رأينا أمواجا عاتية تلاحق الناس
كانوا على شفا حفرة من «موت«.. فصلتهم عن الحياة لحظة ولكنه قدر الله الذي أراد لهم حياة يستحقونها.. إنها عائلة «الشاعر«، العائلة البحرينية التي ذهبت لجزيرة «بي بي« التايلندية مستجمة فانقلبت رحلتها رأسا على عقب بعد الزلزال الذي ضرب عنق المدينة وثورة البحر التي لحقته!
ويبدأ يوسف الشاعر برواية فصول الكارثة بنبرة تسترجع كل شيء.. كل لحظة رعب عاشها حيث كان مع زوجته وابنه وأم زوجته، يقول: رأينا غضب الله يدمر كل شيء هناك وبخاصة في ساحلي الباتونغ والكارون.. وأضاف: الأرقام المعلنة لأعداد القتلى غير صحيحة البتة، إن أعداد الموتى بالألوف لا سيما وأن الجزيرة كانت قبل الكارثة مكتظة بألوف البشر «حوالي 6000 شخص« وبعد الكارثة لم أر غير 500 - 600 شخص فقط! قلت له دعنا نسترجع فصول الحدث منذ بدايته، فقال: وصلنا الجزيرة في الساعة 9.30 بتوقيت تايلند عن طريق يخت يحمل عددا كبيرا من السائحين، وذهبت مع عائلتي للتنزه قليلا على الساحل وبعد حوالي 15 دقيقة ذهبنا إلى الفندق الذي تمكنا من الحجز فيه بشق الأنفس فكافة الفنادق كانت مستوفية للحجوزات.. ويصف الفندق فيقول: إنه من أكثر فنادق الجزيرة ارتفاعا عن سطح الأرض حيث يتكون من 4 طوابق وهو الفندق الوحيد المبني من الطابوق والإسمنت بينما البقية فهي مشيدة من الأخشاب «الدنجل« والألواح الحديدية «الجينكو«.. وفجأة وبعد قضاء حوالي نصف ساعة فقط في الجزيرة، كل شيء تغير.. حالة الهدوء استحالت إلى صراخ.. الناس يركضون ويصرخون «ذص ذص« وفي لحظة اللاوعي ركض يوسف من خلفهم مع عائلته وهو لا يعلم ما الذي يحدث.. وعندما التفت وراءه رأى الرعب بعينه، موجة ماء كبيرة تلاحق الناس وتبتلع كثيرا منهم، تضرب المباني، تقتلع كل شيء وتدمر كل شيء.. قتلت كثيرين ورمت بكثيرين من ساحل إلى آخر.. ركض مع الباقين وصعدوا طوابق الفندق الأربعة في حين استمر تصاعد الموج حتى مستوى طابقين ونصف من الفندق، وبقوا هناك مدة 10 ساعات بانتظار فرق الإنقاذ.. ولكن لم يأت أحد لإنقاذهم فيما عدا التايلنديين الذين ساعدوا بني جلدتهم وتركوا ضيوف بلادهم تائهين حائرين لا يدرون إلى أين يذهبون ويعيشون لحظات رعب حقيقية من موجة أخرى قد تأتي!.. ويواصل يوسف سرد فصول الكارثة: فكرنا في سيناريوهات كثيرة للنجاة ولكن لم ينفع أي منها فالجزيرة تقع بين جبلين يفصل بينهما ساحلان المسافة بين كل منهما 100 متر، ولكن بارقة الأمل جاءت مع سفينة أتت لأخذ الجرحى بعد أن انخفض منسوب المياه فسألت قائدها أن ينقلني معه ووافق لأن معي طفلا. ومنها انتقلنا إلى مدينة بوكيت .
تعليق