قد نسمع من هنا وهناك أنَّ ممارسات الشيعة فـي هذا المجال إنّما هيَ ((بِدْعـة)) وهذا القول هو الـ((بِدْعَـة)) بعينها ونأتـي لبـيان هذا فنقول
إنَّ تعريف البِدْعَـة هوَ ((إسناد حُكْمٍ إلـى الشارِعْ المُقَدَّس دُونَ إقامة دليل شرعي على ذلك)) هذا هوَ معنـى البِدْعَة .
ومنـه نعرف أنَّ تحريم شعائر الحسين(عليه الصلاة والسلام) هِيَ البِدْعَـة!!!
وقد يسأل سائل فيقول وكيف ذلك؟؟
نقول لـه_
الأصل فـي الأشياء هوَ الإباحـة (كل شئ لك مباح حتـى يتبـيَّن العكس) وهذا حُكْمٌ إسلامي لا يختلف فيـه اثنان ومادام الأمر كذلك فإنَّ الشعائر الحسينية حلال ومباح (في العنوان الأولّـي) حتـى يأتـي من يرفضها ويقول بحرمتها بدليل على هذه الحرمـة فهل يوجد دليل على التحريم ؟؟؟؟؟
وعندنا مولانا الصادق(عليه الصلاة والسلام) يؤكد هذا المعنـى بقوله //
((كُلَّ شئٍ مُطْلَقٌ حتـى يَـرِدْ فيـهِ نَهي)).
2- إستحباب الشعائـر//
بعد أنْ عرفنا فـي النقطة الأولـى أنَّ الشعائر جائزة ومباحة ابتداءً مالَم يأتـي نص شرعي يفيد التحريم الآن نأتـي إلـى ((مصادر التشريع)) لنرى هل فيها نص يفيد التحريم أم لا؟
عند القيام بـهكذا بحث نجد أنَّ النصوص بدلاً عن التحريم نراها تـندب وتحبب لنا هذه الشعائـر //
أ_ قال تعالى //
((وتوَلّى عنهم وقالَ وقال ياأسفى على يوسفَ وَابْـيَضَّتْ عيناهُ مِنَ الحُزنِ فهوَ كظيم)).
فنجد الآية ليس فيها ذم (ليعقوب)عليه الصلاة والسلام بل على العكس نرى عندما صار أبناءه يلومونه على بكائه كما في قوله تعالى //
((قالوا تالله تفتؤا تذكرُ يوسفَ حتـى تكونَ حرضاً أو تكونَ مِنَ الهالكين))
ماذا قال يعقوب النبـي(عليه الصلاة والسلام) قال//
((قال إنَّما أشكواْ بَثّـي وحزنـي إلى اللهِ وأعلمُ مِنَ اللهِ مالاتعلمون))
إذن هوض عنده دليله الشرعي على حِلّيَّةِ بكائه بل لعلَّه أكثر من ذلك لأنَّ قوله ((وأعلمُ مِنَ اللهِ مالاتعلمون )) أي أننـي عندي علم لاتعلمونه أنتم وانا أعمل وفق هذا العلم الذي هو بتعبيره((مِنَ الله)) ليس من فلان وعلاّن!!!
ب_ قال رسول الله الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلّم)/
((لِكُلِّ قتيلٍ بواكي وحمزة لابواكي له))
ج_ وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم)//
((على مثلِ جعفـر فلتبكِ البواكي))
الأحاديث عن الأئمة (عليهم الصلاة والسلام) أشهر مِنْ أذكرها تركتها مراعاةً للإختصار لكي لايُصاب القارئ العزيز بالملل ومن شاء فليراجع الكتب ذات الإختصاص.
3-عن المنبر الحسينـي الشريف //
أول مَنْ إرتقاه بعد الواقعة هو مولانا الإمام((علي بن الحسين))عليهما الصلاة والسلام فـي مسجد الشام بحضور الطاغية الأموي(يزيد بن معاوية) لعنه الله
ثم إرتقاه قبل دخوله للمدينة المنورة عندما خرج أهل المدينة لإستقباله عندما عاد من الشام مع العيال وله خطبتين مشهورتين في هذا المجال واحدة في الشام وواحدة في المدينة المنورة.
وإستمر هذا المنبر الشريف فـي عطاءه المتواصل فيضاً بالبركات على المسلمين يزرع روح البطولة والشجاعة والفداء والإيثار والحب والصدق وكل الصفات التـي يعشقها عُشّاق الحسين (عليه الصلاة والسلام).
4- عن جهود الأئمة(عليهم الصلاة والسلام)//
لم يترك الأئمة عليهم الصلاة والسلام فرصة لإحياء أمر الحسين عليه الصلاة والسلام إلاّ وإغتـنموها .
فإذا جاءهم شاعر قالوا له أنْشِد في الحسين (عليه الصلاة والسلام)
وإذا جالسهم أحد قالوا:
إبْكِ على الحسين وأَسْعِدْ بِذلكَ فاطمة ألا تحب أنْ تكون ممن يُسْعِدُ فاطمة؟؟؟!!
وإذا جاء عندهم مُحب للعترة قالوا له قُتِلَ ابنُ رسول الله مظلوماً
قُتِلَ ابنُ رسولِ الله عطشانا.. قُتِلَ ابنُ رسولِ الله جائعا..
وقالوا /
بِأبـي المُسْتَضْعَفِ الغريب /ولأنْدُبَنَّكَ صَباحاً وَمساءاً وَلأبكينَّ عليكَ بَدَلَ الدموعِ دَما/ وقالوا وقالوا .....