المهدي محمد بن الحسن الشخصية الوهمية
إن المعروف عقلاً أن الله يقيم حجة ودليلاً وطريقاً إلى الأمر الذي يريدُ مِنَّا اعتقاده أو العمل به ، وأن هذا الطريق لابُدَّ أن يكون مفيدا ًللعلم واليقين في القضايا العلمية ، وأن بهذا الطريق المفيدةَ لليقين تكون الحجة قد قامت على جميع المكلفين لكيلا يهلك على الله إلا هالك .
وإنّ مَنْ نظر إلى قول الاثني عشرية بأن محمد بن الحسن الشخصية الوهمية هو حجة الله وإن كان غائباً مستوراً لا يقوم بدورٍ في الحكومة الإسلامية ولا في القضايا الشرعية ، ولذلك كان له – على حد زعمهم - وكلاء وكان الفقهاء هم حجته على الاثني عشرية يعلم علم اليقين بالتناقض والتهافت في كلامهم .
[ما معنى أن يكون ابن الحسن حجة وهو غائب لا يقوم بأي دور من الأدوار التي ذكرها أمير المؤمنين في نهج البلاغة التي هي واجبة على الإمام ! وما معنى الحجية لرجلٍ لا يظهر وجوده وعدمه في قضايا الشرع !
والأغرب من هذا أن يقولوا إن هذا الحجة على هذه الأمة الذي لم يكن له أي دور في الدولة الإسلامية لا إيجاباً ولا سلباً ولا حتى أمَر بمعروف ولا نهى عن منكر ، وإنما هو مرخٍ ستره ومغلق سردابه عليه قد أقام حجة تقوم مقامه وهم الفقهاء .
نتكلم عن محمد بن الحسن المهدي المزعوم عند الاثني عشرية ، مناقشين بعض الروايات التي يروونها ، ومحللين ادعائهم رواية أهل السنة لولادة محمد بن الحسن .
إن الاثني عشرية يزعمون أن ابن الحسن حجة ويقولون أن حجة الله عل أرضه المعصوم الذي لا يخطئ ولا ينسى والذي له الولاية الكونية إحياءً وإماتةً وخلقاً وإعداماً لكل الموجودات والمعدومات، والذي له الولاية الشرعية فهو قادر على نسخ الشرعية والزيادة من عنده لأنه لا يشاء إلا ما شاء الله ، إن هذا الحجة قد جعل الحجة الفقهاء ، فهو حجة الله والفقهاء حجة على الناس.
أيها الأخوة الإمامية ما هي هذه الحجة ؟ ما معنى أن يكون حجة ونحن لا نراه ؟ لماذا هذا الحجة على وفق مذهبكم لا يظهر بين الناس ؟ وماذا عليه لو ظهر واستخدم التقية ؟ وأنكر أنه المهدي ، بل إن احداً لا يعرفه لعدم المعرفه المسبقة من الناس ، وقام بدوره في هذه الأمه فأمريكا وإسرائيل والكفر والنفاق والفساد قد استشرى !!
ثم ما الذي يعمل المتحير الشاك الباحث عن الحجة في هذه الأرض التي لا تخلو منها، مع أن الحجة – كما تقول الإمامية – غائب ولا يُرى ولا يهدي ولا يحذّر ولا يقيم دليلاً وبرهاناً ولا يصلح مفسداً ولا ينصح أحداً ، مع وجود الكثير من الناس الذين يبحثون عن الحق والحقيقة والطريق الموصل إلى مذهب رسول الله الصحيح صلى الله عليه وآله وسلم .
إنكم تقولون إن ولادة ابن الحسن العسكري كانت سرية للغاية حتى أن حكيمة كانت تراقب نرجس ولم ترى لها أثراً من الحمل ، وأنها أخذتها فترة ولم تشهد عملية الولادة ، وتقولون إن نرجس استغربت عندما قالت لها حكيمة إنها ستلد تلك الليلة ، وأن حكيمة شكت في قول الحسن العسكري ، فأجابها الجنين في بطن امه نرجس قائلاً : لا تعجلي يا عمة . وهذا الكلام من رواية الصدوق والطوسي.
