نقلا عن صحيفه كتابات
ديمقراطية الـ U.S.A في الخارج !! - أدلة وبراهين
القسم الأول
كتابات - الدكتور نجم الدليمي
خطة المقالة:
أولا: دور CIA في "عولمة" التجسس والقمع.
ثانيا: بعض الأهداف الاستراتيجية لوكالة المخبرات المركزية الأميركية.
ثالثا: الـ CIA وسياسة الإرهاب.
أولا : دور CIA في "عولمة" التجسس والقمع
لقد تأسست CIA وفق ما يدعى بقانون الأمن الوطني في عام 1947 م وهي بداية الحرب الباردة وأن قانون الأمن الوطني لم يتضمن ذكر عن العمليات السرية لكن أحد بنود هذا القانون قد أتاح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية" القيام بواجبات ترتبط بالمخابرات وتتناول الأمن الوطني وبأوامر محددة من المجلس الأمن القومي ". وعلق كلارك كليفورد احد واضعي قانون الأمن الوطني ووزير سابق للدفاع الأمريكي على البند بقوله " لقد تقرب أن يتضمن قانون تأسيس (CIA ) مادة " شاملة" تجنب للطوارئ في المستقبل ……… وسرعان ما تمت المصادقة على أعمال التخريبية بعد صدور القانون في عام 1947 وكما تنص صيغة المادة " الشاملة" على ممارسة هذه الأعمال في الحالات التي تمس الأمن الوطني فقط وأصبحت المادة " الشاملة" لقانون الأمن الوطني على هذا النحو نوعا من المخرج الحقوقي لمن اعتبر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ البداية أداة سرية للسياسة الخارجية لأمريكا وهناك ثلاث أنواع من العمليات السرية :
الحرب السياسية والحرب الاقتصادية والأعمال الوقائية المباشرة بقصد مساندة عصابات المتمردين والمنظمات التي تعمل با لتخريب ودعم المجموعات المعادية للشيوعية المعرضة للخطر في البلدان العالم الحر.
لقد تم تحديد مفهوم "العمليات السرية" بموجب الأمر (م. أ. و. ـ 10/2) بما يلي "يقصد باصطلاح العمليات السرية المستخدمة في هذا الأمر كل أنواع الأعمال التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة أو توافق عليها ضد الدول الأجنبية أو التكتلات العدوة. ولكن هذه الأعمال يجب إعدادها وتنفيذها بشكل لا يتبين خارجيا مصدرها أي حكومة الولايات المتحدة ويمكن لحكومة الولايات المتحدة و في حالة افتضاح هذه الأعمال أن تنكر وبشكل قاطع حتى النهاية كل المسؤولية عنها" ومع ذلك يدعون انهم ديمقراطيون ؟
وفي عام 1952 أنفقت على المعلومات السرية وعلى عمليات التخريب 74 % من الميزانية العامة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكان 60% من ملاكها يعملون في هذا الميدان وأصبحت العمليات السرية في أواسط الخمسينات جزء لا يتجزأ من الصراع الأيديولوجي الطويل الأمل مع الاتحاد السوفيتي وبلدان الأسرة الاشتراكية.
وفي عام 1955 م اصدر مجلس الأمن القومي قرارا جديدا يتعلق بممارسة الأعمال التخريبية وهو (م.أ.و –5412 ) بقى ساري المفعول حتى شباط عام 1970 وحدد هذا القرار الجديد المهام الرئيسية لـ(CIA ) التخريبية على ضرورة "خلق واستغلال مختلف المشاكل لمقاومة الشيوعية الدولية والحيلولة دون مراقبة الشيوعية الدولية لمختلف بقاع الكرة الأرضية زيادة استرشاد دول العالم الحر بالولايات المتحدة الأمريكية مع التأكيد حيث أمكن ذلك على تطابق مصالح هذه البلدان مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى تشجيع الجماعات التي تسعى إلى تنمية مثل هذه العلاقات المتبادلة حيث ينبغي ذلك مع الحث على رغبة وإمكانيات هذه الشعوب والدول في إبداء المقاومة للشيوعية الدولية وتنمية المقاومة السرية وتقديم المساعدات للعمليات السرية وأعمال العصابات في المناطق التي تسود فيها الشيوعية الدولية أو تهدد وذلك وفق السياسة القائمة".
وكما حدد هذا القرار الوسائل والأساليب لتحقيق الأهداف إذ أكد "أن يتطلب بالتحديد مختلف العمليات السرية التي ترتبط بالدعاية والأعمال السياسية والحرب الاقتصادية … ومساعدة حركة
المقاومة السرية ورجال العصابات وجماعات اللاجئين المناضلين من اجل التحرير وتأييد العناصر الساخطة وذات الميول المعادية للشيوعية في بلدان العالم الحر التي تهددها الشيوعية والقيام بمشاريع وعمليات ملفقة" وكما يلاحظ أن "العمليات التي كان من الواجب اتباعها لدى تعيين نوع العمليات السرية التي تخضع لموافقة المجموعة الخاصة أو وزارة الخارجية أو الهيئات الحكومية الأخرى في الولايات المتحدة كانت في الفترة الممتدة من عام 1955 حتى 1963 غامضة بعض الشيء وارتبطت كليا بقرار مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية".
لقد أولت أمريكا أهمية فائقة إلى بعض المناطق الاستراتيجية في العالم وعملت مؤسساتها المتخصصة ومنها CIA والبنتاغون …كل ما في وسعها من اجل تحقيق أهدافهم اللاشرعية واللا ديمقراطية بدليل أن "منطقة الشرقين الأدنى والأوسط الغنية بالنفط والشديدة الأهمية من الناحية الاستراتيجية أصبحت محط اهتمام كبير لدى CIA منذ تأسيسها عام 1947 و أعير في البيت الأبيض في نهاية الأربعينات اهتمام خاص لتوطيد مواقع الولايات المتحدة في العراق التي توجهت إليها أنظار احتكارات النفط الأمريكية …. وكان من الضيوف الدائمين لبغداد في ذلك الوقت هوارد بييج "الدبلوماسي النفطي" ومندوب شركة "يكسون" الذي كانت وزارة الخارجية الامريكية تحصل منه على المعلومات الأساسية عن الوضع في بلدان الخليج العربي وكان عدد أعضاء مكتب وكالة المخابرات المركزية لدى المثلية الأمريكية قليلا و قد خطا في العراق خطواته الأولى منشغلا بتجنيد عملاء محليين وإدخال رجاله في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد … وكان عملاء CIA يمارسون أعمالهم في الشرق الأوسط وراء قناع دبلوماسيين ومدرسي جامعات وعلماء آثار وحتى تحت ستار منظمة "اجتماعية" هي "جمعية أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط" والتي تأسست في عام 1951 م وكانت لها فروع في مصر وسوريا والمغرب وتونس وليبيا والأردن وكان عدد "الأعضاء النشطاء " في هذه الجمعية يقومون بأعمال التخريب والتجسس بحجة تعزيز العلاقات الثقافية بين أمريكا والبلدان العربية وكان كيرميت روزفلت عميل المخابرات المركزية رئيسا لهذه الجمعية".
أن أعضاء جمعية أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط قد مارسوا في العراق خاصة نشاطا هداما ووضع رجل المخابرات ديك كيرين رئيس فرع وكالة المخابرات المركزية في العراق ملفات عن ضباط الجيش العراقي لتجنيدهم فيما بعد وتتبع بدقة المثقفين والطلبة ذوي الميول الوطنية واليسارية.
لقد تطور نشاط CIA وأصبحت أداة إرهابية فعالة على الصعيد الدولي، ومنذ عام 1951 م وحتى عام 1953 شغل ألن دالس الذي اكتسب سمعة "الجاسوس الفائق" و "ملك الدبلوماسية السرية" والذي اصبح مديرا لهذه الوكالة منذ عام 1953 م. وترتبط ترقية دالس ارتباطا مباشرا بتعيين شقيقه الأكبر جون فوستر دالس وزيرا للخارجية الأمريكية في كانون الثاني عام 1953 م وعلى هذه الصورة انتقلت قيادة وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية إلى أيدي عشيرة واحدة وهي عشيرة دالس وكان الشقيقان متفقان على تبرير العنف والإرهاب وعداؤهما المقيت والأعمى للشيوعية.
لقد اصدر الرئيس الأمريكي السابق نيكسون أمرا إلى (CIA ) وبصفة مباشرة يدعوها للقيام بعمل سري في تشيلي و أبدى إصراره إذ قال "يجب الحؤول دون وصول المرشح الماركسي سلفادور الليندي إلى الحكم" ثم أكد "ربما حظنا لا يتعدى الواحد بالعشرة مع ذلك أنقذوا شيلي… إني أضع عشرة ملايين دولار تحت تصرفكم واكثر من ذلك عند اللزوم… اجعلوا الاقتصاد يصرخ…"
أن جميع رؤساء أمريكا ابتداء من ترومان ولغاية اليوم ا عتمدوا على عدة أجهزة قمعية ومنها
CIA والبنتاغون ومكتب التحقيقات الفدرالية ….إلا أن غالبية الرؤساء الأمريكان أعطوا اهتماما خاصا إلى وكالة المخابرات المركزية سواء بالدعم المادي أو إعطاء الصلاحيات فيما يخص نشاطها وعملها فيمكن القول أن CIA هي "الدولة الخفية" لأمريكا والتي تقوم بالاستفزازات والقرصنة على الصعيدين الداخلي والخارجي وبهذا الخصوص اصدر ريعان المرسوم رقم 12333 في كانون الأول عام 1981 م والذي يسمح لوكالة المخابرات المركزية ولأول مرة في تاريخها كله بممارسة العمليات السرية للتجسس داخل البلاد بهدف نيل "معلومات تمس إمكانات ونوايا ونشاط الدول الأجنبية أو المنظمات والاشخاص" ثم سمح هذا المرسوم بمداهمات تجري دون أمر صادر من الجهات القانونية وبمراقبة المراسلات والاتصالات الهاتفية وغير ذلك من أساليب الملاحقة وكما طالب وليم كيسي مدير وكالة المخابرات المركزية بتوسيع صلاحياته من اجل دعم سياسة ريعان ا الإرهابية على الصعيدين الداخلي والخارجي إذ حصل على صلاحيات تخوله القيام بالتجسس على المواطنين الأمريكان والتدخل في شؤونهم الداخلية وكما طالب كيسي و وزير العدل الأمريكي بإعطاء حصانة كاملة لعملاء وكالة المخابرات المركزية تحميهم من الملاحقات القضائية وفي هذه الحالة أصبحت CIA فوق القانون والعدالة.
وكما هو معروف أن ميزانية وكالة المخابرات المركزية هي سرية من حيث المبدأ وما يعلن عنه بشكل رسمي لا يعكس التخصيص المالي الحقيقي ففي عام 1981م بلغت ميزانية وكالة المخابرات المركزية المعلنة فقط بـ 27 مليار دولار وهذه الميزانية تعادل ميزانية ثلث دول آسيا وإفريقيا الفقيرة وهذا المبلغ يكفي لإغاثة ما لا يقل عن نصف مليار إنسان من فقراء العالم ويمكن أن يحصل كل فرد فقير من هذه الدول على خمسين دولار. ومع ذلك تدعى أمريكا "بحقوق الإنسان ودولة القانون والديمقراطي".
ثانيا: بعض الأهداف الاستراتيجية لوكالة المخبرات المركزية الأميركية
تقوم استراتيجية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ تأسيسها في عام 1947 م ولغاية اليوم على ما يلي :
1- القيام بعمليات التجسس والتخريب ضد المعسكر الاشتراكي وخاصة ضد الاتحاد السوفيتي في الميدان الأيديولوجي والسياسي والاقتصادي-الاجتماعي والثقافي والعسكري وكرست هذه الاستراتيجية الهدامة خلال ما يسمى بالحرب الباردة "1946-1991" بهدف تقويض النظام الاشتراكي وخاصة الاتحاد السوفيتي ولا تزال هذه الاستراتيجية قائمة ضد البلدان الاشتراكية الأخرى ومنها الصين وكوبا وفيتنام وكوريا الشمالية….. وكما يلاحظ أيضا أن هذه الاستراتيجية لا زالت سارية المفعول ضد رابطة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق) وخاصة ضد روسيا. لأن روسيا كانت ولا تزال الحلقة الرئيسية في التغيير سواء على صعيد رابطة الدول المستقلة أو على الصعيد العالمي.
2- القيام بالأعمال التخريبية وفي الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية … سواء بشكل سري أو علني بالضد من البلدان الوطنية والتقدمية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وتحت حجج واهية ومظللة ومنها غياب "حقوق الإنسان والديمقراطية ومكافحة الإرهاب وتصفية أسلحة الدمار الشامل…" لقد تعززت هذه الاستراتيجية اكثر فاكثر بعد لقاء غورباتشوف-بوش في مالطا 1989 م وعمل غورباتشوف وفريقه من اجل إنجاح هذه الاستراتيجية فقوض دولته العظمى لصالح الإمبريالية الأمريكية وحلفاءها وتم تقويض الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي وتخلى عن أصدقاء الاتحاد السوفيتي في البلدان النامية وأعلن وبشكل علني أن "هدفي في الحياة هي القضاء على الشيوعية" وهذا الهدف يتطابق مع هدف ريعان الذي قال "يجب شطب الشيوعية بوصفها فصلا مؤسفا غير طبيعي في تاريخ البشرية" فهل صدفة أن تتطابق هذه الأهداف غير الشرعية ؟
3- العمل الحثيث والمتواصل على اختراق جميع الدول وخاصة البلدان الاشتراكية وزرع "أصدقاءها" في قمة السلطة التنفيذية والتشريعية وتحت غطاء ما يسمى بحقوق الإنسان والديمقراطية ويتم تشكيل "أحزاب، منظمات ، وروابط ، صناديق، جمعيات، معاهد، جامعات" وتقديم الدعم المادي والتكنولوجي لهذه المؤسسات. أن الهدف الرئيسي "للطابور الخامس" هو تقويض هذه البلدان عبر حصوله على الدعم المباشر أو غير المباشر من قبل الإمبريالية الامريكية وحلفاءها فعلى سبيل المثال في بولونيا تم تشكيل "منظمة التضامن" وطرحت برامج اقتصادية وشعارات "براقة" و في الاتحاد السوفيتي ظهر ما يسمى بالبيريسترويكا وتم تشكيل حركة سياسية عرفت باسم "حركة نواب والأقاليم" وبالنتيجة تم اختفاء الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وكما عملت CIA وتحت نفس الشعارات المذكورة أعلاه تم العمل على تفكيك دولة يوغوسلافيا الاتحادية وتم تخصيص 500 مليون دولار من اجل فوز "حركتهم الديمقراطية" لرئاسة السلطة وكما تعمل اليوم وكالة المخابرات المركزية من اجل إسقاط الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكيا ونفس الأسلوب يتم اليوم مع ايران وسوريا وتحت "افتراءات وتهم متعددة" ومنها ان هذه الدول "تدعم وتساند الارهاب والارهابيين و"خاصة" في لبنان ولهم علاقة مع ما يسمى بتنظيم القاعدة وتسعى ايران لتصنيع السلاح النووي في حين الكيان الاسرائيلي "من حقه" أن يمتلك كل انواع الاسلحة المحرمة دوليا ، وكما لا يستبعد من ان ينطلق العدوان الامبريالي على هذه الدول من العراق وأذربيجان وجورجيا….!!
4- تعمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على تأجيج الصراعات السياسية والقومية والدينية وتشجيع الحركات الانفصالية والنزاعات القبلية في رابطة الدول المستقلة والبلدان النامية فعلى سبيل المثال في الستينات دعمت CIA القوى الانفصالية في نيجيريا بالمال والسلاح بهدف انفصال الإقليم الشرقي من هذه البلاد وفي انغولا اقدمت CIA بالتعاون والتنسيق مع نظام بريتوريا العنصري السابق بالدعم الشامل للحركتين الانفصاليتين "أونيتا وفينلا" بهدف إسقاط جمهورية انغولا الشعبية ولا يزال هذا الدعم مستمر لهذه الحركات الانفصالية وفي الهند تمول CIA وبطرق وأساليب مختلفة وعبر باكستان الحركات الانفصالية في البنجاب وجامبو وكشمير وهي تجهز وتدرب العناصر الانفصالية وكما تتحمل
CIA المسؤولية المباشرة عما حدث في جمهورية أفغانستان منذ عام 1978 ولغاية اليوم فهي التي صنعت بن لادن وملا عمر وتنظيم القاعدة بالضد من الاتحاد السوفيتي السابق وتقف وكالة المخابرات المركزية الامريكية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لدعم الحركة الانفصالية في السودان وتأجيج الصراع السياسي في الجزائر وليبيا …… ودعمها إلى القوى "الإسلامية المتطرفة" وكما تسعى هذه الوكالة وبأشكال مختلفة لدعم الحركات الانفصالية في جمهورية الصين "منطقة التيبت" وفي روسيا الاتحادية جمهورية الشيشان….. وغيرها من الأنشطة التخريبية ضد الدول المستقلة.
