إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل يجوز أن يخطيء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يجوز أن يخطيء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟

    هل يجوز أن يخطيء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟
    السؤال
    قرئت في صحيح البخاري (رض) في كتاب اللباس ما هذا نصه عن عبد الله بن عمر (رض) قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه فقال: يا رسول الله أعطني قميصك اكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له، فأعطاه قميصه وقال له: إذا فرغت منه فآذنا، فلما فرغ منه آذنا به، فجاء صلّى الله عليه وآله وسلم ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال له: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟! فقال لك: استغفر لهم أوْ لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. (قال ابن عمر): فنزلت (بعد ذلك) ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره (قال): فترك الصلاة عليهم بعد نزولها.

    سؤالي هو: أن هذه الحادثة تبين مقام سيدنا عمر رضي الله عنه، وكيف جاء خبر السماء بتأييده وعدم تأييد فعل النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، ولكن أيجوز ان يكون ذلك على حساب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وهو حديث أخبرني بعض علماء منطقتنا أنه متفق عليه؟

    صابر الجيزان قطر 8/1/2000

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الجواب..

    السلام عليكم ورحمته وبركات

    لا شك ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هو سيد الانبياء وأكمل خلق الله على الإطلاق وهو مسدد بالوحي في كل افعاله وأقواله وتقريره كل ذلك حجة. ولا يجوز ان يعلمه أحد من المسلمين وهذا الخبر ـ ولو اتفق عليه ـ لا يمكن قبوله على إطلاقه فإنا لا نقبل تجويز الخطأ على رسول الله، ثم إذا دار الأمر بين حفظ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم وبين حفظ بعض الصحابة فالمسلم لا يتوقف عن حفظ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم أوّلاً. ونحن نذكر لكم جواباً للسيد شرف الدين الموسوي (قده) قال: كأن عمر فهم النهي عن الصلاة على المنافقين من قوله تعالى: استغفر لهم أوْلاً تستغفر لهم... الآية ـ وهذا خطأ في فهمها كما سنوضحه ـ وكأن هذه الآية نزلت قبل الصلاة على هذا المنافق، فلما رأى عمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم واقفاً ليصلي عليه، توهم أنه خالف النهي، فلم يتمالك من غضبه وانكاره، فجذبه من موقفه منكراً عليه ما توهمه من المخالفة.

    حاشاه، وحاشا لله، ومعاذ الله، ونعوذ بالله. فإن قوله تعالى: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، ليس من النهي في شيء ما أصلا، وإنما هو مجرد إخبار بعدم انتفاعهم بإستغفاره لهم، وأن إستغفاره لهم وإن كثر، وعدم إستغفاره لهم بالمرة على حد سواء في عدم المغفرة لهم.

    والأمة مجمعة على أن النهي عن الصلاة على المنافقين انما كان بقوله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره). وان ذلك انما نزل بعد هذه الواقعة بالاجماع على أن هذا الحديث ـ حديث ابن عمر بمجرده صريح في ذلك، فتدبر آخره تجده نصاً في تأخره عن هذه الواقعة.

    لذلك لم يأبه رسول الله لهذه المعارضة، لكنه وسعها بحلمه العظيم، وحكمته البالغة جريا على عادته المستمرة، فلما أكثر عمر عليه واقفاً إزاء صدره يمنعه من الصلاة بكلام كنا نربأ بمثله أن يواجه به رسول الله، قال صلّى الله عليه وآله وسلم ـ من حديث صحيح ـ : أخر عني يا عمر إني خُيرت، قيل لي: استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، فلو أعلم أني ان زدت على السبعين غفر الله له لزدت، ثم صلى عليه، ومشى خلفه، وقام على قبره... الحديث(1).

    قلت: جرى صلّى الله عليه وآله وسلم في صلاته على ابن أبي حسبما اقتضاه يومئذ تكليفه من المعامله على مقتضى الظاهر، ولم يكن ابن أُبي في عداد الكافرين الذين أبوا الدعوة إلى الإسلام فردوها، وإنما كان ممن أجاب الدعوة في ظاهر حكم الإسلام، واستئلافاً لقومه الخزرج. وقد أسلم بذلك منهم ألف رجل، فكان قميص النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وصلاته مما فتح الله به على المسلمين فتحاً مبيناً، والحمد لله رب العالمين.

    وحينئذ ندم عمر على تسرعه، وكان بعد ذلك يقول ـ من حديث له ـ: أصبت في الإسلام هفوة ما أصبت مثلها قط، أراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أن يصلي على عبد الله بن أبي فأخذت بثوبه فقلت له: والله ما أمرك الله بهذا لقد قال الله لك: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم (قال) فقال رسول الله: خيرّني ربي فقال: استغفر لهم أوْلاً تستغفر فاخترت... الحديث(2).

    قلت: لم تكن هذه المعارضة وحيدة في بابها فقد عورض صلّى الله عليه وآله وسلم في الصلاة على رجل آخر فيما أورده ابن حجر العسقلاني في ترجمة أبي عطية من الجزء الرابع من إصابته، إذ قال: أخرج البغوي، وأبو أحمد الحاكم من طريق اسماعيل بن عياش، وروى الطبراني من طريق بقية، كلاهما عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي عطية: رجلاً توفي على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال بعضهم ـ يعني عمر ـ: يا رسول الله لا تصلّ عليه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: هل رآه أحد منهم على شيء من أعمال الخير؟. فقال رجل: حرس معنا ليلة كذا وكذا. قال: فصلي عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ثم مشى معه إلى قبره، ثم حثا عليه وهو يقول: ان اصحابك يظنون انك من أهل النار، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لعمر: إنك لا تسأل عن أعمال الناس، وانما تسأل عن الغيبة... الحديث.

    ـــــــــــــــ

    (1) أخرجه بالاسناد إلى عمر كل من البخاري ومسلم والترمذي والإمام أحمد وابن جرير وابن بي حاتم وابن مردويه وغيرهم فيما نقله المتقي الهندي عنهم جميعاً أول ص247 من الجزء الاول من كنز العمال. وهو الحديث 4403 من أحاديث الكنز.

    (2) أخرجه ابن ابي حاتم من طريق الشعبي عن عمرو وهو الحديث 4404 من أحاديث الكنز فراجع هذا والذي قبله في كل من الكنز ومنتخبه المطبوع في هامش مسند الإمام أحمد.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X