قال الأمير علي ( ع ) وهو يوصي ابنه الحسن ( ع ) : إياك ومرافقة الكذاب فانه كالسراب يقرب إليك البعيد ويبعد عنك القريب وإياك ومرافقة الفاجر فانه يبيعك بالتفاهة وإياك ومرافقة البخيل فانه يبعد عنك أحوج ما تكون بحاجه إليه وإياك ومرافقة الغبي فانه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومرافقة الغني فان جاريته بالإنفاق أضرك وإذا انفق عليك استذلك ) .

وقال الأمير علي ( ع ) : ( اشكر لمن انعم عليك وانعم على من شكرك )

وقال : ( عاتب أخاك بالإحسان إليه وارد شره بالإنعام عليه )

وقال ( ع ) : لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث في نكبته وغيبته ووفاته

وقيل في ألصداقه : ألصداقه مدينه لا يدخلها إلا من يحمل جواز الأوفياء

وقيل لا خير في صداقه تجمعها الغايات ولا خير في صديق ينسى الذكريات

ومن أشعار الأمير عليه السلام في ألصداقه

أخوك الذي إن ابهظتك ملمةٌ من الدهر لم يبرح لها الدهر راجما
وليس أخوك بالذي إن تشعبت عليك أمور ظل يلحاك لائما

وقال (ع )
همومُ رجالٍ في أمور كثيرةٍ وهمي من الدنيا صديقٌ مساعدُ
يكون كروحٍ بين جسمين ُقسِمَت فجِسمهُما جِسمانِ والروحُ واحِدُ

وقال (ع )
عليكً بإخوان الصفاءِ فإنهم عمادٌ إذا استنجدتهمُ وظهورُ
وليسَ كثيراً ألف خِلٍ وصاحبٍ وانَ عدُوا واحداً لكثيرُ

وقال (ع )
إن أخاك الحقُ من كان معك ومن يضُرُ نفسهُ لينفعك
ومن إذا ريب ُ الزمان صدعك شَتَتَ فيكَ شملُهُ ليجمعَك

وقال ( ع )
ترابٌ على رأس الزمان فأنه زمان عقوق لازمان حقوقِ
فكل رفيق فيهِ غير ُ موافق ٍ وكلُِ صديقٍ فيه غيرُ صدوقِ

وقال ( ع )
إذا ما المرءُ لم يحفظ ثلاثاً فبعهُ ولو بكفٍ من رمادِ
وفاءً للصديق وبذل مالٍ وكتمان َ السرائرِ في الفؤاد

ومن شعره (ع )
هذا زمانُ ليس إخوانه يا أيها المرءُ بإخوان
إخوانهُ كلهُم ُ ظالمٌ لهم لسانان ووجهانِ
يلقاك بالبشرِ وفي قلبهِ داءٌ يواريه بكتمانِ
حتى اذا ما غبت عن عينه رماك في زور وبهتانِ
هذا زمانٌ هكذا أهله بالود لا يصدقك اثنان
يا أيها المرُ فكُن مُفرداً دهركَ لا تأنس بإنسان
وجانِبِ الناسَ وكُن حافِظاً نفسَكَ في بيتٍ وحيطانِ

وقال ( ع )
ذهبَ الوفاءُ ، ذهاب الأمس الذاهب فالناسُ ، بين مخاتل ومواربِ
يفشون بينهم المودة والصفا وقلوبهم محشوةٌ بعقاربِ

وقال (ع )
صُن النفسَ واحملها على ما يزينها تعش سالماٍ والقولُ فيك جميلُ
ولا تَريَنَ الناسَ إلا تجملاً نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ
وان ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ عسى نكباتُ الدهرِ عنكَ تزولُ
يعزُ غنيُ النفس ان قل مالهُ ويغنى غنيُ المالِ وهو ذليلُ
ولا خيرَ في ود امرءٍ متلونٍ إذا الريحُ مالت مالَ حيثَ تميلُ
جوادٌ إذا استغنيتَ عن اخذِ مالهُ وعندَ احتمالِ الفقرِ عنكَ بخيلُ
فما أكثر الأخوان حينَ تعُدَهُم ولكنهم في النائباتِ قليلُ

وقال (ع ) في الأصدقاء والزمن
تغيرت المودةُ والاخاءُ وقلَ الصدقُ ، وانقطع الرجاءُ
وأسلمني الزمان إلى صديقٍ كثير الغدرِ ، ليسَ لهُ رعاءُ
وربُ اخٍ وفيت لهُ بحقٍ ولكن لا يدوم له وفاءُ
اخلاءٌ اذا استغنيت عنهم واعداءٌ اذا نزلَ البلاءُ
يديمون المودةَ ما رأوني ويبقى الودُ ما بقى اللقاءُ
وان غُيِبتُ عن احدٍ قلاني وعاقبني ، بما فيهِ اكتفاءُ
سَيُغنيني الذي اغناهُ عني فلا فقرٌ يدومُ ، ولا ثراءُ
وكل مودةٍ لله تصفو ولا يصفُو معَ الفِسقِ الاخاءُ
وكُلُ جِراحةٍ فلها دواءٌ وسوءُ الخُلقِ ليسَ لهُ دواءُ
وليسَ بدائمٍ ابداً نعيمٌ كذاكَ البُؤسُ ، ليسَ لهُ بقاءُ

وقال ( ع )
ماتَ الوفاءُ فلا رفدٌ ولا طمعٌ في الناس لم يبقَ إلا اليأس والجزعُ
فاصبر على ثقةٍَ باللهِ وارض بهِ فاللهُ أكرم من يُرجى ويُتبَعُ