الصبح قريب
--------------------------------------------------------------------------------
حرية تعبير، قيم، ديمقراطية، وحقوق انسان، عبارات ومصطلحات ما فتئ الغرب ودوله يحاولون إفهامنا إياها، مرة بالطائرات وأخرى بالدبابات، ولكن من دون جدوى، فنحن ما زلنا دون المستوى الذي يسمح لنا بفهم دروس كهذه، لأننا وبكل بساطة ما زلنا نستعمل ذاك الشيء الذي وهبنا إياه الله عز وجلّ داخل رؤوسنا وقلوبنا.
فحرية التعبير على الطريقة الأميركية هي أن ندع نحن كل من يضمر لنا شراً يعبر بكل ما له من حرية وبلا حدود عن شرّه الدفين وحقده الأعمى، حتى وإن أدى ذلك إلى أن نضحي ببعض أنفسنا وأرواحنا. ولا فرق هنا بين كبير أو صغير، ذكر أو أنثى، ولكنها توجب أن يقوم حافظو الأمن وحارسو الحرية في نيويورك بإغلاق معرض صور لأن صاحبه رأى في بوش صورة قرد فترجم رؤياه لوحة فنية.
والقيم هي أن نطأطئ رؤوسنا احتراما للمغالاة في اضطهادنا ومنعنا من ممارسة واجباتنا الدينية، ولا نصل إلى قمة قيمهم إلا إذا خرسنا عن قول الحقيقة حتى لا "نحرّض" على كره من يقصف مدارس أطفالنا ويغتال تلميذاتنا، وهن عائدات لمنازلهن.
أما الديمقراطية فتعني أننا أحرار إلى أبعد الحدود في قول وممارسة كل ما يخدم مصالح الغرب، حتى وإن أدى ذلك إلى اختلافنا وتقاتلنا، أما أن نساعد بعضنا على الخروج من أزمات أوقعونا بها فنكون عندها نتدخل بشؤون بعضنا البعض، وهو أمر تحظره مفاهيم ديمقراطيتهم وترفضه مفاهيم حقوق الانسان عندهم، فحقنا كامل في أن نختلف ونتحارب ونوقع البغضاء في ما بيننا، لكننا نتعدى على حقوقنا كإنسانيين إذا تصالحنا ودعونا بعضنا بعضا إلى التكاتف والتآزر، فبذلك ضرر كبير على ديمقراطيتهم وقيمهم.
إن ما نملكه نحن يفوق بكثير فهمهم للديمقراطية والقيم وغيرها من المصطلحات، ولا تدركه شرعاتهم ولا مبادئهم التي وعلى كثرة أضوائها وغزارة ألوانها لن تستطيع إطالة ليل الظلام، فالصبح لا بد آتٍ، وإنه لقريب.
محمد يونس
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
حرية تعبير، قيم، ديمقراطية، وحقوق انسان، عبارات ومصطلحات ما فتئ الغرب ودوله يحاولون إفهامنا إياها، مرة بالطائرات وأخرى بالدبابات، ولكن من دون جدوى، فنحن ما زلنا دون المستوى الذي يسمح لنا بفهم دروس كهذه، لأننا وبكل بساطة ما زلنا نستعمل ذاك الشيء الذي وهبنا إياه الله عز وجلّ داخل رؤوسنا وقلوبنا.
فحرية التعبير على الطريقة الأميركية هي أن ندع نحن كل من يضمر لنا شراً يعبر بكل ما له من حرية وبلا حدود عن شرّه الدفين وحقده الأعمى، حتى وإن أدى ذلك إلى أن نضحي ببعض أنفسنا وأرواحنا. ولا فرق هنا بين كبير أو صغير، ذكر أو أنثى، ولكنها توجب أن يقوم حافظو الأمن وحارسو الحرية في نيويورك بإغلاق معرض صور لأن صاحبه رأى في بوش صورة قرد فترجم رؤياه لوحة فنية.
والقيم هي أن نطأطئ رؤوسنا احتراما للمغالاة في اضطهادنا ومنعنا من ممارسة واجباتنا الدينية، ولا نصل إلى قمة قيمهم إلا إذا خرسنا عن قول الحقيقة حتى لا "نحرّض" على كره من يقصف مدارس أطفالنا ويغتال تلميذاتنا، وهن عائدات لمنازلهن.
أما الديمقراطية فتعني أننا أحرار إلى أبعد الحدود في قول وممارسة كل ما يخدم مصالح الغرب، حتى وإن أدى ذلك إلى اختلافنا وتقاتلنا، أما أن نساعد بعضنا على الخروج من أزمات أوقعونا بها فنكون عندها نتدخل بشؤون بعضنا البعض، وهو أمر تحظره مفاهيم ديمقراطيتهم وترفضه مفاهيم حقوق الانسان عندهم، فحقنا كامل في أن نختلف ونتحارب ونوقع البغضاء في ما بيننا، لكننا نتعدى على حقوقنا كإنسانيين إذا تصالحنا ودعونا بعضنا بعضا إلى التكاتف والتآزر، فبذلك ضرر كبير على ديمقراطيتهم وقيمهم.
إن ما نملكه نحن يفوق بكثير فهمهم للديمقراطية والقيم وغيرها من المصطلحات، ولا تدركه شرعاتهم ولا مبادئهم التي وعلى كثرة أضوائها وغزارة ألوانها لن تستطيع إطالة ليل الظلام، فالصبح لا بد آتٍ، وإنه لقريب.
محمد يونس
--------------------------------------------------------------------------------