إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ماخاب من استخار{لسماحة السيد محمد علي الحسيني اللبناني}

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماخاب من استخار{لسماحة السيد محمد علي الحسيني اللبناني}

    ما خـاب
    من
    استخار


    تأليف

    السيد محمد علي الحسيني


    إلى كلِّ المؤمنين الموالين
    إلى أهل التعقُلِّ والمستخيرين
    إلى شيعة آل يس المنتظرين
    التمسهم الدعاء
    خصوصاً بعد مجلسكم
    محمد علي الحسيني





    الاءهداء














    المقدمة:

    السلام علي آل يس
    والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمدبن عبد الله (ص)، منقذ البشرية وخاتم الانبياء والرسل،وصلِّ اللهم علي أئمة المسلمين من عليّ أمير المؤمنين إلىالحسن والحسين (ع) والتسعة من ولد الحسين(ع) وآخرهمالقائم المنتظر ارواحنا فداه.
    وبعد:
    فاءن الخيرة أو الاءستخارة من السُّنن الاءسلامية الّتي لاقت رواجاً كبيراً عند عامّة المسلمين، لكن للاسفالشديد فالبعض منهم بسبب عدم اءدراكهم وفهمهم الصحيحلطريقة الاءستخارة الصحيحة، وبمجرد وقوع أمرٍ ما ومندون تأنٍ وتفكير وتشاورٍ مع الا´خرين، فتارةً يلجؤون إلىاحد العلماء، وأُخري يقومون بأنفسهم بفتح القرآن أوالامساك بالسبحة لاخذ الاءستخارة، وكلُّ هذا قد يكونبدون مراعاة مقدِّماتها وشروطها واوقاتها وآدابها، بل عدمتقيُّد البعض من هؤلاء بنتيجتها، فاءن كانت موافقة ومطابقةلمصالحهم أو لمنافعهم الظاهرية عملوا بها، واءن كانالعكس ضربوها عرض الحائط .
    فمن هنا نشأت حاجة تأليف هذا الكُتيب الّذي اُريد أناسعي من خلاله إلى البحث في هذه الاُمور، لعلّي أستطيعأن اضع منهجاً صحيحاً للاءستفادة من الاءستخارة وتقويمالاعوجاج، وتصحيح الافكار، عبر البحوث التالية:
    1. تعريف الاءستخارة وتشريعها والحكمة منها.
    2. أنواعها وكيفيتها .
    3. فوائدها.
    4. مخالفتها وتكرارها.
    5. شروطها وآدابها ودعاؤها واوقاتها.
    6. اءستخارة الائمة(ع) والعلماء .
    فأسال الله العلي العظيم أن يمدّني ويسدّدني وينوّربصيرتي ويسلّط قلمي، ويعمّم أفكاري ويهديني السبيللتبليغ الدين، وقضاء حوائج المؤمنين، فنعم المولي أنت ياربّي ونعم النصير.
    والسلام علي آل يس
    والحمد لله رب العالمين

    قم المقدسة
    بجوار مولاتنا فاطمة المعصومة (س)
    محمد علي الحسيني
    www.banihashem.org

    www.alhusseiny.org



    لبنان: 009613961846
    009613804079




    المبحث الاوّل
    الخيرة
    تعريف :
    لغة: الخيرة الاءسم من قولك: خار الله لك في هذاالامر .
    والاءستخارة: طلب الخيرة ـ يقال: استَخِرْ اللهَ يَخِرْلَكَ.
    اءصطلاحاً:
    فاءن للاءستخارة معنيان هما:
    أ. طلب الخيرة من الله تعالي ، وهذا هو المعنيالعام، وهو دعاء مستحب في كلِّ اعمال الاءنسان الّتي يطلبفيها الخير من الله، وقد أعطي الله سبحانه وتعالي هذا النوعمن الاءستخارة أهمية واضحة عندما قال:
    ( قُلْ مَا يَعْبَاُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاوُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَيَكُونُ لِزَامًا).
    ويُؤكّد هذا المعني ما جاء عن محمّد بن خالد
    القسري عندما سأل أبا عبد الله (ع) «عن الاءستخارة»
    فقال (ع) :
    «أي يطلب منه تعالي أن يصلح الاُمور وأن يجعلفي الاصلح» .
    ب. والمعني الثاني هو أنّ الاءنسان الّذي يحتار
    في موضوع معين، إلى درجة لا يستطيع عقله الناقص
    من اءرشاده إلى الخير أو الشرّ، بل حتّي استشارة العقلاءالا´خرين لا تفيده، ويصل بالتالي إلى حالة من الضياع لايعرف ماذا يفعل . فيستخير الله علي هذا الامر، أو العملالمحدد الذي يريد فعله. وهذا هو المعني الخاصللاءستخارة.
    يقول المرجع الكبير السيِّد محمد سعيد الحكيم(حفظه الله):
    «المراد ـ من الاءستخارة ـ الاءبتهال منه جلَّ شأنه فيأن يختار للعبد في ذلك الامر الّذي يريد أن يقدم عليه ماهو الخير له».
    ويقول أيضاً آية الله العظمي الشيخ جواد التبريزي«حفظه الله» :
    «الاءستخارة هي المشورة من الله تعالي في موردالتحيُّر وعدم الوثوق بالخير، في الفعل أو الترك » .
    وقول السيِّد القائد الاءمام علي الخامنئي «أعزّه الله» :
    «الاءستخارة عند التردُّد والحيرة حيث لا يقدرالشخص المتحيّر علي اتخاذ القرار» .
    علي العموم، المحصّل من الكلام أن للاءستخارةمعنيين:
    الاوّل: معني الدعاء وطلب الخير من الله لعامة الاُمور.
    الثاني: طلب المشورة من الله لامرٍ محدّد قد تحيّر فيهالاءنسان بين الفعل والترك .

    تشريع الخيرة
    المبحث الثاني
    تشريعها
    ذهب أكثر الفقهاء إلى شرعيتها، وكثير منهم قال: هيمُستحبة اءستناداً إلى الروايات والاخبار الّتي تدل عليأصل تشريع الاءستخارة، أذكر منها:
    أ. عن جابر بن عبد الله الانصاري أنّه قال: «كانرسول الله (ص) يعلّمنا الاءستخارة كما يعلّمنا السورة منالقرآن».
    ب. عن عبد العظيم الحسني عن محمد بن علي بنموسي عن أبيه عن أبائه عن أمير المؤمنين (ع) انّه قال:«بعثني رسول الله (ص) وهو يوصيني: يا عليُّ، ما حار من استخار، ولا ندم من استشار» .
    ج. عن هارون بن خارجة عن الاءمام الصادق (ع) انّهقال:
    «من ا ستخار الله راضياً بما صنع الله له خر اللهُ لَهُحتماً» .
    إلى غيرها من الروايات والاخبار الّتي يستدل بها عليتشريع الاءستخارة من خلال مدلول الروايات الّتي تفيد تعليمرسول الله (ص) لاصحابه الاءستخارة، وتوصيته لاميرالمؤمنين (ع)، وحثّ الائمّة علي فعلها، ممّا يفيد القطعواليقين علي مشروعيتها.
    وأنقل بعض ما جاء عن تشريع استحباب الاءستخارةفي آراء الفقهاء، مما يزيد لنا اليقين في تشريعها: قالصاحب الحدائق (ره) :
    «المستفاد من الاخبار استحباب الاءستخارة لكلشيء، بل يستفاد استحبابها حتّي في العباداتالمندوبات». وجعل صاحب الوسائل الحر العاملي (ره)عنوان الباب الاوّل من استحباب صلاة الاءستخارة هكذا:«باب استحبابها حتّي في العبادات المندوبات» .
    حكمة تشريعها:
    الحكمة الظاهرية في تشريع الاستخارة واضحة، وهيرفع حيرة المستخير واءيجاد العزم فيه علي الفعل أو الترك،وهو مؤثِّر في حياة الاءنسان، لانَّ التردُّد والتذبذب يوجبانالاضطراب والملل النفسيَّين.
    ولعلَّ الحكمة الواقعية هي تقوية روح التوكُّل علي اللهعزّ وجلّ والتسليم لامره، والرِّضا بما يختاره.


    المبحث الثالث
    أنواع الاءستخارة وكيفيتها
    الاءستخارة ليست علي نوعٍ واحد، بل لها عدُّة أنواعصورها في الشريعة السمحاء وطرقها كثيرة، نذكرهابالتفصيل:
    1. الاستخارة القلبية:
    وهي نوع من الارتباط القلبي مع الله، لانَّ الاءنسانبعد الاءستخارة بالدعاء، ولكي يصل إلى راحة البال، فاءنّه
    يلجأ إلى الله بقلب سليم ويتضرّع إلىه بطلب الخير
    والتوفيق والرّشاد، ثمَّ يعود ليسأل قلبه، عن
    الاختيار الصحيح، فيري نفسه أشدّ عزماً وأكثر رغبة
    في الاختيار الصحيح، ذلك نتيجة جواب الاستخارة
    القلبية. ونستدلُّ علي طريقتها بعدّة روايات .
    أ. عن رسول الله (ص) قال:
    «يا أنس، اءذا هممت بأمر ما، استخر ربّك فيه سبعمرّات، ثم انظر إلى الّذي يسبق إلى قلبك، فاءن الخيرةفيه». يعني: افعل ذلك.
    ب. عن الاءمام الصادق (ع): «اءذا عرضت لاحدكمحاجة فليستشر الله ربّه، فاءن أشار عليه اتّبع، واءن لم يُشِرْعليه توقّف، قال الراوي: يا سيِّدي كيف اعلم ذلك؟ فقال(ع): تسجد عقيب المكتوبة وتقول مائة مرة:
    اللهم خرلي، ثُم تتوسّل بنا، وتُصلِّي علينا وتستشفعبنا، ثُمَّ تنظر ما يلهمك تفعله فهو الّذي اشار عليك به».
    يقول شيخنا الطوسي في كتابه «الاءقتصاد»: اءذا أرادالشخص القيام بأيِّ عمل، فمِنَ السُّنّةِ أن يفشل ويصلّيركعتين، وبعدها يسجد ويقول مائة مرة:
    «استخير الله تعالي في جميع أُموري كلّها خيرةً فيعافية»، ثمّ يعمل بما ألهم في قلبه».
    ج. وقد أخرج الكليني والطوسي والطبرسي وابنطاووس ـ رحمة الله عليهم ـ بسند صحيح عن ابن اسباطقال:
    دخلت علي أبي الحسن الرِّضا (ع)، فسألته عنالخروج في البرِّ والبحر إلى حصر، فقال لي:
    «أئت مسجد رسول الله (ص) في غير وقت صلاة،فصلِّ ركعتين، واستخر الله مائة مرّة، فانظر ماذا يقضيالله» .
    فهذه طريقة الاءستخارة القلبية، أي النوع الاوّل منالاءستخارة .
    2. الاءستخارة بالمشاورة:
    وهي تعني أن يستشير الاءنسان اءخوته المؤمنين، ذويالحكمة والصلاح، فيما يخص خيره وصلاحهُ، ولكن بعدالدعاء وطلب الخير من الله، لانّه هو الرحمان الرحيم،والعالم بخير الاءنسان وشرِّه، والقادر علي اءعطاء النصحية لهعلي لسان اءنسان آخر .
    وقد جاء ذكر هذا النوع من الاءستخارة في عدَّة كُتبكالمحاسن للبرقي ومعاني الاخبار للصدوق وفتحالابواب لابن طاووس .
    وقد وردت فيها عدّة روايات منها:
    أ. عن الاءمام الصادق (ع):
    «اءذا أراد أحدكم أمراً فلا يستأمر أحداً حتّي يشاورالله تبارك وتعالي فيه، قلنا: وكيف يشاور ؟
    قال: يستخير الله فيه أوّلاً، ثُم يشاور فيه، فاءذا بدأ باللهأجري الله الخيرة علي لسان من أحبَّ من الخلق».
    ب. وجاء في كتاب مكارم الاخلاق للطبرسي عنالاءمام الصادق (ع) :
    «اءذا أردت أمراً فلا تشاور فيه أحداً حتّي تشاورربّك.
    قال: قلت: وكيف أُشاور ربّي؟
    قال: تقول: «استخير الله» مائة مرة، ثُم تشاورالناس، فاءن الله يجري لك الخيرة علي لسان منأحبَّ».
    ج. وأيضاً عنه (ع) :
    «اءذا اراد أحدكم أن يشتري أو يبيع أو يدخل فيأمر، فليبتدي بالله ويسأله، قال: قلت: فما يقول؟:قال (ع): اللهم اءنّي أريد كذا وكذا، فان كان خيراً ليفي ديني ودنياي وآخرتي وعاجل أمري وآجله،فيسّره لي، واءن كان شرّاً في ديني ودنيايفاصرفه عنّي، ربّ اعزم لي علي رشدي، واءنكرهته وأبت نفسي .
    ثم يشير عشرة من المؤمنين، فاءن لم يقدر عليكثرة ولم يصب اءلا خمسة فيستشير خمسةمرَّتين، فاءن لم يصب اءلاّ رجلين فليستشرهماخمس مرات، فاءن لم يصب اءلا رجلاً واحداًفَلْيستشِرْهُ عشر مرّات».
    فهذه هي الاءستخارة بالمشاورة وكيفية طريقتها .
    3. الاءستخارة بالقرآن:
    يلجأ الاءنسان إلى الاءستخارة بالقرآن، عندما لا يحصلعلي الاطمئنان في القلب، حتّي بعد أن يقوم بالدعاء ويطلبالخير من الله، ويفكّر ويتشاور لكن دون جدوي، حينهايكون القرآن كتاب الله العزيز له مُنبيءٌ لاختيار اداء العملالافضل، وقد يكون اللُّجوء إلى الاءستخارة بواسطة القرآنابتداء بعد طلب الخير والصلاح من الله، بقراءة سورة التوحيدـ قل هو الله أحد ـ ويصلِّي علي محمد وآله 3 مرات، ويفتتحالقرآن كيف ما اتَّفق، ويقرأ السطر الاوّل من الصفحةاليمني، ويأخذ بالمدلول الظاهر للا´ية في خير، أو شرٍّ.
    وقد روي اليسع القمي قال، قلت لابي عبد الله (ع)أريد الشّيء فاستخير الله فيه فلا يوفّق فيه الرأي، أفعله أوأدعه؟ فقال (ع) :
    «انظر اءذا قمت إلى الصلاة، فاءنّ الشيطان أبعد مايكون من الاءنسان اءذا قام إلى الصلاة، أيّ شيء وقع فيقلبك فخذ به، وافتح المصحف وانظر أول ورقة ماتري، وخذبه اءن شاء الله تعالي ».
    وهذه أسهل طريقة للاءستخارة بالقرآن .
    4. الاءستخارة بالرقاع:
    هذه الاءستخارة لها مكانة خاصة ومميَّزة لديالعلماء، وهي قليلة الاءستعمال عند عامَّة الناس.
    طريقتها:
    هي ستُّ أوراق صغار، تكتب علي (3) أوراق اءفعل،
    و (3) أوراق لا تفعل، مع البسملة، وتكتب معها هذه
    الجملة «خيرة من الله العزيز الحليم لفلان ابن فلان، ثمَّالصلاة ركعتين تقرباً إلى الله، والسجود بعدهما مع القول مئةمرّة:
    استخير الله برحمته خيرة بعافية، ثم الجلوس، ويقول:اللهمَّ اختر لي في جميع أُموري يسراً منك، وعافية، ثميُخرج المصلِّي الاوراق من تحت مصلاّه واحدة فواحدة، فاءنتوالت الثلاث ب: افعل فهي خير محض، واءن توالت ب : لاتفعل فهي شر محض، واءن تنوَّعت بين اءفعل ولا تفعل،أخرج خمس أوراق، والترك السادسة، فاءن كانت 3 اءفعل و 2لا تفعل فخير، والعكس بالعكس .
    فهذه هي الاءستخارة ذات الرقاع وطريقتها.
    5. الاءستخارة بالسبحة:
    وهي أن يصلّي المستخير علي محمَّد وآله 3 مرات،ثم يقبض مجموعة من الحبَّات، ويُعِدُّ اثنتين اثنتين، فاءنبقيت واحدة فافعل، واءن بقيت اءثنتان فلا تفعل.
    قيل: اءنّ هذه الاءستخارة مروية عن الاءمام الصادق(ع). وعن العلاّمة المجلسي، عن والده، عن شيخه البهائي:أنّه قال: سمعنا ذلك مذاكرة من مشايخنا عن القائم (عج). ومثله أو قريب في مفتاح الكرامة.
    ولعل مجموع الاخبار حولَ هذه الاءستخارة في كلمعدود يمكن الاءستكشاف به عن الجودة والرداءة، وبالنسبةللمسبحة لا يعتبر بها عدد مخصوص كالمائة .
    أدعية الاءستخارة:
    1. دعاء لطلب الخيرة: (من) ادعية السّر: يا محمَّدَ مَنهم بامرينِ فأحبَّ ان اختارَ ارضاهما إلىّ، فأُلزمه اءيّاه، فليقلحين يريد ذلك:
    اللهمّ اختَرْ لي بعلمِكَ ما ترضاهُ ووَفقني بِعلمِكَ لِرِضَاكَومَحَبتِكَ اللهمّ اخترْ لي بقُدرَتِكَ كلّ خيرِ وجَنبني بِعزّتِكَمَقْتَكَ وسَخَطَكَ، اللّهمّ فاخترْ لي مَا أريدُ من هذَينِ الامرَين
    (وتُسمِّيهما)، أحَبَّهُما إلىكَ وأرضَاهُما لَكَ وأقرَبَهُما مِنْكَ،اللّهُمَ اءنِّي أسألكَ بالقُدْرَةِ الّتي زَوَيتَ بها عِلْمَ الاشيَاء عَنْجَمِيعِ خَلْقِكَ أنْ تُصلّي علي مُحمّدٍ وآل مُحمّد، وأغلِب باليوَهَوَاي وَسريرتي وعلانيتي، بأخذِكَ، واسفع بناصيتي إلى ماتراه لك رضيً ولي صلاحاً فيما استخيرك، حتّي تلزمني منذلك أمراً أرضي فيه بحكمك، وأتّكلُّ فيه علي قضائك،وأكتفي فيه بقدرتك، ولا تقلبني وهواي لهواك مخالفٌ، ولاأريدُ لما تريد لي مجانب، اءغلب بقدرتك الّتي تقضي بها ماأحببت بهواك، ويسِّر لي لليسري الّتي ترضي بها عنصاحبها، ولا تخذلني بعد تفويضي إلىك أمري برحمتك الّتيوسعت كلّ شيءٍ، اللهمُ أوقِعْ خِيرَتَك فيَّ، وافتح قلبيلِلُزومها يا أكرمَ الاكرمين. فاءنّه اءذا قال ذلك اخترتُ له منافعهفي العاجل والا´جل.
    2. دعاء وصلاة لطلب الخيرة.
    عن المفيد في الرسالة الغرية: صلاة الاستخارة ركعتان
    بالفاتحة وما شاء، والقنوت، فاءذا سلَّم قال بعد حمد الله تعاليوالثناء عليه والصلاة علي النبي (ص): اللهمّ اءنِّي أستخيركبعلمك وقدرتك، وأستخيرك بعزّتك، أسألك من فضلك فاءنّكتقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علاّم الغيوب، اللهمّ اءنكان هذا الامر الّذي عرض لي خيراً في ديني ودنيايوآخرتي فيسِّرهُ، وبارك لي فيه، وأعنِّي عليه، واءن كان شرّاًلي فاصرفه عنّي واقض لي الخيرَ حيثُ كان، ورضّني بهحتّي لا أُحِبَّ تعجيلَ ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت، يا أرحمَالراحمين، وصلَّي الله علي مُحمّدٍ وآلهِ الطاهرين.
    3. دعاء وصلاة لطلب الخيرة:
    (روي) في مكارم الاخلاق هذه الصلاة للاءستخارة بمايقرب من ذلك، مع بعض الاختلاف فقال: عن جابر بن عبدالله كان رسول الله (ص) يعلِّمنا الاستخارة كما يعلِّمنا السورةمن القرآن، يقول: اءذا همَّ احدكم بأمر فليركع ركعتين من غيرالفريضة ثم ليقل: اللهمّ أستخيرك بعلمك، واستقدركبقدرَتِك، وأسألك من فضلك العظيم، فاءنّك تقدرُ ولا أقدرُ
    وتعلمُ ولا أعلمُ وأنت علاّم الغيوب، اللهمّ اءن كنت تعلم أنّهذا الامر (وتسمِّيه) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعافية أمريفأقدره لي، ويسّرهُ وبارك لي فيه. واءنّ كنت تعلم أنّه شرٌّ ليفي ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنهواقدر لي الخير حيثُ ما كان ورضِّني به. (وعن الباقر (ع))ليجعل احدكم مكان قوله: اللهمَّ اءنّي استخيركُ برحمتكواستقدرك الخير بقدرتك عليه؛ لانَّ في قوله اللهم اءنّياستخيرك بعلمك... الخ، للخير والشرّ (الحديث).
    4. دعاء آخر لطلب الخيرة مروي عن أمير المؤمنينعلي (ع) :
    ما شاء الله كان، اللهمّ اءنِّي استخيرُك خيار من فوَّضَإلىك أمرَهُ وأسلم إلىك نفسَهُ، واستسلم إلىك في أمرهِ وخلالك وجهه، وتوكّل عليك فيما نزل به، اللهم خر لي ولا تخرِعليّ وكُن لي ولا تكن عليّ وانصرني ولا تنصر علي، وأعنّيولا تعن عليّ، وأمكنّي ولا تمكِّن مني، واهدني الي الخيرولا تضلّني، وأرضني بقضائك وبارك لي في قدرك اءنّكتفعل
    ما تشاء وتحكم ما تريد، وأنت علي كلّ شيءٍ قديرٌ، اللهم اءنكان لي الخيرة في أمري هذا في ديني ودنياي وعاقبةأمري فسهّلهُ لي، واءن كان غير ذلك فاصرفه عنِّي، يا أرحمالراحمين اءنّك علي كلّ شيءٍ قديرٌ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
    5. دعاء زين العابدين (ع) في الاستخارة وهو منادعية الصحيفة :
    اللهم اءني استخيرك بعلمك، وأستكفيك بقدرتك،فصلّ علي محمد وآلهِ واقض لنا بالخيرة، وألهمنا معرفةالاختيار، وأجعل ذلك ذريعة إلى الرضا بما قضيتَ، والتسليملمِا حكمتَ، فأزِحْ عنّا ريبَ الاءرتيابِ، وأيِّدنا بيِقينِالمُخلصين، ولا تسُمْنا عَجزَ المَعرِفَةِ عمَّا تخيَّرت، فنغمطقدرَكَ، ونكرَهَ موضِعَ رِضاكَ ونجنَحَ إلى الّتي هي أبعدُ منحُسنِ العاقِبَةِ، وأقربُ إلى ضدّ العافَيِةِ. حبّب إلىنا ما نكرَهُ منقضائِكَ، وسهِّل علينا ما نستصعِبُ مِن حُكمِكَ وألهِمْناالانقيادَ لمِا أورَدْتَ علينا من مَشيئَتِكَ، حتّي لا نُحِبَّ تأخيرَما عجَّلتَ ولا تَعجيلَ ما أخَّرتَ، ولانكرهُ ما أحبَبتَ ولا
    نتخيرُ ما كَرِهتَ، واختم لنا بالتي هي أحمدُ عاقبةً، وأكرمُمصيراً، اءنّك تُفيدُ الكَريمَةَ وَتُعطي الجسيمَةَ وَتفعَلُ ما تُريدُ،وأنت علي كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
    6. دعاء آخر لطلب الخيرة، مرويٌّ عن الرِّضا عن ابيهعن جدِّه (ص) .
    قال من دعا بهذا الدعاء، لم ير في عاقبة امرهِ اءلاّ ماهو يُحبُّ، وهو :
    اللهمّ اءنَّ خيرتك تنيل الرغائبَ، وتجزلُ المواهِبَ،وتطيّبُ المكاسِبَ، وتُغنِمُ المطالِبَ، وتهدي إلى أحمَدِالعواقِبِ، وتقي من محذور النَّوائبِ. اللهم اءني استخيرُكَ فيماعَقَدَ عَلَيهِ رأيي وقادني إلىه هواي، فأسألك يا ربّ أن تسهّلَلي مِن ذلِكَ ما تَعسَّرَ. وأن تُعجّل من ذلِكَ ما تيسَّرَ، وأنتعطيني يا ربِّ الظَّفَرَ فيما استخرتُكَ فيهِ، وعوناً في الاءنعامفِيما دُعوتُكَ، وأن تجعلُ يا ربّ بُعدَهُ قرباً، وخوفَهُ أمناًومحذورَهُ سلِماً فاءنّك تعلَمُ ولا أعلَمُ، وتَقدِرُ ولا أقدِرُ، وأنتعلاّم الغيوب. اللهم اءن يَكُن هذا الامرُ خَيراً لي في عاجِلِ
    الدُّنيا والا´خِرَةِ فَسَهِّلْهُ لي ويَسِّرْهُ عَلَيّ، واءنْ لم يَكُن فاصرِفْهُعَنِّي واقدر لي فيهِ الخَيرَ، اءنّك علي كُلِّ شيءٍ قديرٌ يا أرحمَالراحِمينَ.
    7. دعاء آخر لطلب الخير مروي عن الرضا (ع) وهو منادعية الوسائل إلى المسائل :
    اللهم اءنّ خيرتك فيما أستخرتك فيه تنيل الرغائِبَ،وتُجزلُ المواهِبَ، وتُغنِمُ المطالِبَ، وتُطيِّبُ المكاسِبَ،وتَهدي إلى أجمَلِ المذاهِبِ، وتسوق إلى أحمَدِ العواقِبِوَتَقي مَخوفَ النوائِبِ. اللهم اءنّي أستخَيركَ فيما عَزَمَ رأييعليهِ، وقادني عقلي إلىه، فسَهِّل اللّهُمَّ منِهُ ما تَوَعَّرَ ويَسِّرْ منهُما تَعسَّرَ واكفِني فيهِ المُهِمَّ، وادفَعْ عَنِّي كُلَّ مُلِمٍّ واجعل رَبّعواقِبَهُ غُنْماً، ومخوفة سِلْماً وبُعدَهُ قُرْباً وجَدبَهُ خِصباً، وأرسِلاللّهُمَّ اءجابتي وأنجِحْ طَلِبَتي، واقضِ حاجَتي، واقطَع عَوائِقَهاوامنَع بَوائِقَها، وأعطِني اللهُمَّ لواءَ الظَّفَرِ بالحيرةِ فيمااستَخرْتُكَ، وَوُفورِ الغُنْمِ فيما دَعوُتُكَ وعوائِدَ الاءفضالِ فيمارَجوتُكَ، واقرِنهُ اللّهمَّ ربِّ بالنجاحِ وحُفَّهَ بالصلاح، وأرنِي
    أسبابَ الخِيرَة واضِحَةً، وأعلامَ غُنمِها لائِحَةً، واشدد خناقَتَعَسُّرِها، وأنعش صريعَ تيسُّرها، وبَيّن اللهمَّ مُلتَبِسَها وأطلقمُحتَبِسَها، حتّي تكون خيرةً مقبلةً بالغُنم، مُزيلَة للغرمِ عاجِلَةالنفعِ باقِيةَ الصنعِ، اءنَّكَ ولِيُّ المزيدِ مُبتديٌ بالجودِ.
    8 . دعاء آخر يدعي به في الاستخارة والحاجة مرويعن القائم (ع) :
    بسم الله الرحمن الرحيم، اللهمّ اءنِّي أسألكَ باسمِكَالّذي عَزمتَ بهِ علي السَّمواتِ والارض، فَقُلَتَ لَهُما: ائتياطَوعاً أو كَرهاً قالتا: أتينا طائِعينَ، وأسألكَ باسمِكَ الّذيعَزمْتَ بهِ علي عَصا مُوسي فاءذا هِيَ تَلقَفُ ما يأفكونَ،وأسألُكَ بأسمِكُ الّذي صرَفْتَ بهِ قُلوبَ السَّحَرَةِ إلىكَ حتّيقالوا آمنّا بِربِّ العالَمينَ، وأسألُكَ بالقدرَةِ الّتي تُبلي بها كُلَّجَديدٍ وتُجَدّدُ بها كُلَّ بالٍ، وأسألُكَ بِكُلِّ حَقٍّ هُو لَكَ، وبِكُلِّحَقٍّ جَعَلتَهُ عَلَيكَ، اءنْ كانَ هذا الامرُ خَيراً لي في دينيوَدُنيايَ وآخِرَتي أن تصلِّي علي مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ وتُسَلِّمَعَلَيهِمَ تَسليماً، ولي وتُسَهّلهُ عليَّ وتلطُفَ لي فيهِ برَحمتِكَ يا
    أرحَمَ الراحمين، واءن كانَ شراً في ديني وَدُنيايَ وآخِرَتي أنتصلِّي علي مُحَمّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ وتُسلِّمَ عَلَيهِم تَسليماً، وأنتَصرِفَهُ عَنِّي بما شئِتَ، وكيفَ شِئتَ وتُرضيني بِقضائِكَوتُباركَ لي في قَدَرِكَ حتّي لا أُحِبَّ تَعجيلَ شيءٍ أخَّرتَهُ، ولاتأخِير شَيءٍ عَجَّلتَهُ، فاءنّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ اءلا بِكَ، يا عَلِيُّ ياعَظِيمُ، يا ذا الجَلال والاءكرامِ.
    9. الدعاء لطلب الخيرة:
    ذكر ابن بابوية في كتاب من لا يحضره الفقيه عنالصادق (ع): انّه كان اءذا أراد شراء العبد أو الدابة أو الحاجةالخفيفة أو الشيء اليسير استخار الله تعالي سبع مرات، واءنكان أمراً جسيماً استخار الله تعالي مائة مرَّة (وعَنُه (ع)): مناستخار اللهَ مَرَّة واحدة وَهُو راضٍ بهِ خارَ اللهُ تعالي لَهُ حتماً.
    10. دعاء آخر لطلب الخيرة:
    ذكر الشيخ الطوسي في المصباح عنهم(ع): أنه مااستخار عبد سبعين مرَّة بهذه الاستخارة اءلا رماه الله تعاليبالخيرة، يقول :
    يا أبصر الناظرين، ويا أسمع السامعين، ويا أسرعالحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكيمن، صلّعلي محمّدٍ وأهل بيته، وخر لي في كذا وكذا.
    11. وورد صلاة ركعتين بسورة الحشر والرحمن، ثُمقراءة المعوذتين والتوحيد، ثمَّ بعدها وهو جالس يقول:«اللهمّ اءن كان... كذا وكذا ـ ويسمِّي قصده ـ خيراً لي فيديني ودُنيايَ عاجل امري وآجله، فصلِّ علي محمد وآله،ويسّره لي علي احسن الوجوه وأجملها، اللهمّ وان كان... كذاوكذا شرّاً لي في ديني ودنياي ]وآخرتي[ وعاجل امريوآجله فصلِّ علي محمد وآله ]واصرفه عنّي، ربّ صلّ عليمحمد وآله [ واعزم لي علي رشدي، واءنْ كرهت ذلك أو ابَتْهُنفسي».
    12. وورد ان يصوم الثلاثاء والاربعاء والخميس،ويصّلي يوم الجمعة في مكان نظيف ركعتين بتشُّهدوتسليم، ثم يقول مائة مرّة وهو ناظر إلى السماء: «اللهم اءنّياسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، اءنْ كانهذا الامر خيراً فيما احاط به علمك، فيسّره لي، وبارك ليفيه، وافتح لي به، وان كان ذلك لي شرّاً فيما أحاط بهعلمك، فاصرفه عنِّي بما تعلم ولا اعلمُ، وتقدِرُ ولا اقدِرُ،وتقضي ولا أقضي، وانتَ علاَّمُ الغيوب».


    المبحث الرابع
    فوائد الاءستخارة
    لا شك ولا ريب أن الاءسلام عند ما يأمر أو يحثُّعلي الاءستخارة بلسان النبي (ص) وأهل بيته، ليس سويلاهميتها وفائدتها من حيث الاتصال أو تقوية الاءرتباطوالتوكل علي الله عزّوجلّ من جهة، ومن جهة أُخري لرفعالرّيب والشكّ والتردُّد عن المستخير، ببركة نور الهدايةالرّبانية. والعزم علي الترك أو الفعل مع التوكل علي اللهسبحانه تعالي :
    (وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَي اللهِفَهُوَ حَسْبُهُ اءِنَّ اللهَ بَالِغُ اَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيئْ قَدْرًا) .
    وننقل لكم بعض الروايات عن آل محمد(ع)، حيثتبيِّن لنا بعضاً من فوائد الاءستخارة:
    1. الاءستخارة من أسباب السعادة الاءنسانية:
    قال رسول الله (ص) :
    «من سعادة ابن آدم اءستخارَتُهُ الله ورضاهُ بماقضي اللهُ».
    علي اساس المعني العام للاءستخارة وهو طلب الخيرمن الله في كُلِّ الاحوال، وهو جيِّد ومستحبٌّ قبل البدء بأيِّعمل ؛ لاءنَّها سبب سعادة الاءنسان .
    2. الاءيحاء لطريق الخير:
    قال الاءمام الصادق (ع):
    «... مَا مِن عَبدٍ مؤمنٍ يستخير الله في أمرٍ يُريدُهُمرةً واحدة، الا قَذَفهُ بخير الامرين».
    فاءن الله عزوجل الكريم الوهاب، المعطي بلا حدود،عندما يجد عند العبد رغبة في الطلب إلى الخير والصلاحدون ممانعة في طلبها، فاءن الله عزوجل أيضاً لا يجد مانعاًفي تحقيق رغبة، فعلي ضوء هذا، اءن تضرع وتوسل وتدلكالعبد في الاءستخارة من صميم قلبه طلباً للرشاد فاءنهسبحانه وتعالي برشدهُ إلى سواء السبيل.
    3. اءفتتاح الطريق للخير:
    قال الاءمام الصادق (ع) :
    «مَا اءستخار الله عزوجل عبد مؤمنً اءلا خار الله لهواءن وقع ما يكره».
    فلعل وعسي أن يكون خيرُ الاءنسان فيما يكره وشرهفيما يُحب، لذلك يجب علي الاءنسان بعد طلب الخير منالله بالاستخارة، أن لا ينتظر تحقيق ما كان يرغب فيهوذلك لان الخير فيما أختار الله له دوماً، كما ذكر عزوجل فيكتابه:
    (وَ عَسَي اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسَي اَنْتُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللهُ يَعْلَمُ وَ اَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
    4. عدم الضياع والحيرة:
    قال رسول الله (ص) :
    «يا علي اءما حارَ من اءستخارَ ولا ندمَ مناءستشار».
    فهذه وصية من وصايا رسول الله (ص) لاميرالمؤمنين علي (ع)، أثناء سفرِ إلى اليمن للدعوة إلى الاءسلامولاهمية وفائدة الامر الّذي ينوي الاءقدام عليه .
    فلاءستمداد قوة القلب والاءلمام بالموضوع، فاءنالاءستخارة عين الصواب للخرودج والابتعاد عن الترددوالحيرة والشك وحصول اليقين .
    5. الاءبتعاد عن الندم:
    قال الاءمام علي (ع):
    «ما نَدِمَ من استخار».
    فاءنَّ أهم النتائج المحققة من الاءستخارة، قبل الاءقدامعلي أيِّ أمرٍ في أثناء القيام به، هو الاءطمئنان التاموالخالص من الشكّ والتردُّد والحيرة، والاءبتعاد عن الندم .
    أقول: كما أنَّ للاءستخارة فوائد كذلك الاءجتناب عنهاله عواقب، وسنذكرُ بعض الروايات بهذا الصدد:
    أ. الحرمان من الاجر الالهي:
    قال الاءمام الصادق (ع):
    «من دَخلَ في امرٍ بغير اءستخارة ثم ابتلي لميُؤجر».
    ب. التعاسة والشقاء:
    قال الاءمام الصادق (ع) :
    «يقولُ الله عزوجلَّ: من شقاءِ عبدي أن يعملالاعمال ولا يستخيرني».
    ج. التهلكة:
    قال الاءمام علي (ع):
    «اءستخر ولا تتخيَّر، فكم من تخيّر أمراً كان هلاكهفيه».
    علي العموم فاءن الحرّ العاملي في كتابه جعل باباً خاصاًفيه كراهة الاعمال بغير استخارة، والروايات الموجودة تدلَّبصراحة علي كراهة العمل من دون اءستخارة، والاستخارةكما عرفت تارة تحمل علي معناها العام فهنا نقول: اءنّ ذلكمشكل، لانّه يعني: أنّ أغلب أعمالنا مبنية علي الكراهة. لذاتحمل علي الاءستخارة بالمعني الاخصّ فتحل المشكل .


    المبحث الخامس
    مخالفة الخيرة
    الاءنسان المؤمن يعلم علم اليقين انَّ اللهَ سبحانهوتعالي ليس من صفاته ـ وهو ذو الرحمة الواسعة ـ أن يردَّعبداً طلب منه خيراً وصلاحاً فيمسك ويحجبه عنه .
    لذا فعليه أن لا يبالي، بنتيجة الاءستخارة، فأن اللهسوف يختار له ـ طالما هو مؤمن ـ ما فيه خير وصلاح الدينوالدنيا والا´خرة .
    أ. قال الاءمام الصادق (ع):
    «ما أبالي اءذا اءستخرت الله، أي طرفيَ وقعتُ».
    ب. وقال أيضاً (ع):
    «من استخار الله راضياً بما صَنَعَ الله خار الله لهحتماً».
    لذا فالاءطمئنان والتوكُّل علي الله وعدم المبالاةبنتيجة الاستخارة، أي الامرين وقع فهو شيء مطلوب،وكذلك عدم الاءعتراض علي نتيجة الاءستخارة ؛ لاءنّها اءتمامالله سبحانه وتعالي في قضائه وفضله وخيرهِ ورحمته.
    قال الاءمام الصادق (ع):
    «من ا ستخار اللهَ في امرهِ فعمل احدَ الامرينفعَرض في قلبه شيء، اتَّهم اللهَ في قضائهِ».
    ج. وسئل أيضاً (ع): من ابغض الخلق إلى الله؟ قال(ع): من يتَّهم الله. قيل: واحَدٌ من يتَّهِمُ الله؟ قال (ع): نعم،اءن من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فسخط، فذلكيتَّهم اللهَ» .
    والاءعتراض علي نتيجة الاءستخارة له أسباب منها:
    1. الشكُّ بحسن نية المشيئة الاءلهية بالخير، وهو فيالحقيقةِ اتّهام الله عزَّوجلَّ بِبخلِهِ بالخيرِ .
    2. الشكُّ بعلم الاءله بالخير، وهو أيضاً اتَّهام اللهُعزَّوجلَّ بالجهلِ.
    3. الشكُّ بعلم الله عزَّوجلَّ في اءيجاد الخير، وهو اتِّهامالله عزوجل بعجزه وعدم قدرته علي ذلك .
    4. الشكُّ باهتمام الله بعبده، وعدم اءلتفاته إلىه، وهناأيضاً اتّهام الله عزَّوجلَّ بقلّة ونقصان الرحمة الاءلهية .
    5. الاءستخفاف والجهل بالاستخارة، وعدم علمهبمعناها واحكامها وحقيقتها، وما قد يترتَّب علي الاعتراضعليها، وهذا ما عليه أكثر العوام.
    لذا علي الاءنسان المستخير أن يعتقد بخيره وصلاحهالكامن في رضا الله عزّوجل، وبالطبع فاءن الله عزّ وجلّسوف يهديه إلى الطريق المستقيم الصحيح والخيروالصلاح .


    المبحث السادس
    تكرار الاءستخارة
    ذهب أكثر علمائنا علي عدم معني أهمية تكرارالاءستخارة في القضية الواحدة، بحيث يعدلُ عن مقتضيالاستخارة الاُولي، وفي هذا يلزم الكراهة المخالفة لمؤدَّيالاستخارة الاُولي، وذلك لوجود الروايات التي يستدل بهاعلي ذلك .
    1. عن النبي (ص):
    «من استخار الله فَلْيُوتِرْ».
    2. وعن الاءمام الصادق (ع):
    «ما استخار الله عزَّوجل مرَّة واحدةً، وهو راض بماصنع الله له خار الله له حتماً».
    لذا ذهبَ أكثر علمائنا للقول بالمنع، وعدم صحَّةالتكرار بالامر الواحد .
    أ. قال الميرزا أبو المعالي الكلباسي الاءصفهاني (رض) :
    «لا مجال للاءستخارة بعد الاءستخارة بدون اختلاففي المنوي أوّلاً أو ثانياً، وبعبارة أُخري: لا مجال للاءعادة فيباب الاستخارة بدون التغيير».


