بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد(ص) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الإنس والجن والجن اجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صرح إبن تيمية قائلاً(إن خروج الإمام الحسين(ع) لم يكن فيه مصلحة دين ولا دنيا)) وأضاف((إن خروجه على يزيد لعنه الله حصل منه من الفساد مالم يكن يحصل لو قعد في بلده فزاد الشر بخروجه وقتله ونقص الخير بذلك وصار سبباً لشر عظيم ))
منهاج السنةج4ص530
-----------------
كان الأولى والأفضل إلى شيخ الكفروالضلال ان يجعل من عمر ومن رزية يوم الخميس منشأ كل ظلال وفساد وظلم يجري على هذه الإمة نتيجة لقول الرسول(ص) لن نظلوا بعدي ابدا)) وحيث ان الحاظرين وعلى راسهم عمر منعوا الرسول(ص) من كتابة ذلك الكتاب الذي يعصم الناس من الظلال إلى يوم القيامة فكل ظلاله نتجة بعد ذلك بسبب ذلك المنع او كان الأولى والأفضل إلى شيخ الكفروالضلال ان يجعل من حرب الجمل التي قادتها عائشةمنشأ كل ظلال وفساد وظلم يجري على هذه الإمة إذ ان اول إنشقاق واضح بين المسلمين كان نتيجة حرب الجمل والتي نكث فيها طلحة والزبير بعد ان كانا اول من بايعا الإمام علي(ع)(البداية والنهاية ج7ص252 ) وكان طلحة أشد الناس على عثمان(تاريخ المدينة المنورة ج4ص 169
ولذلك رماه مروان بسهم وقال هذا ممن اعان على قتل عثمان(تاريخ الإسلام ج3 ص486) والتفت إل أبان بن عثمان وقال قد كفيناك بعض قتلة أبيك(انساب الأشراف ص246/ تاريخ الإسلام ج3 ص487)
وقال والله لا اطلب قاتل عثمان بعدك ابداً(الطبقات الكبرى ج3ص223) وإنما طلب طلحة والزبير بدم عثمان ذريعة للخروج على الإمام علي(ع) بعد ان سئلاه ان يولي احدهما البصرة والأخر الكوفة فأبى(ع) ذلك(البداية والنهايةج6ص253/تاريخ الطبري ج3ص451)والذي حذر الرسول(ص) الزبير من محاربته الإمام علي(ع) قائلا((لتقاتلاً علياً(ع) وأنت له ظالم ))
المستدرك وبعدة طرق وصححها ووافقه الذهبي/دلائل النبوة للبهيقي ج6ص415وبعدو طرق
فكل فساد وظلال واختلاف في هذه الإمة بعد رزية الخميس كان بسبب حرب الجمل ولو لا حرب الجمل لما تجراء معاوية على محاربة إمام زمانه الإمام علي(ع) ولما إشتد عوده واشرابت نفسه لذلك
فإن كان خروج سيد الشهداء سبط رسول الله(ص) الإمام الحسين(ع) على يزيد لعنه الله الفاسق الفاجر كمايزعم شيخ الكفر والظلال إبن تيمية فجراءة عمر على الرسول(ص) وحرمانه للإمة من كتابة كتاب يعصمها من الظلال إلى يوم القيامة وخروج طلحة والزبير على الإمام علي(ع) مفسدة اعظم خصوصا ان الإمام الحسين(ع) لم يبايع يزيد(لع) ثم نكث وخرج عليه بخلافهما فإنهما بايعا الإمام علي(ع) طوعاً وبإرادتهما وبإجماع الإمة ثم نكثا البيعة فلا يستوي الخروج على الإمام العادل بعد مبايعته والخروج على الإمام الفاسق الفاجر بدون او قبل مبايعته
والإنقسام الذي نلاحظه بين المسلمين بتعدد فرقهم كان حصاد وثمرة رزية يوم الخميس ثم السقيفة وتلتهما حرب الجمل والتي طحنت وسفكة دماء الكثير من المسلمين وعلى راسهم قائدي المعركة طلحة والزبير ونتج عنه إنقسام المسلمين إلى قسمين قسم محب الإ الإمام علي(ع)وموالاً له وقسم آخر مبغض وقال له وإن كان هذا الإنقسام كان قبل واقعة الجمل ولكنه كان مخفياً ومستوراً ولكن وجد مبغضي الإمام علي(ع) وأعدائه مقتل عثمان وحرب الجمل حجة ودريعة لإضهار بغضهم إلى الإمام علي(ع) كما هو الحال مع عائشة ومعاوية وعلى كل حال هذا الإنقسام الظاهر نتيجة لإنقسام الصحابة فأول ظهور سافر وواضح لإنقسام الصحابة كان في رزية يوم الخميس إذ نقسم الصحابة إلى قسمين قسم مؤيد لعمر وقسم معارضا له ثم في حرب الجمل ومنهاإنقسم المسلمون ولذلك يمكن القطع بإن كل تفرقة وتشتت نعيشه اليوم كان نتيجة رزية يوم الخميس اولاً وأخيرا وتبعتها معركة الجمل المشئومة
وكان الحق في هذه الحروب مع الإمام علي(ع)بإتفاق الجميع لإنه مع الحق والحق معه فعن زيد بن وهب قال كنا عند حذيفة وقال: كيف أنتم وقد خرج أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف , قالوا ماذا تأمرنا؟ قال إنظروا إلى الفرقة التي تدعوا إلى أمر علي(ع) فالزموها فإنها على الحق((فتح الباري ج13ص75 ووصف إسناده بإنه جيد )) وكما قال النووي في شرح صحيح مسلم ج6ص18
((وكان الإمام علي(ع) هو المحق المصيب في تلك الحروب وهذا مذهب اهل السنة)) إلا ان الإمام علي(ع) ليس بحاجة إلى قول النووي وغيره فيكفي قول الرسول(ص) وشهادته في حق الإمام علي(ع):
1-((علي مــع القرآن والقرآن مــع علي لن يتفرقا حتى يـــردا علي الحوض ))
المستدرك ثم قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح الإسناد وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون ولم يخرجاه )
2-((علي مع الحق والقرآن ، والحق والقرآن مع علي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض )
ربيع الأبرار 1/828 . للزمخشري
3-(رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار)
مستدرك الحاكم وقال هذا صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه
4-قال رسول الله(ص) لعلي(ع) :
((أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي)) .
المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
5--((أنا المنذر وأنت الهادي وبك يهتدي المهتدون))
مستدرك الحاكم وقال هذا صحيح الأسناد
6- أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم وبمجيء ناقته تفضلاً من الله وإكراماً لك حتى أناخت ببابك دون الناس ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله? فقال يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فأما الناكثون فقد قابلناهم أهل الجمل طلحة والزبير وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم يعني معاوية وعمراً وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ولكن لا بد من قتالهم إنشاء الله قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار "يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى يا عمار من تقلد سيفاً أعان به علياً على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ومن تقلد سيفاً أعان به عدو علي عليه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار".
قلنا يا هذا حسبك رحمك الله حسبك رحمك الله.
كنز العمال ج6ص156/ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/170 ح1208، المناقب للخوارزمي الحنفي: ص57
ولنرجع إلى صلب الموضوع ونعود إلى كلام الناصبي إبن تيمية
فبطلان كلامه شيء واضح وبديهي لذلك نذكر مجموعة من الأدلة على على فساد زعمه وإدانته إلى سبط رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسبن(ع):
1- تواترت الروايات إخبار الرسول(ص) لمقتل الإمام الحسين(ع) وبكائه عليه وحزنه لما يحل على أهل بيته(عليهم السلام) ومجيء جبرئيل(ع) وغيره من الملائكة بقبضة من تراب كربلاء وشمه وتقبيله لتلك التربة في موارد متعددة ومواقف مختلفة ومناسبات كثيرة ومنها:
1-روى الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/176 في الحديث الأول من فضائل الإمام أبي عبد الله الحسين (ع)، روى بسنده عن أم الفضل بنت الحارث خبرا جاء في آخره:
فولدت السيدة الصدبقة فاطمة الزهراء الإمام الحسين(ع) فكان في حجري، فدخلت يوما على رسول الله (ص) فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع.
قالت: فقلت: يا نبي الله! بأبي أنت وأمي مالك؟!
قال (ص): أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا!!
فقلت: هذا؟!
قال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء!
2-روى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى 8/45 الحديث رقم 81 من ترجمة الإمام (الحسين عليه السلام)، عن عائشة، قالت: بينما رسول الله (ص) راقد إذ جاء الإمام الحسين(ع) يحبو إليه فنحيته عنه، ثم قمت لبعض أمري، فدنا منه، فاستيقظ (ص) وهو يبكي!
فقلت: ما يبكيك؟!
قال (ص) إن جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الإمام الحسين(ع)، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه...
3 ـ وعن أنس بن مالك : أن مَلَك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي محمد " صلى الله عليه وآله وسلّم " فبينما هي على الباب إذ جاء
جاء الإمام الحسين(ع)فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" وعلى منكبه وعلى عاتقه ، قال : فقال الملَك للنبي " صلى الله عليه وآله وسلّم " : أتحبّه ؟
قال : " نعم " قال أما إن أمّتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء ، فأخذتها أمّ سلمة فصرّتها في خمارها، قال: قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء
السيرة النبوية لدحلان، ج3، ص365 ــ 364 (بهامش السيرة الحلبية).
ترجمة الامام الحسين ( ع ) - ابن عساكر ص 244
وغيرها من الروايات وهي كثيرة ...وقد روى هذه الأخبار اكثر من خمسة عشر من الصحابة ومن اراد الإطلاع فليراجع:
مسند احمد ج1ص85/المصنف لإبن ابي شيبةج7ص276/ج8ص632/مسند ابي يعلى ج1ص298/المعجم الكبيرج3ص110وص111/ج23ص308 الآحاد والمثاني ج1ص308وص310/المستدرك ج3ص176/دلائل التبوةج6ص468/مجمع الزوائدج9ص178وغيرها من المصادر
فالشاهد من تلك الروايات انه لو لم يكن خروجه(ع) على يزيد(لعنه الله) فيه مصلحة وكان فيه مفسدة كما زعم إبن تيمية لما كان هذا الإهتمام العظيم من السماء بقضية الإمام الحسين(ع) وبتربته المقدسة ولنهى الرسول(ص) سبطه وسيد شباب اهل الجنة من الخروج على يزيد(لع) كما نهى عائشة والزبير من الخروج على إمام زمانهما وهما له ظالمين
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لنسائه : أيتكن صاحبة الجمل الأدبب - (بهمزة مفتوحة ودال ساكنة ثم موحدتين الأولى مفتوحة - تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو من بعدما كادت) .
