الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه الشرفاء.
وبعد :
في خبر مثير للاهتمام قرأته في عدة مصادر منها صحيفة يدعوت أحرانوت الصهيونية مفاده :
أربعة جنود أميركيين ممن خدموا في أفغانستان قتلوا زوجاتهم .
ارتكبت في القاعدة العسكرية للقوات الأميركية الخاصة، بورت براغ، أربع جرائم قتل خلال ستة أسابيع فقط. الجيش يقرر قيام رجال دين بالتحدث مع الجنود وزوجاتهم عن الخروج إلى ساحة القتال والانفصال عن البيت arabynet .
في غضون الستة أسابيع الأخيرة، قتلت أربع زوجات جنود أميركيين يخدمون في قاعدة القوات الخاصة "بورت براغ" في الولايات المتحدة. ويواجه أزواج المجني عليهن تهمة القتل في الحالات الأربع.
ومما يثير القلق الشديد لدى المسؤولين في قاعدة بورت براغ، هو حقيقة أن ثلاثة من أصل الجنود الأربعة الذين قتلوا زوجاتهم، قد خدموا في وحدة "SpecOps"، وهي القوات الخاصة التي شاركت في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان. وتجدر الإشارة إلى أن اثنين من الجنود الأربعة أقدموا على الانتحار بعد قتل زوجتيهما.
وأفاد قائد وحدة المهمات الخاصة في الجيش الأميركي، أنه سيتم إجراء بحث يتناول التأثير النفسي الناجم عن الحرب والمكوث في أماكن نائية على العلاقات الزوجية المرتكزة أصلا على أسس ضعيفة. وسيرسل هذا الصيف من قاعدة "بورت براغ" إلى أفغانستان 3000 جندي للمشاركة في النشاطات العسكرية هناك.
وقال الناطق باسم قيادة القوات الأميركية الخاصة، الرائد غاري كولب، إن "الجيش يطالب بجهة يطمئن لها الجنود ويمكنهم التوجه إليها طلبًا للمساعدة. وسيجري رجال دين عسكريون حوارات مع الجنود وزوجاتهم فيما يتعلق بالانفصال عن البيت والخروج إلى ساحة القتال". وتفيد التقارير الواردة من "بورت براغ" أن عدد الحوارات بين الجنود ورجال الدين ارتفع بشكل ملموس منذ أحداث سبتمبر.
وفي تطرقه إلى جرائم القتل المذكورة قال كولب: "نأمل أن يكون من السهل حصر المشكلة والقول بأن هذا الأمر لن يتكرر. أننا لا نبحث عن المذنبين. هل يمكن الربط بين عمليات القتل والقتل في أفغانستان؟ أعتقد أن هذا مغالى فيه".
وقالت ايفون كوالتون، رئيسة مجموعة عون عائلات الوحدة الثالثة في القوات الخاصة، إن جرس الهاتف لا ينفك يدق منذ مقتل الزوجات الأربع على يد أزواجهن. وتذكر كوالتون أن النساء اللواتي يخدم أزواجهن في الوحدات الخاصة تتحمل مهام صعبة: "أعتقد أنه يجب أن تكوني امرأة قوية أكثر من العادة، لأنك تتعيشين وحيدة لمدة طويلة. منذ جرائم القتل الأخيرة، يعاني كثير من النساء من مشاكل غير قليلة في الحياة الزوجية ، ونحن نوفر لهن أذنا صاغية، ومكان يمكنهن التوجه إليه".
المصدر :
صحيفة يدعوت أحرنوت الصهيونية .
التــــــعلـــيـــق :
أولا ـ لقد تعمدت نقل الخبر من صحيفة صهيونية حتى لا يتهمنا أحد بأننا دراويش ننسج الأساطير في المنام ، ثم نقوم ونرويها للأنام .
فلا مجال لتكذيب الخبر .
ثانيا ـ قد يقرأ أحدنا الخبر ويظن أنه تافه ؛ لأن المشاكل الزوجية تحدث هنا وهناك ، فلا حاجة لتكبير الموضوع !! .
قلت : لا والله ، فهذا ليس دأب الذين آمنوا ، فحال المؤمن التأمل والتفكر في آيات الله الثابتة والمتغيرة ، (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف:105).
(وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (آل عمران:13).
(يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (النور:44) .
ثالثا ـ يذكر أنه لم يسجل من قبل مثل هذه الحوادث في هذه القاعدة مطلقا ، فهي غريبة الظروف والملابسات تماما.
إذا تقرر هذا فلا يختلف معي عاقل بأن في الزوايا خبايا ، دل على ذلك ما يلي :
1 ـ أن الحوادث كلها لجنود خدموا في أفغانستان !! .
فلو بعضهم خدم في داخل الولايات المتحدة ؛ لخرجنا من حيز الغرابة ، ولكن الغريب أنهم جميعا كحلوا أعينهم برؤية أرض الجهاد في أفغانستان !! .
2 ـ أن هذه الأحداث الشاذة وقعت في غضون ستة أسابيع فقط ! .
فلو قلنا : وقعت خلال السنة ، فالأمر بسيط ، فالأحداث الشاذة إذا تناثرت خلال فترة زمنية طويلة ، قبلها العقل وصنفها تصنيفا طبيعيا ، أما وأنها تتعاقب خلال شهر ونصف فقط ، فهذا يستغربه العقلاء!! .
3 ـ قول الصحيفة : ومما يثير القلق الشديد لدى المسؤولين في قاعدة بورت براغ، هو حقيقة أن ثلاثة من أصل الجنود الأربعة الذين قتلوا زوجاتهم، قد خدموا في وحدة "SpecOps"، وهي القوات الخاصة التي شاركت في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان.
إذا الاستغراب ليس في عقلنا نحن فقط ، ولكنه عد الصحفيين والمسؤولين أيضا ، فقد سبق واستغربنا كونهم خدموا في أفغانستان ، أما كونهم كانوا في وحدة واحدة ، فهذا مما يعقّد الأمور عند العقلاء !! .
4 ـ بلا ريب نحن لا ننتظر من مجرمي البنتاجون الإقرار بوجود لغز ؛ لأن هؤلاء لا يفكرون إلا في أهدافهم الشخصية ، وأطماعهم التوسعية ، وحقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين من أيام صلاح الدين ، فهم يعتقدون مقولة : ليذهب جنودنا إلى الجحيم ، فالمهم تحقيق الأهداف بأي شكل كان .
أما مسألة أن الجندي الأمريكي له قيمته …الخ ، فهذه هرطقة إعلامية ، فالمهم عندهم الرأي العام فقط ، فحقيقة الأمر أن البنتاجون لا يهمه قتل المئات والألوف من الجنود الأمريكان في حرب أفغانستان ، إنما المهم أن مثل هذه الأخبار لا تخرج للرأي العام حتى لا تنقلب الدنيا على رأسهم .
من هنا ندرك أهمية التكتيم الإعلامي الأمريكي على خسائره المتلاحقة ، ومتى تسرب منها شيء ، حاولوا إظهاره بأنه أمر طبيعي كحادث سير أو انحشار جندي أثناء صيانته لطائرة …الخ ، المهم أن توضع الحادثة في سياق طبيعي لا يشغل الرأي العام الأمريكي .
ولكن القارئ الجيد الكيس الفطن يستطيع أن يدرك الحقائق بين السطور ، من أجل ذلك أمعن النظر في العبارة التالية :
وقال الناطق باسم قيادة القوات الأميركية الخاصة، الرائد غاري كولب: "نأمل أن يكون من السهل حصر المشكلة والقول بأن هذا الأمر لن يتكرر. اهـ .
فهذا إقرار واضح بوجود مشكلة كبيرة يحاول تضليلها .
فعبارة ( نأمل ) تدل على تعقد المشكلة ، ويأسه من حلها .
وعبارة ( حصر المشكلة ) ، تدل على أنها متشعبة ، ويحاولون حصرها ، فما طبيعة هذه المشاكل ، وما ماهيته ؟! .
هذا ما سنحاول استنتاجه في الفقرة التالية .
رابعا ـ يحق لكل عاقل أن يسأل : ما سر هذا اللغز الغريب ؟! .
هناك عدة استنتاجات أذكر ما تيسر لي :
1 ـ من عقيدة المؤمن أن الله خلق الأسباب ومسبباتها ، وجعل خلق البعض شرطا وسببا في خلق البعض الآخر ، فجعل الأسباب موصلات . ومن جملة الأخذ بالأسباب إعداد العدة في القتال ، ووضع الخطط ، والتجسس …الخ ، ومن ذلك أيضا الدعاء ، فالدعاء سلاح غير مرئي ، فلعل الله استجاب دعاء أحد الصالحين فأرسل جنوده ببعض الأمراض والأزمات النفسية الحادة ، وإن شئت فتدبر قول الله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (الفتح:4).
وقول الله تعالى : (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (الفتح:7) .
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر:31) .
2 ـ لعل هؤلاء الجنود شاهدوا في أرض الجهاد في أفغانستان كمائن قتالية قتل فيها عدد كبير من رفاقهم ، فأصيبوا بانهيار عصبي حاد ، أفقدهم القدرة على التفكير وضبط السلوك ، مما جعلهم يفرغون جام غضبهم على أهلهم ، فقتلوا زوجاتهم .
3 ـ لعل الجريمة كلها من تدبير المخابرات العسكرية الأمريكية من أجل تكميم أفواه هؤلاء الجنود ، كأن يريد هؤلاء فضح الخسائر الأمريكية ، أو فضح سلوكها في أفغانستان …الخ.
4 ـ لعل القوات الأمريكية استخدمت أسلحة كيميائية تأثر على الأعصاب ، مما يتسبب منه فقدان السيطرة على السلوك ، كأمراض حرب الخليج التي أصيب بها جنود التحالف .
5 ـ لعل البنتاجون كان يصرف لهم تعيينا يوميا من المخدرات التي ينتجها بطانة كرزاي ويبيعونها للبنتاجون ، فأدمنوا على هذا النوع ، فلما عادوا تخلى عنهم البنتاجون فأصيبوا بانهيار عصبي ، فصبوا جام غضبهم على زوجاتهم.
وفي الجملة أيها الأحبة لا يظن الظان أن الجندي الأمريكي الذي يعود إلى أحضان أمه في واشنطن أو نيويورك …الخ بعدما تلوثت يده بدماء الأطهار من المجاهدين قد كُتب له النجاة ، فالحق يقول : (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) (الزخرف:55).
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) .
(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ؟! (التكوير:26) .
إنه انتقام الله تعالى ممن عادوا أولياءه (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة:21)
اللهم انصر المجاهدين في كل فلسطين وعجل بنصرك المبين يا رب العالمين .
اللهم أشعل الأرض نارا من تحت أقدام الصهاينة الماكرين ، والصليبيين الحاقدين ، والعملاء الخائنين .
اللهم تقبل الشهداء ، وارحم الضعفاء ، وفرج البلاء .
اللهم يا حي يا قيوم يا من بيده ملكوت السماوات والأرض لا نملك من الأمر شيئا غير الدعاء والتضرع إليك بأن تنصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وكل مكان .
اللهم مدهم بالسلاح والعتاد ، اللهم مدهم بجند من عندك ، اللهم سدد رميهم واثلج صورنا وصدورهم بسفك دم الصهاينة.
