بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد(ص) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الإنس والجن والجن اجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صرح بن كثير في كتابة البداية والنهاية بتعدد طرق حديث الطير وقال:
حديث الطير و هذا الحديث قد صنف الناس فيه و له طرق متعددة و في كل منها نظر و نحن نشير إلى شيء من ذلك قال الترمذي : حدثنا سفيان بن وكيع ، ثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس قال : " كان عند النبي صلى الله عليه وآله و سلم طير فقال : أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " فجاء علي(ع) فأكل معه ، ثم قال الترمذي : غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه ، قال : و قد روي من وجه عن أنس و قد رواه أبو يعلى عن الحسين بن حماد عن شهر بن عبد الملك عن عيسى بن عمر به .
و قال أبو يعلى : ثنا قطن بن بشير ثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، ثنا عبد الله بن مثنى ثنا عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم حجل مشوي بخبزه و ضيافه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام " فقالت عائشة : أللهم اجعله أبي ، و قالت حفصة : أللهم اجعله أبي ، و قال أنس : و قلت : أللهم اجعله سعد بن عبادة ، قال أنس : فسمعت حركة بالباب فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم على حاجة فانصرف ثم سمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي(ع) بالباب ، فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم على حاجة فانصرف ثم سمعت حركة بالباب فسلم علي(ع) فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم صوته فقال : أنظر من هذا ؟ فخرجت فإذا هو علي(ع) فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فأخبرته فقال : " ائذن له يدخل علي فأذنت له فدخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم أللهم وال من والاه " و إلى و رواه الحاكم في مستدركه عن أبي علي الحافظ عن محمد بن أحمد الصفار و حميد بن يونس الزيات كلاهما عن محمد بن أحمد بن عياض عن أبي غسان أحمد بن عياض عن أبي ظبية عن يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس فذكره ، و هذا إسناد غريب .
ثم قال الحاكم : هذا الحديث على شرط البخاري و مسلم و هذا فيه نظر ، فإن أبا علاثة محمد بن أحمد بن عياض هذا معروف لكن روى هذا الحديث عنه جماعة عن أبيه ، و ممن رواه عنه أبو القاسم الطبراني ثم قال : تفرد به عن أبيه و الله أعلم .
قال الحاكم و قد رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا قال شيخنا الحافظ الكبير أبو عبد الله الذهبي فصلهم بثقة يصح الاسناد إليه ثم قال الحاكم : و صحت الرواية عن علي و أبي سعيد و سفينة ، قال شيخنا أبو عبد الله لا و الله ما صح شيء من ذلك ، و رواه الحاكم من طريق إبراهيم بن ثابت القصار و هو مجهول عن ثابت البناني عن أنس قال : دخل محمد بن الحجاج فجعل يسب عليا(ع) فقال أنس : أسكت عن سب علي فذكر الحديث مطولا و هو منكر سندا و متنا ، لم يورد الحاكم في مستدركه هذين الحديثين و قد رواه ابن أبي حاتم عن عمار بن خالد الواسطي ، عن إسحاق الازرق ، عن عبد الملك بن أبي سليمان .
عن أنس ، و هذا أجود من إسناد الحاكم .
و رواه عبد الله بن زياد ، أبو العلاء ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أنس ببن مالك .
فقال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم طير مشوي فقال : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " فذكر نحوه ، و رواه محمد بن مصفى ، عن حفص بن عمر ، عن موسى بن سعد ، عن الحسن عن أنس فذكره ، و رواه علي بن الحسن الشامي ، عن خليل بن دعلج ، عن قتادة عن أنس بنحوه ، و رواه أحمد بن يزيد الورتنيس ، عن زهير ، عن عثمان الطويل ، عن أنس فذكره ، و رواه عبيد الله بن موسى ، عن مسكين بن عبد العزيز ، عن ميمون أبي خلف حدثني أنس بن مالك فذكره ، قال الدارقطني : من حديث ميمون أبي خلف تفرد به مسكين بن عبد العزيز ، و رواه الحجاج بن يوسف بن قتيبة عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس .
و رواه ابن يعقوب إسحاق بن الفيض ، ثنا المضاء بن الجارود ، عن عبد العزيز بن زياد ، أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة فسأله عن علي بن أبي طالب(ع) فقال : أهدي للنبي صلى الله عليه وآله و سلم طائرا فأمر به فطبخ و صنع فقال : " أللهم ائتني بأحب الخلق إلي يأكل معي " .فذكره .
و قال الخطيب البغدادي : أنا الحسن بن أبي بكير ، أنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح ، ثنا محمد بن القاسم النحوي ، أبو عبد الله ، ثنا أبو عاصم عن أبي الهندي عن أنس فذكره .
و رواه الحاكم بن محمد ، عن محمد بن سليم ، عن أنس بن مالك فذكره .
و قال أبو يعلى : حدثنا الحسن بن حماد الوراق ، ثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع ثقة ثنا عيسى بن عمر عن إسماعيل السدي : أن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم كان عنده طائر فقال : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عمر فرده ثم جاء عثمان فرده ثم جاء علي(ع) فأذن له " .
و قال أبو القاسم بن عقدة ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا يوسف بن عدي ، ثنا حماد بن المختار الكوفي ، ثنا عبد الملك بن عمير ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم طائر فوضع بين يديه فقال : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي قال : فجاء علي(ع) فدق الباب فقلت من ذا ؟ فقال : أنا علي ، فقلت إن رسول الله على حاجة حتى فعل ذلك ثلاثا ، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبي صلى الله عليه وآله و سلم .
ما حبسك ؟ فقال : قد جئت ثلاث مرات فيحبسني أنس ، فقال النبي صلى الله عليه وآله و سلم : ما حملك على ذلك ؟ قال قلت : كنت أحب أن يكون رجلا من قومي " و قد رواه الحاكم النيسابوري عن عبدان بن يزيد ، عن يعقوب الدقاق ، عن إبراهيم بن الحسين الشامي ، عن أبي توبة الربيع بن نافع ، عن حسين بن سليمان بن عبد الملك بن عمير عن أنس فذكره ، ثم قال الحاكم : لم نكتبه إلا بهذا الاسناد ، و ساقه ابن عساكر من حديث الحرث بن نبهان عن إسماعيل رجل من أهل الكوفة عن أنس بن مالك فذكره .
و من حديث حفص بن عمر المهرقاني عن الحكم بن شبير بن إسماعيل .
أبي سليمان أخي إسحاق بن سليمان الرازي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس فذكره .
و من حديث سليمان بن قرم عن محمد بن علي السلمي ، عن أبي حذيفة العقيلي عن أنس فذكره .
و قال أبو يعلى : ثنا أبو هشام ثنا ابن فضيل ثنا مسلم الملائي عن أنس قال : أهدت أم أيمن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم طيرا مشويا فقال : " أللهم ائتني بمن تحبه يأكل معي من هذا الطير ، قال أنس فجاء علي فاستأذن فقلت : هو على حاجته ، فرجع ثم عاد فاستأذن فقلت : هو على حاجته فرجع ، ثم عاد فاستأذن فسمع النبي صلى الله عليه وآله و سلم صوته فقال : ائذن له فدخل و هو موضوع بين يديه فأكل منه و حمد الله " فهذه طرق متعددة عن أنس بن مالك و كل منها فيه ضعف و مقال .
و قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في جزء جمعه في هذا الحديث بعد ما أورد طرقا متعددة نحوا مما ذكرنا و يروي هذا الحديث من وجوه باطلة أو مظلمة عن حجاج بن يوسف و أبي عصام خالد بن عبيد و دينار أبي كيسان و زياد بن محمد الثقفي و زياد العبسي و زياد بن المنذر و سعد بن ميسرة البكري و سليمان التيمي و سليمان بن علي الامير و سلمة بن وردان و صباح بن محارب و طلحة بن مصرف و أبي الزناد و عبد الاعلى بن عامر و عمر بن راشد و عمر بن أبي حفص الثقفي الضرير و عمر بن سليم البجلي و عمر بن يحيى الثقفي و عثمان الطويل و علي بن أبي رافع و عيسى بن طهمان و عطية العوفي و عباد بن عبد الصمد و عمار الذهبي و عباس بن علي و فضيل بن غزوان و قاسم بن جندب و كلثوم بن جبر و محمد بن علي الباقر و الزهري و محمد بن عمرو بن علقمة و محمد بن مالك الثقفي و محمد بن جحادة و ميمون بن مهران و موسى الطويل و ميمون بن جابر السلمي و منصور بن عبد الحميد و معلى بن أنس و ميمون أبي خلف الجراف و قيل أبو خالد و مطر بن خالد و معاوية بن عبد الله بن جعفر و موسى بن عبد الله الجهني و نافع مولى ابن عمر و النضر بن أنس بن مالك و يوسف بن إبراهيم و يونس بن حيان و يزيد بن سفيان و يزيد بن أبي حبيب و أبي المليح و أبي الحكم و أبي داود السبيعي و أبي حمزة الواسطي و أبي حذيفة العقيلي و إبراهيم بن هدبة ثم قال بعد أن ذكر الجميع : الجميع بضعة و تسعون نفسا أقر بها غرائب ضعيفة و أردؤها طرق مختلفة مفتعلة و غالبها طرق واهية .
و قد روى من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فقال أبو القاسم البغوي و أبو يعلى الموصلي قالا : حدثنا القواريري ثنا يونس بن أرقم ثنا مطير بن أبي خالد عن ثابت البجلي عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم قال : أهدت إمرأة من الانصار طائرين بين رغيفين و لم يكن في البيت غيري و غير أنس فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فدعا بغدائه .
فقلت : يا رسول الله(ص) قد اهدت لك إمرأة من الانصار هديد ، فقدمت الطائرين إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : أللهم ائتني بأحب خلقك إليك و إلى رسولك ، فجاء علي بن أبي طالب(ع) فضرب الباب خفيا فقلت : من هذا ؟ قال أبو الحسن ، ثم ضرب الباب و رفع صوته فقال رسول الله من هذا : قلت علي بن أبي طالب(ع) ، قال : افتح له ، ففتحت له فأكل معه رسول الله من الطيرين حتى فنيا " .
و روى عن ابن عباس فقال أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد : ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا سليمان بن قرم ، عن محمد بن شعيب ، عن داود بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس قال : إن النبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم أتي بطائر .
.
فقال : " أللهم ائتني برجل يحبه الله و رسوله فجاء علي فقال : أللهم و إلى " و روى عن الإمام علي(ع) نفسه فقال عباد بن يعقوب : ثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن الإمام علي(ع) ، حدثني أبي ، عن أبيه عن جده عن الإمام علي (ع)قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم طير يقال له الحبارى فوضعت بين يديه و كان أنس بن مالك يحجبه فرفع النبي صلى الله عليه وآله و سلم يده إلى الله ثم قال : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير .
قال فجاء علي(ع) فاستأذن فقال له أنس : إن رسول الله(ص) يعني على حاجته .
فرجع ثم أعاد رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم الدعاء فرجع ثم دعا الثالثة فجاء علي(ع) فأدخله ، فلما رآه رسول الله قال : أللهم و إلى .
فأكل معه فلما أكل رسول الله(ص) و خرج علي(ع) قال أنس : سمعت عليا(ع) فقلت يا أبا الحسن استغفر لي فإن لي إليك ذنب و إن عندي بشارة ، فأخبرته بما كان من النبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم فحمد الله و استغفر لي و رضي عني أذهب ذنبي عنده بشارتي إياه "
و من حديث جابر بن عبد الله الانصاري أورده ابن عساكر من طريق عبد الله بن صالح كااتب الليث عن ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر فذكره بطوله .
و قد روي أيضا من حديث أبي سعيد الخدري ، و صححه الحاكم و لكن إسناده مظلم و فيه ضعفاء .
و روي من حديث حبشي بن جنادة و لا يصح أيضا و من حديث يعلى بن مرة و الاسناد إليه مظلم ، و من حديث أبي رافع نحوه و ليس بصحيح .
و قد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة منهم أبو بكر بن مردويه و الحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذهبي و رأيت فيه مجلدا في جمع طرقه و ألفاظه لابي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده و تضعيفه سندا و متنا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم .
و بالجمة
البداية والنهايةج7ص387و388ز389و390
هذه هي النتيجة خلص لها إبن كثير فبعد اعترافه بثبوت الحديث حكم عليه بالضعف لا لشيء إلى لحاجة في نفسه وليس لإنه لا يصح كما صرح هو بنفسه بذلك بقوله ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر و إن كثرت طرقه .هذه هي الدوافع لإبن كثير ومن حذا حذوه في تضعيف ورد فضائل امير المؤمنين(ع) وهذه هي المنهجية التقليدية التي ارتسمتها المدرسة السلفية في مناقشة الحديث النبوي وهي محاوله لإلغاء التراث النبوي بإسلوب المغالطات السندية والنفسية لإخراج عدد لا حصر له من فضائل امير المؤمنين(ع) بغضاً له(ع)ولإنهم لو اقروا واعترفوا بصحة هذا الحديث وامثاله في فضائل امير المؤمنين(ع)لترتب على ذلك إمور عده اهونها الإقرار بإفظلية امير المؤمنين(ع)على سائر الصحابة وعلى رأسهم ابو بكر وعمر وعثمان واحقيته وأولويته بالخلافة والقيادة قبل هؤلاء واولويته منهم والتي يترتب عليها هدم ونسف مذهبهم بإكمله
فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )حقاً وكما قال رسول الله(ص)(ياعلي لا يحبك إلى مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد(ص) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الإنس والجن والجن اجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صرح بن كثير في كتابة البداية والنهاية بتعدد طرق حديث الطير وقال:
حديث الطير و هذا الحديث قد صنف الناس فيه و له طرق متعددة و في كل منها نظر و نحن نشير إلى شيء من ذلك قال الترمذي : حدثنا سفيان بن وكيع ، ثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس قال : " كان عند النبي صلى الله عليه وآله و سلم طير فقال : أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " فجاء علي(ع) فأكل معه ، ثم قال الترمذي : غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه ، قال : و قد روي من وجه عن أنس و قد رواه أبو يعلى عن الحسين بن حماد عن شهر بن عبد الملك عن عيسى بن عمر به .
و قال أبو يعلى : ثنا قطن بن بشير ثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، ثنا عبد الله بن مثنى ثنا عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم حجل مشوي بخبزه و ضيافه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام " فقالت عائشة : أللهم اجعله أبي ، و قالت حفصة : أللهم اجعله أبي ، و قال أنس : و قلت : أللهم اجعله سعد بن عبادة ، قال أنس : فسمعت حركة بالباب فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم على حاجة فانصرف ثم سمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي(ع) بالباب ، فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم على حاجة فانصرف ثم سمعت حركة بالباب فسلم علي(ع) فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم صوته فقال : أنظر من هذا ؟ فخرجت فإذا هو علي(ع) فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فأخبرته فقال : " ائذن له يدخل علي فأذنت له فدخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم أللهم وال من والاه " و إلى و رواه الحاكم في مستدركه عن أبي علي الحافظ عن محمد بن أحمد الصفار و حميد بن يونس الزيات كلاهما عن محمد بن أحمد بن عياض عن أبي غسان أحمد بن عياض عن أبي ظبية عن يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس فذكره ، و هذا إسناد غريب .
ثم قال الحاكم : هذا الحديث على شرط البخاري و مسلم و هذا فيه نظر ، فإن أبا علاثة محمد بن أحمد بن عياض هذا معروف لكن روى هذا الحديث عنه جماعة عن أبيه ، و ممن رواه عنه أبو القاسم الطبراني ثم قال : تفرد به عن أبيه و الله أعلم .
قال الحاكم و قد رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا قال شيخنا الحافظ الكبير أبو عبد الله الذهبي فصلهم بثقة يصح الاسناد إليه ثم قال الحاكم : و صحت الرواية عن علي و أبي سعيد و سفينة ، قال شيخنا أبو عبد الله لا و الله ما صح شيء من ذلك ، و رواه الحاكم من طريق إبراهيم بن ثابت القصار و هو مجهول عن ثابت البناني عن أنس قال : دخل محمد بن الحجاج فجعل يسب عليا(ع) فقال أنس : أسكت عن سب علي فذكر الحديث مطولا و هو منكر سندا و متنا ، لم يورد الحاكم في مستدركه هذين الحديثين و قد رواه ابن أبي حاتم عن عمار بن خالد الواسطي ، عن إسحاق الازرق ، عن عبد الملك بن أبي سليمان .
عن أنس ، و هذا أجود من إسناد الحاكم .
و رواه عبد الله بن زياد ، أبو العلاء ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أنس ببن مالك .
فقال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم طير مشوي فقال : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " فذكر نحوه ، و رواه محمد بن مصفى ، عن حفص بن عمر ، عن موسى بن سعد ، عن الحسن عن أنس فذكره ، و رواه علي بن الحسن الشامي ، عن خليل بن دعلج ، عن قتادة عن أنس بنحوه ، و رواه أحمد بن يزيد الورتنيس ، عن زهير ، عن عثمان الطويل ، عن أنس فذكره ، و رواه عبيد الله بن موسى ، عن مسكين بن عبد العزيز ، عن ميمون أبي خلف حدثني أنس بن مالك فذكره ، قال الدارقطني : من حديث ميمون أبي خلف تفرد به مسكين بن عبد العزيز ، و رواه الحجاج بن يوسف بن قتيبة عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس .
و رواه ابن يعقوب إسحاق بن الفيض ، ثنا المضاء بن الجارود ، عن عبد العزيز بن زياد ، أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة فسأله عن علي بن أبي طالب(ع) فقال : أهدي للنبي صلى الله عليه وآله و سلم طائرا فأمر به فطبخ و صنع فقال : " أللهم ائتني بأحب الخلق إلي يأكل معي " .فذكره .
و قال الخطيب البغدادي : أنا الحسن بن أبي بكير ، أنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح ، ثنا محمد بن القاسم النحوي ، أبو عبد الله ، ثنا أبو عاصم عن أبي الهندي عن أنس فذكره .
و رواه الحاكم بن محمد ، عن محمد بن سليم ، عن أنس بن مالك فذكره .
و قال أبو يعلى : حدثنا الحسن بن حماد الوراق ، ثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع ثقة ثنا عيسى بن عمر عن إسماعيل السدي : أن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم كان عنده طائر فقال : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عمر فرده ثم جاء عثمان فرده ثم جاء علي(ع) فأذن له " .
و قال أبو القاسم بن عقدة ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا يوسف بن عدي ، ثنا حماد بن المختار الكوفي ، ثنا عبد الملك بن عمير ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم طائر فوضع بين يديه فقال : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي قال : فجاء علي(ع) فدق الباب فقلت من ذا ؟ فقال : أنا علي ، فقلت إن رسول الله على حاجة حتى فعل ذلك ثلاثا ، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبي صلى الله عليه وآله و سلم .
ما حبسك ؟ فقال : قد جئت ثلاث مرات فيحبسني أنس ، فقال النبي صلى الله عليه وآله و سلم : ما حملك على ذلك ؟ قال قلت : كنت أحب أن يكون رجلا من قومي " و قد رواه الحاكم النيسابوري عن عبدان بن يزيد ، عن يعقوب الدقاق ، عن إبراهيم بن الحسين الشامي ، عن أبي توبة الربيع بن نافع ، عن حسين بن سليمان بن عبد الملك بن عمير عن أنس فذكره ، ثم قال الحاكم : لم نكتبه إلا بهذا الاسناد ، و ساقه ابن عساكر من حديث الحرث بن نبهان عن إسماعيل رجل من أهل الكوفة عن أنس بن مالك فذكره .
و من حديث حفص بن عمر المهرقاني عن الحكم بن شبير بن إسماعيل .
أبي سليمان أخي إسحاق بن سليمان الرازي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس فذكره .
و من حديث سليمان بن قرم عن محمد بن علي السلمي ، عن أبي حذيفة العقيلي عن أنس فذكره .
و قال أبو يعلى : ثنا أبو هشام ثنا ابن فضيل ثنا مسلم الملائي عن أنس قال : أهدت أم أيمن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم طيرا مشويا فقال : " أللهم ائتني بمن تحبه يأكل معي من هذا الطير ، قال أنس فجاء علي فاستأذن فقلت : هو على حاجته ، فرجع ثم عاد فاستأذن فقلت : هو على حاجته فرجع ، ثم عاد فاستأذن فسمع النبي صلى الله عليه وآله و سلم صوته فقال : ائذن له فدخل و هو موضوع بين يديه فأكل منه و حمد الله " فهذه طرق متعددة عن أنس بن مالك و كل منها فيه ضعف و مقال .
و قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في جزء جمعه في هذا الحديث بعد ما أورد طرقا متعددة نحوا مما ذكرنا و يروي هذا الحديث من وجوه باطلة أو مظلمة عن حجاج بن يوسف و أبي عصام خالد بن عبيد و دينار أبي كيسان و زياد بن محمد الثقفي و زياد العبسي و زياد بن المنذر و سعد بن ميسرة البكري و سليمان التيمي و سليمان بن علي الامير و سلمة بن وردان و صباح بن محارب و طلحة بن مصرف و أبي الزناد و عبد الاعلى بن عامر و عمر بن راشد و عمر بن أبي حفص الثقفي الضرير و عمر بن سليم البجلي و عمر بن يحيى الثقفي و عثمان الطويل و علي بن أبي رافع و عيسى بن طهمان و عطية العوفي و عباد بن عبد الصمد و عمار الذهبي و عباس بن علي و فضيل بن غزوان و قاسم بن جندب و كلثوم بن جبر و محمد بن علي الباقر و الزهري و محمد بن عمرو بن علقمة و محمد بن مالك الثقفي و محمد بن جحادة و ميمون بن مهران و موسى الطويل و ميمون بن جابر السلمي و منصور بن عبد الحميد و معلى بن أنس و ميمون أبي خلف الجراف و قيل أبو خالد و مطر بن خالد و معاوية بن عبد الله بن جعفر و موسى بن عبد الله الجهني و نافع مولى ابن عمر و النضر بن أنس بن مالك و يوسف بن إبراهيم و يونس بن حيان و يزيد بن سفيان و يزيد بن أبي حبيب و أبي المليح و أبي الحكم و أبي داود السبيعي و أبي حمزة الواسطي و أبي حذيفة العقيلي و إبراهيم بن هدبة ثم قال بعد أن ذكر الجميع : الجميع بضعة و تسعون نفسا أقر بها غرائب ضعيفة و أردؤها طرق مختلفة مفتعلة و غالبها طرق واهية .
و قد روى من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فقال أبو القاسم البغوي و أبو يعلى الموصلي قالا : حدثنا القواريري ثنا يونس بن أرقم ثنا مطير بن أبي خالد عن ثابت البجلي عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم قال : أهدت إمرأة من الانصار طائرين بين رغيفين و لم يكن في البيت غيري و غير أنس فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فدعا بغدائه .
فقلت : يا رسول الله(ص) قد اهدت لك إمرأة من الانصار هديد ، فقدمت الطائرين إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : أللهم ائتني بأحب خلقك إليك و إلى رسولك ، فجاء علي بن أبي طالب(ع) فضرب الباب خفيا فقلت : من هذا ؟ قال أبو الحسن ، ثم ضرب الباب و رفع صوته فقال رسول الله من هذا : قلت علي بن أبي طالب(ع) ، قال : افتح له ، ففتحت له فأكل معه رسول الله من الطيرين حتى فنيا " .
و روى عن ابن عباس فقال أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد : ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا سليمان بن قرم ، عن محمد بن شعيب ، عن داود بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس قال : إن النبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم أتي بطائر .
.
فقال : " أللهم ائتني برجل يحبه الله و رسوله فجاء علي فقال : أللهم و إلى " و روى عن الإمام علي(ع) نفسه فقال عباد بن يعقوب : ثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن الإمام علي(ع) ، حدثني أبي ، عن أبيه عن جده عن الإمام علي (ع)قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله و سلم طير يقال له الحبارى فوضعت بين يديه و كان أنس بن مالك يحجبه فرفع النبي صلى الله عليه وآله و سلم يده إلى الله ثم قال : " أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير .
قال فجاء علي(ع) فاستأذن فقال له أنس : إن رسول الله(ص) يعني على حاجته .
فرجع ثم أعاد رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم الدعاء فرجع ثم دعا الثالثة فجاء علي(ع) فأدخله ، فلما رآه رسول الله قال : أللهم و إلى .
فأكل معه فلما أكل رسول الله(ص) و خرج علي(ع) قال أنس : سمعت عليا(ع) فقلت يا أبا الحسن استغفر لي فإن لي إليك ذنب و إن عندي بشارة ، فأخبرته بما كان من النبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم فحمد الله و استغفر لي و رضي عني أذهب ذنبي عنده بشارتي إياه "
و من حديث جابر بن عبد الله الانصاري أورده ابن عساكر من طريق عبد الله بن صالح كااتب الليث عن ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر فذكره بطوله .
و قد روي أيضا من حديث أبي سعيد الخدري ، و صححه الحاكم و لكن إسناده مظلم و فيه ضعفاء .
و روي من حديث حبشي بن جنادة و لا يصح أيضا و من حديث يعلى بن مرة و الاسناد إليه مظلم ، و من حديث أبي رافع نحوه و ليس بصحيح .
و قد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة منهم أبو بكر بن مردويه و الحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذهبي و رأيت فيه مجلدا في جمع طرقه و ألفاظه لابي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده و تضعيفه سندا و متنا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم .
و بالجمة
ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر و إن كثرت طرقه
و الله أعلم .البداية والنهايةج7ص387و388ز389و390
هذه هي النتيجة خلص لها إبن كثير فبعد اعترافه بثبوت الحديث حكم عليه بالضعف لا لشيء إلى لحاجة في نفسه وليس لإنه لا يصح كما صرح هو بنفسه بذلك بقوله ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر و إن كثرت طرقه .هذه هي الدوافع لإبن كثير ومن حذا حذوه في تضعيف ورد فضائل امير المؤمنين(ع) وهذه هي المنهجية التقليدية التي ارتسمتها المدرسة السلفية في مناقشة الحديث النبوي وهي محاوله لإلغاء التراث النبوي بإسلوب المغالطات السندية والنفسية لإخراج عدد لا حصر له من فضائل امير المؤمنين(ع) بغضاً له(ع)ولإنهم لو اقروا واعترفوا بصحة هذا الحديث وامثاله في فضائل امير المؤمنين(ع)لترتب على ذلك إمور عده اهونها الإقرار بإفظلية امير المؤمنين(ع)على سائر الصحابة وعلى رأسهم ابو بكر وعمر وعثمان واحقيته وأولويته بالخلافة والقيادة قبل هؤلاء واولويته منهم والتي يترتب عليها هدم ونسف مذهبهم بإكمله
فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )حقاً وكما قال رسول الله(ص)(ياعلي لا يحبك إلى مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق