرة على منزلة قرنائه.. وقبل ذلك لنلقي تظرة على إسناد حديث الثقلين وطرقه وبعض من تلك النصوص والأحاديث الدالة على التمسك بالقرآن والعترة الطاهرة عليهم السلام:
أولاً:إسناد حديث الثقلين وطرقه:
إنّ سند حديث الثقلين أصحّ وأوضح من أن يناقش، ولذا فقد ارتكزت أبحاث الكتاب في محتوى الحديث ودلالاته، لا في سنده و رجاله. لكنني أوردت هذا الفصل لمن يريد التتبع في سند الحديث بشكل موجز وعبر المصادر الأولية لدى السنّة. أما في المصادر الشيعية، فقد ورد الحديث بشكل مكثف وواسع و هو من المسلمات التي لا يشك أحد فيها. ولقد تواتر بل فاق حدّ التواتر لدى الفريقين، وهو مروي عن عدد كبير من الصحابة والتابعين، وذلك لأن النبي محمد(ص) ذكره مرارا وتكرارا، وقد أورده أرباب الرواية في صحاحهم وفي الكثير من الكتب المعتبرة عند الشيعة والسنة على حد سواء.
ولا يمكن مقارنة سند هذا الحديث ومعانيه، وما يؤيده من أدلة وبراهين من الكتاب والسنّة والعقل، مع حديث "كتاب الله وسنّتي" الذي لا سند له يمكن الاعتماد عليه رغم شيوعه بين العوام من الناس، بيد أنه لم يذكر في صحيح البخاري ولا في صحيح مسلم ولا أي واحد من الصحاح الستة! فرب مشهور لا أصل له!. فلم يُروَ الحديث هذا عن أعلام السنة، سوى القليل كابن حجر في الصواعق، وهو خبر مرسل دون سند، ومالك بن أنس حيث نقله في الموطأ، وهو خبر مرفوع لا سند له.. فقد قال راوي الموطأ: (حدثني عن مالك أنه بلغه أن رسول الله(ص) قال: ... الحديث)
موطأ مالك: ج2 ص46
فقد رفعه من دون ذكر سند.. ولسنا في صدد البحث في هذا الحديث، ففي حديث الثقلين؛ (كتاب الله وعترتي) ما يغنينا عن الغور في ما سواه.
وواضح أن السبب في تأليف هذا الحديث هو تعرض حديث الثقلين لما تعرضت له باقي الأحاديث المروية في فضائل أهل البيت(ع) من تحريف و تزوير من قِبل من باع آخرته بدنيا غيره من الرواة و المحدّثين، الذين عمدوا إلى أحاديث رسول الله(ص) فأرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم و لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون..
ولا إشكال في اختلاف ألفاظ حديث الثقلين لأن ذلك عائد إلى تكرار ذكر الحديث من قبل النبي محمد(ص) في عدة أماكن ومواقف وكذلك وسعة دائرة الرواة، ولا يوجد أي تعارض بين مفاد هذه الأحاديث مطلقا.
قال سماحة العلامة السيد شرف الدين في كتاب المراجعات ص51 في المراجعة رقم 8.
بعد الاستشهاد بحديث الثقلين: (والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة، وقد صدع بـها رسول الله(ص) في مواقف له شتى: تارة يوم غدير خم كما سمعت، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع، وتارة بعد انصرافه من الطائف، ومرة على منبره في المدينة، وأخرى في حجرته المباركة في مرضه، والحجرة غاصة بأصحابه إذ قال: (أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله عز و جل، وعترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض) الحديث. وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور، حتى قال ابن حجر: (ثم اعلم إن لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا..) وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفى أخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفى أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر ولا تنافى، إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة..)
انتهى ما أردنا نقله من كتاب المراجعات. و تجد ما نقله السيد من كلام ابن حجر في ص 75 و ص89 من صواعقه
أمّا عدد رواة الحديث من الصحابة فهو 38 صحابي منهم:
(1)الإمام علي بن أبي طالب(ع).
(2)الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(ع).
(3)الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(ع).
(4) جابر بن عبد الله
(5) خزيمة بن ثابت
(6) زيد بن ثابت
(7) سهيل بن سعد
(8) ضميرة الأسدي
(9) عامر بن أبي ليلى الغفاري
(10) عبد الرحمن بن عوف
(11) عبد الله بن عباس
(12) عبد الله بن عمر
(13) عدي بن حاتم
(14) عقبة بن عامر
(15) زيد بن أرقم
(16) أبو ذر الغفاري
(17) أبو رافع
(18) أبو ضريح الخزاعي
(19) أبو قدامة الأنصاري
(20) أبو هريرة
(21) أبو الهيثم بن التيهان
(22) أم سلمة
(23) أم هاني بنت أبي طالب
(24) أبو سعيد الخدري
(25) حذيفة بن أسيد وغيرهم
وقد تواتر هذا النقل أيضاً في عهد التابعين، وإليكم بعض من نقل منهم حديث (كتاب الله وعترتي):
(1) الإمام زين العابدين علي بن الحسين(ع)
(2) عطية بن سعيد العوفي
(3) حنش بن المعتمر بن الإمام علي بن أبي طالب(ع)
(4) الحارث الهمداني
(5) حبي بن أبي ثابت
(6) علي بن ربيعة
(7) القاسم بن حسان
(8) حصين بن سيرة
(9) عمرو بن مسلم
(10) أبو الضحى مسلم بن صبيح
(11) يحيى بن جعدة
(12) الأصبغ بن نباته
(13) عبد الله بن أبي رافع
(14) المطلب بن عبد الله بن حنطب
(15) عبد الرحمن بن أبي سعيد
(16) عمر بن الإمام علي بن أبي طالب(ع)
(17) فاطمة بنت الإمام علي بن أبي طالب(ع)
(18) الحسن بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(ع9
(19) أبو الطفيل عامر بن واثلة وغيرهم.
وقد نقل الحديث أكثر من 323 شخصا من أعلام الأمة وحفّاظ الحديث ومشاهير الطائفة بعد الصحابة والتابعين، وقد ذكرهم بالتفصيل العلاّمة المحدِّث الخبير الشيخ مير حامد حسين الهندي في كتابه "عبقات الأنوار" الذي يقع في عشرات المجلدات، وهو بحق سفر عظيم لم ير مثله، وقد جمع المؤلف مئات المصادر التي تناقلت وروت حديث الثقلين من كتب أهل السنة، وقد تم حتى الآن تلخيص بعض مجلداته الضخمة، كما يقع ملخص كتاب أسناد حديث الثقلين عند السنّة في أكثر من ألف صفحة!
1ـ وقد ورد الخبر في كتب الحديث المعتبرة عند أهل السنة منها صحيح مسلم ـ ج4 ص123 دار المعارف ـ بيروت لبنان، (الحديث رقم 4425 ـ موسوعة الحديث الشريف ـ الإصدار الثاني). وذلك بثلاث طرق ترجع إلى حيّان بن سعيد التميمي الذي وثقه الذهبي في تـهذيبه وكذلك اليافعي في مرآة الجنات ج1 ص301، نقلاً عن كتاب "الحقيقة الضائعةوالعسقلاني في تقريب التهذيب ج2 ص348.
كما لا يخفى أن كون الحديث مرويا في صحيح مسلم حاكم على صحته عند أهل السنة، لإجماعهم على تصحيح كلّ رواياته، كما صرح بذلك مسلم نفسه والنووي وغيره ممن لا يسع المقام لإيرادهم ولبداهة المدّعى.
2ـ رواية الحديث عند الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري في مستدركه على البخاري، ومسلم: ج3 ص27 باب معرفة الصحابة، دار المعرفة، بيروت ـ لبنان. وذلك بأربعة طرق وممّا يدلّ على صحة الحديث وتواتره أن الحاكم أخرجه وحكم بصحته على شرط البخاري ومسلم.
3ـ مسند أحمد بن حنبل وذلك بتسعة طرق مختلفة في ج3 ص17 وص26 وص14 وغير ذلك (كما سيأتي في باب نصوص الأحاديث).
4ـ سنن الترمذي ج5 ص663ـ662 دار إحياء التراث العربي بيروت ـ لبنان. وقد أورد الحديث بطريقين مختلفين، أحدهما عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري والآخر عن زيد بن أرقم.
5ـ كما أورد هذا الحديث الشيخ علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي المتوفى سنة 975ه في كتابه "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" وذلك في ج1 ب2، باب الاعتصام بالكتاب والسنة ص172 طبعة مؤسّسة الرسالة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الخامسة، سنة 1985م وهو الحديث رقم810 و871 و872 و873.
ولو استرسلنا في هذا الباب لإيراد الكتب التي روته وتوثيق رواته لطال بنا المقام ولاحتاج موسوعة لوحدها. وللتفصيل راجعوا كتاب إحقاق الحق للشيخ أسد الله التستري ج9 ص311، وكذلك موسوعة عبقات الأنوار ـ كتاب حديث الثقلين ـ.
وسوف نذكر هنا مجموعة من الحفاظ والعلماء الذين رووا الحديث كنموذج لا للحصر.
(1) الحافظ الطبراني المتوفى سنة 340 في (المعجم الصغير).
(2) الشيخ محبّ الدين الطبري (في ذخائر العقبى).
(3) الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الحمويني في (فرائد السمطين).
(4) ابن سعد في طبقاته الكبرى.
(5) الحافظ نور الدين الهيثمي في (مجمع الزوائد).
(6) الحافظ السيوطي في (إحياء الميت).
(7) الحافظ العسقلاني في (المواهب اللدنية).
(8) الشيخ النبـهاني في (الأنوار المحمّدية).
(9) الشيخ الدارمي في سننه.
(10) الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي في (السنن الكبرى).
(11) الشيخ البغوي في (مصابيح السنة).
(12) الحافظ أبو الفداء بن كثير الدمشقي في (تفسير القرآن).
(13) وفي (جامع الأصول) لابن الأثير.
(14) أحمد بن حجر الهيثمي المكّي في كتابه (الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة) الطبعة الثانية سنة 1954م مكتبة القاهرة ـ شركة الطباعة الفنية المتحدة ـ.
وفي رواية عن الطبراني عن ابن عمر: آخر ما تكلم به النبي محمد(ص) : (اخلفوني في أهل بيتي). وفي أخرى عند الطبراني وأبي الشيخ: (أن لله ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته. قلت ما هن؟ قال حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي).
وفي رواية للبخاري عن أبي بكر من قوله (يا أيها الناس أرغب محمد(ص) في أهل بيته(ع)؟!) أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم.
وأخرج ابن سعد الملاّ في سيرته: أنّه قال: (أستوصي بأهل بيتي(ع) خيرا فإنّي أخاصمكم عنهم غدا ومن أكنَّ خصمه ومن أخصمه دخل النار)، وأنّه قال: (من حفظني في أهل بيتي(ع) فقد اتخذ عند الله عهدا).
وروي أيضا (أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا)( لعله يكون إشارة إلى قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودة في القربى) وقوله تعالى: (لا أسألكم عليه أجرا إلاّ من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) والجمع بينهما، والثاني حديث: (في كلّ خلف في أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ألا إن أئمتكم وفدكم إلى الله عز و جل فانظروا من توفدون..) ثمّ قال: سمى رسول الله القرآن وعترته ـ وهي بالمثناة الفوقية، الأهل والنسل ورهط الأدنون ـ ثقلين، لأنّ الثقل كلّ نفيس خطير مصون وهذان كذلك، إذ كلّ منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار والحكم العليا والأحكام الشرعية، ولذا حثّ رسول الله(ص) على الاقتداء والتمسك بـهم والتعلم منهم وقال: (الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت).
وقيل: سمّيا ثقلين لوجوب رعاية حقوقهما، ثمّ الذين وقع الحث عليهم منهم إنّما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله(ص) إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض. ويؤيدهم الخبر السابق (ولا تعلّموهم فانهم أعلم منكم)، فتميزوا بذلك عن بقية العلماء، لأنّ الله أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا. الصواعق المحرقة لابن حجر
فيا عجبا من قوله هذا وهو من ألدّ الخصام لأتباع أهل البيت(ع) وهو الذي يصنفهم من الفرق الضالّة الكافرة ويعتبرهم من الزنادقة! هذا وهو يدّعي حبّ أهل البيت)(ع) ووجوب الانقطاع في أخذ الدين عنهم ويعترف بلزوم التمسّك بـهم وهو الذي يعقَّهم بالأخذ من أعدائهم وسبّ شيعتهم ومحبيهم الموالين لهم.
أفلا ينبغي لمن علم بعلو مقام أهل البيت(ع) ورفعة منزلتهم لدى الله عز و جل أن يتّخذ منهم قدوة وأسوة ونبراساً ينير به الطريق؟!
ثانياً:نصوص الحديث في الصحاح والمسانيد:
أمّا نصوص الحديث في الصحاح الستة فنوردها فيما يلي مع ذكر السند ورقم الحديث
1-حدّثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلّد جميعا عن ابن جليه قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أيوحيان حدّثني زيد بن حيّان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلمّا جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال: يا بن أخي، والله لقد كبر سنّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما حدّثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه، ثمّ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكّة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعّظ وذكّر، ثمّ قال: أمّا بعد ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب وأنا تاركٌ فيكم الثقلين، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثمّ قال: وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي(ع) وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كلّ هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
وحدّثنا محمّد بن بكار بن الريّان حدّثنا حسّان يعني ابن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيّان عن زيد بن أرقم عن النبي . وساق الحديث بنحوه بمعنى حديث زهير حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا اسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير كلاهما عن أبي حيّان بهذا الاستناد نحو حديث إسماعيل، وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلّ.
حدّثنا محمد بن بكار بن الريّان حدّثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن سعيد وهو ابن مسروق عن يزيد بن حيّان عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيرا صاحبت رسول الله وصليت خلفه.. وساق الحديث بنحو حديث أبي حيّان، غير أنّه قال: ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما كتاب الله عز و جل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة. (وفيه) فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا وأيم الله إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثمّ يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله الذي حرموا الصدقة وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده
صحيح مسلم (كتاب فضائل الصحابة) باب فضائل الإمام علي: ج7 ص123 ط دار المعرفة بيروت، رقم 4425/ مسند أحمد كتاب أول مسند الكوفيين، باب حديث زيد بن أرقم ص367 ط دار صادر بيروت رقم 18464.
2-حدّثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو إسرائيل يعني إسماعيل الملائي عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله(ص) : إنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض
مسند أحمد: رقم 106811.
3-حدّثنا أبو النضر حدثنا محمد يعني ابن طلحة عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي محمد(ص) قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله عز و جل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروني فيم تخلفوني فيهما
مسند أحمد كتاب باقي مسند المكثرين، باب الخدري ج3 ص17 ط دار صادر بيروت رقم 10707.
4-حدثنا ابن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز و جل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي إلاّ إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض
مسند أحمد كتاب باقي مسند المكثرين، باب الخدري ج3 ص26 ط دار صادر بيروت رقم 10779.
5-حدثنا ابن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص) : إني قد تركت فيكم ما به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز و جل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي إلاّ إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
مسند أحمد كتاب باقي مسند المكثرين، باب الخدري ج3 ص597 ط دار صادر بيروت رقم 11135.
6-حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل بن عثمان بن المغيرة عن عبي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده، فقلت له: أسمعت رسول الله(ص) : يقول: إني تارك فيكم الثقلين. قال: نعم
مسند أحمد كتاب أول مسند الكوفيين، باب حديث زيد بن أرقم ص371 ط دار صادر بيروت رقم 18508.