الخبر السابق على الرابط التالي :
http://www.alfjr.com/editpost.php?s...t&postid=278686
أخزكم الرايــ2002ــق
وبعد :
في خبر مثير للاهتمام قرأته في عدة مصادر منها صحيفة يدعوت أحرانوت الصهيونية مفاده :
أربعة جنود أميركيين ممن خدموا في أفغانستان قتلوا زوجاتهم .
ارتكبت في القاعدة العسكرية للقوات الأميركية الخاصة، بورت براغ، أربع جرائم قتل خلال ستة أسابيع فقط. الجيش يقرر قيام رجال دين بالتحدث مع الجنود وزوجاتهم عن الخروج إلى ساحة القتال والانفصال عن البيت arabynet .
في غضون الستة أسابيع الأخيرة، قتلت أربع زوجات جنود أميركيين يخدمون في قاعدة القوات الخاصة "بورت براغ" في الولايات المتحدة. ويواجه أزواج المجني عليهن تهمة القتل في الحالات الأربع.
ومما يثير القلق الشديد لدى المسؤولين في قاعدة بورت براغ، هو حقيقة أن ثلاثة من أصل الجنود الأربعة الذين قتلوا زوجاتهم، قد خدموا في وحدة "SpecOps"، وهي القوات الخاصة التي شاركت في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان. وتجدر الإشارة إلى أن اثنين من الجنود الأربعة أقدموا على الانتحار بعد قتل زوجتيهما.
وأفاد قائد وحدة المهمات الخاصة في الجيش الأميركي، أنه سيتم إجراء بحث يتناول التأثير النفسي الناجم عن الحرب والمكوث في أماكن نائية على العلاقات الزوجية المرتكزة أصلا على أسس ضعيفة. وسيرسل هذا الصيف من قاعدة "بورت براغ" إلى أفغانستان 3000 جندي للمشاركة في النشاطات العسكرية هناك.
وقال الناطق باسم قيادة القوات الأميركية الخاصة، الرائد غاري كولب، إن "الجيش يطالب بجهة يطمئن لها الجنود ويمكنهم التوجه إليها طلبًا للمساعدة. وسيجري رجال دين عسكريون حوارات مع الجنود وزوجاتهم فيما يتعلق بالانفصال عن البيت والخروج إلى ساحة القتال". وتفيد التقارير الواردة من "بورت براغ" أن عدد الحوارات بين الجنود ورجال الدين ارتفع بشكل ملموس منذ أحداث سبتمبر.
وفي تطرقه إلى جرائم القتل المذكورة قال كولب: "نأمل أن يكون من السهل حصر المشكلة والقول بأن هذا الأمر لن يتكرر. أننا لا نبحث عن المذنبين. هل يمكن الربط بين عمليات القتل والقتل في أفغانستان؟ أعتقد أن هذا مغالى فيه".
وقالت ايفون كوالتون، رئيسة مجموعة عون عائلات الوحدة الثالثة في القوات الخاصة، إن جرس الهاتف لا ينفك يدق منذ مقتل الزوجات الأربع على يد أزواجهن. وتذكر كوالتون أن النساء اللواتي يخدم أزواجهن في الوحدات الخاصة تتحمل مهام صعبة: "أعتقد أنه يجب أن تكوني امرأة قوية أكثر من العادة، لأنك تتعيشين وحيدة لمدة طويلة. منذ جرائم القتل الأخيرة، يعاني كثير من النساء من مشاكل غير قليلة في الحياة الزوجية ، ونحن نوفر لهن أذنا صاغية، ومكان يمكنهن التوجه إليه".
المصدر :
صحيفة يدعوت أحرنوت الصهيونية .
التــــــعلـــيـــق :
أولا ـ لقد تعمدت نقل الخبر من صحيفة صهيونية حتى لا يتهمنا أحد بأننا دراويش ننسج الأساطير في المنام ، ثم نقوم ونرويها للأنام .
فلا مجال لتكذيب الخبر .
ثانيا ـ قد يقرأ أحدنا الخبر ويظن أنه تافه ؛ لأن المشاكل الزوجية تحدث هنا وهناك ، فلا حاجة لتكبير الموضوع !! .
قلت : لا والله ، فهذا ليس دأب الذين آمنوا ، فحال المؤمن التأمل والتفكر في آيات الله الثابتة والمتغيرة ، (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف:105).
(وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (آل عمران:13).
(يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (النور:44) .
ثالثا ـ يذكر أنه لم يسجل من قبل مثل هذه الحوادث في هذه القاعدة مطلقا ، فهي غريبة الظروف والملابسات تماما.
إذا تقرر هذا فلا يختلف معي عاقل بأن في الزوايا خبايا ، دل على ذلك ما يلي :
1 ـ أن الحوادث كلها لجنود خدموا في أفغانستان !! .
فلو بعضهم خدم في داخل الولايات المتحدة ؛ لخرجنا من حيز الغرابة ، ولكن الغريب أنهم جميعا كحلوا أعينهم برؤية أرض الجهاد في أفغانستان !! .
2 ـ أن هذه الأحداث الشاذة وقعت في غضون ستة أسابيع فقط ! .
فلو قلنا : وقعت خلال السنة ، فالأمر بسيط ، فالأحداث الشاذة إذا تناثرت خلال فترة زمنية طويلة ، قبلها العقل وصنفها تصنيفا طبيعيا ، أما وأنها تتعاقب خلال شهر ونصف فقط ، فهذا يستغربه العقلاء!! .
3 ـ قول الصحيفة : ومما يثير القلق الشديد لدى المسؤولين في قاعدة بورت براغ، هو حقيقة أن ثلاثة من أصل الجنود الأربعة الذين قتلوا زوجاتهم، قد خدموا في وحدة "SpecOps"، وهي القوات الخاصة التي شاركت في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان.
إذا الاستغراب ليس في عقلنا نحن فقط ، ولكنه عد الصحفيين والمسؤولين أيضا ، فقد سبق واستغربنا كونهم خدموا في أفغانستان ، أما كونهم كانوا في وحدة واحدة ، فهذا مما يعقّد الأمور عند العقلاء !! .
4 ـ بلا ريب نحن لا ننتظر من مجرمي البنتاجون الإقرار بوجود لغز ؛ لأن هؤلاء لا يفكرون إلا في أهدافهم الشخصية ، وأطماعهم التوسعية ، وحقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين من أيام صلاح الدين ، فهم يعتقدون مقولة : ليذهب جنودنا إلى الجحيم ، فالمهم تحقيق الأهداف بأي شكل كان .
أما مسألة أن الجندي الأمريكي له قيمته …الخ ، فهذه هرطقة إعلامية ، فالمهم عندهم الرأي العام فقط ، فحقيقة الأمر أن البنتاجون لا يهمه قتل المئات والألوف من الجنود الأمريكان في حرب أفغانستان ، إنما المهم أن مثل هذه الأخبار لا تخرج للرأي العام حتى لا تنقلب الدنيا على رأسهم .
من هنا ندرك أهمية التكتيم الإعلامي الأمريكي على خسائره المتلاحقة ، ومتى تسرب منها شيء ، حاولوا إظهاره بأنه أمر طبيعي كحادث سير أو انحشار جندي أثناء صيانته لطائرة …الخ ، المهم أن توضع الحادثة في سياق طبيعي لا يشغل الرأي العام الأمريكي .
ولكن القارئ الجيد الكيس الفطن يستطيع أن يدرك الحقائق بين السطور ، من أجل ذلك أمعن النظر في العبارة التالية :
وقال الناطق باسم قيادة القوات الأميركية الخاصة، الرائد غاري كولب: "نأمل أن يكون من السهل حصر المشكلة والقول بأن هذا الأمر لن يتكرر. اهـ .
فهذا إقرار واضح بوجود مشكلة كبيرة يحاول تضليلها .
فعبارة ( نأمل ) تدل على تعقد المشكلة ، ويأسه من حلها .
وعبارة ( حصر المشكلة ) ، تدل على أنها متشعبة ، ويحاولون حصرها ، فما طبيعة هذه المشاكل ، وما ماهيته ؟! .
هذا ما سنحاول استنتاجه في الفقرة التالية .
رابعا ـ يحق لكل عاقل أن يسأل : ما سر هذا اللغز الغريب ؟! .
هناك عدة استنتاجات أذكر ما تيسر لي :
1 ـ من عقيدة المؤمن أن الله خلق الأسباب ومسبباتها ، وجعل خلق البعض شرطا وسببا في خلق البعض الآخر ، فجعل الأسباب موصلات . ومن جملة الأخذ بالأسباب إعداد العدة في القتال ، ووضع الخطط ، والتجسس …الخ ، ومن ذلك أيضا الدعاء ، فالدعاء سلاح غير مرئي ، فلعل الله استجاب دعاء أحد الصالحين فأرسل جنوده ببعض الأمراض والأزمات النفسية الحادة ، وإن شئت فتدبر قول الله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (الفتح:4).
وقول الله تعالى : (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (الفتح:7) .
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر:31) .
2 ـ لعل هؤلاء الجنود شاهدوا في أرض الجهاد في أفغانستان كمائن قتالية قتل فيها عدد كبير من رفاقهم ، فأصيبوا بانهيار عصبي حاد ، أفقدهم القدرة على التفكير وضبط السلوك ، مما جعلهم يفرغون جام غضبهم على أهلهم ، فقتلوا زوجاتهم .
3 ـ لعل الجريمة كلها من تدبير المخابرات العسكرية الأمريكية من أجل تكميم أفواه هؤلاء الجنود ، كأن يريد هؤلاء فضح الخسائر الأمريكية ، أو فضح سلوكها في أفغانستان …الخ.
4 ـ لعل القوات الأمريكية استخدمت أسلحة كيميائية تأثر على الأعصاب ، مما يتسبب منه فقدان السيطرة على السلوك ، كأمراض حرب الخليج التي أصيب بها جنود التحالف .
5 ـ لعل البنتاجون كان يصرف لهم تعيينا يوميا من المخدرات التي ينتجها بطانة كرزاي ويبيعونها للبنتاجون ، فأدمنوا على هذا النوع ، فلما عادوا تخلى عنهم البنتاجون فأصيبوا بانهيار عصبي ، فصبوا جام غضبهم على زوجاتهم.
وفي الجملة أيها الأحبة لا يظن الظان أن الجندي الأمريكي الذي يعود إلى أحضان أمه في واشنطن أو نيويورك …الخ بعدما تلوثت يده بدماء الأطهار من المجاهدين قد كُتب له النجاة ، فالحق يقول : (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) (الزخرف:55).
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) .
(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ؟! (التكوير:26) .
إنه انتقام الله تعالى ممن عادوا أولياءه (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة:21)
اللهم انصر المجاهدين في كل فلسطين وعجل بنصرك المبين يا رب العالمين .
اللهم أشعل الأرض نارا من تحت أقدام الصهاينة الماكرين ، والصليبيين الحاقدين ، والعملاء الخائنين .
اللهم تقبل الشهداء ، وارحم الضعفاء ، وفرج البلاء .
اللهم يا حي يا قيوم يا من بيده ملكوت السماوات والأرض لا نملك من الأمر شيئا غير الدعاء والتضرع إليك بأن تنصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وكل مكان .
اللهم مدهم بالسلاح والعتاد ، اللهم مدهم بجند من عندك ، اللهم سدد رميهم واثلج صورنا وصدورهم بسفك دم الصهاينة.
الخبر السابق على الرابط التالي :
http://www.alfjr.com/editpost.php?s...t&postid=278686
أخزكم الرايــ2002ــق
تعليق