1- إختلف المؤرخون في أنَّ الذي قد تزوج مِنَ السيدة الجليلة (سَكينـة بنت الحسين) عليهما الصلاة والسلام هو القـاسم أمْ أخيـه ((الحسـن المُثَنـّى)) والراجـح فـي هذا الجـانب أنّ الذي تزوجَ هو الحسن المثنـى كما يذهب إلى ذلك المحقق السيد ((عبد الرزاق المقرم الموسوي)).
وأنَّ بنت الحسين(عليهما و آلهما الصلاة والسلام) التي تزوجت هي (فاطمة وليست سَكينة)
السيدة ((سَكينـة))التـي يقول عنها والدها الحسـين(عليه الصلاة والسلام)//
((الغالِبْ عليها الإستغـراق مع الله)) .
2- إختلف المؤرخون أيضاً فـي هل أنَّ الزواج وقع فعلاً أمْ لم يقع؟
وقالوا كيف تزوج القاسم وهو لم يبلغ الحُلُم بعد ؟
أمّـا مسألة زواج الصغير فعندالمسلمين فـي كتب الفقه الإسلامي جواز إجراء عقد الزواج بواسطـة ولـي الأمـر حتـى لو كان الولـد والبنت عُمْـرُ كل منهما ((شهـر واحد)) فلايوجـد إشكـال مِن هذه النـاحيـة .
ومسألـة وقوع الزواج فإذا كانت بمعنـى ((الدخول)) فهـذا لم يقع ،ولكن إذا كانَ بمعنـى آخـر وهو ما تنقلـه لنـا كتب المقاتِل وهو أنَّ الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) عقدَ لهما عقد الزواج وأدخله على زوجتـه بمعنـى مجرد زواج شكلي كانَ الحسين(عليه الصلاة والسلام) يراه ضروريـاً لأنـَّهُ قد أوصـاه بـهِ أخوه الإمام الحسن(عليه الصلاة والسلام) فهـذا ايضـاً لامـانع مِنْ حُدوثـه ،بل إذا ثَبَتَ أنَّ الإمام الحسن(عليه الصلاة والسلام) كان قد أوصى أخيـه الحسين(عليه الصلاة والسلام) فإنَّ الحسين(عليه الصلاة والسلام) قد يُلام على عدم تنفيذ وصيَّـة أخيـه الحسـن(عليه الصلاةوالسلام).
3- إذا سَلَّمْنـا بأنَّ القاسم (عليه الصلاة والسلام) فعلاً قد أُجْـريَ لَـهُ عقد زواج على إبنـة عمه وكما تقول الروايـة أنـَّه بـينما هوَ جالسٌ عندها وإذا بـهِ يسمع عمّـه الحسـين(عليه الصلاةوالسلام) يستغيث فلا يُغـاث فتـركَ زوجته وخرج مُقْدِمَـاً على الموت المُحَقَّق فَهَلْ هـذا الحـال جَفاء لِمَنْ يُحِبْ؟؟!
للإجـابة على هذا السؤال أقـول بعد التوكل على الله والصلاة والسلام على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم)//
على فرض أنَّ هـذا وقع فِعـلاً فهـذا يقودنـا إلى حقيقة وهي أنَّ الإنسـان عندما يحب إنسـانـاً آخـر فهـذا الحب سيتخذ أحد شكلين همـا //

الأول //
الحب المـادي وهو الحب الذي يتجلّى في حب الرجل للمرأة التـي يختـارهـا شريكة لحيـاتـه.
وهذا بالرغم مِنْ وجود الحب المعنوي ممتزجـاً معه ولكنـهُ تغلب عليـه الصِفَـة الماديَّـة .
الثـانـي//
الحب المعنـوي كما فـي حب الأم والأخت والصالحين وهـذا النوع إنْ تَـرسَّخ فعـلاً سيكون هو الحب المسْتَقْطِبْ والأقوى وبنـاءً عليه نجد انَّ الإنسان الذي يعيش الحب المعنوي نجده يحاول أنْ ينقل حالـة الحب المادي إلـى الحب المعنوي لهذا نجد المؤمن والمؤمنـة على حَدٍّ سـواء لايعتبران فراقهما في موتٍ مثلاً أو سفر طويلٍ لايعتبرانِه فراق أبدي لأنَّهما على أمل أنْ يعيشـا الحيـاة الأبدية معـاً...
وفقاً لـ((نساءكم في الدنيـا نساءكم في الجَنَّـة)).
4_هناك روايات تقول أنَّ السيدة سَكينة بنت الحسين (عليهما الصلاة والسلام) لم تتزوج وذلك لكونها منقطعة إلى العبادة كما قال أبوها الحسين(عليه وآله الصلاة والسلام) بأنها الغالب عليها الإستغراق مع الله ..
وما جاء من روايات عن زواجها من إبن الزبير فهي روايات موضوعة من وضع أبي الفرج الأصفهاني وغيره (وهو أموي النزعة) ..
5-يرجى مراعاة لفظ إسم السيدة (سَكينة) وهو بفتح السين أما قراءته بضم السين فهو خطأ شائع..
وذلك لأنَّ (سَكينة) بفتح السين تعني السكون والطمأنينة
أما (سُكينة) بضم السين فهي تعني أنثى الحمار ..
ولايخفى عليكم دقة الأئمة عليهم الصلاة والسلام في إختيار الأسماء..