أولاً_كـربلاء فـي أحاديث أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)//
لايخفى على أحـد ما لِكَـربلاء من فضلٍ شائع وصِيْتٍ ذائع وهذه بعض الأحاديث في هذا الخصوص//
1-قال مولانا الصادق(عليه الصلاة والسلام)/
((موضع قبر الحسين(عليه الصلاة والسلام) مِنْ يوم دُفِنَ روضة من رياض الجنة ،ومنه معراج يعرج بأعمال زُوّاره إلى السماء ،فليسَ مَلَكٌ في السماء ولا في الأرض إلاّ وَيسألونَ الله في زيارةِ قبر الحسين(عليه الصلاة والسلام) فَـفوجٌ ينـزل وفوجٌ يعرج)).
2-قال مولانا الصادق (عليه الصلاة والسلام)/
((قبر الحسين(عليه الصلاة والسلام) عشـرونَ ذِراعاً مُكَسَّـراً روضة من رياض الجنتة)).
3-قال مولانا العظيم الإمام السَجّـاد(عليه الصلاةوالسلام)/
((إنَّـهُ إذا زُلْزِلَتْ الأرضُ زلزالها وسَيرها رُفِعَتْ كـربلاء كما هيَ بتربتها النورانية صافية فَجُعِلَتْ في أفضلِ روضة من رياض الجنة ،وإنَّـها لَتَزْهَرُ بينَ رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدُرّي بينَ الكواكب، يغشى نورها أبصار أهل الجنة، وهيَ تـنادي : أنا أرضُ اللهِ المقدَّسـة الطيِّـبة المباركة التـي تَضَمَّنَتْ سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة)).
4- ولها خصائص التـي تفردَّت بـها منها//
 السجود عليها يخرق الحجب السبعة وينوِّر الأرضين السبعة.
 الأكل من تراب قبر الحسين(عليه الصلاةوالسلام) يستعمل دواء من الأمراض.
 التسبيح والإستغفار بحبّات صُنِعَتْ من القبر الشريف موجبة لمضاعفة ثواب التسبـيح بسبعين مرة.
 إدارة السبحة المصنوعة منها بلا تسبـيح توجب ثواب التسبـيح.
 حملها عوذة وحِرز للمخاويف إذا حملوها بـهذا القصد.
 جاء في الحديث الشريف عنهم (عليهم الصلاة والسلام)//
((حَنِّكُوا أولادكم بتربة قبر الحسين(عليه الصلاة والسلام) فإنَّـها أمان)).
 هي أمان للميت عند وضعها في قبره.
 يستحب خلط الحنوط للميت بتربة كـربلاء.
 الحور العين تستهديها من الملائكة النازلة للأرض للتبرك بـها وغيرها من الفضائل.
((وهذه الإختصاصات من الفضائل لكـربلاء بتفاوت القرب للإمام الحسين(عليه الصلاةوالسلام) من خمسـة وعشـرين ذراعاً إلـى أربعة فراسـخ)).

ثانيـاً_ المجتمع الموجود //
هو المجتمع الكوفـي الذي كثيراً ما نسمع بأنَّ ((الشيـعة قتلوا الحسـين ثم صاروا يـبكون عليه )).
هذا المفهوم جاء أساساً من نظرة خاطئة جداً وهي قد جاءت من طريقين //
1- أعداء أهل البيت(عليهم الصلاة والسلام) وأعداء شيعتهم .
2- البُسَطاء والسُـذَّجْ من الأمـة الذين ليس لهم غير تصديق ونشـر كل مايسمعون بدون تحقق ولا بـيان ولا معرفـة لمصدر هذا المسموع .
فـي حين أنَّ إستقـراء التأريخ لمدينـة الكوفة يُثْبِتْ عكس ذلك تماماً ،
وهذه بعض الملاحظات على طبـيعة المجتمع الكوفـي//
1-عندما تقرأ كتاباً تأريخياً يتحدث عن الكوفة ماذا يقول عنها ؟
تجده يقول بأنَّ الكوفة كانت((جِمـاعَـاً )) مِن الناس هذا الجِماع المقصود به (خليط ) من الناس وهذا الخليط خليط مِنْ أي شئ ؟
 خليطُ قومي يحتوي أكثر من قومية (عرب وفرس وروم وتُرك وأفارقة... وغيرهم )
 خليط قَبَلَي عشائري لمختلف القبائل العربـية وقد كان الولاء للعشيرة لايستهان بـه عندهم .
 خليط عقائدي (مختلف الديانات).
 خليط مذهبـي وفكري .
 خليط إجتماعي (عبيد مماليك ومتـنَفِّذين وتُجّار ).
 خليط سياسي (خوارج وأمويين وشيعة ومخالفين).
ومن الجدير بالذكـر أنَّ الكوفـة مُصِّرَتْ من قِبَلِ (سعد بن أبـي وقاص) عند قيام معركة (القادسية) وكانت تسمى(كوفة الجُنْد) وبعد تحرير العـراق من الإحتلال الفارسي ودخوله في الإسلام العزيز بقي كثير من رؤوس القيادات في الجيش الإسلامي في الكوفة أخذوا فيها المزارع والمَحالّ التجارية والقصور وإستقَـرُّوا فيها .
فكانت الكوفة هي نموذج مُصَغَّـر عن كل قِطاعات وشرائح المجتمع الإسلامي آنذاك لاسيما إذا اخذنا بنظـر الإعتبار صيرورتـها (عاصمة الدولة الإسلامية) أيـّام مولانا أمير المؤمنين(عليه الصلاةوالسلام) حيث أصبحت مركز الدولة الإسلامية و(( مَجْمَعُ )) الناس بشتـى مذاهبهم وتوجهاتـهم ومشاربـهم .
مِنْ هذا نعـرف أنَّ المجتمع ماكانَ مجتمعـاً شِـيعيـَّاً نعم كان ((عدد)) الشيعـة كبيراً ولكن ليس ((نسبـة)) الشيعـة ويوجد ((فرق)) بين العدد والنسبة يجب علينا مراعاته جيداً وأخذه بنظر الإعتبار لنكون على بـيِّنة من الأمـر.
فمثلاً //
يوجد (10,000شيعي ) هذا عدد كبير أليس كذلك؟
ولكنَّهم ضمن مجتمع يـبلغ تعداده السكانـي (100,000 إنسان)
ماذا ستكون النسبة ؟
ستكون العُشْـر وهو قليل هكذا يكون الحال واضحـاً .
إضافـةً لقيام السلطات الحكومية آنذاك بشن حملة إعتقالات واسعة النطاق على شيعة أهل البيت(عليهم الصلاة والسلام) بعد قيام (مسلم بن عقيل) عليهما الصلاة والسلام بإعلان الثورة في الكوفة والتـي انتهت بمقتله (عليه الصلاة والسلام) فَجَرَتْ حملة إعتقالات ومتابعة شرسة جداً على رؤوس وأقطاب التشَيُّع وقواعده الجماهيرية مما أدى إلى قمع أي حـركة يمكن أنْ تُناهِضْ السلطة في ذلك الوقت .
ثالثـاً_ كـربلاء فـي رؤيـة زينب(عليها الصلاة والسلام)//
قالت مولاتـنا العظيمة زينب (عليها الصلاة والسلام) بطلـة كـربلاء روحي فداها لمولانا العظيم الإمام زين العابدين (عليه الصلاة والسلام)//
((ويَنْصِبونَ(تعنـي الناس) لهذا الطَفِّ عَلَمَاً لِقبرِ أبـيكَ سيدِ الشهداء(عليه الصلاة والسلام) لايُدْرَسُ أَثَرُهُ ولا يعفو رَسْمُهُ على كُرورِ الليالـي والأيام ، وَلَيَجْتَهِدنَّ أئمةَ الكُفْـرِ وَأشْياعِ الضلالـةِ فـي مَحْوهِ وَتَطْميسـهِ فلا يزدادُ أَثَرُهُ إلاّ ظُهُـوراً وَأَمْـرُهُ إلاّ عُلُوّاً)).