    المبحث السابع
    شروط وآداب واوقات الاءستخارة
    اءذا قصدنا الاءستخارة بالمعني العام، وهو الدعاء وطلبالخير، فلابُدَّ للمستخير مراعاة ماله دخل في استجابةالدعاء، من التوجُّهِ والصدق والاءخلاص والثِّقة بالله تعالي،وكلٌّ مالَهُ دَخْلُ في استجابة الدعاءأيضاً من الاوقاتوالازمنةِ والامكنةِ والاحوال، بان يكونَ علي غُسلٍ، أووضوءٍ مُستغفراً من ذنوبهِ، مُتوجِهاً إلى القبلة... الخ .
    واءذا قصد من الاءستخارة المعني الخاص، وهو التردُّدفي شيءٍ خاصٍّ، لابدَّ من العمل بهذه الشروط:
    1. تعيين الفعل، أي متعلَّق الاءستخارة.
    2. نية العبادة والتقرب إلى الله بالاستخارة.
    3. القصد وعدم الهزل.
    4. أن لا يبني علي مخالفة الخِيرة مسبقاً .
    5. ان لا يكون في شيء أمرَ اللهُ به أو نهي عنه .
    وإلىك عزيزي القاري بعض التوضيحات والشروطبأقوال علمائنا:
    ذكر المامقاني في مرآة الكمال أنه:
    «ما علم نفعه كفعل الواجبات، وكذا ما عُلِم ضَرُّهوفساده كشرب السموم وفعل المحرمات، خارجٌ عن موضوعالاءستخارة».
    وقال: الشيخ المفيد (ره) :
    لا ينبغي للاءنسان ان يستخير الله تعالي في شيء نهاهعنه، ولا في اداءِ فرض».
    قال الشيخ محمد جواد مغنية (ره) :
    «لا مكان للاءستخارة فيما أمر به الشارع، أو نهي عنه،ولا مع العلم بأنّه منفعة، أو مضرَّة».
    وأمَّا آدابها:
    أ. الوضوء والصلاة وعدم الكلام في اثناء الاءستخارة،لخبر شهاب بن عبد ربّه عن أبي عبد الله (ع) :
    «كان ابي اءذا أراد الاستخارة في امر توضأ، وصلَّيركعتين، واءن كانت الخادمة تكلِّمهُ فيقول: سبحان الله، ولايتكلم حتّي يفرغ».
    2. تقييد الاستخارة في جميع طرقها بالخيرة فيعافية. لقول الاءمام الصادق (ع):
    «ولتكن استخارتك في عافية، فاءنه ربّما خير للرجلفي قطع يده، وموت ولد، ونصاب ماله».
    3. التوسُّل والتشفُّع بآل محمد (ص)، والصلاة عليهم ؛لانّه من اسباب استجابة الدعاء .
    4. مراعاة أوقات الاءستخارة.
    أ. استحباب الاءستخارة بعد ركعتين من الصلاة:
    عن الاءمام الجواد (ع): «... ولتكن الاءستخارة بعدصلاتك ركعتين».
    ب. استخارة بعد صلاة الصبح:
    عن الاءمام الصادق (ع): «اءذا صلَّيت صلاة الفجر فقلبعد أن ترفع يديك حذاء وجهك: اللهم اءنَّك تعلم ولا أعلموأنت علام الغيوب، فصلِّ علي محمَّدٍ وآل محمَّدٍ، وخرليفي جميع ما عزمتُ به من أُموري خيار بركة وعافية».
    عن الاءمام الصادق (ع):
    «اءستخر الله في آخر ركعةٍ من صلاة الليل ـ وانتساجد ـ مائة مرَّة...».
    د. اءستخارة في السجدة الاخيرة من نافلة الصبح:
    عن الاءمام الصادق (ع):
    «أن يستخير الله الرجل في في آخر سجدة منركعتي الفجر مائة مرةٍ...».
    وكذلك ورد اءستحباب الاءستخارة تحت قُبَّةِ سيدالشهداء الاءمام الحسين (ع) .
    وما يستفاد من المروي عن الاءمام الصادق (ع)الافضلية في هذه الاوقات:
    السبت: من طلوع الشمس إلى العصر .
    الاحد: من الصبح إلى الظهر. ثم من العصر إلىالمغرب .
    الاءثنين: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. ثُمَّ منالغداء إلى العصر .
    الثلاثاء: من الصبح إلى الظهر. ثم من العصر إلىالعشاء.
    الاربعاء: من الصبح إلى العشاء .
    الخميس: من طلوع الفجر إلى العشاء .
    الجمعة: كيوم الخميس .
    آل محمد(ع) والاءستخارة


    المبحث الثامن
    آل محمد(ع) والاءستخارة
    اءن كل ما نقلتُهُ وتحدَّثتُ به عن الاءستخارة وأنواعها،وأصل اءستحبابها وكيفيتها، وكلَّ ما ورد عنها من أخباروروايات هو من آل محمَّدٍ (ع) ؛ لانّهم اهتموا بسنن الدينوبذلوا الجهد الشديد لتعليم المسلمين تعاليم رسول اللهمحمد (ص) وآدابه، والتذكير بما نسي والنشر لما اُنكر،فكانت الاءستخارة من تلك التعاليم الّتي راح آل محمد(ع)يكرِّرون تعليمها في أخبار واخبار كثيرة.
    أ. قال الاءمام الباقر (ع):
    «كنا نتعلَّم الاءستخارة، كما نتعلَّم السورةَ منكتاب الله عزوجل» .
    وكذلك يوصون بها بعضهم.
    ب. قال الاءمام علي (ع) في وصية لاءبنه (ع):
    «... وأكر الاءستخارة».
    اءستخارات آل محمد (ع)
    1. اءستخارة أمير المؤمنين (ع) :
    عن الاءمام الباقر (ع): كان أمير المؤمنين علي (ع)يصلّي ركعتين ويقول في دُبرهما:
    «أستخير الله» مائة مرةٍ، ثم يقول: «اللهمُ قد هممتُبأمرٍ قد علمتهُ فاءن كنت تعلم اءنّه خير لي في ديني ودنيايوآخرتي ما صرفه عني، كرهت نفسي ذلك أم أحبت فاءنكتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب» ثم يَعزمُ».

    2. اءستخارة الاءمام الباقر (ع) :
    عن الاءمام الباقر (ع): «ما استخار الله قط مائةِ مرةٍ الارمي الله بخيرة الامرين يقول: «اللهم عالم الغيب والشهادةاءن كان أمر كذا وكذا خير لامر دنياي وآخرتي، عاجِلِ أمريوآجلهِ، ويسره لي وافتح لي بابه ورضِّني فيه بقضائك».
    3. اءستخارة الاءمام الصادق (ع) :
    يقول في الاستخارة أبو عبد الله الصادق (ع):
    «تُعَظِمُ اللهَ وتمجِّدُهُ وتحمدُهُ، وتصلِّي علي النبيوآله(ع) ثم تقول: «اللهم اءني اسألُكَ بأنّك عالمُالغيبِ والشهادَةِ الرحمانُ الرحيمُ، وأنتَ علاَّمُالغُيوبِ، استخير اللهَ برحمته».
    اءن كان الامر شديداً تخاف فيه، قُلتَهُ مائة مرةٍ، واءنكان غير ذلك فثلاثَ مرَّاتٍ ».
    4. اءستخارة الاءمام الكاظم (ع) :
    اتي' إلى الاءمام موسي الكاظم (ع): رجلٌ، فقال له:«جُعلت فداك اُريدُ وجهَ كذا وكذا، فعلِّمني استخارةً اءن كانذلك الوجه خيره أن يُيَسرهُ الله لي واءنْ كان شرَّاً صرفه اللهعني.
    فقال له (ع): «وتحبُّ ان تخرج في ذلك الوجه؟» قالالرجل: نعم، قال (ع) قُلْ:
    «اللهم قدِّر لي كذا وكذا واجعله خيراً لي، فاءنَّكتقدِرُ علي ذلِكَ».
    5. استخارة الاءمام الرِّضا (ع) :
    عن الاءمام الرِّضا (ع) :
    «اءذا أردتَ امراً فصَلِّ ركعتين واستخر الله مائةَمرَّةٍ، ما عُزمَ لك فافعل» وقل في دعائك: «لا اءله اءلاالله العليُّ العظيم، لا اءله اءلا الله الحليم الكريم، ربَّمحمَّدٍ وعلِيٍّ، خِرْ لي في امري للدنيا والا´خرة،خيرة من عندك، مالك فيه رضيً ولي فيه صلاحٌ،في خير وعافية، ياذا المَنِّ والطَّوْلِ».
    استخارة الاءمام المهدي (عج) :
    عن الاءمام الحجَّة المهدي (عج) في الاستخارةبالمسبحة:
    اءنّه يأخذها ويصلِّي علي النبيِّ وآله صلوات الله عليهوعليهم ثلاث مراتٍ، ويقبض علي السبحة، ويَعُدُ اثنتيناثنتين، فاءن بقيت واحدة فهو اءفعلْ، فاءن بقيت اثتنان فهو لاتفعل ».

  • #2
    المبحث التاسع
    اءستخارات علمائنا
    روي انّ الاءمام علي بن الحسين (ع) كان اءذا صلّيالفجر لم يتكلّم حتّي تطلع الشمس، فجاءه أحد أصحابه يومولد فيه زيد فبشّرهُ به بعد صلاة الفجر، فالتفت إلى أصحابه،فقال: أي شيء ترون أن اُسمّي هذا المولود؟ فقال كلّ رجل:سمّه كذا، فقال: يا غلام، عليَّ بالمصحف، فجاءوا بالمصحففوضعه في حجره، ثمّ فتحه فنظر في أوّل حرف في الورقةفاءذا فيه :
    (وَ فَضَّلَ اللهُ الُْمجَاهِدِينَ عَلَي الْقَاعِدِينَ اَجْرًاعَظِيماً).
    ثمّ فتحه ثانياً، فنظر فاءذا أوّل الورقة:
    (اءِنَّ اللهَ اشْتَري' مِنَ الْمُوْمِنِينَ اَنْفُسَهُمْ وَ اَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّافِي التَّوْرَاةِ وَ الاءِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ اَوْفَي بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِفَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ).
    وفي هذه الاثناء ألقي الاءمام السجاد نظرة في كِلاالا´يتين، حيث وجدهما تتحدّثان عن موضوع واحد، ألا وهوالجهاد، وتذكَّر حديث رسول الله (ص) وجدّه الاءمام عليٍّ (ع)حول ظهور زيد وصلبه، ثمّ قال: هو والله زيد، هو والله زيد،فسمّي زيداً.

    استخارة آية الله حسن زادة الا´ملي
    ذكر آية الله حسن زادة الا´ملي في عدة كتب،استخارات عجيبة وقعت له أو للا´خرين وننقلها هنا:
    1. بتوصية من آية الله الشيخ محمد تقي آملي، ذهبتإلى محضر السيد «قمشهاي» وأخبرته قائلاً: ارسلني آية اللهآملي من أجل أن تحدّد لي درساً خصوصياً (بحث).
    فرفض وقال: ليس لديَّ وقت.
    وكنت حينها اسكن في مدرسة «حاج أبو الفتح» وكانبيت السيد قريب منها، فصبرت يومين أو ثلاثة، ثمّ رجعتله وأخبرته برغبتي في حضور درس «المنظومة» عنده،وأخبرته كذلك بانّ آية الله آملي أخبرني أن آتي إلىه أو إلىالمرحوم «شعراني»، فأكثر السيد «قمشهاي» من مدحوتمجيد المرحوم «شعراني»، وقال لي اذهب إلىه، فأخبرته:انّه ليس لديه وقت أيضاً .
    قال المرحوم اءلهي: أنا أيضاً ليس لديّ وقت. مرّتعدّة أيّامٍ ذهبت خلالها مرّتين إلى منزله وقلت له أخيراً:ارجوكم أن تنظروا في مسألتي، فاءذا كنت غير صالح اتركونيارحل، واءذا كنت طالب علم فارجو أن تتبنّوني، كان السيد فيهذه المرّة هادئاً ورقيقاً، فقال لي: اعطني فرصة الا´نللتفكير لاري هل لديَّ وقت أم لا؟ فرحت كثيراً، ولمّا جئتهبعدها قبلني تلميذاً عنده.
    قال لي يوماً: عندما رأيت وضعكَ، ذهبت إلى المدرسةالّتي تسكن فيها، ورأيت باب غرفتك مغلقاً، وعندما سألتالطلبة عنك، اتّفقت آراؤهم عليك، حيث كانوا راضين عنك،لذا رجعت إلى المنزل وقرّرت أن استخير الله حول موضوعدرسك عندي، فجاءت الا´ية الشريفة:
    (وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
    لهذا اطمئن قلبي وقبلت تدريسك .
    2. في أواخر شهر رجب 1387 ه ، سافرت من قم إلىمدينة (مراغة) ـ وهي واحدة من مدن شمال اءيران ـ وأخذتاستخارة ـ قبل الحركة ـ بالقرآن الكريم، جاءت هذه الا´ية:
    (اَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الاَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا اَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ اَثَارُوا الاَرْضَ).
    وعندما ذهبت إلى تبريز عرفت انّ قبر «هولاكو» فيمدينة مراغة، فتذكرت الا´ية الكريمة.
    وقد بني المرصد (مرصد مراغة) الشيخ نصير
    الدين الطوسي في زمن «هولاكو»، وفي ذلك الزمان
    دوّن وكتب موسوعته عن حركة النجوم والكواكب ومواقعالابراج، وقد بني قسماً من هذا المرصد علي قمَّة أعلي
    جبل في غرب مدينة مراغة، وبني قسماً آخر منه أمامالجبل من جهة الغرب، وهذا الموقع الجغرافي الّذي انتخبهالشيخ الطوسي يعتبر مناسباً بصورة كبيرة لحركة الارصادالجوية.
    3. اثناء عقد قران اءحدي النساء الخبيثات، طلب منيأحَدُ الحاضرين أخذ استخارة، فأخبرته انّ الشخص الّذييريد الزواج من هذه المرأة خبيثٌ مثلها، لانّ (الْخَبِيثَاتُلِلْخَبِيثِينَ)، ولا داعي إلى الاستخارة، لكنّه ألحّ عليَّبالاستخارة، ففتحت المصحف فجاءت الا´ية الكريمة:
    (وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَي بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًافَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ اُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
    سبحان الله، فلقد رأينا بعد الزواج انّ خباثة هذا الرجلأقذر وأخبث من تلك المرأة .
    4. السلطان سليمان كان أحد السلاطين العثمانيين،أحدث نهر «الحسينية» المنشعب من نهر الفرات في كربلاءالمقدسة، وبعد ذلك تشرف بزيارة مرقد أمير المؤمنينعلي(ع)، وقبل وصوله إلى المرقد الشريف وعلي مشارفمدينة النجف، نزل من جواده احتراماً للاءمام ومشي حافياًباتجاه المرقد الشريف، وعندما رآه حاكم المدينة علي هذهالحالة، قال له: اءنّه ليس من الصحيح أن تمشي حافياً إلىالمرقد، لانّ ذلك سوف يقلّل من هيبتك وسلطانك أمامالناس !
    تردّد السلطان في تلك الاثناء، وقرَّر الاستخارةبالقرآن، وعندما فتح القرآن جاءت هذه الا´ية :
    (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ اءِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُويً ) .
    تأثر الحاكم عندما سمع كلام السلطان، وخلع حذاءهأيضاً، ومشي حافياً إلى القبّة المنوّرة.
    5. يتحدَّث الاُستاذ حسن زادة الا´ملي حول الهدف مننشر كتاب «الرسالة الاءلهية» فيقول: الرسالة الاءلهيةمجموعة خطب عديدة القيتها في السنوات 1390 ـ1394ه، حيث كتبتها في وقت ازداد فيه الوعي الفكريكثيراً، كنت في البداية متردِّداً من كتابتها، وكنت لا أشعر بأيفائدة من نشرها، ولكنَّ اقتراح الاُخوة في (مركز الرجاءالثقافي) بالاستخارة، دفعني إلى أخذ الاستخارة بالقرآنالكريم، وكانت النتيجة الا´ية الشريفة:
    (وَ فِي نُسْخَتِهَا هُدًي وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْيَرْهَبُونَ). فقررت طبعه علي أمل أن يستفيد بعضالناس من نشره .
    استخارة حُجَّة الاءسلام والمُسلمين هاشميرفسنجاني
    يقول الشيخ هاشمي الرفسنجاني: بعد أن درست
    مدّة قليلة (في بداية دراستي الحوزوية) أحسست بالرغبةباعتلاء المنبر ومخاطبة الناس، ولكن الطلبة يعتقدون بأنّهمن الصعوبة علي التلميذ الجديد أن يرتقي المنبر، ولكنِّيمع ذلك بدأت بارتقاء المنبر في مدينتي، لانّ الناسيعرفونني ويعرفون عائلتي فلم تكن هناك مشكلة، اضفإلى ذلك انّي تعلَّمت بعض الاُمور اثناء دراستي وبدأت انقلهللناس.
    وكانت أيّام الخطابة أيّام جميلة، وتحتوي علي خواطرعديدة منها: كنت في اءحدي قري مدينة خمين، وتسمي(كمره)، حيث ذهبتُ إلىها بمناسبة أربعين الاءمامالحسين(ع) (20 صفر)، عندما ركبت إلىها بالسيارة ومعيحقيبتي الّتي تحتوي علي بعض لوازمي وكتبي، نزلت فياحد المقاهي، وبقيت فيه اللَّيل كلّه، لقد كنت خجلاً لانيأذهب أول مرّة، وفي الصباح أخذني بعض أهالي القرية إلىبيت فيه مجلس تعزية، وربما قصدوا اختباري في ذلكالمكان، وعندما ارتقيت المنبر بدأت (حسب عرف الخطباء)فقرأت الا´ية لشريفة:
    (اَلَمْ اَعْهَدْ إلىكُمْ يَا بَنِي آدَمَ اَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ اءِنَّهُلَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)، ثمّ تحدّثت عن عبادة الله وعبادة
    الشيطان، وكان الحديث بلهجة قاسية بعض الشيء، حيثتقبّل بعض الناس خطبتي، ولم يتقبّلها البعض الا´خر،وأحسست بانّي لم أكن موفقاً في خطبتي، وبعد الانتهاء منالخطبة، رجعت إلى المقهي بحجَّة جلب بعض الكتب، كنتمتردّداً أأذهب إلى المجلس مرّة أُخري أم أبقي في المقهي،فقررت أن استخير اللهَ جلّ شأنهُ في القرآن الكريم، فجاءتالا´ية:
    (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا) .
    وعلي الفور ركبت سيارة ورجعت باتّجاه قم، وهكذاكانت رحلة الخطابة عندي استمرت يوماً واحداً .

