إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الـدنـيـــا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الـدنـيـــا

    هل الدنيا همُّ المؤمن أم الآخرة؟

    ج: إنّ الله يريد للإنسان دائماً أن يعي موقعه في الحياة الدنيا، وأن يفهم الحياة الدنيا بحجمها، فلا يعطيها أكبر من حجمها، ولا يمتدّ بها أكثر مما تمتدّ إليه، فالقرآن يشير إلينا أن ادرسوا كلّ ما أوتيتم من الحياة الدنيا.. لقد أوتيتم مالاً وبنين وجاهاً، وأوتيتم لذّات وشهوات.. وما إلى ذلك، فما هو حجم كلّ ذلك.. إنه متاعٌ تحملونه معكم كما يحمل المسافر متاعه لينتفع به، وينتهي هذا الانتفاع عند انقضاء السفر وانتهائه.. انظروا أمامكم، ماذا ترون؟ إنكم تتزيّنون بالزينة المادية أو المعنويّة، تلبسون اللباس الجيّد، تزخرفون بيوتكم، تزيّنون واقعكم، وتنطلقون في زينتكم في الواقع، واقع الناس الذين تجتذبهم كلّ هذه الزخارف، وتندثر هذه الزخارف وينتهي وقتها وزمنها، وقد يكون ذلك في حياتكم عندما تفقدون كلّ هذا قبل أن تفقدوا حياتكم.

    وعندما تنتهي حياتكم ماذا يبقى لكم من متاع الدنيا وزينتها؟ فقصة الدنيا في مظهرها هي قصة المتاع المحدود والزينة الطارئة ليس لها دوامٌ وخلود، فإذا لم يكن لها ذلك، فكيف تعطيها كلّ نفسك وهمّتك، وكيف تنطلق لتغرف منها وتفقد ما يمتدّ بك إلى الأبد.

    فكِّر جيداً في الدنيا، وقد ورد عن أمير المؤمنين علي(ع) وهو يصفها قوله: "مَنْ أبصر بها بصّرته، ومَن أبصر إليها أعمته".. تطلّع إليها في زينتها وبهارجها وبريقها، فإنها تغشي عينيك حتى تكاد لا تُبصر، ولكن اجعل الدنيا بكلّ ما فيها عيناً تُبصر بها مصيرك ومستقبلك، فإنها تنبئك أنّ الذين عاشوا قبلك، كانت لهم كلّ أحلامك وأمنياتك وأهدافك وانتهوا وانتهى الزمان، وستذهب كما ذهبوا {وما أوتيتم من شيءٍ فمتاعُ الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خيرٌ وأبقى أفلا تعقلون} [القصص:60] ما عند الله هو الخلود، الخلود في رضوان الله، ورضوان الله أكبر من كلّ نعيم الدنيا {وما عند الله خيرٌ وأبقى}، وإذا كان ما عند الله هو الخير المطلق، فلماذا تترك ما عند الله وتذهب صوب ما يفنى.

    وقضية أن تعيش لتحصل على ما عند الله، لا يمنعك من أن تحصل على الكثير من الدنيا، فالله لا يحرمك دنياك، ولكنّ الله يقول لك، اجعل دنياك كلّها لله.. انطلق في دنياك، تلذّذ، لكن راقب ربّك في لذاتك، لتكون لذتك بعيدةً عن سخط ربك، وراقب ربّك في حركتك لتكون حركتك منسجمة مع ما يريده ربّك.. خذ الدنيا كلّها، ولكن انظر إليها من خلال الله، وتحرّك فيها من خلال أنّك عبدٌ لله، وعش فيها ليس على أساس أنها نهاية المطاف، ولكن على أساس أنها دنيا تحضّر لحياة أخرى، واجعل دنياك آخرتك، وتحرّك لآخرتك بما يُصلح دنياك، فتصلح دنياك وآخرتك.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
11 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
13 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X