بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على محمد الامين و آله الطيبين الطاهرين
أخوتي الافاضل تحية طيبة و بعد.
طالما تعرض الاكراد الى الاضطهاد و التمييز العنصري منذ القدم و على مختلف المستويات و الاساليب، كما تعرض الشعب الكردي لسوء الفهم مراراً من قبل مختلف القوميات المجاورة له و على مدى التاريخ.
و لأن العرب هم أقرب الشعوب المجاورة للكرد و بسبب قوة العلاقات بين الشعب الكردي و الشعب العربي و التي و إن شابتها بعض الشوائب إلا ان العرب يظلون الشعب الصديق الاقرب للكرد و كردستان.
من هذا المنطلق رأيت أن أوضح لأخوتي الاحبة في هذا المنبر الحر بعض الحقائق حول الكرد و القضية الكردية في حلقات متوخياً التركيز و الاختصار قدر المستطاع، و الله تعالى و لي التوفيق.
___________________________________________
في البدء نلخص القول حول أصل الكرد و من هم.
___________________________________________
* بالإمكان القول، إن الأكراد ـ كعرق، تشكلوا منذ ألف وخمسمائة سنة، وهذا ما لا نستطيع قوله عن أي شعب من شعوب أوروبا، ناهيك عن الكثير من شعوب آسيا وأفريقيا. مع هذا فالتكوينات الأولى للشعب الكردي وتوحده اللاحق في قومية، قد جرى على تلك الأرض نفسها التي تحدد بكردستان المعاصرة.(1)
* لقد تشكل الشعب الكردي في أحد أقدم مراكز الحضارة العالمية؛ في الحوض العلوي الأوسط لمجرى الأنهار الكبيرة في آسيا الغربية نهري دجلة والفرات وروافدهما الشرقية، وفي المناطق المحاطة بالسلاسل الجبلية.
تبدأ الحدود الشمالية للأراضي التي تكون عليها الشعب الكردي من البحيرات الكبيرة، كبحيرة وان وبحيرة أورميا. وكان للعامل الجغرافي الطبيعي أثر كبير على مسار الأثنية (العرق) الكردية، خصوصاً في المراحل المبكرة لتكون هذا الشعب.
فالتكوين الجبلي للمنطقة عرقل من ناحية احتكاك مختلف المجموعات التي شكلت تركيبة الشعب الكـردي، ومن ناحية أخرى، كان مخبأ طبيعياً، مثل القلاع، في أوقات الحروب المتكررة والغزوات. وبفضل هذا الواقع الطبيعي استطاع الأكراد مقاومة تهديدات الإبادة، وعملية الإذابة في الشعوب الأخرى. (2)
* يقول المؤرخ اليوناني زنيفون واحد تلامذة سقراط عاش عام (355- 430 ) ق.م في فترة (400 –41 ق م )عن الانسحاب المشهور لعشرة الآلاف يوناني عبروا كردستان الحالية إلى البحر الأسود لم يكونوا غير الأسلاف الحقيقيين للكرد أنهم كانوا جبليين أشداء ومن ذلك الحين أطلق اسم مشتق من ذلك الأصل الكرد على المنطقة الواقعة على يسار منطقة دجلة بالقرب من جبل الجودي، باسم مقاطعة كوريين وقد دعاها الآراميون بيركاردو ومدينة حزينة (جازارتكا كاردو)بينما يطلق الأرمن على المنطقة نفسها اسم كوردوخ. (3)
* و في سياق البحث عن أصل الاكراد توجد نظريتين أساسيتين:
النظرية الأولى:نظرية السيد (مينورسكي)الذي يؤكد انتماء الكرد الى أصول هندو- أوروبية.
النظرية الثانية:
تقول إنهم شعب أصيل مع وجود صلة قرابة بينهم وبين الشعوب الآسيوية القديمة الأخرى كالكلدانيين والجورجيين والأرمن وكانوا يتكلمون سابقاً بلغتهم ثم استبدلوها بلغة خاصة تنتمي الى عائلة اللغات الايرانية.
فقد ظهر الكرد على جوانب الروافد اليسري لنهر دجلة حوالي القرن السادس ق.م وبذلك فقد تجاوروا خلال حقبة طويلة من الزمن مع الكاردومينيين الذين استشهد باسمهم زنيفون سنة 401- 400 ق.م .(4)
* و يعتقد العلماء إن الميديين الآريين هم اسلاف للكرد كما يقول السيد شرف خان البدليسي في كتابه القيم (شرف نامه).
* يتوزع الشعب الكردي اليوم على أربعة دول بشكل رئيسي و هي العراق و إيران و تركيا و سوريا، كما يتواجد الاكراد في بعض أنحاء الاتحاد السوفيتي سابقاً.
* لا توجد إحصاءات حديثة للتعداد السكاني تبين بدقة نفوس الشعب الكردي، إلا ان الكرد اليوم يتجاوزون 20 مليون على أقل تقدير.
_________________________________
الهوامش: (تمت النقول بتصرف)
(1) (2)- مدخل إلى التاريخ القديم للكرد وكردستان،تأليف مجموعة من المؤلفين الروس، باشراف "لازاريف"، و"مكوي" .
(3) (4)- أصـل الأكـراد ،د.حنان اخميس.
و الصلاة و السلام على محمد الامين و آله الطيبين الطاهرين
أخوتي الافاضل تحية طيبة و بعد.
طالما تعرض الاكراد الى الاضطهاد و التمييز العنصري منذ القدم و على مختلف المستويات و الاساليب، كما تعرض الشعب الكردي لسوء الفهم مراراً من قبل مختلف القوميات المجاورة له و على مدى التاريخ.
و لأن العرب هم أقرب الشعوب المجاورة للكرد و بسبب قوة العلاقات بين الشعب الكردي و الشعب العربي و التي و إن شابتها بعض الشوائب إلا ان العرب يظلون الشعب الصديق الاقرب للكرد و كردستان.
من هذا المنطلق رأيت أن أوضح لأخوتي الاحبة في هذا المنبر الحر بعض الحقائق حول الكرد و القضية الكردية في حلقات متوخياً التركيز و الاختصار قدر المستطاع، و الله تعالى و لي التوفيق.
___________________________________________
في البدء نلخص القول حول أصل الكرد و من هم.
___________________________________________
* بالإمكان القول، إن الأكراد ـ كعرق، تشكلوا منذ ألف وخمسمائة سنة، وهذا ما لا نستطيع قوله عن أي شعب من شعوب أوروبا، ناهيك عن الكثير من شعوب آسيا وأفريقيا. مع هذا فالتكوينات الأولى للشعب الكردي وتوحده اللاحق في قومية، قد جرى على تلك الأرض نفسها التي تحدد بكردستان المعاصرة.(1)
* لقد تشكل الشعب الكردي في أحد أقدم مراكز الحضارة العالمية؛ في الحوض العلوي الأوسط لمجرى الأنهار الكبيرة في آسيا الغربية نهري دجلة والفرات وروافدهما الشرقية، وفي المناطق المحاطة بالسلاسل الجبلية.
تبدأ الحدود الشمالية للأراضي التي تكون عليها الشعب الكردي من البحيرات الكبيرة، كبحيرة وان وبحيرة أورميا. وكان للعامل الجغرافي الطبيعي أثر كبير على مسار الأثنية (العرق) الكردية، خصوصاً في المراحل المبكرة لتكون هذا الشعب.
فالتكوين الجبلي للمنطقة عرقل من ناحية احتكاك مختلف المجموعات التي شكلت تركيبة الشعب الكـردي، ومن ناحية أخرى، كان مخبأ طبيعياً، مثل القلاع، في أوقات الحروب المتكررة والغزوات. وبفضل هذا الواقع الطبيعي استطاع الأكراد مقاومة تهديدات الإبادة، وعملية الإذابة في الشعوب الأخرى. (2)
* يقول المؤرخ اليوناني زنيفون واحد تلامذة سقراط عاش عام (355- 430 ) ق.م في فترة (400 –41 ق م )عن الانسحاب المشهور لعشرة الآلاف يوناني عبروا كردستان الحالية إلى البحر الأسود لم يكونوا غير الأسلاف الحقيقيين للكرد أنهم كانوا جبليين أشداء ومن ذلك الحين أطلق اسم مشتق من ذلك الأصل الكرد على المنطقة الواقعة على يسار منطقة دجلة بالقرب من جبل الجودي، باسم مقاطعة كوريين وقد دعاها الآراميون بيركاردو ومدينة حزينة (جازارتكا كاردو)بينما يطلق الأرمن على المنطقة نفسها اسم كوردوخ. (3)
* و في سياق البحث عن أصل الاكراد توجد نظريتين أساسيتين:
النظرية الأولى:نظرية السيد (مينورسكي)الذي يؤكد انتماء الكرد الى أصول هندو- أوروبية.
النظرية الثانية:
تقول إنهم شعب أصيل مع وجود صلة قرابة بينهم وبين الشعوب الآسيوية القديمة الأخرى كالكلدانيين والجورجيين والأرمن وكانوا يتكلمون سابقاً بلغتهم ثم استبدلوها بلغة خاصة تنتمي الى عائلة اللغات الايرانية.
فقد ظهر الكرد على جوانب الروافد اليسري لنهر دجلة حوالي القرن السادس ق.م وبذلك فقد تجاوروا خلال حقبة طويلة من الزمن مع الكاردومينيين الذين استشهد باسمهم زنيفون سنة 401- 400 ق.م .(4)
* و يعتقد العلماء إن الميديين الآريين هم اسلاف للكرد كما يقول السيد شرف خان البدليسي في كتابه القيم (شرف نامه).
* يتوزع الشعب الكردي اليوم على أربعة دول بشكل رئيسي و هي العراق و إيران و تركيا و سوريا، كما يتواجد الاكراد في بعض أنحاء الاتحاد السوفيتي سابقاً.
* لا توجد إحصاءات حديثة للتعداد السكاني تبين بدقة نفوس الشعب الكردي، إلا ان الكرد اليوم يتجاوزون 20 مليون على أقل تقدير.
_________________________________
الهوامش: (تمت النقول بتصرف)
(1) (2)- مدخل إلى التاريخ القديم للكرد وكردستان،تأليف مجموعة من المؤلفين الروس، باشراف "لازاريف"، و"مكوي" .
(3) (4)- أصـل الأكـراد ،د.حنان اخميس.
تعليق