هل الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام بكربلاء ؟ و هل بكائهم عليه و ما يقومون به من مراسيم العزاء و الشعائر الحسينية هو تكفير عما فعله أسلافهم به ؟
إن هذا السؤال متناقض جدًا ، فإن التشيع و قتل الحسين عليه السلام ضدان لا يجتمعان ، مثل أن نقول أن اليهود قتلوا نبي الله داود عليه السلام ، أو أن المسيحين قتلوا نبي الله عيسى عليه السلام ، أو أن المسلمين قتلوا نبي الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، أو أن الشيعة قتلوا الغمام علي عليه السلام .. فهل هذا كلام منطقي ؟! .. بالطبع لا .
إن الإمام الحسين عليه السلام مقدس عند الشيعة ، بل حتى عند الغير ملتزم منهم ، و قدسيته ليس فوقها إلا قدسية الله جل جلاله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، فالشيعي يعتقد أن الإمام الحسين عليه السلام إمامه و وليه و حجة الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، و هو أولى بالناس من أنفسهم ، و حبه عقيدة و دين ، فهو الوسيلة و الشفيع و المستنجد و الطريق لرضى الله و نيل جنته ، و مخالفته معصية و ذنب و نفاق و كفر ، فما بالكم بإيذاءه و أهله و سفك دمه و دم اهله ، و الشيعي يفضل أن يُقتل فدائًا لتراب قدمي الإمام الحسين عليه السلام أو يَقْتل نفسه إن إضطر و لا يتجرأ حتى أن يفكر لحظة بقتل مولاه و العياذ بالله .
إذًا من قتل الإمام الحسين عليه السلام و الروايات تقول أن قاتليه يعدون ثلاثين ألفًا أو سبعين ألفًا أو مائة و عشرون ألف مقاتل ، و كما أجمع المؤرخون أنهم جميعًا كانوا من أهل الكوفة ؟!
و نحن نرى الآن الغالب على أهل الكوفة بشكل خاص و العراق بشكل عام التشيع و اعتناق مذهب آل البيت عليهم السلام !
و نقول إن ما نراه اليوم من تشيع أهل العراق فإنه حدث بعد هلاك الأمويين و ذهاب سلطانهم ، و ما تلا ذلك من فترات بين مد و جر نال الشيعة فيها حرية التعبد بمنهاج آل البيت عليهم السلام و نشر مذهبهم ، و ببركة المقامات المقدسة و المراقد الطاهرة لآل البيت عليهم السلام المتوزعة في أنحاء بلاد الرافدين ، و كذلك احلوزة العلمية التي أسست في النجف الأشرف منذ أكثر من ألف عام ، و الحوزات الاخرى في كربلاء و سامراء و أثرها في نشر التشيع في العراق و الأمصار الاخرى .
أما في زمن الإمام الحسين عليه السلام فلم يكن الشيعة غالبية في الكوفة ، و لكن كان هناك شيعة آخرين هم الغالبية و هم ( شيعة آل أبي سفيان ) كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام .
فعن إبن بطة و هو أحد علماء أهل السنة في ( المنتقى ) ص 360 : " عن عبد الله بن زياد بن جديد قال : قدم أبو إسحاق السبيعي من الكوفة فقال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه ، فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة و ليس أحد يشك في فضل أبي بكر و عمر و تقديمهما " .
و قال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها " .
إذًا كان أهل الكوفة في عهد الإمام الحسين عليه السلام ليسوا شيعة إذ يقدمون أبي بكر و عمر على الإمام علي عليه السلام و كما يثبت التاريخ أن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها في عهد الإمام الحسين عليه السلام ، بل أن أهل الكوفة لم يكونوا شيعة حتى في عهد الإمام علي عليه السلام و قد ذكر الكليني في ( روضة الكافي ) ص 50 في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال عنها العلامة المجلسي في ( مرآة العقول ) ج 25 ص 131 : " إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب ( منتخب البصائر ) " و هو : عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ( قد عملت الولاة عندي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم .. إذ لفترقوا عني و الله لقد أمرت الناس ألا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة و أعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غُيّرت سُنة عُمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعًا ، و لقد خفت أن يثوروا في ناحية عسكري .. ما لقيت من هذه الامة من الفرقة و طاعة أئمة الضلالة و الدعاة إلى النار ) .
لاحظوا كيف كان أهل الكوفة متعصبين لسنة عمر لدرجة أنهم كانوا مستعين للقيان بانقلاب عسكري ضد أمير المؤمنين عليه السلام لولا أن تراجع عن دعوته لتغيير سنة عمر ، و أيضًا لاحظوا يصف قلة الشيعة بقوله : " أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي " .
هذا عندما كانت الكوفة في عهد أمير المؤمنين عليه السلام ، اما في عهد معاوية فيذكر في كتاب ( النصائح الكافية ) ص 72 أن معاوية كان يختم خطابه بقوله ( اللهم أن أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فألعنه لعنًا و بيلا ، و عذبه عذابًا أليما ) !
و في ( تاريخ الطبري ) ج 6 ص 141 يذكر أن لما ولى معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهده إليه أن لا يتسامحوا في شتم الغمام عليه السلام و الترحم على عثمان و العيب لأصحاب علي عليه السلام و إقصائهم ، و أقام المغيرة واليًا على الكوفة سبع سنين و هو لا يدع ذم علي عليه السلام و الوقوع فيه ، بل كما في ( تهذيب التهذيب ) ج 6 ص 319 : " قد عهد بقتل كل مولود يسمى عليا " . و في ( شرح نهج البلاغة ) لأبن أبي الحديد ج 11 ص 14 : " أن العلماء و المحدثين تحرجوا في ذكر الغمام علي عليه السلام و الرواية عنه خوفًا من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون : ( قال أبو زينب ) " .
و قد أمر معاوية بحرمان الشيعة من العطاء ففي ( شرح النهج ) ج 11 ص 44 كتب معاوية : " أنظروا إلى من قامت عليه البينة أن يحب عليا و أهل بيته فأمحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه " . و أسقط شهادتهم في القضاء و غيره ، و في ( تاريخ الشعوب الإسلامية ) ج 1 ص 147 : " أن زياد ابن أبيه قام بتسفير 50 ألف شيعي من الكوفة إلى خراسان المقاطعة الشرقية في فارس " .
أما البقية فتم ترويع نساءهم و هدم دورهم و تقطيع أيديهم و أرجلهم و ألسنتهم و تسميل أعينهم و صلبهم على جذوع النخل ، و دفنهم أحياء ، ففي ( تاريخ اليعقوبي ) ج 2 ص 206 : قال معاوية للإمام الحسين عليه السلام : " يا أبا عبد الله علمت انا قتلنا شيعة أبيك و كفناهم و صلينا عليهم و دفناهم " ، و ذلك غمعانًا في إيذاء الإمام عليه السلام و شيعته .
فماذا بقي من الشيعة في الكوفة بعد كل هذا ؟ إن ما تبقى من شيعة الإمام الحسين عليه السلام و حين قدومه لكربلاء قد نكل بهم ابن زياد و البقية و الذين هم على أكثر تقدير كما يذكر المؤرخون لا يزيدون عن ثلاثة عشر ألف شيعي قد زج بهم ابن زياد في السجون و المعتقلات ، و هم الذين كسروا السجون بعد أن ترك ابن زياد العراق و إلتحق بالشام و خرجوا ثائرين بدم الإمام الحسين عليه السلام و ذلك قبل ثورة المختار ، و توجهوا نحو الشام و التقوا بجيوش الامويين و قاتلوا حتى قتلواو عرفوا بالتاريخ باسم ( التوابين ) و هي تسمية غير واقعية لأنهم في الواقع ( الآسفون ) لأنهم ياسفون أنهم لم يستطيعوا أن ينصروا الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء .
أما من قتل الإمام الحسين عليه السلام فهم أهل الكوفة الذين يتألفون من خليط عجيب و غريب كما يذكر المؤرخون في كتب التاريخ مثل طبقات ابن سعد و مختصر كتاب البلدان ، و معجم قبائل العرب ، و فتوح البلدان ، و معجم البلدان ، و الاخبار الطوال ، و تاريخ الطبري ، و البيان و التبيين ، و عيون الأخبار ، و الغاني ، و تاريخ الكوفة ، و نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ، و خطط الكوفة ، و أنساب الأشراف ، و البداية و النهاية .
فقد كانوا خليط من القوميات و الأعراق و الأديان و المذاهب ، فهم من العرب من القبائل اليمانية و النزارية و من الفرس و هم بقايا فلول الجيوش الساسانية و كانوا يسمون الحمر أو الحمراء و الأنباط و السريانية و الخوارج و الحزب العثماني الأموي الحاكم و النصارى و هم نصارى تغلب و نجران و اليهو الذين أجلاهم عمر بن الخطاب من الحجاز و المنافقين و المرتزقة و العبيد و الصابئة و غيرهم .
هؤلاء هم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام و ليس فيهم و لا شيعي واحد و العز و الخلود و الشهادة ، البهة التي رضي الله عنها و رشارك في حرب الإمام الحسين عليه السلام ، إنما الشيعة كانوا في الجبهة الأخرى ، جبهة الحق و البطولة و الشرف سوله الكريم و أمير المؤمنين و سبطه الحسن الجميل و سيدة نساء العالمين و إبنها الجرح الأبدي المظلوم الشهيد صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .
السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت الله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.
بقلم فرج الخضري
منقوووول
إن هذا السؤال متناقض جدًا ، فإن التشيع و قتل الحسين عليه السلام ضدان لا يجتمعان ، مثل أن نقول أن اليهود قتلوا نبي الله داود عليه السلام ، أو أن المسيحين قتلوا نبي الله عيسى عليه السلام ، أو أن المسلمين قتلوا نبي الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، أو أن الشيعة قتلوا الغمام علي عليه السلام .. فهل هذا كلام منطقي ؟! .. بالطبع لا .
إن الإمام الحسين عليه السلام مقدس عند الشيعة ، بل حتى عند الغير ملتزم منهم ، و قدسيته ليس فوقها إلا قدسية الله جل جلاله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، فالشيعي يعتقد أن الإمام الحسين عليه السلام إمامه و وليه و حجة الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، و هو أولى بالناس من أنفسهم ، و حبه عقيدة و دين ، فهو الوسيلة و الشفيع و المستنجد و الطريق لرضى الله و نيل جنته ، و مخالفته معصية و ذنب و نفاق و كفر ، فما بالكم بإيذاءه و أهله و سفك دمه و دم اهله ، و الشيعي يفضل أن يُقتل فدائًا لتراب قدمي الإمام الحسين عليه السلام أو يَقْتل نفسه إن إضطر و لا يتجرأ حتى أن يفكر لحظة بقتل مولاه و العياذ بالله .
إذًا من قتل الإمام الحسين عليه السلام و الروايات تقول أن قاتليه يعدون ثلاثين ألفًا أو سبعين ألفًا أو مائة و عشرون ألف مقاتل ، و كما أجمع المؤرخون أنهم جميعًا كانوا من أهل الكوفة ؟!
و نحن نرى الآن الغالب على أهل الكوفة بشكل خاص و العراق بشكل عام التشيع و اعتناق مذهب آل البيت عليهم السلام !
و نقول إن ما نراه اليوم من تشيع أهل العراق فإنه حدث بعد هلاك الأمويين و ذهاب سلطانهم ، و ما تلا ذلك من فترات بين مد و جر نال الشيعة فيها حرية التعبد بمنهاج آل البيت عليهم السلام و نشر مذهبهم ، و ببركة المقامات المقدسة و المراقد الطاهرة لآل البيت عليهم السلام المتوزعة في أنحاء بلاد الرافدين ، و كذلك احلوزة العلمية التي أسست في النجف الأشرف منذ أكثر من ألف عام ، و الحوزات الاخرى في كربلاء و سامراء و أثرها في نشر التشيع في العراق و الأمصار الاخرى .
أما في زمن الإمام الحسين عليه السلام فلم يكن الشيعة غالبية في الكوفة ، و لكن كان هناك شيعة آخرين هم الغالبية و هم ( شيعة آل أبي سفيان ) كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام .
فعن إبن بطة و هو أحد علماء أهل السنة في ( المنتقى ) ص 360 : " عن عبد الله بن زياد بن جديد قال : قدم أبو إسحاق السبيعي من الكوفة فقال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه ، فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة و ليس أحد يشك في فضل أبي بكر و عمر و تقديمهما " .
و قال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها " .
إذًا كان أهل الكوفة في عهد الإمام الحسين عليه السلام ليسوا شيعة إذ يقدمون أبي بكر و عمر على الإمام علي عليه السلام و كما يثبت التاريخ أن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها في عهد الإمام الحسين عليه السلام ، بل أن أهل الكوفة لم يكونوا شيعة حتى في عهد الإمام علي عليه السلام و قد ذكر الكليني في ( روضة الكافي ) ص 50 في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال عنها العلامة المجلسي في ( مرآة العقول ) ج 25 ص 131 : " إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب ( منتخب البصائر ) " و هو : عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ( قد عملت الولاة عندي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم .. إذ لفترقوا عني و الله لقد أمرت الناس ألا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة و أعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غُيّرت سُنة عُمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعًا ، و لقد خفت أن يثوروا في ناحية عسكري .. ما لقيت من هذه الامة من الفرقة و طاعة أئمة الضلالة و الدعاة إلى النار ) .
لاحظوا كيف كان أهل الكوفة متعصبين لسنة عمر لدرجة أنهم كانوا مستعين للقيان بانقلاب عسكري ضد أمير المؤمنين عليه السلام لولا أن تراجع عن دعوته لتغيير سنة عمر ، و أيضًا لاحظوا يصف قلة الشيعة بقوله : " أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي " .
هذا عندما كانت الكوفة في عهد أمير المؤمنين عليه السلام ، اما في عهد معاوية فيذكر في كتاب ( النصائح الكافية ) ص 72 أن معاوية كان يختم خطابه بقوله ( اللهم أن أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فألعنه لعنًا و بيلا ، و عذبه عذابًا أليما ) !
و في ( تاريخ الطبري ) ج 6 ص 141 يذكر أن لما ولى معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهده إليه أن لا يتسامحوا في شتم الغمام عليه السلام و الترحم على عثمان و العيب لأصحاب علي عليه السلام و إقصائهم ، و أقام المغيرة واليًا على الكوفة سبع سنين و هو لا يدع ذم علي عليه السلام و الوقوع فيه ، بل كما في ( تهذيب التهذيب ) ج 6 ص 319 : " قد عهد بقتل كل مولود يسمى عليا " . و في ( شرح نهج البلاغة ) لأبن أبي الحديد ج 11 ص 14 : " أن العلماء و المحدثين تحرجوا في ذكر الغمام علي عليه السلام و الرواية عنه خوفًا من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون : ( قال أبو زينب ) " .
و قد أمر معاوية بحرمان الشيعة من العطاء ففي ( شرح النهج ) ج 11 ص 44 كتب معاوية : " أنظروا إلى من قامت عليه البينة أن يحب عليا و أهل بيته فأمحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه " . و أسقط شهادتهم في القضاء و غيره ، و في ( تاريخ الشعوب الإسلامية ) ج 1 ص 147 : " أن زياد ابن أبيه قام بتسفير 50 ألف شيعي من الكوفة إلى خراسان المقاطعة الشرقية في فارس " .
أما البقية فتم ترويع نساءهم و هدم دورهم و تقطيع أيديهم و أرجلهم و ألسنتهم و تسميل أعينهم و صلبهم على جذوع النخل ، و دفنهم أحياء ، ففي ( تاريخ اليعقوبي ) ج 2 ص 206 : قال معاوية للإمام الحسين عليه السلام : " يا أبا عبد الله علمت انا قتلنا شيعة أبيك و كفناهم و صلينا عليهم و دفناهم " ، و ذلك غمعانًا في إيذاء الإمام عليه السلام و شيعته .
فماذا بقي من الشيعة في الكوفة بعد كل هذا ؟ إن ما تبقى من شيعة الإمام الحسين عليه السلام و حين قدومه لكربلاء قد نكل بهم ابن زياد و البقية و الذين هم على أكثر تقدير كما يذكر المؤرخون لا يزيدون عن ثلاثة عشر ألف شيعي قد زج بهم ابن زياد في السجون و المعتقلات ، و هم الذين كسروا السجون بعد أن ترك ابن زياد العراق و إلتحق بالشام و خرجوا ثائرين بدم الإمام الحسين عليه السلام و ذلك قبل ثورة المختار ، و توجهوا نحو الشام و التقوا بجيوش الامويين و قاتلوا حتى قتلواو عرفوا بالتاريخ باسم ( التوابين ) و هي تسمية غير واقعية لأنهم في الواقع ( الآسفون ) لأنهم ياسفون أنهم لم يستطيعوا أن ينصروا الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء .
أما من قتل الإمام الحسين عليه السلام فهم أهل الكوفة الذين يتألفون من خليط عجيب و غريب كما يذكر المؤرخون في كتب التاريخ مثل طبقات ابن سعد و مختصر كتاب البلدان ، و معجم قبائل العرب ، و فتوح البلدان ، و معجم البلدان ، و الاخبار الطوال ، و تاريخ الطبري ، و البيان و التبيين ، و عيون الأخبار ، و الغاني ، و تاريخ الكوفة ، و نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ، و خطط الكوفة ، و أنساب الأشراف ، و البداية و النهاية .
فقد كانوا خليط من القوميات و الأعراق و الأديان و المذاهب ، فهم من العرب من القبائل اليمانية و النزارية و من الفرس و هم بقايا فلول الجيوش الساسانية و كانوا يسمون الحمر أو الحمراء و الأنباط و السريانية و الخوارج و الحزب العثماني الأموي الحاكم و النصارى و هم نصارى تغلب و نجران و اليهو الذين أجلاهم عمر بن الخطاب من الحجاز و المنافقين و المرتزقة و العبيد و الصابئة و غيرهم .
هؤلاء هم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام و ليس فيهم و لا شيعي واحد و العز و الخلود و الشهادة ، البهة التي رضي الله عنها و رشارك في حرب الإمام الحسين عليه السلام ، إنما الشيعة كانوا في الجبهة الأخرى ، جبهة الحق و البطولة و الشرف سوله الكريم و أمير المؤمنين و سبطه الحسن الجميل و سيدة نساء العالمين و إبنها الجرح الأبدي المظلوم الشهيد صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .
السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت الله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.
بقلم فرج الخضري
منقوووول