الشاعر أبو القاسم محمد بن هاني الأندلسي المغربي
إدريس بن عبد الله
محمد بن عبد الله بن الحسن
تكتم المغربية(أم الإمام الرضا عليه السلام)
سمانة المغربية(أم الإمام الهادي عليه السلام)
--------------------------------------------------------------------------------
الشاعر أبو القاسم محمد بن هاني الأندلسي المغربي
أشعر أهل المغرب على الإطلاق بالاتفاق وهو أبو القاسم محمد بن هاني الأندلسي المغربي الإمامي المقتول سنة 362، قال ابن خلكان: وليس في المغاربة من هو في طبقته لا من متقدميهم ولا من متأخريهم بل هو أشعرهم على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند المشارقة وكانا متعاصرين.
ولد في قرية سكون من قرى اشبيلية في الأندلس ، وأخذ حظاً وافراً من العلم ودرجة عالية في الأدب ، فأنشد الشعر وبرع فيه ، وكان حافظاً لأشعار العرب وأخبارهم ، ويعد من فحول الشعراء .
قربه صاحب اشبيلية فترة من الزمن حتى رحل عنه إلى المغرب لقوله بإمامة الخلفاء الفاطميين ونقمة وجوه الأندلس على ذلك .
رحل بعد ذلك إلى مصر ثم استأذن المعز لدين الله للسفر إلى المغرب لاستصحاب أهله ، فقتل أثناء الطريق وذلك عام ( 362 هـ ) ، وأصابع الاتهام تشير إلى الأمويين .
ومن أشعاره :
ومــا نـقموا إلا قـديم تشيعي * فـنجـى هزيراً شده المتهــالك
نصحت الإمام الحق لمـا عرفته * وما النـصـح إلا أن يكون التشيع
لي صـارم وهو شيعي كحامله * يـكـاد يسـبق كراتي إلى البطل
وله أيضاً :
فـكـل إمامي يجيء كأنما * على خده الشغرى وفي وجهه البدر
انظر ترجمته في : أعيان الشيعة 10 : 85 ، الكنى والألقاب 1 : 433 ، تأسيس الشيعة : 206 ، أمل الآمل : 311|948 ، معالم العلماء : 14 ، معجم الأدباء 19 : 92 ، النجوم الزاهرة 4 : 67 ، وفيات الأعيان 4 : 421 ، سير أعلام النبلاء 16 : 131|88 ، نفح الطيب 1 : 293 و 3 : 164 ، العبر 2 : 114 ، شذرات الذهب 3 : 41 ، البداية والنهاية 11 : 274 .
راجع أيضا : أصل الشيعة و أصولها
--------------------------------------------------------------------------------
إدريس بن عبد الله
إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي.
وفي خالد بن العاص يقول الشاعر: لعمرك إن المجد ما عاش خالد * على الغمر من ذي كندة لمقيم
يعني غمر ذي كندة وهو موضع كان ينزله.
وقد ذكره عمر بن أبي ربيعة في شعره فقال:
إذا سلكت غمر ذي كندة*** مع الصبح قصدا لها الفرقد
يمر بك العصران يوم وليلة*** فما أحدثا إلا وأنت كريم
وتندى البطاح البيض من جود خالد***وتخصب حتى نبتهن عميم
جاء في الروايات التاريخية أن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن أفلت من وقعة فخ ومعه مولى يقال له راشد فخرج به في جملة حاج مصر وأفريقية وكان إدريس يخدمه ويأتمر له حتى أقدمه مصر فنزلها ليلا فجلس على باب رجل من موالي بني العباس فسمع كلامهما وعرف الحجازية فيهما فقال اظنكما عربيين.
قالا : نعم .
قال : وحجازيين .
قالا : نعم .
فقال له راشد: أريد أن القي إليك أمرنا على أن تعاهد الله أنك تعطينا خلة من خلتين : إما أن تؤوينا وتؤمننا ، وإما سترت علينا امرنا حتى نخرج من هذا البلد .
قال: أفعل: فعرفه نفسه وإدريس ابن عبد الله ، فآواهما و سترهما .
وتهيأت قافلة إلى إفريقية فأخرج معها راشدا إلى الطريق وقال له: إن على الطريق مسالح ومعهم أصحاب أخبار تفتش كل من يجوز الطريق، و أخشى أن يعرف ، فأنا أمضي به معي على غير الطريق حتى أخرجه عليك بعد مسيرة أيام ، وهناك تنقطع المسالح.
ففعل ذلك وخرج به عليه فلما قرب من إفريقية ترك القافلة ومضى مع راشد حتى دخل بلد البربر في مواضع منه يقال لها فاس و طنجة ، فأقام بها واستجابت له البربر.
وبلغ الرشيد خبره فغمه ، فقال النوفلي خاصة في حديثه وخالفه علي بن إبراهيم وغيره فيه، فشكا ذلك إلى يحيى بن خالد فقال: أنا أكفيك أمره.
ودعا سليمان بن جرير الجزري ، وكان من متكلمي الزيدية البترية ومن أولى الرياسة فيهم، فأرغبه ووعده عن الخليفة بكل ما أحب على أن يحتال لإدريس حتى يقتله ، ودفع إليه غالية مسمومة، فحمل ذلك وانصرف من عنده، فأخذ معه صاحبا له، وخرج يتغلغل في البلدان حتى وصل إلى إدريس ابن عبد الله فمت إليه بمذهبه وقال: إن السلطان طلبني لما يعلمه من مذهبي، فجئتك فأنس به واجتباه، وكان ذا لسان وعارضة، وكان يجلس في مجلس البربر فيحتج للزيدية ويدعو إلى أهل البيت كما كان يفعل، فحسن موقع ذلك من إدريس إلى أن وجد فرصة لإدريس فقال له: جعلت فداك، هذه قارورة غالية حملتها إليك من العراق، ليس في هذا البلد من هذا الطيب شئ.
فقبلها وتغلل بها وشمها وانصرف سليمان إلى صاحبه، وقد اعد فرسين، وخرجا يركضان عليهما.
وسقط إدريس مغشيا عليه من شدة السم فلم يعلم من بقربه ما قصته.
وبعثوا إلى راشد مولاه فتشاغل به ساعة يعالجه وينظر ما قصته، فأقام إدريس في غشيته هاته نهاره حتى قضى عشيا، وتبين راشد أمر سليمان فخرج في جماعة يطلبه فما لحقه غير راشد وتقطعت خيل الباقين، فلما لحقه ضربه ضربات منها على رأسه ووجهه، وضربة قطعت أصابع يديه وكان بعد ذلك مكتعا.هذه رواية النوفلي.
وذكر علي بن إبراهيم، عن محمد بن موسى أن الرشيد وجه اليه الشماخ مولى المهدي، وكان طبيبا، فأظهر له انه من الشيعة وأنه طبيب، فاستوصفه فحمل إليه سنونا وجعل فيه سما، فلما استن به جعل لحم فيه ينتثر وخرج الشماخ هاربا حتى ورد مصر.
وكتب ابن الاغلب إلى الرشيد بذلك، فولى الشماخ بريد مصر و أجازه.
وقيل حدثني أن سليمان بن جرير أهدى إلى إدريس سمكة مشوية مسمومة فقتله، رضوان الله عليه ورحمته.
قالوا: وقال رجل من أولياء بني العباس يذكر قتل إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
أتظن يا إدريس انك مفلت *** كيد الخليفة أو يقيك فرار
فليدركنك أو تحل ببلدة *** لا يهتدي فيها إليك نهار
إن السيوف إذا انتضاها سخطه*** طالت وتقصر دونها الأعمار
ملك كأن الموت يتبع أمره***حتى يقال تطيعه الاقدار
قال ابن عمار: وهذا الشعر عندي يشبه شعر أشجع بن عمر والسلمي و أظنه له قال ابوالفرج الاصبهاني: هذا الشعر لمروان بن أبي حفصة ، أنشدنيه علي ابن سليمان الاخفش له.
قالوا: ورجع راشد إلى الناحية التي كان بها إدريس مقيما فدفنه، وكان له حمل فقام له راشد بأمر المرأة حتى ولدت ، فسماه باسم أبيه إدريس، وقام بأمر البربر حتى كبر ونشأ فولي أمرهم أحسن ولاية وكان فارسا شجاعا جوادا شاعرا .
________________
راجع : مقاتل الطالبين - تأليف : ابو الفرج الاصفهانى
__________________________________________________ ____
محمد بن عبد الله بن الحسن
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويكنى أبا عبد الله.
وأمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
وأمها قريبة بنت يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب ابن أسد.
وأمها خذيجة بنت محمد بن طليب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد الحرث.
وأمها أم مسلم بنت عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف.
وأمها قدة بنت عرفجة بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمها الدنيبة بنت عبد عوف بن عبد بن الحرث بن زهرة.
وأمها بنت العداء بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر ابن لؤي.
وأمها رزا بنت وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب ابن فهر.
وأمها من بني الأحمر بن الحرث بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن الياس بن مضر.
وكان يقال له: صريح قريش لأنه لم يقم عنه أم ولد في جميع آبائه و أمهاته وجداته.
وكان أهل بيته يسمونه المهدي ويقدرون أنه الذي جاءت فيه الرواية.
وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية، وانه المقتول بأحجار الزيت.
وكان من أفضل أهل بيته، واكبر أهل زمانه في زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له وفقهه في الدين وشجاعته وجوده وبأسه وكل أمر يجعل بمثله حتى لم يشك احد انه المهدي وشاع ذلك له في العامة وبايعه رجال من بني هاشم جميعا من آل أبي طالب، وآل العباس، وساير بني هاشم ثم ظهر من جعفر بن محمد قول في انه لا يملك.
وان الملك يكون في بني العباس فانتبهوا من ذلك لأمر لم يكونوا يطمعون فيه.
وخرجت دعاة بني هاشم إلى النواحي عند مقتل الوليد بن يزيد، واختلاف كلمة بني مروان فكان أول ما يظهرونه فضل علي بن أبي طالب و ولده و ما لحقهم من القتل والخوف والتشريد ، فإذا استتب لهم الأمر ادعى كل فريق منهم الوصية لمن يدعو إليه.
فلما ظهرت الدعوة لبني العباس وملكوا حرص السفاح والمنصور على الظفر بمحمد وإبراهيم لما في أعناقهم من البيعة لمحمد، وتواريا فلم يزالا ينتقلان في الاستتار والطلب يزعجهما من ناحية إلى أخرى حتى ظهرا فقتلا صلوات الله عليهما ورضوانه ! قال ابوالفرج الاصبهاني: وأنا أذكر من ذلك طرفا يتسق به خبرهما دون الإطالة لسائر ما عندي من ذلك إن كان هذا كتابا مختصرا قريب المأخذ، وكان شرح جميع ما روى في ذلك - على كثرته - يطول به الكتاب.