7-حدثنا الأسود بن عامر حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسّان عن زيد بن ثابت قال: رسول الله(ص) : إنّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض(ولكن كيف يقول الرسول(ص) ان القرآن وأهل البيت(ع) هم الخليفتين على المسلمين ويكون ابوبكروعمر وغيرهم الخلفاء دون أهل البيت(ع))؟!.
مسند أحمد كتاب مسند الأنصار، باب حديث زيد بن ثابت ص182 ط دار صادر بيروت رقم 20596..مجمع الزوائدج9ص137 وقال رواه احمد وإسناده جيد
8-حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسّان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله : إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله وأهل بيتي وإنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض جميعا
مسند أحمد كتاب مسند الأنصار، باب حديث زيد بن ثابت ص189 ط دار صادر بيروت رقم 20667.
9-حدثنا جعفر بن عون حدثنا أبو حيان عن زيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله يوما خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال يا أيّها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيبه وإنّي تارك فيكم الثقلين أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسّكوا بكتاب الله خذوا به، فحثّ عليه ورغب فيه. ثمّ قال: (وأهل بيتي, أذكركم في أهل بيتي) ثلاث مرّات
مسند أحمد: رقم 3182.
10-حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله حجته يوم عرفة وهو على ناقة الصقواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
قال: وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد، قال: وزيد بن الحسن قد روي عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم
سنن الترمذي (كتاب المناقب عن الرسول، باب مناقب أهل بيت النبي محمد(ص)) ص262 رقم 3718 ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
11-حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
قال هذا حديث حسن
سنن الترمذي (كتاب المناقب عن الرسول، باب مناقب أهل بيت النبي محمد(ص)) ص263 رقم 3720 ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت
12-عن عيسى بن عبد الله بن مالك عن عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله يقول: أيها الناس إنّي فرط لكم وإنّكم واردون عليّ الحوض، حوضا عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى فيه قدحان عدد النجوم من فضّة وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، السبب الأكبر كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. فقلت: يا رسول الله من عترتك؟ قال: أهل بيتي من ولد علي وفاطمة وتسعة من صلب الحسين، أئمّة أبرار، هم عترتي من لحمي ودمي.
كفاية الأثر: ص91
13-بالاسناد الصحيح الى زيد بن ارقم قال : خطب رسول اللّه (ص ) بغدير خـم تحت شجرات , فقال : [ايها الناس , يوشك ان ادعى فاجيب , واني مسؤول وانكم مسؤولون , فماذا انتم قائلون ؟].
قـالوا: نشهد انك قد بلغت وجاهدت ونصحت , فجزاك اللّه خيرا, فقال : [اليس تشهدون ان لا اله الا اللّه . وان مـحمدا عبده ورسوله , وان الجنة حق . وان ناره حق , وان الموت حق ,وان البعث حق بعد الـمـوت , وان الـسـاعـة آتـيـة لاريب فيها, وان اللّه يبعث من في القبور]؟قالوا: بلى نشهد بذلك .
قـال (ص ): [اللهم اشهد], ثم قال : [يا ايها الناس ان اللّه مولاي , وانامولى المؤمنين , وانا اولى بهم من انفسهم , فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا- اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه ].
ثـم قال : [يا ايها الناس اني فرطكم , وانكم واردون علي الحوض , حوض اعرض مما بين بصرى الى صـنـعاء, فيه عدد النجوم قدحان من فضة . واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين , كيف تخلفوني فيهما, الثقل الاكبر كتاب اللّه عزوجل , سبب طرفه بيداللّه تعالى ,وطرفه بايديكم , فاستمسكوا به ولا تـضـلوا ولاتبدلوا, وعترتي اهل بيتي , فانه قد نباني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض ].
الطبراني في معجمة [ج5: 167]/المستدرك ج3ص109
ولا بأس بذكر هذا الحديث
قال رسول الله(ص):
النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب إختلفوا فصارو حزب إبليس
المستدرك ج3ص149 وصححة الصواعق المحرقةص140 وصححة
يتبع بإذن الله...
تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد(ص) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الإنس والجن والجن اجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمهيد
إن حديث الثقلين من أصحّ الأحاديث سنداً ودلالة ومحتوى، وهو حديث جامع وشامل لمقامات القرآن والعترة الطاهرة، فلو لم يحدثنا النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ به لكفى، لـما يحتويه من معارف وأدلة قطعية في فضل أهل البيت و وجوب الإقتداء بـهم والتمسك بعروتهم.
أما معنى ألفاض الخبر فهو واضح لمن كانت له أدنى معرفة باللغة العربية. فقد بيّن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فضل أهل بيته(ع) على نحو الإيجاز والإعجاز بأفصح لسان وأروع بيان، لا يدع مجالاً لإنكار منزلتهم الرفيعة عند الله جلّت قدرته. ولذلك فإنه ينبغي لهذه الكلمات أن تكتب بدواة من ماء الذهب على صحيفة من فظة مرصّعة بالماس والمجوهرات لعلوّ شأن صاحبـها وسموّ مقام مدلولها و ستبقى مع ذلك مجهولة الشأن و القدر.
ويجب التذكير بهذا لكي لا نمر عليها مرور الجهلة دون توجه وتدبر غافلين الكنز الذي خبّئ تحت أحرفه، بل ينبغي لنا أن نتأمل كلماته الاّمعة واحدة فواحدة، وأن نمعن النظر في كلّ منها لأنّ فيها لعلماً جمّاً لو وُجد له حملة.
وإليكم فيما يلي بيان وشرح مختصر لبعض ما ورد في هذا الحديث من خصوصيات لأهل البيت عليهم السلام لا يتقدمهم فيها أحد، وفضائل لا يلحقهم فيها بشر، وشرف لا يسبقهم إليه خلق أبدا..
أما القرآن فهو بصريح بيانه نور وحكمة وموعظةوشفاء ورحمة وذكر وهدى وبرهان وتذكرة وميزان وفرقان وبيان
وقد روي في فضله عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أيها الناس، إنكم في زمان هدنة، وأنتم على ظهر السفر والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقرّبان كل بعيد ويأتيان بكل موعود، فأعدّوا الجهاز لبعد المفاز). فقام المقداد فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما دار الهدنة؟ قال : (دار بلاء وانقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفّع وماحل مصدّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكمة وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل المعروف لمن عرفه)
فهذا هو مقام القرآن.. فلنلق نظرة على منزلة قرنائه.. وقبل ذلك لنلقي تظرة على إسناد حديث الثقلين وطرقه وبعض من تلك النصوص والأحاديث الدالة على التمسك بالقرآن والعترة الطاهرة عليهم السلام:
أولاً:إسناد حديث الثقلين وطرقه:
إنّ سند حديث الثقلين أصحّ وأوضح من أن يناقش، ولذا فقد ارتكزت أبحاث الكتاب في محتوى الحديث ودلالاته، لا في سنده و رجاله. لكنني أوردت هذا الفصل لمن يريد التتبع في سند الحديث بشكل موجز وعبر المصادر الأولية لدى السنّة. أما في المصادر الشيعية، فقد ورد الحديث بشكل مكثف وواسع و هو من المسلمات التي لا يشك أحد فيها. ولقد تواتر بل فاق حدّ التواتر لدى الفريقين، وهو مروي عن عدد كبير من الصحابة والتابعين، وذلك لأن النبي محمد(ص) ذكره مرارا وتكرارا، وقد أورده أرباب الرواية في صحاحهم وفي الكثير من الكتب المعتبرة عند الشيعة والسنة على حد سواء.
ولا يمكن مقارنة سند هذا الحديث ومعانيه، وما يؤيده من أدلة وبراهين من الكتاب والسنّة والعقل، مع حديث "كتاب الله وسنّتي" الذي لا سند له يمكن الاعتماد عليه رغم شيوعه بين العوام من الناس، بيد أنه لم يذكر في صحيح البخاري ولا في صحيح مسلم ولا أي واحد من الصحاح الستة! فرب مشهور لا أصل له!. فلم يُروَ الحديث هذا عن أعلام السنة، سوى القليل كابن حجر في الصواعق، وهو خبر مرسل دون سند، ومالك بن أنس حيث نقله في الموطأ، وهو خبر مرفوع لا سند له.. فقد قال راوي الموطأ: (حدثني عن مالك أنه بلغه أن رسول الله(ص) قال: ... الحديث)
موطأ مالك: ج2 ص46
فقد رفعه من دون ذكر سند.. ولسنا في صدد البحث في هذا الحديث، ففي حديث الثقلين؛ (كتاب الله وعترتي) ما يغنينا عن الغور في ما سواه.
وواضح أن السبب في تأليف هذا الحديث هو تعرض حديث الثقلين لما تعرضت له باقي الأحاديث المروية في فضائل أهل البيت(ع) من تحريف و تزوير من قِبل من باع آخرته بدنيا غيره من الرواة و المحدّثين، الذين عمدوا إلى أحاديث رسول الله(ص) فأرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم و لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون..
ولا إشكال في اختلاف ألفاظ حديث الثقلين لأن ذلك عائد إلى تكرار ذكر الحديث من قبل النبي محمد(ص) في عدة أماكن ومواقف وكذلك وسعة دائرة الرواة، ولا يوجد أي تعارض بين مفاد هذه الأحاديث مطلقا.
قال سماحة العلامة السيد شرف الدين في كتاب المراجعات ص51 في المراجعة رقم 8.
بعد الاستشهاد بحديث الثقلين: (والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة، وقد صدع بـها رسول الله(ص) في مواقف له شتى: تارة يوم غدير خم كما سمعت، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع، وتارة بعد انصرافه من الطائف، ومرة على منبره في المدينة، وأخرى في حجرته المباركة في مرضه، والحجرة غاصة بأصحابه إذ قال: (أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله عز و جل، وعترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض) الحديث. وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور، حتى قال ابن حجر: (ثم اعلم إن لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا..) وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفى أخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفى أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر ولا تنافى، إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة..)
انتهى ما أردنا نقله من كتاب المراجعات. و تجد ما نقله السيد من كلام ابن حجر في ص 75 و ص89 من صواعقه
أمّا عدد رواة الحديث من الصحابة فهو 38 صحابي منهم:
(1)الإمام علي بن أبي طالب(ع).
(2)الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(ع).
(3)الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(ع).
(4) جابر بن عبد الله
(5) خزيمة بن ثابت
(6) زيد بن ثابت
(7) سهيل بن سعد
(8) ضميرة الأسدي
(9) عامر بن أبي ليلى الغفاري
(10) عبد الرحمن بن عوف
(11) عبد الله بن عباس
(12) عبد الله بن عمر
(13) عدي بن حاتم
(14) عقبة بن عامر
(15) زيد بن أرقم
(16) أبو ذر الغفاري
(17) أبو رافع
(18) أبو ضريح الخزاعي
(19) أبو قدامة الأنصاري
(20) أبو هريرة
(21) أبو الهيثم بن التيهان
(22) أم سلمة
(23) أم هاني بنت أبي طالب
(24) أبو سعيد الخدري
(25) حذيفة بن أسيد وغيرهم
وقد تواتر هذا النقل أيضاً في عهد التابعين، وإليكم بعض من نقل منهم حديث (كتاب الله وعترتي):
(1) الإمام زين العابدين علي بن الحسين(ع)
(2) عطية بن سعيد العوفي
(3) حنش بن المعتمر بن الإمام علي بن أبي طالب(ع)
(4) الحارث الهمداني
(5) حبي بن أبي ثابت
(6) علي بن ربيعة
(7) القاسم بن حسان
(8) حصين بن سيرة
(9) عمرو بن مسلم
(10) أبو الضحى مسلم بن صبيح
(11) يحيى بن جعدة
(12) الأصبغ بن نباته
(13) عبد الله بن أبي رافع
(14) المطلب بن عبد الله بن حنطب
(15) عبد الرحمن بن أبي سعيد
(16) عمر بن الإمام علي بن أبي طالب(ع)
(17) فاطمة بنت الإمام علي بن أبي طالب(ع)
(18) الحسن بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(ع9
(19) أبو الطفيل عامر بن واثلة وغيرهم.
وقد نقل الحديث أكثر من 323 شخصا من أعلام الأمة وحفّاظ الحديث ومشاهير الطائفة بعد الصحابة والتابعين، وقد ذكرهم بالتفصيل العلاّمة المحدِّث الخبير الشيخ مير حامد حسين الهندي في كتابه "عبقات الأنوار" الذي يقع في عشرات المجلدات، وهو بحق سفر عظيم لم ير مثله، وقد جمع المؤلف مئات المصادر التي تناقلت وروت حديث الثقلين من كتب أهل السنة، وقد تم حتى الآن تلخيص بعض مجلداته الضخمة، كما يقع ملخص كتاب أسناد حديث الثقلين عند السنّة في أكثر من ألف صفحة!
1ـ وقد ورد الخبر في كتب الحديث المعتبرة عند أهل السنة منها صحيح مسلم ـ ج4 ص123 دار المعارف ـ بيروت لبنان، (الحديث رقم 4425 ـ موسوعة الحديث الشريف ـ الإصدار الثاني). وذلك بثلاث طرق ترجع إلى حيّان بن سعيد التميمي الذي وثقه الذهبي في تـهذيبه وكذلك اليافعي في مرآة الجنات ج1 ص301، نقلاً عن كتاب "الحقيقة الضائعةوالعسقلاني في تقريب التهذيب ج2 ص348.
كما لا يخفى أن كون الحديث مرويا في صحيح مسلم حاكم على صحته عند أهل السنة، لإجماعهم على تصحيح كلّ رواياته، كما صرح بذلك مسلم نفسه والنووي وغيره ممن لا يسع المقام لإيرادهم ولبداهة المدّعى.
2ـ رواية الحديث عند الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري في مستدركه على البخاري، ومسلم: ج3 ص27 باب معرفة الصحابة، دار المعرفة، بيروت ـ لبنان. وذلك بأربعة طرق وممّا يدلّ على صحة الحديث وتواتره أن الحاكم أخرجه وحكم بصحته على شرط البخاري ومسلم.
3ـ مسند أحمد بن حنبل وذلك بتسعة طرق مختلفة في ج3 ص17 وص26 وص14 وغير ذلك (كما سيأتي في باب نصوص الأحاديث).
4ـ سنن الترمذي ج5 ص663ـ662 دار إحياء التراث العربي بيروت ـ لبنان. وقد أورد الحديث بطريقين مختلفين، أحدهما عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري والآخر عن زيد بن أرقم.
5ـ كما أورد هذا الحديث الشيخ علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي المتوفى سنة 975ه في كتابه "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" وذلك في ج1 ب2، باب الاعتصام بالكتاب والسنة ص172 طبعة مؤسّسة الرسالة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الخامسة، سنة 1985م وهو الحديث رقم810 و871 و872 و873.
ولو استرسلنا في هذا الباب لإيراد الكتب التي روته وتوثيق رواته لطال بنا المقام ولاحتاج موسوعة لوحدها. وللتفصيل راجعوا كتاب إحقاق الحق للشيخ أسد الله التستري ج9 ص311، وكذلك موسوعة عبقات الأنوار ـ كتاب حديث الثقلين ـ.
وسوف نذكر هنا مجموعة من الحفاظ والعلماء الذين رووا الحديث كنموذج لا للحصر.
(1) الحافظ الطبراني المتوفى سنة 340 في (المعجم الصغير).
(2) الشيخ محبّ الدين الطبري (في ذخائر العقبى).
(3) الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الحمويني في (فرائد السمطين).