يشير الصحفي الأمريكي المعروف ل. فولف في تموز عام 1981م في محاضرته حول "الصحافة ووكالة المخابرات المركزية" إلى أن اكثر من 2000 موظف في هذه الدائرة التجسسية من اصل 30000 مرتبطون بهذه الدرجة أو تلك بالصحافة والإذاعة والتلفزيون ومن أشكال النشاط التخريبي
لوكالة المخابرات المركزية الامريكية كما اشار فولف هو يتم اعداد مواد خاصة ويتم توزيعها على الجرائد والمجلات في أمريكا أو خارجها ثم يتم نشرها عن طريق "أشخاصها في هذه الصحف"
وكما يشير الكاتبان الفنلنديان ي. ليند فورس و ي ريسكلاي في كتابهما "وكالة المخابرات المركزية الصادر عام 1978 م إلى أنها تسيطر على قرابة 50 جريدة ومجلة ووكالة أنباء وإذاعة في أمريكا ثمة ما يزيد على 100 صحفي أمريكي وقرابة 800 صحفي أجنبي هم عملاء مأجورين
لوكالة المخابرات المركزية الامريكية فما هو عدد عملاؤها اليوم في العالم؟
5- القيام بالتجسس على البلدان الرأسمالية في الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية لصالح أمريكا مما يمكنها ذلك من تحقيق التفوق في هذه المجالات المختلفة على هذه البلدان وبالتالي يمكن بسط نفوذها وهيمنتها على حلفاؤها الرأسماليين
6- القيام بالتجسس على المواطنين الأمريكيين والأجانب المقيمين في أمريكا وقد لا يصدق القارئ "أن دولة القانون ودولة الرفاه الاجتماعي وحقوق الإنسان" بأن عدد سكان أمريكا في عام 1984 م بلغ 233 مليون نسمة فأن اكثر من 202 مليون مواطن أمريكي لديه صحيفة أعمال في مكتب التحقيقات الفدرالية وغيرها من المؤسسات المخابراتية بما فيها CIA ، ناهيك عن أجهزة التصنت على التلفونات والمحادثات وعلى الرسائل.. وفي كانون الأول عام 1981 وقع ريغان مرسومين تنفيذيين لهما قوة القانون موجهين إلى توسيع صلاحيات هيئة المخابرات في جمع المعلومات بين المواطنين الأمريكيين وفي الخارج وفي ظل حكم الرئيس الأمريكي بوش الابن تم تعزيز هذا النهج "الديمقراطي"!
لقد قامت وكالة المخابرات الأمريكية بتنفيذ 81 عملية حرب نفسية في عهد الرئيس الأمريكي ترومان و 170 عملية مماثلة في عهد الرئيس أيزنها ور و 163 عملية في عهد الرئيس كندي و 142 عملية في عهد الرئيس جونسون واستمر هذا النشاط "الديمقراطي" على نطاق أوسع خلال فترة حكم الرؤساء ريغان، بوش الأب، وكلينتون، وفي حكم بوش الابن. وكما قامت وكالة المخابرات المركزية خلال الفترة الممتدة من عام 1964 م حتى 1979 م بـ11 انقلاب عسكري في آسيا لصالح القوى الرجعية و11 انقلاب عسكري في أفريقيا و16 انقلاب عسكري في أمريكا اللاتينية وكما نفذت CIA خلال فترة 1961 – 1971 م بحوالي 900 عملية سرية كبيرة ضد الدول والشخصيات الوطنية "الغير مرغوب فيهم"؟!
7- العمل المستمر والمتواصل على اختراق الأحزاب الشيوعية وخاصة قياداتها وكوادرها المتقدمة سواء كانت أحزابا حاكمة أو غير حاكمة، علنية أو سرية بهدف إضعافها ونسفها وتفتيتها من الداخل وكما تسعى CIA على تشويه سمعة هذه الأحزاب والافتراء عليها عبر ماكنة الإعلام المحلية والعالمية. أن ما حدث في الاتحاد السوفيتي خلال فترة 1985- 1991 م إلا دليل حي على ذلك إذ نشط "الطابور الخامس" في قيادة الحزب والسلطة وعمل على تقويض الحزب والنظام الاشتراكي "وبالمجان" لصالح الإمبريالية الأمريكية وحلفائها. فهل سيدرك قادة وكوادر الأحزاب الشيوعية من المخلصين لمبادئهم هذا الخطر الجدي القائم عليهم اليوم؟
لقد كتب هـ. روزيتسكي المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية إلى أن الرؤساء الأمريكيين كانوا يستخدمون بانتظام هذه الدائرة بمثابة جهاز يستطيعون بواسطته انتهاج سياسة خارجية بدون دبلوماسيين والقيام بعمليات عسكرية بدون قوات مسلحة والتدخل على هواهم في شؤون البلدان الأخرى بدون إذن ومراقبة من الكونغرس الأمريكي
يتبع....
ديمقراطية الـ U.S.A في الخارج !! - أدلة وبراهين
القسم الأول
كتابات - الدكتور نجم الدليمي
خطة المقالة:
أولا: دور CIA في "عولمة" التجسس والقمع.
ثانيا: بعض الأهداف الاستراتيجية لوكالة المخبرات المركزية الأميركية.
ثالثا: الـ CIA وسياسة الإرهاب.
أولا : دور CIA في "عولمة" التجسس والقمع
لقد تأسست CIA وفق ما يدعى بقانون الأمن الوطني في عام 1947 م وهي بداية الحرب الباردة وأن قانون الأمن الوطني لم يتضمن ذكر عن العمليات السرية لكن أحد بنود هذا القانون قد أتاح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية" القيام بواجبات ترتبط بالمخابرات وتتناول الأمن الوطني وبأوامر محددة من المجلس الأمن القومي ". وعلق كلارك كليفورد احد واضعي قانون الأمن الوطني ووزير سابق للدفاع الأمريكي على البند بقوله " لقد تقرب أن يتضمن قانون تأسيس (CIA ) مادة " شاملة" تجنب للطوارئ في المستقبل ……… وسرعان ما تمت المصادقة على أعمال التخريبية بعد صدور القانون في عام 1947 وكما تنص صيغة المادة " الشاملة" على ممارسة هذه الأعمال في الحالات التي تمس الأمن الوطني فقط وأصبحت المادة " الشاملة" لقانون الأمن الوطني على هذا النحو نوعا من المخرج الحقوقي لمن اعتبر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ البداية أداة سرية للسياسة الخارجية لأمريكا وهناك ثلاث أنواع من العمليات السرية :
الحرب السياسية والحرب الاقتصادية والأعمال الوقائية المباشرة بقصد مساندة عصابات المتمردين والمنظمات التي تعمل با لتخريب ودعم المجموعات المعادية للشيوعية المعرضة للخطر في البلدان العالم الحر.
لقد تم تحديد مفهوم "العمليات السرية" بموجب الأمر (م. أ. و. ـ 10/2) بما يلي "يقصد باصطلاح العمليات السرية المستخدمة في هذا الأمر كل أنواع الأعمال التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة أو توافق عليها ضد الدول الأجنبية أو التكتلات العدوة. ولكن هذه الأعمال يجب إعدادها وتنفيذها بشكل لا يتبين خارجيا مصدرها أي حكومة الولايات المتحدة ويمكن لحكومة الولايات المتحدة و في حالة افتضاح هذه الأعمال أن تنكر وبشكل قاطع حتى النهاية كل المسؤولية عنها" ومع ذلك يدعون انهم ديمقراطيون ؟
وفي عام 1952 أنفقت على المعلومات السرية وعلى عمليات التخريب 74 % من الميزانية العامة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكان 60% من ملاكها يعملون في هذا الميدان وأصبحت العمليات السرية في أواسط الخمسينات جزء لا يتجزأ من الصراع الأيديولوجي الطويل الأمل مع الاتحاد السوفيتي وبلدان الأسرة الاشتراكية.
وفي عام 1955 م اصدر مجلس الأمن القومي قرارا جديدا يتعلق بممارسة الأعمال التخريبية وهو (م.أ.و –5412 ) بقى ساري المفعول حتى شباط عام 1970 وحدد هذا القرار الجديد المهام الرئيسية لـ(CIA ) التخريبية على ضرورة "خلق واستغلال مختلف المشاكل لمقاومة الشيوعية الدولية والحيلولة دون مراقبة الشيوعية الدولية لمختلف بقاع الكرة الأرضية زيادة استرشاد دول العالم الحر بالولايات المتحدة الأمريكية مع التأكيد حيث أمكن ذلك على تطابق مصالح هذه البلدان مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى تشجيع الجماعات التي تسعى إلى تنمية مثل هذه العلاقات المتبادلة حيث ينبغي ذلك مع الحث على رغبة وإمكانيات هذه الشعوب والدول في إبداء المقاومة للشيوعية الدولية وتنمية المقاومة السرية وتقديم المساعدات للعمليات السرية وأعمال العصابات في المناطق التي تسود فيها الشيوعية الدولية أو تهدد وذلك وفق السياسة القائمة".
وكما حدد هذا القرار الوسائل والأساليب لتحقيق الأهداف إذ أكد "أن يتطلب بالتحديد مختلف العمليات السرية التي ترتبط بالدعاية والأعمال السياسية والحرب الاقتصادية … ومساعدة حركة
المقاومة السرية ورجال العصابات وجماعات اللاجئين المناضلين من اجل التحرير وتأييد العناصر الساخطة وذات الميول المعادية للشيوعية في بلدان العالم الحر التي تهددها الشيوعية والقيام بمشاريع وعمليات ملفقة" وكما يلاحظ أن "العمليات التي كان من الواجب اتباعها لدى تعيين نوع العمليات السرية التي تخضع لموافقة المجموعة الخاصة أو وزارة الخارجية أو الهيئات الحكومية الأخرى في الولايات المتحدة كانت في الفترة الممتدة من عام 1955 حتى 1963 غامضة بعض الشيء وارتبطت كليا بقرار مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية".
لقد أولت أمريكا أهمية فائقة إلى بعض المناطق الاستراتيجية في العالم وعملت مؤسساتها المتخصصة ومنها CIA والبنتاغون …كل ما في وسعها من اجل تحقيق أهدافهم اللاشرعية واللا ديمقراطية بدليل أن "منطقة الشرقين الأدنى والأوسط الغنية بالنفط والشديدة الأهمية من الناحية الاستراتيجية أصبحت محط اهتمام كبير لدى CIA منذ تأسيسها عام 1947 و أعير في البيت الأبيض في نهاية الأربعينات اهتمام خاص لتوطيد مواقع الولايات المتحدة في العراق التي توجهت إليها أنظار احتكارات النفط الأمريكية …. وكان من الضيوف الدائمين لبغداد في ذلك الوقت هوارد بييج "الدبلوماسي النفطي" ومندوب شركة "يكسون" الذي كانت وزارة الخارجية الامريكية تحصل منه على المعلومات الأساسية عن الوضع في بلدان الخليج العربي وكان عدد أعضاء مكتب وكالة المخابرات المركزية لدى المثلية الأمريكية قليلا و قد خطا في العراق خطواته الأولى منشغلا بتجنيد عملاء محليين وإدخال رجاله في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد … وكان عملاء CIA يمارسون أعمالهم في الشرق الأوسط وراء قناع دبلوماسيين ومدرسي جامعات وعلماء آثار وحتى تحت ستار منظمة "اجتماعية" هي "جمعية أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط" والتي تأسست في عام 1951 م وكانت لها فروع في مصر وسوريا والمغرب وتونس وليبيا والأردن وكان عدد "الأعضاء النشطاء " في هذه الجمعية يقومون بأعمال التخريب والتجسس بحجة تعزيز العلاقات الثقافية بين أمريكا والبلدان العربية وكان كيرميت روزفلت عميل المخابرات المركزية رئيسا لهذه الجمعية".
أن أعضاء جمعية أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط قد مارسوا في العراق خاصة نشاطا هداما ووضع رجل المخابرات ديك كيرين رئيس فرع وكالة المخابرات المركزية في العراق ملفات عن ضباط الجيش العراقي لتجنيدهم فيما بعد وتتبع بدقة المثقفين والطلبة ذوي الميول الوطنية واليسارية.
لقد تطور نشاط CIA وأصبحت أداة إرهابية فعالة على الصعيد الدولي، ومنذ عام 1951 م وحتى عام 1953 شغل ألن دالس الذي اكتسب سمعة "الجاسوس الفائق" و "ملك الدبلوماسية السرية" والذي اصبح مديرا لهذه الوكالة منذ عام 1953 م. وترتبط ترقية دالس ارتباطا مباشرا بتعيين شقيقه الأكبر جون فوستر دالس وزيرا للخارجية الأمريكية في كانون الثاني عام 1953 م وعلى هذه الصورة انتقلت قيادة وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية إلى أيدي عشيرة واحدة وهي عشيرة دالس وكان الشقيقان متفقان على تبرير العنف والإرهاب وعداؤهما المقيت والأعمى للشيوعية.
لقد اصدر الرئيس الأمريكي السابق نيكسون أمرا إلى (CIA ) وبصفة مباشرة يدعوها للقيام بعمل سري في تشيلي و أبدى إصراره إذ قال "يجب الحؤول دون وصول المرشح الماركسي سلفادور الليندي إلى الحكم" ثم أكد "ربما حظنا لا يتعدى الواحد بالعشرة مع ذلك أنقذوا شيلي… إني أضع عشرة ملايين دولار تحت تصرفكم واكثر من ذلك عند اللزوم… اجعلوا الاقتصاد يصرخ…"
أن جميع رؤساء أمريكا ابتداء من ترومان ولغاية اليوم ا عتمدوا على عدة أجهزة قمعية ومنها
CIA والبنتاغون ومكتب التحقيقات الفدرالية ….إلا أن غالبية الرؤساء الأمريكان أعطوا اهتماما خاصا إلى وكالة المخابرات المركزية سواء بالدعم المادي أو إعطاء الصلاحيات فيما يخص نشاطها وعملها فيمكن القول أن CIA هي "الدولة الخفية" لأمريكا والتي تقوم بالاستفزازات والقرصنة على الصعيدين الداخلي والخارجي وبهذا الخصوص اصدر ريعان المرسوم رقم 12333 في كانون الأول عام 1981 م والذي يسمح لوكالة المخابرات المركزية ولأول مرة في تاريخها كله بممارسة العمليات السرية للتجسس داخل البلاد بهدف نيل "معلومات تمس إمكانات ونوايا ونشاط الدول الأجنبية أو المنظمات والاشخاص" ثم سمح هذا المرسوم بمداهمات تجري دون أمر صادر من الجهات القانونية وبمراقبة المراسلات والاتصالات الهاتفية وغير ذلك من أساليب الملاحقة وكما طالب وليم كيسي مدير وكالة المخابرات المركزية بتوسيع صلاحياته من اجل دعم سياسة ريعان ا الإرهابية على الصعيدين الداخلي والخارجي إذ حصل على صلاحيات تخوله القيام بالتجسس على المواطنين الأمريكان والتدخل في شؤونهم الداخلية وكما طالب كيسي و وزير العدل الأمريكي بإعطاء حصانة كاملة لعملاء وكالة المخابرات المركزية تحميهم من الملاحقات القضائية وفي هذه الحالة أصبحت CIA فوق القانون والعدالة.
وكما هو معروف أن ميزانية وكالة المخابرات المركزية هي سرية من حيث المبدأ وما يعلن عنه بشكل رسمي لا يعكس التخصيص المالي الحقيقي ففي عام 1981م بلغت ميزانية وكالة المخابرات المركزية المعلنة فقط بـ 27 مليار دولار وهذه الميزانية تعادل ميزانية ثلث دول آسيا وإفريقيا الفقيرة وهذا المبلغ يكفي لإغاثة ما لا يقل عن نصف مليار إنسان من فقراء العالم ويمكن أن يحصل كل فرد فقير من هذه الدول على خمسين دولار. ومع ذلك تدعى أمريكا "بحقوق الإنسان ودولة القانون والديمقراطي".