وكان أبوعبيدة سيدا من سادات قريش و أجوادها قال الزبير - فيما أخبرني حرمي بن أبي العلاء - قال: حدثني سليمان بن عياش السعدي قال: لما توفي أبو عبيدة وجدت عليه ابنته هند وجدا شديدا فكلم عبد الله بن الحسن محمد بن بشير الخارجي في أن يدخل على هند بنت أبي عبيدة فيعزيها و يؤاسيها عن أبيها فدخل معه عليها فلما نظر إليها صاح بأبعد صوته:
قومي اضربي عينيك يا هند لن ترى*** أبا مثله تسمو إليه المفاخر
وكنت إذا أثنيت أثنيت والدا *** يزين كما زان اليدين الأساور
فصكت وجهها وصاحت بحزنها وجهدها، فقال له عبد الله: ألهذا أدخلت؟ ! قال الخارجي: وكيف أعزى عن أبي عبيدة وأنا أعزى به ! حدثني عمر بن عبد الله العتكي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان قال: حدثني علي بن صالح قال: زوج عبد الملك ابن مروان ابنه عبد الله هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة وريطة بنت عبيد الله بن عبد المدان لما كان يقال أنه في اولادهما فمات عنهما عبدالله واطلقهما فتزوج هندا عبدالله بن الحسن وتزوج ريطة محد بن علي فجاءت بأبي العباس السفاح.
قال ابوزيد: وانشدني بن رواحة وفليج بن إسماعيل لعبد الله بن الحسن ابن الحسين في هند بنت أبي عبيدة شعرا:
ياهند إنك لو علم *** ت بعاذلين تتابعا
قالا فلم يسمع لا *** قالا وقلت بل اسمعا
هند احب إلي من *** اهلي ومالي اجمعا
وعصيت فيك عواذلي *** واطعت قلبا موجعا
حدثني احمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن الحسن قال: حدثنا عبدالله ابن محمد بن سليمان بن عبدالله بن الحسن قال: سمعت عبدالله بن موسى يقول.
حملت جدتي هند بعمي محمد بن عبدالله اربع سنين فجاءها ابوعبيدة فقال.
أنت المتحابلة على عبدالله بن الحسن فرقا ان يتزوج عليك؟ فصفقت الباب دونه وقالت ياابة لا يكذب فورب الكعبة البيت الحرام إني لحامل ! فقال.
اما لو فتحت الباب لعلمت ما ينزل بك اليوم مني.
ثم ولدت محمد بن عبدالله على رأس أربع سنين.
أخبرني عمر بن عبدالله قال.
حدثنا عمر بن شبة عن ابن رواحة عن أبيه قال.
لما مات عبدالله بن عبدالملك رجعت هند بمير اثها منه.
فقال عبدالله بن الحسن لامه فاطمة: اخطبي علي هندا.
فقالت: إذن تردك اتطمع في هند وقد ورثت من عبدالله ما ورثته وانت ترب لا مال لك؟ فتركها، ومضى إلى أبي عبيدة أبي هند فخطبها اليه.
فقال: في الرحب والسعة، اما مني فقد زوجتك مكانك لا تبرح.
فدخل على هندفقال: يابنية هذا عبدالله بن الحسن أتاك خاطبا قالت فما قلت له؟ فقال: زوجته إياك.
قالت: احسنت قد اجزت ما صنعت.
وارسلت إلى عبدالله: لا تبرح حتى تدخل على اهلك.
قال: فتبشرت لذلك فبات بها معرسا من ليلته، لا تشعر امه فأقام سبعا، ثم اصبح في يوم سابعه غاديا على امه وعليه درع الطيب، وفي غير ثيابه التي تعرف.
فقالت: يابني من اين لك هذا؟ قال: من عندالتي زعمت انها تردني.
أخبرني عمر قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني هرمن ابوعلي - رجل من اهل المدينة - قال: سمعته متعالما عند آل ابي طالب: ان محمدا ولد في سنة مائة وأن عمر بن عبدالعزيز فرض له في شرف العطاء.
باب ما ذكر في تسميته بالمهدي
حدثني عمر بن عبدالله قال: أخبرنا عمر بن شبة وحدثنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم واحمد بن عبدالعزيز قالا: حدثنا عمر قال: حدثني يعقوب بن القاسم ابن محمد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن عبيدالله قال: حدثني علي بن أبي طالب ابن سرح - احد بني تيم الله - قال: اخبرني مسمع بن غسان: ان فاطمة بنت الحسين كانت تقبل نساء بنيها واهل بيتها حتى قال لها بنوها: خشينا ان نسمي بني القابلة.
فقالت: إن لي طلبة لو ظفرت بها لتركت ما ترون.
فلما كانت الليلة التي ولد فيها محمد بن عبدالله قالت: يابني إني اطلب امرا وظفرت به فلست بعائدة بعد اليوم إن شاء الله تعالى فهي التي اوقعت ذكره.
وقال ابوزيد - فيما حدثني من قدمت ذكره - حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري عن امه رقية بنت موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن سعيد ابن عقبة الجهني - وكان عبدالله بن الحسن اخذه منها فكان في حجره - قال.ولد محمد وبين كتفيه خال اسود كهيئة البيضة عظيما فكان يقال له.
المهدي وكان يسمى صريح قريش.
قال ابوزيد.وحدثني يعقوب بن القاسم عن سفيان بن عيينة قال.
رايت عبدالله بن الحسن يأتي بمحمد بن عبدالله وإبراهيم وهما غلامان إلى عبدالله بن طاووس فيقول.
حدثهما لعل الله ينفعهما.
حدثني عمربن عبدالله بن يحيى بن علي واحمد بن عبدالعزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال.
حدثنا محمد بن إسماعيل عن موسى بن عبدالله قال.
كان محمد ابن عبدالله يقول.
إن كنت لاطلب العلم في دور الانصار حتى لاتوسد عتبة احدهم فيوقظني الانسان فيقول.
إن سيدك قد خرج إلى الصلاة ما يحسبني إلا عبده.
قال ابوزيد.وحدثني محمد بن الهذيل بن عبدالله بن مكحول العبدي عن سعيد بن خالد بن عبدالرحمن قال.
قدم علينا ابوايوب بن الادبر رسولا لابي حذيفة واصل بن عطاء داعيا إلى مقالته فاستجاب له محمد بن عبدالله بن الحسن في جماعة من آل ابي طالب.
حدثني عيسى بن الحسين الوراق قال.
حدثنا احمد بن الحارث قال.
حدثني المدائني عن ابن دأب قال.
حدثني عمير بن الفضل الخثعمي قال.
رايت ابا جعفر المنصور يوما وقد خرج محمد بن عبدالله بن الحسن من دار ابنه وله فرس واقف على الباب مع عبد له اسود، وابوجعفر ينتظره فلما خرج وثب ابوجعفر فأخذ بردائه حتى ركب، ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد فقلت وكنت حينئذ اعرفه ولا اعرف محمدا.
من هذا الذي اعظمته هذا الاعظام حتى اخذت بركابه
وسويت عليه ثيابه؟ قال: اوما تعرفه؟ قلت: لا.
قال: هذا محمد بن عبدالله ابن الحسن بن الحسن مهدينا اهل البيت.
أخبرنا محمد بن زكريا الصحاف البصري قال: حدثنا قعنب بن محرز عن المدائني عن ابن دأب قال: لم يزل محمد بن عبدالله بن الحسن منذ كان صبيا، يتوارى ويراسل الناس بالدعوة إلى نفسه، ويسمى بالمهدي.
أخبرنا يحيى بن علي، وعمر بن عبد الله، والجوهري، قالوا: حدثني عمر ابن شبه، قال: حدثني يعقوب بن القاسم، قال: حدثتني أمي فاطمة بنت عمر بن عاصم قالت أخبرتني أم كلثوم بنت وهب، قالت: كان يوجد في الرواية أنه يملك رجل اسمه ايم النبي صلى الله عليه وآله، وايم أمه على ثلاث أحرف أولها هاء وآخرها دال.
قال: وكانوا يظنون محمد بن عبد الله بن الحسن، وأمه هند.
أخبرني يحيى بن علي، والجوهري والعتكي، قالوا: حدثنا أبوزيد قال: حدثنا عيسى بن عبدالله، قال: حدثني أبوسلمة المصبحي، قال: حدثني مولي لابي جعفر، قال: أرسلني أبوجعفر، فقال: اجلس عند المنبر فاسمع ما يقول محمد فسمعته يقول: إنكم لا تشكون أني أنا الهدي، وأنا هو.
فأخبرت بذلك أبا جعفر، فقال: كذب عدوالله، بل هو ابني.
قال أبوزيد: وحدثني جعفر بن محمد بن إسماعيل الهاشمي، عن أبيه عن جده، قال: كنت مع أبي جعفر في مسجد النبي صلى الله عليه وآله، إذ وثب إلى رجل على بغل، فوقف معه ناحية، وهو واضع يده على معرفة البغل، والرجل كان واضعا يده على منكبه ثم جاءني فقال: استأذن على أبيك لمحمد بن عبدالله ابن الحسن.
فقلت: ليدن من الباب ليستأذن، فقال: أقسمت عليك إلاقمت ! فقمت، فلما رجعت قال لي: ألست الذي استأذنت له؟ فقلت: لا، أمرني من استأذن له.
فقال: إنك لجاهل به، هذا محمد بن عبدالله مهدينا أهل البيت.
أخبرني محمد بن خلف بن وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد،
عن الواقدي، قال: كان عبدالله بن الحسن يآمر ابنه محمدا يطلب العلم والتفقه في الدين، وكان يجئ به وبأخيه إبراهيم إلى ابن طاوس فيقول له: حدثهما لعل الله أن ينفعهما.
قال الواقدي: وقد لقى محمد نافعا بن عمر وسمع منه، ولقى أبا الزياد وسمع منه وحدث عنهما وعن غيرهما، وكان حديثه قليلا، فروى عنه بعدمقتله، فممن حدث عنه عبدالله بن جعفر بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة، وغيره.
أخبرنا علي بن العباس المقانعي، قال: حدثنا بكار بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن زياد الصيقل، قال: أخبرني سلم العامري، قال: إنما شهر محمد بن عبدالله فاطمة بنت علي لما ولد محمد بن عبدالله جاءت فنظرت إليه وأدخلت أصبعها في فيه.
فاذا في لسانه عقدة، فكانت تربيه، يكون عندها أكثر مما يكون عند أمه، حتى تخرج، وخرج من الكتاب وعملت طعاما، وأرسلت إلى نفر من أهل بيته فتغدوا عندها، ثم قالت: اللهم إن أخي الحسين كان دفع إلى سفطا بخاتمه، والله ما أدري ما فيه، وأرى إذا ولد هذا الغلام أن أدفعه إليه، ثم دعت بالسفط فدفعته إلى محمد بن عبدالله بمحضر من القوم، وحمل معه إلى منزله ما تدري ما فيه فهي التي شهرته، وقال الناس فيه.
حدثني علي بن العباس، قال: حدثنا عباد بن يعقوب: قال: أخبرنا إبراهيم ابن محمد الخثعمي عن محمدبن يعلى عن القاسم بن عيلان بن عبدالله ابن الحسن: قال: دعتني عمتي فاطمة بنت علي فقالت: يابني.
إن أبي علي بن أبي طالب كان يذكر أن أصغر ولده يدرك المهدي وأنا أصغر ولده.
وقد كان يذكر ويصف علامات فيه.
فلست أراها في أحد غيرك: فان كنت أنت ذاك فعليك بالنمط الاوسط من النمطين، يرجع اليك الغالي.
ويلحق المقصر، ثم اشفني من بني أمية.
أخبرنا عمر بن عبدالله: قال: حدثنا أبوزيد، قال: حدثني يعقوب بن
القاسم قال: حدثني علي بن أبي طالب، قال: أخبرني القاسم بن المطلب العجلي، قال: حدثني الكعبي منذ خمسين سنة، أن أبا صالح حدثه قبل ذلك بعشرين سنة، أن أبا هريرة أخبره: أن المهدي اسمه محمد بن عبدالله، في لسانه رتة.
أخبرني عمر بن عبدالله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني عبدالله بن نافع، قال: حدثني إبراهيم بن علي الرافعي من ولد أبي رافع، قال: كان محمد تمتاما، فرأيته على المنبر يتلجلج الكلام في صدره فيضرب بيده عليه يستخرج الكلام.
وأخبرني أحمدبن محمد بن سعيد، قال يحيى بن الحسن، قال: حدثني موسى بن عبدالله بن موسى عن أبيه، قال: ولد محمد بن عبدالله وبين كتفيه خال أسود كهيئة البيضة عظيما، وكان يقال له صريح قريش وهو الهدي.
وكان صريحا وقد قال فيه الشاعر وهوسلمة بن أسلم الجهني:
إن الذي يروى الرواة لبين*** إذا ما ابن عبدالله فيهم تجردا
له خاتم لم يعطه الله غيره***وفيه علامات من البر والهدى
أخبرني يحيى بن علي.
والعتكي، والجوهري قالوا: حدثنا عمر بن شبة.
قال: حدثني محمد بن اسماعيل الجعفري أن ابن أبي ثابت أنشده بيتا لا يدري من قاله:
إن يك ظني في محمد صادقا*** يكن فيه ما تروي الاعاجم في الكتب
قال: وقال سلمة بن أسلم.
ثم أحد بني الربعة من جهينة:
إنا لنرجو أن يكون محمد*** إماما به يحيا الكتاب المنزل
به يصلح الاسلام بعد فساده *** ويحيا يتيم بائس ومعول
ويملا عدلا أرضنا بعد ملئها*** ضلالا ويأتينا الذي كنت آمل
وقال أيضا:
إن كان في الناس لنامهدي*** يقيم فينا سيرة النبي
فانه محمد التقي
ولمحمد يقول إبراهيم بن علي بن هرمة:
لا والذي أنت منه نعمة سلفت*** نرجو عواقبها في آخر الزمن
ما غيرت وجهه أم مهجنة*** إذ القتام يغشى أوجه الهجن
قال أبوزيد: وحدثني عبدالملك سنان المسمعي، قال.
لهجت العوام بمحمد تسميه المهدي حتى كان يقال محمد بن عبدالله المهدي عليه ثياب يمنية وقبطية.
قال أبوزيد: وحدثني الوليد بن هشام قال:حدثني سهل بن بشر، قال: سمعت فتاة تقول: ليت المهدي قد خرج، تعني محمد بن عبدالله.
أخبرني أحمد بن سعيد، قال حدثنا يحيى بن الحسن، قال :حدثني غسان ابن أبي غسان، عن أبيه، عن عيسى بن عبدالله، قال: لم يزل محمد بن عبدالله منذ كان غلاما إلى أن بلغ يتغيب ويستخفى، ويسمى المهدي.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن، قال: حدثني عبدالله ابن محمد، عن حميد بن سعيد، قال: لما ولد محمد بن عبدالله سربه آل محمد، وكانوا يروون عن النبي صلى الله عليه وآله أن اسم المهدي محمد بن عبدالله فأملوه، ورجوه، وسروا به، ووقعت عليه المحبة، وجعلوا يتذاكرونه في المجالس، وتباشرت به الشيعة.
وفي ذلك يقول الشاعر:
ليهنكم المولود آل محمد*** إمام هدى هادي الطريقة مهتدي
يسوم أمى الذل من بعد عزها***وآل ابي العاص الطريد المشرد
فيقلتهم قتلا ذريعا وهذه*** بشارة جديه علي وأحمد
هما أنبآنا أن ذلك كائن*** برغم أنوف من عداة وحسد
أمية صبرا طال ما أطرت لكم*** بنو هاشم آل النبي محمد
قال أبوالفرج علي بن الحسين: والروايات في هذا كثيرة يكتفي منهابما مضى.
ذكر إنكار عبدالله بن الحسن وأهله
(وغيرهم أن يكون محمد المهدي، وقولهم فيه إنه النفس الزكية رضوان الله عليه وسلامه)
حدثني علي بن العباس المقانعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن أبراهيم بن محمد الخثعمي عن يحيى بن يعلى عن محمد بن بشر قال: قال رجل لعبدالله بن الحسن متى يخرج محمد؟ قال: لا يخرج حتى أموت وهو مقتول.
قلت: إنا لله وإنا اليه راجعون، هلكت والله الامة.
قال: كلا.
قلت: فإبراهيم؟ قال: ليس بخارج حتى اموت وهو مقتول.
قلت: إنا لله هلكت والله الامة.
قال: فاذا مت خرجا جميعا فلا يلبثا إلا وهما مقتولان.
قلت: إنا لله هلكت الامة.
قال: كلا، فان صاحبهم منا غلام شاب ابن خمس وعشرين سنة يقتلهم تحت كل حجر أو تحت كل كوكب.
حدثنا علي بن العباس قال: حدثنا بكار بن احمد قال: حدثنا الحسن بن الحسين عن يحيى بن يعلى عن شيخ من بني سفيان قال: قلت لعبدالله بن الحسن ثم ذكر مثل حديث عباد عن يحيى بن يعلى.
أخبرنا يحيى بن علي والعتكي والجوهري قالوا: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا محمد بن الهذيل بن عبيدالله قال: سمعت من لا احصى من اصحابنا يذكرون أن عمرو بن عبيد كان ينكر ان يكون محمد بن عبدالله هو المهدي ويقول كيف وهو يقتل؟ قال ابوزيد: وحدثني محمد بن الهذيل قال: اخبرني عثمان بن الحكم بن صخر الثقفي قال: جاءني مطر صاحب الحمام والقى نفسه على فراش ثم تمدد فقلت: مالك؟ فقال: ما يدعنا عمر وبن عبيد نعيش في الدنيا.
قلت: وكيف؟ قال: قال عمرو إن امرنا ينفسخ لا يتم وإن جهادنا يذهب باطلا.
قال: قلت: فاذهب بنا اليه.
قال: فانطلقت انا وهوحتى اتينا عمرا فقلت: ياابا عثمان ما يقول أبورجاء؟ قال.صدق.
قلت: وكيف يقول ذلك؟ قال: فهو المقتول بالمدينة.
قال ابوزيد: وحدثني إبراهيم بن إسحاق الغطفاني قال: حدثني كثير بن
الصلت قال: اخبرني يوسف بن قتيبة بن مسلم ولم ار بأهلنا قط خيرا منه قال: اخبرني اخي مسلم بن قتيبة قال: ارسل إلي ابوجعفر فدخلت عليه فقال: قد خرج محمد بن عبدالله وتسمى بالمهدي، وو الله ما هو به واخرى اقولها لك لم اقلها لاحد قبلك، ولا اقولها لاحد بعدك وابني والله ما هو بالمهدي الذي جاءت به الرواية ولكنني تيمنت به وتفاءلت به.
قال ابوزيد: وحدثني محمد بن يحيى قال: حددثني ابن ابي ثابت عن ابي العباس الفلسطي قال: قلت لمروان بن محمد: جد محمد بن عبدالله فانه يدعى هذا الامر ويتسمى بالمهدي.
فقال: مالي وله، ما هو به ولا من ابيه وانه لابن ام ولد ولم يهجه مروان حتى قتل.
قال ابوزيد حدثني محمد بن يحيى عن عبدالله بن يحيى عن عبدالله بن الحسن ابن الفرات قال: رحت عشية من قرية مع عبدالله والحسن ابني الحسن بن الحسن ابن علي فصمنا المسير إلى داود بن علي وعبدالله بن علي بن عبد الله بن العباس فأقبل داود على عبدالله بن الحسن يدعوه إلى ان يظهر ابنه محمدا - وذلك قبل ان يملك بنو العباس - فقال عبدالله: لم يأت الوقت الذي يظهر فيه محمد بعد.
قال: فسمع عبدالله بن علي الحديث فالتفت إلى عبدالله بن الحسن فقال له ياابا محمد: سيكفيك الجعالة مستميت * خفيف الحاذ من فتيان جرم أنا والله الذي اظهر عليهم واقتلهم وانتزع ملكهم.
حدثني احمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثنا احمد بن عبدالله بن موسى قال: حدثني ابي: ان جماعة من علماء اهل المدينة اتوا علي بن الحسن فذكروا له هذاالامر.
فقال: محمد بن عبدالله اولى بهذا مني فذكر حديثا طويلا قال: ثم اوقفني على احجار الزيت فقال: هاهنا تقتل النفس الزكية.
قال: فرأيناه في ذلك الموضع الذي اشار اليه مقتولا.
رضوان الله عليه وسلامه.
أخبرنا علي بن العباس قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا يحيى بن
يعلى عن عمر بن موسى عن ابن علي عن آبائه قال: النفس الزكية من ولد الحسن.
أخبرنا عمر بن عبدالله قال: اخبرنا عمر بن شبة قال: حدثني عيسى بن عبدالله قال: حدثتني امي ام الحسين بنت عبدالله بن محمد بن علي بن الحسين قالت: قلت لعمي جعفر بن محمد: إني - فديتك - ما امر محمد هذا؟ قال: فتنة يقتل محمد عند بيت رومي ويقتل اخوه لامه وابيه بالعراق وحوافر فرسه في الماء أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا محمد بن الحسن ابن زبالة عن الحسين بن زيد عن مسلم بن بشار قال: كنت مع محمد بن عبدالله عند غنائم خشرم فقال لي: هاهناتقتل النفس الزكية.
قال: فقتل هناك.
أخبرني عمر قال: حدثنا ابوزيد قال: ومما رثى به محمد بن عبدالله بن الحسن:
رحم الله شبابا*** قتلوا يوم الثنيه
فر عنه الناس طرا*** غير خيل اسديه
قاتلوا عنه بنيا*** ت واحساب نقيه
قتل الرحمن عيسى *** قاتل النفس الزكيه
قال ابوزيد وحدثني محمد بن إسماعيل قال: حدثني عبدالعزيز وعمران الزهري عن ابيه قال: كان البيت من الشعر يسقط على محمد فيتكب الينا لنفيده إياه وإنه لفي أخوف خوفه.
حدثني عمر قال: حدثني ابوزيد اخبرني عمر بن عبدالله قال حدثنا عمر ابن شبة قال: حدثني إسماعيل بن ابراهيم بن ابي عمرو قال: سمعت عبدالله بن حفص بن عاصم العمري يقول في حديث حدث به عن محمد بن عبدالله: حدثني من لم تر عيني ممن خلق الله خيرا منه ولا اراه ابدا، محمد بن عبدالله فقال له ابنه عبدالله الاشتر: إنما افلت من يدي أبي جعفر امس من ضرب عنقك وهذا ابنه.
فقال: يابني هذا والله امر لايبالي ابوك لو ضربت عليه عنقه.
أخبرني عمر بن عبدالله قال.
حدثنا ابوزيد قال.حدثنا علي بن الجعد قال.أخبرني عبدالعزيز بن الماجشون: أن محمد بن عبدالله كلمه في القدر.
قال.وكان قدريا.قال: فذكرت ذلك لموسى بن عبدالله.فقال لا إنما كان يشتمل الناس.
أخبرني عمر بن عبدالله العتكي قال.
حدثنا عمر بن شبة قال.
حدثنا محمد ابن إسماعيل عن ابيه عن سعيد بن عقبة قال: كنا مع عبدالله بن الحسن بسويقة وبين يديه صخرة فقام محمد يعالجها ليرفعها فأقلها حتى بلغ ركبتيه، فنهاه عبدالله فانتهى، فلما رحل عبدالله عاد اليها فاستقلها على منكبه ثم القاها فحزرت الف رطل.
قال: وحدثني موسى بن عبدالله عن ابيه عن سعيد بن عقبة بهذا.
قال ابوزيد: ووقف موسى على الصخرة بسويقة وذكر لي انه ورجل من اصحابه عالجها وهي على حرفها وكان جهدهما ان حركا.
حدثني علي بن العباس المقانعي قال.
حدثنا بكار بن احمد قال.
حدثنا الحسن ابن الحسين عن محمد بن مساور عن مضرس بن فضالة الاسدي قال.
صعد محمد ابن عبدالله المنبر في المدينة فخطب الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال.
أيها الناس، ما يسرني ان الامة اجتمعت إلي كما اجتمعت هذه الحلقة في يدي - يعني سير سوطه - واني سئلت عن باب حلال وحرام لا يكون عندي مخرج منه.
حدثني محمد بن الحسين الاشناني قال.
حدثنا الحسين بن الحكم قال.
حدثنا الحسن بن الحسين عن محمد بن مساور بهذا.
حدثني علي بن العباس قال.
حدثنا عباد بن يعقوب قال.
حدثنا ارطاة قال قال لنا إبراهيم بن ابي يحيى.
ايهما افضل عندكم.
جعفر بن محمد او محمد بن عبدالله؟ قال.قلنا له.
انت اعلم فقد رأيتهما ولم نراهما.فقال.
ما رأيت احدا انظر في دقيق الامر من محمد بن عبدالله.
حدثني علي بن العباس قال: انبأنا بكار بن احمد قال.
حدثنا يحيى بن
الحسن قال.
حدثني حماد بن يعلى قال.
قلت لعلي بن عمر بن علي بن الحسين.
امتع الله بك اسمعت جعفرا يذكر في محمد وإبراهيم شيئا؟ قال.
سمعته حين امره ابوجعفر ان يسير إلى الربذة فقال.
ياعلي بنفسي انت سر معي فسرت معه إلى الربذة فدخل على ابي جعفر وقمت انتظره فخرج علي جعفر وعيناه تذرفان فقال لي.
ياعلي ما لقيت من ابن الخبيثة والله لا امضي ثم قال.
رحم الله ابني هند إنهما إن كانا لصابرين كريمين، والله لقد مضيا ولم يصبهما دنس.
قال: وقال غيره إنه قال: فما آسى على شئ إلا على تركي إياهما لم أخرج معهما.
حدثنا علي بن العباس، قال: أنبأنا بكار بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن الحسين عن سليمان بن نهيك، قال: كان موسى، وعبدالله ابنا جعفر، عند محمد بن عبدالله، فاتاه جعفرفسلم، ثم قال: تحب أن يصطلم أهل بيتك؟ قال: ما أحب ذلك.
قال: فان رأيت أن تأذن لي فانك تعرف علتي.
قال: قد أذنت لك.
ثم التفت محمدبعدما مضى جعفر، إلى موسى، وعبدالله ابني جعفر فقال: الحقا بأبيكما فقد أذنت لكما، فانصرفا.
فالتفت جعفر فقال: مالكما؟ قال: قد أذن لنا.
فقال جعفر: إرجعا فما كنت بالذي أبخل بنفسي وبكما عنه، فرجعا فشهدا محمدا.
أخبرنا علي بن العباس.
قال حدثنا يحيى بن الحسن بن محمد بن عبدالواحد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات، عن غالب الاسدي، قال: سمعت عيسى ابن زيد يقول: لو أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وآله - أنه باعث بعده نبيا لكان ذلك النبي محمد بن عبدالله بن الحسن.
فقال يحيى بن الحسن - فيما حدثني ابن سعيد عنه - قال: يعقوب بن عربي: سمعت أبا جعفر المنصور يقول في أيام بني أمية، وهو في نفر من بني أبيه(عند محمد بن عبدالله بن حسن) قال: ما في آل محمد - صلى الله ليه وآله - أعلم بدين الله، ولا أحق بولاية الامر من محمد بن عبدالله، وبايع له، وكان يعرفني بصحبته والخروج معه.
قال يعقوب بن عربي: فلما قتل محمد حبسني بضع عشرة سنة.
أخبرني يحيى بن علي، وأحمد بن عبدالعزيز، وعمر بن عبيدالله العتكي، قالوا: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن يحيى، عن عبدالعزيز بن عمران، عن عبدالله بن جعفر بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة، قال أبوزيد، وحدثني جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن رجل من بني كنانة، قال أبوزيد، وحدثني عبدالرحمن بن عمرو بن حبيب، عن الحسن بن أيوب مولى بني نمير، عن عبدالاعلى بن أعين.
كل هؤلاء قد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة، ومعان قريبة، فجمعت رواياتهم، لئلا يطول الكتاب بتكرير الاسانيد: أن بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبدالله بن الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة، واختاركم لها، وأكثركم بركة ياذرية محمد صلى الله عليه وآله بنو عمه وعترته، وأولى الناس بالفزع في أمرالله، من وضعه الله موضعكم من نبيه صلى الله عليه وآله، وقدترون كتاب الله معطلا، وسنة نبيه متروكة، والباطل حيا، والحق ميتا.
قاتلوا لله في الطلب لرضاه بما هو، أهله، قبل أن ينزع منكم اسمكم، وتهونوا عليه كما هانت بنو إسرائيل، وكانوا أحب خلقه إليه، وقد علمتم انا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضا خرج الامر من أيديهم، فقد قتلوا صاحبهم - يعني الوليد بن يزيد - فهلم نبايع محمدا، فقد علمتم أنه المهدي.
فقالوا: لم يجتمع أصحابنا بعد، ولو اجتمعوا فعلنا، ولسنا نرى أبا عبدالله جعفر ابن محمد، فأرسل إليه ابن الحسن فأبى أن يأتي، فقام وقال: أنا آت به الساعة، فخرج بنفسه حتى أتى مضرب الفضل بن عبدالرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحرث، فأوسع له الفضل ولم يصده، فعلمت أن الفضل أسن منه، فقام له جعفر وصدره، فعلمت أنه أسن منه.
ثم خرجنا جميعا حتى أتينا عبدالله، فدعى إلى بيعة محمد، فقال له جعفر: إنك شيخ، وإن شئت بايعتك، وأما ابنك فوالله لا ابايعه وادعك.
وقال عبدالله الاعلى في حديثه: إن عبدالله بن الحسن قال لهم: لا ترسلوا إلى جعفر فانه يفسد عليكم، فأبوا.
قال: فأتاهم وأنا معهم، فأوسع له عبدالله إلى جانبه وقال: قد علمت ما صنع بنا بنو أمية، وقد رأينا أن نبايع لهذا الفتى.
فقال: لا تفعلوا: فان الامر لم يأت بعد.
فغضب عبدالله وقال: لقد علمت خلاف ما تقول، ولكنه يحملك على ذلك الحسد لابني.
فقال: لا والله، ما ذاك يحملني، ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم.
وضرب يده على ظهر أبي العباس، ثم نهض واتبعه، ولحقه عبد الصمد، وأبوجعفر فقالا: ياأبا عبدالله، أتقول ذلك؟ قال: نعم والله أقوله وأعلمه ! قال أبوزيد، وحدثني إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن أبي الكرام بهذا الحديث، عن أبيه: ان جعفراقال لعبد الله بن الحسن: إنها والله ما هي إليك، ولا إلى ابنيك، ولكنها لهؤلاء، وإن ابنيك لمقتولان.
فتفرق اهل المجلس ولم يجتمعوا بعدها: وقال عبدالله بن جعفر بن المسور في حديثه: فخرج جعفر يتوكأ على يدي فقال لي: أرأيت صاحب الرداء الاصفر؟ يعني أبا جعفر.
قلت: نعم قال: فانا والله نجده يقتل محمدا، قلت: أو يقتل محمدا؟ قال: نعم.
فقلت في نفسي: حسده ورب الكعبة.
ثم ما خرجت والله من الدنيا حتى رأيته قتله.
يتبع........
إدريس بن عبد الله
محمد بن عبد الله بن الحسن
تكتم المغربية(أم الإمام الرضا عليه السلام)
سمانة المغربية(أم الإمام الهادي عليه السلام)
--------------------------------------------------------------------------------
الشاعر أبو القاسم محمد بن هاني الأندلسي المغربي
أشعر أهل المغرب على الإطلاق بالاتفاق وهو أبو القاسم محمد بن هاني الأندلسي المغربي الإمامي المقتول سنة 362، قال ابن خلكان: وليس في المغاربة من هو في طبقته لا من متقدميهم ولا من متأخريهم بل هو أشعرهم على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند المشارقة وكانا متعاصرين.
ولد في قرية سكون من قرى اشبيلية في الأندلس ، وأخذ حظاً وافراً من العلم ودرجة عالية في الأدب ، فأنشد الشعر وبرع فيه ، وكان حافظاً لأشعار العرب وأخبارهم ، ويعد من فحول الشعراء .
قربه صاحب اشبيلية فترة من الزمن حتى رحل عنه إلى المغرب لقوله بإمامة الخلفاء الفاطميين ونقمة وجوه الأندلس على ذلك .
رحل بعد ذلك إلى مصر ثم استأذن المعز لدين الله للسفر إلى المغرب لاستصحاب أهله ، فقتل أثناء الطريق وذلك عام ( 362 هـ ) ، وأصابع الاتهام تشير إلى الأمويين .
ومن أشعاره :
ومــا نـقموا إلا قـديم تشيعي * فـنجـى هزيراً شده المتهــالك
نصحت الإمام الحق لمـا عرفته * وما النـصـح إلا أن يكون التشيع
لي صـارم وهو شيعي كحامله * يـكـاد يسـبق كراتي إلى البطل
وله أيضاً :
فـكـل إمامي يجيء كأنما * على خده الشغرى وفي وجهه البدر
انظر ترجمته في : أعيان الشيعة 10 : 85 ، الكنى والألقاب 1 : 433 ، تأسيس الشيعة : 206 ، أمل الآمل : 311|948 ، معالم العلماء : 14 ، معجم الأدباء 19 : 92 ، النجوم الزاهرة 4 : 67 ، وفيات الأعيان 4 : 421 ، سير أعلام النبلاء 16 : 131|88 ، نفح الطيب 1 : 293 و 3 : 164 ، العبر 2 : 114 ، شذرات الذهب 3 : 41 ، البداية والنهاية 11 : 274 .
راجع أيضا : أصل الشيعة و أصولها
--------------------------------------------------------------------------------
إدريس بن عبد الله
إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي.
وفي خالد بن العاص يقول الشاعر: لعمرك إن المجد ما عاش خالد * على الغمر من ذي كندة لمقيم
يعني غمر ذي كندة وهو موضع كان ينزله.
وقد ذكره عمر بن أبي ربيعة في شعره فقال:
إذا سلكت غمر ذي كندة*** مع الصبح قصدا لها الفرقد
يمر بك العصران يوم وليلة*** فما أحدثا إلا وأنت كريم
وتندى البطاح البيض من جود خالد***وتخصب حتى نبتهن عميم
جاء في الروايات التاريخية أن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن أفلت من وقعة فخ ومعه مولى يقال له راشد فخرج به في جملة حاج مصر وأفريقية وكان إدريس يخدمه ويأتمر له حتى أقدمه مصر فنزلها ليلا فجلس على باب رجل من موالي بني العباس فسمع كلامهما وعرف الحجازية فيهما فقال اظنكما عربيين.
قالا : نعم .
قال : وحجازيين .
قالا : نعم .
فقال له راشد: أريد أن القي إليك أمرنا على أن تعاهد الله أنك تعطينا خلة من خلتين : إما أن تؤوينا وتؤمننا ، وإما سترت علينا امرنا حتى نخرج من هذا البلد .
قال: أفعل: فعرفه نفسه وإدريس ابن عبد الله ، فآواهما و سترهما .
وتهيأت قافلة إلى إفريقية فأخرج معها راشدا إلى الطريق وقال له: إن على الطريق مسالح ومعهم أصحاب أخبار تفتش كل من يجوز الطريق، و أخشى أن يعرف ، فأنا أمضي به معي على غير الطريق حتى أخرجه عليك بعد مسيرة أيام ، وهناك تنقطع المسالح.
ففعل ذلك وخرج به عليه فلما قرب من إفريقية ترك القافلة ومضى مع راشد حتى دخل بلد البربر في مواضع منه يقال لها فاس و طنجة ، فأقام بها واستجابت له البربر.
وبلغ الرشيد خبره فغمه ، فقال النوفلي خاصة في حديثه وخالفه علي بن إبراهيم وغيره فيه، فشكا ذلك إلى يحيى بن خالد فقال: أنا أكفيك أمره.
ودعا سليمان بن جرير الجزري ، وكان من متكلمي الزيدية البترية ومن أولى الرياسة فيهم، فأرغبه ووعده عن الخليفة بكل ما أحب على أن يحتال لإدريس حتى يقتله ، ودفع إليه غالية مسمومة، فحمل ذلك وانصرف من عنده، فأخذ معه صاحبا له، وخرج يتغلغل في البلدان حتى وصل إلى إدريس ابن عبد الله فمت إليه بمذهبه وقال: إن السلطان طلبني لما يعلمه من مذهبي، فجئتك فأنس به واجتباه، وكان ذا لسان وعارضة، وكان يجلس في مجلس البربر فيحتج للزيدية ويدعو إلى أهل البيت كما كان يفعل، فحسن موقع ذلك من إدريس إلى أن وجد فرصة لإدريس فقال له: جعلت فداك، هذه قارورة غالية حملتها إليك من العراق، ليس في هذا البلد من هذا الطيب شئ.
فقبلها وتغلل بها وشمها وانصرف سليمان إلى صاحبه، وقد اعد فرسين، وخرجا يركضان عليهما.
وسقط إدريس مغشيا عليه من شدة السم فلم يعلم من بقربه ما قصته.
وبعثوا إلى راشد مولاه فتشاغل به ساعة يعالجه وينظر ما قصته، فأقام إدريس في غشيته هاته نهاره حتى قضى عشيا، وتبين راشد أمر سليمان فخرج في جماعة يطلبه فما لحقه غير راشد وتقطعت خيل الباقين، فلما لحقه ضربه ضربات منها على رأسه ووجهه، وضربة قطعت أصابع يديه وكان بعد ذلك مكتعا.هذه رواية النوفلي.
وذكر علي بن إبراهيم، عن محمد بن موسى أن الرشيد وجه اليه الشماخ مولى المهدي، وكان طبيبا، فأظهر له انه من الشيعة وأنه طبيب، فاستوصفه فحمل إليه سنونا وجعل فيه سما، فلما استن به جعل لحم فيه ينتثر وخرج الشماخ هاربا حتى ورد مصر.
وكتب ابن الاغلب إلى الرشيد بذلك، فولى الشماخ بريد مصر و أجازه.
وقيل حدثني أن سليمان بن جرير أهدى إلى إدريس سمكة مشوية مسمومة فقتله، رضوان الله عليه ورحمته.
قالوا: وقال رجل من أولياء بني العباس يذكر قتل إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
أتظن يا إدريس انك مفلت *** كيد الخليفة أو يقيك فرار
فليدركنك أو تحل ببلدة *** لا يهتدي فيها إليك نهار
إن السيوف إذا انتضاها سخطه*** طالت وتقصر دونها الأعمار
ملك كأن الموت يتبع أمره***حتى يقال تطيعه الاقدار
قال ابن عمار: وهذا الشعر عندي يشبه شعر أشجع بن عمر والسلمي و أظنه له قال ابوالفرج الاصبهاني: هذا الشعر لمروان بن أبي حفصة ، أنشدنيه علي ابن سليمان الاخفش له.
قالوا: ورجع راشد إلى الناحية التي كان بها إدريس مقيما فدفنه، وكان له حمل فقام له راشد بأمر المرأة حتى ولدت ، فسماه باسم أبيه إدريس، وقام بأمر البربر حتى كبر ونشأ فولي أمرهم أحسن ولاية وكان فارسا شجاعا جوادا شاعرا .
________________
راجع : مقاتل الطالبين - تأليف : ابو الفرج الاصفهانى
__________________________________________________ ____
محمد بن عبد الله بن الحسن
محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويكنى أبا عبد الله.
وأمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
وأمها قريبة بنت يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب ابن أسد.
وأمها خذيجة بنت محمد بن طليب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد الحرث.
وأمها أم مسلم بنت عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف.
وأمها قدة بنت عرفجة بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمها الدنيبة بنت عبد عوف بن عبد بن الحرث بن زهرة.
وأمها بنت العداء بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر ابن لؤي.
وأمها رزا بنت وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب ابن فهر.
وأمها من بني الأحمر بن الحرث بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن الياس بن مضر.
وكان يقال له: صريح قريش لأنه لم يقم عنه أم ولد في جميع آبائه و أمهاته وجداته.
وكان أهل بيته يسمونه المهدي ويقدرون أنه الذي جاءت فيه الرواية.
وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية، وانه المقتول بأحجار الزيت.
وكان من أفضل أهل بيته، واكبر أهل زمانه في زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له وفقهه في الدين وشجاعته وجوده وبأسه وكل أمر يجعل بمثله حتى لم يشك احد انه المهدي وشاع ذلك له في العامة وبايعه رجال من بني هاشم جميعا من آل أبي طالب، وآل العباس، وساير بني هاشم ثم ظهر من جعفر بن محمد قول في انه لا يملك.
وان الملك يكون في بني العباس فانتبهوا من ذلك لأمر لم يكونوا يطمعون فيه.
وخرجت دعاة بني هاشم إلى النواحي عند مقتل الوليد بن يزيد، واختلاف كلمة بني مروان فكان أول ما يظهرونه فضل علي بن أبي طالب و ولده و ما لحقهم من القتل والخوف والتشريد ، فإذا استتب لهم الأمر ادعى كل فريق منهم الوصية لمن يدعو إليه.
فلما ظهرت الدعوة لبني العباس وملكوا حرص السفاح والمنصور على الظفر بمحمد وإبراهيم لما في أعناقهم من البيعة لمحمد، وتواريا فلم يزالا ينتقلان في الاستتار والطلب يزعجهما من ناحية إلى أخرى حتى ظهرا فقتلا صلوات الله عليهما ورضوانه ! قال ابوالفرج الاصبهاني: وأنا أذكر من ذلك طرفا يتسق به خبرهما دون الإطالة لسائر ما عندي من ذلك إن كان هذا كتابا مختصرا قريب المأخذ، وكان شرح جميع ما روى في ذلك - على كثرته - يطول به الكتاب.
وكان أبوعبيدة سيدا من سادات قريش و أجوادها قال الزبير - فيما أخبرني حرمي بن أبي العلاء - قال: حدثني سليمان بن عياش السعدي قال: لما توفي أبو عبيدة وجدت عليه ابنته هند وجدا شديدا فكلم عبد الله بن الحسن محمد بن بشير الخارجي في أن يدخل على هند بنت أبي عبيدة فيعزيها و يؤاسيها عن أبيها فدخل معه عليها فلما نظر إليها صاح بأبعد صوته:
قومي اضربي عينيك يا هند لن ترى*** أبا مثله تسمو إليه المفاخر
وكنت إذا أثنيت أثنيت والدا *** يزين كما زان اليدين الأساور
فصكت وجهها وصاحت بحزنها وجهدها، فقال له عبد الله: ألهذا أدخلت؟ ! قال الخارجي: وكيف أعزى عن أبي عبيدة وأنا أعزى به ! حدثني عمر بن عبد الله العتكي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان قال: حدثني علي بن صالح قال: زوج عبد الملك ابن مروان ابنه عبد الله هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة وريطة بنت عبيد الله بن عبد المدان لما كان يقال أنه في اولادهما فمات عنهما عبدالله واطلقهما فتزوج هندا عبدالله بن الحسن وتزوج ريطة محد بن علي فجاءت بأبي العباس السفاح.
قال ابوزيد: وانشدني بن رواحة وفليج بن إسماعيل لعبد الله بن الحسن ابن الحسين في هند بنت أبي عبيدة شعرا:
ياهند إنك لو علم *** ت بعاذلين تتابعا
قالا فلم يسمع لا *** قالا وقلت بل اسمعا
هند احب إلي من *** اهلي ومالي اجمعا
وعصيت فيك عواذلي *** واطعت قلبا موجعا
حدثني احمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن الحسن قال: حدثنا عبدالله ابن محمد بن سليمان بن عبدالله بن الحسن قال: سمعت عبدالله بن موسى يقول.
حملت جدتي هند بعمي محمد بن عبدالله اربع سنين فجاءها ابوعبيدة فقال.
أنت المتحابلة على عبدالله بن الحسن فرقا ان يتزوج عليك؟ فصفقت الباب دونه وقالت ياابة لا يكذب فورب الكعبة البيت الحرام إني لحامل ! فقال.
اما لو فتحت الباب لعلمت ما ينزل بك اليوم مني.
ثم ولدت محمد بن عبدالله على رأس أربع سنين.
أخبرني عمر بن عبدالله قال.
حدثنا عمر بن شبة عن ابن رواحة عن أبيه قال.
لما مات عبدالله بن عبدالملك رجعت هند بمير اثها منه.
فقال عبدالله بن الحسن لامه فاطمة: اخطبي علي هندا.
فقالت: إذن تردك اتطمع في هند وقد ورثت من عبدالله ما ورثته وانت ترب لا مال لك؟ فتركها، ومضى إلى أبي عبيدة أبي هند فخطبها اليه.
فقال: في الرحب والسعة، اما مني فقد زوجتك مكانك لا تبرح.
فدخل على هندفقال: يابنية هذا عبدالله بن الحسن أتاك خاطبا قالت فما قلت له؟ فقال: زوجته إياك.
قالت: احسنت قد اجزت ما صنعت.
وارسلت إلى عبدالله: لا تبرح حتى تدخل على اهلك.
قال: فتبشرت لذلك فبات بها معرسا من ليلته، لا تشعر امه فأقام سبعا، ثم اصبح في يوم سابعه غاديا على امه وعليه درع الطيب، وفي غير ثيابه التي تعرف.
فقالت: يابني من اين لك هذا؟ قال: من عندالتي زعمت انها تردني.
أخبرني عمر قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني هرمن ابوعلي - رجل من اهل المدينة - قال: سمعته متعالما عند آل ابي طالب: ان محمدا ولد في سنة مائة وأن عمر بن عبدالعزيز فرض له في شرف العطاء.
باب ما ذكر في تسميته بالمهدي
حدثني عمر بن عبدالله قال: أخبرنا عمر بن شبة وحدثنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم واحمد بن عبدالعزيز قالا: حدثنا عمر قال: حدثني يعقوب بن القاسم ابن محمد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن عبيدالله قال: حدثني علي بن أبي طالب ابن سرح - احد بني تيم الله - قال: اخبرني مسمع بن غسان: ان فاطمة بنت الحسين كانت تقبل نساء بنيها واهل بيتها حتى قال لها بنوها: خشينا ان نسمي بني القابلة.
فقالت: إن لي طلبة لو ظفرت بها لتركت ما ترون.
فلما كانت الليلة التي ولد فيها محمد بن عبدالله قالت: يابني إني اطلب امرا وظفرت به فلست بعائدة بعد اليوم إن شاء الله تعالى فهي التي اوقعت ذكره.
وقال ابوزيد - فيما حدثني من قدمت ذكره - حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري عن امه رقية بنت موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن سعيد ابن عقبة الجهني - وكان عبدالله بن الحسن اخذه منها فكان في حجره - قال.ولد محمد وبين كتفيه خال اسود كهيئة البيضة عظيما فكان يقال له.
المهدي وكان يسمى صريح قريش.
قال ابوزيد.وحدثني يعقوب بن القاسم عن سفيان بن عيينة قال.
رايت عبدالله بن الحسن يأتي بمحمد بن عبدالله وإبراهيم وهما غلامان إلى عبدالله بن طاووس فيقول.
حدثهما لعل الله ينفعهما.
حدثني عمربن عبدالله بن يحيى بن علي واحمد بن عبدالعزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال.
حدثنا محمد بن إسماعيل عن موسى بن عبدالله قال.
كان محمد ابن عبدالله يقول.
إن كنت لاطلب العلم في دور الانصار حتى لاتوسد عتبة احدهم فيوقظني الانسان فيقول.
إن سيدك قد خرج إلى الصلاة ما يحسبني إلا عبده.
قال ابوزيد.وحدثني محمد بن الهذيل بن عبدالله بن مكحول العبدي عن سعيد بن خالد بن عبدالرحمن قال.
قدم علينا ابوايوب بن الادبر رسولا لابي حذيفة واصل بن عطاء داعيا إلى مقالته فاستجاب له محمد بن عبدالله بن الحسن في جماعة من آل ابي طالب.
حدثني عيسى بن الحسين الوراق قال.
حدثنا احمد بن الحارث قال.
حدثني المدائني عن ابن دأب قال.
حدثني عمير بن الفضل الخثعمي قال.
رايت ابا جعفر المنصور يوما وقد خرج محمد بن عبدالله بن الحسن من دار ابنه وله فرس واقف على الباب مع عبد له اسود، وابوجعفر ينتظره فلما خرج وثب ابوجعفر فأخذ بردائه حتى ركب، ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد فقلت وكنت حينئذ اعرفه ولا اعرف محمدا.
من هذا الذي اعظمته هذا الاعظام حتى اخذت بركابه
وسويت عليه ثيابه؟ قال: اوما تعرفه؟ قلت: لا.
قال: هذا محمد بن عبدالله ابن الحسن بن الحسن مهدينا اهل البيت.
أخبرنا محمد بن زكريا الصحاف البصري قال: حدثنا قعنب بن محرز عن المدائني عن ابن دأب قال: لم يزل محمد بن عبدالله بن الحسن منذ كان صبيا، يتوارى ويراسل الناس بالدعوة إلى نفسه، ويسمى بالمهدي.
أخبرنا يحيى بن علي، وعمر بن عبد الله، والجوهري، قالوا: حدثني عمر ابن شبه، قال: حدثني يعقوب بن القاسم، قال: حدثتني أمي فاطمة بنت عمر بن عاصم قالت أخبرتني أم كلثوم بنت وهب، قالت: كان يوجد في الرواية أنه يملك رجل اسمه ايم النبي صلى الله عليه وآله، وايم أمه على ثلاث أحرف أولها هاء وآخرها دال.
قال: وكانوا يظنون محمد بن عبد الله بن الحسن، وأمه هند.
أخبرني يحيى بن علي، والجوهري والعتكي، قالوا: حدثنا أبوزيد قال: حدثنا عيسى بن عبدالله، قال: حدثني أبوسلمة المصبحي، قال: حدثني مولي لابي جعفر، قال: أرسلني أبوجعفر، فقال: اجلس عند المنبر فاسمع ما يقول محمد فسمعته يقول: إنكم لا تشكون أني أنا الهدي، وأنا هو.
فأخبرت بذلك أبا جعفر، فقال: كذب عدوالله، بل هو ابني.
قال أبوزيد: وحدثني جعفر بن محمد بن إسماعيل الهاشمي، عن أبيه عن جده، قال: كنت مع أبي جعفر في مسجد النبي صلى الله عليه وآله، إذ وثب إلى رجل على بغل، فوقف معه ناحية، وهو واضع يده على معرفة البغل، والرجل كان واضعا يده على منكبه ثم جاءني فقال: استأذن على أبيك لمحمد بن عبدالله ابن الحسن.
فقلت: ليدن من الباب ليستأذن، فقال: أقسمت عليك إلاقمت ! فقمت، فلما رجعت قال لي: ألست الذي استأذنت له؟ فقلت: لا، أمرني من استأذن له.
فقال: إنك لجاهل به، هذا محمد بن عبدالله مهدينا أهل البيت.
أخبرني محمد بن خلف بن وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد،
عن الواقدي، قال: كان عبدالله بن الحسن يآمر ابنه محمدا يطلب العلم والتفقه في الدين، وكان يجئ به وبأخيه إبراهيم إلى ابن طاوس فيقول له: حدثهما لعل الله أن ينفعهما.
قال الواقدي: وقد لقى محمد نافعا بن عمر وسمع منه، ولقى أبا الزياد وسمع منه وحدث عنهما وعن غيرهما، وكان حديثه قليلا، فروى عنه بعدمقتله، فممن حدث عنه عبدالله بن جعفر بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة، وغيره.
أخبرنا علي بن العباس المقانعي، قال: حدثنا بكار بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن زياد الصيقل، قال: أخبرني سلم العامري، قال: إنما شهر محمد بن عبدالله فاطمة بنت علي لما ولد محمد بن عبدالله جاءت فنظرت إليه وأدخلت أصبعها في فيه.
فاذا في لسانه عقدة، فكانت تربيه، يكون عندها أكثر مما يكون عند أمه، حتى تخرج، وخرج من الكتاب وعملت طعاما، وأرسلت إلى نفر من أهل بيته فتغدوا عندها، ثم قالت: اللهم إن أخي الحسين كان دفع إلى سفطا بخاتمه، والله ما أدري ما فيه، وأرى إذا ولد هذا الغلام أن أدفعه إليه، ثم دعت بالسفط فدفعته إلى محمد بن عبدالله بمحضر من القوم، وحمل معه إلى منزله ما تدري ما فيه فهي التي شهرته، وقال الناس فيه.
حدثني علي بن العباس، قال: حدثنا عباد بن يعقوب: قال: أخبرنا إبراهيم ابن محمد الخثعمي عن محمدبن يعلى عن القاسم بن عيلان بن عبدالله ابن الحسن: قال: دعتني عمتي فاطمة بنت علي فقالت: يابني.
إن أبي علي بن أبي طالب كان يذكر أن أصغر ولده يدرك المهدي وأنا أصغر ولده.
وقد كان يذكر ويصف علامات فيه.
فلست أراها في أحد غيرك: فان كنت أنت ذاك فعليك بالنمط الاوسط من النمطين، يرجع اليك الغالي.
ويلحق المقصر، ثم اشفني من بني أمية.
أخبرنا عمر بن عبدالله: قال: حدثنا أبوزيد، قال: حدثني يعقوب بن
القاسم قال: حدثني علي بن أبي طالب، قال: أخبرني القاسم بن المطلب العجلي، قال: حدثني الكعبي منذ خمسين سنة، أن أبا صالح حدثه قبل ذلك بعشرين سنة، أن أبا هريرة أخبره: أن المهدي اسمه محمد بن عبدالله، في لسانه رتة.
أخبرني عمر بن عبدالله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني عبدالله بن نافع، قال: حدثني إبراهيم بن علي الرافعي من ولد أبي رافع، قال: كان محمد تمتاما، فرأيته على المنبر يتلجلج الكلام في صدره فيضرب بيده عليه يستخرج الكلام.
وأخبرني أحمدبن محمد بن سعيد، قال يحيى بن الحسن، قال: حدثني موسى بن عبدالله بن موسى عن أبيه، قال: ولد محمد بن عبدالله وبين كتفيه خال أسود كهيئة البيضة عظيما، وكان يقال له صريح قريش وهو الهدي.
وكان صريحا وقد قال فيه الشاعر وهوسلمة بن أسلم الجهني:
إن الذي يروى الرواة لبين*** إذا ما ابن عبدالله فيهم تجردا
له خاتم لم يعطه الله غيره***وفيه علامات من البر والهدى
أخبرني يحيى بن علي.
والعتكي، والجوهري قالوا: حدثنا عمر بن شبة.
قال: حدثني محمد بن اسماعيل الجعفري أن ابن أبي ثابت أنشده بيتا لا يدري من قاله:
إن يك ظني في محمد صادقا*** يكن فيه ما تروي الاعاجم في الكتب
قال: وقال سلمة بن أسلم.
ثم أحد بني الربعة من جهينة:
إنا لنرجو أن يكون محمد*** إماما به يحيا الكتاب المنزل
به يصلح الاسلام بعد فساده *** ويحيا يتيم بائس ومعول
ويملا عدلا أرضنا بعد ملئها*** ضلالا ويأتينا الذي كنت آمل
وقال أيضا:
إن كان في الناس لنامهدي*** يقيم فينا سيرة النبي
فانه محمد التقي
ولمحمد يقول إبراهيم بن علي بن هرمة:
لا والذي أنت منه نعمة سلفت*** نرجو عواقبها في آخر الزمن
ما غيرت وجهه أم مهجنة*** إذ القتام يغشى أوجه الهجن
قال أبوزيد: وحدثني عبدالملك سنان المسمعي، قال.
لهجت العوام بمحمد تسميه المهدي حتى كان يقال محمد بن عبدالله المهدي عليه ثياب يمنية وقبطية.
قال أبوزيد: وحدثني الوليد بن هشام قال:حدثني سهل بن بشر، قال: سمعت فتاة تقول: ليت المهدي قد خرج، تعني محمد بن عبدالله.
أخبرني أحمد بن سعيد، قال حدثنا يحيى بن الحسن، قال :حدثني غسان ابن أبي غسان، عن أبيه، عن عيسى بن عبدالله، قال: لم يزل محمد بن عبدالله منذ كان غلاما إلى أن بلغ يتغيب ويستخفى، ويسمى المهدي.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن، قال: حدثني عبدالله ابن محمد، عن حميد بن سعيد، قال: لما ولد محمد بن عبدالله سربه آل محمد، وكانوا يروون عن النبي صلى الله عليه وآله أن اسم المهدي محمد بن عبدالله فأملوه، ورجوه، وسروا به، ووقعت عليه المحبة، وجعلوا يتذاكرونه في المجالس، وتباشرت به الشيعة.
وفي ذلك يقول الشاعر:
ليهنكم المولود آل محمد*** إمام هدى هادي الطريقة مهتدي
يسوم أمى الذل من بعد عزها***وآل ابي العاص الطريد المشرد
فيقلتهم قتلا ذريعا وهذه*** بشارة جديه علي وأحمد
هما أنبآنا أن ذلك كائن*** برغم أنوف من عداة وحسد
أمية صبرا طال ما أطرت لكم*** بنو هاشم آل النبي محمد
قال أبوالفرج علي بن الحسين: والروايات في هذا كثيرة يكتفي منهابما مضى.
ذكر إنكار عبدالله بن الحسن وأهله
(وغيرهم أن يكون محمد المهدي، وقولهم فيه إنه النفس الزكية رضوان الله عليه وسلامه)
حدثني علي بن العباس المقانعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن أبراهيم بن محمد الخثعمي عن يحيى بن يعلى عن محمد بن بشر قال: قال رجل لعبدالله بن الحسن متى يخرج محمد؟ قال: لا يخرج حتى أموت وهو مقتول.
قلت: إنا لله وإنا اليه راجعون، هلكت والله الامة.
قال: كلا.
قلت: فإبراهيم؟ قال: ليس بخارج حتى اموت وهو مقتول.
قلت: إنا لله هلكت والله الامة.
قال: فاذا مت خرجا جميعا فلا يلبثا إلا وهما مقتولان.
قلت: إنا لله هلكت الامة.
قال: كلا، فان صاحبهم منا غلام شاب ابن خمس وعشرين سنة يقتلهم تحت كل حجر أو تحت كل كوكب.
حدثنا علي بن العباس قال: حدثنا بكار بن احمد قال: حدثنا الحسن بن الحسين عن يحيى بن يعلى عن شيخ من بني سفيان قال: قلت لعبدالله بن الحسن ثم ذكر مثل حديث عباد عن يحيى بن يعلى.
أخبرنا يحيى بن علي والعتكي والجوهري قالوا: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا محمد بن الهذيل بن عبيدالله قال: سمعت من لا احصى من اصحابنا يذكرون أن عمرو بن عبيد كان ينكر ان يكون محمد بن عبدالله هو المهدي ويقول كيف وهو يقتل؟ قال ابوزيد: وحدثني محمد بن الهذيل قال: اخبرني عثمان بن الحكم بن صخر الثقفي قال: جاءني مطر صاحب الحمام والقى نفسه على فراش ثم تمدد فقلت: مالك؟ فقال: ما يدعنا عمر وبن عبيد نعيش في الدنيا.
قلت: وكيف؟ قال: قال عمرو إن امرنا ينفسخ لا يتم وإن جهادنا يذهب باطلا.
قال: قلت: فاذهب بنا اليه.
قال: فانطلقت انا وهوحتى اتينا عمرا فقلت: ياابا عثمان ما يقول أبورجاء؟ قال.صدق.
قلت: وكيف يقول ذلك؟ قال: فهو المقتول بالمدينة.
قال ابوزيد: وحدثني إبراهيم بن إسحاق الغطفاني قال: حدثني كثير بن
الصلت قال: اخبرني يوسف بن قتيبة بن مسلم ولم ار بأهلنا قط خيرا منه قال: اخبرني اخي مسلم بن قتيبة قال: ارسل إلي ابوجعفر فدخلت عليه فقال: قد خرج محمد بن عبدالله وتسمى بالمهدي، وو الله ما هو به واخرى اقولها لك لم اقلها لاحد قبلك، ولا اقولها لاحد بعدك وابني والله ما هو بالمهدي الذي جاءت به الرواية ولكنني تيمنت به وتفاءلت به.
قال ابوزيد: وحدثني محمد بن يحيى قال: حددثني ابن ابي ثابت عن ابي العباس الفلسطي قال: قلت لمروان بن محمد: جد محمد بن عبدالله فانه يدعى هذا الامر ويتسمى بالمهدي.
فقال: مالي وله، ما هو به ولا من ابيه وانه لابن ام ولد ولم يهجه مروان حتى قتل.
قال ابوزيد حدثني محمد بن يحيى عن عبدالله بن يحيى عن عبدالله بن الحسن ابن الفرات قال: رحت عشية من قرية مع عبدالله والحسن ابني الحسن بن الحسن ابن علي فصمنا المسير إلى داود بن علي وعبدالله بن علي بن عبد الله بن العباس فأقبل داود على عبدالله بن الحسن يدعوه إلى ان يظهر ابنه محمدا - وذلك قبل ان يملك بنو العباس - فقال عبدالله: لم يأت الوقت الذي يظهر فيه محمد بعد.
قال: فسمع عبدالله بن علي الحديث فالتفت إلى عبدالله بن الحسن فقال له ياابا محمد: سيكفيك الجعالة مستميت * خفيف الحاذ من فتيان جرم أنا والله الذي اظهر عليهم واقتلهم وانتزع ملكهم.
حدثني احمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثنا احمد بن عبدالله بن موسى قال: حدثني ابي: ان جماعة من علماء اهل المدينة اتوا علي بن الحسن فذكروا له هذاالامر.
فقال: محمد بن عبدالله اولى بهذا مني فذكر حديثا طويلا قال: ثم اوقفني على احجار الزيت فقال: هاهنا تقتل النفس الزكية.
قال: فرأيناه في ذلك الموضع الذي اشار اليه مقتولا.
رضوان الله عليه وسلامه.
أخبرنا علي بن العباس قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا يحيى بن
يعلى عن عمر بن موسى عن ابن علي عن آبائه قال: النفس الزكية من ولد الحسن.
أخبرنا عمر بن عبدالله قال: اخبرنا عمر بن شبة قال: حدثني عيسى بن عبدالله قال: حدثتني امي ام الحسين بنت عبدالله بن محمد بن علي بن الحسين قالت: قلت لعمي جعفر بن محمد: إني - فديتك - ما امر محمد هذا؟ قال: فتنة يقتل محمد عند بيت رومي ويقتل اخوه لامه وابيه بالعراق وحوافر فرسه في الماء أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا محمد بن الحسن ابن زبالة عن الحسين بن زيد عن مسلم بن بشار قال: كنت مع محمد بن عبدالله عند غنائم خشرم فقال لي: هاهناتقتل النفس الزكية.
قال: فقتل هناك.
أخبرني عمر قال: حدثنا ابوزيد قال: ومما رثى به محمد بن عبدالله بن الحسن:
رحم الله شبابا*** قتلوا يوم الثنيه
فر عنه الناس طرا*** غير خيل اسديه
قاتلوا عنه بنيا*** ت واحساب نقيه
قتل الرحمن عيسى *** قاتل النفس الزكيه
قال ابوزيد وحدثني محمد بن إسماعيل قال: حدثني عبدالعزيز وعمران الزهري عن ابيه قال: كان البيت من الشعر يسقط على محمد فيتكب الينا لنفيده إياه وإنه لفي أخوف خوفه.
حدثني عمر قال: حدثني ابوزيد اخبرني عمر بن عبدالله قال حدثنا عمر ابن شبة قال: حدثني إسماعيل بن ابراهيم بن ابي عمرو قال: سمعت عبدالله بن حفص بن عاصم العمري يقول في حديث حدث به عن محمد بن عبدالله: حدثني من لم تر عيني ممن خلق الله خيرا منه ولا اراه ابدا، محمد بن عبدالله فقال له ابنه عبدالله الاشتر: إنما افلت من يدي أبي جعفر امس من ضرب عنقك وهذا ابنه.
فقال: يابني هذا والله امر لايبالي ابوك لو ضربت عليه عنقه.
أخبرني عمر بن عبدالله قال.
حدثنا ابوزيد قال.حدثنا علي بن الجعد قال.أخبرني عبدالعزيز بن الماجشون: أن محمد بن عبدالله كلمه في القدر.
قال.وكان قدريا.قال: فذكرت ذلك لموسى بن عبدالله.فقال لا إنما كان يشتمل الناس.
أخبرني عمر بن عبدالله العتكي قال.
حدثنا عمر بن شبة قال.
حدثنا محمد ابن إسماعيل عن ابيه عن سعيد بن عقبة قال: كنا مع عبدالله بن الحسن بسويقة وبين يديه صخرة فقام محمد يعالجها ليرفعها فأقلها حتى بلغ ركبتيه، فنهاه عبدالله فانتهى، فلما رحل عبدالله عاد اليها فاستقلها على منكبه ثم القاها فحزرت الف رطل.
قال: وحدثني موسى بن عبدالله عن ابيه عن سعيد بن عقبة بهذا.
قال ابوزيد: ووقف موسى على الصخرة بسويقة وذكر لي انه ورجل من اصحابه عالجها وهي على حرفها وكان جهدهما ان حركا.
حدثني علي بن العباس المقانعي قال.
حدثنا بكار بن احمد قال.
حدثنا الحسن ابن الحسين عن محمد بن مساور عن مضرس بن فضالة الاسدي قال.
صعد محمد ابن عبدالله المنبر في المدينة فخطب الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال.
أيها الناس، ما يسرني ان الامة اجتمعت إلي كما اجتمعت هذه الحلقة في يدي - يعني سير سوطه - واني سئلت عن باب حلال وحرام لا يكون عندي مخرج منه.
حدثني محمد بن الحسين الاشناني قال.
حدثنا الحسين بن الحكم قال.
حدثنا الحسن بن الحسين عن محمد بن مساور بهذا.
حدثني علي بن العباس قال.
حدثنا عباد بن يعقوب قال.
حدثنا ارطاة قال قال لنا إبراهيم بن ابي يحيى.
ايهما افضل عندكم.
جعفر بن محمد او محمد بن عبدالله؟ قال.قلنا له.
انت اعلم فقد رأيتهما ولم نراهما.فقال.
ما رأيت احدا انظر في دقيق الامر من محمد بن عبدالله.
حدثني علي بن العباس قال: انبأنا بكار بن احمد قال.
حدثنا يحيى بن
الحسن قال.
حدثني حماد بن يعلى قال.
قلت لعلي بن عمر بن علي بن الحسين.
امتع الله بك اسمعت جعفرا يذكر في محمد وإبراهيم شيئا؟ قال.
سمعته حين امره ابوجعفر ان يسير إلى الربذة فقال.
ياعلي بنفسي انت سر معي فسرت معه إلى الربذة فدخل على ابي جعفر وقمت انتظره فخرج علي جعفر وعيناه تذرفان فقال لي.
ياعلي ما لقيت من ابن الخبيثة والله لا امضي ثم قال.
رحم الله ابني هند إنهما إن كانا لصابرين كريمين، والله لقد مضيا ولم يصبهما دنس.
قال: وقال غيره إنه قال: فما آسى على شئ إلا على تركي إياهما لم أخرج معهما.
حدثنا علي بن العباس، قال: أنبأنا بكار بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن الحسين عن سليمان بن نهيك، قال: كان موسى، وعبدالله ابنا جعفر، عند محمد بن عبدالله، فاتاه جعفرفسلم، ثم قال: تحب أن يصطلم أهل بيتك؟ قال: ما أحب ذلك.
قال: فان رأيت أن تأذن لي فانك تعرف علتي.
قال: قد أذنت لك.
ثم التفت محمدبعدما مضى جعفر، إلى موسى، وعبدالله ابني جعفر فقال: الحقا بأبيكما فقد أذنت لكما، فانصرفا.
فالتفت جعفر فقال: مالكما؟ قال: قد أذن لنا.
فقال جعفر: إرجعا فما كنت بالذي أبخل بنفسي وبكما عنه، فرجعا فشهدا محمدا.
أخبرنا علي بن العباس.
قال حدثنا يحيى بن الحسن بن محمد بن عبدالواحد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات، عن غالب الاسدي، قال: سمعت عيسى ابن زيد يقول: لو أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وآله - أنه باعث بعده نبيا لكان ذلك النبي محمد بن عبدالله بن الحسن.
فقال يحيى بن الحسن - فيما حدثني ابن سعيد عنه - قال: يعقوب بن عربي: سمعت أبا جعفر المنصور يقول في أيام بني أمية، وهو في نفر من بني أبيه(عند محمد بن عبدالله بن حسن) قال: ما في آل محمد - صلى الله ليه وآله - أعلم بدين الله، ولا أحق بولاية الامر من محمد بن عبدالله، وبايع له، وكان يعرفني بصحبته والخروج معه.
قال يعقوب بن عربي: فلما قتل محمد حبسني بضع عشرة سنة.
أخبرني يحيى بن علي، وأحمد بن عبدالعزيز، وعمر بن عبيدالله العتكي، قالوا: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن يحيى، عن عبدالعزيز بن عمران، عن عبدالله بن جعفر بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة، قال أبوزيد، وحدثني جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن رجل من بني كنانة، قال أبوزيد، وحدثني عبدالرحمن بن عمرو بن حبيب، عن الحسن بن أيوب مولى بني نمير، عن عبدالاعلى بن أعين.
كل هؤلاء قد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة، ومعان قريبة، فجمعت رواياتهم، لئلا يطول الكتاب بتكرير الاسانيد: أن بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبدالله بن الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة، واختاركم لها، وأكثركم بركة ياذرية محمد صلى الله عليه وآله بنو عمه وعترته، وأولى الناس بالفزع في أمرالله، من وضعه الله موضعكم من نبيه صلى الله عليه وآله، وقدترون كتاب الله معطلا، وسنة نبيه متروكة، والباطل حيا، والحق ميتا.
قاتلوا لله في الطلب لرضاه بما هو، أهله، قبل أن ينزع منكم اسمكم، وتهونوا عليه كما هانت بنو إسرائيل، وكانوا أحب خلقه إليه، وقد علمتم انا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضا خرج الامر من أيديهم، فقد قتلوا صاحبهم - يعني الوليد بن يزيد - فهلم نبايع محمدا، فقد علمتم أنه المهدي.
فقالوا: لم يجتمع أصحابنا بعد، ولو اجتمعوا فعلنا، ولسنا نرى أبا عبدالله جعفر ابن محمد، فأرسل إليه ابن الحسن فأبى أن يأتي، فقام وقال: أنا آت به الساعة، فخرج بنفسه حتى أتى مضرب الفضل بن عبدالرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحرث، فأوسع له الفضل ولم يصده، فعلمت أن الفضل أسن منه، فقام له جعفر وصدره، فعلمت أنه أسن منه.
ثم خرجنا جميعا حتى أتينا عبدالله، فدعى إلى بيعة محمد، فقال له جعفر: إنك شيخ، وإن شئت بايعتك، وأما ابنك فوالله لا ابايعه وادعك.
وقال عبدالله الاعلى في حديثه: إن عبدالله بن الحسن قال لهم: لا ترسلوا إلى جعفر فانه يفسد عليكم، فأبوا.
قال: فأتاهم وأنا معهم، فأوسع له عبدالله إلى جانبه وقال: قد علمت ما صنع بنا بنو أمية، وقد رأينا أن نبايع لهذا الفتى.
فقال: لا تفعلوا: فان الامر لم يأت بعد.
فغضب عبدالله وقال: لقد علمت خلاف ما تقول، ولكنه يحملك على ذلك الحسد لابني.
فقال: لا والله، ما ذاك يحملني، ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم.
وضرب يده على ظهر أبي العباس، ثم نهض واتبعه، ولحقه عبد الصمد، وأبوجعفر فقالا: ياأبا عبدالله، أتقول ذلك؟ قال: نعم والله أقوله وأعلمه ! قال أبوزيد، وحدثني إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن أبي الكرام بهذا الحديث، عن أبيه: ان جعفراقال لعبد الله بن الحسن: إنها والله ما هي إليك، ولا إلى ابنيك، ولكنها لهؤلاء، وإن ابنيك لمقتولان.
فتفرق اهل المجلس ولم يجتمعوا بعدها: وقال عبدالله بن جعفر بن المسور في حديثه: فخرج جعفر يتوكأ على يدي فقال لي: أرأيت صاحب الرداء الاصفر؟ يعني أبا جعفر.
قلت: نعم قال: فانا والله نجده يقتل محمدا، قلت: أو يقتل محمدا؟ قال: نعم.
فقلت في نفسي: حسده ورب الكعبة.
ثم ما خرجت والله من الدنيا حتى رأيته قتله.
يتبع........
تعليق