(4) ابن سعد في طبقاته الكبرى.
(5) الحافظ نور الدين الهيثمي في (مجمع الزوائد).
(6) الحافظ السيوطي في (إحياء الميت).
(7) الحافظ العسقلاني في (المواهب اللدنية).
(8) الشيخ النبـهاني في (الأنوار المحمّدية).
(9) الشيخ الدارمي في سننه.
(10) الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي في (السنن الكبرى).
(11) الشيخ البغوي في (مصابيح السنة).
(12) الحافظ أبو الفداء بن كثير الدمشقي في (تفسير القرآن).
(13) وفي (جامع الأصول) لابن الأثير.
(14) أحمد بن حجر الهيثمي المكّي في كتابه (الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة) الطبعة الثانية سنة 1954م مكتبة القاهرة ـ شركة الطباعة الفنية المتحدة ـ.
وفي رواية عن الطبراني عن ابن عمر: آخر ما تكلم به النبي محمد(ص) : (اخلفوني في أهل بيتي). وفي أخرى عند الطبراني وأبي الشيخ: (أن لله ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته. قلت ما هن؟ قال حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي).
وفي رواية للبخاري عن أبي بكر من قوله (يا أيها الناس أرغب محمد(ص) في أهل بيته(ع)؟!) أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم.
وأخرج ابن سعد الملاّ في سيرته: أنّه قال: (أستوصي بأهل بيتي(ع) خيرا فإنّي أخاصمكم عنهم غدا ومن أكنَّ خصمه ومن أخصمه دخل النار)، وأنّه قال: (من حفظني في أهل بيتي(ع) فقد اتخذ عند الله عهدا).
وروي أيضا (أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا)( لعله يكون إشارة إلى قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودة في القربى) وقوله تعالى: (لا أسألكم عليه أجرا إلاّ من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) والجمع بينهما، والثاني حديث: (في كلّ خلف في أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ألا إن أئمتكم وفدكم إلى الله عز و جل فانظروا من توفدون..) ثمّ قال: سمى رسول الله القرآن وعترته ـ وهي بالمثناة الفوقية، الأهل والنسل ورهط الأدنون ـ ثقلين، لأنّ الثقل كلّ نفيس خطير مصون وهذان كذلك، إذ كلّ منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار والحكم العليا والأحكام الشرعية، ولذا حثّ رسول الله(ص) على الاقتداء والتمسك بـهم والتعلم منهم وقال: (الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت).
وقيل: سمّيا ثقلين لوجوب رعاية حقوقهما، ثمّ الذين وقع الحث عليهم منهم إنّما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله(ص) إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض. ويؤيدهم الخبر السابق (ولا تعلّموهم فانهم أعلم منكم)، فتميزوا بذلك عن بقية العلماء، لأنّ الله أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا. الصواعق المحرقة لابن حجر
فيا عجبا من قوله هذا وهو من ألدّ الخصام لأتباع أهل البيت(ع) وهو الذي يصنفهم من الفرق الضالّة الكافرة ويعتبرهم من الزنادقة! هذا وهو يدّعي حبّ أهل البيت)(ع) ووجوب الانقطاع في أخذ الدين عنهم ويعترف بلزوم التمسّك بـهم وهو الذي يعقَّهم بالأخذ من أعدائهم وسبّ شيعتهم ومحبيهم الموالين لهم.
أفلا ينبغي لمن علم بعلو مقام أهل البيت(ع) ورفعة منزلتهم لدى الله عز و جل أن يتّخذ منهم قدوة وأسوة ونبراساً ينير به الطريق؟!
ثانياً:نصوص الحديث في الصحاح والمسانيد:
أمّا نصوص الحديث في الصحاح الستة فنوردها فيما يلي مع ذكر السند ورقم الحديث
1-حدّثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلّد جميعا عن ابن جليه قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أيوحيان حدّثني زيد بن حيّان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلمّا جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال: يا بن أخي، والله لقد كبر سنّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما حدّثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه، ثمّ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكّة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعّظ وذكّر، ثمّ قال: أمّا بعد ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب وأنا تاركٌ فيكم الثقلين، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثمّ قال: وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي(ع) وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كلّ هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
وحدّثنا محمّد بن بكار بن الريّان حدّثنا حسّان يعني ابن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيّان عن زيد بن أرقم عن النبي . وساق الحديث بنحوه بمعنى حديث زهير حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا اسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير كلاهما عن أبي حيّان بهذا الاستناد نحو حديث إسماعيل، وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلّ.
حدّثنا محمد بن بكار بن الريّان حدّثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن سعيد وهو ابن مسروق عن يزيد بن حيّان عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيرا صاحبت رسول الله وصليت خلفه.. وساق الحديث بنحو حديث أبي حيّان، غير أنّه قال: ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما كتاب الله عز و جل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة. (وفيه) فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا وأيم الله إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثمّ يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله الذي حرموا الصدقة وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده
صحيح مسلم (كتاب فضائل الصحابة) باب فضائل الإمام علي: ج7 ص123 ط دار المعرفة بيروت، رقم 4425/ مسند أحمد كتاب أول مسند الكوفيين، باب حديث زيد بن أرقم ص367 ط دار صادر بيروت رقم 18464.
