منظر يهز الكيان ويجعله مثل أوراق الأشجار المتمايلة في ليلٍ عاصف ويدك الجبال الشامخة ،، منظر ذلك الطفل الذي فصل رأسه عن جسده والتي أرجعني إلى الوراء ، أيام كربلاء وإلى تلك اللقطة التاريخية بالذات منظر الأمام الحسين وهو رافعٌ طفله الرضيع أمام جيش أمية علهم يسقونه ولو قطرة ماء . ولكن السهم كان المستجيب لنداء الحسين وليس قلوبهم التي أعماها حب الدنيا والمال،، فقد جفت الرحمة من قلوبهم كما هو الحال في أثداء الأمهات في تلك الواقعه.وأعمى بريق الذهب أبصارهم التي لم تبصر سوى لون الدم المتدلي والمتسلل بخفيه من قماط سيدي عبد الله الرضيع .ولم تراعي حرمة رسول الله !!
وهذا هو التاريخ يعيد لنا ذلك الشريط وذلك الفلم المأسوي الذي كان بطله الحسين عليه السلام وثلة من أصحابه المخلصين والذين احتضنوا حبات التراب كما يحتضن الطفل أباه .ومنظر ذلك الطفل الذي أُبعد رأسه الصغير عن جسده الذي أوجست منه قوات البطش والجور خيفة على أن يصبح ذلك الجسد يوماً من الأيام عبوة ناسفة تسحق أحلامهم التي نسجوها في ليلة حالكة الظلام ..
قد رفع ذلك الجسد الذي يقطع القلوب ويدمي العيون ليراه كل أبناء الأمة ويقول لهم أيها الناس اسقوا هذا الطفل ولكن كيف يسقى من فُصل رأسه عن جسده ،و أنه يتيم وكيف لكم أن تمسحوا فوق رأس اليتيم بعد أن ترك الجسد الملطخ بالدماء دماء البراءة المسفوكة على لوح خط عليه "ستبقى القدس" بعيداً عن هامته التي فضلت أن تبقى شامخة ..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أنصار الحسين وعلى أولاد الحسين .. هنيئا لك أيها الطفل الرضيع في أرض الطهارة وارض المعراج فغداً ستصبح لعبد الله الرضيع جليساً في الجنة..





منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووول