إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أخطر قضية في تاريخ الدولة العبرية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخطر قضية في تاريخ الدولة العبرية

    أخطر قضية في تاريخ الدولة العبرية
    للكاتب الكويتي/ عمار تقي

    "نحن رفعنا شعار (ألا إن حزب الله هم الغالبون) و ستثبت الأيام أن حزب الله هم الغالبون" و بالفعل فقد أثبتت الأيام للجميع بأن "حزب الله" هم الغالبون و أنه حقق ما عجز عنه الآخرون. فها هو اليوم يحقق الانتصار تلو الآخر, فبعد الإنتصار العسكري و الدبلوماسي الذي حققه حزب الله على العدو ها هو اليوم يضيف إلى تلك الإنتصارات إنتصارا جديدا في قضية وصفت بأنها الأخطر في تاريخ الكيان الصهيوني!

    فقد أصدر أعضاء اللجنة الفرعية لشؤون الاستخبارات في الكنيست الإسرائيلي بيانا وصفوا فيه ما بات يعرف ب "قضية تتنباوم" بأنها أخطر القضايا و أكثرها إثارة للقلق في تاريخ إسرائيل(يديعوت أحرنوت19/2). ولكن ما هي قصة تتنباوم؟ و ما هو الانتصار الجديد الذي حققه الحزب من وراء هذه القضية؟

    "الحنان تتنباوم" هو الأسير الإسرائيلي الذي أفرج عنه "حزب الله" مؤخرا في إطار صفقة تبادل الأسرى بين الحزب و الكيان الصهيوني, فحسب الرواية الإسرائيلية فإن "قيس عبيد" الفلسطيني الإسرائيلي قد قام بإقناع تتنباوم بالذهاب إلى لبنان لإعطائه معلومات عن الطيار الإسرائيلي المفقود "رون أراد" وبذلك يستطيع بيعها على الحكومة الإسرائيلية بأموال طائلة فوافق على ذلك لكنه وجد نفسه أسير لدى حزب الله! و بعد سلسلة طويلة من المفاوضات التي استمرت نحو 3 أعوام أفرج حزب الله عن الأسير الإسرائيلي, و منذ ذلك الوقت و هو رهن الإقامة الجبرية و التحقيقات المكثفة بسبب الشكوك التي أثارها بعض النواب في الكنيست من احتمال أن يكون تتنباوم مجرد عميل يعمل لصالح الحزب اللبناني و ليس كما بات مشهورا بأنه قد أسر, الأمر الذي استدعى الشرطة و جهاز الأمن العام "الشاباك" و الاستخبارات العسكرية أن تستنفر كامل جهودها لمعرفة ما إذا كانت المعلومات التي تطرق إليها أعضاء الكنيست حقيقية أم لا؟ و هناك سببان جعلا الجهات الأمنية الثلاث التي تحقق مع تتنباوم يشككون في روايته: الأول فشل الأسير من اجتياز جهاز كشف الكذب "البوليغراف" عندما ذكر قصة اعتقاله و أسره(بي بي سي19/2/04) و الأمر الثاني: أن حالته الصحية كانت على أحسن ما يرام و أنه لم يتعرض لأي شكل من أشكال التعذيب الجسدي عند إطلاق سراحه بعكس التقارير التي وردت (حسب المصادر الإسرائيلية) من الصليب الأحمر و التي أفادت بأن حالة تتنباوم سيئة جدا! لكن الأمر الخطير الذي بات يشكل هاجسا حقيقيا في القضية(بل السبب الرئيسي على الأرجح) هو الخوف الذي بات يتملك القطاعات السياسية و الإستخباراتية من أن يكون تتنباوم و هو ضابط احتياط برتبة عقيد في الجيش و قائد إحدى أكبر المدرعات العسكرية في شمال إسرائيل(اتجاه سوريه و لبنان) قد سرب معلومات عسكرية مهمة و خطيرة لحزب الله خصوصا أنه قد شارك قبل مغادرته إسرائيل في مشروع أمني حساس للغاية(الحياة اللندنية1/3/04) و أنه كان بحوزته قبيل مغادرته أيضا وثائق عسكرية غاية في السرية(هآرتس 3/3/04).



    رقصة الشياطين
    من جانب آخر, فإن قضية تتنباوم لم تعد تؤرق أجهزة الاستخبارات فحسب و لكنها باتت أيضا تقلق رئيس الوزراء الإسرائيلي "آرييل شارون" و تهدد حكومته من الاستمرار, و يتوقع المحللون السياسيون أن تكون قضية تتنباوم في حال عدم التوصل إلى حل وسط و سريع بمثابة "القشة التي ستقصم ظهر..شارون" و السبب في ذلك يعود إلى أن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي قد ذكرت من أن الشاباك قد حصل على تسجيل صوتي يبدو فيه أنه لتتنباوم وقد نسق وصوله إلى لبنان بشكل طوعي و أن شارون كان يعلم بأمر الشريط الصوتي منذ 3 سنوات إلا أنه أخفى الأمر على باقي وزرائه(يديعوت أحرنوت24/2/04).

    لقد نجح "حزب الله" في خلق مأزق سياسي داخل إسرائيل بين شارون و جهاز الاستخبارات, فالأخير يود إيجاد "كبش فداء" ليرفع الحرج الذي لحق بأهم جهاز في الدولة العبرية كما عبر عن ذلك الكاتب الإسرائيلي حلمي موسى بقوله أن "المؤسسة العسكرية و الأمنية تريد تحويل تتنباوم إلى العدو رقم واحد للجمهور لمحاولة إخفاء حقيقة الإخفاق أما حزب الله فقد نجح في أن يكون ندا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية"(يديعوت 8/3/04). من جانب آخر فإن شارون يريد لملمة الموضوع بأي شكل و بأسرع طريقة بدليل أن النيابة العامة(و بإيعاز من شارون) قد وافقت على عقد اتفاق مع محامي الأسير الإسرائيلي يروي بمقتضاها تتنباوم جميع تفاصيل اعتقاله و ما إذا كان قد نقل إلى آسريه معلومات سرية أم لا مقابل إطلاق سراحه إذا ثبت أنه ليس بعميل(يديعوت 28/2/04), و هو ما عبر عنه الكاتب الإسرائيلي "يغال سارنا" بقوله "تخلق رقصة الشياطين المحيطة بتتنباوم الشعور بأن شارون و أجهزة الأمن يغطون على مسألة غامضة و مخجلة تختبئ وراء الكواليس"(يديعوت 2/3/04). و يبدو أن جهاز الاستخبارات لم يوافق على إبرام تلك الصفقة التي وصفها بأنها محاولة لطمس القضية كما عبر عن ذلك "يوفال شطاينيتس" عضو الكنيست(ليكود) و رئيس اللجنة الفرعية لجهاز الاستخبارات بقوله أن "الصفقة التي يدور الحديث عنها غير مسبوقة و تعتبر غير مقبولة لا من الناحية الأخلاقية ولا حتى القضائية"(المصدر السابق). و بالفعل يبدو أن شارون لن يخرج من هذه القضية الشائكة بسهولة خصوصا بعد أن كشفت صحيفة "معاريف" عن جانب جديد و خطير في القضية في عددها الصادر بتاريخ 3/3/04 عن وجود علاقات تجارية كانت تربط عائلة تتنباوم و عائلة شارون و أن الأخير قد أخفى هذه العلاقة الأمر الذي أثار الشارع الإسرائيلي و جعل القضية تزداد سوءا و تعقيدا, وقد ذكرت عضو الكنيست زهافا غالؤون(ميرتس) بأن " ما حدث هو تغطية على أمور كثيرة من جانب شارون الذي عرف بتفاصيل أكثر من اللآزم و لم يخبر أحد لذا يتعين عليه تقديم إستقالته"( يديعوت3/3 ), لذا يبدو أن رئيس الوزراء سيواجه أزمة سياسية حادة داخل حزبه و داخل الأوساط السياسية إذا تبين أنه مقابل علاقته الشخصية بالأسير الإسرائيلي قد قام بتسليم حزب الله جميع أسراه و 400 أسير عربي مقابل تسلمه لثلاث جثث و عميل!

    أما الرد الوحيد الذي أدلى به "حزب الله" في هذا الموضوع فإنه جاء على لسان رئيس كتلة "نواب حزب الله" في البرلمان اللبناني "محمد رعد" عندما قال "أن إطلاق المقاومة سراح العقيد في الجيش الصهيوني أصبح مشكلة خطيرة داخل كيان العدو لأنهم ليس باستطاعتهم حل لغز كيفية الإدلاء بمعلومات خطيرة للمقاومة بدون ضربة كف!"(الشرق الأوسط22/2/04).

    و أخيرا, فإنه في حال أفرجت السلطات الصهيونية أو لم تفرج عن "الحنان تتنباوم" و في حال ثبت أنه يعمل لصالح "حزب الله" أو أنه بالفعل أسير إسرائيلي فإن ذلك لن يغير في الموضوع شيئا (بالنسبة لنا على الأقل) حتى و لو لم يحصل الحزب على أي معلومة من الأسير, فإنه مجرد إجادة "حزب الله" فن اللعب بأعصاب الإسرائيليين و شق صفهم و هو يقف من ذلك موقف المتفرج لهو بحد ذاته انتصار جديد يحسب لصالحه. و نود الاستشهاد هنا بما ذكره "يوفال شطاينيتس" في لقاءه مع صحيفة يديعوت أحرنوت بتاريخ 19/2/2004 من أنه "يجب الاعتراف بأن حزب الله يحقق الإنجازات", أما الكاتب "يغال سارنا" فقد ذكر "بأن الحكومة لا تريد الشعب بأن يعرف الحقيقة التي باتت معروفة لدى نصرالله الذي ينظر إلينا الآن بتعجرف و نحن نغرق في الوهن و الغباء"(مصدر سابق). و حتى يتم فك رموز هذه القضية لا نستطيع إلا أن ننحني إجلالا أمام هذه التجربة الرائدة في عالمنا العربي و الإسلامي الذي ما برح يلقن العدو الدرس تلو الأخر سواء ميدانيا أو دبلوماسيا أو حتى استخباراتيا بفضل حنكة قيادته و قدرتها في المناورة و في فن التفاوض, فماذا سيخبئ لنا يا ترى حزب الله من مفاجآت جديدة في المستقبل القريب خصوصا و أننا مقبلين على قضايا أكثر تعقيدا من قضية تتنباوم مثل قضية مزارع شبعا و قضية عميد الأسرى سمير القنطار و الأسير اللبناني يحيى سكاف!


    19/3/2004
    من جريدة الرأي العام الكويتية

    وتقبولوا تحياتي
    أخوكم
    منتظر المهدي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X