    استخارة العلاَّمة الطباطبائي
    بعد ان أتمّ العلامة المرحوم الطباطبائي دراسةالمقدمات في الحوزة العلمية في تبريز، وفي عام 1344 ههاجر إلى النجف الاشرف، حيث حضر عند كبار الاساتذةوعلماء الحوزة في النجف، كالسيد قاضي الطباطبائي، والسيدحسين بادكوبه والسيد أبو الحسن الاصفهاني، والسيد محمدحسين كمپاني، والسيد ميرزا حسين نائيني، والسيد أبوالقاسم الخوانساري، وقد نال مقاماً علمياً عالياً، وبعد اءقامةٍدامت عشر سنوات في النجف الاشرف وبالتحديد في عام1354 ه رجع السيد الطباطبائي إلى تبريز، حيث مارسعمله العلمي تدريساً وتأليفاً وتحقيقاً، حتّي سنة 1365 هحيث هاجر إلى قم المقدّسة، وأخذ يدرس فيها مختلفالعلوم كتفسير القرآن الكريم، والعلوم العقلية والعرفانوالاءلهيات، وقام بتأسيس مجلسٍ يحضره مختلف العلماءللدرس والتباحث في مختلف العلوم، حيث تخرّج علي يديهالكثير من اللعماء والطلبة.
    خلاصة القول، اءنّ للسيِّد الطباطبائي حكاية لطيفةتتعلَّق بموضوعنا ـ الاستخارة ـ ، حيث يقول السيِّدالطباطبائي: عندما عزمت علي الهجرة من تبريز إلى قمأخذتُ استخارةً بالقرآن المجيد، فجاءت هذه الا´ية:
    (هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً).
    استخارات حول الاءمام الخميني
    1. سمعت من فضيلة السيد علي همداني يقول: فيعام 1342 ه . ش كنت في مدينة (كبوتر آهنگ) اءحديمدن همدان، حيث كنت خطيباً في أحد المساجد، في ذلكالوقت بدأت نهضة الاءمام الخميني ضد نظام الشاه، وعندسماعي نبأ اعتقال الاءمام الخميني، اصابني القلقوالاضطراب حول مصير الثَّورة ومصير الاءمام، هذا القلقوالحيرة دفعاني إلى التفاؤل بالقرآن، ففتحت كتاب الله العزيزفجاءت الا´ية المباركة:
    (وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَزَهُوقاً) .
    بعدها شعرت بالهدوء والطمأنينة، وعلمت انّ الاءمامسيطلق سراحه، وكانت النتيجة كما توقعت حيث انتفضالشعب الايراني تحت قيادة علماء الدين، واعتصم أغلبالعلماء في طهران بعد ان قدموا من المحافظات الاءيرانية،حيث اربك هذا الوضع حكومة الشاه، اضطرت بعدها إلىاطلاق سراح الاءمام، ولكنَّهم اعتقلوه مرّةً أُخري ونفوه إلىتركيا، وفي هذه المرَّة اصبحتُ مغموماً وقلقاً كذلك، وقررتالاستخارة والتفاؤل بالقرآن، فجاءت الا´ية:
    (وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَزَهُوقاً).
    مرّة أُخري (علي الرغم من اختلاف نوع طباعة القرآنوموقع الا´ية)، ففرحت هذه المرة كذلك واطمأنّ بالي،وعلمت انّ الاءمام سيطلق سراحه هذه المرّة أيضاً، وفعلاً تمّترحيل الاءمام من تركيا إلى النجف الاشرف، حيث قضَّيأكثر من عشرة أعوام ثُمّ هاجر بعدها إلى فرنسا، وكنت خائفاًعليه هذه المرَّة، فالتجأت إلى القرآن ضالتي المنشودة،لاستعين به واستخير ربّي، فكانت الا´ية:
    (وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً).
    2. يقول حجة الاءسلام والمسلمين السيّد رضوي: فيعام 1342 ه، حينما اقتحم جلاوزة الشاه منزل الاءمام ليلاًواعتقلوه، آذاني الغمّ الشديد، ولم استطع النوم ليلتها، وعندالصباح خرجت من المنزل فرأيت السيد (احمدي خميني)ابن اخت الاءمام الخميني، فقلت له: انا لم أنم الليلة الماضية،حيث كنت قلقاً علي الاءمام، فكيف حالك أنت؟ قال: بالعكستماماً، فقد نمت مرتاح البال !
    قلت: كيف نمت مرتاح البال؟
    قال: انا من شدّة القلق والاضطراب الّذي انتابني بعداعتقال الاءمام قررت التفاؤل بالقرآن لاستطلع حقيقة الحال،وعندما فتحت القرآن الكريم جاءت الا´ية:
    (وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً).
    ففهمت انّ النتيجة هي النصر المؤكد للاءسلام،فاطمأنَّ قلبي .
    استخارة آية الله الشيخ عبد الكريم يزدي
    بعد وفاة اُستاذه السيد الخراساني رحل الشيخ اليزديإلى كربلاء للتفرّغ لطلب العلم والتدريس، وعلي أثر دعوةوجّهت له لزيارة آراك من قبل أبناء الحاج محسن قرّر السفرإلىها، حيث اقام فيها مدَّة من الزمن، إلى ان حدثت حركةالدستور (المشروطية) في ايران عاد إلى كربلاء في العراق،حيث أخذ يدرّس في مدرسة «حسن خان» ليفيد العلماءوطلبة العلوم الدينية، ولكنَّ رحيله المفاجي هذا من آراكأدَّي إلى عدم راحة الناس هناك، حيث ارسلوا إلىه الوفودوالبرقيات يطالبونه بالعودة إلى بلدتهم، فعاد أخيراً إلى آراك.
    ولكن السيد مرتضي الحائري نقل الموضوع بشكلآخر أكثر دقّة، حيث قال:
    اءنّه في زمن المرحوم (آخوند) وباءصرار المرحوم الحاجميرزا محمود (ابن الحاج محسن) والّذي سافر معه إلى مكّةعام 1313 ه . ش، قرّر الشيخ عبد الكريم المجيء إلى آراك،وبعد مدّة قضاها في آراك وفي أثناء حركة الدستور، قررالشيخ الحائري الهجرة إلى كربلاء مع الحاج شيخ محمدالاءصفهاني (رفيقه الحنون)، وكان الاصفهاني رجلاً ممتازاً،حيث تباحث هناك مع (السيد كمپاني) وقرر بيع جزء منممتلكات أبيه في مدينة يزد لغرض شراء بيت في مدينةكربلاء بقصد التوطُّن فيها، وبعد مُدَّةٍ قضاها الشيخ فيكربلاء عاد إلى آراك نتيجة اءصرار بعض العلماء ووجوهالمدينة، كالحاج محسن والحاج اسماعيل، وقد كان الشيخبعد وفاة زوجته الثانية مريضاً ويتعرَّض باستمرار إلى نوباتمن الاءغماء.
    والخلاصة فانّ الشيخ مؤسس الحوزة هاجر إلى آراكسنة 1951 م حسب طلب ابن الحاج محسن الا´راكي، حيثبقي فيها أكثر من ثمان سنوات، ادار فيها الحوزة العلمية فيمدينة آراك، وقام بتربية العديد من الطلاب والافاضلوتخرَّج علي يديه العديد من طلبة العلوم الدينية، حيثوصل عدد الطلبة في حوزة آراك إلى حوالي 300 طالب،وأصبحت آراك في عهده مركزاً علمياً كبيراً.
    في رجب من عام 1340 ه . ش، رحل الشيخ اليزديبصحبة المرحوم آية الله السيد محمد تقي الخوانساري إلىمدينة قم، وكان معه في هذه الرحلة كُلاًّ من ابنه الاكبرمرتضي والمرحوم الحاج الميرزا مهدي البروجردي،والمرحوم الشيخ أحمد اليزدي، والمرحوم كربلائيعليشاهي.
    وقد عرفت في حينها إلى أن جاء إلى قم لهدف زيارةمرقد السيدة فاطمة المعصومة ابنة الاءمام الكاظم (ع)، ولكنَّالمرحوم الطهراني في كتابه (نقباء البشر) يذكر انّ سفرالشيخ إلى قم كانت نتيجة لدعوة وجهت إلىه من بعضوجهاء المدينة ورجال العلم فيها، حيث كانوا يطلبون منهالمجيء إلى قم لاءحياء الا´ثار العلمية فيها واءعادة قم إلىماضيها المشرق.
    وقد علمت انّ من ضمن الذين وجّهوا الدعوة إلىه هوالمرحم آية الله الحاج الميرزا محمد فيض، وهو من علماءقم الكبار، وقبره الا´ن في مدخل اءيوان الصحن القديم.
    ومن خلال مطالعة الروايتين السابقتين نجد عدمالتناقض فيما بينهما، وقد ارسل السيد فيض رسالة إلى آراكدعا فيها السيّد إلى الهجرة إلى قم، وقد ارسل إلىه شخصاًيدعوه فيها لهذه الزيارة أيّام أعياد رأس السنة الشمسية(النيروز) لكي يُقيّموا وضع المدينة، وبالتالي يقرّر البقاء فيقم أو العودة إلى آراك.
    وقد وصل بالفعل الشيخ اليزدي إلى مدينة قم يوم(29) اءسفند، حيث تمّ اءعداد استقبال حافل له وعطلتالاسواق في المدينة، وكان علي رأس المستقبلين ابن الاءمام«شاه جمال» والسيد فيض، والكثير من التجار الذين جاءوامن طهران لاستقبال الشيخ اليزدي، حيث ذهبوا مباشرةإلى حرم السيدة المعصومة ووصلوها اثناء صلاة المغرب،فقدّمه السيِّد فيض لاءقامة صلاة المغرب باءمامته، وكان منضمن الموجودين الشيخ مهدي القمِّي رفيق الشيخ اليزديفي مدينة سامراء.
    وعندما طلب بعض العلماء من الشيخ اليزديالاستخارة والتفاؤل بالقرآن من أجل البقاء في قم، كانالشيخ يكرر قوله السابق وهو: أنا صحيح لا أفهم مثلاً قولهتعالي:
    (يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الاَرْضِ)بالنسبة إلى موضوع الاستخارة خيراً كان أو شرّاً، ولذا قرَّربعض علماء قم الاستخارة في حرم السيدة المعصومةبالقرآن حول بقاء الشيخ في قم فجاءت الا´ية:
    (وَ اْتُونِي بِاَهْلِكُمْ اَجْمَعِينَ).
    وهي الا´ية الّتي خاطب فيها يوسف (ع) اءخوته حيثقال:
    (اِذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَاَلْقُوهُ عَلَي وَجْهِ اَبِي يَاْتِبَصِيرًا)، ونتيجة لهذه الا´ية أصبح التكليف واضحاً، وهوقرار البقاء والاقامة في مدينة قم، وعندها عمّ الفرح والسرورأهالي المدينة.
    استخارة آية الله حجّت
    يعتبر آية الله السيّد حجت من الفقهاء المشهورين جدّاًفي عالم التشيع، فقد توقع هذا العالم تاريخ وفاته قبل عدةسنوات، حيث توقع السنة والشهر واليوم، بل والساعة، حيثأخذ يهيي نفسه لهذا اليوم ويرتب أعماله وينظّمها،ومعرفته هذه جاءت من رؤيا رآها في المنام حيث رأيتفاصيل موته.
    قبل موته بأيام ارسل إلى نائبه ووصيّه السيّد أحمدالزنجاني، وبعد حضور السيد الزنجاني مع مجموعة منالعلماء والافاضل، حيث جلسوا حوله، فقال لهم: اكسرواختمي (وهو الّذي يستخدمه للتوقيع تحت المسائل الشرعيةوالفتاوي) وعندما قال له الحاضرون: لماذا؟ قال: حتّي لايستطيع أحد الاستفادة منه بعدي والاساءة إلىَّ، ولكنّهمقالوا: لماذا؟ قال: لانّ هذا المرض الّذي أُعاني منه، لناشفي منه أبداً، وقد أصرّ علي طلبه هذا، ولكنّ الحاضرينأنكروا طلبه هذا، قرّر بعدها الالتجاء إلى القرآن للاستخارةوالتفاؤل، كان الجميع ينتظر نتيجة الاستخارة، طلب منهنسخة من القرآن، وما ان فتح القرآن تبسّم وانشرح صدره،وقرأ هذه الا´ية:
    (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ).
    اعطي القرآن للحاضرين حيث تمعّنوا في الا´يةوأخذتهم حالة من التعجب والحيرة، فالا´ية كانت كما قاللَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ )!
    وأخيراً أقنعوه بأن لا يكسر (الختم)، ويضعه أمانة عندالسيد الزنجاني، وقد وافق علي هذا الطلب، وقد طلب منّامِقَصّاً لكي يقصّ الرباط الّذي يحمل الختم في رقبته، تأثّرالحاضرون من هذا العمل، ولكن قصَّ الرباط عن رقبتهبروح مرتاحة، وهو يكرِّر قوله:
    (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)، (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)، ثمّ طلب من بعض
    العلماء كالسيد غلام حسين، ووكيله في طهران، وآية اللهالزنجاني ان يستلموا الحقوق الشرعية الّتي بحوزته، ويعطوابعضها إلى طلبة تبريز، ويعطوا مبلغاً قدره الفا تومان ايرانيلطبع كتاب الغدير للعلاّمة الاميني.
    وبدأ يسأل عن موعد حلول الظهر (ليوم الاءثنينالثالث من شهر جمادي) وكأنّ لديه عملاً مهمّاً في هذاالوقت، تصوّر الحاضرون انّه يسأل من أجل وقت صلاةالظهر، وقد سأل أحد أصهاره: في أيِّ يوم نحن؟ فقال له:الاحد، من الثاني الشهر .
    آية الله حجّة تعجّب وقال باللغة التركية: «پي، پي»،
    وهو من علامات التعجب في اللغة التركية، في الاثناء قالأحد أقاربه له: كلاّ، اليوم الاثنين الثالث من الشهر، وهنااستعدل آية الله حجّت في جلسته، وكأنّه علي موعد مهم،وقال: متي يحين وقت الظهر؟ ثمّ التفت إلى ابنه السيِّدحسن، وطلب منه قراءة دعاء «العديلة» له، امتثل الابنلطلب والده وبدأ بقراءة الدعاء، إلى ان وصلَ إلى عبارة(استودعك ديني) قال وكرّر: اللهمّ استودعك ديني، وبعدالدعاء طلب من ولده ان يعطيه تربة حسينية، وأكل قليلاًمنها وقال: آخر زادي من الدنيا قليلٌ من تربة الحسين (ع) .
    يقول الشيخ مرتضي الحائري اليزدي: كنت حاضراًحينها، وقد رأيته وسمعته يقول: (افتحوا الباب، جدّيعليّ(ع) قائم لعيادتي. وقد رأيت مرّات عديدة ابن آية اللهالحائري يتحسَّر ويردّد قائلاً: إلى الا´ن لم أر موتاً كهذا .
    ويقول الواعظ المشهور الحاج انصاري القمِّي: فيالحقيقة اءنّ هذا النوع من الموت يكون وفق اتفاق معين أو(سرقفلية).
    استخارة آية الله البروجردي
    سافر المرجع الفقيد آية الله البروجردي عام 1363 همن بروجرد إلى طهران لغرض العلاج من مرض ألمّ به،وفي مستشفي «فيروز آبادي» الواقع في مدينة ري، بقيعلي سرير العلاج لمدَّة أكثر من شهرين، وعندما جاء السيدالبروجردي من بروجرد كان حاله سيِّئاً للغاية، وكان يتعرَّضلحالات من الاءغماء.
    وأثناء سفره إلى طهران وعندما اشرف علي مدينة قمكان الوقت ليلاً، وكانت أضوية المدينة المقدّسة تنير الظلامالدامس فيها، وعند رأي القبَّةَ المنيرة للسيدة معصومة شعربارتياح نفسي وانفتح قلبه المتألم، وعندما تجاوزت السيارةالمدينة التفت إلى الخلف لينظر إلى المدينة، وقال في نفسه:اءذا شفيت من مرضي هذا فسأقضي بقية عمري في هذهالمدينة المقدّسة، واُجاور هذا المرقد الطاهر للسيدة فاطمةالمعصومة بنت الاءمام موسي بن جعفر (ع) .
    وفي المستشفي الّذي كان يرقد فيه، زاره العشرات منالناس من مختلف طبقات الشعب لعيادته، حيث ازدادتشهرته كثيراً، وشعر الشعب بأهمية هذا المرجع العظيم للاُمّةوالحوزة، واثناء زيارة العديد من العلماء له كانوا يطلبون منهأن يأتي بعد شفائه ليستقر في قم، من أجل أن يساهم فيرفع شأن الحوزة العلمية فيها.
    وبعد شفائه كان السيد متردداً في أن يذهب إلىبروجرد أو يُلبِّي دعوة علماء قم واساتذة الحوزة العلمية فيها،ويستقر في قم، قرَّر بعدها اللجوء إلى القرآن الكريم والتفاؤلبه، حيث جاءت الا´ية الشريفة:
    (وَ اَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَاَسْكَنَّاهُ فِي الاَرْضِ وَ اءِنَّاعَلَي ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَاَنْشَاْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَاَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَ مِنْهَا تَاْكُلُونَ * وَ شَجَرَةً تَخْرُجُمِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ للا´كِلِينَ).
    يقول صهر الاءمام البروجردي حول هذا الموضوع:
    أمام الطلبات الكثيرة الّتي انهالت علي السيدالبروجردي من طبقات الشعب المختلفة، والتي تطلب فيهامن السيد أن يلبِّي دعوتها للمجيء إلى قم والاستقرار فيها،قرَّر السيد البروجردي الالتجاء إلى الاستخارة كحلّ نهائي،فجاءت الا´ية الكريمة:
    (وَ اَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَاَسْكَنَّاهُ فِي الاَرْضِ...).
    والحقّ يقال: فانّ آية الله البروجردي (ره)، استطاعمن خلال امطار العلم والفضيلة الّتي سقي بها الحوزة في قمأن يربّي (شتلات) مثمرة من الزرع، أخذت تنمو وتزهرلتستمر إلى آلاف السنين، وسيبقي اسمه خالداً في العالم.
    وأخيراً فاءنّ هذه الاستخارة غيّرت الكثير، فعلي ضوءنتيجتها استقر السيد البروجردي في مدينة قم، وعلي ضوءنتيجتها كانت الثمار الّتي أينعت في مدينة قم .
    استخارة آية الله الحكيم
    آية الله السيد محسن الحكيم (ره) واحد من مراجعالشيعة الكبار، وقد قضي عمره الشَّريف في طلب العلموالمعرفة واءحياء مذهب أهل البيت(ع) .
    ومن آثاره الخالدة هو كتاب «المستمسك» وهو تعليقةعلي كتاب «العروة الوثقي» فهو عبارة عن شروح وحواشيلهذا الكتاب. عندما أكمل شروح الكتاب كان متردداً ماذايسمّيه، فتفاءل بالقرآن فكانت الا´ية:
    (وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلى اللهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَبِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَي).
    بعد رؤية هذه الا´ية وضع اسم كتابه (المستمسك)،فكم كانت الا´ية جذّابة وعجيبة، بحيث انّ اسم المؤلف(محسن) واسم الكتاب المشروح عنه، واسم الكتاب الجديد(المستمسك) كان فيها، وقد كتب هذه الا´ية القرآنية فيبداية كلّ أجزاء كتاب (مستمسك).
    استخارة العلامة الشيخ مرتضي الانصاري
    العلاّمة الكبير، الشيخ مرتضي الانصاري، وبعد أنهاجر من العراق إلى مسقط رأسه مدينة (دزفول) الايرانية،صمّم علي تقييم الحوزات العلمية في المدن الاءيرانية منالناحية العلمية، والحصول علي ما لم يحصل عليه، وقدعرض فكرته هذه علي اُمّه وسائر أعضاء العائلة.
    اءنّ الحبَّ الكبير الّذي كان يحضي به الشيخ الانصاريمن قبل أفراد عائلته أصبح مانعاً لهذه الاُمنية، لانّ عليه أنيسافر ويتغرّب لتحقيق هذا المطلب، ولانّ اُمّه الكريمة لاتستطيع تحمل فراق ابنها بعد هذا السفر، خصوصاً انّ الشيخالانصاري قضَّي في العراق ستة سنوات بعيداً عن وطنهوأهله، ولكن بالرغم من كلّ هذا، فقد قرّر الشيخ السفر وهيّأمقدّمات سفرته هذه، ولم يبق اءلاّموافقة اُمّه الّتي أصرّتعلي عدم سفره، لذا فقد قرّر الشيخ الاستخارة بعدها، حيثرفع القرآن باحترام، ونوي النيّة، وبعد الحمد والثناء لله تعالي،فتح كلام الله، فكانت الا´ية الشريفة :
    (وَ لاَ تَخَافِي وَ لاَ تَحْزَني اءِنَّا رَادُّوهُ إلىكِ وَ جَاعِلُوهُ مِنَالْمُرْسَلِينَ ).
    سرّ الشيخ وطاب حاله وفسّر الا´ية الشريفة لاُمّه الّتياطمأنّت هي الاُخري لهذه البشري الاءلهية.
    هذه البشري تحقّقت في الحقيقة، وصار الشيخمرتضي الانصاري (قد) رسول رسالة كبيرة وتاريخية، يليقبه اءكمالها، وبعد ذلك أصبح كنزاً للمعارف والثقافة الاءسلامية،بل نجد اليوم انّ اثنين من آثاره الاءسلامية الخالدة، أعنيبهما المكاسب والرسائل، وبالرغم من مرور أكثر من مئةعام علي تأليفهما يدرّسان في الحوزات العلمية الشيعية،حيث يعتبران اساس دروس الفقه والاُصول، ويستفيد منهماالطالب والاُستاذ علي حد سواء .
    وقبل سفر الشَّيخ الانصاري قرَّر اختيار مرافقٍ له، فوقعاختياره علي أخيه منصور، الّذي قرر هو الا´خر التفاؤلبالقرآن الكريم فجاءت الا´ية:
    (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِاَخِيكَ... ).
    وعند ذلك بدأ الشيخ الانصاري سفره الطويلبخطوات ثابتة وقوية، مؤيّداً بعناية الله .
    استخارة الحاج ميرزا أبو الفضل والميرزا أبو طالبزنجاني
    ينقل المرحوم الحاج السيد محمّد زنجاني عنالمرحوم الشيخ محمد المشهور ب (الفاضل الشربياني)والمتوفّي' عام 1322 ه . ق، والّذي كان من مراجع التقليدفي النجف الاشرف، نقل انّ الحاج الميرزا أبو المكارموالحاج الميرزا أبو طالب زنجاني، أخذوا استخارة اثناء درسالمرحوم السيد حسين كوه كمري، فجاءت الا´ية:
    (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
    وَ عَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً).
    وهذه الا´ية تحكي عن لقاءموسي ويوشع (ع) معالخضر (ع)، حيث يأمرهما سبحانه بالتعلّم من الخضر (ع)،وعلي أيّ حال فالا´ية جيدة جداً، وقد وصل الاءثنان إلىمكانة علمية عالية.
    استخارة الملا محسن فيض الكاشاني
    السيد ماجد بن هاشم بن علي بن مرتضي بن عليبن ماجد البحراني، وكنيته (أبو علي)، من جملة فضائله انّهفي طفولته ابتلي بمرض، وعلي أثر ذلك فقد بصر عينواحدة، وقد رأي في عالم الرؤيا النبي (ص) يقول في حقّه:اءذا ما اُخذ بصره فسوف يعطيه بصيرة في العلم، وهكذا كان،ظهر فضله وعلمه في البحرين، أي انّ رؤياه للنبي وقولهفي حقّه قد صدقت.
    وهناك شيء آخر جدير بالذكر وهو انّ ديوان الاءمامعلي وصل إلىنا نتيجة استخارة (ملا محسن الفيضالكاشاني)، فعندما سمع ا لفيض الكاشاني ـ وكان تلميذاً عندالسيد ماجد ـ انّ السيد ماجد جاء إلى شيراز، قرر كذلك هوالسفر إلى شيراز، من أجل الدراسة عند السيد ماجد، ولكنوالد الفيض الكاشاني لم يوافق علي سفر ولده، وبعد اءلحاحالفيض قرّر أبوه فتح القرآن والاستخارة فيه، وعندما فتحالقرآن كانت الا´ية الكريمة:
    (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ اءِذَا رَجَعُوا إلىهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
    هذه الا´ية المشهورة بآية طلب وتشويق تعلّم العلومالدينية والفقه، وهي صريحة للغاية، ولم يكتف الفيضالكاشاني بذلك، بل تفاءل بديوان الاءمام علي (ع)، فجاءتالابيات التالية:
    تغرّب عن الاوطان في طلب العليوسافر ففي الاسفار خمس فوائد
    تفرّج همّ واكتساب معيشةوعلم وآداب وصحبة «ماجد»
    هذه الابيات مناسبة جداً مع نيّة ملا محسن، وخاصة«صحبة ماجد» الواقعة آخر البيت الثاني.
    لذلك ذهب ملا محسن إلى شيراز وحضر عند السيدماجد وتعلّم عنده العلوم الشرعية.
    وقد قال الفيض الكاشاني في مقدّمة كتاب الوافي:رويت في كتبي الاربعة عن اُستاذي السيد ماجد بن السيدهاشم صادقي البحراني، وهو الشخص الذي استندت عليهفي العلوم الشرعية، وهو يروي عن الشيخ بهاء الدينالعاملي.
    استخارة مولانا محمد باقر
    كان مولانا محمد باقر يسكن في مدينة اصفهان،وذلك سن 1027 ه ، وقد اُصيب في تلك السنة بمرض(الجرب) وهو من الامراض الجلدية، ممَّا أدي إلى تساقطشعره، واستمر المرض معه حتّي اُصيب بنوبات من الكآبة،فقد معها شهيته للطعام تدريجياً حتّي انقطع عن الاكلتماماً، اشرف بسببها علي الموت، ولم يستطع أي طبيب أودواء أن يكتب له الشفاء.
    وفي حالة من اليأس والضعف اعتقد محمد باقر انّالشيء الوحيد الّذي يمكن أن يحل مشكلته مع الكآبة هوالشراب (أي شرب الخمر)، حينها أخبرت اُستاذي الشيخبهاء الدين مُحمَّد (طيّب الله مرقدهُ)، والّذي كان يقطنمدينة اءصفهان، وكان اُستاذي في علم الفقه والتفسيروالحديث، فأجابني اُستاذي الشيخ بهاء الدين: باعتقادي اءنّهاءذا رأي طبيب حاذق انّ علاجه يتوقّف علي شرب الشرابلدفع المرض، ولا يوجد دواء غيره، فلا بأس به .
    ثمّ ذهبت أنا واُستاذي لعيادة (مولانا محمد باقر) فيبيته وذكرنا له بانَّ هناك أدوية شعبية أُخري يمكن أنتفيده في الموضوع مثل (الشخب الصيني) و (حليبالحمار)، الّذي يعتقد البعض أنّه يفيد لمداواة هذا المرض،فيما يعتقد مولانا محمد باقر أنّ أيَّ دواء من هذه الادوية لاينفعه، وعلاجه فقط في الشراب!
    قال الاُستاذ لي ولابي: قولا لي انتما انَّ علاجهبالشراب فقط، وليس له هناك علاج آخر، وبالتالي سوفأُفتي بحلّيته له !
    وعندما أخبرنا بأهميته الطبية قال الاُستاذ لمولانا:يجب عليك شربه، لانّ حفظ النفس متوقف عليه .
    حينها خلط مولانا محمد شراباً أبيض (نطنزي) معالماء واللوز المثروم، حيث شرب في اليوم الاوّل (12)مثقالاً، ويوم آخر وصل إلى 70 مثقالاً، واستمر علي هذاالعلاج مدة ثلاثة اشهر تماثل بعدها إلى الشفاء.
    بعد مرور ثلاثة سنوات اُصيب بمرض آخر، وعندماذهب إلى أحد اطباء (دار العبادة في يزد) جوّز له الشراب،ولكن مولانا استخار بكلام الله المجيد وجاءت هذه الا´ية:
    (عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ وَ مَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ).
    وقد شفي مولانا من مرضه دون اللُّجوء إلىالشراب.
    استخارة الشهيد الثاني
    زين الدين علي بن أحمد العاملي، المشهور ب «الشهيدالثاني» ولد سنة 965 ه، وهو من علماء وفقهاء الشيعةالكبار، كان هو والشهيد الاوّل من جبل عامل من جنوبلبنان، وهما من مشاهير ومفاخر فقهاء ومجتهدي الشيعة،وكلاهما استشهد بجرم انّهما كانا شيعيان، ومن قصصهماحول الاستخارة الّتي نقلت عنهما والّتي نأتي بها الا´ن:
    1. عندما وصل الشهيد الثاني إلى مدينة حلب عزم أنلا يبقي فيها اءلاّ قليلاً، وبعد فترة صمَّم علي أن يرحل منهذه المدينة، وصادف انَّ هناك قافلة تريد الذهاب إلى«الروم»، والشهيد الثاني (علي طريقته الدائمة) أخذ استخارةللذهاب مع تلك القافلة، ولم تأتِ الاستخارة جيدة، وكانهناك طريق آخر للذهاب إلى «الروم» يذهب به بعضالطلاب، لكنَّه طريق صعب ولا يذهب به اءلاّ القليل منالطلبة، وعندما أخذ الشهيد الثاني استخارة علي هذا الطريقجاءت الاستخارة جيِّدة، ولكنَّ القافلة تأخَّرت عن السفر،
    فتفاءل الشهيد بكتاب الله فجاءت الا´ية:
    (وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ...)، لذلك اطمأنّ قلبه.
    وعندما أرادت القافلة التحرُّك مرّة أُخري علي الطريقالمعروف، استخار الشهيد أيضاً علي الذهاب معها، ولكنالاستخارة هذه المرّة لم تأتِ جيِّدة كذلك، وعندما تفاءلبعدها بالقرآن للذهاب علي الطريق الثاني الّذي يذهب بهبعض الطلبة جاءت الا´ية:
    (وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ... فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ).
    قافلة ثالثة جاءت تريد الذهاب علي الطريق المعروف،واستخار الشهيد أيضاً للذهاب معها، وكما في المرّتينالسابقتين لم تأتِ الاستخارة جيدة هذه المرّة، وعندما تفاءلبكتاب الله جاءت الا´ية:
    (وَ اتَّبِعْ مَا يُوحَي إلىكَ وَ اصْبِرْ حَتَّي يَحْكُمَ اللهُ
    وَ هُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ).
    وكذلك فعل الشهيد مع القافلة الرابعة الّتي جاءتولكن الاستخارة لم تكن جيدة كذلك، واحتار هنا شهيدنا،فالاستخارة مع هذه القوافل تكون دائماً غير جيدة، والقافلةالّتي تذهب علي الطريق غير المعروف تأخَّرت كثيراً.
    قال الشهيد: في صباح يوم الثلاثاء تفاءلت بالقرآنفجاءت هذه الا´ية:
    (وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الذِي كُنْتُمْتُوعَدُونَ).
    فتعجبت كثيراً، لانّ الا´ية افهمتني انّ القافلةستتحرّك اليوم، وقلت في نفسي: اءذا تحرّكت القافلة اليومذلك عجيب جداً، وعندما علمت انّ القافلة تتحرك اليوم،حمدت الله وشكرته كثيراً علي هذه النعمة، وبعدها علمت انّفي هذا العمل كانت حكم وأسرار، وواحدة من اقلّها هي انّهفي الطريق المشهور غلاءٌ وقحط شديد، بحيث انّه في أربعةمحطَّات من الطريق لا يوجد زاد ومؤنة للمسافرين، ولكنالطريق الّذي ذهبنا به كان كلّ شيء متوفر في جميعمحطَّات الطريق .
    2. قال الشهيد الثاني: في اءحدي ليالي الجمعة كنتجالساً في مرقد الاءمام أمير المؤمنين (ع)، حيث قرأت بعضآيات القرآن الكريم، وسألت الله تعالي أن يرشدني لمعرفةنتيجة أمري مع أعدائه، فقررت التفاؤلَ بالقرآن، لذلكفتحت القرآن وجاءت هذه الا´ية:
    (فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَني مِنَ الْمُرْسَلِينَ) .
    فسجدت لله لهذه البشري وهذا الفضل .
    3. كتب الشهيد الثاني عن الاُمور الغريبة الّتي واجهتهفقال: من نعم الله عليَّ حينما كنت في (القسطنطينية)، وفياحد أيّام شهر جُمادي' الاُولي ذهبت مع أصحابي لزيارة (أبيأيوب الانصاري)، حيث يقع ضريحه خارج المدينة، وقد بنيالسلطان محمد قّبة علي ضريحه، وهناك خلوت إلى نفسيوفكَّرت في زوجتي الّتي تركتها حاملاً عندما سافرت، وفيهذه الايام سيحين موعد ولادتها، فأخذت القرآن لكيأتفاءل به، فجاءت الا´ية:
    (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ ) .
    لذلك سجدت لله شكراً وطلبت أن يرزقني ابناً ولداًمباركاً، وفي اليوم التاسع عشر من شهر رجب جاءني الخبرانّ الله رزقني ابناً ذكراً .
    استخارة السيد ابن طاووس
    هو السيِّدُ الشريف الطاهر جمال السالكين نقيبالطالبيين رضي الدين أبو القاسم علي بن سعد الدين أبياءبراهيم موسي بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بنأحمد بن أبي عبد الله محمد الطاووس، أول من ولي النقابةب «سورا» واُسرة السيِّد ابن طاووس واحدة من الاُسر العلميةالشيعية المعروفة، وقد لقّب بهذا اللقب لانّ أحد أفرادالاُسرة واسمه (محمد بن اءسحاق) كان جميل الوجه والهيئةوقد شبهّه الناس بالطاووس، ورويداً رويداً التصق هذا اللقبببقية أفراد الاُسرة. يتّصل نسب السيد بن طاووس منناحية الاب بالاءمام الحسن بن علي ومن ناحية الاُمبالحسين بن علي (ع)، وكانت اُمّه بنت الشيخ (ورّام بن أبيفراس) صاحب كتاب (تنبيه الخواطر) والمعروف ب «مجموعةورّام»، وكانت اُمّ والده سعد الدين موسي ابنة ابنة الشيخالطوسي، ولذا نراه يعبّر في تصانيفه كثيراً عن الشيخالطوسي ب «الجد» أو «جد والدي» وعن الشيخ أبي عليالحسن بن الشيخ الطوسي ب «الخال» أو «خال والدي».
    وبالجملة: هو الحسني نسباً، المدني أصلاً، الحلّيمولداً ومنشأ، والبغدادي مقاماً، والغروي جواراً ومدفناً.
    ولد في الحلّة في منتصف المحرَّم سنة تسع وثمانينوخمسمائة، ونشأ بها سنين وأقام ببغداد خمسة عشر عاماًفي زمن العباسيين، وسبب طول اءقامته في بغداد هو زواجه
    هناك، ووجود (مؤيد الدين ابن العلقمي) الوزير الشيعيللمستنصر الخليفة العباسي، ثمّ رجع إلى الحلّة وجاورالعتبات المقدّسة في النجف وكربلاء والكاظمية، في كلّواحدة ثلاث سنين، وكانت سامراء يومئذٍ كصومعة في بريةكما يظهر من كلامه.
    عاد إلى بغداد أيّام المغوليين، وولي نقابة الطالبيين فيثلاث سنين وأحد عشر شهراً من قبل (هولاكو) مع امتناعهالشديد عن ولاية النقابة في زمان (المستنصر) الّذي توفي(640 ه).
    له من الاءخوة ثلاثة هم: جمال الدين أحمد بنطاووس، شرف الدين محمد بن طاووس، وعزّ الدين حسنبن طاووس.
    وكان رضي الدين أكثر اخوته شهرة، وقد طلب منهابن العلقمي أن يصبح المفتي الاعظم للدولة، ويصدرالفتاوي إلى الناس، ولكنَّ ابن طاووس رفض الدعوة، وبعدهاكتب لابنه:
    فأول شركٍ نصبه الشيطان ليفرق بيني وبين الله جلّجلاله صاحب الرحمة والاءحسان، اءنَّهُ طلبني الخليفةالمستنصر جزاه الله عنا خير الجزاء للفتوي علي عادةالخلفاء، فلما وصلت عند باب الدخول إلى من استدعانيلهذه الحال تضرعت إلى الله عزّوجل مالك الامان وسألتهأن يستودع مني ديني، وكلَّما وهبنيه ويحفظ عليَّ كلمايقرّبني من مراضيه، حتّي أخرج من عند المشار إلىه،فحضرت فاجتهد بكلِّ جهد بلغ توصله إلىه انّني أدخل فيفتواهم، فقواني الله جلّ جلاله علي مخالفتهم والتهوينبنفسي وما أملكه في طلب رضاء الله جلّ جلاله بالامتناعمنهم والاءعراض عنهم.
    فلو انّني دخلت يا ولدي محمد ذلك اليوم معهم فيهذه الفتوي' الدنيوية، ولعب أهل الدنيا وقواعدهم الرديَّةكنت قد هلكت أبد الا´بدين، وكانوا قد أدخلوني فيما يُفرِّقبيني وبين ربّ العالمين.
    ويقول السيد ابن طاووس في جانب آخر:
    ثمّ عاد الخليفة ودعاني إلى نقابة جميع الطالبيين علييد الوزير ابن العلقمي وعلي يد غيره من أكابر دولتهم، وبقيعلي مطالبتي بذلك عدّة سنين فاعتذرت بأعذار كثيرة.
    ويقول: وعاد المستنصر وكلف مخاطبتي بصديق،فتحيّل معي بكلّ طريق، فقال: اءمّا أن تقول انّ الرضيوالمرتضي كانا ظالمين (لانّهما قبلا هذا المنصب سابقاً)، أوتعذرهما فتدخل في مثل ما دخلا فيه، فقلت: اُولئك كانزمانهم زمان بني بويه، والملوك شيعة وهم مشغولونبالخلفاء والخلفاء بهم مشغولون، فتمّ للرضي والمرتضي ماأرادوا من رضاء الله جلّ جلاله.
    قال السيد ابن طاووس: في أحد الايام اختارنيالخليفة المستنصر أن أكون له رسولاً إلى سلطان التتر،فقلت لمن خاطبني في هذه الاشياء ما معناه: اءن أنا نجحتُنَدمِتُ، واءن جَنحتُ نَدِمتُ.
    فقال: كيف ؟
    فقلت: اءنّ نجاح سعيي يقتضي انّكم ما تبغون تعزلونيمن الرسالات، إلى أن ألحق بالاموات، وتشغلوني عنالعبادات وغيرها من المُهَّمات. واءن لم ينجح الامر بين يديسقطت من عينكم سقوطاً أدَّي إلى كسر حُرمتي وفتح باباذيتي واشتغالي عن دنياي وآخرتي، وسوف تقدم علي قتليوتسقيني السم.
    قرّرت بعدها أن استخير، لانِّي لا اعمل بخلافالاستخارة، ولانَّ الاستخارة جاءت غير جيدة، قررت أنأترك بغداد وارحل إلى الحلّة .
    وبعد ذلك رحلت إلى النجف وبقيت هناك ثلاثسنوات، حيث اعتزلت الناس، ثمّ ذهبت إلى كربلاء وبقيتهناك ثلاث سنوات أيضاً.
    كان السيد ابن طاووس عالماً وفقيهاً وزاهداً، ويؤكِّدباءصرار علي الجوانب الاخلاقية والتهجُّد والعبادات، وهوالّذي أوصي قبل سبعمائة عام باءقامة حفلٍ خاصٍ للاطفالالذينَ يصلون إلى سنِّ البلوغ، فهو يكتب في هذا الشأن فيوصيّته لابنه قائلاً:
    واءن بقيت حيّاً علي ما عوّدني الله جلّ جلاله منرحمته وعنايته فاءنّني أجعل يوم تشريفك بالتكليف عيداًاتصدَّق فيه بمائة وخمسين ديناراً عن كلّ سنة بعشرةدنانير، اءن كان بلوغك بالسنين واشتغل بذلك في خدمتهواءنّما هو ماله جلّ جلاله، وأنا مملوك وأنت عبده، فتحملإلىه من ماله ما يريد أن تحمله لجلاله، وهذا المقدار خطرعلي قلب تفويضي إلىه وبحضوري بين يديه، واءنْ أراد جلّجلاله مهما أراد ما أقدرني عليه فيكون قبل ذلك منيرحمة وشرفاً لي ولك ولا يبلغ وصفي إلىه، وان أنا انتقلتإلىه قبل بلوغ الامل من بقائي حتّي تستغني عن الاوصياءفقد أوصيت لك إلىه جلّ جلاله وإلى غيره بأمره جلّ جلالهوهو اشفق عليك منِّي وابلغُ في حفظكَ، وبلوغ الرجاء، وانيُلهمكَ الله جلّ جلاله ذلك، ولي بحمايتك ما يليق بكرمهوما عوّدني من الا´لاء وزيادات السعادات والعنايات، وانيعرِّفني ذلك وأنا في عداد الاموات، واءذا حضرت عند قبريفحدّثني ما عمله معك سيِّدي وسيِّدُك ومالِكُ أمرِكَ وأمري،فاءنني رويتُ عن السَّلفِ الصَّالحين انَّ الميِّتَ يسمَعُ كلامَالزائرين وخاصَةً من أهلِ اليقين .
    السيد ابن طاووس والاستخارة
    كان ابن طاووس يعتقد بالاستخارة جدّاً، وقد ألّف بهذاالموضوع كتاباً بعنوان فتح الابواب.
    وحالات ابن طاووس في مجال التهجُّد والعبادةوالرياضة، والابتعاد عن الدنيا والابتعاد عن المناصبالدنيوية يندر مثيله، وقد كان يحتاط كثيراً في الفتوي،ويواظب علي ذلك في كل الاعمال الّتي ينجزها، يريد منالله مباشرة أن يهديه في هذا الوجه وغيره، وتراه بعدمراجعة المسألة وتقييم الموازنة بعقله والاستشارة يتوجه إلىالله بالاستخارة، وهو علي أثر ذلك وصل إلى درجة عاليةمن العبادات والتهجُّد وتزكية النفس، ووصل إلى مرحلةأصبح قلبه مصقولاً وقليلاً ما يستخير .
    يقول ابن طاووس: ولقد كرّر مراسلتي ومكاتبتي بعضملوك الدنيا الكبار في أن أزوره في دار يتنافس في دخولهاكثير من أهل الاغترار، فقلت له مراسلة: انظر المسكنالذيأنت ساكنه الا´ن، فاءن وجدت فيه حائطاً أو طابقاً أوأرضا أو فراشاً أو ستراً أو شيئاً من الا´نية وضع الله جلّجلاله، وفي رضاه، حتّي أحضر، وأجلس عليه وأنظر إلىهويهون عليَّ أن أراه.
    وكتبت إلىه غير مرّة: اءنّ الّذي كان يحملني علي لقاءالملوك في بداية الاعمال التعويل بالاستخارة، وقد رأيتالا´ن بما وهبني الله جلّ جلاله من الانوار والاطِّلاع عليالاسرار انّ الاستخارة في مثل هذه الاسباب بعيدة عنالصواب ومخاطرة مع ربّ الارباب .
    وإلىك ـ عزيزي القاري ـ نموذجين من استخارات هذاالعالم:
    1. في أحد الايام وصلتُ إلى الحلّة، وأقمت في دارالسلام، وخلال تلك الايام اقترح عليَّ بعض الاصدقاءوالاقارب زيارة بعض المسؤولين وأصحاب المناصب فيمدينة الحلّة، ولكنِّي كنت متردداً، لذا كنت أستخير، في اليوممرّة ومرّتين، وفي كلّ مرة تأتي النتيجة «لا تفعل»، وخلالمدة اقامتي أخذت أكثر من خمسين استخارة وفي جميعهذه الاستخارات كانت النتيجة «لا تفعل»، فهل يقبلالعقل أن يأخذ الاءنسان أكثر من خمسين استخارة وكلّهاتأتي بنتيجة متشابهة.
    2. طلبني بعض أبناء الدنيا وأنا بالجانب الغربي منبغداد، فبقيت اثنين وعشرين يوماً أستخير الله جلّ جلالهكلّ يوم في أن ألقاه في ذلك اليوم، فتأتي الاستخارة «لاتفعل» في أربع رقاع أو ثلاث ليال، ما اختلف المنع مدّةاثنين وعشرين يوماً، وظهر لي حقيقة سعادتي بتلكالاستخارات، فهل هذا من غيرِ عالِمِ الخَفِيَّاتِ .
    مع آية الله الكشميري
    نقل الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني في كتابه(قصص وخواطر) القصَّة التالية قال:
    الاستخارة هي طلب الخير من الله تعالي عند الحيرة،ولها وسائل متعدِّدة لكشف الامر والنَّهي فيها، ولكنَّ رواياتأهل البيت(ع) تؤكِّد علي أخذها بصلاة ركعتين، أو بالقرآنالحكيم، أو سُبحة الزهراء (س) ـ ولكلٍّ تفاصيله ـ ، وفيعصرنا الحاضر فاءنَّ سماحة آية الله السيد عبد الكريمالكشميري (دام ظلُّه)، يعتبر من أشهر عجائب رجالالاستخارة، فهو يخبر عن نيّة المستخير، ويكشف عنالمصلحة أو المفسدة فيها.
    نقل لي سماحة آية الله السيِّد أحمد المددي (دام ظلُّه)عن هذا السيِّد الجليل قوله: حينما كنت في النجف الاشرفكان يزدحم الناس في بيتنا طلباً للاءستخارة. وكان ذات مرةفي الحاضرين واحد من طلبة العلوم الدينية اسمه الشيخالشيرازي، فلمّا كنتُ مُتعَباً لكثرة الاستخارة في ذلك اليوم
    قلت للشيخ: أجّل استخارتك وقم لنمشي معاً إلىالحرم الشريف. ونحن نمشي داخلتْني حالة عُجْب، وحينماوضعت قدمي في الصحن خطر ببالي ان لا أحد علي وجهالارض غيري بعد الاءمام الحجة (ع) بهذا المستوي منالقدرة علي استشكاف حقائق نوايا اصحابها بالاءستخارة،وبينما كنت بهذا الخيال، جلسنا جانباً في الصحن، وبعد قليلجلستْ في جانبٍ آخر امرأة فاجتمعتْ حولها النساء، تطلبمنها كلُّ واحدة منهنّ استخارة وهي تمسك بسُبحةالزهراء(س)، وتقرأ الصلوات علي محمَّد وآلهِ ثلاثَ مرَّاتٍفتخبرها عن نواياها بشكلٍ عجيب وتقول لها ان تُقْدِم أوتُحْجِم!!! هنا قلت في نفسي هكذا يريد الله ان ينبّهك ايُّهاالسيد كي لا يأخذك العُجْب.
    فطلبتُها ان تأتي بالقرب منّا لاسألها كيف حصلت عليهذه القدرة، وهي لا تبدو أنّها عالمة دارسة.
    فلمَّا سألتها أجابتْني قائلة: اءنَّ زوجي لمّا طلّقني ـ ربمالعدم الانجاب ـ الترديد من ناقل القصة ـ صرت في ضائقةٍ
    ماليةٍ شديدة، فجئت إلى النجف وتوسَّلت بأمير المؤمنين(ع) فرأيت الاءمام في المنام يقول لي: حاجتكِ مقضيَة عندابني أبي الفضل العباس (ع)، فاذهبي إلى كربلاء، فذهبتفوراً وهناك رأيت العباس (ع) في المنام قال لي: درّيمعاشكِ من عمل الاستخارة للناس. فقلتُ له: أنا أُمّية لاأعرف شيئاً. فقال: خذي قبضةً من السُبحة واقرئي الصلواتثلاثَ مرات وأنا اُلقي في قلبك ماذا تقولين. وهكذا كان.
    هنا انبري الشيخ الشيرازي الّذي كان معي فطلب منهااستخارةٌ، فأخذتْ له وقالت: يا شيخ لحيتك بيد الظلاّم لاتذهب إلىهم!...
    فوقع الشيخ في تعجُّب وشُغل باله ولم يقل شيئاً،فطلبتُ منها استخارةً لنفسي، فأخذتْها وقالت لي: يا سيّدانت تريد ان تسافر، ولكنَّ الذين من حولك يمنعونك ؟
    واخيراً بعد ان ذهبتْ المرأة سألت الشيخ: لاي شيءكانت استخارتك حتّي هكذا انقلب حالك؟
    قال: اءنّ جواز سفري عند الشرطة كنت أُريد انأُراجعهم لاسافر إلى اءيران، فالخيرة تنهاني عن الذهابوالمراجعة، فلربما هناك مشكلة تنتظرني علي ايدي الظلمة.
    وامّا عن استخارتي انا فقد كانت لاجل ان انتقللاعيش في اءيران، فتبيّن حقّاً أن قراري هذا لا يوافقنيعليه مَن حولي. وهكذا راجعت نفسي فبدأت استغفر اللهعلي العُجْب الّذي داخلني وكاد ان يسقطني من توفيقاتيالّتي وفّقني الله لها. فقلت لنفسي يا سيّد، كل الناس اعلممنك حتّي النساء المخدّرات...!
    جيّدة أمْ غيرُ جيّدة؟!
    وعن الشيخ البحراني قال: «اخبرني استاذي سماحةآية الله السيد أحمد المددي (دام ظله)، نقلاً عن المرحوم آيةالله الحاج الشيخ مرتضي الحائري (نجل مؤسِّس حوزة قمالمقدسة المرجع الراحل الشيخ عبد الكريم الحائري). اءنّهكان جالساً بالقرب من آية الله العظمي الحاج السيد حسينالقمي (ره) في المجلس الّذي عُقد تكريماً لمقامه وتجليلاًلجهاده ومواقفه الشجاعة ضد والد الشاه، حينما كان السيد
    عائداً من كربلاء إلى اءيران بعد مضي سنوات طويلة علينفيه هناك. اتذكر انَّ الساحة بين حرم السيِّدة معصومة (س)ومقبرة الشيخان المقابلة لمدرسة الفيضية كانت مفروشةوكبار علماء الحوزة كانوا محيطين بالسيد فيأتي الناسوالطلبة صفوفاً متتابعة لتقبيل انامله الشريفة، في الاثناءسلّمه احدهم رسالة وكان فيها طلب للاستخارة، فلمّا فتحالسيد القمي القرآن الكريم اخذ يمعن النظر في الا´ية، ولكنَّهلم يركن فهمه إلى ما يطمئن إلىه في ذلك الازدحام، فسألعنها العالم الّذي علي يمينه، فنظر فيها وقال اءنّها جيدة، ثمسأل العالم الّذي علي يساره احتراماً له، فنظر فيها وقال اءنّهاغير جيدة! هنا اخذ السيِّد القمي وكتب في الرسالة ما ينبؤكعن صفاء نفسه ولطافة روحه واءخلاصه للقرآن وأحبّائه،كتب :
    «لقد سألت الّذين عن يميني وعن يساري، فقالاحدهم: اءنّها جيدة، وقال الا´خر: اءنها غير جيدة، وامّا أنا فلاأدري أهي جيِّدة أم غير جيِّدة»!
    أوَ رأيت كيف تغلّب علي هواه وهو في موقع قد يبرّرهُغيره لو كان فيه انّه لا يليق به القول ب (لا أدري)!
    أقول: اءن القرآن حَمّالٌ ذو وجوه، ولعلّ هذا هو سببنهيّ بعض الاخبار عن التفاؤل بالقرآن... وعليه فلا بُدّللمستخير بكتاب الله تعالي، ان يكون صاحب ذوق وقدرةعلي فهم الا´ية وربطها بالنية المقصودة، ومطَّلعاً عليالتفاسير القرآنية... وكثير من علمائنا يرجحون الاستخارةبالسبحة، تجنُّباً للوقوع في فهم خاطي للا´ية أو خروج آيةغير واضحة.
    وينقل عن الشيخ اليزدي انّه كان دائماً يقول:
    «انا صحيح لا أفهم مثلاً قوله تعالي:
    (يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الاَرْضِ)بالنسبة إلى موضوع الاستخارة خيراً كان أو شراً».



    صدر للمؤلف
    . الاءجازة في الرواية.
    . الاُخطبوط الصهيوني.
    . جامع أحكام الصيام.
    . الحجامة في الشرع والطب .
    . حقيقة زواج المسيار ومشروعية المتعة.
    . الحكم الشرعي وتقسيماته .
    . حياة وكرامات السيدة فاطمة المعصومة.
    . خصوصيات ومستحبات يوم الجمعة.
    . دموع الابرار علي مصاب أبي الاحرار.
    . رسالة فقهية في غسل الجمعة عند الاءمامية .
    . صفات وآداب القاضي في الشرع الاءسلامي.
    . قيام اءسرائيل بين أُكذوبة الوعد الاءلهي والاستعمارالغربي.
    . ما خاب من استخار (هذا الكتاب).
    . الماسونية والصهيونية العالمية.
    . مستحبات العمرة والحج.
    . المصطلحات والتعابير السياسية.
    . مقتل آل هاشم في كربلاء .
    . الموساد الاءسرائيلي والاءرهاب الصهيوني.
    . النظام السياسي في الكيان الصهيوني.
    . الوحي في الكتاب والسنة .
    مقالات:
    . اءحياء يوم القدس اءحياء المقدسات.
    . الاقصي نقطة الاجتماع والقوة.
    . البقاع اللبناني.
    . رسالتنا الرمضانية.
    . رسالتنا العاشورائية.
    . رسالتنا للمسلم المغترب.
    . المسلمون في الغرب ومواجهة التحديات.
    قرص مدمج CD:
    . محاضرات المسلم المغترب.
    . محاضرات كتب مجالس .

    سيصدر قريباً اءن شاء الله
    . الاستمناء أو العادة السرية في الشرع والطب.
    . تفسير سورة الناس.
    . رسائل تذكيرية.
    . رسالة فقهية في النجاسات والمطهرات عند الاءمامية.
    . عليكم بصلاة الليل .
    . المجالس النسائية في المصائب الحسينية.
    . معرفة الاخلاق الاءسلامية (سلسلة معارف المسلم) .
    . معرفة العقائد الاءسلامية (سلسلة معارف المسلم).
    . معرفة الفقه الاءسلامي (سلسلة معارف المسلم).
    . معرفة الكتاب المبين. (سلسلة معارف المسلم).
    . معرفة سيرة نبي الاءسلام (سلسلة معارف المسلم).
    . النفحات المشهدية في الزيارة الرضوية.
    . ويسألونك عن الموت والقبر والبرزخ .





    مركز بني هاشم العالمي
    البريد الاءلكتروني للمؤلف:
    J_b_hashem@hotmail.com

    الموقع:
    www.banihashem.org

    تلفون المؤلّف: لبنان 009613961846
    009613804079
    اءيران:00982512952511

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X