... وبمأساة جديدة انتهى العام 2004، بعدما ضرب زلزال مدمر بقوة 8,9 درجات على مقياس ريختر، هو الاقوى في العالم منذ العام 1964 وخامس أقوى زلزال في التاريخ منذ العام 1900، قاع البحر قبالة سواحل اندونيسيا امس، ما تسبب بأمواج عاتية، بدا معها كأن <<البحر يبتلع اليابسة>>، اجتاحت دول جنوبي شرقي آسيا وأدى إلى مقتل اكثر من 12300 شخص، بالاضافة الى آلاف الجرحى والمفقودين وملايين المنكوبين، وحولت المنتجعات السياحية في تايلاند والمالديف الى مقابر جماعية لمرتاديها الاجانب.
ويقع مركز الزلزال الى الغرب من القسم الشمالي من جزيرة سومطره الاندونيسية على بعد 250 كيلومترا من الساحل الجنوبي الشرقي لباندا اتشيه وعلى بعد 320 كيلومترا الى الغرب من مدينة ميدان، وتسبب في مد بحري بلغ فيه ارتفاع الامواج عشرات الامتار وضرب على امتداد آلاف الكيلومترات من سواحل الهند وسيريلانكا وماليزيا وأندونيسيا وتايلاند وجزر المالديف.
والزلزال، الذي قدر <<المعهد
الجيولوجي الاميركي>> قوته ب8,9 درجات على مقياس ريختر، هو الاقوى الذي يسجل في العالم منذ زلزال العام 1964 في ألاسكا وبلغت قوته 9,2 درجات وخامس اقوى زلزال منذ العام 1900. ويظل زلزال تشيلي لسنة 1960 الاعنف الذي تم تسجيله منذ مطلع 1900 حيث بلغت قوته 9,5 درجات.
وأوضح مدير المعهد الوطني الايطالي للجيوفيزياء انزو بوش ان قوة الزلزال <<حدث نادر جدا>>. اضاف <<ان هذه الزلازل تنتج عن تغييرات في قشرة الارض بسبب تجمع طاقة هائلة. وعندما تبلغ الطاقة المتجمعة والتغير مستوى خطيرا يحدث انكسار وتكون شدة الزلزال بقدر ما يكون الانكسار قويا>>. وتابع <<في الحالة التي وقعت اليوم في جنوبي شرقي آسيا تفاقم الوضع لان الانكسار حدث في عرض البحر مما تسبب في ارتفاع عنيف في موج البحر ينتقل بسرعة هائلة>>. وتعرف الامواج الضخمة باسم <<تسونامي>>.
وكانت اسوأ موجة مد شهدها العالم في التاريخ الحديث قد ضربت الساحل الشمال الغربي لبابوا غينيا الجديدة في 17 تموز 1998 وتسببت بمقتل 2500 شخص.
اندونيسيا
وفي اندونيسيا قتل أكثر من 4422 شخصا. وقال مسؤولون ان عدد القتلى في مدينة باندا اتشيه عاصمة اقليم اتشيه، الذي يشهد نزاعا بين الانفصاليين والقوات المسلحة، بلغ نحو ثلاثة آلاف، مشيرين الى ان الامواج العاتية، التي بلغ ارتفاعها عشرة امتار، جرفت اشخاصا الى المياه وانتزعت اطفالا من اذرع أمهاتهم وآبائهم. وقال ضابط اندونيسي ان مستوى مياه البحر بدأ بالارتفاع بعد حوالى ثلاثين دقيقة من وقوع الزلزال. وأعلن الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو حال الطوارئ في البلاد، التي اعتبرت امام <<كارثة وطنية>>.
سيريلانكا
وأعلن مسؤولون في الجيش ومتمردون من نمور التاميل ان 4300 شخص على الاقل قتلوا في سيريلانكا كما بات 750 الف شخص بلا مأوى. وقالت المصادر إن معظم القتلى من الاطفال والمسنين وإن هناك عددا كبيرا من الاشخاص لا يزالون مفقودين.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في مواجهة الكارثة وطلبت مساعدات دولية بينما وضعت القوات البرية والبحرية في حالة استنفار لاغاثة المنكوبين المذعورين والعثور على المفقودين.
وعادت الرئيسة تشاندريكا كوماراتونغا، التي كانت في لندن، الى بلادها بشكل طارئ، وطالبت العالم اجمع بتقديم المساعدة للضحايا.
