كارثة تسونامي والمسيحيون الصهيونيون
جعفر هادي حسن الحياة 2005/01/10
بادرت الدول والمنظمات الإنسانية لمدّ يد المساعدة للبلدان التي تضررت بكارثة تسونامي الرهيبة التي أحدثت دماراً هائلاً ومروعاً لم يحدث شبيهه في التاريخ القريب.
وعلى رغم أن الكثير من هذه المنظمات هي منظمات مسيحية، إلا أنه لا توجد بينها منظمات للمسيحيين الصهيونيين طبقاً لما ذكره الكاتب بل بركوفتيش الذي أجرى مسحاً على أهم مواقع الانترنت وأوسعها لهذه المنظمات. وقد نشر الكاتب مقالة عن هذا الموضوع على الانترنت في الرابع من هذا الشهر، انتقد فيها أصحاب هذه المواقع على تجاهلهم لهذه الكارثة ذات النتائج المروعة، كما انتقدهم على استمرارهم في ذكر الأخبار الخاصة بهذه المنظمات وكأنه لا عين رأت ولا أذن سمعت.
وقال الكاتب ليس هناك أي موقع من هذه المواقع يطلب المساعدة لضحايا كارثة تسونامي، بل هناك ذكر للدمار الذي حدث في جنوب آسيا ولا توجد عناوين رئيسة حول القتلى والجرحى، كما لا توجد نداءات مستعجلة للتبرع أو أرقام تلفونات يتصل بها الناس، كما لا يوجد ربط بمواقع المنظمات التي تجمع المساعدات أو توفرها للضحايا. واعتبر الكاتب هذا الاهمال مناقضاً لادعاء هذه المنظمات بالدفاع عن القضايا الأخلاقية وتبنيها لها، بل واتهمها بعدم الرحمة وغياب القيم عنها.
ولكن هذا لا يبدو غريباً لمن يعرف الفكر الديني الذي يتبناه هؤلاء، فهم في الواقع يرحبون بحدوث مثل هذه الكوارث، بل ويفرحون بها لأنها تشير إلى قرب ظهور المسيح عيسى مرة أخرى والذي ينتظرونه بفارغ الصبر. وكلما كثرت هذه الكوارث وضخم حجمها وتسارعت وتيرتها، كلما أصبح هذا الظهور قاب قوسين أو أدنى. إذ أن هذا الجيل، طبقاً لهال لندسي صاحب أشهر كتاب بين المسيحيين الصهيونيين، هو آخر جيل قبل الظهور. ويقولون ان كارثة تسونامي وما صاحبها وتلاها هي إحدى الكوارث الكبرى التي أشار إليها الكتاب المقدس وإن لم ينص على اسمها.
ومن نصوص الكتاب المقدس التي استدلوا بها ما جاء في انجيل لوقا 21/25-32 «وستظهر علامات في الشمس والقمر والنجوم وينال الأمم كرب في الأرض ورهبة من عجيج البحر وأمواجه. وستزهق نفوس الناس من الخوف ومن توقع ما ينزل في العالم لأن أجرام السماء تتزعزع وحينئذ يرى الناس ابن الإنسان آتياً في الغمام في تمام العزة والجلال. وإذا أخذت هذه الأمور تحدث فانتصبوا قائمين وارفعوا رؤوسكم لأن افتداءكم قد قرب».
وانني لأتخيل هؤلاء يجادلون بما رأوه ورآه الناس على شاشات التلفزيون من بحر هائج يرعد ويزبد ويدمر ومن مدّ جارف وأمواج عاتية تكتسح كل ما يقف أمامها ومن يقف أمامها من أناس خائفين مرعوبين وعاجزين عن القيام بعمل أي شيء ينقذون به أنفسهم وما يملكون، وما تناقلته الأخبار عن خوف هؤلاء من ركوب البحر وترددهم في المغامرة فيه، فيقارنون ذلك بعبارة الانجيل: «وينال الأمم كرب في الأرض ورهبة من عجيج البحر وأمواجه وستزهق نفوس الناس من الخوف ومن توقع ما ينزل في العالم». بل، ربما أتخيلهم يستدلون على «تزعزع أجرام السماء» بما ذكره رئيس المعهد الوطني الايطالي الجيوفيزيائي من أن شدة قوة البركان قد جعلت الأرض ترتج ويتأثر دورانها.
ولأن هؤلاء ينظرون إلى هذه الكوارث نظرة ايجابية لكونها تعجل بظهور المسيح عيسى، فإنهم لا يهتمون بموضوع الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية ولا بموضوع الحفاظ على البيئة أو المصادر الطبيعية. وقد عبّر عن ذلك صراحة جيمس وات، أول وزير للداخلية أثناء رئاسة رونالد ريغان، عندما قال في جلسة أمام إحدى لجان الكونغرس: «إن الحفاظ على المصادر الطبيعية غير مهم لسبب الرجوع الثاني القريب للمسيح عيسى، فالرب قد سخر لنا هذه الأشياء لنستفيد منها وهو سيرجع عندما تُقطع آخر شجرة».
ثم يقولون لماذا نهتم بالأرض عندما تكون المجاعة والفيضان والطاعون التي تحدث بسبب تأثر البيئة علامات أخبر عن حدوثها الكتاب المقدس؟ ولماذا الاهتمام بتغيّر المناخ الذي يحدث في الكرة الأرضية بينما سنُنقد (من قبل المسيح)؟ ولماذا نفكر بإبدال الطاقة النفطية بالطاقة الشمسية بينما سيقوم المسيح بعمل المعجزات كما في معجزة الخبز والسمك ويوفر بليون برميل من النفط الخفيف في لحظة بل قبل أن يرتدّ طرف الإنسان إليه (والمعجزة التي يذكرها هؤلاء قد وردت في انجيل متى 14/17-21 حيث أطعم المسيح عيسى بخمسة أرغفة خبز وسمكتين خمسة آلاف رجل عدا الأطفال والنساء).
وهم يدعمون نظرتهم هذه إلى البيئة بما ورد في سفر التكوين 1/27: «فخلق الله الإنسان على صورته، وعلى صورة الله خلقه ذكراً وانثى خلقهم وباركهم وقال لهم أنموا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على أسماك البحر وطيور السماء وكل حيوان يدب على الأرض». فهذا النص قد جعل الإنسان سيد الطبيعة يستغل مواردها بحرية لا حدود لها كما أمر أن يتكاثر ويملأ الأرض من دون تحديد للنسل.
وقد اصبحت نظرة هؤلاء الى قضية الحفاظ على البيئة نظرة سلبية بعدما كانت لا مبالية، واخذوا ينتقدون الداعين الى الحفاظ على البيئة ويشهّرون بهم لأن لهؤلاء اعضاء كثيرين في الكونغرس الاميركي، وبعض هؤلاء ذوو تأثير على قرارات لجنة البيئة فيه مثل جيمس آنهوفي الذي كثيراً ما يكون صاحب التأثير لموقعه ومسؤوليته فيها. فقد تأثرت سياسة الولايات المتحدة في هذا المجال بسبب ذلك، ورفضت التوقيع على بعض الاتفاقات المتعلقة بالبيئة كما هو معروف. وأخذ هذا العضو يصرح بإنكاره للاحتباس الحراري الذي قال عنه «انه اكبر خدعة مُرّرت على الشعب الاميركي». وقارن التخويف منه بالتخويف من تصاعد برودة الأرض الذي قال به بعض علماء البيئة في السبعينات من القرن الماضي والتي لم تثبت صحته. وهو ايضاً معروف بقوله: «إنني مؤمن بأنه ليس هناك أي قضية تناقشها الحكومة لم يذكرها الكتاب المقدس».
وجيري فلول المسيحي الصهيوني الأشهر مثل عضو الكونغرس المذكور يرفض ايضاً تصديق التصاعد في حرارة الأرض ويردد كلامه، فهو قال في مقابلة مع شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية: «لقد كانت زيادة برودة الكرة الأرضية قبل ثلاثين سنة واليوم (يقولون) بزيادة حرارتها... وفي الحقيقة فإنه ليس هناك احتباس حراري».
ونظرة هؤلاء الى كثير من القضايا السياسية والاجتماعية هي مثل نظرتهم الى الكوارث، فهي تكون من خلال الكتاب المقدس. ومن هذه القضايا قضية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. فعضو الكونغرس الذي ذكرناه يؤكد دائماً على ضرورة وقوف الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل من دون قيد أو شرط، لأن الرب هكذا يقول. وقد استشهد على ذلك بعبارة سفر التكوين 13/15 «ان كل الأرض التي تراها اعطيها لك ولنسلك الى الأبد»، كما يستدل هو وغيره على عدائهم للفلسطينيين بعبارة سفر التكوين 12/3 «وأبُارك مباركيك وألعن لاعنيك».
وهذا الفكر الديني الذي يؤمن بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس واصبح مدرسة فكرية - دينية معروفة تسمى Dispensationalism ويتبناه عشرات الملايين من الناس، خصوصاً في الولايات المتحدة وتدفع به وتنشره آلة ضخمة يحركها عدد لا يحصى من الأدبيات وما يقرب من ألفين من محطات الراديو ومئتين وخمسين محطة تلفزيون قد يقود العالم الى الخراب والدمار.
أكاديمي عراقي - لندن.
جعفر هادي حسن الحياة 2005/01/10
بادرت الدول والمنظمات الإنسانية لمدّ يد المساعدة للبلدان التي تضررت بكارثة تسونامي الرهيبة التي أحدثت دماراً هائلاً ومروعاً لم يحدث شبيهه في التاريخ القريب.
وعلى رغم أن الكثير من هذه المنظمات هي منظمات مسيحية، إلا أنه لا توجد بينها منظمات للمسيحيين الصهيونيين طبقاً لما ذكره الكاتب بل بركوفتيش الذي أجرى مسحاً على أهم مواقع الانترنت وأوسعها لهذه المنظمات. وقد نشر الكاتب مقالة عن هذا الموضوع على الانترنت في الرابع من هذا الشهر، انتقد فيها أصحاب هذه المواقع على تجاهلهم لهذه الكارثة ذات النتائج المروعة، كما انتقدهم على استمرارهم في ذكر الأخبار الخاصة بهذه المنظمات وكأنه لا عين رأت ولا أذن سمعت.
وقال الكاتب ليس هناك أي موقع من هذه المواقع يطلب المساعدة لضحايا كارثة تسونامي، بل هناك ذكر للدمار الذي حدث في جنوب آسيا ولا توجد عناوين رئيسة حول القتلى والجرحى، كما لا توجد نداءات مستعجلة للتبرع أو أرقام تلفونات يتصل بها الناس، كما لا يوجد ربط بمواقع المنظمات التي تجمع المساعدات أو توفرها للضحايا. واعتبر الكاتب هذا الاهمال مناقضاً لادعاء هذه المنظمات بالدفاع عن القضايا الأخلاقية وتبنيها لها، بل واتهمها بعدم الرحمة وغياب القيم عنها.
ولكن هذا لا يبدو غريباً لمن يعرف الفكر الديني الذي يتبناه هؤلاء، فهم في الواقع يرحبون بحدوث مثل هذه الكوارث، بل ويفرحون بها لأنها تشير إلى قرب ظهور المسيح عيسى مرة أخرى والذي ينتظرونه بفارغ الصبر. وكلما كثرت هذه الكوارث وضخم حجمها وتسارعت وتيرتها، كلما أصبح هذا الظهور قاب قوسين أو أدنى. إذ أن هذا الجيل، طبقاً لهال لندسي صاحب أشهر كتاب بين المسيحيين الصهيونيين، هو آخر جيل قبل الظهور. ويقولون ان كارثة تسونامي وما صاحبها وتلاها هي إحدى الكوارث الكبرى التي أشار إليها الكتاب المقدس وإن لم ينص على اسمها.
ومن نصوص الكتاب المقدس التي استدلوا بها ما جاء في انجيل لوقا 21/25-32 «وستظهر علامات في الشمس والقمر والنجوم وينال الأمم كرب في الأرض ورهبة من عجيج البحر وأمواجه. وستزهق نفوس الناس من الخوف ومن توقع ما ينزل في العالم لأن أجرام السماء تتزعزع وحينئذ يرى الناس ابن الإنسان آتياً في الغمام في تمام العزة والجلال. وإذا أخذت هذه الأمور تحدث فانتصبوا قائمين وارفعوا رؤوسكم لأن افتداءكم قد قرب».
وانني لأتخيل هؤلاء يجادلون بما رأوه ورآه الناس على شاشات التلفزيون من بحر هائج يرعد ويزبد ويدمر ومن مدّ جارف وأمواج عاتية تكتسح كل ما يقف أمامها ومن يقف أمامها من أناس خائفين مرعوبين وعاجزين عن القيام بعمل أي شيء ينقذون به أنفسهم وما يملكون، وما تناقلته الأخبار عن خوف هؤلاء من ركوب البحر وترددهم في المغامرة فيه، فيقارنون ذلك بعبارة الانجيل: «وينال الأمم كرب في الأرض ورهبة من عجيج البحر وأمواجه وستزهق نفوس الناس من الخوف ومن توقع ما ينزل في العالم». بل، ربما أتخيلهم يستدلون على «تزعزع أجرام السماء» بما ذكره رئيس المعهد الوطني الايطالي الجيوفيزيائي من أن شدة قوة البركان قد جعلت الأرض ترتج ويتأثر دورانها.
ولأن هؤلاء ينظرون إلى هذه الكوارث نظرة ايجابية لكونها تعجل بظهور المسيح عيسى، فإنهم لا يهتمون بموضوع الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية ولا بموضوع الحفاظ على البيئة أو المصادر الطبيعية. وقد عبّر عن ذلك صراحة جيمس وات، أول وزير للداخلية أثناء رئاسة رونالد ريغان، عندما قال في جلسة أمام إحدى لجان الكونغرس: «إن الحفاظ على المصادر الطبيعية غير مهم لسبب الرجوع الثاني القريب للمسيح عيسى، فالرب قد سخر لنا هذه الأشياء لنستفيد منها وهو سيرجع عندما تُقطع آخر شجرة».
ثم يقولون لماذا نهتم بالأرض عندما تكون المجاعة والفيضان والطاعون التي تحدث بسبب تأثر البيئة علامات أخبر عن حدوثها الكتاب المقدس؟ ولماذا الاهتمام بتغيّر المناخ الذي يحدث في الكرة الأرضية بينما سنُنقد (من قبل المسيح)؟ ولماذا نفكر بإبدال الطاقة النفطية بالطاقة الشمسية بينما سيقوم المسيح بعمل المعجزات كما في معجزة الخبز والسمك ويوفر بليون برميل من النفط الخفيف في لحظة بل قبل أن يرتدّ طرف الإنسان إليه (والمعجزة التي يذكرها هؤلاء قد وردت في انجيل متى 14/17-21 حيث أطعم المسيح عيسى بخمسة أرغفة خبز وسمكتين خمسة آلاف رجل عدا الأطفال والنساء).
وهم يدعمون نظرتهم هذه إلى البيئة بما ورد في سفر التكوين 1/27: «فخلق الله الإنسان على صورته، وعلى صورة الله خلقه ذكراً وانثى خلقهم وباركهم وقال لهم أنموا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على أسماك البحر وطيور السماء وكل حيوان يدب على الأرض». فهذا النص قد جعل الإنسان سيد الطبيعة يستغل مواردها بحرية لا حدود لها كما أمر أن يتكاثر ويملأ الأرض من دون تحديد للنسل.
وقد اصبحت نظرة هؤلاء الى قضية الحفاظ على البيئة نظرة سلبية بعدما كانت لا مبالية، واخذوا ينتقدون الداعين الى الحفاظ على البيئة ويشهّرون بهم لأن لهؤلاء اعضاء كثيرين في الكونغرس الاميركي، وبعض هؤلاء ذوو تأثير على قرارات لجنة البيئة فيه مثل جيمس آنهوفي الذي كثيراً ما يكون صاحب التأثير لموقعه ومسؤوليته فيها. فقد تأثرت سياسة الولايات المتحدة في هذا المجال بسبب ذلك، ورفضت التوقيع على بعض الاتفاقات المتعلقة بالبيئة كما هو معروف. وأخذ هذا العضو يصرح بإنكاره للاحتباس الحراري الذي قال عنه «انه اكبر خدعة مُرّرت على الشعب الاميركي». وقارن التخويف منه بالتخويف من تصاعد برودة الأرض الذي قال به بعض علماء البيئة في السبعينات من القرن الماضي والتي لم تثبت صحته. وهو ايضاً معروف بقوله: «إنني مؤمن بأنه ليس هناك أي قضية تناقشها الحكومة لم يذكرها الكتاب المقدس».
وجيري فلول المسيحي الصهيوني الأشهر مثل عضو الكونغرس المذكور يرفض ايضاً تصديق التصاعد في حرارة الأرض ويردد كلامه، فهو قال في مقابلة مع شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية: «لقد كانت زيادة برودة الكرة الأرضية قبل ثلاثين سنة واليوم (يقولون) بزيادة حرارتها... وفي الحقيقة فإنه ليس هناك احتباس حراري».
ونظرة هؤلاء الى كثير من القضايا السياسية والاجتماعية هي مثل نظرتهم الى الكوارث، فهي تكون من خلال الكتاب المقدس. ومن هذه القضايا قضية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. فعضو الكونغرس الذي ذكرناه يؤكد دائماً على ضرورة وقوف الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل من دون قيد أو شرط، لأن الرب هكذا يقول. وقد استشهد على ذلك بعبارة سفر التكوين 13/15 «ان كل الأرض التي تراها اعطيها لك ولنسلك الى الأبد»، كما يستدل هو وغيره على عدائهم للفلسطينيين بعبارة سفر التكوين 12/3 «وأبُارك مباركيك وألعن لاعنيك».
وهذا الفكر الديني الذي يؤمن بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس واصبح مدرسة فكرية - دينية معروفة تسمى Dispensationalism ويتبناه عشرات الملايين من الناس، خصوصاً في الولايات المتحدة وتدفع به وتنشره آلة ضخمة يحركها عدد لا يحصى من الأدبيات وما يقرب من ألفين من محطات الراديو ومئتين وخمسين محطة تلفزيون قد يقود العالم الى الخراب والدمار.
أكاديمي عراقي - لندن.