وفي رواية أبي الأديان التي انفرد بها الصدوق في إكمال الدين أن أبا الأديان - وهو أحد خدم الإمام - لم يعرف هوية الإمام مِن بعد الحسن وأنه يجهل وجود ابن له ، ويقول أيضاً بأن عامة الشيعة بما فيهم السمّان والبصري أرادوا أن يصلّوا خلف جعفر أخي الحسن وأن الشيعة كانوا يظنون أن الإمام هو جعفر الذي تسميه الاثني عشرية بجعفر الكذاب حتى رأوا ابن الحسن يجذبه من خلفه ويتقدم ليصلي بهم .
لماذا خاف القتل محمد بن الحسن العسكري مع أن آبائه وجدوا وبعضهم تعمر ودرس وألقى حجته ونصح الأمة ، فلماذا لم تقتل الدولة العباسية آبائه قبل أن يلد لهم ولدٌ .
ثم لماذا لم يُظهر الحسن العسكري ولده بين الناس ويشهر ولادته ويذكر بين الملأ أن له غيبتين ويبالغ في الإظهار ثم بعد ذلك يختفي ولده ولايظهر إلى حين إرادة الله ؟!!
وإن كان خوفاً من الدولة العباسية فقد كان باستطاعتها قتل الإمام الحسن قبل أن يكون له ولد وقبل أن يبلغ سن البلوغ ؟أين الحجة !!
كيف تقيم الاثنا عشرية الحجة على الذين لايقولون بإمامة بل بولادة محمد بن الحسن والذين هم راغبون في النصح وباحثون عن الحقيقة وهم يسمعون ويقرأون أن القائلين بإمامة الحسن العسكري اختلفوا بعد وفاته في تحديد هوية وشخصية الإمام ِإلى أربع عشرة فرقه ، وأن هؤلاء المختلفين أكثرهم من أهل الصلاح والنسك والعباده والعلم كما هو معروف في كتب الجرح والتعديل عند الإمامية .
كيف يتوافق تواتر الحديث بالنص على الاثني عشر مع رواية الاثني عشرية أن المهدي تخفى ولادته ولا يظهر ويشك الناس في ولادته ، مع أن الواقع أنهم هم الذين احتاروا وشكوا وكان الحيارى هم الجمهور منهم !!
وكيف يقيمون الحجة على الذين لم يقتنعوا بصحة حديث الاثنى عشر الذي يحدد أسماء الأئمة لأنه اختلف أصحاب كل إمام بعد موته ، ولأنهم كانوا يجهلون شخصية الإمام ولأنهم كانوا يسألون الإمام مَن بعدك . مع أن هؤلاء المختلفين والحيارى والسائلين والجاهلين كانوا من أفقه وأعلم أصحاب ذلك الإمام وكانوا من أهل النسك والعبادة !!
كيف يقيمون الحجة عليهم مع أنهم – أي هؤلاء الباحثين - رأوا أن الإثني عشرية تعدّل الفطحية والواقفية وغيرهم الذي يدل عل ان هذا الإختلاف ليس ناشئاً عن حب المال أوأنه عن فسق ، ورأوا الاثنى عشرية تروي أن بعضاً من الذين لم يقولوا بإمامة بعض الأئمة قد تراجعوا وقالوا بإمامته ؛ ليس لقيام الحجة بحديث الاثني عشر بل لِما رأوا من المعجزات على حد زعمهم
أيها الاثنا عشرية أين الحجة ؟!!
ثم إن التاريخ يشير إلى أن الشيعة جمهورهم والغالب منهم كان خلف الزيدية وأئمتهم الذين قادوا الشيعة عملياً وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ونصحوا الأمة وبذلوا أموالهم ونفوسهم وأولادهم من أجـل القيـام بأمر الله (( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وماجعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هوسماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس )) .
رواية أبي الأديان
روى ابن بابويه بسند معتبر عن أبي الأديان أنه قال :
كنت أخدم الحسن بن علي عليهما السلام وأحمل كتبه إلى الأمصار ، فدخلت إليه في علته التي توفي بها صلوات الله عليه فكتب معي كتاباً ، وقال: تمضي بها إلى المدائن ، وإنك ستغيب خمسة عشر يوماً فتدخل إلى سرمن رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل .
قال أبو الأديان : فقلت : ياسيدي فإذا كان ذلك فمن ؟ قال : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي . فقلت : زدني . فقال : من يصلي عليّ فهو القائم بعدي . فقلت : زدني . فقال : من اخبر بما في الهيمان فهو القائم بعدي.
قال أبو الأديان : فمنعتني هيبته أن أسأله أيّ هميان ، وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سرمن رأى يوم الخامس عشر كما قال لي (ع) فإذا أنا بالواعية في داره ، وإذا أنا بجعفر بباب الدار والشيعة حوله يعزونه ويهنئونه، فقلت في نفسي : إن يكن هذا الإمام فقد حالت الإمامة . لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور ، فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء .
ثم خرج عقيد الخادم فقال لجعفر: سيدي قد كُفن أخوك فقم للصلاة عليه . فدخل جعفر والشيعة من حوله فلما صرنا بالدار إذا نحن بالحسن بن علي (ع) عل نعشه مكفناً ، فتقدم جعفر ليصلي على أخيه ، فلما همَّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة ، بشعره قطط بأسنانه تفليج فجبذ رداء جعفر وقال : تأخر ياعم فأنا أحق بالصلاة على أبي . فتأخر جعفر وقد اربدّ وجهه، فتقدم الصبي وصلى عليه ودفنه إلى جانب قبر أبيه (ع) ، ثم قال لي : يابصري ّ هات جوابات الكتب التي معك . فدفعتها إليه وقلت في نفسي : هذه اثنتان وبقي الهميان . ثم خرجت إلى جعفر وهو يزفر فقال له حاجز الوشاء ليقيم عليه الحجة : ياسيدي من الصبي ؟ فقال : والله مارأيته قط ولا عرفته .
فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم ، فسألوا عن الحسن بن علي (ع) فعرفوا موته ، فقالوا : مَنْ ؟ فأشار الناس إلى جعفر ، فسلّموا عليه وعزوه وهنأوه وقالوا : معنا كتب ومال . فقال : ممن الكتب وكم المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول : يريدون منا أن نعلم الغيب.
قال : فخرج الخادم فقال : معكم كتب فلان وفلان وهميان فيه ألف دينار عشرة منها مطلية . فقدموا الكتب والمال وقالوا: الذي وجه بك لأجل ذلك هو الإمام ( ) .
الحديث يدل على :
1- أن أبا الأديان - خادم الحسن العسكري - لم يعرف شخص الإمام الذي بعد الحسن.
2- أنه لم يعرف أن الإمامة لا تصح في أخوين .
3- أنه لم يعرف أو يظن أن للحسن العسكري ولداً يسمى محمداً .
4- أنه يجهل حديث الاثني عشر الذي حدّد أسماء الأئمة .
5- أنه لم يتوصل إلى عدم صحة إمامة جعفر إلا لأن جعفر لم يطالبه بجوابات الكتب ولم يصل عليه.
6- أن أبا الأديان تقدّم إلى جعفر بن علي وعزّاه وهنأه بالإمامة .
7- أن الشك والإرتياب دخل على قلب أبي الأديان في الإمامة حتى قال مخاطباً نفسه: إن يكن هذا الإمام – يريد جعفر – فقد حالت الإمامة . الذي يدل على عدم وجود قطع أو ظن غالب بأنه ليس الإمام ، وأن سبب هذا الشك هو معرفة أبي الأديان أن جعفر يشرب الخمر ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور.
8- أن الشيعة لم يعرفوا شخص الإمام بعد الحسن ولا اسمه .
9- ان الشيعة لم تعرف أن الإمامة لا تصح في أخوين .
10- أن الشيعة لم تعرف أن للحسن العسكري ولداً سمي محمداً .
11- أن الشيعة اعتقدت أن الإمام بعد الحسن هو أخوه جعفراً ولذلك عزَّوه وهنأوه.
12- أن النفر الذين قدموا من قم لم يعرفوا شخص الإمام ولا اسمه.
13- أن النفر الذين قدموا من قم لم يعرفوا أن الإمامة لا تصح في أخوين.
14- أن النفر الذين قدموا من قم لم يعرفوا ان للحسن العسكري ولداّ سمي محمداً.
15- أن جهل الشيعة استمر حتى مع أن الذي صلّى على الحسن العسكري هو رجل أوعز أنه ابنه ومع أنهم سمعوه يقول لعمه جعفر : تأخر ياعم فأنا أحق بالصلاة على أبي . إذ إن الشيعة أشارت إلى جعفر بأنه الإمام بعد الدفن والصلاة على الحسن العسكري
.
وهذا كله يثير هذه التساؤلات :
س1 : لماذا جهل أبو الأديان اسم الإمام وأن للحسن ولداً اسمه محمداً مع وجود نصوص؟
س2 : لماذا أخبر الحسن العسكري أبا الأديان بأن الإمام هو من يصلي عليه ولم يخبره بأسمه وإن كان هذا هو ولده فهل حديث الاثني عشر لم يكن موجوداً نذاك؟
س3 : هل كان لا يعرف حديث الاثني عشر الناص على أسمائهم؟
س4 : لماذا جهل أبو الأديان أن الإمامة لا تصح في أخوين مع وجود نصوص لا تجيز ذلك؟
س5 : لماذا حدّد الحسن العسكري علاماتٍ لمن هو الإمام مع وجود نص متواتر يحدد اسم الإمام ؟ وأنه الأكبر من الأولاد؟
س6 : لماذا قال : إن يكن هذا الإمام - يريد جعفر - فقد حالت الإمامة ؟ فهل كان لا يعرف حديث الإثني عشر؟
س7 : لماذا لم يعرف أن الإمام ليس هو جعفر إلا حينما جاء الصبي فأخر جعفراً عن الإمامة وصلى على الحسن هذا الصبي؟
س8 : لماذا جهلت الشيعة اسم الإمام ؟ وأن للحسن ولداً اسمه محمداً ؟ مع وجود نصوص تدعي الجعفرية تواترها تنص على أسماء الأئمة؟
س9 : لماذا جهلت الشيعة أن الإمامه لاتصح في أخوين مع وجود نصوص تدعي الأثي عشرية تواترها تنص على ان الإمامة لا تصح في أخوين؟
س10 : لماذا اعتقدت الشيعة إمامة جعفر؟ واستمر ذلك الإعتقاد مع مشاهدتهم لمحمد العسكري يخاطب عمه : تأخر ياعم فأنا أحق بالصلاة على أبي .
س11: لماذا جهل النفر الذين قدموا من قم اسم الإمام؟
س12: لماذا جهل النفر الذين قدموا من قم أن الإمامة لا تصح في أخوين.
رواية أهل السنة لميلاد محمد بن الحسن
كيف تقول الاثني عشرية إن بعض المؤرخين من أهل السنة ذكروا ميلاد وتاريخ محمد بن الحسن مع أن الاثني عشرية يذكرون أن ولادته كانت سرية ، وأن أبا الأديان لم يعرف ولادته وكذلك الشيعة ، وأن الشيعة تقدمت معزية مهنئة لجعفر ، ومع أن النفر الذين قدموا من قم لم يعرفوا ذلك أيضاً، ومع أن حكيمة كانت تراقب نرجس ولم ترَ بها أثراً من الحمل ، وأن اعتقاد الشيعة لإمامة جعفر استمر حتى بعد ظهور محمد بن الحسن ، وصلاته على أبيه ، ومخاطبة عمه بأن يتأخر ، ومع أن الشيعة اختلفت بعد موت الحسن العسكري ، وأن منهم من توقف ، ومنهم من قال بإمامة جعفر ، وأن الفقهاء من الفطيحة - وهم من أهل الورع والعبادة والعلم - مثل عبدالله بن بكير بن أعين ونظرائه قالوا : إن الحسن بن علي توفي وأنه كان الإمام بعد أبيه ، وأن جعفر بن علي الإمام بعده ( ) .
فكيف يجهلون النص على أسماء الأئمة ؟ وأن اسم الإمام بعد الحسن هو محمد ؟ وكيف يجهلون ولادة محمد بن الحسن ويقولون بإمامة جعفر وينكرون أن للحسن ولداً وهم أهل عبادة وتدين وصدق وعلم ورواية ؟
ومامعنى توقف البعض وقولهم : نحن لاندري مانقول في ذلك ، وقد اشتبه علينا الأمر فلسنا نعلم ألِلحسن بن علي ولدٌ أم لا ، ولا الإمامة أصحت لجعفر أم لمحمد ، وقد كثر الاختلاف والأرض لا تخلوا من حجة فنحن نتوقف ولا نقدم على القول بإمامة أحد بعده ( ) .
بل وجدنا الشيعة – كما ذكر النوبخي والأشعري في المقالات والصدوق والنعماني وغيرهم- اختلفوا بعد موت الحسن العسكري ، وأن من ضمن من لم يقل بولادة محمد بن الحسن وقال بإمامة جعفر - الذي يطلقون عليه الكذاب - علماء من أكابر الإمامية التي تروى عنهم الكتب والأصول من أصحاب الحسن العسكري !!
وكيف يعلم بعض أهل السنة ولادة واسم الإمام بعد الحسن والاثنا عشرية أنفسهم شكّوا في ولادته ؟ فمنهم من يقول هو حمل ، ومنهم من يقول هو غائب ، ومنهم من يقول ولد قبل سنتين ( ) . ويذكرون أن الحسن العسكري قال : إن الله تبارك وتعالى يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون ( ) . وأن الحسن قال : هو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته.
وكيف يذكر هؤلاء الذين تقول الاثنا عشرية أنهم من أهل السنة باباً في عصمة الأئمة وباباً في الأئمة الاثني عشر ، وباباً في أسماء الأئمة ، وهم لا يعتقدون أن هناك أئمة معصومون ولا أن الصادق والباقر والعسكري أئمة ؟
وكيف تكون تلك الروايات من طريق السنة مع أن السند ينتهي إلى ابن بابويه والطوسي وغيرهما ؟!
والغالب في الظن - إن لم يصل إلى مرتبة اليقين - أن بعض هؤلاء - الذين ذكر أنهم من أهل السنة - هم اثنا عشرية وأنهم استخدموا التقية ، وإلا فما معنى أن يذكر باباً في عصمة الأئمة وباباً في أن الائمة اثني عشر إماماً ويسميهم بأسمائهم .
والتاريخ يشير بوضوح إلى أن الحسن العسكري مات ولم يخلف ولداً وأن أخاه جعفر بن علي أخذ ميراثه.
تأمل !!!
عن عبدالله بن عطاء المكي أن محمد بن علي قال له : انظر من لا يدري الناس أنه وُلد أم لا فذاك صاحبكم ( ) !
وفي رواية : انظروا من عميت على الناس ولادته فذاك صاحبكم ( ) !
تساؤلات
[SIZE=20px]س1 : مالذي دعى الفطحية وهم العلماء العابدون الورعون إلى القول بإمامة جعفر بن علي المسمى عند الجعفريه بجعفر الكذاب ؟
س2 : لماذا التفت الشيعة أصحاب الحسن العسكري حول جعفر بن علي يعزونه ويهنئونه مع تواتر الحديث الذي ينص على اسماء الأئمة ثم تراجعوا حينما رأوا – كما تزعم الاثنا عشرية – محمد بن الحسن يجذب عمه حينما أراد أن يصلي على الحسن العسكري؟
س3 : لماذا لم يذكر الأشعري صاحب المقالات والنوبختي صاحب فرق الشيعة حديث الاثنى عشر ويلزما الخصم به ؟!!
س4 : ولماذا استدلا بنحو أن الحجة لا تخلو وأن الإمامة لا تكون في أخوين على إثبات وجود ابن الحسن .
س5 : لماذا كثرت الأحاديث التي تدل على أن الإمام من كان عند سلاح رسول الله ويعلم الغيب ، ومن تقدمت إشارة له من أبيه ، وأنه من يكلم الناس والطير بكل لغه ، وأنه من يخترق القوانين وله ولاية كونية مع وجود حديث متواتر ينص على أسمائهم ؟ ومع أن ماذكر في السؤال ليس لمعرفة مسمى الاسم- أي لمعرفة الإمام المنصوص عليه في الحديث بشخصه - ؟ ومع أن الذين عرفوا – كما زعمت الاثنا عشرية – الأئمة بهذه الطرق المتقدمة كانوا من أصحاب الإمام السابق ومن أهل العلم والورع والعباده ؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ نبئونا بعلم إن كنتم صادقين ؟!!
س6 : بعض الإمامية كالشيرازي والخميني يقول بأن الإمام يعلم ما يكون وقد ردّ عليهم المرتضى قائلاً : قلنا : إن الإمام لا يجب أن يعلم الغيوب وما كان وما يكون لأن ذلك يؤدي إلى أن يشارك القديم تعالى في جميع معلوماته ( ) . وقد صرح المجلسي بكفر القائل بالولاية التكوينية كما هو مذكور في الأربعين حديثاً للخميني مع أن الخميني يقول بالولاية التكوينية.
وقال الطوسي في تلخيص الشافي : وأما قولهم إنه يجب أن يكون عالماً بسائر المعلومات وبالغيب فلا شبهة في بطلانه ( ) .
تأمل :
الكليني عن عبدالله بن سليمان العامري عن أبي عبدالله (ع) قال : مازالت الأرض إلا ولله فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله ( ) .
وروى أيضاً عن إسحاق بن عمار عن أبي عبدالله (ع) قال : سمعته يقول إن الأرض لا تخلوا إلا وفيها إمام كي ما إن زاد المؤمنون شيئاً ردهم ، وإن نقصوا شيئاً أتمه لهم ( ) .
وروى أيضاً عن بشير العطار قال : سمعت أبا عبدالله يقول : نحن قوم فرض الله طاعتنا وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ( ).
ونقول :
س: أين الحجة اليوم الذي يعرف الحلال والحرام ، ويدعو الناس إلى سبيل الله ؟
س: وأين الحجة اليوم الذي ما إن زاد المؤمنون شيئاً ردهم ، وإن نقصوا شيئاً أتمه لهم؟
س: وكيف يأتم من أوجب العصمة اليوم من ليس بمعصوم ولا يعذر الناس بجهالته ؟
روايات في محمد بن الحسن
ويروي الشيخ الطوسي بسنده عن أبي سليمان داود بن غسان البحراني أن أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) في المرضة التي مات فيها ، وأنا عنده إذ قال لخادمة عقيد – وكان الخادم أسود نوبيّا قد خدم من قبله علي بن محمد(ع) وهو ربّى الحسن(ع) – : ياعقيد اغل لي الماء بمصطكيّ . فأغلى له ، ثم جاءت به صيقل الجارية أم الخلف ، فلما صار القدح في يديه وهم بشربه جعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن (ع) ، فتركه من يده وقال لعقيد : ادخل البيت فإنك ترى صبياً ساجداً فائتني به .
إلى أن قال : فقال للصبي أبو محمد (ع) : أبشر يابُنيّ ؛ فأنت صاحب الزمان وأنت المهدي وأنت حجة الله على أرضه ، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك ، وأنت م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ولدك رسول الله (ص) ( ) .
وروي المجلسي في جلاء العيون عن ابن بابويه وآخرين أنهم رووا عن رجل من أهل قم ، وفي هذه الرواية أن السلطان بعث إلى أبي عيسى المتوكل فأمره بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا أبو عيسى منها فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتّاب والقضاة والفقهاء والمعدّلين ، وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام ، مات حتف أنفه على فراشه . حضر من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان ، ومن القضاة فلان وفلان . ثم غطى وجهه وقام فصلى عليه وحمل من وسط داره ، ودفن في البيت الذي دفن فيه ابوه عليهما السلام ، فلما دفن تفرق الناس ، و اضطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور ( )
- الكافي ج1 ص187 .
- الكافي ج1 ص178 .
- الكافي ج1 ص168 .
الجزء الثاني ص545 .
الجزء الثاني ص541-542 .
تعليق