أخواني وأخواتي الأعزاء في هذا المنتدى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف نتناول في هذا الموضوع بعض فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وخصاله التي يعجز اللسان عن إحصاؤها والقلم عن تدوينها لكثرتها ولكن سنتعرض لبعض صفاته وخصاله بما يسد الحاجو في موضوعنا هذا .
وسيكون الموضوع على مراحل ويرجى التعليق على كل مرحلة ومناقشتها مناقشة موضوعية بعيدة عن التعصب للوقوف على نقاط الاعتراض وحلها قبل الانتقال للمرحلة التالية راجياً من الله أن تعم الفائدة للجميع
ورد في صحيح مسلم – كتاب الإيمان الحديث التالي :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش ح وحدثنا يحي بن يحي واللفط له أخبرنا معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال قال علي :
(( والذي فلق الحبة وبرء النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق )) .
هذا الحديث لا غبار عليه من حيث صحة السند أو المتن فهو موجود في صحيح مسلم الذي يتفق أهل السنة على صحة كل ما فيه إذاً فهذه هي الخطوة الأولى وهي مناقشة صحة الحديث من كذبه قد انتهينا منها وتأكد لنا جميعاً صحة الحديث .
والآن لننتقل إلى الخطوة الثانية وهي التدبر فيما جاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بشأن علي بن أبي طالب عليه السلام .
حب علي بن أبي طالب عهد من الله ورسوله إلى الناس كافة :
أول ما يلفت الإنتباه إلى الحديث هو قول علي بن أبي طالب عليه السلام بعد أن أقسم : ( إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم إلي ... ) .
هذا القول هو عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي بن أبي طالب وهو لا شك أنه عهد من الله أيضاً إلى علي بن أبي طالب لأن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مبلغ عن الله ولا يتقول من عنده حيث شدد القرآن الكريم على ذلك حين قال في سورة الحاقة : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )
وهو تهديد من الله إلى رسوله بالموت إن جاء بشيء من عنده لم يأمره به الله عز وجل .
وكذلك أكد القرآن الكريم أن كل ما جاء به رسول الله هو وحي من الله حيث قال في سورة النجم : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ).
وحث القرآن في مكان آخر من القرآن على الأخذ بجميع ما جاء به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث قال في سورة الحشر : ( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ... )
من هنا يتبين لنا أن هذا العهد من الله ورسوله إلي علي بن أبي طالب عليه السلام هو سنه يجب على المسلمين العمل بها .
إذا فحب علي بن أبي طالب سنه من عمل بها فقد أطاع الله ورسوله وتحققت فيه صفة الإيمان ويكون صاحبها مؤمن يستحق رضى الله عز وجل وبالتالي يستحق دخول الجنة ومن لم يعمل بها أي إذا أبغض علي بن أبي طالب فقد خالف سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتحققت وتأكدت فيه صفة النفاق ويكون صاحبها منافق وهو بالدرك الأسفل من النار .
وقد ورد في القرآن الكريم التأكيد على الوفاء بالعهد حيث قال الله تعالى في مواضع متعددة في القرآن الكريم :
1- (... واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا ) – الإسراء : 17
2- ( ... والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين الباس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ) – البقرة : 177
3- ((والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون ) )– المؤمنون : 8
4- (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) – الأحزاب : 23
5- (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسؤولا ) – الأحزاب : 15
وقد ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصف المنافق قوله : ( وإذا عاهد غدر ) .
يتبع ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف نتناول في هذا الموضوع بعض فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وخصاله التي يعجز اللسان عن إحصاؤها والقلم عن تدوينها لكثرتها ولكن سنتعرض لبعض صفاته وخصاله بما يسد الحاجو في موضوعنا هذا .
وسيكون الموضوع على مراحل ويرجى التعليق على كل مرحلة ومناقشتها مناقشة موضوعية بعيدة عن التعصب للوقوف على نقاط الاعتراض وحلها قبل الانتقال للمرحلة التالية راجياً من الله أن تعم الفائدة للجميع
علي بن أبي طالب نموذج إيماني رائع
ورد في صحيح مسلم – كتاب الإيمان الحديث التالي :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش ح وحدثنا يحي بن يحي واللفط له أخبرنا معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال قال علي :
(( والذي فلق الحبة وبرء النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق )) .
هذا الحديث لا غبار عليه من حيث صحة السند أو المتن فهو موجود في صحيح مسلم الذي يتفق أهل السنة على صحة كل ما فيه إذاً فهذه هي الخطوة الأولى وهي مناقشة صحة الحديث من كذبه قد انتهينا منها وتأكد لنا جميعاً صحة الحديث .
والآن لننتقل إلى الخطوة الثانية وهي التدبر فيما جاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بشأن علي بن أبي طالب عليه السلام .
الجزء الأول : التدبر في قول الإمام ( إنه لعهد النبي الأمي )
حب علي بن أبي طالب عهد من الله ورسوله إلى الناس كافة :
أول ما يلفت الإنتباه إلى الحديث هو قول علي بن أبي طالب عليه السلام بعد أن أقسم : ( إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم إلي ... ) .
هذا القول هو عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي بن أبي طالب وهو لا شك أنه عهد من الله أيضاً إلى علي بن أبي طالب لأن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مبلغ عن الله ولا يتقول من عنده حيث شدد القرآن الكريم على ذلك حين قال في سورة الحاقة : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )
وهو تهديد من الله إلى رسوله بالموت إن جاء بشيء من عنده لم يأمره به الله عز وجل .
وكذلك أكد القرآن الكريم أن كل ما جاء به رسول الله هو وحي من الله حيث قال في سورة النجم : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ).
وحث القرآن في مكان آخر من القرآن على الأخذ بجميع ما جاء به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث قال في سورة الحشر : ( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ... )
من هنا يتبين لنا أن هذا العهد من الله ورسوله إلي علي بن أبي طالب عليه السلام هو سنه يجب على المسلمين العمل بها .
إذا فحب علي بن أبي طالب سنه من عمل بها فقد أطاع الله ورسوله وتحققت فيه صفة الإيمان ويكون صاحبها مؤمن يستحق رضى الله عز وجل وبالتالي يستحق دخول الجنة ومن لم يعمل بها أي إذا أبغض علي بن أبي طالب فقد خالف سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتحققت وتأكدت فيه صفة النفاق ويكون صاحبها منافق وهو بالدرك الأسفل من النار .
وقد ورد في القرآن الكريم التأكيد على الوفاء بالعهد حيث قال الله تعالى في مواضع متعددة في القرآن الكريم :
1- (... واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا ) – الإسراء : 17
2- ( ... والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين الباس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ) – البقرة : 177
3- ((والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون ) )– المؤمنون : 8
4- (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) – الأحزاب : 23
5- (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسؤولا ) – الأحزاب : 15
وقد ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصف المنافق قوله : ( وإذا عاهد غدر ) .
يتبع ...
تعليق