بسمه تعالى: مقدمة السلوك الى الله (الامام الخمينى قدس سره)
كان شيخنا العارف الجليل يقول: إن المثابرة على تلاوة آخر آيات سورة الحشر المباركة، من الآية الشريفة {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدّمت لغدٍ} إلى آخر السورة المباركة، مع تدبر معانيها، في تعقيبات الصلوات، وخصوصاً في أواخر الليل، حيث يكون القلب فارغ البال، مؤثرة جداً في إصلاح النفس، وفي الوقاية من شر النفس والشيطان. وكان يوصي بالبقاء على وضوء، قائلاً: إن الوضوء مثل "بزّة الجندي". وعليك أن تطلب من القادر ذي الجلال، والله المتعال جل جلاله في كل حال مع التضرع والبكاء والالتماس كي يوفقك في هذه المرحلة، ويعينك في الحصول على خصلة التقوى.
واعلم، أن بدايات الأمر صعبة وشاقة، ولكن بعد فترة من الاستمرار والمثابرة يتحول التعب إلى راحة، والمشقة إلى استراحة، بل تتبدل إلى لذة روحية خالصة، بحيث إن أهلها لا يقابلون تلك اللذة بجميع اللذائذ. ويمكن إن شاء الله بعد المواظبة الشديدة والتقوى التامة، أن تنتقل من هذا المقام إلى تقوى الخاصة؛ وهي التقوى عن المستلذات النفسانية، إذ إنك بعد أن تذوق طعم اللذة الروحية تنصرف شيئاً فشيئاً عن اللذائذ الجسدية وتتجنبها، وعندئذ يسهل عليك المسير حتى لا تعود تقيم وزناً للذّات الجسدية الزائلة، بل تنفر منها، وتقبح زخارف الدنيا في عينيك، وتجد أن كل لذة من لذات هذا العالم توجد في النفس أثراً، وتبقى في القلوب نكتة سوداء تبعث على شدة الأنس بهذا العالم والتعلق به؛ وهذه هي نفسها تكون سبب الإخلاد إلى الأرض، وعند سكرات الموت تتبدل إلى صعوبة ومشقة ومعاناة، فعمدة صعوبة سكرات الموت وحالة النزع الأخير القاسية وشدتها ناجمة عن هذه اللذات وحب الدنيا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك. فإذا أدرك الإنسان هذا المعنى
سقطت لذات العالم من عينه كليّاً، ونفر من الدنيا وما فيها من مباهج وزخارف وفرّ منها
كان شيخنا العارف الجليل يقول: إن المثابرة على تلاوة آخر آيات سورة الحشر المباركة، من الآية الشريفة {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدّمت لغدٍ} إلى آخر السورة المباركة، مع تدبر معانيها، في تعقيبات الصلوات، وخصوصاً في أواخر الليل، حيث يكون القلب فارغ البال، مؤثرة جداً في إصلاح النفس، وفي الوقاية من شر النفس والشيطان. وكان يوصي بالبقاء على وضوء، قائلاً: إن الوضوء مثل "بزّة الجندي". وعليك أن تطلب من القادر ذي الجلال، والله المتعال جل جلاله في كل حال مع التضرع والبكاء والالتماس كي يوفقك في هذه المرحلة، ويعينك في الحصول على خصلة التقوى.
واعلم، أن بدايات الأمر صعبة وشاقة، ولكن بعد فترة من الاستمرار والمثابرة يتحول التعب إلى راحة، والمشقة إلى استراحة، بل تتبدل إلى لذة روحية خالصة، بحيث إن أهلها لا يقابلون تلك اللذة بجميع اللذائذ. ويمكن إن شاء الله بعد المواظبة الشديدة والتقوى التامة، أن تنتقل من هذا المقام إلى تقوى الخاصة؛ وهي التقوى عن المستلذات النفسانية، إذ إنك بعد أن تذوق طعم اللذة الروحية تنصرف شيئاً فشيئاً عن اللذائذ الجسدية وتتجنبها، وعندئذ يسهل عليك المسير حتى لا تعود تقيم وزناً للذّات الجسدية الزائلة، بل تنفر منها، وتقبح زخارف الدنيا في عينيك، وتجد أن كل لذة من لذات هذا العالم توجد في النفس أثراً، وتبقى في القلوب نكتة سوداء تبعث على شدة الأنس بهذا العالم والتعلق به؛ وهذه هي نفسها تكون سبب الإخلاد إلى الأرض، وعند سكرات الموت تتبدل إلى صعوبة ومشقة ومعاناة، فعمدة صعوبة سكرات الموت وحالة النزع الأخير القاسية وشدتها ناجمة عن هذه اللذات وحب الدنيا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك. فإذا أدرك الإنسان هذا المعنى
سقطت لذات العالم من عينه كليّاً، ونفر من الدنيا وما فيها من مباهج وزخارف وفرّ منها
تعليق