2-حدّثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو إسرائيل يعني إسماعيل الملائي عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله(ص) : إنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض
مسند أحمد: رقم 106811.
3-حدّثنا أبو النضر حدثنا محمد يعني ابن طلحة عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي محمد(ص) قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله عز و جل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروني فيم تخلفوني فيهما
مسند أحمد كتاب باقي مسند المكثرين، باب الخدري ج3 ص17 ط دار صادر بيروت رقم 10707.
4-حدثنا ابن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز و جل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي إلاّ إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض
مسند أحمد كتاب باقي مسند المكثرين، باب الخدري ج3 ص26 ط دار صادر بيروت رقم 10779.
5-حدثنا ابن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص) : إني قد تركت فيكم ما به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز و جل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي إلاّ إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
مسند أحمد كتاب باقي مسند المكثرين، باب الخدري ج3 ص597 ط دار صادر بيروت رقم 11135.
6-حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل بن عثمان بن المغيرة عن عبي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده، فقلت له: أسمعت رسول الله(ص) : يقول: إني تارك فيكم الثقلين. قال: نعم
مسند أحمد كتاب أول مسند الكوفيين، باب حديث زيد بن أرقم ص371 ط دار صادر بيروت رقم 18508.
7-حدثنا الأسود بن عامر حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسّان عن زيد بن ثابت قال: رسول الله(ص) : إنّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض(ولكن كيف يقول الرسول(ص) ان القرآن وأهل البيت(ع) هم الخليفتين على المسلمين ويكون ابوبكروعمر وغيرهم الخلفاء دون أهل البيت(ع))؟!.
مسند أحمد كتاب مسند الأنصار، باب حديث زيد بن ثابت ص182 ط دار صادر بيروت رقم 20596..مجمع الزوائدج9ص137 وقال رواه احمد وإسناده جيد
8-حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسّان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله : إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله وأهل بيتي وإنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض جميعا
مسند أحمد كتاب مسند الأنصار، باب حديث زيد بن ثابت ص189 ط دار صادر بيروت رقم 20667.
9-حدثنا جعفر بن عون حدثنا أبو حيان عن زيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله يوما خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال يا أيّها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيبه وإنّي تارك فيكم الثقلين أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسّكوا بكتاب الله خذوا به، فحثّ عليه ورغب فيه. ثمّ قال: (وأهل بيتي, أذكركم في أهل بيتي) ثلاث مرّات
مسند أحمد: رقم 3182.
10-حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله حجته يوم عرفة وهو على ناقة الصقواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
قال: وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد، قال: وزيد بن الحسن قد روي عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم
سنن الترمذي (كتاب المناقب عن الرسول، باب مناقب أهل بيت النبي محمد(ص)) ص262 رقم 3718 ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
11-حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
قال هذا حديث حسن
سنن الترمذي (كتاب المناقب عن الرسول، باب مناقب أهل بيت النبي محمد(ص)) ص263 رقم 3720 ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت
12-عن عيسى بن عبد الله بن مالك عن عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله يقول: أيها الناس إنّي فرط لكم وإنّكم واردون عليّ الحوض، حوضا عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى فيه قدحان عدد النجوم من فضّة وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، السبب الأكبر كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. فقلت: يا رسول الله من عترتك؟ قال: أهل بيتي من ولد علي وفاطمة وتسعة من صلب الحسين، أئمّة أبرار، هم عترتي من لحمي ودمي.
كفاية الأثر: ص91
13-بالاسناد الصحيح الى زيد بن ارقم قال : خطب رسول اللّه (ص ) بغدير خـم تحت شجرات , فقال : [ايها الناس , يوشك ان ادعى فاجيب , واني مسؤول وانكم مسؤولون , فماذا انتم قائلون ؟].
قـالوا: نشهد انك قد بلغت وجاهدت ونصحت , فجزاك اللّه خيرا, فقال : [اليس تشهدون ان لا اله الا اللّه . وان مـحمدا عبده ورسوله , وان الجنة حق . وان ناره حق , وان الموت حق ,وان البعث حق بعد الـمـوت , وان الـسـاعـة آتـيـة لاريب فيها, وان اللّه يبعث من في القبور]؟قالوا: بلى نشهد بذلك .
قـال (ص ): [اللهم اشهد], ثم قال : [يا ايها الناس ان اللّه مولاي , وانامولى المؤمنين , وانا اولى بهم من انفسهم , فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا- اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه ].
ثـم قال : [يا ايها الناس اني فرطكم , وانكم واردون علي الحوض , حوض اعرض مما بين بصرى الى صـنـعاء, فيه عدد النجوم قدحان من فضة . واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين , كيف تخلفوني فيهما, الثقل الاكبر كتاب اللّه عزوجل , سبب طرفه بيداللّه تعالى ,وطرفه بايديكم , فاستمسكوا به ولا تـضـلوا ولاتبدلوا, وعترتي اهل بيتي , فانه قد نباني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض ].
الطبراني في معجمة [ج5: 167]/المستدرك ج3ص109
ولا بأس بذكر هذا الحديث
قال رسول الله(ص):
النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب إختلفوا فصارو حزب إبليس
المستدرك ج3ص149 وصححة الصواعق المحرقةص140 وصححة
يتبع بإذن الله...
تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق