إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل كان الائمة يعلمون انهم منصوص عليهم من الله ام لا

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل كان الائمة يعلمون انهم منصوص عليهم من الله ام لا

    1 ـ من القضايا التاريخية المسلمة قصة تعيين الإمام الصادق عليه السلام لابنه "اسماعيل"، على أنه الإمام من بعده، و*قد سمع كثير من الشيعة نص الصادق الصريح عليه و*آمنوا أن اسماعيل هو*خليفة والده في الإمامة. لكن الذي حدث هو*أن اسماعيل توفي قبل وفاة أبيه الصادق، و*بالتالي لم تتحقق نبوءة و*تكهن والده الصادق، و*لما سأل الناس الصادقَ عن ذلك أجاب: [ إن الله بدا له في إمامة اسماعيل ] أو*[ بدا لِلَّهِ في اسماعيل ]. و*طبقا لما ذكره أرباب الملل و*النحل ـ مثل سعد بن عبد الله الأشعري، الذي يعد من كبار علماء و*محدثي الشيعة، في كتابه المقالات و*الفرق (ص78) ـ أدت هذه الإجابة إلى رجوع كثيرين ممن كانوا يعتقدون بإمامة حضرة الصادق عن القول بإمامة الصادق بحجة [ أن الإمام لا يكذب و*لا يقول ما لا يكون! ].
    و*أيا كان، فالمهم أن هذا الأمر بحد ذاته يدل دلالة واضحة على أن نفس حضرة الصادق لم يكن يعلم من هو*الإمام الذي سيكون من بعده فعلا ؟ و*بالتالي لم يكن لديه أي خبر عن أحاديث النص على الأئمة الاثني عشر واحدا واحدا بأسمائهم، كحديث اللوح لجابر و*غيره!.
    2 ـ أيضا من مسلمات التاريخ قصة وفاة محمد بن علي بن محمد الجواد المعروف بـ " السيد محمد "، و*المدفون في قرية يقال لها " بلد " (على تسعة فراسخ من سامراء) في العراق، في حياة والده حضرة الإمام علي بن محمد النقي عليه السلام، بعد أن كان والده قد عينه للإمامة من بعده، فلما توفي قبل وفاة والده اعتذر الإمام النقي عن ذلك بنفس اعتذار الصادق حيث قال: [ بدا لِلَّهِ في محمد ].
    و*كُـتُبُ الشيعة مملوءة بذكر هذه القصة من جملة ذلك ما جاء في كتاب الحجة من أصول الكافي للكليني: [ عن موسى بن جعفر بن وهب عن علي بن جعفر قال: كنت حاضرا عند أبي الحسن عليه السلام (أي الإمام علي الهادي) لما توفي ابنه محمد، فقال للحسن: يا بني! أحدِثْ لِلَّهِ شكرا فقد أحدث فيك أمرا] [6]. أي أن الإمام الهادي قال لابنه الحسن العسكري اشكر الله لأنه أحدث فيك رأيا جديدا فأعطى الإمامة لك بعد أن كانت ستعطى لأخيك. قال المرحوم الفيض الكاشاني في كتابه الوافي (ص93) معلقا على هذا الحديث: [ بيان: يعني جعلك الله إماما للناس بموت أخيك قبلك، بدا لله فيك بعده ].
    و*في الكافي أيضا: [ عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن مروان الأنباري قال: كنت حاضرا عند مُضيِّ (أي وفاة) أبي جعفر محمد بن علي، فجاء أبو*الحسن عليه السلام فـوُضِعَ له كرسي فجلس عليه و*حوله أهل بيته، و*أبو*محمد قائم في ناحية، فلما فُرِغَ من أمر أبي جعفر، التفت إلى أبي محمد فقال: يا بُنَيّ! أحدِثْ لِلَّهِ شكرا فقد أحدثَ فيك أمرا.. ] [7].
    و*في الكافي أيضا: [ عن جماعة من بني هاشم منهم حسن بن حسن الأفطس، أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد باب أبي الحسن يعزونه وقد بسط له في صحن داره و*الناس جلوس حوله فقالوا: قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب و*بني هاشم و*قريش مائة و*خمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس، إذ نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه فنظر إليه أبو*الحسن بعد ساعة فقال: يا بني! أحدِثْ لله عز و*جل شكرا فقد أحدَثَ فيك أمراُ، فبكى الفتى و*حَمِدَ الله تعالى واسترجع وقال: الحمد لله رب العالمين، و*أنا أسأل الله عز و*جل بمنه تمام نعمه لنا فيك، و*إنا لله و*إنا إليه راجعون. فسألنا فقيل هذا الحسن ابنه، و*قدَّرْنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو*أرجح، فيومئذ عرفناه و*علمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة و*أقامه مقامه ] [8].
    و*أخرج الكليني حديثا آخر أيضا في هذا الأمر، و*هو*حديث أخرجه كذلك "الشيخ الطوسي" في كتابه " الغيبة " (ص130، طبع تبريز) بسند آخر و*لفظ مختلف قليلا عما في الكافي فقال (و*اللفظ للطوسي): [ روى سعد بن عبد الله الأشعري قال: حدثنا أبو*هاشم داود بن قاسم الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن (أي الإمام علي النقي) وقت وفاة ابنه أبي جعفر (أي السيد محمد) و*قد كان أشار إليه و*دل عليه، فإني لأفكر في نفسي و*أقول هذا قضية أبي إبراهيم (أي الإمام موسى الكاظم) و*اسماعيل، فأقبل عليَّ أبو*الحسن فقال: نعم يا أبا هاشم! بدا لِلَّه تعالى في أبي جعفر و*صيَّر مكانه أبا محمد كما بدا لِلَّه في اسماعيل بعد ما دل عليه أبو*عبد الله و*نصبه، و*هو*كما حدَّثتَ به نفسك و*إن كره المبطلون، أبو*محمد ابني الخلف من بعدي عنده علم ما يحتاج إليه و*معه آلة الإمامة ] [9].
    و*هناك عدة أحاديث أخرى في أصول الكافي في نفس الباب بنفس هذا المضمون و*كذلك في كتاب الغيبة للطوسي. و*هذه الأحاديث تدل على أنه لدى وفاة السيد محمد بن الإمام علي بن محمد النقي، لم يكن أحد ـ حتى من خواص أصحاب الأئمة ـ يعرف حضرة الإمام الحسن العسكري ـ حتى مجرد المعرفة ـ فضلا عن أن يكون له علم بإمامته، و*منهم أبو*هاشم الجعفري راوي الحديث الذي فكر في نفسه كيف توفي محمد بن الإمام علي النقي، في حياة والده، مع كونه عُيِّنَ للإمامة بعد والده ؟! ثم قاس ذلك في ذهنه على ما حدث لاسماعيل الذي توفي في حياة والده جعفر الصادق.
    لكن الوضَّاعين الكذبة وضعوا على لسان أبي هاشم الجعفري هذا نفسه حديثا طويلا فيه نص الرسول (صلىالله عليه وآله) على الأئمة الاثني عشر واحدا واحدا بأسمائهم!! و*الحديث أخرجه الكليني في الأصول من الكافي [10] و*الصدوق في كتابه إكمال الدين ( باب 29 ما أخبر به الحسن بن علي بن أبي طالب من وقوع الغيبة: ص181) و*نقله عنهما الشيخ "الحر العاملي" في كتابه: "إثبات الهداة" (ج2/ص283) كما يلي ( و*اللفظ كما في إكمال الدين ):
    [ و*عن عدة من أصحابنا عن "أحمد بن عبد الله محمد البرقي" عن "أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري" عن أبي جعفر الثاني قال: أقبل أمير المؤمنين و*معه ابنه الحسن و*هو*متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و*اللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين! أسألك من ثلاث مسائل إن أخبرتني بها علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و*لا في آخرتهم. فقال أمير المؤمنين: سل عما بدا لك. فقال: أخبِرني عن الرجل إذا نام أين يذهب روحه ؟ و*عن الرجل كيف يذكر و*ينسى ؟ و*عن الرجل كيف يشبه الأعمام و*الأخوال. فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن بن علي فقال: يا أبا محمد أجبه. فقال: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان أين يذهب روحه ؟ فروحه معلقة بالريح و*الريح معلقة بالهوى إلى وقت ما يتحرك صاحبها ليقظة فإن الله عزوجل يرد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح و*جذبت تلك الريح الهوى فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهوى الريح و*جذب الريح الروح فم ترد إلى صاحبها إلا إلى وقت ما يبعث، و*أما ما ذكرت من أمر الذكر و*النسيان فإن قلب الرجل في حق و*على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و*آل محمد انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق مما يلي القلب و*ذكر الرجل ما نسي، و*إن هو*لم يصل على محمد و*آل محمد أو*نقص عليهم من الصلوة انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق و*أظلم القلب و*نسي الرجل ما كان ذكر، و*أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و*أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و*عروق هادئة و*بدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و*أمه و*إن هو*أتاها بقلب غير ساكن و*عروق غير هادئة و*بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و*إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله. فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله و*لم أزل أشهد بها و*أشهد أن محمدا رسول الله و*لم أزل أشهد بها و*أشهد أنك وصيه و*القائم بحجته بعده و*أشار بيده إلى أمير المؤمنين، و*لم أزل أشهد بها و*أشهد أنك وصيه و*القائم بحجته بعده و*أشار إلى الحسن، و*أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك و*القائم بحجته بعدك و*أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و*أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و*أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي بن الحسين و*أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و*أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و*أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و*أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و*أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و*أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى و*لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و*السلام عليك يا أمير المؤمنين و*رحمة الله و*بركاته ثم قام و*مضى، فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن في أثره فقال: ما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته فقال: هو*الخضر! ]
    هذا الحديث أخرجه "الكليني" في أصول الكافي من طريقين و*أخرجه "الشيخ الصدوق" في كتابيه "عيون أخبار الرضا" و*"إكمال الدين"، و*"النعماني" في كتابه "الغيبة" و*"الشيخ الطوسي" في كتابه "الغيبة" أيضا، و*"الطبرسي (احمد بن علي)" في "الاحتجاج"، بطرق مختلفة لكنها تجتمع كلها على "أحمد بن عبد الله البرقي" عن "أبي هاشم"، و*يكفي هذا لمعرفة كذب و*اختلاق الحديث، حيث عرفنا أن "أبا هشام الجعفري" هذا كان من الذين تصوروا أن الإمام بعد حضرة الإمام علي النقي هو*ابنه السيد محمد، و*بقي على ذلك إلى أن جاء يوم وفاة السيد محمد في حياة والده و*رأى أن حضرة علي النقي بشر ابنه حضرة العسكري بالإمامة ففكر في نفسه أن قصة العسكري مع السيد محمد مثل قصة موسى الكاظم مع اسماعيل. فمثل هذا لا يمكن أن يكون هو*نفسه راو*لحديث ينص على أسماء الأئمة حتى العسكري و*ابنه!
    و*نحن لا نتعجب من الوضاعين الكذبة الذين اختلقوا مثل هذه الأحاديث لأجل تأييد فكرة مذهبية أو*سياسية معينة، أو*لأجل كونهم أداة لبعض أعداء الإسلام العاملين على نشر الخرافات فيه و*التفرقة بين أبنائه. إن تعجُّبَنَا هو*من الشيخ الصدوق و*الشيخ الطوسي و*الشيخ الكليني و*أمثالهم الذين، من جهة، يروون حديث أبي هاشم في بداء الله في السيد محمد ونص حضرة الهادي على إمامة حضرة العسكري بعد وفاة أخيه السيد محمد ليثبتوا بذلك إمامة حضرة العسكري، و*من الجهة الأخرى، يروون عدة أحاديث عن نفس أبي هاشم الجعفري هذا في أن الأئمة الاثني عشر منصوص عليهم بأسمائهم!! و*لا ندري إن لم يكن هذا هو*التناقض بعينه فماذا يكون التناقض إذن ؟!
    و*أما أحمد بن أبي عبد الله البرقي الذي روى الحديث عن أبي هاشم، فقال عنه النجاشي في رجاله (ص59): [ كان ثقة في نفسه، يروي عن الضعفاء و*اعتمد المراسيل ] و*بمثل ذلك وصفه الطوسي في الفهرست فقال: [ كان ثقة في نفسه إلا أنه أكثر الرواية عن الضعفاء و*اعتمد المراسيل ] و*قال عنه ابن الغضائري و*العلامة الحلي: [.. طعن عليه القميون و*ليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروي عنه فإنه كان لا يبالي عمن أخذ على طريقة أهل الأخبار و*كان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده من قم ].
    و*لعلنا عرفنا الآن لماذا روى مثل هذا الحديث الغريب عن أبي هاشم!! و*الأعجب من ذلك أن "أحمد البرقي" هذا كان ـ طبقا لما أورده الكافي في أصوله ـ من المتحيرين في المذهب أيضا، أي لم يكن يعلم من هو*الإمام بعد حضرة الحسن العسكري أو*أنه كان متحيرا في أصل مذهب التشيع، كما قال الفيض الكاشاني في كتابه الوافي (ج2/ص72): [ و*يستفاد من آخر هذا الخبر أن البرقي قد تحير في أمر دينه طائفة من من عمره! ]. و*إنه لأمر عجيب حقا أن يكون البرقي هذا، الذي كان معاصرا لأربعة من الأئمة، حيث كان من أصحاب حضرة الجواد و*مات سنة 280هـ أي بعد عشرين سنة من وفاة الإمام الحسن العسكري، و*الذي روى لنا عديدا من أحاديث النص على إمامة الأئمة الاثني عشر (راجع أصول الكافي: كتاب الحجة: باب ما جاء في الاثني عشر و*النص عليهم عليهم السلام) جعلناها نحن من أصول عقائدنا، و*يكون هو*بنفسه متيحرا في أمر دينه، و*هل هذا إلا كمن قال: أعمى يقود عميان!!
    أما متن الحديث فغني عن التعليق! و*نقترح أن يقدم لأساتذة الطب و*الوراثة ليفصلوا فيه! فقط نتساءل: ما فائدة شهادة الخضر في هذا المقام ؟ و*لو*كان قصد الخضر إثبات حقانية إمامة الأئمة و*لزومهما على الأمة فلماذا لم يلق حديثه في جمع من الناس، بعد أن يعرفهم بنفسه، ثم يشهد بشهاداته تلك لتقوم الحجة على الناس؟ فلحن الرواية يفيد أنه لم يكن في مجلس الحديث سوى السائل والمسؤول، خاصة أنه لم يرو*أحد آخر هذا الحديث! [11]
    على كل حال كان غرضنا من ذكر هذا الحديث و*الذي قبله أن يعلم طلاب الحق أن هذا الحديث روي على لسان شخص لم يكن هو*نفسه يعرف من هو*الإمام بعد حضرة الهادي، و*أنه لم يكن أحد من أصحاب الأئمة حتى أقرب الناس إليهم يعرفون ابتداءً لمن ستكون الإمامة بعد رحيل إمام الوقت، بل حتى الأئمة أنفسهم لم يكونوا يعرفون من الإمام بعدهم، حيث كانوا يرون في شخص ما من أبنائهم أهلية الإمامة فيعهدون له بالإمامة من بعدهم ويخبرون بذلك شيعتهم، و*إذا بقدر الله و*قضائه يخلف ظنهم و*يموت المعهود إليه بالإمامة، في حال حياتهم، فيقولون بدا لِـلَّـه في اسماعيل و*جعل موسى مكانه، و*بدا لِـلَّـه في محمد بن علي و*جعل الحسن بن علي العسكري مكانه، و*هذا بحد ذاته حجة قاطعة على كذب و*بطلان كل أحاديث النص النبوي السابق على الأئمة الاثني عشر. [12]

    افتراق الشيعة إلى فرق مختلفة عـقـب وفاة كل إمام يبين كذب واختلاق أحاديث النص
    ألف علماء المسلمين كثيرا من الكتب عن الفرق الإسلامية و*الملل والنحل، و*لا شك أن بعضها لم يخل من التحيز و*التعصب لمذهب المؤلف والتحامل على مذاهب الخصوم كإلزامهم بما لا يقولون به أو*نسبة أباطيل إليهم. لذا فنحن في هذا المقام لن نرجع إلا إلى كتابين من كتب الفرق ألفهما عالمان من علماء الشيعة الإمامية الكبار الموثقين، لننقل عنهم حرفيا ما ذكروه من انشعابات و*حدوث فرق متعددة في أوساط الشيعة، ليتضح أنه لو*كان ثمة نص مشهور من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تعيين الأئمة لما وجدت كل هذه الفرق المختلفة في الشيعة.
    لا نعرف، من بين علماء الشيعة القدماء، من ألف كتبا، بقيت إلى يومنا هذا، في فرق المسلمين و*مللهم ونحلهم، سوى اثنين من العلماء المبرزين الكبار هما: 1 ـ سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي المتوفى سنة 301 هـ و*الذي يعد من أكابر محدثي الشيعة و*من مشايخ محمد بن جعفر بن قولويه في الرواية و*من أصحاب حضرة الإمام الحسن العسكري، حتى أن بعض الروايات تذكر لقاءه للإمام الحسن العسكري ولابنه حضرة القائم، و*إن كان هذا اللقاء يعتبر بنظر عدة من علماء الشيعة الكبار، مكذوبا و*موضوعا، لكن على أي حال لا يوجد أحد يشكك في نزاهة و*شخصية سعد بن عبد الله و*أنه من أكابر محدثي الشيعة الإمامية وفقهائهم الموثوقين، و*قد ألف لنا كتابا هاما في الفرق و*النحل سماه: "*المقالات و*الفرق ".
    2 ـ و*الثاني هو*أبو*محمد الحسن بن موسى النوبختي المتوفى فيما بين سنة 300 و*310 هـ و*الذي كان من أفاضل الشيعة و*كبار علمائهم أيضا و*من عائلة عرفت كلها بالعلم و*الفضل في أوساط الشيعة، و*قد ترك لنا كتابا هاما أيضا في الفرق خصصه لذكر فرق الشيعة فقط و*سماه: " فرق الشيعة ".
    و*نحن سنذكر فيما يلي خلاصة ما ذكره المؤلفان في كتابيهما المذكورين في بيان الفرق التي وجدت في الشيعة ليكون ذلك دليلا آخر على أنه لو*كان هناك نص أو*نصوص نبوية سابقة على ذلك النحو*و*الصورة التي يدعونها لما أمكن أن تنشأ كل هذه الفرق المتعددة و*المختلفة بين الشيعة أنفسـهم . قالا:
    [ افترقت الأمة عقب وفاة رسول الله(صلّىاللّه عليه وآله) إلى ثلاث فرق: 1ـ فرقة منها سميت الشيعة و*هم شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام و*اتبعوه و*لم يرجعوا إلى غيره. و*منهم افترقت صنوف الشيعة كلها. 2ـ و*فرقة منهم ادعت الإمرة و*السلطان، و*هم الأنصار و*دعوا إلى عقد الأمر لسعد بن عبادة الخزرجي، 3ـ و*فرقة مالت إلى بيعة أبي بكر بن أبي قحافة.. و*تنازعت الفرقتان الأخيرتان ثم رجع أغلب الأنصار و*من تابعهم إلى أمر أبي بكر.
    و*عقب مقتل عثمان بايع الناس عليا فسموا الجماعة، ثم افترقوا بعد ذلك فصاروا ثلاث فرق: 1ـ فرقة أقامت على ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام. 2ـ و*فرقة اعتزلته مع سعد بن أبي وقاص و*عبد الله بن عمر و*محمد بن مسلمة الأنصاري و*أسامة بن زيد فامتنعوا عن محاربته و*المحاربة معه. 3ـ و*فرقة خالفته و*قامت عليه و*هم طلحة و*الزبير و*عائشة و*أنصارهم، فـقاتلهم علي عليه السلام و*هزمهم، و*هم أهل الجمل. و*هرب منهم قوم إلى معاوية و*صاروا معه في المطالبة بدم عثمان، و*حاربوا عليا عليه السلام و*هم أهل صفين.
    ثم خرجت فرقة ممن كان مع علي عليه السلام، و*خالفته بعد تحكيم الحكمين بينه و*بين معاوية و*أهل الشام و*كفَّروا عليا و*تبرؤا منه وسموا الخوارج و*منهم افترقت فرق الخوارج كلها.
    فلما قُتِلَ علي التقت الفرقة التي كانت معه و*الفرقة التي كانت مع طلحة و*الزبير و*عائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان إلا القليل منهم من شيعته و*من قال بإمامته بعد النبي صلى الله عليه وآله و*هم السواد الأعظم و*أهل الحشو*و*أتباع الملوك و*أعوان كل من غلب، أعني الذين التقوا مع معاوية فسموا جميعا " المرجئة " لأنهم تولوا المختلفين جميعا و*زعموا أن أهل القبلة كلهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالإيمان و*رجوا لهم جميعا المغفرة. و*افترقت ( المرجئة ) بعد ذلك فصارت إلى أربع فرق: الجهمية و*هم مرجئة أهل خراسان، و*الغيلانية و*هم مرجئة أهل الشام، و*الماصرية و*هم مرجئة أهل العراق منهم " أبو*حنيفة " و*نظراؤه، و*"الشكاك" أو*" البترية " أصحاب الحديث منهم " سفيان بن سعيد الثوري " و*"شريك بن عبد الله" و*" ابن أبي ليلى " و*" محمد بن إدريس الشافعي" و*"مالك بن أنس" و*نظراؤهم من أهل الحشو*و*الجمهور العظيم و*قد سموا (الحشوية).
    فقالت أوائلهم في الإمامة: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من الدنيا ولم يستخلف على دينه من يقوم مقامه في لم الشعث، و*جمع الكلمة، و*السعي في أمور الملك و*الرعية، و*إقامة الهدنة و*تأمير الأمراء و*تجييش الجيوش، و*الدفع عن بيضة الإسلام، و*تعليم الجاهل و*إنصاف المظلوم، و*جوَّزوا فعل هذا الفعل لكل إمام أقيم بعد الرسول صلى الله عليه وآله.
    ثم اختلف هؤلاء فقال بعضهم: على الناس أن يجتهدوا آراءهم في نصب الإمام و*جميع حوادث الدين و*الدنيا إلى اجتهاد الرأي، و*قال بعضهم: الرأي باطل و*لكن الله عز و*جل أمر الخلق أن يختاروا الإمام بعقولهم.
    و*شذت طائفة من المعتزلة عن قول أسلافها فزعمت أن النبي صلى الله عليه وآله نص علىى صفة الإمام و*نعته و*لم ينص على اسمه و*نسبه، و*هذا قول أحدثوه قريبا.
    و*كذلك قالت جماعة من أهل الحديث هربت حين عضَّها حِجَاج الإمامية و*لجأت إلى أن النبي صلى الله عليه وآله نص على أبي بكر بأمره إياه بالصلوة، و*تركت مذهب أسلافها في أن المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله قالوا: رضينا لدنيانا بإمام رضيه رسول الله صلى الله عليه وآله لديننا.
    و*اختلف أهل الإهمال ( أي القائلون أن الرسول لم يستخلف أحدا ) في إمامة الفاضل و*المفضول، إذا كانت في الفاضل علة تمنع إمامته، و*وافق سائرهم أصحاب النص على أن الإمامة لا تكون إلا للفاضل المتقدم.
    ثم اختلفوا جميعا في القول بالإمامة و*أهلها فقالت ( البترية ) و*هم أصحاب ( الحسن بن صالح بن حي ) و*من قال بقوله أن عليا عليه السلام هو*أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله و*أولاهم بالإمامة، و*أن بيعة أبي بكر ليست بخطأ، و*وقفوا في عثمان و*ثبتوا حزب علي عليه السلام، و*شهدو*اعلى مخالفيه بالنار، و*اعتـلُّوا بأن عليا عليه السلام سلم لهما ذلك فهو*بمنزلة رجل كان له على رجل حق فتركه له.
    و*قال " سليمان بن جرير الرقي " و*من قال بقوله أن عليا عليه السلام كان الإمام و*أن بيعة أبي بكر و*عمر كانت خطأً و*لا يستحقان اسم الفسق عليها من قبل التأويل لأنهما تأولا فأخطآ، و*تبرؤا من عثمان فشهدوا عليه بالكفر ومحارب علي عليه السلام عندهم كافر.
    و*قال " ابن التمار " و*من قال بقوله: إن عليا عليه السلام كان مستحقا للإمامة و*إنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، و*إن الأمة ليست بمخطئة خطأ إثم في توليتها أبا بكر و*عمر و*لكنها مخطئة بتركة الأفضل، و*تبرؤا من عثمان و*من محارب علي عليه السلام و*شهدوا عليه بالكفر.
    و*قال ( الفضل الرقاشي ) و*( أبو*شمر ) و*( غيلان بن مروان ) و*(جهم بن صفوان) و*من قال بقولهم من المرجئة: إن الإمامة يستحقها كل من قام بها إذا كان عالما بالكتاب و*السنة و*أنه لا تثبت الإمامة إلا بإجماع الأمة كلها.
    و*قال أبو*حنيفة و*سائر المرجئة: لا تصلح الإمامة إلا في قريش، كل من دعا منها إلى الكتاب و*السنة و*العمل بالعدل وجبت إمامته و*وجب الخروج معه و*ذلك للخبر الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الأئمة من قريش.
    و*قالت الخوارج كلها إلا النجدية منهم: الإمامة تصلح في أفناء الناس، كل من كان منهم قائما بالكتاب و*السنة عالما بهما، و*إن الإمامة تثبت بعقد رجلين.
    و*قالت النجدية من الخوارج: الأمة غير محتاجة إلى إمام و*لا غيره، وإنما علينا و*على الناس أن نقيم كتاب الله عزوجل فيما بيننا.
    و*قالت المعتزلة: إن الإمامة يستحقها كل من كان قائما بالكتاب والسنة، فإذا اجتمع قرشي و*نبطي و*هما قائمان بالكتاب و*السنة، و*لينا القرشي، والإمامة لا تكون إلا بإجماع الأمة و*اختيار و*نظر.
    و*قال " ضرار بن عمرو*": إذا اجتمع قرشي و*نبطي ولينا النبطي وتركنا القرشي، لأنه أقل عشيرة و*أقل عددا، فإذا عصى الله و*أردنا خلعه كانت شوكته أهون، و*إنما قلت ذلك نظرا للإسلام.
    و*قال إبراهيم النظَّام و*من قال بقوله: الإمامة تصلح لكل من كان قائمابالكتاب و*السنة لقول الله عزوجل: إن أكرمكم عند الله أتقاكم. (الحجرات: 13 ). و*زعم أن الناس لا يجب عليهم فرض الإمامة إذا هم أطاعوا الله و*أصلحوا سرائرهم و*علانيتهم فإنهم لن يكونوا كذا إلا و*عَلَمُ الإمام قائم باضطرار يعرفون عينه، فعليهم اتباعه و*لن يجوز أن يكلفهم الله عزوجل معرفته ولم يضع عندهم علمه فيكلفهم المحال.
    و*قالوا في عقد المسلمين الإمامة لأبي بكر: إنهم قد أصابوا ذلك و*إنه كان أصلحهم في ذلك الوقت، و*اعتلوا في ذلك بالقياس و*بخبر تأوَّلوه... ][1] .

    ثم ذكرا سائر أقوال الفرق في الإمامة مما لا نحتاج لذكره هنا لأن قصدنا هو*ذكر انقسامات الشيعة و*فرقهم و*شرح اختلافاتهم في الإمامة لذا نتجه لذكر ما قالاه في هذا المجال مع رعاية الاختصار، قالا:
    [ فجميع أصول الفرق كلها الجامعة لها أربعة فرق: الشيعة و*المرجئة والمعتزلة و*الخوارج.
    فأول الفرق الشيعة، و*هي فرقة علي بن أبي طالب رضوان الله عليه المُسمَّوْن بشيعة علي في زمان النبي صلى الله عليه وآله و*بعده معروفون بانقطاعهم إليه و*القول بإمامته، منهم المقداد بن الأسود الكندي، و*سلمان الفارسي، وأبو*ذر جندب بن جنادة الغفاري و*عمار بن ياسر، المؤثرون طاعته، المؤتمون به وغيرهم ممن وافق مودته مودة علي بن أبي طالب. فلما قَبَضَ الله نبيه صلى الله عليه وآله افترقت فرقة الشيعة فصاروا في الإمامة ثلاث فرق:
    1ـ فرقة منهم قالت أن علي بن أبي طالب إمام و*مفروض الطاعة من الله و*رسوله بعد رسوله صلى الله عليه وآله واجب على الناس القبول منه و*الأخذ منه لا يجوز لهم غيره و*أن النبي صلى الله عليه وآله نص عليه باسمه و*نسبه و*قلد الأمة إمامته و*عقد له عليهم إمرة المؤمنين... و*قالوا لا بد مع ذلك أن تكون تلك الإمامة دائمة جارية في عقبه إلى يوم القيامة، تكون في ولده من ولد فاطمة بنت رسول الله يقوم مقامه أبدا رجل منهم معصوم من الذنوب طاهر من العيوب...
    2ـ و*فرقة قالت أن عليا رحمة الله عليه كان أولى الناس بعد رسول الله بالناس، لفضله و*سابقته و*قرابته و*علمه، و*هو*أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم و*أسخاهم.. و*أجازوا مع ذلك خلافة أبي بكر و*عمر، رأوهما أهلا لذلك المكان و*المقام. احتجوا في ذلك بأن زعموا أن عليا سلم لهما الأمر و*رضي بذلك و*بايعهما طائعا غير مكره و*ترك حقه لهما، فنحن راضون كما رضي المسلمون له و*لمن تابع لا يحل لنا غير ذلك و*لا يسع أحد إلا ذلك، و*أن ولاية أبي بكر صارت رشدا و*هدى لتسليم علي صلى الله عليه له ذلك و*رضاه و*لولا رضاه و*تسليمه لكان أبو*بكر مخطئا ضالا هالكا و*هم أوائل البترية.
    و*خرجت من هذه الفرقة فرقة و*قالوا: علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله لقرابته و*سابقته و*علمه، و*لكن كان جائزا للناس أن يولوا عليهم غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجزئا ( أي منفذا لأحكام شرع الله ) أحب ذلك عليٌّ أم كرهه، فولاية الوالي الذي ولوه على أنفسهم برضا منهم رشد و*هدى و*طاعة لله، فإذا اجتمعت الأمة على ذلك و*توالت و*رضيت به فقد ثبتت إمامته و*استوجب الخلافة، فمن خالفه من قريش و*بني هاشم عليٌّ كان أو*غيره من الناس، فهو*كافر ضال هالك.
    3ـ و*فرقة منهم يسمون الجارودية أصحاب الجارود زياد بن المنذر بن زياد الأعجمي، فقالوا بتفضيل علي، و*لم يروا مقامه لأحد سواه، و*زعموا أن من دفع عليا من هذا المقام فهو*كافر، و*أن الأمة كفرت و*ضلت بتركها بيعته، ثم جعلوا الإمامة بعده في الحسن بن علي ثم في الحسين بن علي ثم هي شورى بين أولادهما، فمن خرج منهم و*شهر سيفه و*دعا إلى نفسه فهو*مستحق للإمامة، وهاتان الفرقتان هما المنتحلتان أمر زيد بن علي بن الحسين و*أمر زيد بن الحسن بن الحسن بن علي و*منهما تشعبت فرق الزيدية.
    و*زعمت هذه الفرق أن الأمر كان بعد رسول الله لعلي صلى الله عليه ثم للحسن ثم للحسين نص من رسول الله و*صية منه إليهم واحدا بعد واحد، فلما مضى الحسين بن علي صارت في واحد من أولادهما إلى علي بن الحسين والحسن بن الحسن لا يخلو*من أحدهما إلا أنهم لا يعلمون أيا من أي، و*أن الإمامة بعدهما في أولادهما، فمن ادعاها من ولد الحسين بن علي و*من ولد علي بن الحسين و*زعم أنها لولد الحسين بن علي دون ولد الحسن بن الحسن، فإن إمامته باطلة و*أنه ضال مضل هالك، و*أن من أقر من ولد الحسين و*الحسن أن الإمامة تصلح في ولد الحسن و*الحسين و*من رضوا به و*اتفقوا عليه و*بايعوه جاز أن يكون إماما، و*من أنكر ذلك منهم و*جعلها في ولد أحد منهما لا يصلح للإمامة، و*هو*عندهم خارج من الدين. و*بعد مضي الحسين بن علي لا تثبت (الإمامة لمن ادعاها من ولد الحسن أو*الحسين) إلا باختيار ولد الحسن و*الحسين وإجماعهم على رجل منهم و*رضاهم به و*خروجه بالسيف، و*يجوز أن يكون منهم أئمة عداد في وقت واحد لكنهم أئمة دعاة إلى الإمام الرضا منهم، و*أن الإمام الذي إليه الأحكام و*العلوم يقوم مقام رسول الله و*هو*صاحب الحكم في الدار كلها و*هو*الذي يختاره جميعهم و*يرضون به و*يجمعون على ولايته، وجميع فرق الزيدية مذاهبهم في الأحكام و*الفرائض و*المواريث مذاهب العامة.
    (فرق الشيعة بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام) [2]
    فلما قتل عليٌّ صلوات الله عليه افترقت (الفرقة الأولى منها) التي أثبتت له الإمامة له من الله و*رسوله فرضا واجبا فصاروا فرقا ثلاثة:
    1ـ فرقة منها قالت أن عليا لم يقتل و*لم يمت و*لا يموت حتى يملك الأرض و*يسوق العرب بعصاه و*يملأ الأرض قسطا و*عدلا، كما ملئت ظلما وجورا، و*هي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي من هذه الأمة، وأول من قال منها بالغلو*و*هذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو*عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني و*ساعده على ذلك عبد الله بن حرس وابن أسود، و*هما من أجلة أصحابه، و*كان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر و*عثمان من الصحابة و*تبرأ منهم، و*ادعى أن عليا عليه السلام أمره بذلك، وأن التقية لا تجوز و*لا تحل، فأخذه علي فسأله عن ذلك ؟ فأقر به، و*أمر بقتله، فصاح إليه الناس من كل ناحية يا أمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو*إلى حبكم أهل البيت و*إلى ولايتك و*البراءة من أعدائك ؟ فسيره عليٌّ إلى المدائن، و*حكى جماعة من أهل العالم: أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم و*والى عليا، وكان يقول و*هو*على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في عليٍّ بمثل ذلك، و*هو*أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي بن أبي طالب، و*أظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه و*أكفرهم، فمن ها هنا قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية، و*لما بلغ ابن سبأ و*أصحابه نعيَ عليٍّ و*هو*بالمدائن و*قدم عليهم راكب فسأله الناس، فقال ما خبر أمير المؤمنين ؟ قال: ضربه أشقاها ضربة قد يعيش الرجل من أعظم منها ويموت من وقتها، ثم اتصل خبر موته فقالوا للذي نعاه: كذبت يا عدو*الله! لو*جئتنا و*الله بدماغه ضربة، فأقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك، و*لعلمنا أنه لم يمت و*لم يقتل، و*أنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، و*يملك الأرض، ثم مضوا من يومهم حتى أناخوا بباب علي فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحياته الطامع في الوصول إليه، فقال لهم من حضره من أهله و*أصحابه و*ولده، سبحان الله أما علمتم أن أمير المؤمنين قد استشهد ؟ قالوا: إنا لنعلم أنه لم يقتل و*لا يموت حتى يسوق العرب بسيفه وسوطه كما قادهم بحجته و*برهانه، و*أنه ليسمع النجوى و*يعرف تحت الديار المقفل و*يلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام، فهذا مذهب السبئية و*مذهب الحربية و*هم أصحاب عبد الله بن عمر بن الحرب الكندي في علي عليه السلام، و*قالوا بعد ذلك في علي أنه إله العالمين و*أنه توارى عن خلقه سخطا منه عليهم و*سيظهر.
    2ـ و*فرقة قالت بإمامة محمد بن عليّ بن أبي طالب ابن الحنفية بعد علي لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة دون أخويه الحسن و*الحسين عليهما السلام، فسموا الكيسانية و*هم المختارية، و*إنما سُمُّوا بذلك لأن رئيسهم الذي دعاهم إلى ذلك المختار بن أبي عبيدة الثقفي، و*كان لقبه كيسان، و*هو*الذي طلب بدم الحسين بن علي و*ثأره حتى قَتَلَ قَتَلَتَهُ و*من قدر عليه ممن حاربه، وقتل عبيد الله بن زياد و*عمر بن سعد و*ادعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك، و*أنه الإمام بعد أبيه... و*هؤلاء ساقوا الإمامة بعده إلى ابنه عبد الله أبي هاشم و*بعده إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
    3ـ و*فرقة لزمت القول بإمامة الحسن بن علي بعد أبيه إلا شرذمة قليلة منهم فإنه لما وادع الحسن بن علي معاوية و*أخذ منه المال الذي بعث له إليه على الصلح أزروا على الحسن و*طعنوا فيه و*خالفوه و*رجعوا عن إمامته و*شكوا فيها و*دخلوا في مقالة جمهور الناس، و*بقي سائرهم على القول بإمامته إلى أن قتل صلوات الله عليه. فقالوا بإمامة أخيه الحسين بن علي فلم يزالوا على ذلك حتى قتل الحسين، فلما قتل الحسين حارت فرقة من أصحابه و*قالوا: قد اختلف علينا فعل الحسن و*فعل الحسين، لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقا واجبا صوابا من موادعته معاوية و*تسليمه الخلافة له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة أنصار الحسن و*قوته فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم و*كثرة أصحاب يزيد حتى قتل و*قتل أصحابه جميعا، خطأ باطل غير واجب، فشكوا لذلك في إمامتهما فدخلوا في مقالة العوام و*مذاهبهم و*بقي سائر الناس أصحاب الحسين على القول بإمامته حتى مضى. فلما مضى افترقوا بعده ثلاث فرق:
    فرقة قالت بإمامة محمد بن عليّ بن أبي طالب بن الحنفية و*زعمت أنه لم يبق بعد الحسن و*الحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب من محمد ابن الحنفية فهو*أولى الناس بالإمامة كما كان الحسين أولى بعد الحسن من ولد الحسن، فمحمد هو*الإمام بعد الحسين. و(منهم) فرقة قالت أن محمد بن الحنفية هو*الإمام المهدي و*هـو*وصيُّ عليّ، ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه و*لا يخرج عن إمامته و*لا يشهر سيفه إلا بإذنه، و*إنما خرج الحسن إلى معاوية محاربا له بإذنه، و*وادعه و*صالحه بإذنه، و*خرج الحسين إلى قتال يزيد بن معاوية بإذنه، ولو*خرجا بغير إذنه هلكا و*ضلا، وهم المختارية الخلص و*يدعون الكيسانية وهم يقولون بالتناسخ و*يزعمون أن الإمامة جرت في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم في ابن الحنفية و*معنى ذلك أن روح الله صارت في النبي و*روح النبي صارت في علي و*روح علي صارت في الحسن (و*هكذا روح كل إمام تحل في الذي بعده)... و*يزعمون أن الصلاة في اليوم و*الليلة خمس عشرة صلوة كل صلوة سيع عشرة ركعة و*كلهم لا يصلون!
    و*زعم صنف منهم أنهم ( أي الأئمة ) أربعة أسباط بهم يسقى الخلق الغيث و*يقاتل العدو*و*تظهر الحجة و*تموت الضلالة، من تبعهم لحق و*من تأخر عنهم محق، و*إليهم المرجع و*هم كسفينة نوح من دخلها صدق و*نجا و*من تأخر عنها غرق.. ][3]

