تويت
محطة أخيرة
ساطع نور الدين
إذا لم يقتل الرئيس الاميركي جورج بوش في العام 2005، كما يتنبأ الكثير من الفلكيين والعرّافين العالميين، فإن التوقعات السياسية للسنة الجديدة ستكون سهلة جدا، ومأساوية جدا، تشبه طوفان المحيط الهندي الذي لم يكن بالإمكان التنبؤ به او التكهن بأنه سيحصد هذا العدد الهائل من الضحايا.
سيظل العالم كله في حالة حرب، وسيظل منقسما الى معسكرين لا ثالث لهما: معسكر اميركا، ومعسكر تنظيم القاعدة. لن يقبل الاميركيون الرأي او النصح من حلفائهم وأصدقائهم، كما لن يعترفوا بالخطأ في تحديد الاهداف او في اختيار الاساليب او في استخدام الاسلحة. وفي المقابل لن يقبل أسامة بن لادن النقاش حول مخاطر تلك الحرب وتكاليفها الباهظة، التي تتخطى ال200 الف يورو التي ينفقها اسبوعيا في العراق، او حول تعييناته الاخيرة التي رفعت ابو مصعب الزرقاوي الى مرتبة الامارة على بلاد الرافدين.
ستظل الحرب مشتعلة، حتى ولو تحققت أمنية الاميركيين بقتل بن لادن ونائبه ايمن الظواهري او اعتقالهما، لان التنظيم تحول بالفعل الى معسكر عالمي، قد لا يزيد عدد اعضائه على المئات لكنهم يكتسبون يوما بعد يوم ميزات أمنية وسياسية وشعبية إضافية، ويفرضون على العدو يوميا تغيير خططه وتكتيكاته ورسائله الدعائية.
لعل الاميركيين يشعرون بالارتياح هذه الايام لان ساحة المواجهة بينهم وبين القاعدة باتت محصورة تقريبا بالعراق، ولم تعد تشمل المدن الاميركية الكبرى او المصالح والمؤسسات الاميركية في مختلف انحاء العالم. لكنه قد يكون فخاً نصبه لهم بن لادن، كما قد يكون تكتيكا لجأت اليه اميركا: الحرب هي الآن في ذروتها.
ومن دون الحاجة الى فلكي او عرّاف، يمكن الجزم في ان تلك الحرب ستزداد حدة وضراوة في العراق في خلال الاشهر ال12 المقبلة، وهي ستتخذ صراحة شكل الحرب الاهلية، المموّهة حاليا، ما سيؤدي الى تبرير الانفصال الكردي الواقعي حتى الآن وتحويله الى تقسيم فعلي، يرعاه الاميركيون باعتباره نموذجا أوليا للديموقراطية العراقية، والشرق اوسطية، التي اكتشفوا اولويتها بعدما فشلوا في اكتشاف اسلحة الدمار الشامل وفي العثور على صلة بين نظام صدام حسين والقاعدة.
أما في فلسطين فإن فحوص الدم المكثفة التي سيخضع لها الشعب الفلسطيني، اعتبارا من التاسع من كانون الثاني المقبل وطوال العام 2005، ستسجل ارتفاعا محدودا في معدلات الديموقراطية لا يكفي لامتناع اسرائيل عن التنكر لأهليته في ان يكون شريكا في اي مفاوضات، او جديرا في العودة الى خريطة الطريق.
إذا لم يقتل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون او يسقط من الحكم، فإن خطة الفصل ستنفذ بحذافيرها في صيف العام المقبل: إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وارتكاب مذابح مروّعة بحق سكانه، تغطي عملية إخلاء المواقع والمستوطنات.. وتشعل غضب الشارع العربي لدى تنقله بين شاشات الفضائيات العربية!
ساطع نور الدين
إذا لم يقتل الرئيس الاميركي جورج بوش في العام 2005، كما يتنبأ الكثير من الفلكيين والعرّافين العالميين، فإن التوقعات السياسية للسنة الجديدة ستكون سهلة جدا، ومأساوية جدا، تشبه طوفان المحيط الهندي الذي لم يكن بالإمكان التنبؤ به او التكهن بأنه سيحصد هذا العدد الهائل من الضحايا.
سيظل العالم كله في حالة حرب، وسيظل منقسما الى معسكرين لا ثالث لهما: معسكر اميركا، ومعسكر تنظيم القاعدة. لن يقبل الاميركيون الرأي او النصح من حلفائهم وأصدقائهم، كما لن يعترفوا بالخطأ في تحديد الاهداف او في اختيار الاساليب او في استخدام الاسلحة. وفي المقابل لن يقبل أسامة بن لادن النقاش حول مخاطر تلك الحرب وتكاليفها الباهظة، التي تتخطى ال200 الف يورو التي ينفقها اسبوعيا في العراق، او حول تعييناته الاخيرة التي رفعت ابو مصعب الزرقاوي الى مرتبة الامارة على بلاد الرافدين.
ستظل الحرب مشتعلة، حتى ولو تحققت أمنية الاميركيين بقتل بن لادن ونائبه ايمن الظواهري او اعتقالهما، لان التنظيم تحول بالفعل الى معسكر عالمي، قد لا يزيد عدد اعضائه على المئات لكنهم يكتسبون يوما بعد يوم ميزات أمنية وسياسية وشعبية إضافية، ويفرضون على العدو يوميا تغيير خططه وتكتيكاته ورسائله الدعائية.
لعل الاميركيين يشعرون بالارتياح هذه الايام لان ساحة المواجهة بينهم وبين القاعدة باتت محصورة تقريبا بالعراق، ولم تعد تشمل المدن الاميركية الكبرى او المصالح والمؤسسات الاميركية في مختلف انحاء العالم. لكنه قد يكون فخاً نصبه لهم بن لادن، كما قد يكون تكتيكا لجأت اليه اميركا: الحرب هي الآن في ذروتها.
ومن دون الحاجة الى فلكي او عرّاف، يمكن الجزم في ان تلك الحرب ستزداد حدة وضراوة في العراق في خلال الاشهر ال12 المقبلة، وهي ستتخذ صراحة شكل الحرب الاهلية، المموّهة حاليا، ما سيؤدي الى تبرير الانفصال الكردي الواقعي حتى الآن وتحويله الى تقسيم فعلي، يرعاه الاميركيون باعتباره نموذجا أوليا للديموقراطية العراقية، والشرق اوسطية، التي اكتشفوا اولويتها بعدما فشلوا في اكتشاف اسلحة الدمار الشامل وفي العثور على صلة بين نظام صدام حسين والقاعدة.
أما في فلسطين فإن فحوص الدم المكثفة التي سيخضع لها الشعب الفلسطيني، اعتبارا من التاسع من كانون الثاني المقبل وطوال العام 2005، ستسجل ارتفاعا محدودا في معدلات الديموقراطية لا يكفي لامتناع اسرائيل عن التنكر لأهليته في ان يكون شريكا في اي مفاوضات، او جديرا في العودة الى خريطة الطريق.
إذا لم يقتل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون او يسقط من الحكم، فإن خطة الفصل ستنفذ بحذافيرها في صيف العام المقبل: إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وارتكاب مذابح مروّعة بحق سكانه، تغطي عملية إخلاء المواقع والمستوطنات.. وتشعل غضب الشارع العربي لدى تنقله بين شاشات الفضائيات العربية!