ثانيا: بعض الأهداف الاستراتيجية لوكالة المخبرات المركزية الأميركية
تقوم استراتيجية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ تأسيسها في عام 1947 م ولغاية اليوم على ما يلي :
1- القيام بعمليات التجسس والتخريب ضد المعسكر الاشتراكي وخاصة ضد الاتحاد السوفيتي في الميدان الأيديولوجي والسياسي والاقتصادي-الاجتماعي والثقافي والعسكري وكرست هذه الاستراتيجية الهدامة خلال ما يسمى بالحرب الباردة "1946-1991" بهدف تقويض النظام الاشتراكي وخاصة الاتحاد السوفيتي ولا تزال هذه الاستراتيجية قائمة ضد البلدان الاشتراكية الأخرى ومنها الصين وكوبا وفيتنام وكوريا الشمالية….. وكما يلاحظ أيضا أن هذه الاستراتيجية لا زالت سارية المفعول ضد رابطة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق) وخاصة ضد روسيا. لأن روسيا كانت ولا تزال الحلقة الرئيسية في التغيير سواء على صعيد رابطة الدول المستقلة أو على الصعيد العالمي.
2- القيام بالأعمال التخريبية وفي الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية … سواء بشكل سري أو علني بالضد من البلدان الوطنية والتقدمية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وتحت حجج واهية ومظللة ومنها غياب "حقوق الإنسان والديمقراطية ومكافحة الإرهاب وتصفية أسلحة الدمار الشامل…" لقد تعززت هذه الاستراتيجية اكثر فاكثر بعد لقاء غورباتشوف-بوش في مالطا 1989 م وعمل غورباتشوف وفريقه من اجل إنجاح هذه الاستراتيجية فقوض دولته العظمى لصالح الإمبريالية الأمريكية وحلفاءها وتم تقويض الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي وتخلى عن أصدقاء الاتحاد السوفيتي في البلدان النامية وأعلن وبشكل علني أن "هدفي في الحياة هي القضاء على الشيوعية" وهذا الهدف يتطابق مع هدف ريعان الذي قال "يجب شطب الشيوعية بوصفها فصلا مؤسفا غير طبيعي في تاريخ البشرية" فهل صدفة أن تتطابق هذه الأهداف غير الشرعية ؟
3- العمل الحثيث والمتواصل على اختراق جميع الدول وخاصة البلدان الاشتراكية وزرع "أصدقاءها" في قمة السلطة التنفيذية والتشريعية وتحت غطاء ما يسمى بحقوق الإنسان والديمقراطية ويتم تشكيل "أحزاب، منظمات ، وروابط ، صناديق، جمعيات، معاهد، جامعات" وتقديم الدعم المادي والتكنولوجي لهذه المؤسسات. أن الهدف الرئيسي "للطابور الخامس" هو تقويض هذه البلدان عبر حصوله على الدعم المباشر أو غير المباشر من قبل الإمبريالية الامريكية وحلفاءها فعلى سبيل المثال في بولونيا تم تشكيل "منظمة التضامن" وطرحت برامج اقتصادية وشعارات "براقة" و في الاتحاد السوفيتي ظهر ما يسمى بالبيريسترويكا وتم تشكيل حركة سياسية عرفت باسم "حركة نواب والأقاليم" وبالنتيجة تم اختفاء الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية وكما عملت CIA وتحت نفس الشعارات المذكورة أعلاه تم العمل على تفكيك دولة يوغوسلافيا الاتحادية وتم تخصيص 500 مليون دولار من اجل فوز "حركتهم الديمقراطية" لرئاسة السلطة وكما تعمل اليوم وكالة المخابرات المركزية من اجل إسقاط الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكيا ونفس الأسلوب يتم اليوم مع ايران وسوريا وتحت "افتراءات وتهم متعددة" ومنها ان هذه الدول "تدعم وتساند الارهاب والارهابيين و"خاصة" في لبنان ولهم علاقة مع ما يسمى بتنظيم القاعدة وتسعى ايران لتصنيع السلاح النووي في حين الكيان الاسرائيلي "من حقه" أن يمتلك كل انواع الاسلحة المحرمة دوليا ، وكما لا يستبعد من ان ينطلق العدوان الامبريالي على هذه الدول من العراق وأذربيجان وجورجيا….!!
4- تعمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على تأجيج الصراعات السياسية والقومية والدينية وتشجيع الحركات الانفصالية والنزاعات القبلية في رابطة الدول المستقلة والبلدان النامية فعلى سبيل المثال في الستينات دعمت CIA القوى الانفصالية في نيجيريا بالمال والسلاح بهدف انفصال الإقليم الشرقي من هذه البلاد وفي انغولا اقدمت CIA بالتعاون والتنسيق مع نظام بريتوريا العنصري السابق بالدعم الشامل للحركتين الانفصاليتين "أونيتا وفينلا" بهدف إسقاط جمهورية انغولا الشعبية ولا يزال هذا الدعم مستمر لهذه الحركات الانفصالية وفي الهند تمول CIA وبطرق وأساليب مختلفة وعبر باكستان الحركات الانفصالية في البنجاب وجامبو وكشمير وهي تجهز وتدرب العناصر الانفصالية وكما تتحمل
CIA المسؤولية المباشرة عما حدث في جمهورية أفغانستان منذ عام 1978 ولغاية اليوم فهي التي صنعت بن لادن وملا عمر وتنظيم القاعدة بالضد من الاتحاد السوفيتي السابق وتقف وكالة المخابرات المركزية الامريكية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لدعم الحركة الانفصالية في السودان وتأجيج الصراع السياسي في الجزائر وليبيا …… ودعمها إلى القوى "الإسلامية المتطرفة" وكما تسعى هذه الوكالة وبأشكال مختلفة لدعم الحركات الانفصالية في جمهورية الصين "منطقة التيبت" وفي روسيا الاتحادية جمهورية الشيشان….. وغيرها من الأنشطة التخريبية ضد الدول المستقلة.
يشير الصحفي الأمريكي المعروف ل. فولف في تموز عام 1981م في محاضرته حول "الصحافة ووكالة المخابرات المركزية" إلى أن اكثر من 2000 موظف في هذه الدائرة التجسسية من اصل 30000 مرتبطون بهذه الدرجة أو تلك بالصحافة والإذاعة والتلفزيون ومن أشكال النشاط التخريبي
لوكالة المخابرات المركزية الامريكية كما اشار فولف هو يتم اعداد مواد خاصة ويتم توزيعها على الجرائد والمجلات في أمريكا أو خارجها ثم يتم نشرها عن طريق "أشخاصها في هذه الصحف"
وكما يشير الكاتبان الفنلنديان ي. ليند فورس و ي ريسكلاي في كتابهما "وكالة المخابرات المركزية الصادر عام 1978 م إلى أنها تسيطر على قرابة 50 جريدة ومجلة ووكالة أنباء وإذاعة في أمريكا ثمة ما يزيد على 100 صحفي أمريكي وقرابة 800 صحفي أجنبي هم عملاء مأجورين
لوكالة المخابرات المركزية الامريكية فما هو عدد عملاؤها اليوم في العالم؟
5- القيام بالتجسس على البلدان الرأسمالية في الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية لصالح أمريكا مما يمكنها ذلك من تحقيق التفوق في هذه المجالات المختلفة على هذه البلدان وبالتالي يمكن بسط نفوذها وهيمنتها على حلفاؤها الرأسماليين
6- القيام بالتجسس على المواطنين الأمريكيين والأجانب المقيمين في أمريكا وقد لا يصدق القارئ "أن دولة القانون ودولة الرفاه الاجتماعي وحقوق الإنسان" بأن عدد سكان أمريكا في عام 1984 م بلغ 233 مليون نسمة فأن اكثر من 202 مليون مواطن أمريكي لديه صحيفة أعمال في مكتب التحقيقات الفدرالية وغيرها من المؤسسات المخابراتية بما فيها CIA ، ناهيك عن أجهزة التصنت على التلفونات والمحادثات وعلى الرسائل.. وفي كانون الأول عام 1981 وقع ريغان مرسومين تنفيذيين لهما قوة القانون موجهين إلى توسيع صلاحيات هيئة المخابرات في جمع المعلومات بين المواطنين الأمريكيين وفي الخارج وفي ظل حكم الرئيس الأمريكي بوش الابن تم تعزيز هذا النهج "الديمقراطي"!
لقد قامت وكالة المخابرات الأمريكية بتنفيذ 81 عملية حرب نفسية في عهد الرئيس الأمريكي ترومان و 170 عملية مماثلة في عهد الرئيس أيزنها ور و 163 عملية في عهد الرئيس كندي و 142 عملية في عهد الرئيس جونسون واستمر هذا النشاط "الديمقراطي" على نطاق أوسع خلال فترة حكم الرؤساء ريغان، بوش الأب، وكلينتون، وفي حكم بوش الابن. وكما قامت وكالة المخابرات المركزية خلال الفترة الممتدة من عام 1964 م حتى 1979 م بـ11 انقلاب عسكري في آسيا لصالح القوى الرجعية و11 انقلاب عسكري في أفريقيا و16 انقلاب عسكري في أمريكا اللاتينية وكما نفذت CIA خلال فترة 1961 – 1971 م بحوالي 900 عملية سرية كبيرة ضد الدول والشخصيات الوطنية "الغير مرغوب فيهم"؟!
7- العمل المستمر والمتواصل على اختراق الأحزاب الشيوعية وخاصة قياداتها وكوادرها المتقدمة سواء كانت أحزابا حاكمة أو غير حاكمة، علنية أو سرية بهدف إضعافها ونسفها وتفتيتها من الداخل وكما تسعى CIA على تشويه سمعة هذه الأحزاب والافتراء عليها عبر ماكنة الإعلام المحلية والعالمية. أن ما حدث في الاتحاد السوفيتي خلال فترة 1985- 1991 م إلا دليل حي على ذلك إذ نشط "الطابور الخامس" في قيادة الحزب والسلطة وعمل على تقويض الحزب والنظام الاشتراكي "وبالمجان" لصالح الإمبريالية الأمريكية وحلفائها. فهل سيدرك قادة وكوادر الأحزاب الشيوعية من المخلصين لمبادئهم هذا الخطر الجدي القائم عليهم اليوم؟
لقد كتب هـ. روزيتسكي المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية إلى أن الرؤساء الأمريكيين كانوا يستخدمون بانتظام هذه الدائرة بمثابة جهاز يستطيعون بواسطته انتهاج سياسة خارجية بدون دبلوماسيين والقيام بعمليات عسكرية بدون قوات مسلحة والتدخل على هواهم في شؤون البلدان الأخرى بدون إذن ومراقبة من الكونغرس الأمريكي
يتبع....
تعليق