    و*الفرق القائلة بإمامة محمد بن الحنفية كثيرة و*صارت طوائف عديدة لكل طائفة مقالة، فصل الأشعري في ذكرها نختصر منها ما يلي:
    [ منها طائفة قالت بإمامة عبد الله بن عمرو*بن حرب الكندي الشامي بعد أبي هاشم بن محمد بن الحنفية و*قالت بالغلو*والتناسخ، و*فرقة قالت أن محمد بن الحنفية حي لم يمت بل غاب عن الأنظار و*هو*مقيم في جبال رضوى بين مكة و*المدينة.. و*أنه سيرجع و*يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما و*جورا، وجماعة منهم قالوا بالرجعة إلخ..
    و*جماعة صاروا من أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي و*زعموا أنه لا بد من رسولين في كل عصر و*لا تخلو*الأرض منهما: واحد ناطق و*آخر صامت، فكان محمد صلى الله عليه وآله ناطقا و*علي صامتا، وتأولوا في ذلك قول الله: ثم أرسلنا رسلنا تترى، ثم ارتفعوا عن هذه المقالة إلى أن قال بعضهم هما آلهة، ثم إنهم افترقوا لما بلغهم أن جعفر بن محمد عليه السلام لعنهم ولعن أبا الخطاب و*برئ منه و*منهم، فصاروا أربع فرق، فرقة منهم قالت أن جعفر بن محمد هو*الله و*أن أبا الخطاب نبي مرسل أرسله جعفر و*أمر بطاعته! وأباحوا المحارم كلها من الزنا و*اللواط والسرقة و*شرب الخمور... و*من أتباع أبي الخطاب سموا المخمسة لأنهم زعموا أن الله عز و*جل هو*محمد و*أنه ظهر في خمسة أشباح و*خمس صور مختلفة أي ظهر في صورة محمد و*علي و*فاطمة والحسن و*الحسين، و*زعموا أن أربعة من هذه الخمسة تلتبس لا حقيقة لها والمعنى شخص محمد و*صورته لأنه أول شخص ظهر و*أول ناطق نطق، لم يزل بين خلقه موجودا بذاته يتكوَّن في أي صورة شاء، يظهر لخلقه في صور شتى من صورة الذكران و*الإناث و*الشيوخ و*الشباب إلخ... و*زعموا أن محمدا ( أي تلك الحقيقة المحمدية الإلهية التي كانت أول شخص ظهر و*أول ناطق نطق!) كان آدم و*نوح و*إبراهيم و*موسى و*عيسى، لم يزل ظاهرا في العرب و*العجم، وكما أنه في العرب ظهر كذلك هو*في العجم ظاهر في صورة غير صورته في العرب، في صورة الأكاسرة و*الملوك الذين ملكوا الدنيا و*إنما معناهم محمد لا غيره تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. و*أنه كان يظهر نفسه لخلقه في كل الأدوار والدهور، و*أنه تراءى لهم بالنورانية فدعاهم إلى الإقرار بوحدانيته، فأنكروه، فتراءى لهم من باب النبوة و*الرسالة فأنكروه، فتراءى لهم من باب الإمامة فقبلوه، فظاهر الله عزوجل عندهم الإمامة و*باطنه الله الذي معناه محمد... و*له باب هو*سلمان...[4] ( إلى آخر خرافاتهم ) ]. ثم قالا:

  • #2
    فرق الشيعه بعد شهادة الحسين رضي الله عنه

    [ و*أما الشيعة العلوية الذين قالوا بفرض الإمامة لعلي بن أبي طالب من الله و*رسوله، فإنهم ثبتوا على إمامته ثم إمامة الحسن ابنه من بعده، ثم إمامة الحسين من بعد الحسن، ثم افترقوا بعد قتل الحسين رحمة الله عليه فرقا:
    فنزلت فرقة منهم إلى القول بإمامة ابنه علي بن الحسين يسمَّى بسيد العابدين، و*كان يكنَّى بأبي محمد و*يكنَّى بأبي بكر و*هي كنيته الغالبة عليه، فلم تزل مقيمة على إمامته حتى توفي رحمة الله عليه.
    و*فرقة قالت: انقطعت الإمامة بعد الحسين، إنما كانوا ثلاثة أئمة (أي علي و*الحسن و*الحسين) مسمين بأسمائهم استخلفهم رسول الله صلى الله عليه وآله و*أوصى إليهم و*جعلهم حججا على الناس و*قواما بعده واحدا بعد واحد، فقاموا بواجب الدين و*بينوه للناس حتى استغنوا عن الإمام بما أوصلوا إليهم من علوم رسول الله، فلا يثبتون إمامة لأحد بعدهم و*ثبتوا رجعتهم لا لتعليم الناس أمور دينهم و*لكن لطلب الثأر و*قتل أعدائهم و*المتوثبين عليهم الآخذين حقوقهم وهذا معنى خروج المهدي عندهم و*قيام القائم.
    و*فرقة قالت: إن الإمامة صارت بعد مضي الحسين في ولد الحسن والحسين في جميعهم، فهي فيهم خاصة دون سائرهم من ولد علي، و*هم كلهم فيها شرع سواء لا يعلمون أيا من أي، فمن قام منهم و*دعا إلى نفسه و*جرد سيفه فهو*الإمام المفروض الطاعة بمنزلة عليّ بن أبي طالب موجوبة إمامته من الله على أهل بيته و*سائر الناس كلهم، و*إن كانت دعوته و*خطبه للرضا من آل محمد عليه الصلاة والسلام فهو*الإمام، فمن تخلف عنه عند قيامه و*دعائه إلى نفسه من جميع أهل بيته و*جميع الخلق فهو*كافر، و*من ادعى منهم الإمامة و*هو*قاعد في بيته مرخى عليه ستره فهو*كافر مشرك ضال هو*و*كل من اتبعه على ذلك و*كل من قال بإمامته و*دان بها، و*هؤلاء فرقة من فرق الزيدية يسمون السرحوبية ويسمون الجارودية، و*هم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر و*إليه نسبت الجارودية، وأصحاب أبي خالد يزيد بن أبي خالد الواسطي...] .
    و*ذكرا من الزيدية فرقا مختلفة في أقوالها: كالصباحية و*اليعقوبية و*العجلية و*البترية و*المغيرية.. إلخ. ثم قالا:
    (فرق الشيعة بعد وفاة الإمام السجاد عليه السلام)
    [ و*أما الذين أثبتوا الإمامة لعلي بن أبي طالب ثم للحسن ابنه ثم للحسين ثم لعلي بن الحسين، فإنهم نزلوا بعد وفاة علي بن الحسين إلى القول بإمامة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين باقر العلم و*أقاموا على إمامته إلى أن توفي رضوان الله عليه إلا نفرا يسيرا، فإنهم سمعوا رجلا منهم يُقَال له عمر بن الرياح زعم أنه سأل أبا جعفر عن مسألة فأجابه عليها بجواب ثم عاد إليه في عام آخر فزعم أنه سأله تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأول، فقال لأبي جعفر: هذا خلاف ما أجبتني فيه في هذه المسألة عامك الماضي!، فذكر أنه قال له: إن جوابنا ربما خرج على وجه التقية، فشك في أمره و*رجع عن إمامته و*قال لا يكون إماما من يفتي بالباطل على شيء من الوجوه و*لا في حال من الأحوال.. فمال بسببه إلى قول البترية و*مال معه نفر يسير [1] .
    (فرق الشيعة بعد وفاة الإمام محمد الباقر عليه السلام)
    و*بقي سائر أصحاب أبي جعفر محمد بن علي الباقر على القول بإمامته حتى توفي سنة 114 هـ، فلما توفي افترقت فرقته فرقتين: 1ـ فرقة منها قالت بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب الخارج بالمدينة المقتول بها، و*زعموا أنه القائم المهدي و*أنه الإمام، و*أنكروا قتله وموته، و*قالوا هو*حي لم يمت مقيم في جبل يقال له العلمية، و*هو*الجبل الذي في طريق مكة نجد الحائر على يسار الطريق، فهو*عندهم مقيم فيه حتى يخرج.
    2ـ و*الفرقة الأخرى نزلت إلى القول بإمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد فلم يزل يأتيه على إمامته أيام حياته، غير نفر منهم يسير، فإنهم لما أشار جعفر بن محمد إلى إمامة ابنه اسماعيل ثم مات اسماعيل في حياة أبيه رجع بعضهم عن إمامته و*قالوا: كذبنا جعفر و*لم يكن إماما، لأن الإمام لا يكذب و*لا يقول ما لا يكون، و*حكوا عن جعفر أنه قال: إن الله بدا له في إمامة اسماعيل فأنكروا البداء و*المشية من الله، و*قالوا هذا باطل لا يجوز و*مالوا إلى مقالة البترية و*مقالة سليمان بن جرير.
    و*سليمان بن جرير هو*الذي قال لأصحابه لهذا السبب: إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما على كذب من أئمتهم أبدا وهما القول: بالبداء و*إجازة التقية، فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من رعيتها في العلم فيما كان ويكون و*الإخبار بما يكون في غد، فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه، قالوا لهم: ألم نعلمكم أن هذا يكون ؟ فنحن نعلَّم من قِبَلِ الله ما عُلِّمَتْه الأنبياء، و*إن لم يكن ذلك الشيء قالوا: بدا لله في ذلك فلم يُكَوِّنه! و*أما التقيّة فلما كثرت على أئمتهم مسائل شيعتهم في الحلال و*الحرام وغير ذلك من صنوف أبواب الدين، فأجابوهم فيها و*حفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوه و*كتبوه و*دونوه، و*لم يحفظ أئمتهم تلك الأجوبة لتقادم العهد وتفاوت الأوقات، لأن مسائلهم لم ترد في يوم واحد و*لا في شهر واحد بل في سنين متباعدة و*شهور متباينة.. فوقع في أيديهم في المسألة الواحدة عدة أجوبة مختلفة متضادة، فلما وقفوا على ذلك منهم ردوا إليهم هذا الاختلاف و*التخليط في جواباتهم، و*سألوهم عنه و*أنكروه عليهم، فقالت أئمتهم: إنما أجبنا بهذا للتقية ولنا أن نجيب بما أجبنا و*كيف شئنا لأن ذلك إلينا و*نحن أعلم بما يصلحنا و*ما فيه بقاؤنا و*بقاؤكم و*كف عدونا و*عدوكم عنا و*عنكم [2] ، فمتى يظهر من هؤلاء على كذب ؟ و*متى يعرف حق من باطل ؟ فمال إلى سليمان بن جرير لهذا القول جماعة من أصحاب جعفر و*تركوا القول بإمامة جعفر.
    (فرق الشيعة بعد وفاة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام)
    فلما توفي أبو*عبد الله جعفر بن محمد افترقت بعده شيعته ست فرق:
    1ـ ففرقة منها قالت إن جعفر بن محمد حي لم يمت و*لا يموت حتى يظهر و*يلي أمر الناس، و*هو*القائم المهدي، و*زعموا أنهم رووا عنه أنه قال: إن رأيتم رأسي قد أهوى عليكم من جبل فلا تصدقوه فإني أنا صاحبكم! و*هذه الفرقة تسمى الناووسية لرئيس كان لهم من أهل البصرة يقال له فلان بن الناووس.
    2ـ و*فرقة زعمت أن الإمام بعد جعفر ابنه اسماعيل بن جعفر، و*أنكرت موت اسماعيل في حياة أبيه، و*قالوا كان ذلك على جهة التلبيس على الناس لأنه خاف فغيَّبَه عنهم، و*زعموا أن اسماعيل لا يموت حتى يملك الأرض و*يقوم بأمر الناس، و*أنه هو*القائم لأن أباه أشار إليه بالإمامة بعده و*قلدهم ذلك له، وأخبرهم أنه صاحبهم، و*الإمام لا يقول إلا الحق، فلما أظهر موته علمنا أنه قد صدق و*أنه القائم لم يمت، و*هذه الفرقة هم الاسماعيلية الخالصة، و*أم اسماعيل و*عبد الله ابني جعفر فاطمة بنت الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب.
    3ـ و*فرقة ثالثة زعمت أن الإمام بعد جعفر، محمد بن اسماعيل بن جعفر، و*أمه أم ولد و*قالوا أن الأمر كان لاسماعيل في حياة أبيه فلما توفي قبل أبيه جعل جعفر بن محمد الأمر لمحمد بن اسماعيل و*كان الحق له، و*لا يجوز غير ذلك لأنها لا تنتقل من أخ إلى أخ بعد حسن و*حسين، و*لا تكون إلا في الأعقاب.
    أما الاسماعيلية الخالصة فهم الخطابية أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع لعنه الله، و*قد دخلت منهم فرقة في فرقة محمد بن اسماعيل و*أقروا بموت اسماعيل في حياة أبيه و*كانت الخطابية الرؤساء منهم قتلوا مع أبي الخطاب، و*كانوا قد لزموا المسجد بالكوفة و*أظهروا التعبد و*كانوا يدعون إلى أمرهم سرا فبلغ خبرهم عيسى بن موسى عامل أبي جعفر المنصور على الكوفة و*أنهم قد أظهروا الإباحات و*دعوا الناس إلى نبوّة أبي الخطاب، فبعث إليهم رجلا من أصحابه في خيل و*رجالة ليأخذهم و*يأتيه بهم فامتنعوا عليه وحاربوه فقتلهم جميعا و*كانوا سبعين رجلا و*لم يفلت منهم إلا رجل واحد هو*أبو*خديجة سالم بن مكرم... و*من القائلين بإمامة محمد بن اسماعيل فرقة عرفت بالقرامطة يقولون بسبعة من الأئمة: علي و*الحسن و*الحسين و*علي بن الحسين ومحمد بن علي و*جعفر بن محمد و*محمد بن اسماعيل الذي هو*الإمام القائم...
    4ـ و*قالت الفرقة الرابعة من أصحاب جعفر بن محمد أن الإمام بعد جعفر بن محمد ابنه محمد، و*أمه أم ولد يقال لها حميدة، كان هو*و*موسى واسحق بنو*جعفر لأم واحدة، فجعل هؤلاء الإمامة في محمد بن جعفر و*في ولده من بعده و*هذه الفرقة تسمى السميطية نسبة لرئيس لهم كان يقال له يحيى بن أبي السميط.
    5ـ و*الفرقة الخامسة منهم قالت الإمامة بعد جعفر في ابنه عبد الله بن جعفر، و*ذلك أنه كان عند مضي جعفر أكبر أولاده سنا و*جلس مجلس أبيه بعده، و*ادعى الإمامة و*وصية أبيه و*اعتلوا في ذلك بأخبار رويت عن جعفر وعن أبيه أنهما قالا: الإمامة في الأكبر من ولد الإمام إذا نصب، فمال إلى عبد الله وإمامته جل من قال بإمامة أبيه و*أكابر أصحابه،إلا نفر يسير عرفوا الحق، وامتحنوا عبد الله بالمسائل في الحلال و*الحرام و*الصلاة و*الزكاة و*الحج فلم يجدوا عنده علما، وهذه الفرقة القائلة بإمامة عبد الله بن جعفر هم المسمون بالفطحية، سموا بذلك لأن عبد الله كان أفطح الرأس و*قال بعضهم كان أفطح الرجلين.. و*مال عند موت جعفر و*القول بإمامة عبد الله عامة مشايخ الشيعة و*فقهاؤها ولم يشكوا إلا أن الإمامة في عبد الله و*في ولده من بعده.
    فلما مات عبد الله و*لم يخلف ذكرا ارتاب القوم و*اضطربوا و*أنكروا ذلك فرجع عامة الفطحية، إلا القليل منهم، عن القول بإمامة عبد الله إلى القول بإمامة أخيه موسى بن جعفر. و*شذت منهم فرقة بعد وفاة موسى بن جعفر فادعت أن لعبد الله ( الأفطح ) ابنا ولد له من جارية يقال له محمد، و*أنه تحول بعد موت أبيه إلى خراسان فهو*مقيم بها و*أنه حي إلى اليوم و*أنه الإمام بعد أبيه و*هو*القائم المنتظر.
    6ـ و*قالت الفرقة السادسة أن الإمام موسى بن جعفر بعد أبيه و*أنكروا إمامة عبد الله و*خطَّؤوه في جلوسه مجلس أبيه و*ادعائه الإمامة، و*كان فيهم من وجوه أصحاب جعفر بن محمد مثل: هشام بن سالم الجواليقي، و*عبد الله بن أبي يعفور، و*عمر بن يزيد بياع السابري، و*محمد بن النعمان أبي جعفر الأحول مؤمن الطاق، و*عبيد بن زرارة بن أعين، و*جميل بن دراج، و*أبان بن تغلب، وهشام بن الحكم، و*غيرهم من وجوه شيعته و*أهل العلم منهم و*الفقه و*النظر، و*هم الذين قالوا بإمامة موسى بن جعفر عند وفاة أبيه، إلى أن رجع إليهم عامة أصحاب جعفر عند وفاة عبد الله، فاجتمعوا جميعا على إمامة موسى، إلا نفرا منهم فإنهم ثبتوا على إمامة عبد الله، ثم إمامة موسى بعده و*أجازوها في أخوين بعد أن لم يجز ذلك عندهم إلى أن مضى جعفر فيهم، مثل عبد الله بن بكير بن أعين، و*عمار بن موسى الساباطي، و*جماعة معهم، ثم إن جماعة من المؤتمّين بموسى بن جعفر اختلفوا في أمره و*شكوا في إمامته عند حبسه في المرة الثانية التي مات فيها في حبس هارون الرشيد، فصاروا خمس فرق:
    (فرق الشيعة بعد وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام)
    1ـ فرقة منها زعمت أنه مات في حبس هارون، و*كان محبوسا عند السندي بن شاهك، و*إن يحيى بن خالد البرمكي سمه في رطب و*عنب بعثه إليه فقتله، و*أن الإمام بعد أبيه علي بن موسى الرضا، فسميت هذه الفرقة القطعية لأنها قطعت على وفاة موسى و*إمامة علي بن موسى و*لم تشك في أمرها و*لا ارتابت، و*أقرت بموت موسى و*أنه أوصى إلى ابنه علي أشار إلى إمامته قبل حبسه و*مرت على المنهاج الأول.
    2ـ و*قالت الفرقة الثانية أن موسى بن جعفر لم يمت، و*أنه حي لا يموت حتى يملك شرق الأرض و*غربها و*يملأها كلها عدلا كما ملئت جورا و*أنه القائم المهدي، و*زعموا أنه لما خاف على نفسه القتل خرج من الحبس نهارا و*لم يره أحد و*لم يعلم به، و*أن السلطان و*أصحابه ادعوا موته و*موّهوا على الناس ولبّسوا عليهم برجل مات في الحبس فأخرجوه و*دفنوه في مقابر قريش، في القبر الذي يدعى أنه قبر موسى بن جعفر، و*كذبوا في ذلك، إنما غاب عن الناس واختفى. و*رووا في ذلك روايات عن أبيه جعفر: أنه قال: " هو*القائم المهدي فإن يدَهدَه رأسه من جبل فلا تصدقوا فإنه صاحبكم القائم ".
    3ـ و*قالت فرقة أنه القائم و*قد مات فلا تكون الإمامة لأحد من ولده ولا لغيرهم حتى يرجع فيقوم و*يظهر، و*زعموا أنه قد رجع بعد موته إلا إنه مختف في موضع من المواضع يعرفونه يأمر و*ينهى و*أن من يوثَّق من أصحابه يَلقونَه و*يَرونه.
    4ـ و*قالت فرقة منهم لا يُدْرَى أحي هو*أم ميت ؟ لأنا قد روينا فيه أخبارا كثيرة تدل على أنه القائم المهدي فلا يجوز تكذيبها، و*قد ورد علينا من خبر وفاته مثل الذي ورد علينا من خبر وفاة أبيه و*جده و*الماضين من آبائه في معنى صحة الخبر، فهو*أيضا مما لا يجوز رده و*إنكاره.. فوقفنا عند ذلك على إطلاق موته و*عن الإقرار بحياته، و*نحن مقيمون على إمامته لا نتجاوزها إلى غيره حتى يصح لنا أمره..
    5ـ و*فرقة منهم يقال لها الهسموية أصحاب محمد بن بشير مولى بني أسد من أهل الكوفة، قالت إن موسى بن جعفر لم يمت و*لم يحبس، و*أنه غاب واستتر، و*هو*القائم المهدي، و*أنه في وقت غيبته استخلف على الأمة محمد بن بشير و*جعله وصيه و*أعطاه خاتمه و*علمه جميع ما يحتاج إليه رعيته... فهو*الإمام، و*زعموا أن علي بن موسى و*كل من ادعى الإمامة من ولده و*ولد موسى بن جعفر فمبطلين كاذبين، غير طيبي الولادة و*نفوهم عن أنسابهم، وكفروهم لدعواهم الإمامة و*كفروا القائلين بإمامتهم... و*قالوا بإباحة المحارم وبالتناسخ و*مذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة المفرطة.... و*عرفوا أيضا بالواقفة.
    (فرق الشيعة بعد وفاة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام)
    ثم إن أصحاب علي بن موسى الرضا اختلفوا بعد وفاته فصاروا خمس فرق:
    1ـ فرقة قالت الإمام بعد علي بن موسى ابنه محمد بن علي و*لم يكن له غيره، و*كان متزوجا من ابنة المأمون، و*اتبعوا الوصية و*المنهاج الأول من لدن النبي صلى الله عليه وآله.
    2ـ و*فرقة قالت بإمامة أحمد بن موسى بن جعفر، قطعوا عليه و*ادعوا أن الرضا أوصى إليه و*إلى الرضا، و*أجازوها في أخوين و*مالوا في مذاهبهم إلى شبيه بمذاهب الفطحية أصحاب عبد الله بن جعفر.
    3ـ و*فرقة تسمى المؤلفة من الشيعة قد كانوا نصروا الحق و*قطعوا على إمامة علي بن موسى بعد وقوفهم على موسى و*إنكار موته فصدقوا بموته و*قالوا بإمامة الرضا. فلما توفي رجعوا إلى القول بالوقف على موسى بن جعفر.
    4ـ و*فرقة تسمى المحدثة كانوا من أهل الإرجاء و*أصحاب الحديث من العامة، فدخلوا في القول بإمامة موسى بن جعفر، و*بعده لعلي بن موسى وصاروا شيعة رغبة في الدنيا و*تصنعا، فلما توفي علي بن موسى رجعوا إلى ما كانوا عليه من الإرجاء.
    5ـ و*فرقة كانت من الزيدية الأقوياء منهم و*البصراء لزيد فرجعوا عن مقالتهم و*دخلوا في القول بإمامة علي بن موسى عندما أظهر المأمون فضله و*عقد على الناس بيعته، تصنعا للدنيا، و*استكالوا الناس بذلك عصرا، فلما مضى علي بن موسى رجعوا إلى قومهم من الزيدية.
    و*كان سبب الفرقتين اللتين ائتمَّت إحداهما بأحمد بن موسى و*رجعت الأخرى إلى القول بالوقف، أن أبا الحسن الرضا توفي و*ابنه محمد ابن سبع سنين، فاستصبوه و*استصغروه و*قالوا: لا يجوز أن يكون الإمام إلا بالغا...
    أما الذين قالوا بإمامة أبي جعفر محمد بن علي بن موسى فاختلفوا في كيفية علمه و*كيف وَجْهُ ذلك لحداثة سنِّهِ ضروبا من الاختلاف، فقال بعضهم لبعض الإمام لا يكون إلا عالما و*أبو*جعفر غير بالغ و*أبوه قد توفي فكيف علم ومن أين علم ؟ ( و*ذكر المصنفان آراءهم المتعددة في هذا الأمر).
    (فرق الشيعة بعد وفاة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام)
    ثم نزل أصحاب محمد بن علي الذين ثبتوا على إمامته إلى القول بإمامة ابنه و*وصيه علي بن محمد فلم يزالوا على ذلك إلا نفر منهم يسير عدلوا عنه إلى القول بإمامة أخيه موسى بن محمد ( المبرقع ) ثم لم يثبتوا على ذلك قليلا حتى رجعوا إلى إمامة علي بن محمد و*رفضوا إمامة موسى، لأن موسى كذبهم و*تبرأ منهم.. فلم يزالوا كذلك حتى توفي علي بن محمد بسُرَّ مَن رأى...
    و*قد شذت فرقة من القائلين بإمامة علي بن محمد في حياته فقالت بنبوة رجل يقال له محمد بن نصير النميري كان يدعي أنه نبي رسول، و*أن علي بن محمد العسكري أرسله و*كان يقول بالتناسخ، و*يغلو*في أبي الحسن ( أي الإمام علي بن محمد الهادي ) ويقول فيه بالربوبية و*يقول بالإباحة للمحارم و*يحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم، و*يزعم أن ذلك من التواضع و*الإخبات و*التذلل في المفعول به! (و*غير ذلك من أقوالهم القبيحة)...فسميت هذه الفرقة النميرية.
    (فرق الشيعة بعد وفاة الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام)
    فلما توفي علي بن محمد بن علي بن موسى قالت فرقة من أصحابه بإمامة ابنه محمد، و*كان قد توفي في حياة أبيه بسر من رأى، زعموا أنه حي لم يمت، واعتلوا في ذلك بأن أباه أشار إليه و*أعلمهم أنه الإمام بعده، و*الإمام لا يجوز عليه الكذب و*لا يجوز البداء فيه، و*إن ظهرت وفاته في حياة أبيه فإنه لم يمت في الحقيقة و*لكن أباه خاف عليه فغيبه، و*هو*المهدي القائم، و*قالوا فيه بمثل مقالة أصحاب إسماعيل بن جعفر.
    و*قال سائر أصحاب علي بن محمد بإمامة ابنه الحسن بن علي ( أي العسكري )، و*ثبَّتوا له الإمامة بوصية أبيه إليه، إلا نفرا قليلا فإنهم مالوا إلى أخيه جعفر بن علي...
    (فرق الشيعة بعد وفاة الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام)
    فلما توفي الحسن بن علي اختلف أصحابه من بعده و*افترقوا إلى خمس عشرة فرقة:
    1ـ ففرقة منها و*هي المعروفة بالإمامية قالت لله في أرضه بعد مضي الحسن بن علي حجة على عباده و*خليفة في بلاده قائم بأمره، من ولد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا...
    2ـ و*قالت الفرقة الثانية أن الحسن بن علي حي لم يمت و*إنما غاب و*هو*القائم و*لا يجوز أن يموت الإمام و*لا ولد له و*لا خلف معروف ظاهر...
    3ـ و*قالت الفرقة الثالثة أن الحسن بن علي مات و*عاش بعد موته و*هو*القائم، و*احتجوا برواية رووها عن جعفر بن محمد أنه قال: إنما سمي القائم قائما لأنه يقوم بعد أن يموت! و*لأن الأرض لا تخلو*من حجة ظاهرة.
    4ـ و*قالت الفرقة الرابعة أن الحسن بن علي قد صحَّت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطئ الأخبار التي لا يجوز تكذيب مثلها، و*صح بمثل هذه الأسباب أنه لا خلف له، فلما صح عندنا الوجهان ثبت أن لا إمام بعد الحسن بن علي و*أن الإمامة انقطعت، و*ذلك جائز في المعقول و*القياس، فكما جاز أن تنقطع النبوة بعد محمد فلا يكون بعده شيء، كذلك جاز أن تنقطع الإمامة.
    5ـ و*قالت الفرقة الخامسة أن الحسن بن علي قد مات. و*صح موته ولا خلف له و*انقطعت الإمامة إلى وقت يبعث الله فيه قائما من آل محمد ممن قد مضى، إن شاء بعث الحسن بن علي و*إن شاء بعث غيره من آبائه.
    6ـ و*قالت الفرقة السادسة أن الحسن و*جعفر ( الكذاب ) لم يكونا إمامين، فإن الإمام كان محمد الميت في حياة أبيه، إذ قد ثبتت إشارة أبيه إليه بالإمامة، و*أن أباهما لم يوص لواحد منهما و*لا أشار له بإمامة، و*ادعى بعضهم أنه (أي محمد بن علي) حي لم يمت و*أن أباه غيبه و*ستره خوفا عليه، (و*قالوا و*إن بطلت إمامة محمد كما بطلت إمامة الحسن و*جعفر، بطلت إمامة أبيهم أبي الحسن و*إمامة الأئمة الماضين من آبائه ؛ و*هذا لا يجوز فذلك لا يكون.
    7ـ و*قالت الفرقة السابعة أن الحسن بن علي توفي و*لا عقب له و*الإمام بعده جعفر بن علي أخوه، و*ذهبوا في ذلك إلى بعض مذاهب الفطحية في عبد الله و*موسى ابني جعفر.
    8 ـ و*قالت الفرقة الثامنة أن الإمام جعفر بن علي و*أن إمامته أفضت إليه من قبل أبيه علي بن محمد و*أن القول بإمامة الحسن كان غلطاً و*خطأً وجب الرجوع عنه إلى إمامة جعفر.
    9ـ و*قالت الفرقة التاسعة بمثل مقالة الفطحية الفقهاء منهم و*أهل النظر أن الحسن بن علي توفي و*هو*إمام بوصية أبيه إليه، و*أن الإمامة لا تكون إلا في الأكبر من ولد الإمام، ممن بقي منهم بعد أبيه فالإمام بعد الحسن بن علي: جعفر أخوه، لا يجوز غيره إذ لا ولد للحسن معروف و*لا أخ إلا جعفر في وصية أبيه، كما أوصى جعفر بن محمد ( أي الصادق ) إلى عبد الله لمكان الأكبر ثم جعلها من بعد عبد الله لموسى أخيه.
    10ـ و*قالت الفرقة العاشرة أن الإمام كان محمد بن علي بإشارة أبيه إليه و*نصبه له إماما، ثم بدا لله في قبضه إليه في حياة أبيه و*أوصى محمد إلى جعفر أخيه بأمر أبيه و*وصاه و*دفع الوصية و*العلوم و*السلاح إلى غلام له يقال له نفيس لما كان في خدمة أبي الحسن، و*هذه الفرقة تسمى نفيسية.
    11ـ و*قالت الفرقة الحادية عشرة أن الحسن بن علي قد توفي و*هو*إمام و*خلف ابنا بالغا يقال له محمد، و*هو*الإمام من بعده و*أن الحسن بن علي أشار إليه و*دل عليه و*أمره بالاستتار في حياته مخافة عليه، فهو*مستتر خائف في تقيَّةٍ من عمه جعفر، و*أنه قد عرف في حياة أبيه ولا ولد للحسن بن علي غيره، فهو*الإمام و*هو*القائم لا محالة.
    12ـ و*قالت الفرقة الثانية عشرة بمثل هذه المقالة في إمامة الحسن بن علي و*أن له خلفا ذكرا يقال له علي، و*كذّبوا القائلين بمحمد، و*زعموا أنه لا ولد للحسن غير علي.
    13ـ و*قالت الفرقة الثالثة عشرة أن للحسن بن علي ولدا ولد بعده بثمانية أشهر و*أنه مستتر لا يعرف اسمه و*لا مكانه، و*اعتلوا في تجويز ذلك بحديث يروى عن أبي الحسن الرضا أنه قال: ستبتلون بالجنين في بطن أمه والرضيع!
    14ـ و*قالت الفرقة الرابعة عشرة لا ولد للحسن بن علي أصلا لأنا تبحرنا ذلك بكل وجه و*فتشنا عنه سرا و*علانية، و*بحثنا عن خبره في حياة الحسن بكل سبب فلم نجده، و*لو*جاز أن يقال في مثل الحسن بن علي و*قد توفي و*لا ولد له ظاهر معروف، أن له ولدا مستورا، لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت من غير خلف و*لجاز مثل ذلك في النبي صلوات الله عليه أن يقال خلف ابنا رسولا نبيا، و*لجاز أن تدعي الفطحية أن لعبد الله بن جعفر ولدا ذكرا إماما!
    15ـ و*قالت الفرقة الخامسة عشرة نحن لا ندري ما نقول في ذلك و*قد اشتبه علينا الأمر فلسنا نعلم أن للحسن بن علي ولدا أم لا ؟ أم الإمامة صحت لجعفر أم لمحمد ؟ و*قد كثر الاختلاف. إلا أننا نقول أن الحسن بن علي كان إماما مفترض الطاعة ثابت الإمامة، و*قد توفي عليه السلام و*صحت وفاته، و*الأرض لا تخلو*من حجة، فنحن نتوقف و*لا نقدم على القول بإمامة أحد بعده، و*لا ننكر إمامة أبي محمد و*لا موته، ولا نقول أنه رجع بعد موته و*لا نقطع على إمامة أحد من ولد غيره، و*لا ننتميه حتى يظهر الله الأمر إذا شاء و*يكشف و*يبينه لنا.]
    *
    تلك كانت أهم فرق الشيعة نقلناها حرفيا مما أروده اثنان من كبار محدثي و*علماء الإمامية الموثوقين القدماء الذين عاصرا عديدا من هذه الفرق أو*كانا قريبي العهد بها، فالأشعري القمي توفي سنة 301 هـ وأدرك اثنين أو*ثلاث من الأئمة الاثني عشر، و*كذلك النوبختي المتوفى فيما بين 300 و310 هـ..
    فلو*كان لتلك الأحاديث النبوية المدعاة، التي فيها النص، بتلك الصراحة والوضوح، على أسماء الأئمة الاثني عشر، حقيقةٌ و*واقعٌ ؛ فهل كان من الممكن أن تنشأ كل تلك الفرق المتعددة و*النحل المختلفة في أوساط الشيعة أنفسهم و*بين محبي أهل البيت بل فيما بين أتباع الأئمة المخلصين وتلاميذهم الأوفياء أنفسهم ؟! و*لوكان هناك حقا نص من الرسول (صلىالله عليه وآله) على أئمة معينين بأشخاصهم أفلم يكن من الواجب عليه (صلىالله عليه وآله) أن يبلغ ذلك الأمر لجميع الأمة بحيث يرفع العذر و*ينتشر الخبر ولا تبقى أي شبهة في الأمر، حتى لا تنشأ كل هذه الفرق المختلفة حول قضية الإمامة ؟ إن وجود كل هذه الفرق والاختلافات حول من هو*الإمام لأكبر دليل على أنه لم يكن هناك شيء اسمه أئمة منصوص عليهم و*معينين من قبل الله تعالى ورسوله (صلىالله عليه وآله) و*أن الفكرة مختلقة من أساسها، إذا لو*صح صدور مثل تلك النصوص لعلم بذلك سائر أهل البيت و*خاصّةُ شيعتِهِمْ، و*لما حصلت كل تلك الانشقاقات و*الاختلافات وتبدل الرأي في كل آن حول تعيين الإمام.
    *
    تعـقيب و*تلخيص و*حسن الختام
    1 ـ نأمل أن يكون قد صار مسلما و*واضحا للباحثين عن الحقيقة وطلاب الحق المتجردين، أن قضية "الإمامة" على النحو*الذي تبلور وشاع عندنا، ليس له سند صحيح و*لم يفد أمة الإسلام إلا الاختلاف و*النزاع و*العداوة والتفرق والحروب، في حين أننا لو*رجعنا إلى العقل والشرع و*استرشدناهما بتجرد في هذا الموضوع، لوجدناه على غير تلك الصورة التي راجت و*شاعت فيما بيننا، و*أن لو*طبقت كما شرعه الشارع المقدس و*وضع أسسه، لكان موجبا للفوز والنجاح و*الفلاح للمسلمين.
    2 ـ لا أساس و*لا صحة لقضية نص الله تعالى و*رسوله (صلىالله عليه وآله) على أحد معين لأمر الخلافة و*الحكم سواء كان أبا بكر أو*علي، لأن العقل و*الشرع يتنافيان مع النص، و*لأن الوجدان و*التاريخ لا يشهدان بوجوده كما مر مفصلا.
    3 ـ أفضلية الإمام علي عليه السلام و*أحقيته و*أولويته بالخلافة بعد رسول الله r أمر لا يخفى على أي مطلع منصف، و*لحسن الحظ أن كثيرا من غير الشيعة أيضا يقرون بذلك، و*نحن نعتقد أنه لو*كان لعلي نفسه إربة شديدة فيها و*إصرار على توليها بنفسه و*حضر في سقيفة بني ساعدة و*طالب بها لما خالفه أحد من أصحاب رسول الله بل لوافقوه عليها من كل قلبهم، و*لكنه عليه السلام لم يكن مصرا عليها و*كان يقول، كما أثر عنه في مناجاته: [ اللهم إنك لتعلم أنه لم يكن الذي كان منَّا منافسة في سلطان و*لا التماس شيء من فضول الحطام و*لكن لنردَّ المعالم من دينك و*نظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك و*تُقَام المعطلة من حدودك..]، لذا لما رأى و*شاهد أن هذا الهدف يتحقق بواسطة الخليفتين أبي بكر و*عمر (رضي الله عنهما) بايعهما بكل رغبة و*صدق و*دون أي إجبار أو*إكراه و*أعانهما في تنفيذ أحكام شرع الله، و*إن كان هو*أولى بمقامهما منهما.
    4 ـ الأحاديث الكثيرة الصحيحة الواردة عن رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) في فضائل و*مناقب علي عليه السلام إنما تدل على إمامته الروحية و*العلمية للمسلمين و*أنه أفضل من يبين حقائق الدين و*أحكام الإسلام و*هذا أمر تتفق عليه و*لله الحمد جميع فرق المسلمين و*لا ينازع أو*يجادل فيه أحد، فعليٌّ عند الجميع إمام المسلمين و*نبراس المتقين بحق.
    5 ـ لا يجوز الطعن في أصحاب رسول الله ـ الذين مدحهم الله تعالى في أكثر من مائة آية من آيات ذكره الحكيم ـ أو*الحط عليهم لانتخابهم أبي بكر وعدم توليتهم علي مباشرة بعد النبي (صلىالله عليه وآله وسلم)، و*الاعتقاد بأحاديث مثل ارتد الناس بعد النبي إلا ثلاثة يعتبر تكذيباً للقرآن و*رداً لآياته يجعل صاحبه على حافة الكفر و*العياذ بالله.
    6 ـ الأحاديث التي جاءت في كتب الشيعة أو*كتب السنة حول نص النبي الصريح على أئمة معينين لولاية أمر المسلمين، كلها أحاديث موضوعة من وضع الغلاة و*أصحاب الأهواء، و*نابعة من التعصب المذهبي، و*بالتالي فلا ينبغي الاعتناء بها و*لا التعويل عليها، كما بينا ذلك بقدر المستطاع في هذا الكتاب، و*لا شك في إمامة الأئمة من آل الرسول (صلىالله عليه وآله وسلم) للمسلمين، بمعنى مرجعيتهم الفقهية و*الإرشادية و*ينبغي على كل المسلمين أن يرجعوا إليهم وينهلوا من ذخائر علمهم و*فقههم، قبل أي أحد آخر إذا أرادوا فهم معالم دينهم وأحكام شرعهم، فأهل البيت أدرى بما فيه. و*لا شك أن سائر أئمة المسلمين كمالك والشافعي و*أبي حنيفة و*غيرهم .. لم يأبوا أن ينهلوا من علوم الأئمة من آل الرسول و*يتتلمذوا عليهم قليلا أو*كثيرا و*يستفيدوا من جواهر حديثهم.
    7 ـ المغالاة و*الإغراق في تقديس و*تعظيم الأئمة من آل الرسول أو*أي أشخاص آخرين في أي مذهب، يتنافى مع حقيقة الدين القائمة على التوحيد الخالص، و*كثير من الأعمال التي يقوم بها الناس باسم احترام وتعظيم أولئك الأشخاص، أعمالٌ تتنافى مع أحكام الشرع، و*ذلك كالمبالغة في تعظيم قبورهم والطواف حولها و*دعاء أصحابها و*التوسل و*الاستغاثة والاستنجاد بهم و*نذر النذورات و*الموقوفات لهم، و*هذا كله مما يؤدي لشغل الناس عن كثير من الفرائض، كما قال أمير المؤمنين: [ ما أُحْدِثَت بدعة إلا تُرِكَت بها سنة! فاتقوا البدع و*الزموا المهيع!] [3]، كما يشهد لذلك واقعنا الحالي.
    8 ـ صارت كثير من أحكام الإسلام و*تعاليمه المقدسة مثل التوحيد الخالص و*وحدة كلمة المسلمين و*اجتماعهم و*إقامة الجمعة و*الجهاد والسعي لرفع راية الإسلام و*إقامة حكمه و*تطبيق حدود و*أحكام الله U، متروكة منسية لدى الكثير من عوام المسلمين بل من بعض خواصهم، وأحد أسباب ذلك، الانشغال بالخرافات والعداوات المذهبية، التي حان وقت أن يقوم جماعة مخلصون مضحُّون بالقضاء عليها و*العمل على نشر الأحكام الإلهية الحقة مما قمنا ببيان بعضه بفضل معونة الله تعالى في هذه الأوراق و*في غيرها من كتبنا.
    9 ـ يجب تطهير و*تنقية الكثير من كتب فرق المسلمين التي ملئت بالخرافات و*الغلو*المذهبي و*الأمور التي تثير العداوة و*البغضاء و*تولد الحقد والشحناء في صدور المسلمين على بعضهم البعض، كما يجب نبذ علماء السوء الذين يروجون تلك الأقاويل و*يلقنونها للناس.
    10 ـ و*أخيرا فينبغي لطلاب الحقيقة و*محبي الحق أن يقوموا بنشر و*تكثير مثل هذه المؤلفات و*الآثار التي وفقنا الله تعالى و*وفق أمثالنا من إخواننا العلماء المحققين لكتابتها و*طرحها، و*أن يقوم آخرون كذلك من العلماء ذوي النظر البعيد و*الهمة العالية بالتحقيق و*نشر الحقائق كما فعلنا، لعل الله تعالى يعيد للإسلام مجده و*للمسلمين عظمتهم و*عزتهم و*يعيد المياه بينهم إلى مجاريها و*لا حول و*لا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
    بزودي نه دير آرد اين نخل بار اكر يار باشد جهان كردكار
    أي:
    عن قريب سيثمر هذا النخل لا بعيد إذا أعان الله رب العالمين

    حيدرعلي قلمداران ( هيربد)
    و*كان الفراغ من ترجمته و*تهذيبه، للمرة الثانية، في الثامن و*العشرين من شهر رجب الحرام سنة 1421 هـ. و*الحمد لله رب العالمين. كتبه الفقير إلى رحمة الله و*عفوه: سـعـد رستم .


    المراجع
    كتب التفسير
    *************************************** 1. التبيان في تفسير القرآن: الطوسي (شيخ الطائفة أبو*جعفر محمد بن الحسن): طهران (طبعة حجرية)، 1365هـ.
    *************************************** 2. تفسير فرات بن إبراهيم: فرات بن إبراهيم الكوفي: النجف. أو*طبعة طهران (بتحقيق محمد الكاظم )، 1410 هـ.

    كتب الحديث و*الأخبار
    *************************************** 1. إثبات الهداة بالنصوص و*المعجزات: الحر العاملي (محمد بن الحسن): طهران.
    *************************************** 2. الأخبار الموفقيات: أبو*عبد الله الزبير بن عبد الله بن مصعببن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، تحقيق الدكتور سامي العاني، بغداد، مطبعة العاني، 1972 م.
    *************************************** 3. الاختصاص: الشيخ محمد النعمان المفيد:طهران، 1379 هـ.
    *************************************** 4. الإرشـاد: الشيخ محمد النعمان المفيد: بيروت: دار المفيد للطباعة و*النشر و*التوزيع.
    *************************************** 5. إرشاد القلوب: الديلمي (الشيخ أبو*محمد الحسن بن أبي الحسن)
    *************************************** 6. الأصول من الكافي: الكليني (ثقة الإسلام أبو*جعفر محمد بن يعقوب بن إسحق ):طهران، 1388 هـ.
    *************************************** 7. إكمال الدين و*إتمام النعمة: الشيخ الصدوق (محمد بن علي بن بابويه القمي): طهران.
    *************************************** 8. بحار الأنوار: العلامة المجلسي: تبريز (طبعة حجرية).
    *************************************** 9. بصائر الدرجات: أبو*جعفر محمد بن الحسن الصفار القمي. إيران.
    ************************************** 10.الخرائج: الراوندي.(؟)
    ************************************** 11.الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير: القاضي الحسين بن أحمد الصياغي الصنعاني، بيروت.
    ************************************** 12.صحيح الكافي: الشيخ محمد باقر البهبودي، الدار الإسلامية، بيروت، 1401هـ.
    ************************************** 13.الصحيفة السجادية: تنسب للإمام زين العابدين علي بن الحسين u.
    ************************************** 14.الطرائف (في معرفة مذاهب الطوائف): ابن طاوس (السيد رضي الدين بن أبو*القاسم علي بن موسى لحلي).
    ************************************** 15.عيون أخبار الرضا: الشيخ الصدوق (محمد بن علي بن بابويه القمي): طهران أو*بيروت، 1404هـ.
    ************************************** 16.غاية المرام ( وحجة الخصام في تعيين الإمام ): السيد هاشم بن سليمان البحراني: طهران، 1272 هـ.
    ************************************** 17.الغيبة: الشيخ الطوسي (أبو*جعفر محمد بن الحسن): تبريز، 1323 هـ. أو*قم، 1411 هـ.
    ************************************** 18.كشف المحجة ( لثمرة المهجة ): ابن طاوس.
    ************************************** 19.كفاية الأثر (في النص على الأئمة الاثني عشر): علي بن محمد الخزاز القمي.
    ************************************** 20.مرآة العقول (في شرح أخبار آل الرسول): العلامة المجلسي (شيخ الإسلام المولى محمد باقر ).طهران 1407 هـ.
    ************************************** 21.مسند الإمام زيد بن علي: بيروت: دار الحياة.
    ************************************** 22.نهج البلاغة: جمع الشريف الرضي من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u.
    ************************************** 23.الوافي: الملا محسن الفيض الكاشاني.
    ************************************** 24.وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة: الشيخ الحر العاملي. بيروت.
    *
    كتب الرجال (الجرح و*التعديل) و*أصول الحديث
    *************************************** 1. إتقان المقال في أحوال الرجال: آية الله الشيخ محمد طه نجف.
    *************************************** 2. تنقيح المقال في أحوال الرجال: آية الله الشيخ عبد الله الممقاني.
    *************************************** 3. جامع الرواة: الأردبيلي (الفاضل محمد بن علي الغروي الحائري): بيروت، 1403هـ.
    *************************************** 4. خلاصة الأقوال في معرفة الرجال: العلامة الحلي (الحسن بن يوسف بن المطهر).
    *************************************** 5. الرجال: ابن داود ( الحسن الحلي ).
    *************************************** 6. الرجال: النجاشي ( الشيخ أحمد بن علي ) طهران. أو*بيروت، 1408 هـ. بتحقيق محمد جواد النائيني.
    *************************************** 7. الرجال: الشيخ الطوسي (أبو*جعفر محمد بن الحسن).
    *************************************** 8. رجال الكشي: الكشي (محمد بن عمر بن عبد العزيز): كربلاء.
    *************************************** 9. الفهرست: الشيخ الطوسي (أبو*جعفر محمد بن الحسن).
    ************************************** 10.قاموس الرجال: العلامة الشيخ محمد تقي التستري. طهران.
    ************************************** 11.مجمع الرجال: الشيخ العلامة الملا عناية الله القهبائي.
    ************************************** 12.معرفة الحديث: الشيخ محمد باقر البهبودي، مركز انتشارات علمي و*فرهنكي، طهران.
    ************************************** 13.منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال: الميرزا محمد الاسترآبادي.
    ************************************** 14.نقد الرجال: التفرشي (السيد مير مصطفىبن الحسين الحسيني).
    *
    كتب التاريخ و*السير و*الطبقات
    *************************************** 1. الأخبار الطوال: أبو*حنيفة الدينوري، تحقيق عبد المنعم عامر، و*جمال الدين الشيال، بغداد.
    *************************************** 2. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ابن عبد البر القرطبي.
    *************************************** 3. أسد الغابة في معرفة الصحابة: ابن الأثير الجزري.
    *************************************** 4. الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني: القاهرة، 1328 هـ.
    *************************************** 5. إعلام الورى بأعلام الهدى: الطبرسي (أمين الإسلام الشيخ أبو*علي الحسن بن علي) طهران.
    *************************************** 6. الإمامة و*السياسة: ابن قتيبة الدينوري: القاهرة، بتحقيق طه محمد الزيني.
    *************************************** 7. أنساب الأشراف: البلاذري (أحمد بن يحيى).
    *************************************** 8. البداية و*النهاية: ابن كثير (أبو*الفداء اسماعيل): القاهرة، 1351 هـ.
    *************************************** 9. تاريخ ابن خلدون: مؤسسة الأعلمي للمطلوعات، بيروت، 1971 م.
    ************************************** 10.تاريخ الأمم و*الملوك: الطبري (أبو*جعفر محمد بن جرير): القاهرة، 1357هـ.
    ************************************** 11.تاريخ اليعقوبي: اليعقوبي ( أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب): طهران 1375 هـ.
    ************************************** 12.التنبيه و*الإشراف: المسعودي (علي بن الحسين بن علي المسعودي الهزلي).
    ************************************** 13.تهذيب تاريخ دمشق الكبير: الشيخ عبد القادر بدران: بيروت، 1399 هـ.
    ************************************** 14.السيرة النبوية: ابن كثير الدمشقي.
    ************************************** 15.السيرة النبوية: ابن هشام: القاهرة، بتحقيق السقا و*الأبياري و*الشلبي.
    ************************************** 16.الطبقات الكبرى: ابن سعد (محمد بن سعد كاتب الواقدي): ليدن، هولاندا.
    ************************************** 17.الغارات (أو*الاستنفار و*الغارات): الثقفي (أبو*اسحق إبراهيم بن هلال الثقفي الكوفي): بيروت، 1407 هـ.حققه السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب.
    ************************************** 18.كتاب سليم بن قيس الكوفي: سليم بن قيس الهلالي العامري.
    ************************************** 19.مروج الذهب و*معادن الجوهر: المسعودي (علي بن الحسين بن علي الهذلي): 1316 هـ.
    ************************************** 20.مقاتل الطالبيين: أبو*الفرج الأصفهاني.
    ************************************** 21.منتهى الآمال: الشيخ عباس القمي، طهران.
    ************************************** 22.وفيات الأعيان: ابن خلكان: بيروت، بتحقيق د. إحسان عباس.
    ************************************** 23.وقعة صفين: أبو*الفضل نصر بن مزاحم المنقري، تحقيق عبد السلام محمد هارون.

    كتب الكلام و*الجدل المذهبي و*الملل و*النحل:
    *************************************** 1. إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب: المسعودي (علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي).
    *************************************** 2. الاحتجاج على أهل اللجاج: الطبرسي (أبو*منصور أحمد بن علي بن أبي طالب): طبعة النجف، 1386هـ. أو*طبعة قم، 1413هـ. بتحقيق الشيخ ابراهيم البهادري و*الشيخ محمد هادي به، بإشراف الشيخ جعفر السبحاني.
    *************************************** 3. تلخيص الشافي: الطوسي ( الشيخ أبو*جعفر محمد بن الحسن )
    *************************************** 4. ختم نبوت (بالفارسية): الشيخ الشهيد مرتضى المطهري.
    *************************************** 5. الغدير في الكتاب و*السنة و*الأدب: عبد الحسين الأميني، دار الكتاب العربي، بيروت.
    *************************************** 6. فرق الشيعة: النوبختي (أبو*محمد الحسن بن موسى)، صححه و*علق عليه: السيد محمد صادق آل بحر العلوم: النجف 1355هـ.
    *************************************** 7. مجالس المؤمنين: الشوشتري (القاضي نور الله المرعشي التستري الهندي)
    *************************************** 8. المقالات و*الفرق: سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي. صححه و*علق عليه د. محمد جواد مشكور:طهران، 1963 م.
    *************************************** 9. نقض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض: الشيخ عبد الجليل القزويني الرازي، انتشارات أنجمن آثار ملي.

    كتب اللغة
    *************************************** 1. التحقيق في كلمات القرآن الكريم: حسن المصطفوي، بنكاه ترجمة و*نشر كتاب، طهران (الطبعة الأولى).
    *************************************** 2. لسان العرب: العلامة ابن منظور الأفريقي.

















    فهرسـت المحتويات

    *
    الاهداء
    مقدمة المترجم .................................................. .................................................. ............. 1
    نبذة عن مؤلف الكتاب .................................................. .................................................. ..... 2
    ملاحظة .................................................. .................................................. ....................... 4
    تقديم المرجع آية الله السيد أبو*الفضل البرقعي .................................................. ..................... 5
    تمهيد .................................................. .................................................. ........................ 6
    أسباب و*بواعث تفرق الأمة الإسلامية .................................................. ................................... 8
    علة الاختلاف الأصلية .................................................. .................................................. ....... 8
    بحث عميق في قضية سقيفة بني ساعدة .................................................. ......................... 9
    قصـة سـقيفة بـني سـاعـدة .................................................. .......................................... 9
    موقف بقية أصحاب رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) .................................................. .......13

    كيفية مبايعة أمير المؤمنين علي لأبي بكر .................................................. ............................. 13
    بيعة أمير المؤمنين علي (ع) لأبي بكر كما يرويها ابن قتيبة .................................................. ........ 16
    ما جاء في هذا الباب في كتب الشيعة .................................................. ................................. 17
    نظرة إلى روايات ارتداد جل أصحاب الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ......................................... 19
    الآيات التي نزلت في مدح أصحاب الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ........................................... 22
    أي القولين نختار ؟ .................................................. .................................................. .... 26
    سِـِيَرُ الصحابة أيضا مصدِّقة للآيات و*مكذِّبة للروايات .................................................. .................. 28
    العقل منكرٌ للنص .................................................. .................................................. ............. 30
    إذن ما حقيقة قصة الغدير ؟ .................................................. .................................................. 33
    هل أُريد بحديث الغدير النص على عليٍّ (ع) بالخلافة ؟ .................................................. .............. 34
    علي إمام المسلمين بحق .................................................. .................................................. .. 36
    شبهات المخالفين على الأدلة التي ذكرناها و*الإجابة عليها: .................................................. ........ 38
    شبهة آية يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربك .................................................. ..................... 39
    شبهة الاستدلال بالآيات التي تتكلم عن المنافقين .................................................. ...................... 41
    عودة لكتاب الاحتجاج و*نقد رواياته .................................................. .................................... 43
    قول محققي العلماء في سليم بن قيس الهلالي و*كتابه .................................................. .............. 48
    خلاصـة ما سبق .................................................. .................................................. ......... 49
    تمحيص سند خطبة الغـديـر الطويلة .................................................. ......................................... 51

    ادعاء النص لم يرد في كلمات أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و*ذريته .............................. 53

    دراسة و*تمحيص أحاديث النص على اثني عشر إمام .................................................. ............. 56
    الحديث الأول .................................................. .................................................. .................... 56
    الحديث الثاني .................................................. .................................................. .................. 57
    الحديث الثالث............................................ .................................................. ......................... 59
    الحديث الرابع .................................................. .................................................. ................. 60
    الحديث الخامس .................................................. .................................................. ............... 60
    الحديث السادس .................................................. .................................................. ............. 61
    الحديث السابع .................................................. .................................................. ................ 63
    الحديث الثامن .................................................. .................................................. ................. 65
    الحديث التاسع .................................................. .................................................. ................ 67
    الحديث العاشر .................................................. .................................................. ............... 68

    سِيَرُ الأئمة بحد ذاتها تكذِّب وجود أحاديث النص .................................................. ................................ 70
    ثورات السادة العلويين دليل آخر على عدم وجود النص .................................................. ....................... 72

    عدم إعلان الأئمة الاثني عشر للنص يكذب وجود أحاديث النص .................................................. ........... 74
    أصحاب الأئمة المقربين لم يكن لهم علم بمثل هذه النصوص! .................................................. .............. 75
    الأئمة أنفسهم لم يكن لهم علم بأحاديث النص! .................................................. ............................... 76

    افتراق الشيعة إلى فرق مختلفة عـقـب وفاة كل إمام يبين كذب واختلاق أحاديث النص ............................... 79
    فرق الشيعة بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام .................................................. ......................... 81
    فرق الشيعة بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام .................................................. ........................ 83

    فرق الشيعة بعد وفاة الإمام السجاد عليه السلام .................................................. ........................... 83
    فرق الشيعة بعد وفاة الإمام محمد الباقر عليه السلام .................................................. ....................... 83
    فرق الشيعة بعد وفاة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .................................................. ........ 84
    فرق الشيعة بعد وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام .................................................. .................... 85
    فرق الشيعة بعد وفاة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام .................................................. .......... 85
    فرق الشيعة بعد وفاة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام .................................................. .......... 85
    فرق الشيعة بعد وفاة الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام .................................................. .......... 86
    فرق الشيعة بعد وفاة الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام .................................................. .... 86
    تعـقيب و*تلخيص و*حسن الختام .................................................. .................................................. . 87

    قائمة المراجع .................................................. .................................................. ......................... 89
    المحتويات .................................................. .................................................. ............................... 92


    *

    تعليق


    • #3
      رحعت الى النقل من المواقع المجوسية وجميع تخصصك هو الفرس فهل انت فارسي ام هولي مستعرب

      اذا كات من الاجدر بك ان تعرفنا بمذهبك

      تعليق


      • #4
        رجعت الى النقل من المواقع المجوسية وجميع تخصصك هو الفرس فهل انت فارسي ام هولي مستعرب

        تعليق


        • #5
          اولا انا اشكر الزميل 3abqari1 على الموضوع والنوايا واضحة جلية وهو انك ايها الزميل قصدك انارة الطريق والدعوة الى ما تعتقده انه الحق لذلك اطلب منك ان تعطينا الوقت لقراءة والتفحص ثم التعليق فارجو ان تطلع على ما لدينا من نقد على ما اتيت به وان تبادلنا نفس الايجابية فى الحوار والرد على ما اشكل علينا من امور تخص الموضوع .

          والان تفضل للادلاء بما لديك من امور لها علاقة بالموضوع .

          عبد المؤمن

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك يااخي الكريم وكم يسعدني الحوار الموضوعي لاالجدل

            المشاركة الأصلية بواسطة عبد المؤمن
            اولا انا اشكر الزميل 3abqari1 على الموضوع والنوايا واضحة جلية وهو انك ايها الزميل قصدك انارة الطريق والدعوة الى ما تعتقده انه الحق لذلك اطلب منك ان تعطينا الوقت لقراءة والتفحص ثم التعليق فارجو ان تطلع على ما لدينا من نقد على ما اتيت به وان تبادلنا نفس الايجابية فى الحوار والرد على ما اشكل علينا من امور تخص الموضوع .

            والان تفضل للادلاء بما لديك من امور لها علاقة بالموضوع .

            عبد المؤمن
            اشكرك اخي الكريم ويسعدني الحوار الموضوعي قصدا للحق

            تعليق


            • #7
              هو يقصد الحق فعلا اذا توقف عن النقل من مواقع اليهود والمجوس

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك اخي الكريم

                المشاركة الأصلية بواسطة عبد المؤمن
                اولا انا اشكر الزميل 3abqari1 على الموضوع والنوايا واضحة جلية وهو انك ايها الزميل قصدك انارة الطريق والدعوة الى ما تعتقده انه الحق لذلك اطلب منك ان تعطينا الوقت لقراءة والتفحص ثم التعليق فارجو ان تطلع على ما لدينا من نقد على ما اتيت به وان تبادلنا نفس الايجابية فى الحوار والرد على ما اشكل علينا من امور تخص الموضوع .

                والان تفضل للادلاء بما لديك من امور لها علاقة بالموضوع .

                عبد المؤمن
                اقدر اخلاقك الطيبه وحسن ظنك باخوك المسلم ولاباس ان تراجع ماذكرته ونتكلم حوله

                تعليق


                • #9
                  اقدر مجهود الطيبه في عملية القص والصق لكن لا تجهد نفسك كثيرا لا احد يقرا ماتقص هنا ولاباس ان تراجع ماذكرته وتعطينا سند صحيح عن مذاهبكم الاربعة

                  تعليق


                  • #10
                    اريد شيء واحد فقط من الاخ صاحب الموضوع..وهو المصدر


                    اقتباس1 ـ من القضايا التاريخية المسلمة قصة تعيين الإمام الصادق عليه السلام لابنه "اسماعيل"، على أنه الإمام من بعده، و*قد سمع كثير من الشيعة نص الصادق الصريح عليه و*آمنوا أن اسماعيل هو*خليفة والده في الإمامة...

                    ممكن المصدر الشيعي للموضوع اعلاه الذي نص فيه الامام الصادق عليه السلام على ابنه اسماعيل بالامامه من بعده؟
                    التعديل الأخير تم بواسطة جاسم البحراني; الساعة 01-01-2005, 02:34 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      السلام عليكم


                      بما ان الموضوع ليس اكثر من قص ولصق دون وعي كما ان العضو صاحب الموضوع ليس لديه الاستعداد للرد على الاخوة الاعضاء
                      يتم اغلاق الموضوع




                      المحرر العقائدي 5

                      تعليق

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                      يعمل...
                      X