فتح الباري ج13ص46 وقال وهذا رواه البزار ورجاله ثقات وفوق ذلك
نهي الله عزوجل لعائشة ولسائر زوجات الرسول(ص) من الخروج ((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)) الأحزاب/33
وليس هناك رواية واحدة من تلك الروايات الكثيرة التي بكى فيها الرسول الأكرام(ص) على الإمام الحسين(ع) نهاه فيها عن الخروج بل على العكس تماماً فخروج الإمام الحسين(ع) إنما كان بإمر من جده الرسول(ص) والشاهد على ذلك ان عبد الله بن جعفر بن ابي طالب لما كتب إلى الإمام الحسين(ع) يحذره فيها من اهل الكوفة فكتب له الإمام الحسين(ع):
((إني رأيت رؤيا ورئيت فيها رسول الله(ص) وأمرني بإمر انا ماض له
ولست بمخبر بها احد حتى إلاقي عملي))
تهذيب الكمال ج6ص412
ومن راى الرسول(ص)في المنام فكأنما رأه حقيقة لإن الشيطان لا يتمثل به فكيف بسبطه الإمام الحسين(ع)وريحانته في الدنيا والآخرة وسيد شباب أهل الجنة؟
ولذلك لما قتل الإمام الحسين(ع) إلتقط(ص) دمائه ودماء اصحابه
فعن إبن عباس قال:رأيت رسول الله(ص) فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم اشعث أغبر بيده قارورة من دم فقلت بإبي وأمي يارسول الله(ص) ماهذا؟ قال هذا دم الإمام الحسين(ع) وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم فأحصينا ذلك فوجوده قتل في ذلك اليوم
مسند احمدج1ص283/البداية والنهايةج8ص218 وقال إسناده قوي/مجمع الزوائدج9ص194 وقال رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح
فهل يعقل ان الرسول(ص) يهتم لدماء مهدورة خرجت طلباً للدنيا والرئسة واستلزم من خروجها الشر العظيم والفساد المستمر إلى يومنا هذا كما زعم إبن تيمية ومن وافقه؟؟؟! ولماذا لا يتعنى الرسول(ص) لجمع هذه الدماءولا يكون لإقامتها مصلحة دين ولا دنيا
2-ان الإمام الحسين(ع) كما في الحديث الصحيح المتواتر هو واخيه الإمام الحسن(ع) سيدا شباب أهل الجنة(وقد صرح بتواتره السيوطي والزبيدي والكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني ص196 حديث 235 ونقله عن سبعة عشر من الصحابة)
والمراتب والمنازل في الجنة لا تعطى لإحد لمناشئ إعتبارية وقرابية كاكون الشخص إبناً او قريبا للرسول(ص) او ما شابه بل هذه المراتب والمنازل الإخروية والقرب الإلهي نتيجة لعمل الإنسان وسيرته في هذه الدنيا
فدعوا ان خروجه(ع) إفساد في الأرض ونقص للخير وشر عظيم بتنافى ويتناقض مع قوله(ص) (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة)) فأما ان نقبل دعوى إبن تيمية او نتبع قول الرسول(ص) في حق حفيديه وسبطيه(عليهما السلام) وطبعاً الخيار الثاني هو الخيار الصحيح
3-وكما جاء في الحديث القدسي اوحى الله إلى رسوله(ص)((إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفاً وإني قاتل بإبن بنتك سبعين الفاً وسبعين الفاً))
المستدرك ج3ص178 بعدة اسانيد ووافقه الذهبي على شروط مسلم/ سيرة أعلام النبلاء ج3ص342 وقال هذا حديث نضيف الإسناد منكر اللفظ!!!!
وهذا الحديث يدل على ان الإمام الحسين(ع) من حرمات الله المقدسة التي لا تقل عن حرمات الأنبياء(ع) والتي يجب التمسك بحرمتها وقدسيتها إلى يوم القيامة
ومع ذلك يقول بن تيمية((إن خروجه ليس فيه مصلحة دين ولا دنيا))
فلو كان كذلك فلماذا هذه المقارنة بينه وبين النبي يحيى(ع) ولماذا هذا الغضب الإلهي لقتل الإمام الحسين(ع) الذي هو اشد من قتل النبي يحيى(ع)؟
4-عندما قتل الإمام الحسين(ع) إحمرت السماء لبكائه وما رفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط بل مارفع حجر بالشام يوم قتله(ع) إلا عن دم وغيرها من الوقائع التي يتجلى فيهاإهتمام السماء بهذه الفاجعة:
((مارفع حجر يوم قتل الحسين(ع) إلا عن دم))
مجمع الزوائد ج9ص169 وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وعن سفيان عن جدته قالت:
((رأيت الورس الذي إخذ من عسكر الإمام الحسين(ع)صار مثل الرماد ))
مجمع الزوائد ج9ص197 وقال ورجاله إلى جدة ابو سفيان ثقات
وعن ابي قبيل قال:
((لما قتل الإمام الحسين(ع) إنكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا انها هي))
مجمع الزوائد ج9ص197 وقال رواه الطبراني وإسناده حسن,والشمس لا تنكسف لموت أحد لكونه فعل الله بخلاف قتل الأنبياء والمرسلين واسباطهم
ولما قتل الإمام الحسين(ع) مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة ،والكواكب يضرب بعضها بعضا ، وكان قتله يوم عاشوراء ، وكسفت الشمس ذلك اليوم،واحمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ، ثم لا زالت الحمرة ترى فيها قبله .
وقيل إنه لم يقلب حجر البيت المقدس يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط ..............إلخ ))
تاريخ الخلفاء صـ207ــ
المجلد التاسع. >> 37. كتاب المناقب >> 16. باب مناقب الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام).
15161- وعن أم حكيم قالت: قتل الإمام الحسين(ع) وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياماً مثل العلقة.
رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح.
(( قال السدي: لما قتل الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) بكت عليه السماء؛ وبكاؤها حمرتها. وحكى جرير عن يزيد بن أبي زياد قال: لما قتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) احمر له آفاق السماء أربعة أشهر. قال يزيد: واحمرارها بكاؤها. وقال محمد بن سيرين: أخبرونا أن الحمرة التي تكون مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين بن علي (عليهما السلام). وقال سليمان القاضي: مطرنا دما يوم قتل الإمام الحسين. ))
الجامع لأحكام القرآن، الإصدار 1.49 - للإمام القرطبي
الجزء 16 من الطبعة >> سورة الدخان >> الآية: 29 {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}
جعفر بن سليمان الضبعي : حدثتني خالتي قالت : لما قتل الإمام الحسين(ع) مطرنا مطرا كالدم
سير أعلام النبلاء للذهبي ص 673
أنبأنا خلف بن خليفة ، عن أبيه قال : لما قتل الإمام الحسين(ع) اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الاحمر
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص354
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد ( 2 ) ، أنبأنا عمرو بن عاصم الكلابي ، [ قال ] : أنبأنا خلاد صاحب السمسم - وكان ينزل بني جحدر - قال : حدثتني امي قالت :
كنا زمانا بعد مقتل الإمام الحسين(ع) وإن الشمس تطلع محمرة على الحيطان والجدر بالغداة والعشي قالت : وكانوا لا يرفعون حجرا إلا وجد تحته دم .
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص355
عن علي بن مدرك ، عن جده الاسود بن قيس قال : احمرت آفاق السماء بعد قتل الإمام الحسين(ع) ستة أشهر يرى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم . قال : فحدثت بذلك شريكا فقال لي : ما أنت من الاسود ؟ قلت : هو جدي أبو أمي . قال : أما والله إن كان لصدوق الحديث ، عظيم الامانة ، مكرما للضيف .
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص356
عن عيسى بن الحارث الكندي قال : لما قتل الإمام الحسين(ع) مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص356
أنبأنا الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه قال : جاء رجل يبشر الناس بقتل الإمام الحسين فرأيته أعمى يقاد
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص356
حدثتنا ام شرف العبدية قالت : حدثتني نضرة الازدية قالت : لما أن قتل الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) مطرت السماء دما فأصبحت وكل شئ لنا ملآن دما
ترجمة الامام الحسين عليه السلام من الطبقات الكبرى : ج 8
أنبأنا حماد بن زيد ، عن هشام : عن محمد قال : تعلم هذه الحمرة في الافق مم هو ؟ فقال : من يوم قتل الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام)
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص358
عن محمد بن سيرين ، قال : لم تر هذه الحمرة في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي(ع)
الطبقات الكبرى : ج 8
عن زيد بن عمرو الكندي قال: حدثتني ام حيان قالت : يوم قتل الإمام الحسين(ع) أظلمت علينا ثلاثا ، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق ، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا أصبح تحته دم عبيط .
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص362
عن جعفر بن سليمان قال : حدثتني خالتي ام سالم قالت : لما قتل الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر . قال : وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص360
وغيرها من الوقائع التي يتجلى ويتضح إهتمام السماء بهذه الفاجعة
فلو كان خروجه إجتهاد خاطئ إستلزم منه الفساد الكبير والشر العظيم كما يزعم بن تيميه فلم هذا الإهتمام البالغ من قبل الله عزوجل؟
5- عن ميمون عن شيبان بن مخرم: قال ميمون وكان عثمانياً يبغض الإمام علي(ع)رجعنا مع الإمام علي(ع) من صفين فانتهينا إلى موضع فقال(الإمام علي(ع)))مايسمى هذا الموضع قلنا كربلاء قال(الإمام علي(ع))كرب وبلاء ثم قعد على رابية وقال يقتل ها هنا قوم هم افظل شهداء على ظهر الأرض لا يكون شهداء رسول الله(ص) اي إلا من إستشهد مع رسول الله(ص).وهذا يكشف عن قدسية وشرعية وأهمية الدور الذي قامو به
تاريخ دمشق ج14ص221
6-عن الدهني قال مر الإمام علي(ع) على كعب فقال (اي كعب) يقتل من هذا الرجل(يقصد الإمام علي(ع)) رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على النبي محمد(ص)فمر الإمام الحسن(ع) فقالو هذا يا ايا إسحاق قال:لا فمر الإمام الحسين(ع)فقالو هذا قال:نعم
المعجم الكبير ج3ص117/مجمع الزوائدج9ص193 وقال رجاله ثقات
7-عن ابي هزيمة قال:كنت مع الإمام علي(ع) بنهر كربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال يحشر من هذا الظهر سبعون الفاً يدخلون الجنة بغير حساب
مجمع الزوائدج9ص191 وقال رجاله ثقات
فكيف يوصف بن تيمية الإمام الحسين(ع)الذي قال فيه رسول الله(ص)بإنه سيد شباب اهل الجنة وكيف يوصف شهداء الطف الذين إلتقط رسول الله(ص)دمائهم وتعنى لها ووصفهم امير المؤمنين(ع)بإنهم افظل الشهداء ان خروجهم على يزيد(لع) ليس فيه مصلحة دين ولا دنيا وانه إستلزم الفساد والشر العظيم اليس هذا إلا بهتانا عظيم وإفك كبير وتجراء قبيح :فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحسن والحسين(عليهما السلام) : من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم ، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ( 2 ) ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم .
ترجمة الامام الحسين ( ع ) - ابن عساكر ص 138
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد(ص) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الإنس والجن والجن اجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صرح إبن تيمية قائلاً(إن خروج الإمام الحسين(ع) لم يكن فيه مصلحة دين ولا دنيا)) وأضاف((إن خروجه على يزيد لعنه الله حصل منه من الفساد مالم يكن يحصل لو قعد في بلده فزاد الشر بخروجه وقتله ونقص الخير بذلك وصار سبباً لشر عظيم ))
منهاج السنةج4ص530
-----------------
كان الأولى والأفضل إلى شيخ الكفروالضلال ان يجعل من عمر ومن رزية يوم الخميس منشأ كل ظلال وفساد وظلم يجري على هذه الإمة نتيجة لقول الرسول(ص) لن نظلوا بعدي ابدا)) وحيث ان الحاظرين وعلى راسهم عمر منعوا الرسول(ص) من كتابة ذلك الكتاب الذي يعصم الناس من الظلال إلى يوم القيامة فكل ظلاله نتجة بعد ذلك بسبب ذلك المنع او كان الأولى والأفضل إلى شيخ الكفروالضلال ان يجعل من حرب الجمل التي قادتها عائشةمنشأ كل ظلال وفساد وظلم يجري على هذه الإمة إذ ان اول إنشقاق واضح بين المسلمين كان نتيجة حرب الجمل والتي نكث فيها طلحة والزبير بعد ان كانا اول من بايعا الإمام علي(ع)(البداية والنهاية ج7ص252 ) وكان طلحة أشد الناس على عثمان(تاريخ المدينة المنورة ج4ص 169
ولذلك رماه مروان بسهم وقال هذا ممن اعان على قتل عثمان(تاريخ الإسلام ج3 ص486) والتفت إل أبان بن عثمان وقال قد كفيناك بعض قتلة أبيك(انساب الأشراف ص246/ تاريخ الإسلام ج3 ص487)
وقال والله لا اطلب قاتل عثمان بعدك ابداً(الطبقات الكبرى ج3ص223) وإنما طلب طلحة والزبير بدم عثمان ذريعة للخروج على الإمام علي(ع) بعد ان سئلاه ان يولي احدهما البصرة والأخر الكوفة فأبى(ع) ذلك(البداية والنهايةج6ص253/تاريخ الطبري ج3ص451)والذي حذر الرسول(ص) الزبير من محاربته الإمام علي(ع) قائلا((لتقاتلاً علياً(ع) وأنت له ظالم ))
المستدرك وبعدة طرق وصححها ووافقه الذهبي/دلائل النبوة للبهيقي ج6ص415وبعدو طرق
فكل فساد وظلال واختلاف في هذه الإمة بعد رزية الخميس كان بسبب حرب الجمل ولو لا حرب الجمل لما تجراء معاوية على محاربة إمام زمانه الإمام علي(ع) ولما إشتد عوده واشرابت نفسه لذلك
فإن كان خروج سيد الشهداء سبط رسول الله(ص) الإمام الحسين(ع) على يزيد لعنه الله الفاسق الفاجر كمايزعم شيخ الكفر والظلال إبن تيمية فجراءة عمر على الرسول(ص) وحرمانه للإمة من كتابة كتاب يعصمها من الظلال إلى يوم القيامة وخروج طلحة والزبير على الإمام علي(ع) مفسدة اعظم خصوصا ان الإمام الحسين(ع) لم يبايع يزيد(لع) ثم نكث وخرج عليه بخلافهما فإنهما بايعا الإمام علي(ع) طوعاً وبإرادتهما وبإجماع الإمة ثم نكثا البيعة فلا يستوي الخروج على الإمام العادل بعد مبايعته والخروج على الإمام الفاسق الفاجر بدون او قبل مبايعته
والإنقسام الذي نلاحظه بين المسلمين بتعدد فرقهم كان حصاد وثمرة رزية يوم الخميس ثم السقيفة وتلتهما حرب الجمل والتي طحنت وسفكة دماء الكثير من المسلمين وعلى راسهم قائدي المعركة طلحة والزبير ونتج عنه إنقسام المسلمين إلى قسمين قسم محب الإ الإمام علي(ع)وموالاً له وقسم آخر مبغض وقال له وإن كان هذا الإنقسام كان قبل واقعة الجمل ولكنه كان مخفياً ومستوراً ولكن وجد مبغضي الإمام علي(ع) وأعدائه مقتل عثمان وحرب الجمل حجة ودريعة لإضهار بغضهم إلى الإمام علي(ع) كما هو الحال مع عائشة ومعاوية وعلى كل حال هذا الإنقسام الظاهر نتيجة لإنقسام الصحابة فأول ظهور سافر وواضح لإنقسام الصحابة كان في رزية يوم الخميس إذ نقسم الصحابة إلى قسمين قسم مؤيد لعمر وقسم معارضا له ثم في حرب الجمل ومنهاإنقسم المسلمون ولذلك يمكن القطع بإن كل تفرقة وتشتت نعيشه اليوم كان نتيجة رزية يوم الخميس اولاً وأخيرا وتبعتها معركة الجمل المشئومة
وكان الحق في هذه الحروب مع الإمام علي(ع)بإتفاق الجميع لإنه مع الحق والحق معه فعن زيد بن وهب قال كنا عند حذيفة وقال: كيف أنتم وقد خرج أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف , قالوا ماذا تأمرنا؟ قال إنظروا إلى الفرقة التي تدعوا إلى أمر علي(ع) فالزموها فإنها على الحق((فتح الباري ج13ص75 ووصف إسناده بإنه جيد )) وكما قال النووي في شرح صحيح مسلم ج6ص18
((وكان الإمام علي(ع) هو المحق المصيب في تلك الحروب وهذا مذهب اهل السنة)) إلا ان الإمام علي(ع) ليس بحاجة إلى قول النووي وغيره فيكفي قول الرسول(ص) وشهادته في حق الإمام علي(ع):
1-((علي مــع القرآن والقرآن مــع علي لن يتفرقا حتى يـــردا علي الحوض ))
المستدرك ثم قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح الإسناد وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون ولم يخرجاه )
2-((علي مع الحق والقرآن ، والحق والقرآن مع علي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض )
ربيع الأبرار 1/828 . للزمخشري
3-(رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار)
مستدرك الحاكم وقال هذا صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه
4-قال رسول الله(ص) لعلي(ع) :
((أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي)) .
المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
5--((أنا المنذر وأنت الهادي وبك يهتدي المهتدون))
مستدرك الحاكم وقال هذا صحيح الأسناد
6- أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم وبمجيء ناقته تفضلاً من الله وإكراماً لك حتى أناخت ببابك دون الناس ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله? فقال يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فأما الناكثون فقد قابلناهم أهل الجمل طلحة والزبير وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم يعني معاوية وعمراً وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ولكن لا بد من قتالهم إنشاء الله قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار "يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى يا عمار من تقلد سيفاً أعان به علياً على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ومن تقلد سيفاً أعان به عدو علي عليه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار".
قلنا يا هذا حسبك رحمك الله حسبك رحمك الله.
كنز العمال ج6ص156/ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/170 ح1208، المناقب للخوارزمي الحنفي: ص57
ولنرجع إلى صلب الموضوع ونعود إلى كلام الناصبي إبن تيمية
فبطلان كلامه شيء واضح وبديهي لذلك نذكر مجموعة من الأدلة على على فساد زعمه وإدانته إلى سبط رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسبن(ع):
1- تواترت الروايات إخبار الرسول(ص) لمقتل الإمام الحسين(ع) وبكائه عليه وحزنه لما يحل على أهل بيته(عليهم السلام) ومجيء جبرئيل(ع) وغيره من الملائكة بقبضة من تراب كربلاء وشمه وتقبيله لتلك التربة في موارد متعددة ومواقف مختلفة ومناسبات كثيرة ومنها:
1-روى الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/176 في الحديث الأول من فضائل الإمام أبي عبد الله الحسين (ع)، روى بسنده عن أم الفضل بنت الحارث خبرا جاء في آخره:
فولدت السيدة الصدبقة فاطمة الزهراء الإمام الحسين(ع) فكان في حجري، فدخلت يوما على رسول الله (ص) فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع.
قالت: فقلت: يا نبي الله! بأبي أنت وأمي مالك؟!
قال (ص): أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا!!
فقلت: هذا؟!
قال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء!
2-روى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى 8/45 الحديث رقم 81 من ترجمة الإمام (الحسين عليه السلام)، عن عائشة، قالت: بينما رسول الله (ص) راقد إذ جاء الإمام الحسين(ع) يحبو إليه فنحيته عنه، ثم قمت لبعض أمري، فدنا منه، فاستيقظ (ص) وهو يبكي!
فقلت: ما يبكيك؟!
قال (ص) إن جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الإمام الحسين(ع)، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه...
3 ـ وعن أنس بن مالك : أن مَلَك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي محمد " صلى الله عليه وآله وسلّم " فبينما هي على الباب إذ جاء
جاء الإمام الحسين(ع)فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" وعلى منكبه وعلى عاتقه ، قال : فقال الملَك للنبي " صلى الله عليه وآله وسلّم " : أتحبّه ؟
قال : " نعم " قال أما إن أمّتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء ، فأخذتها أمّ سلمة فصرّتها في خمارها، قال: قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء
السيرة النبوية لدحلان، ج3، ص365 ــ 364 (بهامش السيرة الحلبية).
ترجمة الامام الحسين ( ع ) - ابن عساكر ص 244
وغيرها من الروايات وهي كثيرة ...وقد روى هذه الأخبار اكثر من خمسة عشر من الصحابة ومن اراد الإطلاع فليراجع:
مسند احمد ج1ص85/المصنف لإبن ابي شيبةج7ص276/ج8ص632/مسند ابي يعلى ج1ص298/المعجم الكبيرج3ص110وص111/ج23ص308 الآحاد والمثاني ج1ص308وص310/المستدرك ج3ص176/دلائل التبوةج6ص468/مجمع الزوائدج9ص178وغيرها من المصادر
فالشاهد من تلك الروايات انه لو لم يكن خروجه(ع) على يزيد(لعنه الله) فيه مصلحة وكان فيه مفسدة كما زعم إبن تيمية لما كان هذا الإهتمام العظيم من السماء بقضية الإمام الحسين(ع) وبتربته المقدسة ولنهى الرسول(ص) سبطه وسيد شباب اهل الجنة من الخروج على يزيد(لع) كما نهى عائشة والزبير من الخروج على إمام زمانهما وهما له ظالمين
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لنسائه : أيتكن صاحبة الجمل الأدبب - (بهمزة مفتوحة ودال ساكنة ثم موحدتين الأولى مفتوحة - تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو من بعدما كادت) .
فتح الباري ج13ص46 وقال وهذا رواه البزار ورجاله ثقات وفوق ذلك
نهي الله عزوجل لعائشة ولسائر زوجات الرسول(ص) من الخروج ((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)) الأحزاب/33
وليس هناك رواية واحدة من تلك الروايات الكثيرة التي بكى فيها الرسول الأكرام(ص) على الإمام الحسين(ع) نهاه فيها عن الخروج بل على العكس تماماً فخروج الإمام الحسين(ع) إنما كان بإمر من جده الرسول(ص) والشاهد على ذلك ان عبد الله بن جعفر بن ابي طالب لما كتب إلى الإمام الحسين(ع) يحذره فيها من اهل الكوفة فكتب له الإمام الحسين(ع):
((إني رأيت رؤيا ورئيت فيها رسول الله(ص) وأمرني بإمر انا ماض له
ولست بمخبر بها احد حتى إلاقي عملي))
تهذيب الكمال ج6ص412
ومن راى الرسول(ص)في المنام فكأنما رأه حقيقة لإن الشيطان لا يتمثل به فكيف بسبطه الإمام الحسين(ع)وريحانته في الدنيا والآخرة وسيد شباب أهل الجنة؟
ولذلك لما قتل الإمام الحسين(ع) إلتقط(ص) دمائه ودماء اصحابه
فعن إبن عباس قال:رأيت رسول الله(ص) فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم اشعث أغبر بيده قارورة من دم فقلت بإبي وأمي يارسول الله(ص) ماهذا؟ قال هذا دم الإمام الحسين(ع) وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم فأحصينا ذلك فوجوده قتل في ذلك اليوم
مسند احمدج1ص283/البداية والنهايةج8ص218 وقال إسناده قوي/مجمع الزوائدج9ص194 وقال رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح
فهل يعقل ان الرسول(ص) يهتم لدماء مهدورة خرجت طلباً للدنيا والرئسة واستلزم من خروجها الشر العظيم والفساد المستمر إلى يومنا هذا كما زعم إبن تيمية ومن وافقه؟؟؟! ولماذا لا يتعنى الرسول(ص) لجمع هذه الدماءولا يكون لإقامتها مصلحة دين ولا دنيا
2-ان الإمام الحسين(ع) كما في الحديث الصحيح المتواتر هو واخيه الإمام الحسن(ع) سيدا شباب أهل الجنة(وقد صرح بتواتره السيوطي والزبيدي والكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني ص196 حديث 235 ونقله عن سبعة عشر من الصحابة)
والمراتب والمنازل في الجنة لا تعطى لإحد لمناشئ إعتبارية وقرابية كاكون الشخص إبناً او قريبا للرسول(ص) او ما شابه بل هذه المراتب والمنازل الإخروية والقرب الإلهي نتيجة لعمل الإنسان وسيرته في هذه الدنيا
فدعوا ان خروجه(ع) إفساد في الأرض ونقص للخير وشر عظيم بتنافى ويتناقض مع قوله(ص) (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة)) فأما ان نقبل دعوى إبن تيمية او نتبع قول الرسول(ص) في حق حفيديه وسبطيه(عليهما السلام) وطبعاً الخيار الثاني هو الخيار الصحيح
3-وكما جاء في الحديث القدسي اوحى الله إلى رسوله(ص)((إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفاً وإني قاتل بإبن بنتك سبعين الفاً وسبعين الفاً))
المستدرك ج3ص178 بعدة اسانيد ووافقه الذهبي على شروط مسلم/ سيرة أعلام النبلاء ج3ص342 وقال هذا حديث نضيف الإسناد منكر اللفظ!!!!
وهذا الحديث يدل على ان الإمام الحسين(ع) من حرمات الله المقدسة التي لا تقل عن حرمات الأنبياء(ع) والتي يجب التمسك بحرمتها وقدسيتها إلى يوم القيامة
ومع ذلك يقول بن تيمية((إن خروجه ليس فيه مصلحة دين ولا دنيا))
فلو كان كذلك فلماذا هذه المقارنة بينه وبين النبي يحيى(ع) ولماذا هذا الغضب الإلهي لقتل الإمام الحسين(ع) الذي هو اشد من قتل النبي يحيى(ع)؟
4-عندما قتل الإمام الحسين(ع) إحمرت السماء لبكائه وما رفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط بل مارفع حجر بالشام يوم قتله(ع) إلا عن دم وغيرها من الوقائع التي يتجلى فيهاإهتمام السماء بهذه الفاجعة:
((مارفع حجر يوم قتل الحسين(ع) إلا عن دم))
مجمع الزوائد ج9ص169 وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وعن سفيان عن جدته قالت:
((رأيت الورس الذي إخذ من عسكر الإمام الحسين(ع)صار مثل الرماد ))
مجمع الزوائد ج9ص197 وقال ورجاله إلى جدة ابو سفيان ثقات
وعن ابي قبيل قال:
((لما قتل الإمام الحسين(ع) إنكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا انها هي))
مجمع الزوائد ج9ص197 وقال رواه الطبراني وإسناده حسن,والشمس لا تنكسف لموت أحد لكونه فعل الله بخلاف قتل الأنبياء والمرسلين واسباطهم
ولما قتل الإمام الحسين(ع) مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة ،والكواكب يضرب بعضها بعضا ، وكان قتله يوم عاشوراء ، وكسفت الشمس ذلك اليوم،واحمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ، ثم لا زالت الحمرة ترى فيها قبله .
وقيل إنه لم يقلب حجر البيت المقدس يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط ..............إلخ ))
تاريخ الخلفاء صـ207ــ
المجلد التاسع. >> 37. كتاب المناقب >> 16. باب مناقب الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام).
15161- وعن أم حكيم قالت: قتل الإمام الحسين(ع) وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياماً مثل العلقة.
رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح.
(( قال السدي: لما قتل الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) بكت عليه السماء؛ وبكاؤها حمرتها. وحكى جرير عن يزيد بن أبي زياد قال: لما قتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) احمر له آفاق السماء أربعة أشهر. قال يزيد: واحمرارها بكاؤها. وقال محمد بن سيرين: أخبرونا أن الحمرة التي تكون مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين بن علي (عليهما السلام). وقال سليمان القاضي: مطرنا دما يوم قتل الإمام الحسين. ))
الجامع لأحكام القرآن، الإصدار 1.49 - للإمام القرطبي
الجزء 16 من الطبعة >> سورة الدخان >> الآية: 29 {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}
جعفر بن سليمان الضبعي : حدثتني خالتي قالت : لما قتل الإمام الحسين(ع) مطرنا مطرا كالدم
سير أعلام النبلاء للذهبي ص 673
أنبأنا خلف بن خليفة ، عن أبيه قال : لما قتل الإمام الحسين(ع) اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الاحمر
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص354
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد ( 2 ) ، أنبأنا عمرو بن عاصم الكلابي ، [ قال ] : أنبأنا خلاد صاحب السمسم - وكان ينزل بني جحدر - قال : حدثتني امي قالت :
كنا زمانا بعد مقتل الإمام الحسين(ع) وإن الشمس تطلع محمرة على الحيطان والجدر بالغداة والعشي قالت : وكانوا لا يرفعون حجرا إلا وجد تحته دم .
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص355
عن علي بن مدرك ، عن جده الاسود بن قيس قال : احمرت آفاق السماء بعد قتل الإمام الحسين(ع) ستة أشهر يرى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم . قال : فحدثت بذلك شريكا فقال لي : ما أنت من الاسود ؟ قلت : هو جدي أبو أمي . قال : أما والله إن كان لصدوق الحديث ، عظيم الامانة ، مكرما للضيف .
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص356
عن عيسى بن الحارث الكندي قال : لما قتل الإمام الحسين(ع) مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص356
أنبأنا الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه قال : جاء رجل يبشر الناس بقتل الإمام الحسين فرأيته أعمى يقاد
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص356
حدثتنا ام شرف العبدية قالت : حدثتني نضرة الازدية قالت : لما أن قتل الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) مطرت السماء دما فأصبحت وكل شئ لنا ملآن دما
ترجمة الامام الحسين عليه السلام من الطبقات الكبرى : ج 8
أنبأنا حماد بن زيد ، عن هشام : عن محمد قال : تعلم هذه الحمرة في الافق مم هو ؟ فقال : من يوم قتل الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام)
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص358
عن محمد بن سيرين ، قال : لم تر هذه الحمرة في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي(ع)
الطبقات الكبرى : ج 8
عن زيد بن عمرو الكندي قال: حدثتني ام حيان قالت : يوم قتل الإمام الحسين(ع) أظلمت علينا ثلاثا ، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق ، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا أصبح تحته دم عبيط .
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص362
عن جعفر بن سليمان قال : حدثتني خالتي ام سالم قالت : لما قتل الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر . قال : وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة
ترجمة الأمام الحسين(ع) لإبن عساكر ص360
وغيرها من الوقائع التي يتجلى ويتضح إهتمام السماء بهذه الفاجعة
فلو كان خروجه إجتهاد خاطئ إستلزم منه الفساد الكبير والشر العظيم كما يزعم بن تيميه فلم هذا الإهتمام البالغ من قبل الله عزوجل؟
5- عن ميمون عن شيبان بن مخرم: قال ميمون وكان عثمانياً يبغض الإمام علي(ع)رجعنا مع الإمام علي(ع) من صفين فانتهينا إلى موضع فقال(الإمام علي(ع)))مايسمى هذا الموضع قلنا كربلاء قال(الإمام علي(ع))كرب وبلاء ثم قعد على رابية وقال يقتل ها هنا قوم هم افظل شهداء على ظهر الأرض لا يكون شهداء رسول الله(ص) اي إلا من إستشهد مع رسول الله(ص).وهذا يكشف عن قدسية وشرعية وأهمية الدور الذي قامو به
تاريخ دمشق ج14ص221
6-عن الدهني قال مر الإمام علي(ع) على كعب فقال (اي كعب) يقتل من هذا الرجل(يقصد الإمام علي(ع)) رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على النبي محمد(ص)فمر الإمام الحسن(ع) فقالو هذا يا ايا إسحاق قال:لا فمر الإمام الحسين(ع)فقالو هذا قال:نعم
المعجم الكبير ج3ص117/مجمع الزوائدج9ص193 وقال رجاله ثقات
7-عن ابي هزيمة قال:كنت مع الإمام علي(ع) بنهر كربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال يحشر من هذا الظهر سبعون الفاً يدخلون الجنة بغير حساب
مجمع الزوائدج9ص191 وقال رجاله ثقات
فكيف يوصف بن تيمية الإمام الحسين(ع)الذي قال فيه رسول الله(ص)بإنه سيد شباب اهل الجنة وكيف يوصف شهداء الطف الذين إلتقط رسول الله(ص)دمائهم وتعنى لها ووصفهم امير المؤمنين(ع)بإنهم افظل الشهداء ان خروجهم على يزيد(لع) ليس فيه مصلحة دين ولا دنيا وانه إستلزم الفساد والشر العظيم اليس هذا إلا بهتانا عظيم وإفك كبير وتجراء قبيح :فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحسن والحسين(عليهما السلام) : من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم ، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ( 2 ) ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم .
ترجمة الامام الحسين ( ع ) - ابن عساكر ص 138
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته