تويت
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خاطــــــــــــــرة
لهــذا عشــقت عليـــــا ً
وقف صاحبي محــّـدقا ً بنظــره الى لوحــــات ٍ ثــــــلاث
وقد كتم أنفاســــه وأستجمع قواه لئلا تهــرب الأفكار من رأسـه المثقــل بهمــوم
ومتـــاعب الحيـــــاة
أخذ ينظر في كل لوحة مليــّـــا ً
وقد إرتسمت على قسمات وجهه حالات من الإنقباظ مّــــرة
والإنبســــاط ا ُخــرى
يقــّطب حاجبيه وكأني أقرأ من خلال تفاعله مع كل لوحة أن هناك لغــــزاً بدا لي محيـّرا ً.
يمّر بلحظاتٍ حرجة ٍ تجعلـــه يضعف أمامها مســتكينا ً مسحورا ً
وتصّورته وهو يقف بضعف مازجه الخشوع
أنه كـ عابد ٍعرفـّـاني في محراب صلاته وقد أخذ منه العشق الإلـّهي لـُــَّبه
فأصبح هائمـــا ً ترتعد فرائصه بلذة الخمر الوجداني
أو كـــ طفل ٍ يشـّده الجــوع الى صدر ا ُمــه ليرضع لبنها مزيجــه الشفقة والمحبة...
أو كـــ ا ُمّ ٍ ألهبها العطف والحنان لتـّضــم ولدها بهدوء ٍ
الى حضنها المتقد بنيــــران الا ُمومــة الصــادقة
ومّرت دقائق خـّيم فيها صوتٌ رهيبٌ ولازال صاحبي يقف في محرابه خاشـــعا ً
أحاطه الذهول
ولا يــــرى من حــوله
ربما تسّرع قارئي الكريم ليطلق لتفكيره عنان الظنــون والأوهام متصورا ً
أن الرجــل عابــدُ وثــن ٍ
أو من أتباع بوذا خاشعا ً أمام لوحات تقديســه
ولم أطق صبرا ً
فسألته بعد أن طال بي المقام ومّرت تلك الدقائق المثقلة كأنها سنين عجاف
: مالي أراك وقد سحرتك هذه اللوحات الثلاث التي أطلت الوقوف وأنت مشدود الفكر منكسرا ً أمامها ؟
وكان جوابه مذهلا ً:
ــ إنـّـني ا ُصـّـلي بمحــراب عـلي ـــــ
وعدت أنا الآخر بذكريات التاريخ متصورا ً أمير المؤمنين * ع * وهو على منبره بالكوفة التي كنت أحي فيها صلواتي وأيام الاعتكاف الرمضانية بمسجدها المبارك.
وصعقت من قوله
فهو وإن كان صديقا ً حميما ً شــّدني الى صداقته أدبه وشاعريته الساحرة إلا ّ أنه كان مســيحيـــا ً !
وسألت نفسي قبل أن يبدأ معي رحلة العشق مع علي * ع *
ماذا تراه يجد في هذه اللوحات الثلاث !
أهي صورة لعلي يحبها ويعشــــــقها
كما هو شأنه مع صورة المســـيح * ع *
وعدت لا ُخاطب نفسي لابــّد أن هناك ســــرا
ولم أطق صــــــبرا ً ...
طلبت منه ثانية معرفة وتوضيح الحقيقة التي ضاعت مني بعد أن
ــ ضاع عبق الولاء من أسم علي * ع * فعطــّـر المكان والقلوب ـــ
فأدار إليّ بوجهه بلطف وببسمته المعهودة التي لا تفارقه وبكل أدب وإنكسار
بعد أن بدت الحمرة التي ألهبت وجهه ولا أدري أهي حمرة الحب العلوي ؟
أم لهيب الخوف العــــــرفاني
وقال
: إنني ا ُ لزم نفسي يوميـــا ً
ــ وقبل أن ا ُغادر بيتي الي وظيفتي ـ
بالوقوف أمامـها لأتعـــّـلم درســــا ً منها
إســتغـربت لما يقوله
وأنا أعرفه ذلك الأديب المثقف الواعي
أي درس من لوحات لا تنــــــطق
وكأنه قرأ ما يخالجني
فقال
: إنها لوحات تفيض حكمة ، وعبرة ، وهي درس متكامل،
تخلق إنســـانـــا ً ســّويـــا ً إذا ما غــــاص في مكنونها
وأزددت شــــوقــا ً لما سمعت
فأخذ بيدي وكنت مأســــورا ً كالمضطرب في لجة بحــر تتقاذفه الأمواج العاتية
وشــّد على يدي بيده التي لا زالت ترتعش من لهيب العشق العلوي
وطلب مني أن ا ُحــّـلق في سماء علي * ع *
فرأيته وقد كتب على اللوحة الاولى
: إحصد الشــــر من صدر غيرك بقلعه من صــدرك
وكتب تحتها معلقـا ً الإمام علي عالــم ٌ نفســـــاني
وكتب على اللوحة الثانية
: الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له ، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه
وكتب تحتها معلقــا ً الإمام علي مصلــح ٌ إجتماعي
وكتب على اللوحة الثالثة
: ما رأيت نعمة موفورة إلا ّ وإلى جانبها حــق ٌ مضيــّع
وكتب تحتها معــّـلقــــا ً الإمام علي عالـــم ٌ إقتصادي
وتنفست الصعداء وحاولت سؤاله ثانيــا ً
ولكنه ولما يتمتع به من فطنة وذكاء قال لي :
إنني ولأكثر من عشــــرين عامــا ً عملت هذه اللوحات الثلاث
من الفضة الخالصة تزينها الزخرفة الرائعة والنقوش التي تليق بقداستها
و وضعتها في مكانها المناسب
ولم أترك قرأءتها ليـــوم ٍ واحد
بل أقف أمامها لعشر دقائق أستلهم منها العبــر والدروس لحياتي وشؤوني اليومية
وفي كل يوم أجد فيها درســـا ً عميقـــا ً يختلف عما قبله
وعاد الدور له ليسألني والخجل يرتســــم على محيــــّـاه
: ألا يســــتحق هـــذا الحكيم العـادل
أن أقــف أمام درره اليتيمـــة لأ قتــــني منها منهاج عمـــل يــــومي
ألم تكن هذه الكلمات النابعة من ضمير ذلك العملاق أولى من وثائق وبنود وقرارات الا ُمم المتحدة
وممن تســّمي نفسها منظمة حقـــوق الإنسان
وباقي المنظمات التي قتلت الإنسانية بإســـم الإنســـــــانية
وخالجني شــعـورٌ بالخجـــل
وقتها تمنيت لو تســّوى بي الأرض ولا أقـــف هذا الموقــــف و قلــت في نفســــي :
لماذا لا أكـــون أنـــا ومن معي ممــــن يتشـــّيعــون لعــــلي *ع *
أن يعشقوه ذلك العشـــــق الوجداني بلا تكــّـلف
وتراجعت لا ُ ؤنـــب نفسي على هذا التفكير الضــّـيق ، والمتحيـّـز نوعــا ً مـــا
وكأني أسمع صــــــوت الضمير الحــّر يناديني من الأعماق
أو كأن هاتفـــــــا ً من السـماء يردد وبصوت ٍ مســـــتكيــن ٍ خاشع ٍ وبنبــــرة صــــدق
: لم يكن علي ٌ لطائفـــــــة دون طائفــــة
ولم يكن حكــــــــرا ًعلى شــــيعتـه
بل هــو
صــوت العـــــــــــدالة الإنســـــــــانيــــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خاطــــــــــــــرة
لهــذا عشــقت عليـــــا ً
وقف صاحبي محــّـدقا ً بنظــره الى لوحــــات ٍ ثــــــلاث
وقد كتم أنفاســــه وأستجمع قواه لئلا تهــرب الأفكار من رأسـه المثقــل بهمــوم
ومتـــاعب الحيـــــاة
أخذ ينظر في كل لوحة مليــّـــا ً
وقد إرتسمت على قسمات وجهه حالات من الإنقباظ مّــــرة
والإنبســــاط ا ُخــرى
يقــّطب حاجبيه وكأني أقرأ من خلال تفاعله مع كل لوحة أن هناك لغــــزاً بدا لي محيـّرا ً.
يمّر بلحظاتٍ حرجة ٍ تجعلـــه يضعف أمامها مســتكينا ً مسحورا ً
وتصّورته وهو يقف بضعف مازجه الخشوع
أنه كـ عابد ٍعرفـّـاني في محراب صلاته وقد أخذ منه العشق الإلـّهي لـُــَّبه
فأصبح هائمـــا ً ترتعد فرائصه بلذة الخمر الوجداني
أو كـــ طفل ٍ يشـّده الجــوع الى صدر ا ُمــه ليرضع لبنها مزيجــه الشفقة والمحبة...
أو كـــ ا ُمّ ٍ ألهبها العطف والحنان لتـّضــم ولدها بهدوء ٍ
الى حضنها المتقد بنيــــران الا ُمومــة الصــادقة
ومّرت دقائق خـّيم فيها صوتٌ رهيبٌ ولازال صاحبي يقف في محرابه خاشـــعا ً
أحاطه الذهول
ولا يــــرى من حــوله
ربما تسّرع قارئي الكريم ليطلق لتفكيره عنان الظنــون والأوهام متصورا ً
أن الرجــل عابــدُ وثــن ٍ
أو من أتباع بوذا خاشعا ً أمام لوحات تقديســه
ولم أطق صبرا ً
فسألته بعد أن طال بي المقام ومّرت تلك الدقائق المثقلة كأنها سنين عجاف
: مالي أراك وقد سحرتك هذه اللوحات الثلاث التي أطلت الوقوف وأنت مشدود الفكر منكسرا ً أمامها ؟
وكان جوابه مذهلا ً:
ــ إنـّـني ا ُصـّـلي بمحــراب عـلي ـــــ
وعدت أنا الآخر بذكريات التاريخ متصورا ً أمير المؤمنين * ع * وهو على منبره بالكوفة التي كنت أحي فيها صلواتي وأيام الاعتكاف الرمضانية بمسجدها المبارك.
وصعقت من قوله
فهو وإن كان صديقا ً حميما ً شــّدني الى صداقته أدبه وشاعريته الساحرة إلا ّ أنه كان مســيحيـــا ً !
وسألت نفسي قبل أن يبدأ معي رحلة العشق مع علي * ع *
ماذا تراه يجد في هذه اللوحات الثلاث !
أهي صورة لعلي يحبها ويعشــــــقها
كما هو شأنه مع صورة المســـيح * ع *
وعدت لا ُخاطب نفسي لابــّد أن هناك ســــرا
ولم أطق صــــــبرا ً ...
طلبت منه ثانية معرفة وتوضيح الحقيقة التي ضاعت مني بعد أن
ــ ضاع عبق الولاء من أسم علي * ع * فعطــّـر المكان والقلوب ـــ
فأدار إليّ بوجهه بلطف وببسمته المعهودة التي لا تفارقه وبكل أدب وإنكسار
بعد أن بدت الحمرة التي ألهبت وجهه ولا أدري أهي حمرة الحب العلوي ؟
أم لهيب الخوف العــــــرفاني
وقال
: إنني ا ُ لزم نفسي يوميـــا ً
ــ وقبل أن ا ُغادر بيتي الي وظيفتي ـ
بالوقوف أمامـها لأتعـــّـلم درســــا ً منها
إســتغـربت لما يقوله
وأنا أعرفه ذلك الأديب المثقف الواعي
أي درس من لوحات لا تنــــــطق
وكأنه قرأ ما يخالجني
فقال
: إنها لوحات تفيض حكمة ، وعبرة ، وهي درس متكامل،
تخلق إنســـانـــا ً ســّويـــا ً إذا ما غــــاص في مكنونها
وأزددت شــــوقــا ً لما سمعت
فأخذ بيدي وكنت مأســــورا ً كالمضطرب في لجة بحــر تتقاذفه الأمواج العاتية
وشــّد على يدي بيده التي لا زالت ترتعش من لهيب العشق العلوي
وطلب مني أن ا ُحــّـلق في سماء علي * ع *
فرأيته وقد كتب على اللوحة الاولى
: إحصد الشــــر من صدر غيرك بقلعه من صــدرك
وكتب تحتها معلقـا ً الإمام علي عالــم ٌ نفســـــاني
وكتب على اللوحة الثانية
: الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له ، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه
وكتب تحتها معلقــا ً الإمام علي مصلــح ٌ إجتماعي
وكتب على اللوحة الثالثة
: ما رأيت نعمة موفورة إلا ّ وإلى جانبها حــق ٌ مضيــّع
وكتب تحتها معــّـلقــــا ً الإمام علي عالـــم ٌ إقتصادي
وتنفست الصعداء وحاولت سؤاله ثانيــا ً
ولكنه ولما يتمتع به من فطنة وذكاء قال لي :
إنني ولأكثر من عشــــرين عامــا ً عملت هذه اللوحات الثلاث
من الفضة الخالصة تزينها الزخرفة الرائعة والنقوش التي تليق بقداستها
و وضعتها في مكانها المناسب
ولم أترك قرأءتها ليـــوم ٍ واحد
بل أقف أمامها لعشر دقائق أستلهم منها العبــر والدروس لحياتي وشؤوني اليومية
وفي كل يوم أجد فيها درســـا ً عميقـــا ً يختلف عما قبله
وعاد الدور له ليسألني والخجل يرتســــم على محيــــّـاه
: ألا يســــتحق هـــذا الحكيم العـادل
أن أقــف أمام درره اليتيمـــة لأ قتــــني منها منهاج عمـــل يــــومي
ألم تكن هذه الكلمات النابعة من ضمير ذلك العملاق أولى من وثائق وبنود وقرارات الا ُمم المتحدة
وممن تســّمي نفسها منظمة حقـــوق الإنسان
وباقي المنظمات التي قتلت الإنسانية بإســـم الإنســـــــانية
وخالجني شــعـورٌ بالخجـــل
وقتها تمنيت لو تســّوى بي الأرض ولا أقـــف هذا الموقــــف و قلــت في نفســــي :
لماذا لا أكـــون أنـــا ومن معي ممــــن يتشـــّيعــون لعــــلي *ع *
أن يعشقوه ذلك العشـــــق الوجداني بلا تكــّـلف
وتراجعت لا ُ ؤنـــب نفسي على هذا التفكير الضــّـيق ، والمتحيـّـز نوعــا ً مـــا
وكأني أسمع صــــــوت الضمير الحــّر يناديني من الأعماق
أو كأن هاتفـــــــا ً من السـماء يردد وبصوت ٍ مســـــتكيــن ٍ خاشع ٍ وبنبــــرة صــــدق
: لم يكن علي ٌ لطائفـــــــة دون طائفــــة
ولم يكن حكــــــــرا ًعلى شــــيعتـه
بل هــو
صــوت العـــــــــــدالة الإنســـــــــانيــــة