بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السادة شبكة ... الثقافية المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة عندما ابلغني بعض الاخوة بان هناك جدلا كبيرا في صفحات الانترنت حول موضوعي الذي كتبته بالمنبر تحت عنوان (أم المتسكعين) قبل عددين قمت بمراجعة موقعكم وبعض المواقع والمنتديات وهنا اكتشفت الطامة..
ووجدت هجوما كاسحا من قبل البعض لم أكن اتوقعه ابدا في يوم من الايام ووصلت الاتهامات لي إلى حد لا يطاق نالت من إيماني وكرامتي وتسببت في آذاي النفسي إلى درجة أنني قررت أن لا أغفر للأخوة جرمهم بحقي وأعلنها بصراحة اني توجهت إلى الله تعالى وإلى سيدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأنا في قمة التأثر وطلبت أن يكون خصيما بيني وبينهم يوم القيامة وسآخذ إن شاء الله تعالى صحيفة احتجاجهم التي جعلوها على شبكة هجر التي شتموني فيها وسبوني وأهانوني وأخاصمهم بها أمام رسول الله وأمام الزهراء ليأخذا بحقي منهم فانا لم أدافع إلا عن رسول الله وقد قلت له باكيا: سيدي ومولاي الحبيب.
إنما كتبت وفاء لك وصونا لكرامتك ضد هذه المرأة التي ما اكتفت بأذيتك وإلحاق التهم الزائفة بك بل قتلتك بالسم ثم ما اكتفت بهذا ايضا حتى آذت ابنتك وأهل بيتك وأهرقت بجرائمها دماء الألوف المؤلفة من أمتك...... وجاءني اليوم من يتهمني في ذلك بالحماقة والضلال وأنني كاتب مأجور وباغي فتنة بل ومرتد عن المذهب وعميل للاستكبار!!!
فخذ لي بحقي منهم يا رسول الله في الدنيا قبل الآخرة...
على كل حال أحببت أن ارسل لكم هذه الرسالة لأنني لا استطيع الدخول على شبكة هجر والرد على هؤلاء، وهذه الرسالة فيها رد مفصل على الأخوة الذين هاجموني وأطلب منكم أن تتلطفوا بمراجعة وجهة نظري في الاتهامات التي تم توجيهها لي ولا أتصور أبدا أن الأخوة بعد قراءتهم لهذا الرد المفصل ستكون لهم نفس المواقف الحادة التي اتخذوها ضدي.
يمكن تلخيص الهجوم الذي جاءني بسبب الموضوع في الآتي:
1- أن هذا اتهام لعرض وشرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بادعاء خيانة عائشة له خيانة زوجية!
2- أن هذا الاتهام يناقض عقيدة الشيعة الإمامية في صون أعراض الأنبياء.
3- أن أسلوب الموضوع كان وقحا وسوقيا إلى اقصى حد!
4- أنه نشر في مجلة (المنبر) وكفى بذلك تهمة عند الذين يحقدون عليها لمجرد أنها (منبر)!!
وأنا إن شاء الله سأقوم بالرد على نقطة نقطة:
1-أما القول بأن هذا اتهام لعرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشرفة فمضحك مبكي في آن واحد! لماذا؟ لأنه ليس من المعقول هذا المنطق!!
فأن تأتي امرأة لتتزوج رجلا وطوال فترة الزوجية تتسبب في آذاه وتحيك المؤامرات ضده وتنغص عليه عيشته حتى يضطر أن يطلقها مرتين ويصفها – كما في صحيح البخاري – بأنها (رأس الكفر).
ثم تأتي لتدس له السم أثناء مرضه فتقتله ثم بعد ذلك تزيف الأحاديث السافلة الكاذبة عن حياته الزوجية شديدة الخصوصية لتشويه سمعته ثم تدخل عليها الرجال الأجانب وتمارس تصرفات لا أخلاقية بعد وفاته ثم تخرج على وريثه وتقاتله وتتسبب في مقتل ألوف الناس الأبرياء ثم تسجد شكرا لله على مقتل ذلك الوريث ثم تمنع ابن ذلك الرجل وسبطه من الدفن إلى جواره وتتسبب في أن ترمى جنازته بالسهام.
ثم بسبب فتاواها في رضاعة الكبير وغير ذلك تدخل في دين الله ما يشاء إبليس وزمرته وتكون شر امرأة في الإسلام فيلعنها الأئمة المعصومون (عليهم السلام) ويأمرون بالبراءة منها...... وبعد هذا كله يأتينا شخص يتباكى ليقول: إنك إذا تحدثت ضد هذه المرأة تكون قد طعنت في عرض زوجها لأنها مهما يكن كانت زوجة له!!!
ما هي الملازمة عند العقلاء بين هذا وذاك؟!!
وما نوع هذه الملازمة؟!
شرعا.. ما هو الدليل الشرعي على الملازمة بين الطعن في كرامة وعرض عائشة وبين الطعن في كرامة وعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟؟ والحال أن القرآن الكريم طعن في زوجات الأنبياء المنحرفات وبالتحديد في نقطة العرض والشرف كما في زوجة لوط (عليه السلام) فيما أن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ذكروا صراحة هذا الأمر بالنسبة لعائشة بالذات وهو ما سيأتي إنشاء الله تعالى.
عقلا.. ما هو الدليل العقلي على الملازمة بين الطعن في امرأة قتلت زوجها وبين الطعن في ذلك الزوج؟؟؟ والحال أن العقلاء يحكمون بأن من ارتكبت جريمة عظمى من هذا النوع (قتل الزوج غيلة) لا تبقى في دائرة كرامة ذلك الزوج بل تخرج من تلك الدائرة وتكون قد فصمت كل عرى الرباط الزوجي بالمرة؟؟؟
عرفا.. ما هو الدليل أو الفهم العرفي للملازمة بين الطعن في شرف امرأة تلوثت بالتصرفات اللاأخلاقية بعد وفاة زوجها وبين الطعن في شرفها أثناء بقائها في عصمة زوجها؟؟؟
لا أيها الأخوة إن لكل مقام مقالا. ونحن لم نقل إلا ما قال به الشرع والعقل والعرف. وما قال به الأئمة المعصومون عليهم السلام. وعلى عكس ما يظن هؤلاء المهاجمين فإن العقل يقول بأننا إذا أردنا أن نحفظ كرامة رسول الله (أرواحنا فداه) فعلينا أن نحط من كرامة عائشة. لماذا؟
لأن هذه المرأة الخبيثة هي التي أساءت لرسول الله وحطت من كرامته بتلك الأحاديث الوقحة السافلة الوضيعة التي تنسب إليه ما يعف اللسان عن ذكره فاللازم علينا إذا أردنا أن ننزه ساحة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نكشف للناس أن هذه الأحاديث إنما خرجت من فم امرأة كانت هي المتهمة في شرفها وكرامتها وأخلاقياتها وبسبب عقدها وأمراضها النفسية كالت تلك التهم الزائفة لشخص النبي الأعظم أرواحنا وأرواح العالم فداه
إن المسألة عكسية تماما: رفع قدر رسول الله يستوجب وضع قدر عائشة. ولا ملازمة بين قدر الرسول وقدر عائشة، فالرسول رأس الإيمان، وعائشة – بنص الرسول – رأس الكفر كما جاء في البخاري..... فهنيئا لمن سجلوا اعتراضاتهم في العرائض والبيانات تكريما لـ (رأس الكفر) بزعم أن الطعن فيها – أو في شرفها كما يحلو لهم أن يقولوا – يعني الطعن في (رأس الإيمان)!!! بالله أي منطق هذا؟؟؟ أنا لا أدري..
أيها الناس! إن رسولنا (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يتحمل تبعات تصرفات عائشة اللاأخلاقية بعد استشهاده خاصة وأنه قد أنذر وحذر منها مرارا وكرارا، نعم عندما كانت في حياته نقول أنه (صلى الله عليه وآله وسلم)
كان يحاول ضبط تصرفاتها ومن المحال أن ترتكب فاحشة أثناء كونها زوجة له، أما ما بعد ذلك أي بعد ارتحال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يعد هناك رادع لها، فعلى أي أساس نحمل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) تبعات أن تبقى عائشة (معصومة) من ارتكاب التصرفات اللأخلاقية حتى في حال عدم وجوده؟!!
وأعتقد بأن الروايات واضحة في هذا الشأن حيث أوضح الأئمة المعصومون (عليهم السلام) أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد منح وكالة شرعية للإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) مقتضاها أنه: إذا خرجت عليك عائشة يا علي فطلقها التطليقة الثالثة النهائية والتي بموجبها يتم تجريد عائشة من لقب (أم المؤمنين)
ولا تبقى لها كرامة ولا شرف، كما كان الحال مع اللاتي طلقهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حال حياته، فلا يبقين أمهات للمؤمنين كما لا يخفى.
والرواية تقول: عن سعد بن عبد الله الأشعري عن الإمام المهدي القائم (عليه السلام) في الرقعة المرفوعة
قال: قلت له: يا مولانا وابن مولانا روي لنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل طلاق نسائه إلى أمير المؤمنين علي حتى أنه بعث يوم الجمل رسولا إلى عائشة وقال: إنك أدخلتِ الهلاك على الإسلام بالغش الذي حصل منك وأوردتِ أولادك في موضع الهلاك للجهالة فإن امتنعت وإلا طلقتك!
فأخبرنا يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض حكمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين عليه السلام؟
فقال عليه السلام: إن الله تقدّس اسمه عظّم شأن نساء النبي فخصّهن بشرف الأمهات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن! إن هذا شرف باق ما دمن لله على طاعة فأيّتهن عصت الله بعدي في الأزواج بالخروج عليك فطلّقها وأسقطها من شرف أمهات المؤمنين. انتهت الرواية. (بحار الأنوار ج32 ص267 والاحتجاج ج2 ص462)
فانظروا أيها الأخوة إلى صريح هذه الرواية الواردة عن مولانا بقية الله الأعظم (أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) ولها شواهد أخرى أيضا، فإنها تصرح بأن عائشة لم تعد أما للمؤمنين بالمعنى الشرفي وإن بقت بالمعنى التحريمي الخاص حيث لا يجوز الزواج بها، اما الحط منها واتهامها بما هو الحق وإدانتها بما قالته بنفسها من فمها فلا يكون مسا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كيف وقد طلقها وكيله ووريثه ووصيه تطليقة نهائية لا تبقي لها شرف الزوجية بالنبي ولا شرف أمومة المؤمنين؟؟!! وكيف خفت هذه الرواية على الذين تناولوني بالسوء ولهم لهم الجرأة في الرد على إمامنا المهدي (عليه السلام)؟؟!
وليس مجرد ضعف السند موجبا لردها فكثير من أحكامنا وعباداتنا نأخذها من روايات ضعيفة أو مرسلة أو مقبولة (كمقبولة عمر بن حنظلة) أو حتى مضمرة (وهي غير المسندة للمعصوم) فكيف بهذه الرواية الصريحة الواردة في التوقيع المقدس؟؟
إن مسألة تمحيص الروايات تخضع لقواعد علم الدراية فإذا وجد أنها لا تعارض القرآن ولا التواتر المعنوي ولا الضرورة من الدين كان القبول محلها على القاعدة، خصوصا مع ورود النهي الشديد من قبل المعصوم (عليه السلام) عن رد الخبر والرواية لمجرد ضعف السند أو عدم استساغة فهمها، فقد ورد ما معناه أنكم إذا رددتم الرواية لضعف السند تكونون قد رددتم علينا من حيث لاتعلمون فترتكبون بذلك الإثم الشديد بل وتكونون قد كذبتم الله تعالى فوق عرشه!! نعوذ بالله من ذلك
عن أبي بصير رضوان الله عليه عن أحدهما (الباقر أو الصادق) عليهما السلام: لا تكذبوا بحديث آتاكم مرجي ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فتكذّبوا الله عز وجل فوق عرشه!! (بحار الأنوار ج2 ص187)
فانظروا أيها الأخوة كيف ان الأئمة عليهم السلام نهونا حتى عن رد الحديث الوارد عن غير طريق الثقاة من الإمامية أي حتى لو كان الراوي مرجئا أو قدريا أو حتى خارجيا لأنه قد يكون فيه شيء من الحق، فكيف بتلك الرواية عن القائم (عجل الله فرجه الشريف)
التي رواها الأصحاب الإماميون؟؟ ويا ترى ما قول الأخوة الذين كالوا تلك التهم الشنيعة لي في أن هذه الرواية بالذات وردت في التواقيع المقدسة، ويعلم القاصي والداني مدى وثاقتها لمجيئها من قبل النواب الأربعة (سلام الله عليهم)
إلا إذا كان الأخوة يرفضون وثاقتهم أيضا؟؟ وإذا كان كذلك فلماذا يقبلون بسائر التواقيع الواردة في الاحتجاج والتي منها التوقيع الشهير: (فاما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم)؟؟؟ هل القضية مزاجية؟؟ يعني لأن هذا التوقيع فيه إدانة صريحة لعائشة وإسقاطا لها من شرف أمهات المؤمنين وتجريدا من كل الامتيازات التي كانت تمتلكها بسبب ذلك والتي من بينها الاحترام فقد قمتم لأجل ذلك برفضه؟؟؟ أما التوقيع الآخر الذي ليس فيه شيء من ذلك ويتحدث عن نيابة الفقهاء عن الحجة (عليه السلام) فقد قبلتموه لأنه شيء عادي ولا يثير حساسية؟!!
كلا يا أيها الأخوة إذا كان هذا هو مزاجكم فليس مزاجي فقد خبرت جيدا بعد كل هذه السنوات (أنا من مواليد 1958 وأتصور أني أكبر من معظم من كتبوا وأهانوني وأنا في مقام والدهم أو أخيهم الكبير!) أقول خبرت كيف يتم التعامل مع روايات أئمتنا العظام (عليهم الصلاة والسلام) فلا يجوز أن نكون مزاجيين وانتقائيين ننتقي ما يعجبنا ونرفض ما لا يعجبنا كما فعل أحدهم (وهو ممن يرتدي عمامة مع الأسف) برفض مقاطع من زيارة عاشوراء لمجرد ورد لعن الخلفاء الثلاثة الأوائل فيها ومن دون أي دليل شرعي على رفضه سوى أن ذلك بزعمه (ليس من أخلاق أهل البيت!!!) الله أكبر يصبح هذا المعمم وصيا على أخلاق أئمته حجج الله على بريته ويكيفها على حسب قناعاته!!!! والحمد لله أن مرجعنا الفذ سماحة آية الله العظمى السيد صادق الروحاني (دام ظله) أفتى فيه في بيانه المشهور قبل سنة ونصف تقريبا عندما قال عنه أنه: (يخرّف) ولعمري هذا أصدق وصف له لتجرؤه على أئمته وحذفه مقطعا من أهم وأوثق زيارة وردت في روايات الأئمة المعصومين عليهم السلام. وإنا لله وإنا إليه راجعون. فلا تكونوا كأمثال هؤلاء... أنشدكم الله أن تحترموا أقوال أئمتهم وأن تلتزموا بما ورد فيها ولا تجعلوا احتكاكم بأهل المذاهب الأخرى سببا للتخلي عن ذلك الالتزام بدعوى الحرج!! فوالله العلي العظيم إن حرجنا إذا تخلينا سيكون أعظم يوم القيامة أمام أئمتنا وسادتنا ولا نجد نجاة من العقاب في ذلك الحين. اللهم نسألك حسن العاقبة.
وأنقل لكم رواية أخرى تؤكد على هذا المضمون وهو طلاق عائشة بيد أمير المؤمنين عليه السلام وقد أوردها العلامة المجلسي في البحار، وهي تتحدث عن جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجاته في اللحظات الأخيرة من حياته وتحذيرهن من مخالفة أمر وصيه علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وإيذانه له بتطليق التي تخالفه منهن فلم تتكلم وتعترض سوى عائشة!!
تقول الرواية: ثم أمر خادمة أم سلمة فقال: اجمعي هؤلاء يعني نساءه فجمعتهن في منزل أم سلمة، فقال صلى الله عليه وآله لهن: اسمعن ما أقول لكن ، وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال لهن: هذا أخي ووصيي ووارثي والقائم فيكن وفي الامة من بعدي فأطعنه فيما يأمركن به ، ولا تعصينه فتهلكن بمعصيته ، ثم قال : يا علي أوصيك بهن فأمسكهن ما أطعن الله وأطعنك ، وأنفق عليهن من مالك ، ومرهن بأمرك وانههن عما يريبك ، وخل سبيلهن إن عصينك ، فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله إنهن نساء وفيهن الوهن وضعف الرأي ، فقال : ارفق بهن ما كان الرفق أمثل بهن فمن عصاك منهن فطلقها طلاقا يبرأ الله ورسوله منها ، قال : وكل نساء النبي قد صمتن فلم يقلن شيئا فتكلمت عايشة فقالت : يا رسول الله ما كنا لتأمرنا بشئ فنخالفه بما سواه ، فقال لها : بلى : يا حميراء! قد خالفت أمري أشد خلاف ، وأيم الله لتخالفين قولى هذا ولتعصنه بعدي ، ولتخرجن من البيت الذي اخلفك فيه متبرجة قد حف بك فئام من الناس ، فتخالفينه ظالمة له عاصية لربك ولتنبحنك في طريقك كلاب الحوأب ، ألا إن ذلك كائن!! (بحار الأنوار ج28 ص107).
والمعنى واضح لا لبس فيه حيث أن الرسول أذن بتطليق عائشة طلاقا (يبرأ الله ورسوله منها) وهذا هو نص كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا تبرأ الله ورسوله منها هل يمكن أن يقال أنه لا يجوز التبرؤ منها الآن أو نسبة الاتهام إليها أو القول: على الأقل لنحترمها لأنها زوجة رسول الله وأم المؤمنين؟!!!
كيف ذلك يا قوم والرسول قد طلقها من خلال وصيه ولا يمكن لوصيه أن يخالفه في أمره؟؟؟ وكيف قد تبرأ منها الله ورسوله ثم يأتينا أحد الأخوة ليعترض على أخ آخر كريم ومثقف ويقول له: أنا لا اقبل أن تصف عائشة بأنها أخبث امرأة في التاريخ لأنه مهما كان تبقى أمك!!!!
أنا لا أدري هل هذا الأخ يتكلم بمنطق الشيعة المؤمنين أم بمنطق من؟؟ كيف تكون عائشة أمه وهو مأمور بالبراءة منها؟؟؟ سبحان الله.. إنما جاء معنى الأمومة في آية الأزواج كما قرره المفسرون أنه على سبيل أنهن (كأمهاتكم) في تحريم الزواج بهن بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا الأمومة الحقيقة أو الشرفية إلا للتي لم تعص رسول الله وحفظت عهده وحفظت نفسها كمولاتنا خديجة ومولاتنا أم سلمة سلام الله عليهما. أما عائشة وحفصة فتخرجان عن هذا الإطار. وهذا ما يعرفه حتى أطفالنا... مع الأسف يأتي ذلك الشخص ويقول للأخ العزيز: (إنك مريض) لأنه قال أن عائشة أخبث امرأة في التاريخ!!! أسال من الله سبحانه أن يجزي الأخ العزيز على قدر نيته ودفاعه عن رسوله وأئمته وأن يعوضه خيرا عن اتهام ذلك الأخ له بالمرض ومطالبته له (بتنظيف عقله) مع أنه من الأولى أن يوجه كلامه لنفسه قبل أن يرمي به الآخرين!!
2- أما القول بأن هذا الاتهام الذي وجهته لعائشة في موضوعي هو مناقض لعقيدة الشيعة الإمامية فسأستغفر الله تعالى لهؤلاء الذين رموني بذلك وأطالبهم بكل شدة بمراجعة الروايات (التي هي في أعلى مراتب الصحة) حول هذا الموضوع قبل أن يحكموا، مع الاسف إن هؤلاء بسبب قلة اطلاعهم وعدم دراستهم لم يعلموا بأن هذه المسألة وردت في أصح الروايات والتي سأنقلها لكم، وأن الاتفاق عليها جار بين علمائنا المتقدمين والمتأخرين ولم يشذ أحد. إننا نقول بأن أعراض الأنبياء مصونة حال كونهن في عصمة الأنبياء، أم التي تطلق أو يتوفى عنها زوجها النبي وتخونه في ما بعد فلا دليل شرعا على بقاء صيانتها لمجرد الزوجية السابقة، ومن يقول خلاف هذا عليه بالمجيء بالدليل قبل أن يلقي الكلام على عواهنه.
انظروا جيدا أيها الأخوة.... من المعروف أن المرحوم السيد الخوئي (قدس سره) كان عنده مبنيان يعرفهما جميع من هنا في الحوزة في سلامة وصحة الروايات، المبنى الأول: صحة جميع ما ورد في كتاب كامل الزيارات. المبنى الثاني: صحة جميع ما ورد في كتاب تفسير القمي.
أما المنبى الأول فيقال أن السيد الخوئي تراجع عنه في أواخر ايام حياته، وأما المبنى الثاني فقد بقي عليه السيد إلى أن توفي. وشاهد كلامي هو في هذا المبنى، فأقول: ماذا لو جئت للأخوة برواية من تفسير القمي لا تقبل اللبس في شأن الاتهام الذي وجهته لعائشة؟؟ وما هو قولهم في تلك الرواية وقد وثّقها سيد الرجاليين في عصره (السيد الخوئي) بناء على مبناه في صحة جميع روايات تفسير القمي؟؟؟
أعتقد بأن الأخوة سيقعون هنا في مأزق كبير، ولكن ماكو جارة كما نقول نحن العراقيين، فلابد من أن آتي برواية أو روايتين لأنتصر لكرامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضد هذه المرأة المنحرفة، ولأرد على الذين أهانوني دون اطلاع ولا تثبت، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
جاء في تفسير القمي في تفسير قوله تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) فقال: والله ما عنى بقوله: (فخانتاهما) إلا الفاحشة! وليقيمن (أي الإمام المهدي المنتظر عليه السلام) الحد على عائشة فيما أتت بطريق البصرة، وكان طلحة يحبها! فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم! فزوجت نفسها من طلحة!!! (تفسير القمي ج2 ص377).
وجاء في الكافي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال لزرارة عليه الرحمة (وهو أعظم وأجل وأوثق رواتنا على الإطلاق): ما ترى في الخيانة في قول الله عز وجل: "فخانتاهما"؟ ما يعني بذلك إلا الفاحشة!! (الكافي ج2 ص402)
فهل عندكم جرأة في الرد على قول المعصوم الذي لا يقبل اللبس؟؟؟ ولنفرض أنكم تصرون على أن المعنى غير هذا المعنى وتحاولون تأويل الروايات بما تشتهون (ولا حجة لكم ولا دليل) أقول لنسلم جدلا بذلك ولكن: على أي اساس تفسقون وتخرجون من المذهب وتشتمون أخا مؤمنا يشترك معكم في العقيدة والولاء لتمسكه بفهمه النصي للنص؟؟
على أي أساس تنظمون حملة لجمع تواقيع لاستنكاره ويأتي في تلك العرائض أنواع هائلة من الشتائم لم نسمعها طوال حياتنا حتى من ألد أعدائنا: (مأجور – أحمق – مأفون – مشبوه – جاهل – سوقي – شوارعي - ....... إلخ) فهل هذه أخلاق محمد وآل محمد؟؟؟ ألم يعد هناك مجال للحوار لتفهموا الطرف الآخر وتناقشوه وتحاوروه قبل أن ترموه بهذه التهم؟؟؟ الله أكبر... أين الالتزام بـ (احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل)؟؟ أين الالتزام بجب الغيبة عن المؤمن؟؟؟ والله لو علم هؤلاء معنى الغيبة لما تجرؤوا على هذا الكلام بحقي؟؟؟ كيف وقد تجاوزوا الغيبة إلى البهتان!!! فالغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره وإن كان حقا فيه، أما البهتان فهو ذكرك إياه بالباطل وهذا ما حصل منهم!!!
أطالبهم بالدليل على أنني كاتب مأجور مشبوه أمام الله تعالى وأمام رسوله وأمام أوليائه!! أطالبهم بالدليل على كل ما رموني به من تهم باطلة سأخاصمهم بها أمام الزهراء روحي فداها يوم القيامة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأطالب كل الذين وقعوا على عريضة الاستنكار أن يراجعوا أنفسهم وليسألوا أنفسهم: هل من الممكن أن نكون قد ظلمنا أخا لنا ونتحمل وزر ذلك غدا وألا يجدر بنا أن نطلب منه براءة الذمة؟؟
أطالبهم بمراجعة النفس وسحب تواقيعهم وأطالب شبكة هجر بأن تسحب تبنيها لهذا الموضوع وإلا فإنني والله وبالله لن أتنازل عن حقي وسأخاصم كل من وردت أسماؤهم في هذه العريضة وسأرفعها أمام رسول الله والزهراء (صلوات الله عليهما) مطالبا بحقي، فأنا لم أرتكب ذنبا ولا مخالفة شرعية وإنما جئت بروايات القوم لتكون حجة عليهم، وحاربت عائشة....
نعم حاربتها التزاما بوظيفتي الشرعية، والاتهام الذي وجهته لها وجهه لها أئمتنا (عليهم السلام) قبلي في روايات صحيحة واضحة لا تقبل اللبس وليس فيها غموض، ولكن بسبب خفائها على بعض الناس تصوروا أنني جئت بشيء جديد من عندي فاشهروا أسلحتهم ضدي وطعنوا بي والله يأخذ بحقي منهم.
أحد علمائنا الأبرار (رضوان الله عليهم) كتب شعرا في عائشة، انتقدها فيه ولكن بدأ الشعر ببيت يقول: (أماه يا أماه سبك محرم) وأراد بذلك أن يمهد الطريق للانتقادات التي سترد في الشعر وبيان أنها ليست من قبيل السب. هذا العالم كان سيدا من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، بعد إتمامه للقصيدة رأى الزهراء (ارواحنا فداها) في المنام وكانت غاضبة وقالت له: لماذا وصفت عائشة بأنها أمك؟؟؟ ألست أنا أمك لا هي؟؟!!
أفاق العالم مرعوبا واستغفر الله من تلك الزلة وغير بداية القصيدة إلى بيت آخر. نعم أيها الأخوة إن الزهراء وأهل البيت (عليه السلام) لا يقبلون بأن نعترف بكون عائشة أما لنا وهي قاتلة أبيهم رسول الله (عليه وآله السلام) بالسم وهي التي ارتكبت كل تلك الجرائم التي يندى لها الجبين في حق الإسلام وحق أهل البيت وحق الإنسانية جمعاء... فمالكم كيف تحكمون؟؟ هل تنتصرون لعائشة إكراما لها بهذه الطريقة ولا تحتملون أن تتعرضوا إلى عقاب شديد من الله ورسوله وأوليائه؟؟؟ اتقوا الله يا إخواني. والحمد لله أن أحدا من المراجع الكرام الذين استفتيتوهم في شأن الموضوع لم يفتوا وتجاهلوا الاستفتاءات تماما وما ذلك إلا لأنهم يعلمون بالحقائق ويدركون ما صنعته عائشة في طريق البصرة.
3- اما الاتهام بأن الاسلوب كان سوقيا ومنافيا للآداب فأحب أن أوضح نقطتين مهمتين جدا: الأولى هي أنني حرصت على أن تكون جميع المصادر والشواهد هي من كتبهم وصحاحهم (كصحيح البخاري) وهنا استغرب من بعض الأخوة الذين ادعوا بأن تلك الروايات غير صحيحة!! كيف وهم قد أوردوها في اصح مصادرهم؟؟ وراجعوا الموضوع جيدا لتعرفوا كم المصادر التي أوردتها وأقوال علمائهم (كالنووي شارح مسلم) في توثيقها.
هذا الحرص على أن تكون كل المصادر من مصادرهم هو الذي جعلني أكتب بهذا الأسلوب القاسي الساخر لأعرفهم بأنهم هم الذين يطعنون في أمهم وليس نحن!! ولذلك لم آتي بأي نص من مصادرنا كما فعلت لكم الآن ليس لعجزي عن ذلك فإن باستطاعتي أن أؤلف كتابا كاملا حول هذا الموضوع وأدين فيه عائشة بالأدلة القاطعة ولا يعجزني قلمي عن ذلك بحمد الله منذ تركت الكتابات السياسية في صحف المعارضة العراقية السابقة وتفرغت للعمل في المجال العقيدي. لقد رأيت أن من الضروري أن أكون قاسيا حتى يعلموا أن (بلاويهم) هي أشد وأعمق مما يتهموننا به في عرض عائشة، وقصدي كان: أولا اذهبوا إلى صحاحهم ومصادركم وكتبكم ونظفوها ثم تعالوا وناقشوا ما عندنا في هذا الموضوع.
هذه هي النقطة الأولى أما النقطة الثانية فهي: أنا لا أحترم من لم تحترم أقدس شخصية في الخلق وهي شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد نسبت عائشة إلى رسولنا الكريم ما يعف اللسان عن ذكره من الاتهامات الوقحة والسوقية والمبتذلة وكلكم أيها الأخوة تعرفونها ولا داعي لنقلها وإن كان ناقل الكفر ليس بكافر ولكن احتراما لمشاعر الأخوة وحبهم وعشقهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فأقول: إذا كانت عائشة تجرأت على مقام النبوة الخاتمة بهذه الفداحة والوقاحة فلماذا لا أرد عليها بالمثل من باب قوله تعالى: (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)؟؟!! ولماذا أحترم التي لم تحترم سيد الخلق وخاتم الأنبياء المقدس الحبيب المصطفى؟؟ بل لماذا أحترم التي لم تحترم نفسها وكشفت اللثام عن تصرفاتها اللاأخلاقية غير المتوازنة بلسانها؟؟؟ إنها تستحق أكثر من هذا. ووالله إن في قلبي حرارة لا تهدأ ضد هذه الخبيثة الملعونة.
نعم أسلوبي كان ساخرا ولكن لا تلوموني فأنا بالاصل كاتب سياسي ساخر في جرائد المعارضة، ولا أعتقد بأن عائشة أرفع منزلة من صبحة زوجة الطاغي صدام التي تناولناها بأشد مما تناولنا عائشة به. ولا كرامة لعائشة، وأرجو أن لا يقنعني أحد بأن عليّ مراعاة مشاعر المذاهب الأخرى فأنا لا أقيم وزنا للكم وإنما للكيف وللمبدأ، ولو كان أسلوبي هذا قد كتبته في حق جعدة بنت الأشعث قاتلة الإمام الحسن عليه السلام لما اعترض أحد منكم ولا منهم إلا قليلا، فما الفرق بين عائشة وجعدة؟؟؟ الأولى قاتلة رسول الله والثانية قاتلة سبطه الحسن!! هذا كل ما في الأمر، فأي كرامة للقاتلة حتى لا نتناول سيرتها بالسخرية والاستهجان والاستهزاء؟؟؟ يقول الله تبارك وتعالى: (الله يستهزئ بهم) ونحن مع الله من المستهزئين بأمثال هؤلاء المجرمين عسى أن يرينا الله يوما نرى فيه وليه المنتظر يخرجهم من قبورهم ليصلبهم ويقيم عليهم حد الله. إلهنا آمين.
والله إنه يكفي أن يدقق الإنسان الموالي لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) في كلام الإمام الصادق (عليه السلام) ليعرف أي حرارة تتوقد في أحشائه تجاه عائشة. يقول الإمام عليه السلام: تدرون مات النبي أو قتل؟ إن الله تعالى يقول: (أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم) فسُمَّ قبل الموت! إنهما سمّتاه!! فقلنا: إنهما وأبويهما شر من خلق الله!! (البحار ج28 ص21).
قتلة مجرمون تسببوا في حرماننا من أعظم شخصية في تاريخ الخليقة... ذلك الرسول الكريم والأب الرحيم.... ومع ذلك يأتينا اليوم من يقول: تأدبوا مع هؤلاء المجرمين لمراعاة مشاعر المذاهب الأخرى!!! الله حسيبنا على هؤلاء!
لدينا هنا في العراق طائفة لا بأس بعدد أفرادها يسمون (اليزيدية) وهم الذين يقدسون يزيد بن معاوية لعنة الله عليه فهل تريدون منا أن نحترم يزيد و(نتأدب) معه مراعاة لمشاعرهم!!! مالكم كيف تحكمون؟؟؟ ما الفرق بين (اليزيدية) و(البكرية العمرية العائشية)؟؟!! لا فرق عندي غير أن الفرقة الأولى قليلة العدد نسبة إلى الفرقة الثانية، فهل نجعل مواقفنا على (الكم) وهل هذه هي مبادئ المؤمنين؟؟؟ كلا إن الحق واحد لا يتعدد ولا فرق بين عائشة وعمر ويزيد.... كلهم مجرمون.. كلهم يستحقون أن نهاجمهم ونهينهم ونفضحهم ونبين لكافة الناس مساوئهم بشتى الأساليب.
ومع هذا أقول لنفترض أن أسلوبي لم يكن موفقا، فهل يستحق الأمر كل هذا الاستفزاع وإصدار البيانات والعرائض والشكاوى؟؟ وقد أضحكني وأبكاني خبر أوردتموه في الشبكة عن (كبار علماء الشيعة في الكويت) يستنكرون مقال السماوي!! أقول أولا: لقد سألت عنهم كثيرا لأعرف من يكونون وهل هم فعلا كبار العلماء كما يدعون؟؟ سألت في النجف وكربلاء فلم أسمع أحدا يعرفهم أو سمع بهم لا من قريب ولا من بعيد!! فأستغفر الله.. ربما المقاييس تختلف بين الكويت والعراق، فهنا عندنا لانطلق كلمة (كبار العلماء) إلا على المراجع والمجتهدين وأساتذة الخارج المعروفين وليس كل معمم عالم، ولكن يبدو في الكويت الأمر مختلف والله المستعان!!
وأما ثانيا فأقول: ليت هؤلاء (كبار العلماء) كان لهم مثل هذا البيان ومثل هذه الغيرة على أبنائنا وإخواننا وأخواتنا هنا في اللطيفية وغيرها الذين يقتلهم الوهابيون المجرمون ليل نهار ويأمرون بسب الإمام علي (عليه السلام) بل ويطلبون منهم الدوس على صورته الشريفة لإنقاذ أنفسهم من الإعدام وهم في طريقهم من بغداد لزيارة النجف وكربلاء!!! ليت غيرتهم تحركت على ذلك وأصدروا بيانا يستنكرون فيه هذه الجرائم ويعتبرونها مفرقة لوحدة الأمة ويطالبون بالقصاص من المجرمين بدلا من أن يصدروا ذلك البيان اللاذع في حق المجرم الأكبر سعيد السماوي الذي أهان (أم المؤمنين) عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة!!! وحسبنا الله ونعم الوكيل!!! تهرق دماء الشيعة ليل نهار دون أن تقوم غيرة أحد، ويكتب كاتب واحد موضوعا في مجلة فتقوم الدنيا باسرها فإنا لله وإنا إليه راجعون. صدق ما قالت إحدى الأخوات في شبكة هجر: أبوي ما يقدر إلا على أمي!!
4- اما النقطة الرابعة وهي أن الموضوع نشر في مجلة المنبر وكفى بذلك تهمة عند بعض الناس! فأقول: نحن قبل سقوط نظام الطاغي لم نكن نعرف المنبر ولا خدام المهدي عليه السلام ولا سمعنا بهم ولكن بعد السقوط وانفتاح الطرق زارنا بعض الأخوة من الهيئة وأنا شخصيا عن طريق أحد الأصدقاء تم عرض فكرة العمل في المنبر عليّ، فطلبت أرشيف المجلة للاطلاع عليها ولا أخفي عليكم فقد وجدتها مجلة حادة وصارخة جدا واستغربت كثيرا من وجود مجلة شيعية بهذا النفس لكن كلما كنت أقرأ عددا من المنبر وخاصة باب (الاستهلال) الذي هو افتتاحية المجلة كلما كنت أجد نفسي أنجذب نحوها بشكل عجيب فقد تلمست مدى حرارة هؤلاء الشباب وما تحمله قلوبهم من حب عميق وكبير لأهل البيت هذا الحب الذي نراه يترجم على صفحات المجلة بضربات شديدة القسوة ضد كل الذين انتهكوا حرمات أهل البيت عليهم السلام.... لقد وجدتهم جماعة مستميتة في الدفاع عن أئتمنا الأطهار (عليهم السلام) إلى حد الجنون!!! نعم الجنون كما قال عابس الشاكري رضوان الله عليه: حب الحسين أجنني...
عندما نقرأ استهلالات المنبر التي هي في نظري من أروع الكتابات المنهجية التي رأيتها في حياتي كلها حتى الآن... أقول عندما نقرأ هذه الاستهلالات سنتفهم جيدا الدواعي الفكرية والفلسفية التي جعلت هؤلاء يطلقون مجلة بهذا النوع، نظرياتهم تؤكد على نبذ الخوف بالكلية وعلى الذوبان المطلق في عشق أهل البيت (عليهم السلام) وعلى شن حرب شرسة لإنهاء الوجود الاعتباري لكل ظلمة أهل البيت وقاتليهم حتى لو أدى ذلك إلى أن نقتل أو نصلب أو نسجن!!!
أبوح لكم بأنني طول عمري (وأنا الآن أقترب من الخمسين) ما جال في خاطري أن أعمل هكذا عمل أو أنضم إلى هكذا جماعة، وبعد كل هذه السنين كنا نعمل في بعض التنظيمات والأحزاب التي ربتنا على مبادئ خاصة اكتشفنا في النهاية أنها ليست إسلامية صلبة ولا شيعية حقيقية وإنما هي خليط سياسي لا فائدة منه!!
لقد وجدت ضالتي أخيرا في هذه المجلة وآمنت بأهداف القائمين عليها ولذلك عملت بها، ولا تظنوا أنني قبلت بالعمل بسهولة... لا ابدا فقد حملت معي عند اطلاعي على أرشيف المجلة اعتراضات عديدة ولكن اكتشفت من خلال النقاش مع الأخوة انها لم تكن إلا بسبب رواسب الماضي.... رواسب ما تربينا عليه طول تلك السنين، وأنا اتحدى أن يتمكن أي شخص من أن يغلب بالحوار المنهجي القائمين على مجلة المنبر فهم من أكثر من رايت في حياتي ثقافة ووعيا ولكن المشكلة هي في أن الأخوة لا يناقشونهم ولا يحاورونهم حتى يعرفوا لماذا هم قد اختاروا هذا الطريق، فقط الذين يتابعون المنبر ويقرأونها استطاعوا فهم هؤلاء واستيعاب أفكارهم أما الآخرين فلم يكلفوا أنفسهم ذلك ومع ذلك يحكمون على المجلة ويرمون أصحابها بالاتهامات التسقيطية بلا اي تثبت وحتى دون اطلاع على المجلة نفسها!!!
وقد لاحظت هذا الشيء جيدا في تعليقاتهم على مقالي فأنا أتحدى أن يكون كل الذين اختاروا مهاجمتي وتنظيم حملة الاستنكار أن يكونوا قد قرأوا المقال كاملا من المجلة نفسها!! بل هم اعتمدوا على مواقع الوهابية ومنتدياتهم الذين نسخوا لهم جزءا من المقال على شكل صورة،، وما اسرع الأخوة في الاعتراض من دون قراءة المقال كاملا أو الاطلاع على المجلة كاملة!!! نعم قد يكون واحد أو اثنين لا أكثر من الذين قرأوه كاملا أما الباقين فلا، وما اسرعهم بالاعتراض منذ الوهلة الأولى لطرح الموضوع في شبكتكم وأنا أعرف السبب: إنه (مجلة المنبر)!!!
لماذا يا إخواني كل هذا الحقد على هذه المجلة؟؟؟ لماذا يأتي أحدكم ويقول بكل قسوة: أنا أتمنى أن تغلق هذه المجلة وهذه أعظم خدمة يقدمها الوهابيون لنا وأتمنى أن يتم محاكمة كل القائمين عليها وهم يستأهلون السجن!!!!
القضية أصبحت واضحة لي تماما.... إنها تصفية حسابات بسبب مواقف هذه المجلة من بعض الجهات الشيعية وخصوصا الجمهورية الإسلامية. وأنا أعلم الكم الهائل من الخسارات التي تسببها مواقف المنبر السياسية بالنسبة لجمهور المجلة، وعندما قبلت العمل بالمجلة قبل سنة تقريبا قلت للأخ نبيل عبد الكريم (وهو المدير الإداري الذي التقيناه في زيارته للعتبات) أنني أفضل أن لا تتناول المنبر القضايا السياسية والخلافية في إيران وأن تركز فقط على العمل العقيدي فتناول مثل هذه القضايا سيخسر المجلة كثيرا من الجمهور بينما التركيز على العمل العقيدي سيجمع الناس حولها، فأجابني بجواب قائلا أننا في الأصل لسنا مجلة سياسية ونحن لا نتناول قضايا سياسية ولكن من واجبنا الدفاع عن المظلومين من الشيعة فإظا ظلمتهم أي دولة كنا لها بالمرصاد ايا كانت هذه الدولة ولذلك ترى أننا هاجمنا الكويت والسعودية والبحرين وغيرها من الدول في اي قضية تمس حقوق الطائفة أو يقع فيها ظلم على المؤمنين. بصراحة وجدت نفسي في شبه مأزق بين أن ارفض العمل (وسأكون أنا الخاسر لأنها فرصة لاتعوض أن يعمل الإنسان في مجلة ولائية لا مثيل لها) وبين أن أقبل بالعمل (وأتحمل تبعات مواقف المنبر اتجاه إيران) ورغم عدم قناعتي بالمزاوجة بين الأمرين لكني صممت على العمل بمجالي في المجلة فأنا لا شأن لي ببقية المواضيع وعليّ فقط بمواضيعي في المجال العقيدي.
عندما قرأت ووجدت آثار الضجة التي صنعها مقالي وقرأت أخبار في الانترنت أن المجلة تم تحويلها للنيابة في الكويت تألمت كثيرا لأنني أحسست بأنني السبب في ضرر الأخوة هناك فاتصلت بالأستاذ يوسف (رئيس التحرير) وكان المسكين نائما بعد الظهر فقلت له: شيخنا أنا آسف جدا! قال: خير إن شاء الله؟ قلت: بسبب الأحداث التي حصلت. قال: أي أحداث؟!! قلت: في الكويت. قال: وما دخلك أنت بالموضوع؟ قلت: أنا صاحب المقال وبسببه تم تحويل الأخوة للنيابة وقرأت في الانترنت ايضا أن الهيئة والمجلة تم إغلاقها!
ضحك وقال: تصورت يا أبو قاسم أن عندك موضوعا مهما حتى توقظني في قيلولتي هذه!! يا أخي نحن معتادون على مثل هذه القضايا وعندما قبلنا بنشر موضوعك فنحن نعي أنه يمكن أن يتسبب في ضجة ولكن هذا شيء عادي في عملنا منذ أن بدأنا قبل سنوات واعتدنا عليه، ولا تهتم فكل شيء على ما يرام ولا يستطيع أي مخلوق أن يوقف المنبر أو الهيئة ما دام حجة الله (سلام الله عليه) موجودا، وعلى كل حال أنا متواصل مع الأخوة في الكويت وقالوا لي بأن كل شيء طبيعي والعمل جاري.
قلت: فما هي قصة تحويل المجلة للنيابة وإغلاق الهيئة؟ قال: الهيئة لم تغلق ومازالت تعمل بشكل طبيعي، وأما المجلة فربما هي المرة التسعين التي يحولونها للنيابة وأنا شخصيا علي أحكام بالسجن هناك ولا أستطيع دخول الكويت!! وعلى كل حال لماذا أنت متوتر فحتى لو حصلت كارثة في الكويت لمكتب الهيئة فما شأننا نحن؟؟ لدينا مكتبنا هنا في بيروت ولدينا في لندن والمنبر توزع في كثير من البلدان والقافلة تسير كيفما كان، وأنت عليك بالاستمرار بالعمل كما كنت ولا تهتم. تبقى مشكلة التمويل لأننا نعتمد على الكويت ولكن إن الله هو الرزاق والأمور تمشي.
قلت: أفهم من كلامك أن الأخوة في الكويت ليسوا منزعجين مني؟ قال: عيب هذا الكلام الأخوة هناك أنا متأكد من أنهم يباركون ما صنعت وهم معك ولا تتصور أي شيء غير هذا.
قلت: هل قرأت الضجة على الانترنت؟ قال: تعرفني ليس عندي الوقت الكافي لمتابعة الانترنت ولكن لاشك هناك مواقع وهابية عديدة تهاجمنا كالعادة وجاء هذا المقال ليكون مادة جديدة لهم. قلت: ولكن هناك حملة في موقع شيعي للاستنكار عليّ وعلى موضوعي وعلى المنبر!! قال: أحيانا قد تحصل مثل هذه الأمور بسبب عدم الفهم فلا تهتم. قلت: ولكن هذا الأمر غير صحيح بتاتا، لقد قلت لنبيل والآن أكرر عليكم بأنه كان من الأفضل أن لا تنشر المنبر أي مواقف اتجاه إيران وأن نركز فقط على العمل العقيدي وأنا اكتشفت بشكل واضح أن معظم الذين هاجمونا بسبب المقال لم يكن حبا في عائشة وإنما كرها في المنبر لأنها على خلاف مع الجمهورية الإسلامية، فلماذا نحشر نفسنا في هذه الزاوية الضيقة؟؟
قال: حسنا... لنتصور أنك الآن لا قدر الله سُجنت بسبب الموضوع الذي كتبته هل كنت تقبل منا أن نتخلى عنك؟؟!
طبعا لا... فلماذا تريد منا أن نتخلى عن المسجونين المظلومين في إيران؟؟ قلت: أي مسجونين؟؟ قال: واحد منهم هو الشيخ الرستكارجويباري المرجع والمفسر المعروف.... يا أخي نحن لا نريد أن ننتقد إيران ولا أن نتناولها بنصف كلمة لعدة اسباب، من أهمها أننا لا نريد أن يستغل الوهابية ذلك ويقولون: انظروا إلى الشيعة كيف يتناحرون! ولكن المشكلة يا أخي أننا لا نستطيع أن نغمض عيوننا على الانتهاكات الفادحة لحرمات المؤمنين، من يدافع عن هذا الشيخ المجتهد المظلوم الطاعن في السن الذي يقبع الآن في السجون بلا محاكمة بسبب دفاعه عن الزهراء (سلام الله عليها) ووقوفه ضد الوهابيين في إيران؟؟ هل ترانا سنفر من قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بما معناه: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله؟؟ يا أخي القضية قضية مبدأ الدفاع عن المظلومين ونحن لا نرى أنفسنا بريئي الذمة ما دام عندنا صوت إعلامي ولا نسخره للدفاع عن المظلومين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، أما سائر القضايا السياسية فلا علاقة لنا بها ولم نكتب ولا مرة واحدة عن الانتخابات الإيرانية أو الصراع بين المحافظين والإصلاحيين ولا يهمنا أي شيء من هذا القبيل، كل ما يهمنا هو أمران: أن نتصدى لمحاولات طمس العقيدة وتشويهها حتى لو كانت من بعض الجهات داخل إيران. والثاني: أن نتصدى لمحاولات ظلم وانتهاك حرمات المؤمنين والمراجع والعلماء حتى لو كانت من بعض الجهات في إيران. وانظر في كل أعداد المجلة إذا وجدت غير هذين الأمرين في ما يتعلق بالشؤون الإيرانية فلك ما تريد!!
قلت: إذا كان الهدف هو الدفاع عن حرمات المؤمنين فلماذا لم تكتبوا عن الأخ العزيز ياسر الحبيب الذي ظلمته حكومة الكويت وسجنته وعندما وصلني الخبر تصورت أنكم ستكتبون في العدد التالي خاصة وأنه ليس شخص عادي بل هو مؤسس الهيئة وراعيها والمنظر لها ولكن صدرت كل الأعداد منذ أكثر من سنة حتى الآن وليس فيها إشارة واحدة لقضيته ومظلوميته؟؟؟ فهل لأن الأخ ظلمته حكومة الكويت فلم تكتبوا والشيخ الرستكاري جويباري ظلمته حكومة إيران فكتبتم دفاعا عنه؟؟؟
قال: لا يا أخي ليس الأمر كما تظن، نحن أعددنا موضوعا مفصلا عن مظلومية الشيخ ولكن وصلتنا رسالة منه أنه لا أريد أن يتم إثارة موضوعي على صفحات المنبر حتى لا يقال أنهم قد بدأوا بتمجيد صاحبهم!! فاحترمنا رغبته وهو الذي منعنا عن الكتابة عنه مع أنه بلا شك يستحق أن يتم الدفاع عنه خصوصا وأنه صاحب الفضل علينا جميعا وعلى هذه الهيئة.
قلت: أنا سأكتب رد مفصل على الذين هاجموني بسبب الموضوع وأطلب منكم نشره في العدد التالي. قال: نحن من سياستنا عدم الدخول في مساجلات ولو أردنا أن نعلق على كل انتقاد أو هجوم هنا وهناك لأصبحت المجلة من أولها إلى آخرها ردود وتعليقات، وأنت تعلم بأن من سياستنا أن ننطلق نحو العمل ولا نشغل أنفسنا بنباح الوهابيين أو هجوم غيرهم لأنه يشل طاقاتنا ويصرفنا عن الأهم.
قلت: ولكن كيف لي أن أعبر عن وجهة نظري تجاه هذه الانتقادات، فأنتم حتى موقع إنترنت لا تملكون حتى نرد عبره مثلا ولا أدري لماذا لا تنشئون موقع حتى الآن؟ قال: عادة هناك باب لدينا اسمه (منبر القراء) نتيح فيه نشر بعض الرسائل والتعليقات التي تردنا من جمهور القراء ونسمح في تلك الحال بأن يرد محرر الموضوع على التعليق بشكل مختصر وليس مفصل لأن المساحة لا تكفي كما تعلم، فإذا وصلتنا رسالة فيها رد على موضوعك فسنبعثها لك حتى تعلق عليها وننشرها لك في منبر القراء، هذا ما عندنا.
قلت: وحتى الآن لم تصلكم رسالة واحدة ضد الموضوع؟؟ قال: السكرتارية لم يطلعوني على رسالة فيها رد علمي على موضوعك وإنما فقط رسائل فيها شتائم على الإيميل من الوهابية لك!! فهل تحب أن أطلعك عليها يا أبو قاسم حتى تنفتح نفسك على الأكل مثلا؟؟؟ أنا أعدك إذا وصل رد علمي أن أبعثه لك حتى ترد عليه.
قلت: ولماذا لا يكون لنا موقع إنترنت حتى ننشر المجلة أكثر ونتواصل مع الجمهور ونعبر عن آرائنا؟؟؟ قال: بحت أصواتنا ونحن نقول للكويتيين هذا الكلام ولكن دائما يقولون لنا: ماكو ميزانية!!! فاذهب واقنعهم!!
قلت: هل من المعقول (هيئة خدام المهدي عليه السلام) هذه الهيئة الضخمة التي هزت العالم ليس لديها ميزانية لموقع إنترنت واحد؟؟؟ قال: لا أنكر أن هناك أخطاء عديدة في كيفية تسيير شؤون الهيئة والمصاريف التي يتم توجيهها هنا وهناك والتي تستهلك كثيرا من الميزانية المتاحة، ولكن أنت تعلم بأننا نعتمد فقط على جمهورنا في تمويل المجلة، أي الاشتراكات والمبيعات وليس لدينا جهة تدعمنا أو تتبرع لنا، وتمويل الاشتراكات والمبيعات بالكاد يغطي المصاريف الهائلة للمجلة سنويا، هذا بالنسبة للمنبر أنا أتحدث لأنها ضمن مسؤوليتي، أما بالنسبة لثائر وباقي الإصدارات والأنشطة الأخرى فكلٌ منها لديها ميزانيتها الخاصة ويمكنك أن تراجع الشباب المسؤولين عنها. وإن شاء الله نجد طريقة لإطلاق موقع للمنبر.
قلت: إذا أنا سأرد عليهم على الانترنت بشكل شخصي. قال: ذلك من حقك ولكن عموما نحن لا نشجع على ذلك فأنت من واجبك الشرعي أن تمضي في عملك ولا تهتم بنباح الوهابية أو هجوم البعض لأنه سيجرك إلى المساجلات والمناقشات التي لا طائل منها. اهتم يا أخي بالأولويات واترك الهامشيات فلا وقت لدينا وأمامنا طريق طويل يجب أن نسير فيه.
------------------------------------
فعلا ايها الأخوة أضحكني قول بعض الذين هاجموني وهاجموا المنبر الذين ادعوا وزعموا أنهم اي مجلة المنبر (عملاء) ويتلقون دعما من الخارج!!! أقول لهم: بالله عليكم لو كنا عملاء أو كانت هذه الهيئة تتلقى دعما من الخارج فهل من المعقول أن لا يعطيهم هذا (الخارج) حتى مبلغا ضئيلا من المال يستطيعون به تكوين موقع على شبكة الانترنت؟؟؟؟ أليس يهم هذا (الخارج) أن تنتشر هذه المجلة أكثر لتحقق الهدف (السري) لها كما يزعم المهاجمون؟؟؟ فلماذا لا يساعد بشيء بسيط من المال لزيادة نشرها على الانترنت؟؟؟؟
والله حرام عليكم.... تظلمون هذه الهيئة والشباب المخلصين الطاهرين الذين يعملون ويكدحون فيها ليل نهار من أجل خدمة أهل البيت عليهم السلام بشق الأنفس، وهم يدفعون من جيوبهم الشخصية (ليس أنا لأنني لا أملك الكثير مع الأسف ولكن هم) من أجل استمرار هذه الهيئة، وبدلا من أن تشجعوهم وتقفوا إلى جانبهم تتهمونهم بالعمالة للخارج وتفترون عليهم بلا وازع ديني أو أخلاقي.
أقول لكم في ختام كلامي: قبل أن تتخذوا موقفا عدائيا من المنبر حاولوا أن تتفهموا المنبر وأن تعرفوا الأشخاص الذين يقومون عليها عن كثب، فوالله لو عرفتموهم عن كثب لوجدتوهم من أكثر الناس تقوى وإيمانا وعشقا لأهل البيت وإخلاصا، وهذا ما شجعني أكثر وأكثر على الارتباط بهم رغم أن معظمهم من عمر أبنائي ولكن أنا أتشرف بأن أكون تلميذا في مدرستهم.
يتبع ...
حتى لو اختلفتم معهم في أسلوب العمل والطريقة فلا تجعلوا ذلك يسبب الكراهية بينكم، حاولوا أن تتناقشوا وتتحاوروا فإما أن تقنعوهم أو يقنعوكم، وإذا لم يقتنع أحد تبقى المودة والتراحم بينكم وبينهم ويبقى لكل واحد أسلوبه في خدمة أهل البيت عليهم السلام، والله تعالى هو المثيب والمجازي يوم القيامة. أما أن يقوم أحدكم بالاستعداء المتكرر ويكتب (مجلة المنبر... سيرة وانفتحت) ويحاول الآخرون الاصطياد بالماء العكر ومهاجمة هؤلاء المؤمنين (عطال بطال) في مناسبة وبدون مناسبة لمجرد أنهم (مجلة المنبر) فهذا ما لا يجوز ولا يصح ولا يتناسب مع أخلاق المؤمن الموالي لأهل البيت سلام الله عليهم.
دعونا نترفع عن هذه الأمور... وأما بالنسبة لشبكة هجر الموقرة فأرجو منها حذف موضوع الاستنكار كما أرجو من الأخوة الذين اتهموني وكالوا لي الشتائم والسباب أن يسحبوها فوالله لقد ظلمتوني ولن أبرئ ذمة أي أحد إلا إذا تراجع عن ظلمي. وأنا أستغفر الله لهم كما أستغفره لي وأسأله سبحانه وتعالى أن يسددنا لما يحب ويرضى.
أخوكم – سعيد السماوي
-----------------------------------
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السادة شبكة ... الثقافية المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة عندما ابلغني بعض الاخوة بان هناك جدلا كبيرا في صفحات الانترنت حول موضوعي الذي كتبته بالمنبر تحت عنوان (أم المتسكعين) قبل عددين قمت بمراجعة موقعكم وبعض المواقع والمنتديات وهنا اكتشفت الطامة..
ووجدت هجوما كاسحا من قبل البعض لم أكن اتوقعه ابدا في يوم من الايام ووصلت الاتهامات لي إلى حد لا يطاق نالت من إيماني وكرامتي وتسببت في آذاي النفسي إلى درجة أنني قررت أن لا أغفر للأخوة جرمهم بحقي وأعلنها بصراحة اني توجهت إلى الله تعالى وإلى سيدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأنا في قمة التأثر وطلبت أن يكون خصيما بيني وبينهم يوم القيامة وسآخذ إن شاء الله تعالى صحيفة احتجاجهم التي جعلوها على شبكة هجر التي شتموني فيها وسبوني وأهانوني وأخاصمهم بها أمام رسول الله وأمام الزهراء ليأخذا بحقي منهم فانا لم أدافع إلا عن رسول الله وقد قلت له باكيا: سيدي ومولاي الحبيب.
إنما كتبت وفاء لك وصونا لكرامتك ضد هذه المرأة التي ما اكتفت بأذيتك وإلحاق التهم الزائفة بك بل قتلتك بالسم ثم ما اكتفت بهذا ايضا حتى آذت ابنتك وأهل بيتك وأهرقت بجرائمها دماء الألوف المؤلفة من أمتك...... وجاءني اليوم من يتهمني في ذلك بالحماقة والضلال وأنني كاتب مأجور وباغي فتنة بل ومرتد عن المذهب وعميل للاستكبار!!!
فخذ لي بحقي منهم يا رسول الله في الدنيا قبل الآخرة...
على كل حال أحببت أن ارسل لكم هذه الرسالة لأنني لا استطيع الدخول على شبكة هجر والرد على هؤلاء، وهذه الرسالة فيها رد مفصل على الأخوة الذين هاجموني وأطلب منكم أن تتلطفوا بمراجعة وجهة نظري في الاتهامات التي تم توجيهها لي ولا أتصور أبدا أن الأخوة بعد قراءتهم لهذا الرد المفصل ستكون لهم نفس المواقف الحادة التي اتخذوها ضدي.
يمكن تلخيص الهجوم الذي جاءني بسبب الموضوع في الآتي:
1- أن هذا اتهام لعرض وشرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بادعاء خيانة عائشة له خيانة زوجية!
2- أن هذا الاتهام يناقض عقيدة الشيعة الإمامية في صون أعراض الأنبياء.
3- أن أسلوب الموضوع كان وقحا وسوقيا إلى اقصى حد!
4- أنه نشر في مجلة (المنبر) وكفى بذلك تهمة عند الذين يحقدون عليها لمجرد أنها (منبر)!!
وأنا إن شاء الله سأقوم بالرد على نقطة نقطة:
1-أما القول بأن هذا اتهام لعرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشرفة فمضحك مبكي في آن واحد! لماذا؟ لأنه ليس من المعقول هذا المنطق!!
فأن تأتي امرأة لتتزوج رجلا وطوال فترة الزوجية تتسبب في آذاه وتحيك المؤامرات ضده وتنغص عليه عيشته حتى يضطر أن يطلقها مرتين ويصفها – كما في صحيح البخاري – بأنها (رأس الكفر).
ثم تأتي لتدس له السم أثناء مرضه فتقتله ثم بعد ذلك تزيف الأحاديث السافلة الكاذبة عن حياته الزوجية شديدة الخصوصية لتشويه سمعته ثم تدخل عليها الرجال الأجانب وتمارس تصرفات لا أخلاقية بعد وفاته ثم تخرج على وريثه وتقاتله وتتسبب في مقتل ألوف الناس الأبرياء ثم تسجد شكرا لله على مقتل ذلك الوريث ثم تمنع ابن ذلك الرجل وسبطه من الدفن إلى جواره وتتسبب في أن ترمى جنازته بالسهام.
ثم بسبب فتاواها في رضاعة الكبير وغير ذلك تدخل في دين الله ما يشاء إبليس وزمرته وتكون شر امرأة في الإسلام فيلعنها الأئمة المعصومون (عليهم السلام) ويأمرون بالبراءة منها...... وبعد هذا كله يأتينا شخص يتباكى ليقول: إنك إذا تحدثت ضد هذه المرأة تكون قد طعنت في عرض زوجها لأنها مهما يكن كانت زوجة له!!!
ما هي الملازمة عند العقلاء بين هذا وذاك؟!!
وما نوع هذه الملازمة؟!
شرعا.. ما هو الدليل الشرعي على الملازمة بين الطعن في كرامة وعرض عائشة وبين الطعن في كرامة وعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟؟ والحال أن القرآن الكريم طعن في زوجات الأنبياء المنحرفات وبالتحديد في نقطة العرض والشرف كما في زوجة لوط (عليه السلام) فيما أن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ذكروا صراحة هذا الأمر بالنسبة لعائشة بالذات وهو ما سيأتي إنشاء الله تعالى.
عقلا.. ما هو الدليل العقلي على الملازمة بين الطعن في امرأة قتلت زوجها وبين الطعن في ذلك الزوج؟؟؟ والحال أن العقلاء يحكمون بأن من ارتكبت جريمة عظمى من هذا النوع (قتل الزوج غيلة) لا تبقى في دائرة كرامة ذلك الزوج بل تخرج من تلك الدائرة وتكون قد فصمت كل عرى الرباط الزوجي بالمرة؟؟؟
عرفا.. ما هو الدليل أو الفهم العرفي للملازمة بين الطعن في شرف امرأة تلوثت بالتصرفات اللاأخلاقية بعد وفاة زوجها وبين الطعن في شرفها أثناء بقائها في عصمة زوجها؟؟؟
لا أيها الأخوة إن لكل مقام مقالا. ونحن لم نقل إلا ما قال به الشرع والعقل والعرف. وما قال به الأئمة المعصومون عليهم السلام. وعلى عكس ما يظن هؤلاء المهاجمين فإن العقل يقول بأننا إذا أردنا أن نحفظ كرامة رسول الله (أرواحنا فداه) فعلينا أن نحط من كرامة عائشة. لماذا؟
لأن هذه المرأة الخبيثة هي التي أساءت لرسول الله وحطت من كرامته بتلك الأحاديث الوقحة السافلة الوضيعة التي تنسب إليه ما يعف اللسان عن ذكره فاللازم علينا إذا أردنا أن ننزه ساحة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نكشف للناس أن هذه الأحاديث إنما خرجت من فم امرأة كانت هي المتهمة في شرفها وكرامتها وأخلاقياتها وبسبب عقدها وأمراضها النفسية كالت تلك التهم الزائفة لشخص النبي الأعظم أرواحنا وأرواح العالم فداه
إن المسألة عكسية تماما: رفع قدر رسول الله يستوجب وضع قدر عائشة. ولا ملازمة بين قدر الرسول وقدر عائشة، فالرسول رأس الإيمان، وعائشة – بنص الرسول – رأس الكفر كما جاء في البخاري..... فهنيئا لمن سجلوا اعتراضاتهم في العرائض والبيانات تكريما لـ (رأس الكفر) بزعم أن الطعن فيها – أو في شرفها كما يحلو لهم أن يقولوا – يعني الطعن في (رأس الإيمان)!!! بالله أي منطق هذا؟؟؟ أنا لا أدري..
أيها الناس! إن رسولنا (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يتحمل تبعات تصرفات عائشة اللاأخلاقية بعد استشهاده خاصة وأنه قد أنذر وحذر منها مرارا وكرارا، نعم عندما كانت في حياته نقول أنه (صلى الله عليه وآله وسلم)
كان يحاول ضبط تصرفاتها ومن المحال أن ترتكب فاحشة أثناء كونها زوجة له، أما ما بعد ذلك أي بعد ارتحال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يعد هناك رادع لها، فعلى أي أساس نحمل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) تبعات أن تبقى عائشة (معصومة) من ارتكاب التصرفات اللأخلاقية حتى في حال عدم وجوده؟!!
وأعتقد بأن الروايات واضحة في هذا الشأن حيث أوضح الأئمة المعصومون (عليهم السلام) أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد منح وكالة شرعية للإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) مقتضاها أنه: إذا خرجت عليك عائشة يا علي فطلقها التطليقة الثالثة النهائية والتي بموجبها يتم تجريد عائشة من لقب (أم المؤمنين)
ولا تبقى لها كرامة ولا شرف، كما كان الحال مع اللاتي طلقهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حال حياته، فلا يبقين أمهات للمؤمنين كما لا يخفى.
والرواية تقول: عن سعد بن عبد الله الأشعري عن الإمام المهدي القائم (عليه السلام) في الرقعة المرفوعة
قال: قلت له: يا مولانا وابن مولانا روي لنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل طلاق نسائه إلى أمير المؤمنين علي حتى أنه بعث يوم الجمل رسولا إلى عائشة وقال: إنك أدخلتِ الهلاك على الإسلام بالغش الذي حصل منك وأوردتِ أولادك في موضع الهلاك للجهالة فإن امتنعت وإلا طلقتك!
فأخبرنا يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض حكمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين عليه السلام؟
فقال عليه السلام: إن الله تقدّس اسمه عظّم شأن نساء النبي فخصّهن بشرف الأمهات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن! إن هذا شرف باق ما دمن لله على طاعة فأيّتهن عصت الله بعدي في الأزواج بالخروج عليك فطلّقها وأسقطها من شرف أمهات المؤمنين. انتهت الرواية. (بحار الأنوار ج32 ص267 والاحتجاج ج2 ص462)
فانظروا أيها الأخوة إلى صريح هذه الرواية الواردة عن مولانا بقية الله الأعظم (أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) ولها شواهد أخرى أيضا، فإنها تصرح بأن عائشة لم تعد أما للمؤمنين بالمعنى الشرفي وإن بقت بالمعنى التحريمي الخاص حيث لا يجوز الزواج بها، اما الحط منها واتهامها بما هو الحق وإدانتها بما قالته بنفسها من فمها فلا يكون مسا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كيف وقد طلقها وكيله ووريثه ووصيه تطليقة نهائية لا تبقي لها شرف الزوجية بالنبي ولا شرف أمومة المؤمنين؟؟!! وكيف خفت هذه الرواية على الذين تناولوني بالسوء ولهم لهم الجرأة في الرد على إمامنا المهدي (عليه السلام)؟؟!
وليس مجرد ضعف السند موجبا لردها فكثير من أحكامنا وعباداتنا نأخذها من روايات ضعيفة أو مرسلة أو مقبولة (كمقبولة عمر بن حنظلة) أو حتى مضمرة (وهي غير المسندة للمعصوم) فكيف بهذه الرواية الصريحة الواردة في التوقيع المقدس؟؟
إن مسألة تمحيص الروايات تخضع لقواعد علم الدراية فإذا وجد أنها لا تعارض القرآن ولا التواتر المعنوي ولا الضرورة من الدين كان القبول محلها على القاعدة، خصوصا مع ورود النهي الشديد من قبل المعصوم (عليه السلام) عن رد الخبر والرواية لمجرد ضعف السند أو عدم استساغة فهمها، فقد ورد ما معناه أنكم إذا رددتم الرواية لضعف السند تكونون قد رددتم علينا من حيث لاتعلمون فترتكبون بذلك الإثم الشديد بل وتكونون قد كذبتم الله تعالى فوق عرشه!! نعوذ بالله من ذلك
عن أبي بصير رضوان الله عليه عن أحدهما (الباقر أو الصادق) عليهما السلام: لا تكذبوا بحديث آتاكم مرجي ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فتكذّبوا الله عز وجل فوق عرشه!! (بحار الأنوار ج2 ص187)
فانظروا أيها الأخوة كيف ان الأئمة عليهم السلام نهونا حتى عن رد الحديث الوارد عن غير طريق الثقاة من الإمامية أي حتى لو كان الراوي مرجئا أو قدريا أو حتى خارجيا لأنه قد يكون فيه شيء من الحق، فكيف بتلك الرواية عن القائم (عجل الله فرجه الشريف)
التي رواها الأصحاب الإماميون؟؟ ويا ترى ما قول الأخوة الذين كالوا تلك التهم الشنيعة لي في أن هذه الرواية بالذات وردت في التواقيع المقدسة، ويعلم القاصي والداني مدى وثاقتها لمجيئها من قبل النواب الأربعة (سلام الله عليهم)
إلا إذا كان الأخوة يرفضون وثاقتهم أيضا؟؟ وإذا كان كذلك فلماذا يقبلون بسائر التواقيع الواردة في الاحتجاج والتي منها التوقيع الشهير: (فاما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم)؟؟؟ هل القضية مزاجية؟؟ يعني لأن هذا التوقيع فيه إدانة صريحة لعائشة وإسقاطا لها من شرف أمهات المؤمنين وتجريدا من كل الامتيازات التي كانت تمتلكها بسبب ذلك والتي من بينها الاحترام فقد قمتم لأجل ذلك برفضه؟؟؟ أما التوقيع الآخر الذي ليس فيه شيء من ذلك ويتحدث عن نيابة الفقهاء عن الحجة (عليه السلام) فقد قبلتموه لأنه شيء عادي ولا يثير حساسية؟!!
كلا يا أيها الأخوة إذا كان هذا هو مزاجكم فليس مزاجي فقد خبرت جيدا بعد كل هذه السنوات (أنا من مواليد 1958 وأتصور أني أكبر من معظم من كتبوا وأهانوني وأنا في مقام والدهم أو أخيهم الكبير!) أقول خبرت كيف يتم التعامل مع روايات أئمتنا العظام (عليهم الصلاة والسلام) فلا يجوز أن نكون مزاجيين وانتقائيين ننتقي ما يعجبنا ونرفض ما لا يعجبنا كما فعل أحدهم (وهو ممن يرتدي عمامة مع الأسف) برفض مقاطع من زيارة عاشوراء لمجرد ورد لعن الخلفاء الثلاثة الأوائل فيها ومن دون أي دليل شرعي على رفضه سوى أن ذلك بزعمه (ليس من أخلاق أهل البيت!!!) الله أكبر يصبح هذا المعمم وصيا على أخلاق أئمته حجج الله على بريته ويكيفها على حسب قناعاته!!!! والحمد لله أن مرجعنا الفذ سماحة آية الله العظمى السيد صادق الروحاني (دام ظله) أفتى فيه في بيانه المشهور قبل سنة ونصف تقريبا عندما قال عنه أنه: (يخرّف) ولعمري هذا أصدق وصف له لتجرؤه على أئمته وحذفه مقطعا من أهم وأوثق زيارة وردت في روايات الأئمة المعصومين عليهم السلام. وإنا لله وإنا إليه راجعون. فلا تكونوا كأمثال هؤلاء... أنشدكم الله أن تحترموا أقوال أئمتهم وأن تلتزموا بما ورد فيها ولا تجعلوا احتكاكم بأهل المذاهب الأخرى سببا للتخلي عن ذلك الالتزام بدعوى الحرج!! فوالله العلي العظيم إن حرجنا إذا تخلينا سيكون أعظم يوم القيامة أمام أئمتنا وسادتنا ولا نجد نجاة من العقاب في ذلك الحين. اللهم نسألك حسن العاقبة.
وأنقل لكم رواية أخرى تؤكد على هذا المضمون وهو طلاق عائشة بيد أمير المؤمنين عليه السلام وقد أوردها العلامة المجلسي في البحار، وهي تتحدث عن جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجاته في اللحظات الأخيرة من حياته وتحذيرهن من مخالفة أمر وصيه علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وإيذانه له بتطليق التي تخالفه منهن فلم تتكلم وتعترض سوى عائشة!!
تقول الرواية: ثم أمر خادمة أم سلمة فقال: اجمعي هؤلاء يعني نساءه فجمعتهن في منزل أم سلمة، فقال صلى الله عليه وآله لهن: اسمعن ما أقول لكن ، وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال لهن: هذا أخي ووصيي ووارثي والقائم فيكن وفي الامة من بعدي فأطعنه فيما يأمركن به ، ولا تعصينه فتهلكن بمعصيته ، ثم قال : يا علي أوصيك بهن فأمسكهن ما أطعن الله وأطعنك ، وأنفق عليهن من مالك ، ومرهن بأمرك وانههن عما يريبك ، وخل سبيلهن إن عصينك ، فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله إنهن نساء وفيهن الوهن وضعف الرأي ، فقال : ارفق بهن ما كان الرفق أمثل بهن فمن عصاك منهن فطلقها طلاقا يبرأ الله ورسوله منها ، قال : وكل نساء النبي قد صمتن فلم يقلن شيئا فتكلمت عايشة فقالت : يا رسول الله ما كنا لتأمرنا بشئ فنخالفه بما سواه ، فقال لها : بلى : يا حميراء! قد خالفت أمري أشد خلاف ، وأيم الله لتخالفين قولى هذا ولتعصنه بعدي ، ولتخرجن من البيت الذي اخلفك فيه متبرجة قد حف بك فئام من الناس ، فتخالفينه ظالمة له عاصية لربك ولتنبحنك في طريقك كلاب الحوأب ، ألا إن ذلك كائن!! (بحار الأنوار ج28 ص107).
والمعنى واضح لا لبس فيه حيث أن الرسول أذن بتطليق عائشة طلاقا (يبرأ الله ورسوله منها) وهذا هو نص كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا تبرأ الله ورسوله منها هل يمكن أن يقال أنه لا يجوز التبرؤ منها الآن أو نسبة الاتهام إليها أو القول: على الأقل لنحترمها لأنها زوجة رسول الله وأم المؤمنين؟!!!
كيف ذلك يا قوم والرسول قد طلقها من خلال وصيه ولا يمكن لوصيه أن يخالفه في أمره؟؟؟ وكيف قد تبرأ منها الله ورسوله ثم يأتينا أحد الأخوة ليعترض على أخ آخر كريم ومثقف ويقول له: أنا لا اقبل أن تصف عائشة بأنها أخبث امرأة في التاريخ لأنه مهما كان تبقى أمك!!!!
أنا لا أدري هل هذا الأخ يتكلم بمنطق الشيعة المؤمنين أم بمنطق من؟؟ كيف تكون عائشة أمه وهو مأمور بالبراءة منها؟؟؟ سبحان الله.. إنما جاء معنى الأمومة في آية الأزواج كما قرره المفسرون أنه على سبيل أنهن (كأمهاتكم) في تحريم الزواج بهن بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا الأمومة الحقيقة أو الشرفية إلا للتي لم تعص رسول الله وحفظت عهده وحفظت نفسها كمولاتنا خديجة ومولاتنا أم سلمة سلام الله عليهما. أما عائشة وحفصة فتخرجان عن هذا الإطار. وهذا ما يعرفه حتى أطفالنا... مع الأسف يأتي ذلك الشخص ويقول للأخ العزيز: (إنك مريض) لأنه قال أن عائشة أخبث امرأة في التاريخ!!! أسال من الله سبحانه أن يجزي الأخ العزيز على قدر نيته ودفاعه عن رسوله وأئمته وأن يعوضه خيرا عن اتهام ذلك الأخ له بالمرض ومطالبته له (بتنظيف عقله) مع أنه من الأولى أن يوجه كلامه لنفسه قبل أن يرمي به الآخرين!!
2- أما القول بأن هذا الاتهام الذي وجهته لعائشة في موضوعي هو مناقض لعقيدة الشيعة الإمامية فسأستغفر الله تعالى لهؤلاء الذين رموني بذلك وأطالبهم بكل شدة بمراجعة الروايات (التي هي في أعلى مراتب الصحة) حول هذا الموضوع قبل أن يحكموا، مع الاسف إن هؤلاء بسبب قلة اطلاعهم وعدم دراستهم لم يعلموا بأن هذه المسألة وردت في أصح الروايات والتي سأنقلها لكم، وأن الاتفاق عليها جار بين علمائنا المتقدمين والمتأخرين ولم يشذ أحد. إننا نقول بأن أعراض الأنبياء مصونة حال كونهن في عصمة الأنبياء، أم التي تطلق أو يتوفى عنها زوجها النبي وتخونه في ما بعد فلا دليل شرعا على بقاء صيانتها لمجرد الزوجية السابقة، ومن يقول خلاف هذا عليه بالمجيء بالدليل قبل أن يلقي الكلام على عواهنه.
انظروا جيدا أيها الأخوة.... من المعروف أن المرحوم السيد الخوئي (قدس سره) كان عنده مبنيان يعرفهما جميع من هنا في الحوزة في سلامة وصحة الروايات، المبنى الأول: صحة جميع ما ورد في كتاب كامل الزيارات. المبنى الثاني: صحة جميع ما ورد في كتاب تفسير القمي.
أما المنبى الأول فيقال أن السيد الخوئي تراجع عنه في أواخر ايام حياته، وأما المبنى الثاني فقد بقي عليه السيد إلى أن توفي. وشاهد كلامي هو في هذا المبنى، فأقول: ماذا لو جئت للأخوة برواية من تفسير القمي لا تقبل اللبس في شأن الاتهام الذي وجهته لعائشة؟؟ وما هو قولهم في تلك الرواية وقد وثّقها سيد الرجاليين في عصره (السيد الخوئي) بناء على مبناه في صحة جميع روايات تفسير القمي؟؟؟
أعتقد بأن الأخوة سيقعون هنا في مأزق كبير، ولكن ماكو جارة كما نقول نحن العراقيين، فلابد من أن آتي برواية أو روايتين لأنتصر لكرامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضد هذه المرأة المنحرفة، ولأرد على الذين أهانوني دون اطلاع ولا تثبت، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
جاء في تفسير القمي في تفسير قوله تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) فقال: والله ما عنى بقوله: (فخانتاهما) إلا الفاحشة! وليقيمن (أي الإمام المهدي المنتظر عليه السلام) الحد على عائشة فيما أتت بطريق البصرة، وكان طلحة يحبها! فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم! فزوجت نفسها من طلحة!!! (تفسير القمي ج2 ص377).
وجاء في الكافي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال لزرارة عليه الرحمة (وهو أعظم وأجل وأوثق رواتنا على الإطلاق): ما ترى في الخيانة في قول الله عز وجل: "فخانتاهما"؟ ما يعني بذلك إلا الفاحشة!! (الكافي ج2 ص402)
فهل عندكم جرأة في الرد على قول المعصوم الذي لا يقبل اللبس؟؟؟ ولنفرض أنكم تصرون على أن المعنى غير هذا المعنى وتحاولون تأويل الروايات بما تشتهون (ولا حجة لكم ولا دليل) أقول لنسلم جدلا بذلك ولكن: على أي اساس تفسقون وتخرجون من المذهب وتشتمون أخا مؤمنا يشترك معكم في العقيدة والولاء لتمسكه بفهمه النصي للنص؟؟
على أي أساس تنظمون حملة لجمع تواقيع لاستنكاره ويأتي في تلك العرائض أنواع هائلة من الشتائم لم نسمعها طوال حياتنا حتى من ألد أعدائنا: (مأجور – أحمق – مأفون – مشبوه – جاهل – سوقي – شوارعي - ....... إلخ) فهل هذه أخلاق محمد وآل محمد؟؟؟ ألم يعد هناك مجال للحوار لتفهموا الطرف الآخر وتناقشوه وتحاوروه قبل أن ترموه بهذه التهم؟؟؟ الله أكبر... أين الالتزام بـ (احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل)؟؟ أين الالتزام بجب الغيبة عن المؤمن؟؟؟ والله لو علم هؤلاء معنى الغيبة لما تجرؤوا على هذا الكلام بحقي؟؟؟ كيف وقد تجاوزوا الغيبة إلى البهتان!!! فالغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره وإن كان حقا فيه، أما البهتان فهو ذكرك إياه بالباطل وهذا ما حصل منهم!!!
أطالبهم بالدليل على أنني كاتب مأجور مشبوه أمام الله تعالى وأمام رسوله وأمام أوليائه!! أطالبهم بالدليل على كل ما رموني به من تهم باطلة سأخاصمهم بها أمام الزهراء روحي فداها يوم القيامة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأطالب كل الذين وقعوا على عريضة الاستنكار أن يراجعوا أنفسهم وليسألوا أنفسهم: هل من الممكن أن نكون قد ظلمنا أخا لنا ونتحمل وزر ذلك غدا وألا يجدر بنا أن نطلب منه براءة الذمة؟؟
أطالبهم بمراجعة النفس وسحب تواقيعهم وأطالب شبكة هجر بأن تسحب تبنيها لهذا الموضوع وإلا فإنني والله وبالله لن أتنازل عن حقي وسأخاصم كل من وردت أسماؤهم في هذه العريضة وسأرفعها أمام رسول الله والزهراء (صلوات الله عليهما) مطالبا بحقي، فأنا لم أرتكب ذنبا ولا مخالفة شرعية وإنما جئت بروايات القوم لتكون حجة عليهم، وحاربت عائشة....
نعم حاربتها التزاما بوظيفتي الشرعية، والاتهام الذي وجهته لها وجهه لها أئمتنا (عليهم السلام) قبلي في روايات صحيحة واضحة لا تقبل اللبس وليس فيها غموض، ولكن بسبب خفائها على بعض الناس تصوروا أنني جئت بشيء جديد من عندي فاشهروا أسلحتهم ضدي وطعنوا بي والله يأخذ بحقي منهم.
أحد علمائنا الأبرار (رضوان الله عليهم) كتب شعرا في عائشة، انتقدها فيه ولكن بدأ الشعر ببيت يقول: (أماه يا أماه سبك محرم) وأراد بذلك أن يمهد الطريق للانتقادات التي سترد في الشعر وبيان أنها ليست من قبيل السب. هذا العالم كان سيدا من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، بعد إتمامه للقصيدة رأى الزهراء (ارواحنا فداها) في المنام وكانت غاضبة وقالت له: لماذا وصفت عائشة بأنها أمك؟؟؟ ألست أنا أمك لا هي؟؟!!
أفاق العالم مرعوبا واستغفر الله من تلك الزلة وغير بداية القصيدة إلى بيت آخر. نعم أيها الأخوة إن الزهراء وأهل البيت (عليه السلام) لا يقبلون بأن نعترف بكون عائشة أما لنا وهي قاتلة أبيهم رسول الله (عليه وآله السلام) بالسم وهي التي ارتكبت كل تلك الجرائم التي يندى لها الجبين في حق الإسلام وحق أهل البيت وحق الإنسانية جمعاء... فمالكم كيف تحكمون؟؟ هل تنتصرون لعائشة إكراما لها بهذه الطريقة ولا تحتملون أن تتعرضوا إلى عقاب شديد من الله ورسوله وأوليائه؟؟؟ اتقوا الله يا إخواني. والحمد لله أن أحدا من المراجع الكرام الذين استفتيتوهم في شأن الموضوع لم يفتوا وتجاهلوا الاستفتاءات تماما وما ذلك إلا لأنهم يعلمون بالحقائق ويدركون ما صنعته عائشة في طريق البصرة.
3- اما الاتهام بأن الاسلوب كان سوقيا ومنافيا للآداب فأحب أن أوضح نقطتين مهمتين جدا: الأولى هي أنني حرصت على أن تكون جميع المصادر والشواهد هي من كتبهم وصحاحهم (كصحيح البخاري) وهنا استغرب من بعض الأخوة الذين ادعوا بأن تلك الروايات غير صحيحة!! كيف وهم قد أوردوها في اصح مصادرهم؟؟ وراجعوا الموضوع جيدا لتعرفوا كم المصادر التي أوردتها وأقوال علمائهم (كالنووي شارح مسلم) في توثيقها.
هذا الحرص على أن تكون كل المصادر من مصادرهم هو الذي جعلني أكتب بهذا الأسلوب القاسي الساخر لأعرفهم بأنهم هم الذين يطعنون في أمهم وليس نحن!! ولذلك لم آتي بأي نص من مصادرنا كما فعلت لكم الآن ليس لعجزي عن ذلك فإن باستطاعتي أن أؤلف كتابا كاملا حول هذا الموضوع وأدين فيه عائشة بالأدلة القاطعة ولا يعجزني قلمي عن ذلك بحمد الله منذ تركت الكتابات السياسية في صحف المعارضة العراقية السابقة وتفرغت للعمل في المجال العقيدي. لقد رأيت أن من الضروري أن أكون قاسيا حتى يعلموا أن (بلاويهم) هي أشد وأعمق مما يتهموننا به في عرض عائشة، وقصدي كان: أولا اذهبوا إلى صحاحهم ومصادركم وكتبكم ونظفوها ثم تعالوا وناقشوا ما عندنا في هذا الموضوع.
هذه هي النقطة الأولى أما النقطة الثانية فهي: أنا لا أحترم من لم تحترم أقدس شخصية في الخلق وهي شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد نسبت عائشة إلى رسولنا الكريم ما يعف اللسان عن ذكره من الاتهامات الوقحة والسوقية والمبتذلة وكلكم أيها الأخوة تعرفونها ولا داعي لنقلها وإن كان ناقل الكفر ليس بكافر ولكن احتراما لمشاعر الأخوة وحبهم وعشقهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فأقول: إذا كانت عائشة تجرأت على مقام النبوة الخاتمة بهذه الفداحة والوقاحة فلماذا لا أرد عليها بالمثل من باب قوله تعالى: (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)؟؟!! ولماذا أحترم التي لم تحترم سيد الخلق وخاتم الأنبياء المقدس الحبيب المصطفى؟؟ بل لماذا أحترم التي لم تحترم نفسها وكشفت اللثام عن تصرفاتها اللاأخلاقية غير المتوازنة بلسانها؟؟؟ إنها تستحق أكثر من هذا. ووالله إن في قلبي حرارة لا تهدأ ضد هذه الخبيثة الملعونة.
نعم أسلوبي كان ساخرا ولكن لا تلوموني فأنا بالاصل كاتب سياسي ساخر في جرائد المعارضة، ولا أعتقد بأن عائشة أرفع منزلة من صبحة زوجة الطاغي صدام التي تناولناها بأشد مما تناولنا عائشة به. ولا كرامة لعائشة، وأرجو أن لا يقنعني أحد بأن عليّ مراعاة مشاعر المذاهب الأخرى فأنا لا أقيم وزنا للكم وإنما للكيف وللمبدأ، ولو كان أسلوبي هذا قد كتبته في حق جعدة بنت الأشعث قاتلة الإمام الحسن عليه السلام لما اعترض أحد منكم ولا منهم إلا قليلا، فما الفرق بين عائشة وجعدة؟؟؟ الأولى قاتلة رسول الله والثانية قاتلة سبطه الحسن!! هذا كل ما في الأمر، فأي كرامة للقاتلة حتى لا نتناول سيرتها بالسخرية والاستهجان والاستهزاء؟؟؟ يقول الله تبارك وتعالى: (الله يستهزئ بهم) ونحن مع الله من المستهزئين بأمثال هؤلاء المجرمين عسى أن يرينا الله يوما نرى فيه وليه المنتظر يخرجهم من قبورهم ليصلبهم ويقيم عليهم حد الله. إلهنا آمين.
والله إنه يكفي أن يدقق الإنسان الموالي لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) في كلام الإمام الصادق (عليه السلام) ليعرف أي حرارة تتوقد في أحشائه تجاه عائشة. يقول الإمام عليه السلام: تدرون مات النبي أو قتل؟ إن الله تعالى يقول: (أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم) فسُمَّ قبل الموت! إنهما سمّتاه!! فقلنا: إنهما وأبويهما شر من خلق الله!! (البحار ج28 ص21).
قتلة مجرمون تسببوا في حرماننا من أعظم شخصية في تاريخ الخليقة... ذلك الرسول الكريم والأب الرحيم.... ومع ذلك يأتينا اليوم من يقول: تأدبوا مع هؤلاء المجرمين لمراعاة مشاعر المذاهب الأخرى!!! الله حسيبنا على هؤلاء!
لدينا هنا في العراق طائفة لا بأس بعدد أفرادها يسمون (اليزيدية) وهم الذين يقدسون يزيد بن معاوية لعنة الله عليه فهل تريدون منا أن نحترم يزيد و(نتأدب) معه مراعاة لمشاعرهم!!! مالكم كيف تحكمون؟؟؟ ما الفرق بين (اليزيدية) و(البكرية العمرية العائشية)؟؟!! لا فرق عندي غير أن الفرقة الأولى قليلة العدد نسبة إلى الفرقة الثانية، فهل نجعل مواقفنا على (الكم) وهل هذه هي مبادئ المؤمنين؟؟؟ كلا إن الحق واحد لا يتعدد ولا فرق بين عائشة وعمر ويزيد.... كلهم مجرمون.. كلهم يستحقون أن نهاجمهم ونهينهم ونفضحهم ونبين لكافة الناس مساوئهم بشتى الأساليب.
ومع هذا أقول لنفترض أن أسلوبي لم يكن موفقا، فهل يستحق الأمر كل هذا الاستفزاع وإصدار البيانات والعرائض والشكاوى؟؟ وقد أضحكني وأبكاني خبر أوردتموه في الشبكة عن (كبار علماء الشيعة في الكويت) يستنكرون مقال السماوي!! أقول أولا: لقد سألت عنهم كثيرا لأعرف من يكونون وهل هم فعلا كبار العلماء كما يدعون؟؟ سألت في النجف وكربلاء فلم أسمع أحدا يعرفهم أو سمع بهم لا من قريب ولا من بعيد!! فأستغفر الله.. ربما المقاييس تختلف بين الكويت والعراق، فهنا عندنا لانطلق كلمة (كبار العلماء) إلا على المراجع والمجتهدين وأساتذة الخارج المعروفين وليس كل معمم عالم، ولكن يبدو في الكويت الأمر مختلف والله المستعان!!
وأما ثانيا فأقول: ليت هؤلاء (كبار العلماء) كان لهم مثل هذا البيان ومثل هذه الغيرة على أبنائنا وإخواننا وأخواتنا هنا في اللطيفية وغيرها الذين يقتلهم الوهابيون المجرمون ليل نهار ويأمرون بسب الإمام علي (عليه السلام) بل ويطلبون منهم الدوس على صورته الشريفة لإنقاذ أنفسهم من الإعدام وهم في طريقهم من بغداد لزيارة النجف وكربلاء!!! ليت غيرتهم تحركت على ذلك وأصدروا بيانا يستنكرون فيه هذه الجرائم ويعتبرونها مفرقة لوحدة الأمة ويطالبون بالقصاص من المجرمين بدلا من أن يصدروا ذلك البيان اللاذع في حق المجرم الأكبر سعيد السماوي الذي أهان (أم المؤمنين) عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة!!! وحسبنا الله ونعم الوكيل!!! تهرق دماء الشيعة ليل نهار دون أن تقوم غيرة أحد، ويكتب كاتب واحد موضوعا في مجلة فتقوم الدنيا باسرها فإنا لله وإنا إليه راجعون. صدق ما قالت إحدى الأخوات في شبكة هجر: أبوي ما يقدر إلا على أمي!!
4- اما النقطة الرابعة وهي أن الموضوع نشر في مجلة المنبر وكفى بذلك تهمة عند بعض الناس! فأقول: نحن قبل سقوط نظام الطاغي لم نكن نعرف المنبر ولا خدام المهدي عليه السلام ولا سمعنا بهم ولكن بعد السقوط وانفتاح الطرق زارنا بعض الأخوة من الهيئة وأنا شخصيا عن طريق أحد الأصدقاء تم عرض فكرة العمل في المنبر عليّ، فطلبت أرشيف المجلة للاطلاع عليها ولا أخفي عليكم فقد وجدتها مجلة حادة وصارخة جدا واستغربت كثيرا من وجود مجلة شيعية بهذا النفس لكن كلما كنت أقرأ عددا من المنبر وخاصة باب (الاستهلال) الذي هو افتتاحية المجلة كلما كنت أجد نفسي أنجذب نحوها بشكل عجيب فقد تلمست مدى حرارة هؤلاء الشباب وما تحمله قلوبهم من حب عميق وكبير لأهل البيت هذا الحب الذي نراه يترجم على صفحات المجلة بضربات شديدة القسوة ضد كل الذين انتهكوا حرمات أهل البيت عليهم السلام.... لقد وجدتهم جماعة مستميتة في الدفاع عن أئتمنا الأطهار (عليهم السلام) إلى حد الجنون!!! نعم الجنون كما قال عابس الشاكري رضوان الله عليه: حب الحسين أجنني...
عندما نقرأ استهلالات المنبر التي هي في نظري من أروع الكتابات المنهجية التي رأيتها في حياتي كلها حتى الآن... أقول عندما نقرأ هذه الاستهلالات سنتفهم جيدا الدواعي الفكرية والفلسفية التي جعلت هؤلاء يطلقون مجلة بهذا النوع، نظرياتهم تؤكد على نبذ الخوف بالكلية وعلى الذوبان المطلق في عشق أهل البيت (عليهم السلام) وعلى شن حرب شرسة لإنهاء الوجود الاعتباري لكل ظلمة أهل البيت وقاتليهم حتى لو أدى ذلك إلى أن نقتل أو نصلب أو نسجن!!!
أبوح لكم بأنني طول عمري (وأنا الآن أقترب من الخمسين) ما جال في خاطري أن أعمل هكذا عمل أو أنضم إلى هكذا جماعة، وبعد كل هذه السنين كنا نعمل في بعض التنظيمات والأحزاب التي ربتنا على مبادئ خاصة اكتشفنا في النهاية أنها ليست إسلامية صلبة ولا شيعية حقيقية وإنما هي خليط سياسي لا فائدة منه!!
لقد وجدت ضالتي أخيرا في هذه المجلة وآمنت بأهداف القائمين عليها ولذلك عملت بها، ولا تظنوا أنني قبلت بالعمل بسهولة... لا ابدا فقد حملت معي عند اطلاعي على أرشيف المجلة اعتراضات عديدة ولكن اكتشفت من خلال النقاش مع الأخوة انها لم تكن إلا بسبب رواسب الماضي.... رواسب ما تربينا عليه طول تلك السنين، وأنا اتحدى أن يتمكن أي شخص من أن يغلب بالحوار المنهجي القائمين على مجلة المنبر فهم من أكثر من رايت في حياتي ثقافة ووعيا ولكن المشكلة هي في أن الأخوة لا يناقشونهم ولا يحاورونهم حتى يعرفوا لماذا هم قد اختاروا هذا الطريق، فقط الذين يتابعون المنبر ويقرأونها استطاعوا فهم هؤلاء واستيعاب أفكارهم أما الآخرين فلم يكلفوا أنفسهم ذلك ومع ذلك يحكمون على المجلة ويرمون أصحابها بالاتهامات التسقيطية بلا اي تثبت وحتى دون اطلاع على المجلة نفسها!!!
وقد لاحظت هذا الشيء جيدا في تعليقاتهم على مقالي فأنا أتحدى أن يكون كل الذين اختاروا مهاجمتي وتنظيم حملة الاستنكار أن يكونوا قد قرأوا المقال كاملا من المجلة نفسها!! بل هم اعتمدوا على مواقع الوهابية ومنتدياتهم الذين نسخوا لهم جزءا من المقال على شكل صورة،، وما اسرع الأخوة في الاعتراض من دون قراءة المقال كاملا أو الاطلاع على المجلة كاملة!!! نعم قد يكون واحد أو اثنين لا أكثر من الذين قرأوه كاملا أما الباقين فلا، وما اسرعهم بالاعتراض منذ الوهلة الأولى لطرح الموضوع في شبكتكم وأنا أعرف السبب: إنه (مجلة المنبر)!!!
لماذا يا إخواني كل هذا الحقد على هذه المجلة؟؟؟ لماذا يأتي أحدكم ويقول بكل قسوة: أنا أتمنى أن تغلق هذه المجلة وهذه أعظم خدمة يقدمها الوهابيون لنا وأتمنى أن يتم محاكمة كل القائمين عليها وهم يستأهلون السجن!!!!
القضية أصبحت واضحة لي تماما.... إنها تصفية حسابات بسبب مواقف هذه المجلة من بعض الجهات الشيعية وخصوصا الجمهورية الإسلامية. وأنا أعلم الكم الهائل من الخسارات التي تسببها مواقف المنبر السياسية بالنسبة لجمهور المجلة، وعندما قبلت العمل بالمجلة قبل سنة تقريبا قلت للأخ نبيل عبد الكريم (وهو المدير الإداري الذي التقيناه في زيارته للعتبات) أنني أفضل أن لا تتناول المنبر القضايا السياسية والخلافية في إيران وأن تركز فقط على العمل العقيدي فتناول مثل هذه القضايا سيخسر المجلة كثيرا من الجمهور بينما التركيز على العمل العقيدي سيجمع الناس حولها، فأجابني بجواب قائلا أننا في الأصل لسنا مجلة سياسية ونحن لا نتناول قضايا سياسية ولكن من واجبنا الدفاع عن المظلومين من الشيعة فإظا ظلمتهم أي دولة كنا لها بالمرصاد ايا كانت هذه الدولة ولذلك ترى أننا هاجمنا الكويت والسعودية والبحرين وغيرها من الدول في اي قضية تمس حقوق الطائفة أو يقع فيها ظلم على المؤمنين. بصراحة وجدت نفسي في شبه مأزق بين أن ارفض العمل (وسأكون أنا الخاسر لأنها فرصة لاتعوض أن يعمل الإنسان في مجلة ولائية لا مثيل لها) وبين أن أقبل بالعمل (وأتحمل تبعات مواقف المنبر اتجاه إيران) ورغم عدم قناعتي بالمزاوجة بين الأمرين لكني صممت على العمل بمجالي في المجلة فأنا لا شأن لي ببقية المواضيع وعليّ فقط بمواضيعي في المجال العقيدي.
عندما قرأت ووجدت آثار الضجة التي صنعها مقالي وقرأت أخبار في الانترنت أن المجلة تم تحويلها للنيابة في الكويت تألمت كثيرا لأنني أحسست بأنني السبب في ضرر الأخوة هناك فاتصلت بالأستاذ يوسف (رئيس التحرير) وكان المسكين نائما بعد الظهر فقلت له: شيخنا أنا آسف جدا! قال: خير إن شاء الله؟ قلت: بسبب الأحداث التي حصلت. قال: أي أحداث؟!! قلت: في الكويت. قال: وما دخلك أنت بالموضوع؟ قلت: أنا صاحب المقال وبسببه تم تحويل الأخوة للنيابة وقرأت في الانترنت ايضا أن الهيئة والمجلة تم إغلاقها!
ضحك وقال: تصورت يا أبو قاسم أن عندك موضوعا مهما حتى توقظني في قيلولتي هذه!! يا أخي نحن معتادون على مثل هذه القضايا وعندما قبلنا بنشر موضوعك فنحن نعي أنه يمكن أن يتسبب في ضجة ولكن هذا شيء عادي في عملنا منذ أن بدأنا قبل سنوات واعتدنا عليه، ولا تهتم فكل شيء على ما يرام ولا يستطيع أي مخلوق أن يوقف المنبر أو الهيئة ما دام حجة الله (سلام الله عليه) موجودا، وعلى كل حال أنا متواصل مع الأخوة في الكويت وقالوا لي بأن كل شيء طبيعي والعمل جاري.
قلت: فما هي قصة تحويل المجلة للنيابة وإغلاق الهيئة؟ قال: الهيئة لم تغلق ومازالت تعمل بشكل طبيعي، وأما المجلة فربما هي المرة التسعين التي يحولونها للنيابة وأنا شخصيا علي أحكام بالسجن هناك ولا أستطيع دخول الكويت!! وعلى كل حال لماذا أنت متوتر فحتى لو حصلت كارثة في الكويت لمكتب الهيئة فما شأننا نحن؟؟ لدينا مكتبنا هنا في بيروت ولدينا في لندن والمنبر توزع في كثير من البلدان والقافلة تسير كيفما كان، وأنت عليك بالاستمرار بالعمل كما كنت ولا تهتم. تبقى مشكلة التمويل لأننا نعتمد على الكويت ولكن إن الله هو الرزاق والأمور تمشي.
قلت: أفهم من كلامك أن الأخوة في الكويت ليسوا منزعجين مني؟ قال: عيب هذا الكلام الأخوة هناك أنا متأكد من أنهم يباركون ما صنعت وهم معك ولا تتصور أي شيء غير هذا.
قلت: هل قرأت الضجة على الانترنت؟ قال: تعرفني ليس عندي الوقت الكافي لمتابعة الانترنت ولكن لاشك هناك مواقع وهابية عديدة تهاجمنا كالعادة وجاء هذا المقال ليكون مادة جديدة لهم. قلت: ولكن هناك حملة في موقع شيعي للاستنكار عليّ وعلى موضوعي وعلى المنبر!! قال: أحيانا قد تحصل مثل هذه الأمور بسبب عدم الفهم فلا تهتم. قلت: ولكن هذا الأمر غير صحيح بتاتا، لقد قلت لنبيل والآن أكرر عليكم بأنه كان من الأفضل أن لا تنشر المنبر أي مواقف اتجاه إيران وأن نركز فقط على العمل العقيدي وأنا اكتشفت بشكل واضح أن معظم الذين هاجمونا بسبب المقال لم يكن حبا في عائشة وإنما كرها في المنبر لأنها على خلاف مع الجمهورية الإسلامية، فلماذا نحشر نفسنا في هذه الزاوية الضيقة؟؟
قال: حسنا... لنتصور أنك الآن لا قدر الله سُجنت بسبب الموضوع الذي كتبته هل كنت تقبل منا أن نتخلى عنك؟؟!
طبعا لا... فلماذا تريد منا أن نتخلى عن المسجونين المظلومين في إيران؟؟ قلت: أي مسجونين؟؟ قال: واحد منهم هو الشيخ الرستكارجويباري المرجع والمفسر المعروف.... يا أخي نحن لا نريد أن ننتقد إيران ولا أن نتناولها بنصف كلمة لعدة اسباب، من أهمها أننا لا نريد أن يستغل الوهابية ذلك ويقولون: انظروا إلى الشيعة كيف يتناحرون! ولكن المشكلة يا أخي أننا لا نستطيع أن نغمض عيوننا على الانتهاكات الفادحة لحرمات المؤمنين، من يدافع عن هذا الشيخ المجتهد المظلوم الطاعن في السن الذي يقبع الآن في السجون بلا محاكمة بسبب دفاعه عن الزهراء (سلام الله عليها) ووقوفه ضد الوهابيين في إيران؟؟ هل ترانا سنفر من قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بما معناه: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله؟؟ يا أخي القضية قضية مبدأ الدفاع عن المظلومين ونحن لا نرى أنفسنا بريئي الذمة ما دام عندنا صوت إعلامي ولا نسخره للدفاع عن المظلومين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، أما سائر القضايا السياسية فلا علاقة لنا بها ولم نكتب ولا مرة واحدة عن الانتخابات الإيرانية أو الصراع بين المحافظين والإصلاحيين ولا يهمنا أي شيء من هذا القبيل، كل ما يهمنا هو أمران: أن نتصدى لمحاولات طمس العقيدة وتشويهها حتى لو كانت من بعض الجهات داخل إيران. والثاني: أن نتصدى لمحاولات ظلم وانتهاك حرمات المؤمنين والمراجع والعلماء حتى لو كانت من بعض الجهات في إيران. وانظر في كل أعداد المجلة إذا وجدت غير هذين الأمرين في ما يتعلق بالشؤون الإيرانية فلك ما تريد!!
قلت: إذا كان الهدف هو الدفاع عن حرمات المؤمنين فلماذا لم تكتبوا عن الأخ العزيز ياسر الحبيب الذي ظلمته حكومة الكويت وسجنته وعندما وصلني الخبر تصورت أنكم ستكتبون في العدد التالي خاصة وأنه ليس شخص عادي بل هو مؤسس الهيئة وراعيها والمنظر لها ولكن صدرت كل الأعداد منذ أكثر من سنة حتى الآن وليس فيها إشارة واحدة لقضيته ومظلوميته؟؟؟ فهل لأن الأخ ظلمته حكومة الكويت فلم تكتبوا والشيخ الرستكاري جويباري ظلمته حكومة إيران فكتبتم دفاعا عنه؟؟؟
قال: لا يا أخي ليس الأمر كما تظن، نحن أعددنا موضوعا مفصلا عن مظلومية الشيخ ولكن وصلتنا رسالة منه أنه لا أريد أن يتم إثارة موضوعي على صفحات المنبر حتى لا يقال أنهم قد بدأوا بتمجيد صاحبهم!! فاحترمنا رغبته وهو الذي منعنا عن الكتابة عنه مع أنه بلا شك يستحق أن يتم الدفاع عنه خصوصا وأنه صاحب الفضل علينا جميعا وعلى هذه الهيئة.
قلت: أنا سأكتب رد مفصل على الذين هاجموني بسبب الموضوع وأطلب منكم نشره في العدد التالي. قال: نحن من سياستنا عدم الدخول في مساجلات ولو أردنا أن نعلق على كل انتقاد أو هجوم هنا وهناك لأصبحت المجلة من أولها إلى آخرها ردود وتعليقات، وأنت تعلم بأن من سياستنا أن ننطلق نحو العمل ولا نشغل أنفسنا بنباح الوهابيين أو هجوم غيرهم لأنه يشل طاقاتنا ويصرفنا عن الأهم.
قلت: ولكن كيف لي أن أعبر عن وجهة نظري تجاه هذه الانتقادات، فأنتم حتى موقع إنترنت لا تملكون حتى نرد عبره مثلا ولا أدري لماذا لا تنشئون موقع حتى الآن؟ قال: عادة هناك باب لدينا اسمه (منبر القراء) نتيح فيه نشر بعض الرسائل والتعليقات التي تردنا من جمهور القراء ونسمح في تلك الحال بأن يرد محرر الموضوع على التعليق بشكل مختصر وليس مفصل لأن المساحة لا تكفي كما تعلم، فإذا وصلتنا رسالة فيها رد على موضوعك فسنبعثها لك حتى تعلق عليها وننشرها لك في منبر القراء، هذا ما عندنا.
قلت: وحتى الآن لم تصلكم رسالة واحدة ضد الموضوع؟؟ قال: السكرتارية لم يطلعوني على رسالة فيها رد علمي على موضوعك وإنما فقط رسائل فيها شتائم على الإيميل من الوهابية لك!! فهل تحب أن أطلعك عليها يا أبو قاسم حتى تنفتح نفسك على الأكل مثلا؟؟؟ أنا أعدك إذا وصل رد علمي أن أبعثه لك حتى ترد عليه.
قلت: ولماذا لا يكون لنا موقع إنترنت حتى ننشر المجلة أكثر ونتواصل مع الجمهور ونعبر عن آرائنا؟؟؟ قال: بحت أصواتنا ونحن نقول للكويتيين هذا الكلام ولكن دائما يقولون لنا: ماكو ميزانية!!! فاذهب واقنعهم!!
قلت: هل من المعقول (هيئة خدام المهدي عليه السلام) هذه الهيئة الضخمة التي هزت العالم ليس لديها ميزانية لموقع إنترنت واحد؟؟؟ قال: لا أنكر أن هناك أخطاء عديدة في كيفية تسيير شؤون الهيئة والمصاريف التي يتم توجيهها هنا وهناك والتي تستهلك كثيرا من الميزانية المتاحة، ولكن أنت تعلم بأننا نعتمد فقط على جمهورنا في تمويل المجلة، أي الاشتراكات والمبيعات وليس لدينا جهة تدعمنا أو تتبرع لنا، وتمويل الاشتراكات والمبيعات بالكاد يغطي المصاريف الهائلة للمجلة سنويا، هذا بالنسبة للمنبر أنا أتحدث لأنها ضمن مسؤوليتي، أما بالنسبة لثائر وباقي الإصدارات والأنشطة الأخرى فكلٌ منها لديها ميزانيتها الخاصة ويمكنك أن تراجع الشباب المسؤولين عنها. وإن شاء الله نجد طريقة لإطلاق موقع للمنبر.
قلت: إذا أنا سأرد عليهم على الانترنت بشكل شخصي. قال: ذلك من حقك ولكن عموما نحن لا نشجع على ذلك فأنت من واجبك الشرعي أن تمضي في عملك ولا تهتم بنباح الوهابية أو هجوم البعض لأنه سيجرك إلى المساجلات والمناقشات التي لا طائل منها. اهتم يا أخي بالأولويات واترك الهامشيات فلا وقت لدينا وأمامنا طريق طويل يجب أن نسير فيه.
------------------------------------
فعلا ايها الأخوة أضحكني قول بعض الذين هاجموني وهاجموا المنبر الذين ادعوا وزعموا أنهم اي مجلة المنبر (عملاء) ويتلقون دعما من الخارج!!! أقول لهم: بالله عليكم لو كنا عملاء أو كانت هذه الهيئة تتلقى دعما من الخارج فهل من المعقول أن لا يعطيهم هذا (الخارج) حتى مبلغا ضئيلا من المال يستطيعون به تكوين موقع على شبكة الانترنت؟؟؟؟ أليس يهم هذا (الخارج) أن تنتشر هذه المجلة أكثر لتحقق الهدف (السري) لها كما يزعم المهاجمون؟؟؟ فلماذا لا يساعد بشيء بسيط من المال لزيادة نشرها على الانترنت؟؟؟؟
والله حرام عليكم.... تظلمون هذه الهيئة والشباب المخلصين الطاهرين الذين يعملون ويكدحون فيها ليل نهار من أجل خدمة أهل البيت عليهم السلام بشق الأنفس، وهم يدفعون من جيوبهم الشخصية (ليس أنا لأنني لا أملك الكثير مع الأسف ولكن هم) من أجل استمرار هذه الهيئة، وبدلا من أن تشجعوهم وتقفوا إلى جانبهم تتهمونهم بالعمالة للخارج وتفترون عليهم بلا وازع ديني أو أخلاقي.
أقول لكم في ختام كلامي: قبل أن تتخذوا موقفا عدائيا من المنبر حاولوا أن تتفهموا المنبر وأن تعرفوا الأشخاص الذين يقومون عليها عن كثب، فوالله لو عرفتموهم عن كثب لوجدتوهم من أكثر الناس تقوى وإيمانا وعشقا لأهل البيت وإخلاصا، وهذا ما شجعني أكثر وأكثر على الارتباط بهم رغم أن معظمهم من عمر أبنائي ولكن أنا أتشرف بأن أكون تلميذا في مدرستهم.
يتبع ...
حتى لو اختلفتم معهم في أسلوب العمل والطريقة فلا تجعلوا ذلك يسبب الكراهية بينكم، حاولوا أن تتناقشوا وتتحاوروا فإما أن تقنعوهم أو يقنعوكم، وإذا لم يقتنع أحد تبقى المودة والتراحم بينكم وبينهم ويبقى لكل واحد أسلوبه في خدمة أهل البيت عليهم السلام، والله تعالى هو المثيب والمجازي يوم القيامة. أما أن يقوم أحدكم بالاستعداء المتكرر ويكتب (مجلة المنبر... سيرة وانفتحت) ويحاول الآخرون الاصطياد بالماء العكر ومهاجمة هؤلاء المؤمنين (عطال بطال) في مناسبة وبدون مناسبة لمجرد أنهم (مجلة المنبر) فهذا ما لا يجوز ولا يصح ولا يتناسب مع أخلاق المؤمن الموالي لأهل البيت سلام الله عليهم.
دعونا نترفع عن هذه الأمور... وأما بالنسبة لشبكة هجر الموقرة فأرجو منها حذف موضوع الاستنكار كما أرجو من الأخوة الذين اتهموني وكالوا لي الشتائم والسباب أن يسحبوها فوالله لقد ظلمتوني ولن أبرئ ذمة أي أحد إلا إذا تراجع عن ظلمي. وأنا أستغفر الله لهم كما أستغفره لي وأسأله سبحانه وتعالى أن يسددنا لما يحب ويرضى.
أخوكم – سعيد السماوي
-----------------------------------
تعليق