وقال مدير مركز ادارة الكوارث ان. دي. هيتياراشي <<اعتقد انها أسوأ كارثة طبيعية في سيريلانكا>>. ولجأ عشرات من السائحين الالمان والبريطانيين الى مراكز موقتة للاستقبال وضعت في تصرفهم في العاصمة السيريلانكية.
وكان المصور التلفزيوني وارونا بريماشاندرا يشاهد التلفزيون عندما سمع اناسا يصيحون وهم يركضون ويتدافعون <<البحر ابتلع اليابسة>>. ويروي وارونا <<رأيت بيوتا وأشجارا اقتلعت من جذروها وهي تغوص تحت الارض>>.
الهند
وفي الهند قتل اكثر من 3000 شخص عندما غمرت امواج ضخمة الساحل الجنوبي، بينهم 2300 في ولايات تاميل ناندو واندرا براديش وبيوديشيري، وأكثر من 300 شخص في ارخبيل اندمان في المحيط الهادئ، بالاضافة الى مئات المفقودين.
وقال شيليبا (55 عاما) وهو صياد من مدراس <<لم أمر بمثل هذه التجربة في حياتي. المنطقة كلها تحولت الى مقبرة>>. اضاف <<كنت اقف على الشاطئ عندما لاحظت ان منسوب مياه البحر يرتفع ولكني لم اشعر ساعتها بالقلق لاني اعتقدت فقط انها موجة مد غير عادية>>. وتابع <<وبعد ذلك سمعت صوتا مخيفا لم اسمع مثله من قبل. كان صوتا مدويا أعقبه هدير يصم الآذان يتعالى دويه. نصحت الجميع بالهرب للنجاة بأنفسهم وبدأت أجري بعيدا عن الشاطئ>>.
تايلاند
وفي تايلاند، قتل 310 اشخاص على الاقل وأصيب اكثر من خمسة آلاف بجروح في المنطقة السياحية الخلابة جنوبي البلاد، التي ضربتها امواج بارتفاع عشرة امتار ودمرت المنتجعات فيها. وقال رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا <<لم نشهد شيئا مثل هذا في بلادنا من قبل>>.
وقال حاكم جزيرة فوكيت اودومساك اسوارانغول ان 117 شخصا قتلوا في هذه الجزيرة وحدها، عدا 193 قتيلا في مناطق اخرى من البلاد. اضاف انه تم الابلاغ عن 214 مفقودا في الجزيرة السياحية بينهم 162 سائحا اجنبيا.
وقال بول رامسبوتوم وهو بريطاني يقضي عطلته في فوكيت <<ضربت اكثر من موجة الشاطئ. تأتي موجة ثم تتراجع ثم تأتي اخرى اكثر عنفا واستمر الوضع على هذا النحو>>. اضاف <<ثم جاءت موجة عارمة القوة وأعني ذلك حرفيا فقد حملت الشاحنات والدراجات البخارية وألقتها امامنا>>.
المالديف
وفي جزر المالديف، التي غمرت المياه ثلثي عاصمتها مالي، قتل 32 شخصا، كما اعتبر 51 شخصا على الاقل في عداد المفقودين. وأبدى مسؤولون مخاوفهم بشأن مصير عشرات من الجزر المرجانية المنخفضة المزدحمة بسائحين يقضون عطلة عيد الميلاد.
وقال كبير المتحدثين باسم الحكومة احمد شهيد ان الرئيس مأمون عبد القيوم اعلن وقوع <<كارثة وطنية>> في الارخبيل. وقال المتحدث <<حجم الاضرار كبير. الجزيرة ترتفع نحو ثلاثة اقدام (متر واحد) فقط فوق سطح البحر وغمرتنا موجة ارتفاعها اربعة اقدام (1,3 متر)>>. اضاف ان المطار الدولي غير صالح للعمل <<والوضع سيئ جدا. انه رهيب>>. كذلك قتل 42 شخصا في منتجع بينانغ في ماليزيا، بينهم سائح بريطاني، و10 اشخاص في وسط ميانمار، وأب وابنه في بنغلادش، كما وصلت الامواج العاتية الى الصومال حيث لقي 9 اشخاص حتفهم.
وشكلت عدد من الدول الغربية خلية أزمة لمساعدة عشرات الآلاف من السياح الذين يقضون اعياد نهاية السنة في المناطق المنكوبة على العودة الى بلدانهم، بينهم ما لا يقل عن 20 الف سويدي.
وفي وقت اعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الاحمر انه يسعى مبدئيا لجمع 7,5 ملايين فرنك سويسري (6,5 ملايين دولار) لسيريلانكا والهند واندونيسيا وماليزيا وتايلاند، قالت الولايات المتحدة انها ستقدم <<كل المعونة المناسبة>> للدول الآسيوية وإن قدرا من المساعدات في الطريق بالفعل إلى سيريلانكا وجزر المالديف، كما تعهد الاتحاد الاوروبي بتقديم ثلاثة ملايين يورو مبدئيا والكويت مليون دولار.
(أ ف ب، أب، رويترز)
ويقع مركز الزلزال الى الغرب من القسم الشمالي من جزيرة سومطره الاندونيسية على بعد 250 كيلومترا من الساحل الجنوبي الشرقي لباندا اتشيه وعلى بعد 320 كيلومترا الى الغرب من مدينة ميدان، وتسبب في مد بحري بلغ فيه ارتفاع الامواج عشرات الامتار وضرب على امتداد آلاف الكيلومترات من سواحل الهند وسيريلانكا وماليزيا وأندونيسيا وتايلاند وجزر المالديف.
والزلزال، الذي قدر <<المعهد
الجيولوجي الاميركي>> قوته ب8,9 درجات على مقياس ريختر، هو الاقوى الذي يسجل في العالم منذ زلزال العام 1964 في ألاسكا وبلغت قوته 9,2 درجات وخامس اقوى زلزال منذ العام 1900. ويظل زلزال تشيلي لسنة 1960 الاعنف الذي تم تسجيله منذ مطلع 1900 حيث بلغت قوته 9,5 درجات.
وأوضح مدير المعهد الوطني الايطالي للجيوفيزياء انزو بوش ان قوة الزلزال <<حدث نادر جدا>>. اضاف <<ان هذه الزلازل تنتج عن تغييرات في قشرة الارض بسبب تجمع طاقة هائلة. وعندما تبلغ الطاقة المتجمعة والتغير مستوى خطيرا يحدث انكسار وتكون شدة الزلزال بقدر ما يكون الانكسار قويا>>. وتابع <<في الحالة التي وقعت اليوم في جنوبي شرقي آسيا تفاقم الوضع لان الانكسار حدث في عرض البحر مما تسبب في ارتفاع عنيف في موج البحر ينتقل بسرعة هائلة>>. وتعرف الامواج الضخمة باسم <<تسونامي>>.
وكانت اسوأ موجة مد شهدها العالم في التاريخ الحديث قد ضربت الساحل الشمال الغربي لبابوا غينيا الجديدة في 17 تموز 1998 وتسببت بمقتل 2500 شخص.
اندونيسيا
وفي اندونيسيا قتل أكثر من 4422 شخصا. وقال مسؤولون ان عدد القتلى في مدينة باندا اتشيه عاصمة اقليم اتشيه، الذي يشهد نزاعا بين الانفصاليين والقوات المسلحة، بلغ نحو ثلاثة آلاف، مشيرين الى ان الامواج العاتية، التي بلغ ارتفاعها عشرة امتار، جرفت اشخاصا الى المياه وانتزعت اطفالا من اذرع أمهاتهم وآبائهم. وقال ضابط اندونيسي ان مستوى مياه البحر بدأ بالارتفاع بعد حوالى ثلاثين دقيقة من وقوع الزلزال. وأعلن الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو حال الطوارئ في البلاد، التي اعتبرت امام <<كارثة وطنية>>.
سيريلانكا
وأعلن مسؤولون في الجيش ومتمردون من نمور التاميل ان 4300 شخص على الاقل قتلوا في سيريلانكا كما بات 750 الف شخص بلا مأوى. وقالت المصادر إن معظم القتلى من الاطفال والمسنين وإن هناك عددا كبيرا من الاشخاص لا يزالون مفقودين.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في مواجهة الكارثة وطلبت مساعدات دولية بينما وضعت القوات البرية والبحرية في حالة استنفار لاغاثة المنكوبين المذعورين والعثور على المفقودين.
وعادت الرئيسة تشاندريكا كوماراتونغا، التي كانت في لندن، الى بلادها بشكل طارئ، وطالبت العالم اجمع بتقديم المساعدة للضحايا.
وقال مدير مركز ادارة الكوارث ان. دي. هيتياراشي <<اعتقد انها أسوأ كارثة طبيعية في سيريلانكا>>. ولجأ عشرات من السائحين الالمان والبريطانيين الى مراكز موقتة للاستقبال وضعت في تصرفهم في العاصمة السيريلانكية.
وكان المصور التلفزيوني وارونا بريماشاندرا يشاهد التلفزيون عندما سمع اناسا يصيحون وهم يركضون ويتدافعون <<البحر ابتلع اليابسة>>. ويروي وارونا <<رأيت بيوتا وأشجارا اقتلعت من جذروها وهي تغوص تحت الارض>>.
الهند
وفي الهند قتل اكثر من 3000 شخص عندما غمرت امواج ضخمة الساحل الجنوبي، بينهم 2300 في ولايات تاميل ناندو واندرا براديش وبيوديشيري، وأكثر من 300 شخص في ارخبيل اندمان في المحيط الهادئ، بالاضافة الى مئات المفقودين.
وقال شيليبا (55 عاما) وهو صياد من مدراس <<لم أمر بمثل هذه التجربة في حياتي. المنطقة كلها تحولت الى مقبرة>>. اضاف <<كنت اقف على الشاطئ عندما لاحظت ان منسوب مياه البحر يرتفع ولكني لم اشعر ساعتها بالقلق لاني اعتقدت فقط انها موجة مد غير عادية>>. وتابع <<وبعد ذلك سمعت صوتا مخيفا لم اسمع مثله من قبل. كان صوتا مدويا أعقبه هدير يصم الآذان يتعالى دويه. نصحت الجميع بالهرب للنجاة بأنفسهم وبدأت أجري بعيدا عن الشاطئ>>.
تايلاند
وفي تايلاند، قتل 310 اشخاص على الاقل وأصيب اكثر من خمسة آلاف بجروح في المنطقة السياحية الخلابة جنوبي البلاد، التي ضربتها امواج بارتفاع عشرة امتار ودمرت المنتجعات فيها. وقال رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا <<لم نشهد شيئا مثل هذا في بلادنا من قبل>>.
وقال حاكم جزيرة فوكيت اودومساك اسوارانغول ان 117 شخصا قتلوا في هذه الجزيرة وحدها، عدا 193 قتيلا في مناطق اخرى من البلاد. اضاف انه تم الابلاغ عن 214 مفقودا في الجزيرة السياحية بينهم 162 سائحا اجنبيا.
وقال بول رامسبوتوم وهو بريطاني يقضي عطلته في فوكيت <<ضربت اكثر من موجة الشاطئ. تأتي موجة ثم تتراجع ثم تأتي اخرى اكثر عنفا واستمر الوضع على هذا النحو>>. اضاف <<ثم جاءت موجة عارمة القوة وأعني ذلك حرفيا فقد حملت الشاحنات والدراجات البخارية وألقتها امامنا>>.
المالديف
وفي جزر المالديف، التي غمرت المياه ثلثي عاصمتها مالي، قتل 32 شخصا، كما اعتبر 51 شخصا على الاقل في عداد المفقودين. وأبدى مسؤولون مخاوفهم بشأن مصير عشرات من الجزر المرجانية المنخفضة المزدحمة بسائحين يقضون عطلة عيد الميلاد.
وقال كبير المتحدثين باسم الحكومة احمد شهيد ان الرئيس مأمون عبد القيوم اعلن وقوع <<كارثة وطنية>> في الارخبيل. وقال المتحدث <<حجم الاضرار كبير. الجزيرة ترتفع نحو ثلاثة اقدام (متر واحد) فقط فوق سطح البحر وغمرتنا موجة ارتفاعها اربعة اقدام (1,3 متر)>>. اضاف ان المطار الدولي غير صالح للعمل <<والوضع سيئ جدا. انه رهيب>>. كذلك قتل 42 شخصا في منتجع بينانغ في ماليزيا، بينهم سائح بريطاني، و10 اشخاص في وسط ميانمار، وأب وابنه في بنغلادش، كما وصلت الامواج العاتية الى الصومال حيث لقي 9 اشخاص حتفهم.
وشكلت عدد من الدول الغربية خلية أزمة لمساعدة عشرات الآلاف من السياح الذين يقضون اعياد نهاية السنة في المناطق المنكوبة على العودة الى بلدانهم، بينهم ما لا يقل عن 20 الف سويدي.
وفي وقت اعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الاحمر انه يسعى مبدئيا لجمع 7,5 ملايين فرنك سويسري (6,5 ملايين دولار) لسيريلانكا والهند واندونيسيا وماليزيا وتايلاند، قالت الولايات المتحدة انها ستقدم <<كل المعونة المناسبة>> للدول الآسيوية وإن قدرا من المساعدات في الطريق بالفعل إلى سيريلانكا وجزر المالديف، كما تعهد الاتحاد الاوروبي بتقديم ثلاثة ملايين يورو مبدئيا والكويت مليون دولار.
(أ ف ب، أب، رويترز)
تعليق