بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي سيدنا محمد النبي العربي الامين وعلي ال بيته الطيبين الطاهرين وعلي اصحابه اجمعين وعلي ازواجه امهات المؤمنين وعلي التابعين لهم باحسان الي يوم الدين
اما بعد...
لما كان المقصود بالخطاب دلالة السامع وافهامه مراد المتكلم من كلامه وان يبين له مافي نفسه من المعاني وان يدله علي ذلك بأقرب الطرق كان ذلك موقوفا علي امرين:
بيان المتكلم وتمكن السامع من الفهم فاذا لم يحصل البيان من المتكلم او حصل ولم يتمكن السامع من الفهم لم يحصل مراد المتكلم فاذا بين المتكلم مراده بالالفاظ الداله علي مراده ولم يعلم السامع معاني تلك الالفاظ لم يحصل له البيان.فلابد من تمكن السامع من الفهم وحصول الافهام من المتكلم وحينئذ فلو اراد الله ورسوله من كلامه خلاف حقيقته وظاهره الذي يفهمه المخاطب لكان قد كلفه ان يفهم مراده بما لايدل عليه.بل بما يدل علي ضده واراد منه فهم النفي لما يدل غاية الاثبات ..وفهم الشيء بما يدل علي ضده .واراد منه ان يفهم انه ليس فوق العرش اله يعبد ولاانه داخل العالم ولاخارجه ولافوقه ولاتحته ولاخلفه ولاامامه بقوله:قل هو الله احد ..وقوله:ليس كمثله شيء..واراد النبي عليه الصلاة والسلام افهام امته بقوله:لاتفضلوني علي يونس بن متي..واراد افهام امته هذا المعني بقوله تعالي:مامنعك ان تسجد لما خلقت بيدي..قال شيخ الاسلام:ان كان الحق في مايقوله هؤلاء النفاة الذين لايجدون مايقولونه في الكتاب والسنة وكلام السلف والائمة بل يجدونها علي خلاف الحق عندهم اما نصا واما ظاهر بل دلت عندهم علي الكفر والضلال لزم من ذلك لوازم باطله:
منها ان يكون الله سبحانه وتعالي قد انزل في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام من هذه الالفاظ مايضلهم ظاهره ويوقعهم في التشبيه والتمثيل
ومنها ان يكون قد ترك بيان الحق والصواب ولم يفصح عنه بل رمز اليه رمزا والغزه الغازا لايفهم منه الا بعد الجهد الجهيد
ومنها انه قد كلف عباده الا يفهموا من تلك الالفاظ حقائقها وظواهرها وكلفهم ان يفهموا منها مالا تدل عليه ولم يجعل معها قرينه تفهم ذلك
ومنها ان تارة انه استوي علي عرشه وتارة بانه فوق عباده وتارة بانه العلي الاعلي وتارة بان الملائكة تعرج اليه وتارة بان الاعمال الصالحه ترفع اليه وتارة بان الملائكة في نزولها من العلو الي اسفل تنزل من عنده وتارة بانه رفيع الدرجات وتارة بانه في السماء وتارة بانه الظاهر الذي ليس فوقه شيء وتارة بانه فوق سمواته علي عرشه وتارة بان الكتاب نزل من عنده وتارة بانه ينزل في كل ليله اي سسماء الدنيا وتارة بانه يري بالابصار عيانا يراه المؤمنون فوق رؤوسهم الي غير ذلك من تنوع الدلالات علي ذلك ولايتكلم فيه بكلمة واحده يوافق مايقوله النفاة ولايقول في مقام واحد ماهو الصواب فيه لانصا ولا ظاهرا ولابينه
ومنها ان يكون افضل الامة وخير القرون قد امسكوا من اولهم الي اخرهم عن قول الحق في هذا النبا العظيم الذي هو من اهم اصول الايمان وذلك اما جهل ينافي العلم واما كتمان ولقد اساء الظن بخيار الامة من نسبهم الي ذلك ومعلوم انه اذا ازدوج التكلم بالباطل والسكوت عن بيان الحق تولد بينهما جهل الحق واضلال الخلق
ولهذا لما اعتقد النفاة التعطيل صاروا ياتون بالعبارات بما يدل علي التعطيل والنفي نصا وظاهرا ولا يتكلمون بما يدل علي حقيقة الاثبات لانصا ولا ظاهرا واذا ورد عليهم من النصوص ماهو صريح او ظاهر حرفوه انواع التحريفات وطلبوا له مستكره التاويلات ومنهم انهم التزموا بذلك تجهيل السلف وانهم اميين مقبلين علي الزهد والعباده والورع والتسبيح وقيام الليل ولم تكن الحقائق من شانهم
ومنها ان ترك الناس من انزال هذه النصوص كان انفع لهم واقرب الي الصواب فانهم مااستفادوا بنزولها غير التعرض للضلال ولم يستفيدوا منها يقينا ولا علما لما يجب لله ويمتنع عليه اذ ذاك انما يستفاد من عقول الرجال
فان قيل:استفدنا منها الثواب علي تلاوتها وانعقاد الصلاة بها قيل هذا تابع للمقصود بها بالقصد الاول وهو الهدي والارشاد والدلاله علي اثبات حقائقها ومعانيها والايمان بها فأن القران لم ينزل لمجرد التلاوة وانعقاد الصلاة بل انزل ليتدبر ويعقل ويهتدي به علما وعملا ويبصر من العمي ويرشد من الغي ويعلم من الجهل ويشفي من العي ويهدي الي صراط مستقيم وهذا القصد ينافي قصد تحريفه وتاويله بالتاويلا ت الباطله المستكرهة التي هي من جنس الالغاز والاحاجي فلا يجتمع قصد الهدي والبيان وقصد مايضاده ابدا
ومما يبين ذلك ان الله تعالي وصف كتابه باوضح البيان واحسن التفسير فقال تعالي:ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدي ورحمة وبشري للمسلمين..
فاين بيان المختلف فيه بالهدي والرحمه في الفاظ ظاهرها باطل والمراد منها تطلب منها انواع التاويلات المستكرهة المستنكرة لها التي لايفهم منها بل يفهم منها ضدها؟؟؟
وقال تعالي:وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم فاين بين الرسول مايقوله النفاة والمتاولون وقال تعالي:والله يقول الحق وهو يهدي السبيل..
وعنده النفاة انما حصلت الهداية بابكار افكارهم ونتائج ارائهم
وقال تعالي:فبأي حديث بعده يؤمنون ..زعند النفاة المخرجين لنصوص الوحي عن افادة اليقين انما حصل اليقين بالحديث الذي اسسه الفلاسفه والجهمية والمعتزله ونحوهم فبه اهتدوا وبه امنوا وبه عرفوا الحق من الباطل وبه صحت عقولهم معارفهم
اما بعد...
لما كان المقصود بالخطاب دلالة السامع وافهامه مراد المتكلم من كلامه وان يبين له مافي نفسه من المعاني وان يدله علي ذلك بأقرب الطرق كان ذلك موقوفا علي امرين:
بيان المتكلم وتمكن السامع من الفهم فاذا لم يحصل البيان من المتكلم او حصل ولم يتمكن السامع من الفهم لم يحصل مراد المتكلم فاذا بين المتكلم مراده بالالفاظ الداله علي مراده ولم يعلم السامع معاني تلك الالفاظ لم يحصل له البيان.فلابد من تمكن السامع من الفهم وحصول الافهام من المتكلم وحينئذ فلو اراد الله ورسوله من كلامه خلاف حقيقته وظاهره الذي يفهمه المخاطب لكان قد كلفه ان يفهم مراده بما لايدل عليه.بل بما يدل علي ضده واراد منه فهم النفي لما يدل غاية الاثبات ..وفهم الشيء بما يدل علي ضده .واراد منه ان يفهم انه ليس فوق العرش اله يعبد ولاانه داخل العالم ولاخارجه ولافوقه ولاتحته ولاخلفه ولاامامه بقوله:قل هو الله احد ..وقوله:ليس كمثله شيء..واراد النبي عليه الصلاة والسلام افهام امته بقوله:لاتفضلوني علي يونس بن متي..واراد افهام امته هذا المعني بقوله تعالي:مامنعك ان تسجد لما خلقت بيدي..قال شيخ الاسلام:ان كان الحق في مايقوله هؤلاء النفاة الذين لايجدون مايقولونه في الكتاب والسنة وكلام السلف والائمة بل يجدونها علي خلاف الحق عندهم اما نصا واما ظاهر بل دلت عندهم علي الكفر والضلال لزم من ذلك لوازم باطله:
منها ان يكون الله سبحانه وتعالي قد انزل في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام من هذه الالفاظ مايضلهم ظاهره ويوقعهم في التشبيه والتمثيل
ومنها ان يكون قد ترك بيان الحق والصواب ولم يفصح عنه بل رمز اليه رمزا والغزه الغازا لايفهم منه الا بعد الجهد الجهيد
ومنها انه قد كلف عباده الا يفهموا من تلك الالفاظ حقائقها وظواهرها وكلفهم ان يفهموا منها مالا تدل عليه ولم يجعل معها قرينه تفهم ذلك
ومنها ان تارة انه استوي علي عرشه وتارة بانه فوق عباده وتارة بانه العلي الاعلي وتارة بان الملائكة تعرج اليه وتارة بان الاعمال الصالحه ترفع اليه وتارة بان الملائكة في نزولها من العلو الي اسفل تنزل من عنده وتارة بانه رفيع الدرجات وتارة بانه في السماء وتارة بانه الظاهر الذي ليس فوقه شيء وتارة بانه فوق سمواته علي عرشه وتارة بان الكتاب نزل من عنده وتارة بانه ينزل في كل ليله اي سسماء الدنيا وتارة بانه يري بالابصار عيانا يراه المؤمنون فوق رؤوسهم الي غير ذلك من تنوع الدلالات علي ذلك ولايتكلم فيه بكلمة واحده يوافق مايقوله النفاة ولايقول في مقام واحد ماهو الصواب فيه لانصا ولا ظاهرا ولابينه
ومنها ان يكون افضل الامة وخير القرون قد امسكوا من اولهم الي اخرهم عن قول الحق في هذا النبا العظيم الذي هو من اهم اصول الايمان وذلك اما جهل ينافي العلم واما كتمان ولقد اساء الظن بخيار الامة من نسبهم الي ذلك ومعلوم انه اذا ازدوج التكلم بالباطل والسكوت عن بيان الحق تولد بينهما جهل الحق واضلال الخلق
ولهذا لما اعتقد النفاة التعطيل صاروا ياتون بالعبارات بما يدل علي التعطيل والنفي نصا وظاهرا ولا يتكلمون بما يدل علي حقيقة الاثبات لانصا ولا ظاهرا واذا ورد عليهم من النصوص ماهو صريح او ظاهر حرفوه انواع التحريفات وطلبوا له مستكره التاويلات ومنهم انهم التزموا بذلك تجهيل السلف وانهم اميين مقبلين علي الزهد والعباده والورع والتسبيح وقيام الليل ولم تكن الحقائق من شانهم
ومنها ان ترك الناس من انزال هذه النصوص كان انفع لهم واقرب الي الصواب فانهم مااستفادوا بنزولها غير التعرض للضلال ولم يستفيدوا منها يقينا ولا علما لما يجب لله ويمتنع عليه اذ ذاك انما يستفاد من عقول الرجال
فان قيل:استفدنا منها الثواب علي تلاوتها وانعقاد الصلاة بها قيل هذا تابع للمقصود بها بالقصد الاول وهو الهدي والارشاد والدلاله علي اثبات حقائقها ومعانيها والايمان بها فأن القران لم ينزل لمجرد التلاوة وانعقاد الصلاة بل انزل ليتدبر ويعقل ويهتدي به علما وعملا ويبصر من العمي ويرشد من الغي ويعلم من الجهل ويشفي من العي ويهدي الي صراط مستقيم وهذا القصد ينافي قصد تحريفه وتاويله بالتاويلا ت الباطله المستكرهة التي هي من جنس الالغاز والاحاجي فلا يجتمع قصد الهدي والبيان وقصد مايضاده ابدا
ومما يبين ذلك ان الله تعالي وصف كتابه باوضح البيان واحسن التفسير فقال تعالي:ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدي ورحمة وبشري للمسلمين..
فاين بيان المختلف فيه بالهدي والرحمه في الفاظ ظاهرها باطل والمراد منها تطلب منها انواع التاويلات المستكرهة المستنكرة لها التي لايفهم منها بل يفهم منها ضدها؟؟؟
وقال تعالي:وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم فاين بين الرسول مايقوله النفاة والمتاولون وقال تعالي:والله يقول الحق وهو يهدي السبيل..
وعنده النفاة انما حصلت الهداية بابكار افكارهم ونتائج ارائهم
وقال تعالي:فبأي حديث بعده يؤمنون ..زعند النفاة المخرجين لنصوص الوحي عن افادة اليقين انما حصل اليقين بالحديث الذي اسسه الفلاسفه والجهمية والمعتزله ونحوهم فبه اهتدوا وبه امنوا وبه عرفوا الحق من الباطل وبه صحت عقولهم معارفهم
تعليق